(من هو السيد ومن هو الخادم ؟) بعض إنطباعاتى عن الخرطوم

لفت انتباهي جلبة وضوضاء في أحد الشوارع الرئيسة . لاحظت إن شرطة المرور تحاول أن تخلي الشارع من المارة لوزير قادم ، تحيطه سيارات فارهة ومواتر وعدد من المرافقين . سألت أحد المارة من يكون هذا ؟ لم يشأ أن يذكر اسماً أو يشر إلي حقيبة وزارية بعينها .سألت نفسي ألا يستطيع هذا الوزير أن يقود سيارته بنفسه ! ويوفر علي الوطن هذا المال المهدر، وعلي المواطنين وقتهم وعلي نفسه ومن معه الحرج ، كم سيارة ترافقه ؟ كم رجل شرطة في حراسته ؟كم من الوقت ضاع علي المواطنين الذين حشروا حشرا ريثما يمر سعادته ؟ هذا لا يحدث في العالم المتحضر . أذكر كنت في رفقة صديق في قطار الأنفاق في مدينة تورنتو الكندية عندما نبهني هذا الصديق إلي وجود وزير النقل في ذات العربة التي كنا فيها ، تصور الوزير يستقل قطار الأنفاق! تذكرون قبل سنوات خلت كتب أحد المواطنين رسالة لمحرر ( من يوم إلى يوم ) في صحيفة الرأي العام ، عندما كانت حرية الصحافة أصلاً وليست هامشاً ! يقول للمحرر : إنه شاهد السيد وزير الزراعة حماد توفيق يوصل ابنه إلي مدرسة الخرطوم غرب الابتدائية بسيارة الحكومة . تصوروا ! كتب السيد حماد توفبق في اليوم التالي رداً يعتذر في أدب ، موضحاً إنها المرة الأولي التي يستخدم فيها سيارة الحكومة لغرض شخصي وكان تحت وطأة ظرف طارئ. تأمل كيف كان المال العام مقدسا ! وكيف كان المواطن يملك حق المساءلة !حدثني الصديق الدكتور عبد الله أمين التوم الذي يعمل إستشارياً للمناظير في مستشفي زايد العسكري قائلاً : كانت أمي تتوسل إلي أبي الذي كان وزيراً حينذاك _ يقصد أمين التوم _ أن أوصلها إلي " بيت البكا " بسيارة الحكومة كان يرفض رفضاً باتاً وقد حرم علي كافة أفراد الأسرة إستخدام سيارة الحكومة طيلة الفترة التي كان فيها وزيراً . ليس ذالك فحسب ، ألم يشاهد أحدكم الأستاذ المحجوب الذي كان يقود سيارته بنفسه بدون ضوضاء أو إستعراض ، وأيضاً مبارك زروق يفعل الشيء نفسه . ألم يكن السيد يحي الفضلي يسكن في بيت تملكه الأوقا ف في حي شعبي في الخرطوم غرب ! وحسن عوض الذي كان وزيراً للداخلية ولا يملك بيتاً حتي وفاته ومحمد نور الدين الذي كان وزيراً و شيع إلي مثواه الأخير من الشعبية في الخرطوم بحري . الزعيم الأزهري عندما شيد له تجار الحزب بيته الحالي والذي يبدو متواضعاً إذا قورن ببيت مسؤول صغير الان ، قامت الدنيا ولم تقعد ! عن ماذا تدلل هذه الأمثلة المضيئة ؟ عن قدسية المال العام ، أم عن طهارة اليد ، أم عن شرف المسؤولية ، أم عن النزاهة ، أم عن كلها معاً ؟ أم عن التطبيق الفعلي لمبدأ " الشعب هو السيد والوزير هو الخادم " .كل هؤلاء ذهبوا وتركوا من بعدهم سجلاً ناصعاً وشفافاً يشرف وطنهم وأبنائهم من بعدهم .
لماذا لا يكون الشعب هو السيد وقد كان كذالك عبر التاريخ ، في كل أنحاء الدنيا ما عدا في عالمنا الثالث ! إذا كان الشعب هو الذي يدفع مرتب السيد الوزير و تكاليف كل هذا الكم الهائل من سياراته الفارهة وسيارة السيدة حرمه و موبايلات أفراد الأسرة من الجنسين ويدفع إيجار منزله ذو الطوابق المتعددة وتذاكر سفره لقضاء الإجازة الصيفية في المكان الذي تختاره السيدة حرم الوزيروتكاليف علاجه في أرقي المستشفيات في العالم ! كيف يكون الشعب خادما و الوزير سيداً ! يجب تصحيح هذه العلاقة المغلوطة ، باعتبا ر أن كل موظفي الخدمة العامة وعلي رأسهم السيد الوزير علي أي مستوي يكون وفي أي موقع كان ، هم خدام الشعب صاحب السيادة وليس العكس . لماذا كل مخصصات السيد الوزير تدفع فوراً و بدون إبطاء أو تأخير! بينما مستحقات الشعب من صحة البيئة والعلاج والتعليم وشبكة المجاري وتوفير المياه الصالحة للشرب والكهرباء والأمن وقائمة طويلة لا يسع المجال لذكرها مؤجلة منذ سنوات ؟ هل يجوز أن يفسح الشعب وهو السيد ، الطريق للوزير وهو الخادم ، كي يمر بينما هو ينتظر الساعات الطوال ؟ ممارسات كثيرة تستفزك وأنت تقارب بينها وبين ما تشاهده في البلاد الراقية ، التي تكون فيها السيادة فعلاً للشعب . أذكر أن وزير الإسكان في حكومة ميتران الأولي اتهم في ذمته حيث أشيع بأنه تصرف في قطعة ارض حكومية لحسابه الخاص ، و الرجل كان مشهوداً له بالنزاهة والإستقامة ، ذهب فوراً إلي نهر السين وتسلق أحد جسوره وسقط ليموت منتحراً . نحن لا نطلب من كل الذين تعدوا علي المال العام وأثروا ثراءً حراماً ، وشيدوا به قصوراً تتحدث بها المدينة ، أن يتسلقوا كبري النيل الأزرق ويلقوا بأنفسهم من هناك ، لأن في ذالك قتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق ، فضلاً عن أن الكبري علي قدمه لن يتحمل هذا العدد الهائل ! . ولكن الذي نطلبه أن لا تمتد الأيادي الطويلة إلي المال العام ، خاصة إذا كان هو مال السيد، والأيادي الطويلة هي أيادي الخادم ! فلنتذكر جيداً التاريخ لا يرحم ، و عيون شبكة الإنترنت لا تعرف الحواجز ولا الحجب ! وقد سبق أن طفح كيلها بما تتحدث به المدينه من فاسدين ومفسدين لغيرهم .

العزيز جعفر عبد المطلب تحياتي

ولك الشكر علي الرأي السديد في قالب العودة من الخرطوم مسطراً إنطباعاً يمثل لوحة زاهية في زمان تلوث الذمم وتراجع القيم للمدي الذي يظنة من هو في عتبات الحياة الأولي هو الأصل بينما الإستثناء هو ما خطة حرفك من تاريخ ولي ولن تجد له مكاناً بين الأمم أو هكذا الأمم من حولنا للدرجة التي قد يتملكك الإحساس بأن هذا هو ديدن الحياة . والأدهي أننا مسلمين نعلم بالحقيقة المطلقة بأننا خير أمهِ أُخرجت للناس ومن يعتنق هذه السلوكيات يجهر بإسلامة ويمشي به بين الناس حديثاً عذباً حول تحمل الأمانة وأنها خذيٌ وندامة يوم القيامة لكنهم يعملون لها ليل نهار ولا ينظرون للآخرة التي قج تكون قاب قوسين أو أدني .

العزيز جعفر عبد المطلب
تحية طيبة
شكراً على هذه الكلمات المضيئة ،وتكرينا برموز كانوا في غاية العفة والزهد
ولكننا لانرجو خيراً من اتى في جنح الظلام ليتغول على ارادة الشعب،او ذاك الذي يقول
وصل السلطة عن طريق فوهة البندقية ومن ارادها فليفعل ذلك،نسأل الله ان يرد الوطن المختطف الى مواطنيه ويكفينا شر هؤلاء.

الصديق عبده عبد الحميد لك التحية :
أشكرك على مرورك الكريم واتمنى ان تكون الكتابة عن الفساد ليس كصلاة الجنازة ! ينبغى أن تكون مسؤوليتنا جميعا. إن تقصيرنا عن كشف مثل هذا الفساد الفاضح جعل منه ممارسة عاديةوأصبح مصدرا ثابتا للدخل لهؤلاء الفاسدين والمفسدين لغيرهم.متى نكف عن ممارسة رذيلة السلبية ودفن الرؤوس فى الطين لأن الخرطوم ليست بها رمال !

الصديق العزيز البحيراوى لك التحايا والود:
لو أعرف أن مثل هذه الكتابات تروقكم لما توقفت لحظة ، ولكن يااخى بعض كتاب المنبر عقدونا بالتنابذ والمشاتمة والإختلاف الذى يفسد للود قضايا وليست قضية !
أكبر معلم فى الخرطوم يطالعك بدون حياء او خجل هو الفساد ! تشاهده فى كل ركن وزاوية يمارسه الناس هكذا كما يتنفسون ! يصيبك بالغثيان والقرف ! أصحاب هذا الثراء الحرام هم نجوم المجتمع وبئس هذا المجتمع ! لقد إقتنعت تماما أن المغتربين رغم مايقال عنهم القول الشائه، فهم الأشرف والأفضل بين أهل السودان .أيضا لانعمم مايزال فى السودان شرفاء لم تمتد أياديهم للمال الحرام ولكنهم قليلون !آه آه كل ذالك يتم تحت مايسمى بالمشروع الحضارى سيء الذكر !

العزيز جعفر عبد المطلب
شكراً على هذه الكتابة الحية.

لا عجب فهذه دولة المشروع الحضاري والتمكين. وقد مكنها الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة وهي أن يكشف لنا أن ندرك الفرق بين العمرين؛ "عمر الفاروق" رضي الله عنه وأرضاه.. و"عمر الخازوق" هدانا الله وإياه.

الصديق العوض لك التحايا والود:عندما نكتب هذه الكتابات المتواضعة ونحن لسنامحترفون ولكن قصدنا ان نحرض الناس على فعل الكتابة حتى نكشف جوانب الفساد فى السودان قبل ان يصبح سلوكاً يعتاده الناس وهو بالفعل اضحى كذالك ! اشكر لك مرورك وانت ايضا مطالب ان تكتب عن الفساد وغيره

الأعزاء عبده عبد الحميد وجعفر عبد المطلب تحياتي

هذه الكتابات عزيزى لديها نوعان من المتابعين حيث يجهل معظمنا حجم الكارثة التي نعيشها في الوطن من خلال إصرار الآله الإعلامية للحكومه من أن الأوضاع قد تسير للأفضل من ناحية الكم بدخول مصادر دخل جديدة متنوعة في مسيرة الحياة العامة لكن من حيث كيفية الحال فإن سلبيات عديدة قد صاحبت هذه الأوضاع المتنوعة في مسيرة الحياة العامة وسوف أحكي لك قصة حدثت معي في طائرة من البحرين للرياض وركب بالقرب مني راكب صيني عامل ترازيت لهونج كونج من البحرين عن طريق الرياض وعلي طول دخل معي في حوار سائلني بلكنه سودانية مكسرة هل أنت سوداني فقلت نع م ودخلت معه في حوار عما يكون وكيف وجد السودان وفي ذات مرة سألتة بالإنجليزية do you have sudanese freinds? فقال لي Yes , I ahve girlfreind فتماديت حسب فهمة للسؤال what is her name? فقال لي Asha أي عشة فتغاضبت منه وسكت بعدها.

بحيراوي

الصديق البحيراوى تحياتى :الذى تقوله رواه لك الصينى بنفسه ولكن انا شاهدت بام عينى صينيا يصطحب فتاة فى "بوكس " ولأنى أثق فى الفتاة السودانية ثقتى فى الأم والأخت والبنت فقد سألت الله ان يكون بينهماعقد زواج !
هل يعرف الناس ان العمالة الصينية التى تصدر الى دول العالم الثالث هم فى اغلبهم كانوا مساجين قضوا عقوباتهم اى انهم اصحاب سوابق وجرائم !يااخى ان مايحدث فى السودان يحتاج الى بحث واضاءة قبل ان نجد انفسنا كما شائها بفعل تاثير الأجانب الذين يفتح لهم النظام السودان على مصاريعه وهكذا بدانا ندفع الثمن غاليا فى مثل جرائم القتل الدخيلة على اهل السودان البسطاء الطيبين وهذه هى البدايات تترى .رحم الله وطنا لايعرف القائمون على أمره الى أى قاع ينحدرون به !