لمسة وفاء لعمر الامير

لمسة وفاء
كنت معنا و كان الشوق فى الكرسى الفاضي وطعم الحتة حزين و لون القلب بنفسج و كانو جميعا يسالو عنك
وين الصندل?
وين منقابة الروح ?
وثمار المشتل?
وانت لانك كنت معانا و مافي
وكان الشاى بس ناقص سكر

اخونا عمر ولا اقول اخونا لانك كنت اخ لكل من حولك كنت ابا و صديقا لابنائك.... كنت صديقا حتي لمرضك فلقد صادقته سنوات طويلة وكنا نحس بكما عندما تختلفان ولانه دائما يكون خلافا خطيرا تحتكمان للطبيب فتخرجان منه من جديد صديقين و لانه صديق ثقيل الدم و لئيم و غدار فكان دائما يتوعدك باستحالة الفراق فلا بد من ان تذهب معه او يذهب معك فاقتلعك منا خلسة في ليلة ظلماء...اقتلعك من اهلك و زوجك و ابنائك و اخوانك و اصدقائك
غدر بك و الناس نيام...فلم نتحمل الفاجعة وها نحن نبكيك و نزرف الدمع على الورق وهل الدموع و لطم الخدود و شق الجيوب سوف يعيدك ولو لبرهة لنا...كنا نود ان نكمل حديثنا الذى بداناه معا انا و انت و دكتور يوسف كنت تتحدث معنا وكانك تلقننا وصيتك الاخيرة فطال الحديث قرابة الساعة و النصف و دكتور يوسف كان معنا بالهاتف كان يوما غريبا عندما تلاقينا فى ذلك المساء الكالح وكنت اريد الذهاب باكرا فاصريت على ان ابقى معك و كانك كنت تعرف ماذا يخبى لك القدر ..وكنت تريد ان تودعنا .
حبينا عمر كنت عندما تغضب تعبر عن غضبك بالصمت ولاتتفوه بكلمة فانك لم تسئ لاحد منذ ان عرفناك ...كنت تتكلم بالهمس كنت صبورا كنت وقورا تحفك هالة من الادب و الاحترام مع الكبير و الصغير مع الغريب و الخليل.
ابكيتنا يا عمر وابكيت عبد الله وابكيت حماده و ابكيت رزاز ..و سالتنى رزاز ماذا حدث لعمى عمر فاخبرتها بالحقيقة المرة فاجهشت بالبكاء بكت بحرقة اذهلتنى لم اكن اعلم بانك استحوزت على قلبها و عقلها كنت تشرح لها بكل صبر عندما تسال عن شئ وكانت تراك دائما معى عندما تعود من المدرسة .... فعلمت انها لن تراك بعد اليوم ولن تعود فصرخت و بكت
ابكيت امك التى كانت تامل فى عودتك بعد غياب طويل لتعمر بيتك وتضئ بيت ابيك ....فبرحيلك زدته ظلمة و حلكة .
فاجانا القدر بسرعة القرار فياليت كان لنا القرار .
حبيبنا عمر كنت مؤسوعة فى الرياضة و نحن نجهل كل معانى الرياضة فصرنا نتابع معك البرامج الرياضية فعرفنا منك تاريخ الهلال و المريخ و كيف تكون الهلال و تيم عباس و استاك و سلاطين عرفنا الدوري الممتاز و كاس السودان و البطولات العربية و دورة سيكافا و كاس العالم وشاهدنا عدة مباريات معا ...كنت هلاليا حتي النخاع ولكنك لم تكره المريخ كنت رياضيا و طنيا كنت مثقفا تحب الاطلاع العام تقرا الكتب و المجلات و الصحف اليومية و كل ما يقع فى يدك تلتهمه حرفا حرفا وكنا نتعجب من صبرك على القراءة في هذا الزمان.
اخى عمر كنت القاضى الثقافى للجالية فعندما نختلف فى قضية ما نقول اسالوا عمر يكون عارف و فعلا كنت المرجع فى كل شئ .
كنت يا عمر جاهلا للبغض... جاهلا للكراهية والحقد و النميمة كنت جاهلا لكل ما هو قبيح و زميم...كنت نقيا و شفافا كالماء العذب نرى دواخلك ...كنت عفيفا و نزيها في تعاملك مع الاخرين.
كنت اميرا ليس بلقبك ولكن اميرا فى نفسك وفى حبك للناس و حبك لابنائك واهلك ... كنت اميرا للثقافة... اميرا للرياضة ...اميرا للادب و التاريخ و نحن لانرضى ان نسميك اميرا بل كنت ملكا يا عمر لانك ملكت حب الناس ملكت العطف لابنائك و اهلك ملكت قلوبنا و عقولنا وملكت كل شى جميل
اتذكرك يا عمر منذ عهد قريب كنت تحكى لنا قصة اغنية ماهو عارف قدمو المفارق للشاعر خليل فرح !!!!!
مجلسك مفهوم شوفو رايق عدو ناقص زول ولا تام!!!
انا لله و انا اليه راجعون ... الى جنات الخلد ياعمر باذن الله

اخوانك و احبائك حيدر ادريس و يوسف مختار

UP

ندعو اللهَ أنْ يَرْحَمَهُ

رحمةً واسعةً

وأنْ يُسْكِنَهُ فسيحَ

جنَّاتِهِ ويتغمَّدَهُ

بعظيمِ مغفرتِهِ

ووافرِ عَطْفِهْ.




ولكَ أنتَ كلُّ التحيَّة ..

أخوك / محمَّد زين ...