مقارنة سـريعـة بين نظامى الحكم الأمريكى/الغربى، والصينى

مقارنة سـريعـة بين نظامى الحكم الأمريكى/الغربى، والصينى


01-04-2008, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1199457114&rn=1


Post: #1
Title: مقارنة سـريعـة بين نظامى الحكم الأمريكى/الغربى، والصينى
Author: Abureesh
Date: 01-04-2008, 03:31 PM
Parent: #0

ما يلى كان ردا منى على الأخ الكريـم "الزوول" فى بوست الصين تحظر أفلام الجنس..
وقـد رأيت أن يكون بوستـا قائما بذاته لأنه جاء هناك إستطـراداً وليس تفصيلا
أو نقاشـا مباشـرا لموضوع قرار الصين حول منع أفلام الجنس على الإنترنت.. كما رايت
أن النقاش حوله مفيـد.
أرجو أن يكون النقاش مثمـرا و مركزاً على الموضوع.. فلا تحزب ولا أكوام سياسيـة،
وإنما هـو الفكـر الحـر..



الزول،

هل علمت أن الرئيس بوش قال أن الديمقواطيـة الغربيـة لا يمكن أن تكون هى الحل
لكل البلاد، وإن كل ثقافـة لهـا خصائصهـا.. قال هـذا قبل اشهـر وقرأته فى وسائل
الأعلام الغربيـة.. وكان حديثه فى إطـار الوضع فى العراق.. ولهـذا السبب فشلت
الرسالـة الأمريكيـة فى العراق، وأتت بنظام طائفى دينى، لم يعرف مثله العراقيون،
أسـوأ بكثير من نظام صـدام، الذى كان ينعم فيه العراقيون بالأمن والرخاء النسبى.

بمعنى أخـر فإن الديمقراطيـة المجففـة، instant democracy التى ما عليك إلا إضافة
ماء ساخن عليها وتقديمهـا، لا تصلح حلا للكثير من المجتمـعات.

هناك الكثيـر جـدا من المفاهيـم المغلوطـة، شكلتهـا وسائل الأعلام فى أخلاد الناس،
تحتاج ليعتقوا ويتحـرروا منهـا، ويحرروا عقولهـم ويعطوا لفكرهـم الحـر زمام المبادرة.

ليس هناك فرق بين الشـرق والغرب.. وليست هناك ديمقراطيـة بمعنى أن الشعب هـو الذى
يختار ممثليه ثم يحكم من خلالهـم.. ففى الولايات المتحـدة، الشـركات الكبرى هى
التى تأتى بالمرشحين، ويجد المواطن نفسـه مجبورا على إختيار أحـد شخصين أو أكثر
قليلاً لم يختارهم هـو حتى يختار من بينهم!! وما يحدث اليوم فى الولايات المختلفـة،
وما حدث فى أيوا بالأمس، دليل على أن دوائر ضيقـة فى الحزب، فى كل ولايـة، هى
التى تختار المرشحين، ثم أن ممثلى الحزب يأتون فى النهايـة الى حديقـة ماديسون
سكويـر، فى نيويورك، ليختاروا واحـدا من الثلاثة الذين رشحتهـم دوائر الحزب فى
الولايات.. ويكون هـذا الواحـد هو الذى ينافس الواحـد الثانى من الحزب الأخـر، الذى
رشـح بطريقـة مماثلـة.
بمعنى أخـر.. فإن الشعب لم يختار هـذه الدائرة الضيقـة التى سـوف يختار منهـا
الرئيس! ونفس الحديث يقال عن المفترض أن يكونوا نواب الشعب، فهؤلاء تمول حملاتهم
الإنتخابيـة الشركات الكبرى، فيكن ولاؤهـم بعـد الفوز لتلك الشركـات ولمصالحهـا، وليس
بطبيعـة الحال مصـالح الشعب، إلا فى المكان الثانى.. ولسـان حالهـم يقول مع حافظ
إبراهيـم، يخاطب نهر النيل:
دين الأوائل فيك دون مروءة....... لم لا يؤله من يقوت ويرزق
الديمقراطيـة عندهـم مثل الطلاء الخارجى.. يسمحون بالتظاهـر، ولكن لا أحـد منهم يكترث
للمتظاهرين.. وقـد كان الرئيس بوش الأب، يلعن المتظاهرين أمام البيت الأبيض، إبان
حرب الخليج الأولى، ويقول أنهم (حموه النوم).. تخيل.. ومازالت المظاهرات، ولا زالت
الحرب حتى اليوم، ورثهـا منه إبنه وورث معهـا عدم إحترامه لرأى شعبه.. دع عنك
عدم إحترامه لشعوب الأرض التى عارضت الحرب فى الأمم المتحـدة.. وكل هـذا لسبب
بسيـط، هـو أن السياسيين لا يدينون للشعب بالمجيئ للسلطـة، وإنما يدينون للشركات
التى مولت حملاتهـم، وستمول حملاتهـم القادمـة حتى يظلوا فى واشنطون..
ما فائـدة حق التظاهـر إن لم يكن له أثـر ملزم لتوجيه السياسـة.. اليس هـذا
أمرا أشبـه بترك طفلك يضربك وهو يبكى، وأنت تضحك! وتواصل سيرك فى نفس الإتجاه؟
وفى الصين، فإن من يأتى بالمرشحين للمجلس التشريعى للحزب الشيوعى الصينى، هى
مراكـز قوى سياسيـة من كل الولايـات.. أقرب الى إختيار الشعب، من الشركـات والمؤسسات
الضخمـة فى الغرب، التى توجه الرأى العام وتمول المرشحين.. فما هـو الفرق؟
يسمونهـا أحزاب فى الغرب، ويسمونهـا مراكز قوى فى الصين.. وفى كلا الحالتين فإن هناك
رئيس واحد.. والديمقراطيـة التعدديـة لا تأتى برؤسـاء متعددين، وإنما برئيس واحـد
أيضـا.. فهما إذا نظام واحـد، بشكلين مختلفين.. ولكن الشكل الصينى أفضل من الشكل
الغربى، لأنه بسيـط ومباشـر، وليس فيه خداع للشعب.. بل هـو أقرب الى الشعب..