خُـرُوجٌ عَـنْ دَائِرَةِ الجُـنُـونِ العَـاقِـلَة ... !!؟!! .

خُرُوجٌ عَـنْ دَائِـرَةِ الجُنُـونِ العَـاقِـلَــة ... !!؟!! .

*
*
*

( 1 )

*
*

السِّياسةُ كَلِمَـةٌ عَـامَّةٌ كشارِعِ بيْتِنا العامِّ

الذي يَخْلُوَ مِنَ الأشْجَارْ ،

إذْ كانَ يَظُنُّ أنَّها تتَّسِمُ جَمَالاً

وبراءةً ورَوْعَة ، ولَمْ يَفهمْها بَعْـدُ ،

فيَبْدُو أنَّهم كانُوا يَقصِدونَ بِهَا أحوالَ النَّاسِ

وحُكَّـامَهم ،

لذا قالَ مُسْتَنْكِراً : "هيَ كلمةٌ

غَرْبِيَّةُ الطَّـلعةِ والمِزَاجْ ، وأنا رجلٌ شرقيُّ الملامِحِ

وقلبيَ لا يَمِيلُ إلا لِمُسَامَرةِ فَتَيَـاتِ الخُدُورْ " ..


*
*
*

تُبُوعَاً ..

(2 )
*
*

، وكانَ لا يَعتقدُ أنَّهُ سيتفقَّهُ ويتَّفِقُ معها

يوماً ما لأنَّهُ لمْ يَتَداولْها في حياتِهِ الباكرةِ ،

ظنَّها مَزْجَاً أبْيَضاً وجميلاً مِنْ طُعُومِ الدُّنيَا وعليها قليلٌ

من زيتِ الزَّيتونِ وريحِ المِسْكِ الأخَّاذة ،

لكنَّهم قالوا لهُ غيْرَ ذلك ،

- أتراهُم مُحقِّينَ فيمَا ذهَبُوا إليْه ؟ !.

أمْ أنَّهُ لمْ يَعِ درسَ اللُؤْمِ والأيامْ ؟! ..

سؤالٌ باذِخٌ ومَاتِعٌ ووسيمٌ في شكْلِهِ

الخاصِّ ومَدْلُولِهِ العامْ ،

*
*
*

تُبُوعَاً ..
*

( 3 )
*
*
- لا ... لا ...

يا رجُلُ .. لا تَكُنْ مثاليَّاً في التَّـعاملِ مَعَهُمْ ،

والأفضلُ لكَ أنْ تكونَ خبيثاً كيْ تَكُونَ سياسيَّاً

مَاهِرَاً ،

يقولونَ هذهِ هيَ بدايةُ

النُّورِ فيها ،

...

- ومِنْ أيْنَ أتيْتِ إليَّ أيَّتُها النبيلةُ ،

وشُكْراً لكِ لأنَّكِ أوَّلُ مَنْ

أدْخَلَ الدَّهشةَ على سُرُوريَ

وحُضُوريَ البائسْ ...

- يا الله .. نَسيتُ أنْ يُخبرَني صديقيَ

عَنْ عَالَمِ الأمواتْ ...

" فقدْ كانُوا أحياءً .. وتوارَوْا جُثَثَاً ..

فارِقٌ زمنِّيٌّ يفصِلُنا عَنْهُم " ..

ردَّدَ هذه العباراتِ كثيراً ثُمَّ انصرفَ

يَلْوِي على شيءٍ

في أمْعائهِ الدَّقيقةِ

الثُّقُوبْ ..

*
*
*
*

تُبُوعَاً ..

( 4 )
*

- كعادتِكَ تُلقي الكلامَ على عَواهِنِه وتتركُني

وحيداً ،

وهَا أنتَ الآنَ تأكلُ القَوْلَ على مَهْلِكَ

الغريبِ وأنا أنظرُ إليْكَ في كَسَلٍ

لذيذْ ..

يُقالُ في فقهِ السِّياسةِ إنَّهُ يَجُوزُ أنْ تُناقِشَ كلَّ القضايا

التي يأتي بها بالُكَ وفكرُكَ - هذا إذا افترضْنَا جدلاً

أنَّ لديْكَ فِكْرَاً تعتمرُ وتَحُجُّ بهِ – ويُشترطُ أنْ يكونَ كلامُكَ

مهذَّباً من شوائبِ الحقِّ وأنْ تستَصْغِـرَ أمرَ الرَّعيَّةِ

وتحَْتَقِرَ شأنَها حتَّى تَرُوضَ لكَ الأنفُسُ ،

ولِبساطتِهم ستجدُهم دائماً يَقُولونَ لغيْرِهِمْ :

" لِمَنْ نشتكي ما نَالَنا مِنْه ؟ ،

ونَحْنُ لا يُمكِنُنا مُجاهدتُهُ بغيرِ

ألسِنَتِنا المُلْتويَةِ خَوْفَاً مِنْهْ !! "

وأعتقدُ أنَّ هذهِ المرْحلةَ درجةٌ بينَ الشَّبعِ

واللا شبعِ في لغةِ البُطُونْ .. تجدُها في قاموسِ مختارِ

الغيرِ صحَّاحْ ،

- اعذُرني يا رَجُلُ ، فأنا أُحِبُّ الزَّبادي جدَّاً والغيرَ مخلوطٍ

بلغةِ السَّـاسة ،



*
*
*
*

تُبُوعَاً ..
*

( 5 )

*
*


قالَ وكانَ يَرْمُقني بلَحْظٍ نَعِسٍ : " لوْ خلطَّتَ الزَّبادي بقليلٍ

من سياسةِ المِلْحِ ووضعْتَ الخليطَ على نارٍ أظُنُّها هادئة ،

وصببْتَ الخليطَ على كوبٍ سياسيٍّ صغيرٍ ، وجلستَ

باستِكانةٍ تُحَدِّقُ نحوَ أُفُقِ الكلامِ ، وأمِلْتَ فمَكَ جانِبَاً

وأخْرَجْتَ منهُ ابتسامةً تَمِيلُ قليلاً إلى الاصفرارْ ،

فأنتَ إذن على أولى عتباتِ الخُبثِ والسِّياسة ،

وتزدادُ سياستُكَ الفكريَّة كُلَّمَا ازدادتْ حِدَّةُ اللونِ الأصفرِ

لمَلبَسِكَ .. قصدي .. لابتسامتك ..

والمُهِمُّ في الموْضُوعِ ألا يَكونَ هُناكَ شيءٌ هامٌ

تتحدَّثُ فيه ، فقط يجبُ عليكَ أنْ تُناقِشَ وتُحَاوِرَ

كثيراً حتَّى تَكُونَ شيئاً ، حينَها سيتصَدَّرُ اسمُكَ صفحاتِ

الجرائدِ ، وصُورتُكَ سَتقبَعُ خلفَ عَمُودِكَ الطَّويلْ ،

ولكنَّكَ إنْ جَرَّبْتَ يَوْمَاً ما شُربَ كَوْبٍ مِنْ الحليبِ

الدَّافيءِ صباحاً ، فحتماً سينسيَكَ

السياسةَ وماضيها التَّليدَ والبليدَ وحاضرَها

الخبيثْ ..

سيَّما وإنْ كانَ الخليطُ من عصيرِ الطماطم وقَبَلَ

أنْ يَصِلَ إلى مَرْحلةِ المْعْجُونِ منْهَا ،

*
*
*
تُبُوعَـاً ..
*

( 6 )

*
- " مُمْكِن لوْ سَمَحْتَ ".. !! ؟؟ ..

- اسمحوا لي بأنْ أَرُدَّ على هذا التلفونِ العارِضِ ..

، تفضَّلْ بالسُّـؤالِ أخي الكريمْ ..

- هلْ يُمكنني أنْ أُمَارسَ سياسةَ الأكلِ وأنا

نائمٌ منتَعِلاً حِذائيَ الجديدْ .

.. فالإجابةُ بالطَّبعِ هي " لا " مَخلوطةٌ بـ " نعم " وقليلٍ من

عصيرِ الليمونِ عَقِبَ كُلِّ سُؤالْ ،

- أجل وبكلِّ تأكيدِ طالَمَا أجندةُ حِوَارِكَ واحِدةٌ

لا تُغَيِّرُها السُّنونْ ..

كُنْ بخيرٍ أيُّها الرَّفيقُ ...

قال مِنْ بعْدِها وكانَ يَفْرُكُ ويُدَاعبُ

عينَهُ اليُمْنى ويُمَارسُ تِلْكَ الابتسامة :

" الكُحْلُ الأسْودُ لليَوْمِ الأبيضْ "

*
*
*
تُبُوعَاً ..
*

الأخ محمد زين الشفيع
سلام على روحك الطيبة

إن جاز لي التعليق بعد أن سرحت مع النص ، أقول لك:

لقد تداعت بي الذاكرة إلى تفسير عجيب لمعنى الاستعارة، ورد في كتاب (منطق الشعر) لجان باتيستا فيكو، يعتبر أن "كل استعارة هي خرافة صغيرة" ، ما دام أنها عادة ما تنطوي عباراتها على معان مشربة باللا توقع والفانتازيا والغرائبية! وهي أبعاد تمنح النص سمات كالإيحاء والغموض والتنوع، غير أن ليس كل أديب قاص أو شاعر مأخوذ بتوظيف الاستعارة إلى حد النخاع! أي توظيفا مكثفا يحضر عبر كل حيز من جسد النص، حتى أن ثمة من النصوص الأدبية ما تصادف الاستعارة في كل سطر سردي منها، إلى درجة يصبح فيها النص بمثابة استعارة كبيرة تتوزعه استعارات أو خرافات صغيرة... وهذا مصدر إعجابي بنصك الجميل وسردك الجاذب.. عموماً مثل هذا الجنون هو قمة العقل .. تحياتي

لي

عَوْدةٌ ..

الأديبُ الأريبُ / أبو بكر يوسف

إبراهيم ...

احترامٌ وتقديرٌ عميقانْ ..


وكما تعلم أيُّها الحبيبُ أنَّ مِنْ

وظائفِ القَوْلِ هُوَ التأثيرُ

في الآخرينْ ،

ولعلَّ قَوْلي هُنَا كانَ مِنَ

الجُنونِ الغريبِ الملامِحِ

والطَّلعةِ ،

أوْ عَزْفٌ على وترٍ

واحدٍ غيْرِ مشدودٍ

بِمَا يَكْفي ..

، ودِدْتُ أنْ يَرْقُصَ

على أنغامِهِ كلُّ والِجٍ

إليهِ ووالِجة ، وأنْ يَقْرَأَهُ

وينظُرَ إليهِ كُلٌّ مِنَّا منْ خِلالِ

هَمِّهِ في الحياةْ ..

فشُكْرَاً لكَ وأنتَ تُسَطِّرُ

الجمالَ على جبينِ سمَائيَ

وتفَجِّرُ الأحرفَ فِيَّ شظايا مِنْ

فرَحٍ ونُورْ .

، فَحُقَّ لي أنْ أُمارسَ البهاءَ

والانتشاءَ بدخُولِكَ الذي أعادَ

لجفافِ حَرْفيَ الإرْواءَ والنَّماءَ ،

وشُكْراً لكَ أنْ غَيَّرتَ فِيَّ أمْزِجةَ

الخيالْ ، وجعلتني أُحَدِّقُ مَليَّاً

وطَرَباً في عَرَاءِ المُفْرداتِ

فتَوَرَّدَتْ في خاطري خُدُودُ

الكلامْ ..


وإلى حينِ عَوْدَتي

دَعْنَا نسْتَلْذِذِ الحَلْوَى

قليلاً ..


ولكَ احترامٌ مُهَذَّبٌ

ورَاقْ ..




أخوك / محمَّد زين ...

( 7 )
*

.. ولقدْ عَجِبْتُ لأمْرِه كثيراً ،

وهوَ يَرْبِتُ على كَتفِيَ قائلاً:

هذهِ هيَ أُولَى عَتَبَاتِ السِّياسة !!.

وحيْثُ إنِّيَ لا أملِكُ مِنْ مُسَـارَرَةِ نفسيَ شيئاً

فقلتُ في نفْسِ غيْريَ هَـازِئاً :

" دَعْهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ رَحِـمِ الأيَّامِ ! ،

فقدْ تَعَثَّرَ مِنْ كِبْريائِهِمُ الدَّرْبُ ،

ورَاوَدَهُمُ الظُّلْمُ عَنْ نفسِهِ كثيراً بمُمارسَتِهِم

في الكَوْنِ تجْويعَ المفرداتِ ،

وصَلْبَ الحُرُوفِ ، حتَّى اهْتَرَأَتْ

مِنْ كَيْدِهِم رئاتُ الأرْضِ

مِنْ السُّعَـالْ ..!!.

فباتوا يُعَانُونَ الآنَ مَضْغَ الحُرُوفِ

وَوِزْرَ الخُرُوجْ ..

فَمِنْ أيِّ رَمْلٍ هؤلاءْ .. ؟؟ .

وَمِنْ أيِّ شَوْكٍ يأكُلُونْ ..؟؟؟ .

*
*
**

تُبُوعَاً ..
*

( 8 )
*

وكانَ بِنْطالُهُ يَضِيقُ قليلاً عَنْ خُرُوجِ

المفرداتْ فقالَ مُتَهَكِّمَاً :

تَوسَّدْ هَمَّكَ والْتَحِفْ ظَنَّكَ جيِّدَاً وَنَمْ على ضُلُوعِ

الحرْفِ ، ولا تُفَاجَأ إنْ لَمْ تَجِدْ رأسَكَ

بِصُحْبَةِ جسدِكَ يَوْمَاً ، فقدْ تستأذِنُكَ كُرْهَاً وقَسْرَاً في أخْذِهِ

أيادي العاصفة ،

حينََها وبِلا مِرْيَةٍ يُمْكِنُكَ أنْ تَفْقَأَ عَيْنَ السِّياسة ،

أوْ كُنْ قُبَّرَةً وحاوِلْ أنْ تتَّخِذَ أُدْحِيَّةً تبيضُ فيها *

على مَوْرِدِ الفيلْ !! ،

وأشكو إلى العَقَـاعِقِ وَطْأَ عُشِّكَ

وتهْشِيمِ بيْضِكَ ، *

واحشدِ الضَّفادِعَ بأنْ تُنَقِّقْنَ على هُوَّةِ وَجَعِكَ ..

فسَتَجِدُ ولأجلِ جُرْعةِ ماءٍ سيلْقَى الفيلُ

لا مَحَالةَ حَتْفَهُ ،

*
*
*
*
*
تُبُوعَـاً ..
*
*

( 9 )
*

عِنْدَها سَوْفَ لَنْ تجِدَ امرأةً ثَكْلَى

وطِفلاً يَمُوتُ على قارعَةِ الطَّريقِ

بِلا كَفَنٍ ،

وبِذلكَ تكونُ قدْ فَقَأْتَ عَيْنَ

السِّياسةِ ،

وتركْتَ بعضَ حُزْنِكَ فيهِمْ ، وجَرَّعْتَهُم

مِنْ ماءِ كأسِكَ عُقَاقَ المُفْرَدة ، *

وعاوَدَ فَمَكَ على وُجُوهِهِم

بَصْقُ الحُرُوفْ ..

*
*
*
*
*
*
*

( انتهَتْ ) ..


مُحمَّد زين الشَّفيع أحمدْ .
أغسطس 2007م.




ــــــــــــــ
* القُبَّرَةُ : جنسٌ من الطيورِ مخروطيَّةِ المناقيرْ، شديدةِ الحذَرِ
وذاتِ تغريدٍ دائمْ ، قرأتُ قِصَّتَها قديماً في كتابِ
يُسَمَّى " كَلِيلة ودِمْنَة " .
* العقاعِق : جمع عَقْعَق ، وهوَ طائرٌ من فصيلةِ الغِربان
كانتِ العربُ تتشاءمُ بهْ .
* أُدْحِيَّة : مَوْضِعُ بيضِ النَّعامِ وتفريخُهْ .
* العُقَاقُ : شديدُ المَرَارَة .

إيماناً منِّي بأنَّ النَّقْدَ تشخيصٌ للنُّصُوصِ ،

وأنَّهُ مِقْيَاسٌ لِرُقِيِّ ثقافةِ المجتمعِ ،

ويَنْفُضُ الأتربةَ والغَبَرَةَ عنِ النُّصُوصِ

ويأتي بها مِنَ رُكُودِ القاعِ إلى قِمَّةِ

الجمالْ .

وأنَّ انطفاءَهُ في مُجْتَمَعٍ ما يُعَدُّ انطفاءً

للنتاجِ المعرفي لذلكمُ المجتمعْ ...

لذا أُرَحِّبُ بكلِّ القراءاتِ

النَّقْديَّةِ سَلْبَاً كانتْ أو إيجاباً ،



فالصَّدْرُ رَحْبٌ لكلِّ النُّقَّادْ ..

والصَّدْرُ رَحْبٌ لكلِّ النُّقَّادْ ..

والصَّدْرُ رَحْبٌ لكلِّ النُّقَّادْ ..






أخوكم / محمَّد زين ...

كتابة جميلة .. حسب قرائتي الاولى
معك انتظر قول النقاد المحترفين .

لك الود

*
*
*

الأُستاذُ والأخُ الجميلُ / عادل

عبد العاطي ..

لكَ وافرُ التَّقديرِ

وكريمُ الاحترامْ ،

وأشْكُرُ جدَّاً طلَّتَكَ

الخريفيَّةَ على يبابِ

حرفي وبَيَارِ مُفْرَداتي ،

وأضُمُّ صَوْتيَ

لصوْتِ حرفِكِ لنَقِفَ معَاً

في زوايا الانتظار

لكُلِّ ناقدٍ ،

ولنعرفَ جميعاً أينَ يقعُ النَّصُّ

في كُرَةِ النَّقْدِ الأرضيَّة ،

وكيفَ تَبْدُو قيمتُهُ المعرفيَّة

عندَ وَضْعِهِ في

مَحَكِّ النَّقْدْ ..

لاعتقاديَ الجازمِ أنَّ النَّقْدَ

يُطَوِّرُ الكاتبَ ويُجَمِّلُ

النُّصُوصْ ..



احترامي مَحْفُوفٌ

بوُدِّي ...




أخوك / محمَّد زينْ ...

الصَّدْرُ رَحْبٌ لكُلِّ الكتاباتِ النقديَّة ..

إلى حينِ مَيْسَرةٍ

مِنْ النَّقْدِ والنُّقَّادْ

،



*
*
*

كتابة رصينة وذات مضمون وقلم واعد ..

استاذ محمد ..يسلم الهامك ..

العنوان غريب بعض الشئ !

كما نناقش العلاقات الجدلية بين الزمان والمكان .. وبين الموت والعدم ..
والخلود كأشكال زمنية ومن ثم نناقش العلاقات الجدلية بين المستقبل
والماضي وبين الماضي والمستقبل ، لنصل إلى نتائج حول هذا الموضوع !
وكذلك ين العقل واللا عقل .. أو بمعنى أصح الوعي واللا وعي !!


لقد مضى زمن طويل حتى تمكن الإنسان من وضع القوانين
والفرضيات وبرهن على النظريات التي بدأت توضح شيئا فشيئا ..
مفاهيم الأشياء وتكشف عن بعض الجوانب من ذلك اللغز المحير!.

إلا أن الظواهر الطبيعية التي كانت تحيط به وتتحكم بعالمه
هي التي شكلت عنده دافعا قويا للبحث والكشف .

وهنا بدأ تفكيرالإنسان بالموجودات حوله ، وبدأ تأمله لتلك العلاقات
الكونية التي بدأت آثارها واضحة على كوكبه الأرضي ، وعلى طبيعة حياته ،
فاكتشف الكواكب والنجوم في السماء ،وشيئا فشيئا بدأ بتفسير تلك الظواهر
التي راح يلحظها على كونه المحيط به ، فوقف أمام ظاهرتي الليل والنهار ،
وأما ظهور النجوم في الليل وغيابها في النهار ، ووقف أمام التغيرات
الطبيعية التي عرفها فيما بعد بالفصول الأربع وكانت تلك التفسيرات التي
كان يطلقها مستندة في معظمها إلى أصل أسطوري ، يحاول بواسطتها
أن يخفف من حالة القلق التي كان يعيشها وهو يواجه سر تلك المتغيرات ...

قرأت عن الموضوع وبشغف شديد .. ولكني للحظة أحسست بنفسي Off Point

لك العتبى .. ولي العذر إن أعجبني الموضوع ووضعني في خانة أو دائرة الجنون ...

تسلم يارب !



وصال عالم

دعني أسمعك إياها

لا تتنظر ..

من لا يقوي على سماع الرعد


إنها ماطره

ومخيفه

وأنيقه تتوشح المعرفه الذاخره

لك ما تشاء

فقط أمطرنا وابلاً

من الزخم الجميل

الأديبةُ / هِنْدُ مُحَمَّد ..

مِنْ مُرُورِكُم نستمِدُّ

بَهْجَةَ اخضرارِ

الكِتَابة ،

وبحرْفِكُمْ يَكونُ رِفْدُ

الأماني الغائبة ،

فلكِ منِّي رَتِلُ الحديثِ

وأُجُـمُ الجمَالِ الوارفةُ

ومُهُـدُ الحُرُوفِ

الحانية ..


احتـرامٌ ناصِـعُ

البياضْ ...







أخوك / محمَّد زين ...

Quote: يوماً ما لأنَّهُ لمْ يَتَداولْها في حياتِهِ الباكرةِ ، ظنَّها مَزْجَاً أبْيَضاً وجميلاً مِنْ طُعُومِ الدُّنيَا وعليها قليلٌ من زيتِ الزَّيتونِ وريحِ المِسْكِ الأخَّاذة ،

الأخ محمد زين ، واصل ، مستمتعون بهذا الأدب الرفيع ........

الأديبةُ / وِصَالُ يا بنتَ العالِمْ ..

رفيعَةُ عِمادِ المُفْرَدة ، تَمْشي

حُرُوفُها هَسيساً فَوْقَ أصَابِعِ

الكلامْ ،

شُكْرَاً لمَجِيئِكِ الذي يَزْرَعُ قَفْرَ

المُفْرَدةِ فيَعْشَوْشِبُ باخضِرَارِهِ

المكانْ ،

وشُكْرَاً لبحرِ مُفْرَداتِكِ

الطَّامي والزَّاخِرْ ،

وانْطِبَاعِكِ الدَّافيءِ وقِرَاءتِكِ

المتعمِّقةِ بينَ جُزَيْئاتِ النَّصِّ ،

شُكْرَاً لكِ يا وِصال فقدْ عَجِزَتْ

مُفْرَداتيَ أنْ تأتيَ لِحَرْفِكِ

بِضَريبْ *،

وشُكْرَاً لكِ أيَا امْرَأةً قَمْرَاءَ

المُفْرَدةِ وَوَاريَةَ زِنادِ *

الحُرُوفْ ..




احترامٌ كَثيفٌ

ومُهَذّبٌ جِدَّا ..






أخوك دائماً وأبداً / محمَّد زين ...
__________
* ضريبْ : مَثِيـلْ .
* وارِي الزِّنادْ : كَريمٌ ومُفْلِحٌ .

الصَّديقُ والأديبُ / عبد الله دَاشْ ..

أهْلاً بِكَ أيُّهَا المَاطِرُ

على الدَّوامْ ..


ولا تَدَعْني يا صَديقي أفقِدُ الأمَلَ في النَّقْدِ

والنُّقَّـادْ ، فأنتَ بِذلِكَ تَجْعَلَني

أؤمِنُ بما قالَهُ صديقيَ الشَّاعرُ

السُّعوديُّ / فائزٌ الغَـامـديُّ ..

حينَ كانَ يَقُولُ لي :

" إنَّ لُغَةَ النَّقْدِ لغةٌ جافَّةٌ وثانويَّةٌ

وتسيرُ دَوْمَاً في الهامِشِ سَيْرَ الظِّلِّ ولا تسْتَطيعُ

أنْ تُقيمَ بِذاتِهَا مَتْنَـاً مُسْتَقِلاً " ..

وكنتُ - أنا - معهُ على خلافٍ حادٍّ في

اعتقادِهِ هذا ودارَ بيْنَنا نِقَاشٌ طويلٌ

في ذاتِ الجانبِ ،

ولكنِّي لا أزالُ أنتظِرُ أمَلاً قادِمَاً هُنَا..



احترامي لكَ صافيـا ..






أخوك / محمَّد زين ...

الحبيبُ / أنْوَرُ الطَّيِّبْ ..

لِمِثْلِكَ يَكونُ الرُّقِيُّ

والبَهَاءُ ..

فشُكراً لوُجُودِكَ تراتيلٍ

مِنْ الوَعْدِ الآتْ ،

وهِبَةٍ للفُصُولْ ،

وشُكْرَاً للوفَـاءِ الذي

يَفْتَرِشُ مِنِّيَ المُقَـلَ

وتستَبينُ لأجْلِهِ

دَهْشَةُ الرِّيحِ

والتُّرَابْ ..



احترامي ...






أخوك / محمَّد زين ...
___________
* عَبْرَكَ التَّحايا مَوْصُولةٌ
للأُسْرَةِ الكريمةِ وإلى الفاضل
/ د. محمَّد الطَّيِّب قسم الله ..
عَسَاهُمْ زَهْرَ الوُجُوهِ طَيِّبينْ .