(المية تكضّب الغطاس):تعديلات الوطني استعداداً للانتخابات أم اختباراً للقيادات؟

(المية تكضّب الغطاس):تعديلات الوطني استعداداً للانتخابات أم اختباراً للقيادات؟


01-10-2008, 11:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1199960008&rn=0


Post: #1
Title: (المية تكضّب الغطاس):تعديلات الوطني استعداداً للانتخابات أم اختباراً للقيادات؟
Author: Elkalakla_sanga3at
Date: 01-10-2008, 11:13 AM

نقلا عن صحيفة السوداني

(المية تكضّب الغطاس):تعديلات الوطني استعداداً للانتخابات أم اختباراً للقيادات؟
تقرير: أمينة الفضل
في خطوة مفاجئة أجرى المؤتمر الوطني تغييرات شاملة في هياكله الداخلية بعد إجازة هذه التغييرات في المكتب القيادي الأسبوع الفائت. التعديلات الداخلية التي أجراها المكتب القيادي عزاها البعض للاستعداد المبكر في وضع استراتيجية للانتخابات القادمة، مما يؤكد جدية الوطني في خوض الانتخابات بطريقة جادة وحرة عبر منافسة حادة من بعض الكيانات السياسية الأخرى، خاصة الحركة الشعبية التي تراهن على التفاف الجماهير حولها، بينما البعض الآخر يرى أن هذه التعديلات جاءت لإحكام قبضة الوطني على عملية الانتخابات القادمة مما يغلق الطريق أمام الأحزاب الأخرى للدخول في منافسة ستكون خاسرة بحسابات الوطني، إذاً، فالتعديلات عملية تكتيكية يحاول بها الوطني رسم خطة ناجحة لخوض الانتخابات القادمة ليؤكد احقيته في الحكم مرة أخرى عبر عملية ديمقراطية نزيهة، ومهما يكن من أمر فإن أمر التعديلات التي أجراها الوطني هي شأن حزبي داخلي يهم الوطني بالدرجة الأولى، كما قال أتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني، مضيفاً ان المؤتمر الوطني مثله مثل أي حزب سياسي له الحق في ان يعمل ما يشاء وقتما يشاء لمزيد من الحراك السياسي، محاولاً تجديد دمائه للتحرك نحو الأمام برؤية جديدة عبر وجوه جديدة تجيد لغة السياسة الراهنة، سيما وأن المرحلة القادمة هي مرحلة انتخابات وتعددية حزبية تجعل من المهم الرضوخ لمتطلبات العصر وديمقراطية العمل السياسي.
انفتاح على القوى الجديدة
التعديلات المستحدثة أطاحت بأمانة الإتصال التنظيمي كأمانة قائمة بذاتها والتي كانت تمسك بزمام العمل التنظيمي للمؤتمر الوطني بكل ولايات السودان والتي كان على رأسها أزهري والتجاني وزير الإرشاد والأوقاف، ورفّعت دوائرها لأمانات منفصلة شملت الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط بأمناء جدد، باستثناء أزهري التجاني الذي أوكلت إليه أمانة دارفور، واستحدثت أمانتي المغتربين ورجال الأعمال التي ذهبت لسعود البرير مما عزاه البعض بأنه انفتاح على القوى الجديدة ربما تدعم الاتجاه الجديد للمؤتمر الوطني.
مشاركة الوجوه الجديدة التي كانت غائبة عن الساحة السياسية لفترة ليست بالقصيرة، قال عنها المراقبون إنها محاولة للاستفادة من الخبرات التراكمية لبعض هذه الشخصيات في مجال العمل السياسي والجماهيري لاسيما وأسهم المؤتمر الوطني بدأت بالعد التنازلي في بعض الولايات.. التحدي الحقيقي سيكون أمام عبدالباسط سبدرات وزير الحكم الاتحادي والذي أوكلت إليه أمانة كردفان والتي تنشط فيها الخلافات التنظيمية القائمة عبر التكتلات، إضافة للوجود الكثيف للحركة الشعبية بكردفان والتي تتهم بأنها تحاول استقطاب النوبة للإنضمام لصفوفها، وربما خلفية سبدرات القانونية وعمله كوزير للعدل ومستشار للرئيس ووزير للعلاقات الاتحادية ذات الصلة الوثيقة بالولايات، إضافة لشخصيته التوافقية ومقدرته الاقناعية هي التي جعلت الوطني يدفع به لمنطقة مشتعلة بالنعرات القبلية والعنصرية، سيما وأن خصوم الوطني يتهمون الحزب بتأجيج هذه النعرات وتكريسها بعد وصوله لسدة الحكم أكثر من العهود السابقة، ولذا دفع الوطني بعناصر لا صلة لها من الناحية القبلية أو الأثنية بتلك المناطق حتى يثبت قوميته، لكن هذا رهين بنجاح هذه القيادات في الدفع بالعمل السياسى للأمام وإخراجه من قمقم التكتلات والشللية التي تطيح بكل نجاح.
إثر هذه التعديلات، التأم القطاع السياسي في اجتماعات مطوّلة للوقوف على ترتيبات تنفيذ القرارات التي أصدرها المكتب القيادي، إذ أوضح د. كمال عبيد أمين أمانة الإعلام -والذي جاء خلفاً للبروفيسور إبراهيم أحمد عمر- أهمية إعادة تشكيل القطاع وأذرعه المساعدة للاستجابة لمقتضيات التعديلات الأخيرة مما يستوجب مراجعات اللوائح لاستيعاب هذه التعديلات.
كجبار تطيح بوالي الشمالية
بينما أكد دكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية بأن التعديلات الداخلية لهياكل أمانات المؤتمر الوطني اقتضتها متطلبات المرحلة المقبلة خاصة على مستوى الاتصال التنظيمي الذي يتطلب اتصالاً والتصاقاً أكبر وصلة بالولايات التي ظلت لفترة كبيرة بعيدة عن المركز.
المؤتمر الوطني لم يكتف بالتعديلات الداخلية بهياكله إنما سارع للإعلان عن تعديلات في بعض الولايات، إذ تم تعيين د. أحمد مجذوب والذي كان وزيراً للدولة بالمالية والياً لنهر النيل، بينما ذهب المسؤول التنفيذي للإعلام عادل عوض والياً للشمالية خلفاً لواليها ميرغني صالح الذي عجّلت أحداث كجبار بالإطاحة به وذهب صلاح علي آدم والياً لكسلا خلفاً لواليها إبراهيم محمود.
العالمون ببواطن السياسة وخفاياها، أكدوا أن هذه التعديلات ربما صبت في صالح المؤتمر الوطني خاصة في جهات ومناطق تشهد أحداثاً متسارعة وخلافات داخلية بين قادة المؤتمر الوطني أنفسهم بتلك الولايات وحتى تحين الانتخابات ليأتي الولاة عبر الاقتراع يصبح من اللازم إجراء تعديلات لردم الهوة بين المؤتمر الوطني والجماهير خاصة وأن المرحلة القادمة مرحلة يراهن فيها الوطني على نجاحه واستمراره كحزب حاكم حتى لا يحل بديل آخر ربما ترتضيه الجماهير وتقتضيه الظروف وفقاً للمصلحة العامة.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذه التعديلات استعداداً للانتخابات بالفعل أم هو اختبار للقيادات.. ولماذا التعديلات الآن وهذه الوجوده تحديداً دون سواها سؤال يظل عالقاً وربما تجيب عليه الأيام القادمة!!