نرفع طواقينا احتراما لتحليل بنشوة الفوز لمباراة السودان و مصر بقلم: حسن مستكاوي

نرفع طواقينا احتراما لتحليل بنشوة الفوز لمباراة السودان و مصر بقلم: حسن مستكاوي


01-28-2008, 10:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1201557380&rn=1


Post: #1
Title: نرفع طواقينا احتراما لتحليل بنشوة الفوز لمباراة السودان و مصر بقلم: حسن مستكاوي
Author: محمد حيدر
Date: 01-28-2008, 10:56 PM
Parent: #0

جريدة الاهرام يوم الاثنين 28 يناير 2008

توقيت التغيير سر الفوز علي منتخب السودان المنظم‏..‏ لكن أين الجناحان؟‏!‏
كل مباراة صراع علي المبادرة‏..‏ وفرض الأسلوب
وقد نجح السودانيون لمدة ساعة عصيبة‏!‏
المنتخب تحول إلي رد الفعل‏..‏ ولم نلعب جملا جماعية
حتي حلها عبد ربه وأبو تريكة‏!‏
الهدف الآن ليس التأهل فقط‏..‏ وإنما الفوز علي زامبيا وتصدر المجموعة‏..!‏


كتب‏-‏حسن المستكاوي‏:‏

احمد فتحى
كانت مباراة السودان أصعب كثيرا من لقاء الكاميرون‏,‏ وهو ما يرتبط بصورة مباشرة بأسلوب لعب المنافس‏,‏ وهل يستطيع أن يفرضه عليك أم أنك تقدر علي فرض اسلوبك عليه‏.‏ فمواجهة فريق يلعب بتعال‏,‏ وبمساحات‏,‏ ويساوي ملايين بنجومه تمنحك فرصة ذهبية لأن تنقض وتخطف وتصدم‏..‏ تختلف عن مواجهة فريق آخر يلعب بحذر‏,‏ ويضغط بتنظيم‏,‏ ويشغل كل المساحات‏,‏ ولا يملك أسماء النجوم وأسعارهم‏,‏ يمكن أن يؤخر فوزك‏,‏ ويجعله صعبا وعسيرا حتي تجد الحل‏,‏ أو يأتيك الحل من السماء‏!‏

كنا أمام الكاميرون ننتظر الهدف الثالث والرابع والخامس في أي لحظة‏,‏ بينما كنا أمام السودان نثق في الفوز بهدف أو الفوز في النهاية‏,‏ دون أن نعرف متي بالتحديد؟‏!‏

لم يكن أداء اللاعبين هبوطا في المستوي بقدر ما كان ارتفاعا في مستوي المنتخب السوداني‏,‏ فتلك النظرة الأحادية لمباريات الكرة تفسد الرؤية وقد تحجبها‏,‏ لأن اللعبة دائما بين فريقين‏,‏ فتميز أحدهما سوف يسحب بعضا من أوراق الآخر‏,‏ فقد لعب منتخب السودان بصورة أرهقت لاعبي مصر‏,‏ وكان فريقا منظما‏,‏ وضاغطا في كل جزء بالملعب‏,‏ وعلي كل لاعب من لاعبي المنتخب الوطني‏..‏ وقدم الفريق الشقيق مباراة قوية‏,‏ فلم يحزن جمهوره للخسارة أمام المنتخب بقدر ما حزن لخسارة سابقة أمام زامبيا‏..‏ فلماذا لم يلعب صقور الجديان بنفس التنظيم في المباراة الأولي كما لعب أمام مصر؟‏!‏

لكل مباراة ظروفها‏,‏ فكرة القدم ليست معادلات حسابية لها نتائج معروفة مقدما‏,‏ فتلك اللعبة يكمن سرها في هذا الشك الدائم في نتائجها‏..‏ لماذا انتظرنا حتي الدقيقة‏76‏ كي نتأكد من الفوز؟‏!‏

{{(1):‏ اختار حسن شحاتة أن يلعب بنفس تشكيل المباراة الأولي‏,‏ وكان اختيارا موفقا‏,‏ لأن الثقة موجودة في لاعبيه بقوة الدفع من الفوز الأول‏,‏ ولأن حاسة خوض منافسة مهمة وعالية المستوي بضغوطها النفسية كانت موجودة لدي كل لاعب مصري شارك أمام الكاميرون‏!‏

{{(2)‏ وأمسك منتخب السودان بزمام المبادرة‏..‏ وسيطر علي وسط الملعب بكثرة عددية‏,‏ وبضغط متواصل علي لاعبي مصر‏,‏ فمنع بناء الهجمات من الخلف‏,‏ ودفع المنتخب الوطني إلي حالة رد الفعل وليس المبادرة بالفعل‏..‏ وذلك وسط مساحات ضيقة‏,‏ عبر ستة لاعبين علي الأقل‏,‏ وهم بدر الدين قلق‏,‏ وعلاء الدين يوسف‏,‏ وهيثم مصطفي‏,‏ وأمير دامر‏,‏ وعلاء الدين بابكر‏,‏ وموسي زوما‏,‏ وكانت كثرة هؤلاء قد هزمت شجاعة حسني عبد ربه‏,‏ ومحمد شوقي‏..!‏

{{(3):‏ نفذ منتخب السودان الرقابة الفردية‏,‏ رجل لرجل‏,‏ في نصف ملعبه الأخير‏,‏ بمنتهي الدقة علي الثلاثي زيدان‏,‏ ومتعب‏,‏ وعمرو زكي‏,‏ بواسطة علاء الدين يوسف‏,‏ وقلق‏,‏ ودامر‏,‏ وسفاري‏,‏ وجاستن‏,‏ وبابكر‏..‏ فالفريق حين يفقد الكرة يسرع بالتمركز في ملعبه لرقابة القوة الهجومية المصرية‏,‏ وكانت الرقابة صارمة لم تجد معها محاولات الهروب التي قام بها زيدان ومتعب وزكي‏!‏

{{(4):‏ فقد المنتخب الوطني في بعض الفترات قدرته علي بناء الهجمات من العمق‏,‏ وظل الحل في المحاولة الفردية كما حدث من عبد ربه في ضربة الجزاء‏,‏ وفقد المنتخب تماما قدرته علي بناء الهجمات من الطرفين‏,‏ لتفوق موسي زوما علي سيد معوض‏,‏ وعلاء الدين جبريل علي أحمد فتحي‏,‏ فلعب المنتخب الوطني بدون جناحين‏,‏ وعليك أن تحسب كم كرة عرضية أرسلت من الطرفين لمجموعة الهجوم المصري؟‏!‏
هذا التحييد للظهيرين‏,‏ جاء لفارق السرعة والقوة البدنية‏,‏ ولتكتيك سوداني ممتاز قام علي المساندة من جانب لاعبي الوسط للظهيرين جبريل وزوما في مواجهة ظهيري المنتخب‏..!‏

{{(5):‏ توقيت التغيير أمام منتخب السودان‏,‏ يحسب للمدير الفني للمنتخب الوطني حسن شحاتة‏,‏ وأعتبره عاملا مؤثرا في حسم النتيجة وزيادة الهدف إلي ثلاثة‏.‏ ففي الدقيقة‏54‏ من الشوط الثاني دفع بأبو تريكة وأحمد حسن بدلا من زيدان المجهد والمراقب‏,‏ وأحمد حسن بدلا من محمود فتح الله‏..‏ وكان الهدف واضحا‏,‏ وهو زيادة عدد المدافعين في الخلف عند فقد الكرة بحيث يكونون أربعة علي الأقل وأمامهم أربعة لاعبين في الوسط‏,‏ بتقدم أحمد حسن لمقابلة قلق‏,‏ وجبريل أو علاء الدين يوسف‏,‏ فقد كانت الجبهة اليسري للسودان نشطة لمدة ساعة‏!‏

{{(6):‏ هذا من جهة توقيت التغيير‏,‏ وهو ما أضفي علي المنتخب دما جديدا يقدر علي مقاومة الضغط السوداني المنظم‏,‏ وهو ضغط منهك ومرهق‏,‏ لكنه لم يشكل خطرا حقيقيا لضعف الأداء الهجومي للفريق الشقيق‏,‏ أمام الصندوق ولبراعة خط الظهر ويقظته‏,‏ وأولهم وائل جمعة‏,‏ وفتح الله‏..‏ ولم يكن خروج الأخير موفقا‏,‏ فربما كان الأحق بالتبديل هو أحمد فتحي‏,‏ ولم يكن الدفع بأحمد حسن في غير مركزه موفقا‏,‏ فربما كان الأحق بالاشتراك هو المحمدي لقوته البدنية وقدراته الدفاعية بجانب فتح جبهة يمني تبدأ منها الهجمات وترسل منها كرات عرضية تحل المشكلة العويصة التي واجهت المنتخب علي مدي ساعة‏!‏
والواقع ان الفريق لعب بخمسة مدافعين في هذا الشوط لحماية للدفاع عن الهدف‏,‏ وفي الوقت نفسه منح شحاته سيد معوض حرية حركة نسبية عند امتلاك الكرة‏,‏ مع الدفاع باربعة لاعبين‏.‏

{{(7):‏ تغييرات حسن شحاتة أحبطت منتخب السودان‏,‏ فقد دفع باسمين كبيرين‏,‏ غير مرهقين‏,‏ وتزامن مع ذلك مضي الوقت‏,‏ وفقدان التركيز الدفاعي‏,‏ والاقتراب من مرحلة اليأس بتحقيق التعادل‏,‏ فزادت المساحات أمام الصندوق السوداني‏,‏ وكانت تلك المساحات مشهودة بوضوح‏,‏ في الهدف الثاني‏,‏ عندما انطلق عمرو زكي من الجبهة اليسري وتوغل ومرر إلي أبو تريكة المواجه للمرمي‏,‏ ثم في الهدف الثالث‏,‏ حين تسلم حسني عبد ربه الكرة ودخل بها إلي الوسط في نفس الوقت الذي كان أبو تريكة يفتح الملعب ناحية اليسار‏,‏ وفي الهدفين حسمت مهارة أبو تريكة الفردية الأمر‏!‏

{{(8):‏ نخرج من تلك المباراة بوجود مشكلة في القدرة الهجومية للظهيرين‏,‏ معوض‏,‏ وفتحي‏,‏ وعدم فتح الملعب أمام الدفاع المنافس‏,‏ وندرة الكرات العرضية‏,‏ التي تعد أحد الحلول المهمة لزيادة المساحات والتهديف في اطار استغلال حالة من أضعف الحالات التي يكون عليها الدفاع المضاد‏!‏

إن درس المباراة الأول أثبت أن كل المنتخبات تستوعبه‏,‏ وهو ما أسفر عن نتائج كبيرة ومستويات متناقضة أدهشت الخبراء‏,‏ فالسودان لعبت مع مصر كما لم تلعب أمام زامبيا‏,‏ والكاميرون فازت علي زامبيا بخمسة أهداف ولعبت كما لم تلعب مع مصر‏,‏ ونامبيا أجهدت غانا‏,‏ وكان صيدا سهلا أمام المغرب‏,‏ وغينيا هزمت المغرب‏,‏ كما اتسمت المباريات حتي الآن بمعدلات التهديف الكبيرة نسبيا‏,‏ فقد سجلت الفرق‏46‏ هدفا في‏14‏ مباراة‏,‏ بمعدل يقترب من‏3.5‏ هدف في اللقاء الواحد‏,‏ وهو معدل تهديف مرتفع لا يقترب منه سوي معدلات البطولات الأولي‏!‏

المهم تبقي مباراة زامبيا‏,‏ وهي مهمة للغاية لسببين‏,‏ الأول أننا يجب أن نلعب علي صدارة المجموعة لمواجهة ثاني المجموعة الرابعة في كوماسي‏,‏ حيث يقيم المنتخب ويلعب باستاد بابا يارا‏..‏ والثاني أن الفوز علي زامبيا يضيف قوة نفسية للمنتخب‏,‏ ويضعف من القوة النفسية للمنافس‏,‏ فلم يعد اللعب في البطولات يعتمد علي تلك الحسابات الساذجة التي تتحدث عن التأهل إلي الدور التالي كهدف وحيد‏,‏ وإنما عليك أن تلعب بقوة لزيادة مساحة الثقة لدي لاعبيك‏,‏ وكي تهز ثقة الفريق المنافس‏..!‏

{{‏ النجوم بالترتيب‏:‏ وائل جمعة الذي أدي مباراة بلا أخطاء‏,‏ ومرت من رأسه كرة وحيدة في وسط الملعب‏,‏ لم تشكل خطورة‏,‏ وأبو تريكة الذي كان مؤثرا في تغيير النتيجة بتحركاته الممتازة والمثقفة‏,‏ وبمهاراته الفردية العالية‏,‏ وحسني عبد ربه لقدرته علي الجمع بين واجباته الدفاعية والهجومية‏,‏ ويكفي أنه وراء ضربة الجزاء التي صنعها بنفسه‏,‏ ووضعها بنفسه‏,‏ ولم تهتز أعصابه لإعادة الضربة‏,‏ وتغييره للزاوية مرة أخري‏,‏ لكنها هذه المرة كانت بعكس زاوية الضربة المعادة أمام الكاميرون‏..!‏