ذكريات مطيره

بذكر يوم مطره وانا ماد يدي بالطاقه(النافذه) لي امي عشان تديني طرقة كسرة وبذكر كمان "حلق الديه" وبذكر كمان الدخان الكان طالع من نفس الطاقة الادوني بيها الطرقة في ذلك الجو الصحو كنا ننشد
يا مطره تعالي

وديني لي ناس خالي

كسرتن الدقاقه

ملاحن لبن الناقة

وفجاة يخرق الصمت احدنا بنشيد اخر

مطرة الجمعه الفوق بلداتنا صبت
امنه ولدت وحليمه ربت


وبدون شعور ننخرط معه مرددين نفس النشيد

اثناء اشتداد المطره كلنا بنكون جوه البيت
. انا وامي و كل اخواني بامر من ابي.
كان ابوي الوحيد المسموح ليهو بالخروج اثناء المطره
كنا نسمعه يقول الانصار(قرية تجاورنا) غرقت
و بعد عدة نظرات يقول ايضا (دوبا) ما جاتا مطره لكن الضل خاتي تقيل علي الجزيره
والجزيره هي كانت ما وراء البحر وكانت امي عندما تذهب لزيارة اقاربها في قري الجزيرة (الربوه) و( البرياب) كانت بتقول انا ماشه البحر.

ابوي يخش ويطلع لشد ما كنت احسده.
يتمتع وحده بصبيب المطره اللذيذ على جسمه
ويحرمنا منها بدعوى خوفه علينا من الاصابة بالانتهاب
والانتهاب هي الكلمة التي تستخدمها نساء القرية عندما يقصدن الالتهاب الرئوي
اما ابي فكان يعلم جيدا انه الالتهاب وليس الانتهاب
والانتهاب دا زمان كان غالبا ما يصيبنا لمن نتبرد تحت الصهريج لمن يدفق .
كان الماء في ذلك الوقت شيئا نادرا وكن نتعافى في بط من بداوة شغبه المرغومابيه.

ابوي كان يخش ويمرق ونحن محبوسين جوه.
. مرات يجي برد(جليد) ونطلع نلقطو.
اذكر اني كنت بجمع (البرد) في كوره ام قعر(رمضان كريم) وكان اخوي الكبير الذي تعدى مرحلة جمع البرد يجلس مطمئنا في العوضه(الغرفه) الواحده
ولما جيت اكل بردي لقيتو ساح(ذاب)
ولم اكن ادري بان البرد يذوب
وظنيت انو اخوي اكلو و اليوم داك كان اول يوم اشوف البرد و لم اتذوقه
عندما كنت اجمعه كنت اريد ان اتناول اكبر جرعة من المتعه ولكني فقدتها كلها
وفي موخر حياتي لاحقا اكتشفت انني لم افقد شيئا
اذ ان البرد دا ياهو التلج ذاتو وبعملوه من المويه
لكن من يمسح الحزن من ذاكرة ايامي.

بعد المطره ما تقيف بنطلع كلنا نلعب نتزحلق علي الارض اللزجه
واحدين بمشو لي قدام يجيبو الطير بكون وقع من شجر النيم
وواحدين يمشو عالي ود (الحربي) وهو تلة من الرمال تكشف المنطقه كلها
الناس الكبار بالذات بمشو يشوفو اثر المطره في البلدات(مزراع الذره) بالنظر اليها من عالي ود الحربي
واحدين بمشو البلدات عديل
وفي عالي ود الحربي وفي كل القرية يكون الصوت واضح جدا
لدرجة تسمع عمك فلان في اخر الحله يكورك في اولادو عشان الغنم ما يرضع.