عمودي اليوم: جهاز شؤون (المغتربين) !!

ضد الأغلال
جهاز شؤون (المغتربين) !!
خالد عويس
[email protected]
- أيام دراستنا الجامعية، كان الطلاب يتندرون على (صندوق دعم الطلاب) بتسميته: (طلاب دعم الصندوق).وللحق، فقد كنا نحن ندعم الصندوق، عوض أن يقدم الصندوق دعما لنا !!
- وراح ضحية المطالبة بأداء أفضل من قبل الصندوق، طلاب دفعوا حياتهم ثمنا للتخبط وقلة العناية بالطلاب ودراستهم و(حياتهم) !!
- هذا الأمر، ينطبق إلى درجة ما على (جهاز شؤون العاملين بالخارج) !!
- أنا لا أتحدث عن أداء الجهاز، ولا عن (الجبايات) المفروضة على المغتربين.صحيح، تمّ خفضها، لكن ما زالت هناك (جبايات) قائمة، وتستحق إعادة النظر، فغالبية المغتربين اليوم، هم ممن يستحقون الزكاة !!
- فالإغتراب ما عاد هو الإغتراب.لم يعد إلا تضييعا لأعمار السودانيين والسودانيات، ومطاردة للسراب !!
- هذا معلوم للجميع، فما من بيت سوداني تقريبا، يخلو من شاب هاجر وفي باله أنه سيعود بالثروة والجاه.وتمضي السنوات دون أن يكون قادرا حتى على توفير ثمن (ركشة) !!
- ما أود طرحه هنا، هو ما يعانيه المغتربون داخل مباني الجهاز، وخاصة من قبل الموظفين والموظفات !!
- على مدى سنوات، كنت أقصد أنا شخصيا جهاز شؤون العاملين بالخارج لأستكمل إجراءات السفر (المعقدة) !!
- كعادة السودانيين (السمحة)، يستقبلك في البوابة، من تحسب أنهم يظنون أنك ذاهب لتتسول !!
- وبعد أن تتجاوز (تكشيرتهم) وصراخهم عليك وعلى الآخرين، يتوجب عليك أن تنتظر في صف طويل، لتصل في نهايته إلى موظف، لا يفرغ من مكالمة هاتفية، حتى يتلقى مكالمة أخرى.وحين يفرغ من مكالماته كلها، ينسحب من مقعده، ويغيب لساعة، ثم يعود حاملا قهوة أو شاي، ليتحدث مرة أخرى في الهاتف النقال !!
- وتكون أنت قد لعنت - في سرك طبعا - من أخترع الهاتف النقال، ومن سولت له نفسه باستيراده إلى بلادنا، ومن فكر أصلا في هذه الوسيلة (الشيطانية) للاتصال بين البشر !!
- وحين يمد يده ليأخذ أوراقك أخيرا، آخر النهار، يسقط قلبك بين رجليك عندما يقول بكل بساطة إن هناك ورقة ناقصة !!
- وتذهب إلى النافذة الأخرى، فتقول لك الموظفة المعنية بالأمر: (تعال غدا) !!
- وتأتي في الغد، وبعد الغد، وتنفق ثلاثة أو أربعة أيام من عمر الإجازة القصير، في خضم هذه الفوضى التي لا مثيل لها في كلّ العالم !!
- تعالوا نحصي الصفوف: 1/ صف المساهمة الوطنية 2/ صف الزكاة 3/ صف الخدمة الوطنية 4/ صف ختم جواز السفر 5/ صف (مكتب المدير) الذي يمكن أن يخفض أو يؤجل الضرائب 6/ صف (مكتب المدير) الذي يمكن أن يخفض أو يؤجل الزكاة 7/ وصفوف أخرى لا تعلمونها ولا يعلم الجهاز ذاته معناها، اللهم صفوف والسلام !!
- هذا لا يحدث إلا عندنا، في دولة (المشروع الحضاري)، التي حتى إن هاجرت منها، لحقتك بـ(الجهاز) !!