لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده؟؟

لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده؟؟


01-17-2008, 08:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1200555697&rn=1


Post: #1
Title: لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده؟؟
Author: SARA ISSA
Date: 01-17-2008, 08:41 AM
Parent: #0

لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده

هناك جدل واسع يدور في المجالس السياسية في الخرطوم الآن ، وقد بدأ هذا الجدل بتصريح أطلقه السيد/الصادق المهدي قبل ايام نعت فيه نظام الإنقاذ " بالنصف شمولي " ، تلا ذلك التصريح خبر صحفي نشرته صحيفة " الإنتباهة " ، مفاده أن أحد أنجال الإمام قد تم تعيينه في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ، ليس هذا فحسب ، فهناك ظنون ليست أكيدة ، بأن السيدة/رباح الصادق المهدي ربما تركب ايضاً قطار الإنقاذ السريع الذي يوصل بسرعة إلي محطة المصالح الذاتية ، فقد قيل أنها سوف تحظى بمنصب وزير دولة بوزارة الطاقة والتعدين ، هذه الوزارة التي تُعد من أقوى حصون الإنقاذ بعد الجيش وجهاز المخابرات ، موقف الحزب عن هذه التسريبات غير معروف ، فالإمام يجول في العواصم الأوربية يقول المراقبون أن هدف جولته غير معلن ، لكن من خلال هذه التسريبات بإمكاننا أن نستشف أن السيد/الصادق المهدي يحاول إستغلال العزلة الدولية المفروضة على النظام للترويج عن نفسه كبديل مقبول لدى الدول الغربية ، بل كشريك فاعل في نظام الإنقاذ مثلما فعلت الراحلة بنازير بوتو مع الجنرال برويز مشرف في باكستان ، أول الغيث كان دخول نجله المؤسسة العسكرية للإنقاذ مع أنه لم يتخرج من المؤسسة العسكرية السودانية ، وكلنا نذكر الضجة التي أثارتها الجبهة الإسلامية القومية في عهد الديمقراطية الثالثة عندما تم إلحاق عبد الرحمن الصادق المهدي بسلك القوات المسلحة بشهادة عسكرية من الأردن ، حيث قالت صحافة الجبهة الإسلامية أنذاك أن " ابن السيد " دخل من باب المحسوبية –لأن والده رئيس وزراء -لأنه لم يردد جلالات القوات المسلحة في كرري والمرخيات :
يا زول يا زول انتا وين ماشي
انا ماشي الجيش أبقي جياشي
أنها مصنع الرجال وعرين الأبطال ، لذلك لم يُفصل عبد الرحمن الصادق المهدي من الجيش بسبب الغطاء السياسي ، بل أن الإنقلابيين زعموا أن " ابن السيد " دخل الجيش عن طريق الواسطة لذلك فصلوه عن الخدمة ، لذلك من الخطل في الرأي أن نتصور أن إلحاق ابن الزعيم بأكبر المؤسسات الأمنية في نظام الإنقاذ جاء من باب المصادفة ، فرائحة الطبخة بدت تفوح عندما قال السيد/الصادق المهدي أن نظام الإنقاذ نصف شمولي ، وهو سوف يسعى لتنقيته من غبار الشمولية حتى يصير نظام نظيف كامل لا تشوبه شائبة ، لذلك رمى السيد /الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده ، دار حزب الأمة كذبت الخبر بطريقة لطيفة : أن السيد/بشري لم يلتحق بجهاز الأمن والمخابرات ، بل ألتحق بفرع الإستخبارات العسكرية ، مما يعني أن هناك تباين في الأجهزة الأمنية داخل نظام الإنقاذ ، من يعمل في الإستخبارات العسكرية فهو وطني يريد أن يخدم بلاده ، أما من يعمل في جهاز الأمن والمخابرات فهو من باب الضرورة يجب أن يكون من طائفة النظام ، وعليه أيضاً أن يخلع قميص الأخلاق في سبيل حماية النظام حتى ولو تطلب ذلك إستخدام وسائل غير إنسانية مثل التعذيب وتلفيق التهم والقتل ، والمفارقة الثانية أن هذا الخبر نُشر في صحيفة الإنتباهة ، وكما هو متعارف عليه أن القانون في معظم دول العالم يحظر نشر أسماء المنتسبين لجهاز المخابرات العسكرية في وسائل الإعلام ، الإنقاذ تريد علاقة في العلن مبنية على مبدأ المصالح وتبادل المنافع ، لذلك أقتضى الوضع نشر الخبر ، بينما يريد السيد/الصادق المهدي التلويح بالعصاتين ، عصاة المعارضة عن طريق تقديم نفسه كالساحر الذي سوف يحل أزمة دارفور بحكم إرتباط حزبه التاريخي بهذا الإقليم ، وفي نفس الوقت يريد السيد/الصادق المهدي أن يستبق الوقت قبل عودة الميرغني ، ليعقد صفقة تمهد حسب ما يعتقد إلي تحويل نظام الإنقاذ من شمولي بنسبة 50 % إلي نظام تعددي بنسبة مائة في المائة ، هذا التحول الذي يقوده الصادق المهدي ذكرني بالمساجلات الشهيرة التي وقعت بينه وبين الراحل قرنق في أيام حربهما ضد النظام من اسمرا والقاهرة ، الراحل قرنق بخبرته الكبيرة كان قارئاً جيداً لمواقف الأحزاب الوطنية في الشمال ، كان يعلم أن المناصب ولا المبادئ هي التي تحدد برامج هذه الأحزاب ، وأنها يُمكن أن تنقلب عليه في أي لحظة ، وبهذا التحول سوف يصبح حزب الأمة صورة من نسخة القيادة الجماعية أو الإصلاح والتجديد ، أنها أحزاب قائمة على مواقف الأشخاص وليس على المبادئ .
سارة عيسي