ألا لا يكذبن أحد علينا..الأحزاب الجهوية فاعلة أكثر ..

ترهلت في اعتقادي الأحزاب العتيقة في السودان..وغدت فريسة سهلة للأحزاب والحركات السياسية الجهوية التي صارت لها سطوة بما تملكه من أخطاء الماضي التي ارتكبت في حق الوطن.. وما تملكه من سلاح..أو مال..أو سلطة..رغم أن الأحزاب القديمة كانت تنادي بالقومية..إلا أنها تفسخت تحت أقدام الأحزاب والحركات الجهوية الجديدة..وفشلت في الحفاظ على ما تدعيه من قومية..

في الجنوب الحركات الجنوبية جهوية بما فيها الحركة الشعبية الأم..في الشرق مؤتمر البجا.. وحركات دار فور المختلفة منذ الستينات وحتى تاريخه..وحركة شهامة في كردفان..وحركات صغيرة أخرى..المؤتمر الوطني الحاكم..تقلد الجهوية في مواجهة الحركات الجهوية الأخرى..بما يملكه من سلطة ومال..وأضحت الأحزاب العتيقة تدور في فلكه ليرضى..
المؤتمر الشعبي وعلى لسان أمينه العام قال أننا نتجه غربا..يعني دار فور وكردفان..إذن هل ماتت القومية في السودان وورثتها الجهوية..
إذا كان هذا هو الواقع..علينا أن نواجه الجهوية السياسية بإيجابيات الفدرالية الحقيقية في المناطق التي لم تشملها اتفاقية نيفاشا.. ونكف الصراخ عن العنصرية.. التي يطلقها البعض دون أن يعرفوا حتى الموضوع..ولنوقف التمزق الحالي..قبل أن نفاجأ مثل كثيرين..بما حدث في كينيا مؤخرا..
ولكن نحتاج لكثير من الشجاعة..وتشجيع الآخرين على طرح ما يرونه من نقد..دون تهديد..أو تخويف..وإلا فلن يفلح غير دعاة التمزق..