Post: #1
Title: مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-20-2008, 08:42 PM
مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
إلى حنا حزبون قيدّ (طلاسم الرمل)...
أنجعُ من تدبيرٍ يحرسُ خيوطَهُ الليلُ. وأحدُّ من حنايا كنستْ طيبَها الرزايا. تتكاتفُ أصقاعُ الدُّنى بوجهٍ غدا كالفولاذِ، عافْهُ الدّمُ.. وتسمرتْ شفتاهُ بفريّةِ الندمْ.
من أيِّ سماءٍ يهبطُ، والويلُ أثخنَ ريقَهُ باليباسِ، والظُلمةُ استشرتْ بالخُطى، والرّوحِ، والبصرْ.
من أيِّ مساءٍ ينغرزُ في الصدى: صوتُهُ المكتومُ، جراء العتمةْ... والزهرَ الذي داستْهُ أقدامُ البؤسِ، وما تشبعتْ به الخلايا من صلفِ الإرثِ، وخلفْهُ في جسدِ النوايا بهيمُ الألمْ.
من أيِّ مدىً معشوشبِ السجايا، يمطرُ المرءُ أوراقَهُ بربيعٍ وارِفٍ، يغضُّ الأوجاعَ بين المرايا، يبثُّ في النفسِ العدمْ.
الحنينُ: بايعٌ لكُبسولاتِ الرّوحِ، ومِعبرٌ للتدفقِ بأورِدةِ الذاكِرةْ. الريقُ: استعدالٌ لسِحنةِ الكلامْ. الفولاذُ: ترقيقٌ للطريقِ ببصيصٍ من الضوءِ. الليلُ: وحشةٌ غضتْ أعينَ الجدرانْ. الرزايا: محاولاتٌ لتفتيتٍ أكملْ، واختبارٌ لتشوهاتِ الكائنْ. البصرُ: وغدٌ يتمادى في تنحيةِ الأُفقِ، وتفتقٌ نبيلٌ لمسافاتٍ شحيحةْ. الربيعُ: شهوةٌ مُحتملةٌ لزهوِ الزهرِ. الفراغُ: ورطةُ الرّوحِ في الانفضاضْ. الصمتُ: مقياسٌ دقيقٌ للمدى. النهارُ: وعدٌ مُنهارٌ للشمسِ. الجوعُ: سلامٌ تشتهيه الأحشاءُ. الفريّةُ: خباءٌ تتوارى بينه الحقيقةْ.
نابِها هذا الحنينُ، تُفرفرُ مذبوحةً تحت أنامِلِهِ: أوتارُ الناي.. يفردُّ الضوءُ خُصلاتَهُ للحريقِ، يتمطى برعونةِ الوقتِ المُنفلِّتْ، يبثُّ من جُحُورِهِ: ما يتجولّ في أرجاءِ الكونِ -من حدّةِ الوضوحِ- شروخاً في اليقينِ، وجروحاً في الصدى، وحنيناً باكياً للعابِرينْ. 1/1/2008م
|
Post: #2
Title: Re: مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
Author: Muna Khugali
Date: 01-20-2008, 10:48 PM
Parent: #1
مبروك علي البورد حضورك أخي بله....
|
Post: #3
Title: Re: مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-30-2008, 08:18 PM
Parent: #2
حقيقةً مُنى... المكسب لي، فمن حروفٍ سامِقةٍ سأنهلُ، ومن أيادٍ بيضاءٍ سأستنير واستزيد... وقد جئتُ لأتعلم، أضعُ في خفرٍ فارِعٍ حرفي وعشمي أن يلقى من يلملم شظاياه... وأعترف إليكِ، ولماجدة... بأنني بـ (كتابات طازجة) قد أهديت (مطر يتسلى) إليكِ (منى خوجلي) فقد (لخبطتموني) أنتم (الخوجلاب) فأهديتكِ بدلاً عنها... وليبقى الإهداء على ما هو عليه، وعشمي في كتابة تردّ خجلي إلى مكمنه منكِ وتليق بكِ (ماجدة)... وأتمنى أن يروقك الإهداء (منى) وأن يجعلنا نراكِ تمطريننا بـ (كتابات طازجة). لكما والأسرة كل الإعزاز والمحبات...
|
Post: #4
Title: Re: مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
Author: ابو جهينة
Date: 01-31-2008, 07:09 AM
Parent: #3
الأخ بلة
تحياتي و تقديري
أحييك على هذه الكتابة الفارهة. و كما قالت الأخت العزيزة منى ... فأنت إضافة بارزة هنا.
واصل مثل هذا الإنسياب الفخم أدامك الله
دمت
جلال
|
Post: #5
Title: Re: مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 02-05-2008, 08:26 PM
Parent: #4
الشاسِعُ بالجمالِ والعشقِ والحرفِ الشجي، أقعدني اتفاقك والجميلة منى، وأؤكل حيرةً عميقةً لتتلبس روحي. كما أسلفت، جئتُ لاتدرب على أياديكم البيضاء كيف يمكنني المواءمة بين صخبِ الروح والحروف.. أقرأ هنا فأحس ضآلة ما أتي به، ويدفع بي ذلك للمثابرة أكثر في المدى المستلب من الوقتِ.
إعزاز ومحبة لروحك الشفيفة
|
|