Post: #1 Title: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-24-2008, 10:40 PM
القلب يشوف قبال العين قبل أقابلك شفتك وين .. (حميد) غناء (صديق أحمد)
الشكر كل الشكر للعزيز موسي أحمد جعفر ولكاميرته الذكية إذ يلتقط أنفاس أجمل من نحب
Post: #2 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-24-2008, 10:47 PM Parent: #1
كنت قد شرعت في هذه الكتابة علني أستطيع أن أفي هذا التوفيق حقه ، وعل الناس من بعدئذ يستطيعون أن يقدموا لذاك الشامخ شيئاً . فالرجل وبسيرته لعطرة قد شغل حيزاً ليس باليسير في أذهان الناس رجالأ ونساء أطفالاً وشيباً ... يسألونني عنه في كثير الملمات التي تجمعني بإناس ليس من قريتنا فأجد سيرته الجزلة قد سبقته ، يلومني بعضهم ولكأني في موقع يمكنني الإحتفاء بتوفيق وما يدرون بأن توفيق بسحنته وبطيبته وبسيرته وبلسانه اللازع وبمفرداته البسيطة المعبرة وبسخطه وبجمال روحه يشغل ما يشغل من ذاكرتي . وتلك حكاية أعيها ويعيها كل من أتي الرجل بقلب سليم . توفيق هو الحكمة تمشي علي ساقين هو بمثابة الدم الذي يغذي شريان أهلي البسطاء الفقراء الودعاء الطيبون في تلك النواحي من سودان المهمشين . فما جنيت إذ جنيت لكن البلاد جنت ، جنت يوم أهملنا الرجل وما يقدمه من تفاصيل ، جنت يوم تركنا تلك السيرة دون توثيق ودون إهتمام ودون رعاية تذكر فالرجل في تقديري لايقل علامةً عن علامات الساعة والرجل في تقديري لايقل وسامة عن من تحتفي بهم بلادنا تحت دواعي (المبدعين) بلاد تهتم بالعاطلين عن المواهب وتتفاني في قتل المبدعين بالجوع والإهمال والتشرد وربما بالقتل المباشر ودونكم حالات مبدعين كثيرين أثروا وجداننا القومي لكنهم ذهبوا الي سبيل ربهم خالدين في ذاكرة مواطنيهم الذين لا يملكون لهم سوي صالح الدعوات والإبتسامات الجميلة كلما طاف طائفهم بينهم ....
لامساحه من الوقت اليوم لحديث عن توفيق الا ان توفيق أويه يبلغقك السلام من ناصيه مقبره (حسن الخاتمه)
مع أنيق مودتى
Post: #4 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-24-2008, 11:28 PM Parent: #3
كلما حدث قلبي هم عدت لنواحي تلك البلاد البسيطة .... طيلة الأيام السابقة وأنا أحاول الكتابة عن أبوراقة بنيلها ونخيلها وناسها ..... جاءني (توفيق) كأجمل ما تكون الفكرة وكأنبل مايكون الإنسان توفيق عز الدين الزبير كثيراً ما أفكر وما إن تأتي سيرته الجزلة في أو كيف بنا أن نحتفي به كما يليق ... رجل ظل يقدم الكثير في الخفاء رجل لم يهده فقدان البصر فظل يعمل ببصيرة نافذة ولتكاد معها أن تقسم بأنه يري الأشياء من حوله. هو توفيق عز الدين ساخراً ومعلماً ومتمرداً علي الواقع ومنتجاً ومبدعاً وموسيقياً جميلاً . وهي محاولة لنوثق لهذا الرجل الفذ ولعبقريته التي تمشي بيننا ..... لنوادره التي لا تنقطع لقائمة أعماله الجليلة التي نفذها بصبر وإقتدار ....( توفيق ) هو حكمة الله في الأرض وأحد الذين يؤكدون علي أن الإنسان بإرادته قادر علي قهر المستحيل توفيق عز الدين هو الحكمة والمفردة الساخرة التي تمشي علي ساقين ... هو العطاء الذي لاينتظر مقابلاً هو وهو وهو(وإستغفر الله العظيم) هو الإنسان يا سادتي عندما تتجلي قدرته علي الإبداع والثقة في كون أن العزيمة هي قوتنا التي نتصدي بها لمجابهة عنت الحياة وربما أقدارها التي لا تنتهي ....... كان يحدثني دوماً بفلسفة تخصه عن الحياة وعن القدرة وعن الإنسان عندما يريد ..... وأنا أجلس قبالته مثلي مثل تلميذ في الصف الأول لمدرسة الحياة . تجلت قدرته الإبداعية منذ نشأته و ظهر فيه ملامح النبوغ منذ طفولته هكذا كانت أذناي تسمعان بلهفة ومحبة عميقة كلما سمعت أحدهم في تلك النواحي يحكي عن توفيق عز الدين ... شاهدته مراراً وهو يقوم بأعبائه الجسيمة شأنه شأن كل الناس هناك .... لا يرضي علي الإطلاق بأن يعاونه أحد في أعماله التي يبدأها بمزاجه العجيب يكملها هكذا طوبة طوبة وقشة وقشة وبشويش بشويش لتكون محصلتها مأثرة أخري تضيفها القرية لمآثر الرجل عن طيب خاطر وبمحبة عميقة . (فلستوب)
( ما هاج حزنك ام بالعين عوّارُ ) السماح يا رب في ليل البرد هذا .. طاقة الحزن و الوجع عند صاحبي هذا فاجعلها يا مولاي سلامٌ عليه .. فهو جدير بالسلام و المأمنة , فآمنه يا مولاي آمنهُ .. و ثبته يا مولاي ثبت . و لا تجعل اللهم " توفيقاً " شهيداُ لحزننا عليه .. فتوفيق ما زال لا يطلب منا شيئا .. إلانا . توفيق عالٍ بما عنده و عندنا له .. و هو يا علام الغيوب ليس بالكثير .. لكنه ما نملك , فتقبل منا له المحبة .. ( البرد شديد الليلة ياخينا , و أخاكم كفؤاد أم موسى , فلا تدخلونا فيما لا طاقة لنا به .. أيدكم الله ) .. الله يقطع الحزن و طاريهو يا خدر , الله يقطع حزن الناس يا حبيب . ما أحلى فرح الناس في أشياءهم الصغيرات التي تسند دولاب المِحنة هذا .
فسأدعوك لتوفيق .. قول يا لطيف و كن معنا .. يللا .. .....
" الصيادية " يا خدر .. !!! حلة صيادية بالقرقور .. الله أكبر . فيا صاحب أقول لك أن أطعم الحلل المدنكلات هي الصيادية في منتصف البحر .. عن يمينك قيفة .. و أختها عن يسارك .. ثم ريسكم توفيق . مركبكم سنط عتيقة , حملت أيام مجدها الصبايا مزفوفات من ضفة النهر اليمنى ليسراه .. أقوام طلقو الوجوه من سمرتها , و البحر رائقٌ ما به من شيمة . و الدلاليك و الزغاريد منظمات له من سافله للصعيد . ( هي ليست مركباً صفيحاً صدأة كمثل حال غالب البلد ) .
أرأيت لو أن حلتكم ألومنيوم تقيلة .. من سواد صنايع الفلاليح الساكني بتلة النهر .. سوداء مطفقٌ خارجها و .. حميمة . و اللدايات تحتها حجارة سودٌ من خاصرة النهر منزوعات , رافقت النار و النهر و الفيضان و الدميرة و السمك و التمر و القرقوش و الفول و الهمبرتي و الجريد و أغصان السيسبانات و السعدة و جموع الحصير و بهائم الضفاف من نعاج و سخلات و الحمر الدنقلاوية و البتاب و النوريق و بقايا أجولة و فوارغ صفيح لتركين و حرامل و سجاجيد و أكياس شمار و تيراب فاصوليا و لوب عفن و دُراش قمح و منقة و بعض قفاف الليمون و وريقات سنمكة و حلبة و حنظل و أحطاب خروع و جراكن زيت و دواجن صراخات من رباط سيقانها و بقية من رحط و شال أحمر و شماغ قديم و ترس متروم لماكينة ري و أعواد قصبٍ و و و و و .. ثم بصلٌكم عند قدميكم , تحشونه كيفما كان بسكين من بالة لوري و تدخنون التخاميس يا مولاي يا مولاي .. أرأيت كم أحيلاها القراقير تلاوي و هي تفتح خياشيمها حمراء من (.........)اجة ؟ ثم يفج أحشاءها و يضمخ به وجه النهر فيرضى , و الحراشف تُكرت فتعود للسمكات نضرة الفضة المزرقة في سوادها , ثم فتُلقى بصمة خشمها في طنجرة اللمة الألومونية . فماذا لو أضاف لها الريس توفيق قرنان خضراوان من شطة الضفاف ؟ أرأيت لو أن بعض معاتيهكم دالقٌ عليها كأساً تكرمونها به ( في صحة الحلة ) !!.. فيختلط قراح الراح بتومها المفصص سالماً و كزبرتها , و قليلٌ مما فيه شفاءٌ من فلفل مربوط على دلقون في ركينة العدة ؟؟ أرأيت لو ان الهواء أبى للنار إشتعالاً " فضاريتمو " كبريتكم المبتلة من فعل الدعاش النهري , ثم لو أن العويشات تمسكت بالشرر و آلفته و قامت للنار قيامة " الواقود " ؟ أرأيتم لو أن الشراب عليكم دار دار دار , و جلبغتم في الماء اليدين و الأذرع , و كشحتمو صفو نمير النهر على وجوهكم النضيرات بالرفقة , فانساب حال مركبكم بغضه و غضيضه , و انسبتم في الغناء طويل المدّ ؟ و النهر يمينٌ و يسار .. و السماء فوق فوق . و الزمان وسيط في حال سلامه الحلو .. فحلتكم جقجاقةٌ بحملها القراقيري و دمعتها رهيفة شررررووو , وفيذوقها ذائقكم الشفقان , و يسوطها آخر .. و النهر هو النهر و الضفاف سادرات في الرقص يا ابن خالتي . أرأيت لو أن الريس توفيق مخرج حرف حرفين من فطيرات القمح الرهيفات - و النهار حينها قيافة - ثم في صحن الباشري ذو الوجاهة القديمة تراصت له طيعة طيبة لينة !! و إبتسامته في فمه الأترم سباقته لمضايرة وسط الطود الممتليء بالأغراض و الأغراض .. أرأيت لو دلق عليها توفيقنا قليل الدمعة القراقيرية بشويش بشويش خشية انكشاحها في حال فوضى جوعكم تلك , ثم فوقها حرف حرفين من فطير آخر , ثم دمعة , ثم حرف حرفين فطيرات , ثن دمعة ..!! ثم خاتمها بدمعات غليظة القوام من حتراب الحلة و قعرها .. , ثم طفا عليها لذيذ القرقور زبدة من لحمه و دمعته و شوكاته . و عصر عمك توفيق عليها من ليمون الجروف قطيرات كثيفة , و أهال الشطة الحمراء بيضاء التيراب ام عيون . و النهر يمطق .. و تمطق الضفاف .. و أنا أمطق .. و أدعو عليك بحق هذه الصورة .. و حق الرجل الريس الصبور الجميل , و هذا البرد و الغربة الغربة الغربة .. أدعو عليك و لك يا مأفون يا صاحبي .. أن تأكلوها .. أن نأكلوها .. حتى تسيل منا المناخر و منافذ الجلد و صلعاتكم الناتعات بعرق السرور .
قاتل الله مجايبك يا خدر .. ألا قاتلها الله يا صاحبي الجميل الجميل .
... مساء الخير يا عم توفيق .. يا زول يا طاعم .
Post: #7 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-25-2008, 00:38 AM Parent: #5
النحكي ليك ياصاحبي عماد
الليل يمنعنا الغناء والبرد محفز لإحتضان الذكريات
لكن هذا ماكان ياصاحب من أمر توفيق .
هو إبن (عم لنا) خرج للدنيا ضريراً لايري سوي الجمال . فصدق ... وعمل (العمايل) نواحي تلك البلاد . يرقد شاخصاً عيناه لأعلي لأعلي أعلي من سقف نظرتنا الدونية (ياخي نحن لانري بالعين المجردة) والقلب بشوف قبال العين القلب بشوف . أطعمنيه ياصاحبي (صيادية وقرقور البحر وأبو القدح وبيض رهوٍ ) أطعمنيه ياصاحبي بلطي و(دشكو, وكور, ودبس) وباقيات صالحات يأتينا به نهرنا الخالد وحاجات وكائنات ومخلوقات بحريه وكان النهر يومئذ نهراً يطعمنا من طيبات الله سمكاً وأشياء وأشياء . توفيق الذي بني (مسرحاً ونادي) ... وعزف وغني لنا في ليالي الشتاء (القمر بوبا عليك تقيل) ونحن نهز مانهز والبنات يرقصن ونخيلنا (تهبنا عصيراً لذيذاً) وبعض تمر ندخره لشتاء سيأتي شتاء (حيجي) لا ينجينا فيه جلسريننا البلدي ولا بطاطينا المهترئة فأي بلاد تلك وأي ناس كنا ؟ مرات لايكون لنا مخرج من عتمة (الروح) الإ بالرجوع لسيرة هؤلاء وأؤلئك والناس ديل ياعماد
هو توفيق ياصاحبي .... أكتبه وأستنجد به عله يفيقني كعادته
ياخ
شاكر لك تلك الوجبة
شاكر شاكر
ثم : سلمت يا عجيب
............ ثم عدل : لدواعي الليل
Post: #6 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-25-2008, 00:17 AM Parent: #3
Quote: توفيق الرجل الضرير
بل هو الرجل البصير ياصاحبي بصير البصيرة بصير القلب بصير الأحاويل
محمد ياسابل : سلام عليك في العالمين للرجل سيرة عجيبة فخليك قريب ولندع توفيق يتجول بيننا وسط هذا العالم (البراهو)
سلامك يامحمد سلامك يا ليل سلامك ياتوفيق
Post: #10 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-26-2008, 05:19 AM Parent: #2
سنعود للرجل
Post: #8 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-25-2008, 11:24 AM Parent: #1
سأجيئك توفيق فإصـطبر
Post: #9 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-25-2008, 01:08 PM Parent: #1
والنيل يجري لمستقره , ليهبنا في مروره الوسيم بعض حياة ينشدها الناس ، فيزرعون مايزرعون من الخضروات ، والمحاصيل , وتوفيق ببصيرته النافذة يزرع مثله مثل أي فلاح يتوسم في الأرض خيراً فالرجل الذي خرج للدنيا ضريراً لايقف موقف المتفرج وينتظر ما تجود به سواعد أهله البسطاء بل معهم (الحجل بالرجل) في موقف نبيل جُبل عليه هذا الشامخ ، إشتهر بحبه للحياة ورغبته في تطوير قدراته وهو الفاقد للبصر لكن لايهم فحاسة اللمس عنده تكفي ألف عين وعين , فها هوذا يشرع في بناء منزله ويبدأفي التخطيط وشوية شوية يخرج للناس ببناء لايقل وسامةً عن بيوتنا الطينية ولا ينقص عنها مثقال جمال . أهو الصبر أم الإقتدار ، أهو البصر أم البصيرة ، أهي الحياة أم الرغبة في الحياة ، الحياة التي يعيشها الكثيرون علي هامشها لا كما (توفيق) في وسطها وفي قلب معركتها . متحدياً لتربص القدر ، ممنياً روحه بمساء أنيق يلونه بدندناته الوسيمة علي (العود) والصوت صوت ياسادتي . صوت مليئ بطعم الإنتصار بالتعب والرهق الجميل ، يأتي الصوت ليلون سماء قريتنا ويملأها بروح الحياة ، صوت شجي لم تهده سنوات العمر صوت يزيد من وسامة الأمسيات ، الآن تملأ الجو رائحة الحياة ، ما أجملها ما أجملها ... أن نعيش لنري العمر بين أيدينا ، نحن الذين أدمنا وراهنا فقط علي أن العمر يمضي فقط ، أهو من سلالة الآلهة التي حدثونا عنهم ، أهو من أنبياء الحقيقة أهو أهو أهو ؟ أتعجب أنا من كونه ومن يكون ؟
Post: #11 Title: Re: تــوفيـق Author: محمد أحمد إدريس Date: 01-26-2008, 07:33 AM Parent: #1
تـــــوفيــــــــــــق . . .
معجزة عصر اللا أنبياء ولا معجزات . هو من جعل من العسر يسراً ومن المحال ممكناً فأخجلنا من إبصارنا القاصر عن البصيرة . كان ينبىء خاله وجده عن مقدمى قبل أن أكون قبالتهم عن قدومى إذ كان يميّز صوتت حوافر حمارى وأنا بعد خلف منزلهم فيندهشون عند حلولى بينهم. هكذا كان يخبرنى خاله " توفيق قال لينا إنك جاى ". عن جده ذاك ورث العبقرية، فقد كان مهندساً دون أن يعلم بأن هنالك علمٌ يدعى الهندسة وصنع من قطع شجر السنط طاحونته التى تعمل بطاقة الريح فى وقت لم تكن تلك الأصقاع قد سمعت بمطاحن الدقيق الميكانيكية. والجد من بعد له شأنٌ آخر فلنا الآن توفيق . كنا نشفق على جسارته وتحديه لقدره الذى حرّمه نعمة الإبصار فتسخر منا جملة ما ينجزه بنفسه لنفسه وللآخرين. لم يفكر حتى بعد أن بلغ من العمر ما بلغ ترك مسقط رأسه فى تلك القرية التى تزخر بالأفاعى والعقارب وتماسيح الدميرة العشارية، بل نجده يوخل فى التعايش مع كل تلك وكأنه فى مأمن منها. أتُراه يقلل من شأنها لأنها تمثل لديه أسماء فقط حيث لم يرى صورتها القبيحة المخيفة مثلنا !!؟ توفيق المزارع وتوفيق مربى الأنعام وتوفيق سائح نهر النيل ليل نهار يجوب بمركبه الجزر المنتشرة فى نيل قريتى وبها من الزرع والضرع ما يكوِّن جزءً عزيزاً من عالمه الوسيع، وتوفيق الفنان المغنى والصادح قبل عصافير الصبح، كم تركناه فى حالة تحديه تلك وكأننا قد رُفعت عنا مسئولية مساندته التى يأنف عنها بكبريائه العجيبة. أن ينقل هذا الفتى الذى يسمى بالخضر موضوع توفيق إلى هنا، وموضوعه مطروق فى موقع قريتنا الصغيرة المحدود العضوية والقراء، يشعرنا كم يملك هذا الكاتب من الحس عالى الرهافة والقدرة من أن يخلق من مفردات الحياة قضايا يهتم بها الآخرون. تــوفيــق حالة جديرة بالتناول فى هذه الساحة الرائعة حيث الفضاءات الرحبة والناس الأنقياء. حالة توفيق بين أيديكم فأفعلوا بها وبه ما ترون .
Quote: ....( توفيق ) هو حكمة الله في الأرض وأحد الذين يؤكدون علي أن الإنسان بإرادته قادر علي قهر المستحيل توفيق عز الدين هو الحكمة والمفردة الساخرة التي تمشي علي ساقين
لقد أوفيت الرجل حقه يا أخي العزيز
لقد حالف الــتوفيق حديثك عن توفيق .. و يوم شكرك ما يجي يا إبن الخال
شكرا على بورتريه الوفاء الجميل
دمتم
Post: #14 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-26-2008, 01:57 PM Parent: #11
Quote: كنا نشفق على جسارته وتحديه لقدره الذى حرّمه نعمة الإبصار فتسخر منا جملة ما ينجزه بنفسه لنفسه وللآخرين. لم يفكر حتى بعد أن بلغ من العمر ما بلغ ترك مسقط رأسه فى تلك القرية التى تزخر بالأفاعى والعقارب وتماسيح الدميرة العشارية، بل نجده يوخل فى التعايش مع كل تلك وكأنه فى مأمن منها. أتُراه يقلل من شأنها لأنها تمثل لديه أسماء فقط حيث لم يرى صورتها القبيحة المخيفة مثلنا !!؟ توفيق المزارع وتوفيق مربى الأنعام وتوفيق سائح نهر النيل ليل نهار يجوب بمركبه الجزر المنتشرة فى نيل قريتى وبها من الزرع والضرع ما يكوِّن جزءً عزيزاً من عالمه الوسيع، وتوفيق الفنان المغنى والصادح قبل عصافير الصبح، كم تركناه فى حالة تحديه تلك وكأننا قد رُفعت عنا مسئولية مساندته التى يأنف عنها بكبريائه العجيبة.
شكراً عزيزي أبو إدريس لهذه الكلمات المعبرة في حق ذاك الفنان . وما قلت إلا الحق سيدي فالرجل نادر نادر وما يقوم به من أعمال رائعات ستزكرنا بقدرة الإنسان عندما يريد قدرة المبدعين في أقصي حالات العطاء
سأعود أبو إدريس فأبق هنا
Post: #12 Title: Re: تــوفيـق Author: Ahmed Abdallah Date: 01-26-2008, 08:45 AM Parent: #1
أحكي يا خضر ...
____________________ دنيا توفيق ليها طعم ياخ لعنة الله على العولمة و عصائر الاعناب و التفاح الامريكي بلغه عني السلام ....
أحمد
Post: #16 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-27-2008, 11:04 PM Parent: #12
العزيز Ahmed Abdallah
تحياتي الطيبات
سعيد بوجودك هنا وأنت ترافقنا لحيث إبن العم توفيق ياليتني ياصاحب لو إستطعت الكتابة عنه أكثر فهو كما زكرت مليئ بالحكاوي الطاعمة سلمت أيها النبيل
Post: #15 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-26-2008, 04:05 PM Parent: #1
قريبي أبو جهينة : تحياتي الحارة
والرجل يستحق ياعزيزي يستحق أن يجد بعض إهتمام لمجمل مايقوم به في نواحي تلك البلاد . وددت لو أن أستطعنا علي الأقل تعريف الناس بذاك التوفيق .
Post: #19 Title: Re: تــوفيـق Author: سلمى الشيخ سلامة Date: 01-30-2008, 00:57 AM Parent: #18
ما اجملك يا صديقنا وانت تتداعى وهذه السيرة العطرة لرجل لم نشهده الا خلالك واحببناه احببنا ما يصطاده من حيوات ويرمى بها الى شباككم وانتم ترمون الينا بطعم له طعم الندى هل رايت طعم الندى؟ هو من كتبت عنه اكتب يا ايها الجميل فالكتابة هى مخرج رائع وحياة يجب ان نعيشها خلال ما تكتبه
Post: #21 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-31-2008, 04:41 PM Parent: #19
سلمي التي أحب
توفيق هذا يا سلوم علمني ذات يوم حكمة لم أتعلمها من قبل في فصول المدارس أو مدرجات الجامعة علمني ياستي القدرة علي الفعل (وسبحان الله فعال لما يريد) حكيت له عن مزاجي في تعلم العود (عود الله والرسول العادي دة) حكيت له ذلك بعد أن أمتعني بدندناته التي تفعل بالقلب تماماً كعودة (حبيبة طاشة ليها كمين سنة) فتخيلي شكل الحصاد حينها . قال لي بطريقته النادرة في الكلام ياخ العود دة أسهل منو افي ... العود دة ياخضر إحساس فسبحان من جعل العود بين يدي الرجل يتحدث ... رأيت العود يبكي ويتأوه ويتألم مثله مثل حبيب هجرته البلاد قبل أن تهجره صبية ... ثم بدأ يضحك والعود حينها فعل كذلك وأنا أعاين وأستغرب في (ملك ربنا) يعطي من يشاء بغير حساب علام الغيوب يا سلمي ... أعطاه الحس العالي بقيمة الحياة وكيف يجب أن تعاش أعطاه ياسلمي يداً مدربة يد تزرع وتحصد وتصنع ماتصنع من تفاصيل لايجيدها المبصرون ..... أرأيتِ الرجل ياسلمي .
حضورك هنا يبهج ياسلمي
ممتن صديقتي
Post: #27 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 02-02-2008, 10:32 AM Parent: #18
يجازيك ياموسي وينوبك عن (الجابودي المتين دة) ثواب
ياخ شغل جميل وزكرني أيام الجابودي الجد جد نلوتي وأرجنتي نلوتي وأرنتي هكذا كان يوزنها المعلم زاكي لاحولتن ياموسي من زاكي وطمبوره الحنين
Post: #22 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 01-31-2008, 04:42 PM Parent: #17
(توفا) ياموسي ..... أذكر ذلك اليوم جيداً وأنا قادم لتوي من الخرطوم توقف بنا البص أمام منزل صديقنا توفا وجدته كما تركته لم يغيره الزمن سوي أنه أصبح نحيفاً بعض الشيئ مزاجه لازال مزاجه ، ذات إبتسامته التي ودعني بها منذ سنوات .فمه الذي يشكو من قلة السنون ، وقبعته التي لطالما يحاول أن يستر بها تقدم صلعته لكن هيهات . فالحكمة ياصاحبي تقول (إذا تقدم عمر البني آدم مني تأخرت صوفات رأسه ) وراء وراء حتي لتكاد أن تصل عمودنا الفقري . والحكمة نفسها ياموسي تقول ( دعها تمضي محل ما تمش) كعادتي مددت له يدي للسلام واللاذي منو ,,, دوماً إمتحنه لعله بصير مثلنا و(يتغاتت) علي الخلق ودوماً يؤكد لي فرضيتي التي أجد نفسي خلفها لأقنع نفسي بأن الرجل بصير الفؤاد .... إحتضنني بقوة حتي كاد قلبي يلمس رئته اليمني ، عزمني علي كوب شاي سادة ، وونسة بيضاء شفافة تري فيما ماتري من وجوه القرية يحكيهم توفيق بمزاج لدن ... بمزاج تكاد تتذوقه ، يحكي لي عن آخر مستجدات الحاصل عن الغلاء عن الجازولين وكيف طار كما أحلام الناس . يحكي لي بمودة عن أهل القرية وعن آلامهم يحكي هذا بقلب مفتوح علي حياة البسطاء من أهلي وعين لاتري لكنها تري الأشياء كما أنزلت فأي حكمة كان هذا الزول العجيب ياصاحبي . أجدني وقتها مثلي مثل أي زول شغوف بالحكاوي ورائحة البحر تملأؤني من الوريد إلي الوريد فالدميرة بطميها الميمون أتت ، والهدام يفعل ما يفعل بشواطئنا المطمئنة والجروف كلها تستعد لتستقبل في رحمها الخصيب أشواق الناس وأحلامهم فيزرعون اللوبيا وشتول طماطم هنا وهناك وقليل لوبيا لكراماتهم ولنذورهم التي قطعوها وعداً بعد عودة حبيب طال إنتظار الناس له .. هي الجروف ياموسي ياصاحبي أولي من علمتنا العطاء . راقداً في ليالينا المقمرة واضعاً ساعديه تحت رأسه المبدع أظنه سيحدثنا عن الغناء أظنه سيغني حينها والليل يودع بعضه أغنيات قديمة كان يغنيها أجدادنا الأولون ورثوها عن أسلافهم ليبقوا بيننا متي ما خرج بدر في سمائنا . يغني فيغني معه الحضور في أجمل كورس سمعته أذناي فتتخيل حينها (دهب شاري ، وألالا ) والحكمة أن إثنينيهم كانو لايرون لكن تبقي سيرتهم متوهطة في أفراح الناس وفي عيون البسطاء سليمي الوجدان نقيي الفكرة .
فلتكتب يا موسي فـ(توفا) يستحق منا الشهد
............. موسي : هو الإسم الحركي لقمر بوبا أوصديقي يوم يفر الناس من الناس
وما دايم إلا الله
Post: #23 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 02-01-2008, 11:57 PM Parent: #1
والرجـل أيـها الـناس
من أمهـر وأبرز صـانعي المراكب الصـغـيرة والتي يطـلق عـليه أهـلنا بالـ(وايـندي) وهو عبارة مركب صـغير بمجدافين يستخدمه الناس عادة في كثير أعمالهم . لإعتـمادهـم علـي النـيل في تـصـريـف شـؤون معايـشـهـم وأحوالهـم .
Post: #24 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 02-01-2008, 11:57 PM Parent: #1
والرجـل أيـها الـناس
من أمهـر وأبرز صـانعي المراكب الصـغـيرة والتي يطـلق عـليه أهـلنا بالـ(وايـندي) وهو عبارة مركب صـغير بمجدافين يستخدمه الناس عادة في كثير أعمالهم . لإعتـمادهـم علـي النـيل في تـصـريـف شـؤون معايـشـهـم وأحوالهـم .
Post: #25 Title: Re: تــوفيـق Author: Emad Abdulla Date: 02-02-2008, 00:17 AM Parent: #24
Quote: كعادتي مددت له يدي للسلام واللاذي منو ,,, دوماً إمتحنه لعله بصير مثلنا و(يتغاتت) علي الخلق ودوماً يؤكد لي فرضيتي التي أجد نفسي خلفها لأقنع نفسي بأن الرجل بصير الفؤاد .... إحتضنني بقوة حتي كاد قلبي يلمس رئته اليمني ، عزمني علي كوب شاي سادة ، وونسة بيضاء شفافة تري فيما ماتري من وجوه القرية يحكيهم توفيق بمزاج لدن ... بمزاج تكاد تتذوقه ، يحكي لي عن آخر مستجدات الحاصل عن الغلاء عن الجازولين وكيف طار كما أحلام الناس . يحكي لي بمودة عن أهل القرية وعن آلامهم يحكي هذا بقلب مفتوح علي حياة البسطاء من أهلي وعين لاتري لكنها تري الأشياء كما أنزلت فأي حكمة كان هذا الزول العجيب ياصاحبي . أجدني وقتها مثلي مثل أي زول شغوف بالحكاوي ورائحة البحر تملأؤني من الوريد إلي الوريد فالدميرة بطميها الميمون أتت ، والهدام يفعل ما يفعل بشواطئنا المطمئنة والجروف كلها تستعد لتستقبل في رحمها الخصيب أشواق الناس وأحلامهم فيزرعون اللوبيا وشتول طماطم هنا وهناك وقليل لوبيا لكراماتهم ولنذورهم التي قطعوها وعداً بعد عودة حبيب طال إنتظار الناس له .. هي الجروف ياموسي ياصاحبي أولي من علمتنا العطاء .
الليـــلُ لمـــّا أنْ حَــلَكْ و السّــابِحـاتُ في الفَلَــكْ
ثم , كلامك الذي يسكر بلوبياه و جروفه و قمره و .. ( ألله إليلي وي آيقا .. سمرا آيقا سماره آيقا ) .
هبشك الما ضرّاك يا صاحب .. الليل معك طروب .. فغني .
Post: #26 Title: Re: تــوفيـق Author: خضر حسين خليل Date: 02-02-2008, 00:47 AM Parent: #25
في أمشير عامنا هذا كنت معه وفي مثل هذا الوقت سألت توفا او توتا في عصر العولمة وهو عائد من رحلته تلك... ماش وين...قال ماش ينوم ...وغني (مسكينتو فنيرونا ولو مريق فقورنا) اي انه المتعب ذاهب لينام لانو حيحش المريق(الذرة) بكرة. اتصل بي احد التشكليين المعجبيين به ويدعي هاني وسألني عن امكانية قبول توفيق لعمل حلقة مع التلفزيون القومي....لان فريق التلفزيون سيتحرك ان ابدي رغبة في ذلك سألته: فكان رده جميلا وسهلا...مفاده انو ما عنده رغبة لكدة وانو الموضوع ده ضياع وكت ساي وانا زول مافاضي لكدة...ولو قلتو لي سجل مافي مشكلة بسجل ...لكن حيعملوا لي شنو هم يعني. سبحان الله في زمن المواهب المسروقة وانصاف المواهب يتجاري الجميع نحو منفذ للشهرة وانت ترفضها عزف عودك لا يقل عن اي فنان عالمي...لمسات فاسك في الخشب تحير كل المهندسين.... ذهبت منه واذكر فيما اذكر حكاية (ان ملكا لايسوي شربة ماء في الصحراء) والباقي ما متذكره.
