رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏

رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏


01-01-2008, 07:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1199170011&rn=9


Post: #1
Title: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-01-2008, 07:46 AM
Parent: #0

رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل


قبلها ، كنتُ قد عزمتُ – مثل طفل ٍ حرون – أنْ لا أبرح مَكمَني ،
تمترستُ بالحياد – كظمتُ غيظي ، وازدرتُ فرحي :‏
لمْ أشأ أن أفسدَ على الفرحين بمقدم عام ، ولا على الحزانى حسرة عام ٍ مضى ..‏
كنتُ قد خلعتُ أباهَتي / لستُ بفرح ٍ .. لست بغاضبْ

ولكنّه صوتك ِ .. حين أتاني .‏

قبلها ،
كنتُ أنظرُ العامَ الذي يولّي –‏
لمْ أحصي تركتي منه ، لمْ أمسّد تجعيدة ً جديدة ً تحت جفني ، لمْ أهرش زغب القصائد الذي نمى ونامَ تحت ‏جلدي ..‏
كنتُ أنظر العام المقبلُ –‏
لمْ يغرني جرابه ُ‏
ما جسَسْته ُ ، ما همّني ..‏

لكنّه / صوتك ِ
حين أتاني .. أحصى عليّ خسارتي لعام ٍ مضى
وأرعشَ أصابعي / التجوسُ في جراب عام ٍ مُقبل ٍ
‏.. أنا / الآبِه ُ الآن لمُماحَكة ِ الثواني ، وتكتكة ِ الزمنْ‏

Post: #2
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: الجندرية
Date: 01-01-2008, 08:29 AM
Parent: #1

ولكنه نص يؤجج بالفرح

فشكراً لعام مضى وشكراً لصوت رقية
وللقصائد التي نما ريشها وحلقت في فضاء الروح.

عام سعيد لك ولرقية

Post: #5
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-01-2008, 10:13 AM
Parent: #2

جندريّة ،

لمْ تقولي إلا الأجمل –‏
فمن الآن وصاعدا يجب أن تقرأ هكذا :‏

‏ رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالفرح‏


التحايا والأمنيات ،
لك ، ول"تراثنا" ، الذي في مأمن ٍ ، بين يديك

Post: #3
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: adel alsaed
Date: 01-01-2008, 09:37 AM
Parent: #1

فى كل يوم سافعل هذا .. مرثية للعشرة اعوام المقبلة .

الصديق الحبيب عادل .. كل عام وانت بخير والتحية للرائعة رقية ولاصوات الاصدقاء التى تؤجج الامل فى النفس والقصيدة 0
وليتك تعيد نشر النص اعلاه بهذه المناسبة ايضا 0

ولك صادق المودة والامنيات.

عادل السعيد

Post: #4
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Ishraga Mustafa
Date: 01-01-2008, 10:02 AM
Parent: #3

Quote: ولكنه نص يؤجج بالفرح

فشكراً لعام مضى وشكراً لصوت رقية
وللقصائد التي نما ريشها وحلقت في فضاء الروح.

عام سعيد لك ولرقية

Post: #7
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-01-2008, 11:04 AM
Parent: #4

اشراقة ،

بِطلّتك -
لم تعُد بي حاجة ٌ لكناية ،
فها هي سوف تشرق عندنا
بعد سطر ٍ ..
أو سطرين !

Post: #6
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-01-2008, 10:37 AM
Parent: #3

عادل يا صديقي ،
ها أنت تعضّد ، وتدشن عامي الجديد بمقدمك السعيد ..

تعرف ،
تلك القصيدة كتبت في مثل هذا اليوم منذ سبعة وعشرين عام ،
كانت أولى القصائد ، وأوّل نص يُنشر لي ..
كانت ، ولم تزل ، أوّل ما أذكر صبيحة كلّ عام ٍ جديد ،
وهي لكَ - فهاكها :

مرثية للعشرة أعوام المقبلة

في كل يوم ٍ سأفعل‎ ‎هذا -‏
سأتكئ على الورق‎
ممسكا قلمي بقوة حتى الطقطقة‎
مدحرجا أمامي‎ ‎الذكريات ‏
متقافزا أمام ا لآتي‎ ‎؛
سأفعل ذلك في كل يوم‎
وبلا كلل
في‎ ‎لحظا ت حزني ولحظات فرحي‎
في ضحكي وبكائي‎
سأفعله‎
حتى أروض كل الكلمات‎ ‎الجامحة‎
وأدخلها الى حظيرة ا لفعل ْ‏‎
عندما يتهاوون‎ ‎أمامي‎
واحدا‎ ‎
واحدا‎
يخرجون من قبورهم أو يدخلونها‎
عندما يختلط الأسفلت بالدم‎
يتطاير في كل جهة و صوب‎
يبهت المارة‎
يجلسون على ا‎ ‎لهواء‎
يعرقلون مسيرته الى خياشيمي‎
أمسك القلم بقوة أكبر‎
أضغطه بشدة على‎ ‎وسطه‎
فينزف‎
يخرج رجلا‎
وأمرأة‎
لا يلتقيان‎....


في العشرة‎ ‎أعوام المقبلة‎
كنت أ جلس وحيدا‎
أمامي بقايا الحرب‎
نساء ,شيوخ وأ طفا‎ ‎ل‎
يحملون رؤوسهم بأيديهم‎
ويركضون نحوي دون أن يروني‎

في تلك العشرة‎ ‎أعوام المقبلة‎
كنت متكئا على رصيف من العظام‎
من الدم والصديد وا لأظافر‎
أمامي كومة من العيون‎
وعلى امتداد الأفق‎
تبدو مشانق علقت عليها الأيام‎
مشانق‎
تتدلى منها‎
كؤوس الخمر‎
بقايا السجائر‎
الصور‎ ‎الملونة‎
يتدلى منها طفل رضيع‎
ألى جنب قاتله/ الحرب‎

في تلك ا لعشرة‎ ‎أعوام المقبلةْ‎
كنت أ قف مكتوف اليدين‎
لست بفرح‎
لست بغاضب‎
متكئا بظهري على بقايا الإنسان ْ‏


عندما كنا نتقا تل بالفؤوس و ا لحجارة‎
عندما كنا‎ ‎جماعات‎....
جماعا ت‎....‎
نأكل من ورق ا لشجر وظهر الأرض‎
عندما كان‎ ‎الطريق قصيراً‎
‎]‎من الارض‎
الى الفم‎[
لم تكن الأرض قد تعرّت بعدْ‎
كانت‎ ‎تخبئ عورتها / السهول
لم تكن تدري بأن الانسان‎
سينبت بد ل أشجار ا لتوت وا‎ ‎لصنوبر‎
لم تكن تدري بأن الانسان سينساها‎
و يحب ثمارها فقط !‏

من قبل‎ ‎يومين وأنا أجوب المدينة‎
أحدق في واجهاتها وعيون الطلبة‎
انظرفي المقاهي‎ ‎وأردية ا لشرطة وشفاه ا لنساء‎
أعاين الشوارع وماركات ا لسجائر وأ لوان ا لنا‎ ‎س‎
فأصرخ بأعلى صوتي‎
ما اسمك يا مدينة ؟ !‏

من قبل يومين‎
وأنا بداخل‎ ‎غرفتي‎
أبدو متهيئا للنوم‎
لكن أشيائي بدأت تستفزني‎
الملابس تخرج من‎ ‎أخبئتها‎
تهبط من الحائط‎
تنهض من الارض وتصطف طابورا‎
الكراسي‎ ‎تخرج‎
تمرغ‎
تدخل‎
وتصفق لي دونما مناسبة

المرايا تعكس أشياء ليست‎ ‎أمامها‎
علب الكبريت,الراديو,ساعة اليد والنعا ل‎
أربع دول ٍ من أوروبا
أربع‎ ‎لغات لا أ فهمها .‏

كنت متهيئا ..‏


‏( دمشق - يناير 1980 )‏

Post: #8
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Ishraga Mustafa
Date: 01-01-2008, 11:05 AM
Parent: #6

Quote: في كل يوم ٍ سأفعل‎ ‎هذا -‏
سأتكئ على الورق‎
ممسكا قلمي بقوة حتى الطقطقة‎
مدحرجا أمامي‎ ‎الذكريات ‏
متقافزا أمام ا لآتي‎ ‎؛
سأفعل ذلك في كل يوم‎
وبلا كلل
في‎ ‎لحظا ت حزني ولحظات فرحي‎
في ضحكي وبكائي‎
سأفعله‎
حتى أروض كل الكلمات‎ ‎الجامحة‎


ملح الحياة وطعمها المانح ثمر المقاومة... مريرا هو ياصاحبى فى البكاء والضحك..
هاقد بدأ عام .. سنبتدره كما الاطفال فى يوم العيد بالفرح، بى رغبة فى الضحك.. فرغبة البكاء اتكىء قهقهاتها على قلم توهنى كتير معه..
مضى عام ودلق عجنة لقاح الدموع والعرق والغنا الماقدرت قلوبنا المنهوكة تشرخه، لقاح لبيوضة العام الجديد، عام ندهنى وأنا متفائلة.. همس فى أذنى ياحبيبتى.. قالها ومسكت قلمى بلعنة طقطقات الروح
فى مشاويرها القادمة باليقين... وحين صحوت كانت بكارة الحزن تشجى شجرة نمت على أذنى..

انه حبيبى..هذا العام لى ولحبيبى الذى سيأتى وأنا اروض الذات الرهينة لترقص على فضاء ابيض مندشر الآن فى روحى..

وعام اسعد ياعادل
عام اسعد لك ولرقية لاصدقاء والصديقات انهارى العذبة

Post: #9
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: خالد العبيد
Date: 01-01-2008, 11:34 AM
Parent: #1

عادل
تحياتي
رقية مشتهنها
ومشتاقين لي ضحكته

رقية بالله طلي
هلي خلي البورد ينور

مودتي ليكم الاتنين

Post: #10
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Adil Osman
Date: 01-01-2008, 11:40 AM
Parent: #1

رقية وراق

شكرآ يا عادل.

Post: #11
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-01-2008, 12:46 PM
Parent: #10



يا للوفاء لهذه التميمة ــ رقية ورّاق ،
ويا للحنين إليكما ، وإلى زمن لايغادر
شغاف القلب ، لا بإنسانه ، ولا أمكنته .

عامٌ بلا فقد ، بلا خيبة ، ولا خذلان .

يا للسأم من هذه الإمنيات يا عادل

Post: #12
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: HAYDER GASIM
Date: 01-01-2008, 01:13 PM
Parent: #11

من طبع الروح ... الشغف,
ولما تسلتقي بين قلب وشغافه.

فلتكن ... رقية وراق إنسيابا
فى ذا السياق.

أو ... أن ننتظرها بكامل معهودنا
على الروية ... فهي أجملنا.

مع بازخ مودتي ... آخي عادل .

Post: #13
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-01-2008, 03:13 PM
Parent: #12

ثلاث امنيات على بوابة السنة الجديدة




مرة أخرى على شباكنا تبكي

ولا شيء سوى الريح

وحبات من الثلج.. على القلب

وحزن مثل أسواق العراق

مرة أخرى أمد القلب

بالقرب من النهر زقاق

مرة أخرى أحنى نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي

وأضيء الشمع وحدي

وأوافيهم على بعد

وما عدنا رفاق

لم يعد يذكرني منذ اختلفنا احد غير الطريق

صار يكفي

فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر

يستنهض عزم الزمن المتعب

والريح من القمة تغتاب شموعي

رقعة الشباك كم تشبه جوعي

و (أثينا) كلها في الشارع الشتوي

ترسي شعرها للنعش الفضي.. والأشرطة الزرقاء..

واللذة

هل أخرج للشارع؟

من يعرفني؟

من يشتريني بقليل من زوايا عينها؟

تعرف تنويني.. وشداتي.. وضمي.. وجموعي..

أي إلهي ان لي أمنية

ان يسقط القمع بداء القلب

والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي

لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق

صار يكفي

كل شيء طعمه.. طعم الفراق

حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس

قد تم الطلاق

حينما ترتفع القامات لحناً أممياً

ثم لا يأتي العراق

كان قلبي يضطرب.. كنت أبكي

كنت أستفهم عن لون عريس الحفل

عمن وجه الدعوة

عمن وضع اللحن

ومن قاد

ومن أنشد

أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين

يا إلهي ان لي أمنية ثالثة
ان يرجع اللحن عراقياً

وان كان حزين

ولقد شقّ المذاق

لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد في الحفل

غير الإحتراق

كان حفلاً أممياً إنما قد دعي النفط
ولم يدع العراق

يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت

ان تغفر لي بعد أمي

والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين

وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين

صارت الأزرار تخفى.. ولذا حذرت منها العاشقين

لا يقاس الحزن بالأزرار.. بل بالكشف

في حساب الخائفين .


مظفر النواب

Post: #14
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: tayseer alnworani
Date: 01-01-2008, 06:31 PM
Parent: #13

عادل عبد الرحمن و الجميع

أطفئوا الانوار فى كل الدنيا
هذه اللحظة نغمض اجفاننا و نفتحها
نجدها ناصعة كالبلور
خلى يقينك جنبك نور
انا الفجر الطالع طالع
رغم السونكى و رغم السور

كل عام و انتم بالف خير و الامنيات تصبح حقيقة
عادل و الجندرية و الحبيبة رقية وعبد الله
أزيكم وكم انا فرحة فى بداية هذا العام برغم الحزن بطلنكم الجميلة.

Post: #15
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-01-2008, 07:48 PM
Parent: #1

أماني عبد الجليل ‏
عادل السعيد
اشراقة مصطفى
خالد العبيد
عادل عثمان ‏
عبد الله شمس الدين ‏
حيدر قاسم ‏
تيسير النوراني ‏

يا أوتاد الخيمة ،
‏- خيمة الصداقة المغموسة في الحب - ‏
لن تهرّئها أنيابُ السنين ،‏
لا ، ولن تقوى على تمزيقها ،
تجاذبات المنافي ..‏

خيمتنا العصيّة / الطيّعة !‏

Post: #16
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: munswor almophtah
Date: 01-01-2008, 08:48 PM
Parent: #15

التحايا لرقيه وراق والأمانى لهام بحياة مديدة سعيده وكل سنه وكلكم بخير وتعبيريتها أجمل من عمق المعانى وأندر من التفرد المتميز لدى قمم الإبداع

منصور

Post: #17
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: رقية وراق
Date: 01-01-2008, 08:54 PM
Parent: #15

عادل ..
الصديقات والأصدقاء , عروق شجرة إنتمائي ووجهتي وكينونتي في هذاالعالم ,
سآتي بثقل وداع واستقبال العامين الماضي والقادم إلى هنا .. حيث البستاني الذي تماهى مع أرض بستانه , شاعري الأخضر عادل.
والعام الجديد تطل شمسه فتدفئني .. سأترك فرس أحلامي وإيجابيتي وحبي للناس والحياة تطوف أرجاء البستان كله ولا ترعى بقيدها!

Post: #18
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Safa Fagiri
Date: 01-01-2008, 09:11 PM
Parent: #17


قناديل من الضوء الملون لقدوم
الكاتبة الأنيقة رقية وراق ذات
الحروف الدفيئة وفي انتظار ما تختزنه
لنا من رحيق لشتاء هذا العام ...

لك سوامق التحايا ...
ياعادل وأعذب
الأمنيات المضيئة..

Post: #19
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-02-2008, 00:09 AM
Parent: #18

تيسير النوراني ،‏

‏( هل فعلت ِ الولادة ) ؟

وتلاتة كمان ؟!‏

لقد كنت ِ لنا أختاً حنيّة ، وأمّاً / طفلة ً ،
كم أشتاق أن أراك –‏
وأنت ِ تزدادين ، وتزدانين حنّيّة ُ ، وأمومة ..‏




صفاء فقيري ،

‏ لشتاء هذا العام .. :‏
‏( ثوباً من العشب الطريّ ‏
وإبرتين من العبير ِ
وخيط ماءْ )‏

لشتاء هذا العام ..‏
‏" رقيّة الشعراء "‏
كما أسماها محمد مدني ،
ذات قصيدة .‏

لأطفالك سحر حكاويك ، وحواراتك الدفيئة ..‏

Post: #20
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Osman Musa
Date: 01-02-2008, 02:47 AM
Parent: #19


استاذ عادل عبدالرحمن
سلام
وعام سعيد
عليك والأسرة الكريمة
وعموم الأهل
والتحية لرقية
وهى تفرد لنا
بهاء حروفها
لكم التحية





Post: #21
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-11-2008, 00:43 AM
Parent: #1

غبتُ عن مواصلة الكتابة في ما ابتدرته هنا لأنّ "عالمي الحديث" كان قد تهدّد .. وفي الحقيقة لأنّي لمْ آخذ ‏وصيّة "بول فاليري" مأخذ الجدّ ، حيث قال :‏
‏( خطران يتهدّدان العالم : النظام ُ ، والفوضى ) ،‏
ففجأة ً وجدتُني خارج العالم الحديث : لا تلفون ، لا نت ، ولا محطات تلفزة فضائيّة .. انقطعت عنّي أصوات وكتابات ‏الأصدقاء والأهل والأحباب المبعثرون على البسيطة .. وصار صوتي حبيس قفصي الصدريّ ، لا قراءة رسائل ‏ألكترونيّة أو إرسالها . .. وبقدرة قادر عدتُ الى العصر الحجريّ ، حيث صار الراديو ، صديقي العتيد ، والذي ‏هو بلا موجات ٍ قصيرة ، صلتي الوحيدة بالعالم الخارجي – ألتقط الأخبار من المحطات المحليّة التي لا أثق في ‏مصداقيّتها كثيراً ، وأستمع الى الأغاني التي تحدّدها لي بعض إذاعات "الأف إم" . وعجب العجائب أنّ كلّ ذلك ‏قد حدث ليس بسبب قلّة ِ المال ، رغم عدم توفّره لديّ على الدوام ، بل لأنّي قد بدّلت سكني ( كما هي عادتي ‏دوماً ) دون أن أعير أيّ اهتمام للسبب الذي جعل "بول" يطلق قولته المشهودة .. ‏
فلمَ ، يا ترى ، هدّدنا "فاليري" بغلواء النظام والفوضى – معاً ؟!‏
كنت قد استمعتُ له وركلت "النظام" - دفستُ أشيائي كيفما اتفق ورحلت ، فكانت هذه هي النتيجة ..‏
وقبلها عملت بنصيحته ، أيضاً ، حيث تركتُ غرفتي الشقيّة الضاربة في غيّ فوضاها وأتيت الى هذا المنزل ‏المُرتّب ، الخالي من الخدمات إيّاها ، فكانت النتيجة كما أسلفتْ ..‏
ولكنّي ، على الأقل ، تأكّدتُ من صحّة مقولتهِ – بول فاليري اللعين :‏
الفوضى والنظام ، تهدّدا صلة الوصل بيني وبين عامي الجديد ،‏
‏.. وبينكموا ! ‏


‏*‏
‏* ‏


كتب لي الصديق محمد خلف يوماً ، ليس بمناسبة رأس سنة أو ذيل أخرى ، كان هو بلندن وأنا كنت بالقاهرة ‏وهناك ما هو أكثر من حيويّ ٍ للبتّ ِ فيه – كتب لي : ‏
‏" .. وهذا العمر الذي يجري بسرعة ٍ تسبّب الدوار " ..‏
هذه الجملة التي أتت بشكل عرضيّ ، حينها ، من قبل ثلاثة عشر عام – أتتني اليوم وأنا أتحسّس الكون الذي ‏يدور من حولي ، وبي ، بسرعة تستوجبُ الانتباه .. حينها ، من قبل تلك الثلاثة عشر عام ، كنتُ قد تحسّست ‏رأسي وقلت – جزِعاً - لنفسي : " يبدو أنّنا قد كَبُرنا " .. !‏

واليوم ، وأنا أتأمّل في جملة "خلف" ، عنّ لي السؤال :‏
لمَ ، نحن بني البشر ، نحسب العمر بالأعوام والأيام – هذه ألأزمنة قصيرة الأمد /‏
هل لأنّنا بطيئون الى هذه الدرجة – قياساً بسرعة الضوء ، أمْ أنّ بطئنا ناجمٌ عن أنّنا لا نودّ الإسراع نحو ‏
حتفنا ؟!‏

أوَ ليست هذه مفارقة ٌ غريبة : أن نتمنّى أن يسرع الزمن حيناً ، وحيناً أن يبطئ – أن يسرع بنا إذا كنّا نأمل في ‏أن نلتقي بمن نحب ، أو يبطئ لو كنّا نرغب في الحياة ولو دونما حبيب ٍ في انتظارنا ؟!!‏

‏ آه ِ – أيّها الزمنُ الحيْرانُ من أمرنا !‏

‏***‏

قبلَ هُنيهة ٍ سألني الزمن : ‏
ماذا ستطلب منّي لو أوصلتك الى مَن تحب ؟

قلت ُ له :‏
أنْ تقف مكانك ، ولا تبرحْ !‏

آه ِ – أيّها الزمن ُ الزنيم ،‏
أنتَ لا تفقه ، مسرعاً كنتَ أمْ بطيئاً ، سوى أن تسير قدُما ً ..‏
أمّا أنا :‏
‏" أنا ذاهب ٌ الى ما فاتني "‏


‏****‏


رقيّة ورّاق -‏
كلّ النسوة / الناسُ يرتدون / يرتدين الزمنَ ثوبَ تجاعيد ٍ ،
أمّا أنت ِ ،
‏ مِن رَهق السنين ، وفرطها ، ما زلت ِ تخطرين في كلّ هذي الأبّهة !‏


‏***‏


يُقالُ أن زوج رقيّة ، في سعيهِ للاقتران بها ، صارَ آبقاً - إذ خرج عن دين ملّتهِ ، مِن أجل عيونها دخل ديدن ‏دينها .. فهل تدري هي أنّ أحدهم ، ضمن كثر ٍ على دينها ، على أهبّة الاستعداد – لو أشارت بطرف أنملها – ‏للخروج عنه ؟!!‏

فهل تراهما ، "الأعجميّ" وال "أحدهم" ، تيمّنا بقول ابن عربي – حيث أنشدَ :‏

لقد صار قلبي قابلاً كلّ صورة ٍ ** فمرعىً لغزلان وديرٌ لرهبان ِ
وبيت ٌ لأوثان ٍ وكعبة ُ طائف ٍ ** وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآن ِ
أدين ُ بدين الحبّ أنّى توجّهت ** ركائبه ُ فالحبّ ُ ديني وإيماني

‏**‏

مرّة ً سألني "محمد مدني" :‏
‏-‏ أين هي ذات الثلاث "شِيناتْ" ؟
‏-‏ مَن تقصد ؟ ( سألته )‏
‏-‏ بِت ورّاق ، أليست هي : ( ش ) ( ش ) ( ش ) ؟!‏
‏-‏ ‏( سألته ثانية ) : أعلم أنّها شاعرة ، وما شينة ، فما هي الثالثة ؟
‏-‏ أنتَ لمْ تعرف سوى واحدة ، فهي : شايقية ، شيوعيّة ، وشاعرة ..‏

‏*‏

ولكن ، حقاُ – كمْ شينا ً أسقطتْ رقيّة ،
وهي قابضة ٌ على نرَدِ شينها / الشاعرة ؟



ملحوظة : - ‏
الى مَن لا يودّون نشر فتاويَهمْ : 2818930263‏
‏( عدنا الى حظيرة الحداثة برقم ٍ جديد )‏

Post: #22
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: Ishraga Mustafa
Date: 01-11-2008, 00:56 AM
Parent: #21

آه ِ – أيّها الزمنُ الحيْرانُ من أمرنا !‏



وها قد عدت ياصديقنا....

اذن خبرنى ماهى العلاقة بين الليل والزمن؟!!






________________________________

أرجو ان تكون بخير وان تبقى عادلا لاجلك ثم لاجل....الزمن الغير مضمون..

Post: #23
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-11-2008, 11:50 AM
Parent: #22

Quote: فهل تدري هي أنّ أحدهم ، ضمن كثر ٍ على دينها ، على أهبّة الاستعداد – لو أشارت بطرف أنملها – ‏للخروج عنه ؟!!‏
>


Quote: دينها


يا لـ (دينها) يا عادل !!!!!


Quote: ‏للخروج عنه
.

بل للدخول إليه يا عادل، أعنى
Quote: دينها
هذا .

يا للغواية المتبتِّلة الورعة.

Post: #26
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-11-2008, 02:18 PM
Parent: #23

عبد الله شمس الدين ،
قمتَ على جنّكْ ؟!‏

ولكن ، يا نديمي في العسر ِ واليسر ِ ،
أعترفُ بأنّي قد أخطأتُ في حقّ ( دينها ) ..‏
وطاشَ سهمي !‏

وبالرغم من بيان ابن عربي ، الذي أوردته ، إلا أنّه سوف لن يعفيني من تمتمة "كوبرنيكوس" :‏
‏( ولكنّها تدور .. ) !‏
مثلما سيظلّ ( الحبّ ديني وإيماني ) – دون " غواية ٍ ممتبتّلة ٍ ورعة " !‏

Post: #28
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-11-2008, 02:37 PM
Parent: #26

Quote: ديني
.

دينى أنا يا عادل، كما تنطلق بها حنجرة
نُدامى الحلّة الجديدة بمدنى لمرأى ما يجعل
المرء "يجن، ويزيد فى الجِن" .

سيظل الحب أيديلوجيتنا الوحيدة ، أو كما قال ماركيز .


برّرررراحة كده :-

الغواية بُهار الحب، وتبغ وخمر لياليه.


Post: #24
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-11-2008, 01:27 PM
Parent: #1

Quote: اذن خبرنى ماهى العلاقة بين الليل والزمن؟‎!!‎


عزيزتي / اشراقة ،
أظنّه "الزمكان" ، هذا الذي تسألين عنه ، والذي ظلّ يأسرني – سرّ العلاقة – بينهما : الزمنُ والمكان ! فمنذ ‏صبايْ ، مذ قرأت نظريّة آينشتاين أوّل مرّة ، وأنا موقنٌ بأنّ الزمن حين ينحني إنّما يفعل ذلك إجلالا ً للمكان .. ‏الزمن ينحني ، يبطئ ، ويسير الهوينا عند ارتطامه بشفافيّة العتمة وجمالها ؛ آمنت بنظريّة آينشتاين رغم ‏بلاهتي أمام معضلات الفيزياء ، ولم تستطع شروحات واضع النظريّة ولا شرّاح شروحاته بإقناعي بأكثر مما ‏أقنعني بها بورخيس ، وعديدُ الشعراء الذين رموا بنرد قصائدهم فكشفوا ما استعصى شرحه على العلماء .. قال شاعرٌ ‏فارسيّ :‏

‏{ القمر مرآة الزمن }‏

وقال بورخيس :‏

‏{ الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها
والزمن نهر يجرفني، لكنني أنا – النهر‏
وهو نمر يفتك بي، لكنني أنا – النمر‏
وهو نار تحرقني، لكنني أنا – النار‏
والعالم –لسوء الحظ – واقعي‏
وأنا – لسوء الحظ – بورخيس }‏

‏ وقال أيضاً :‏

‏{ لو كان النوم‎ ‎هدنة ،‎
استراحة بسيطة ،‎
لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة ،‎
بأنه سُرق لك‎ ‎ثروة ؟‎
لماذا نكره النهوض عند الصباح ؟‎
لأننا نخسر سحراً خارقاً ،‎
حميماً‎ ‎لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه‎
إلا مستتر تحت ذهب الأحلام‎
المحيّر، هبة الليالي ،‎ ‎ربما البرهان‎
الغامض لفلكٍ غير زمني وليس له‎
ما يُسمّي سحره ، فضيلة‎ ‎قصوى‎
يشوّهها الصحو في مراياها ‏‎.
حين يفتح النوم لك جداره الأسود ،‎
ماذا‎ ‎ترى ؟ من ستكون هذا المساء ؟ }‏

وقال شاعرٌ فرنسيّ :‏

‏{ تمشي بجمال ٍ ، كما الليل }‏

قال تينيسون :‏

‏{ تدفق الزمن في منتصف الليل }‏

ويُنسبُ الى أفلاطون أنّه قال :‏

‏{ أرغب في أن أكون الليل/ لأرى نومك بألف عين }‏

وشكسبير كما قال :‏

‏{ إننا مصنوعون ، كما‎ ‎الأحلام ، من المادة نفسها }‏

وقال شاعر :‏

‏{ كم كان المستقبلُ‎
في إنتظار أن نأتي إليه‎ ‎ِ‎
لكنّنا في عجلةٍ مِن أمرنا خلّفناه على قارعة ِ العمر ِ‎
علّقنا على مشجبه‎ ‎الماضي‎
واتكأنا على حاضر ٍ ليس لنا‎ ‎‏ }‏


إذن ،
أنّ العلاقة بين الليل والزمن ، هي كما العلاقة بين الشعر والرياضيّات – حين يسعيان معاً لإثبات وجود الله ‏، كما سيبيّن لنا بورخيس ، في النص الآتي :‏


جدل طيوري :

أغمض عيني وارى سرباً من الطيور. تستمر الرؤية ثانية أو ربما أقل.. لست أدري كم طيراً رأيت. هل ‏كانوا عدداً محدداً أو غير محدود؟ هذه المشكلة تنطوي على السؤال عن وجود الله.
إذا كان موجوداً، يكون العدد محدداً، لأن العدد الذي أراه من الطيور يكون معروفاً لديه، أمّا إذا كان الله غير ‏موجود، فالعدد عندئذٍ يصبح غير محدد، لأنه لم يكن هناك أحد قادراً على عدّهم.
في تلك الحالة، كنت أرى (على سبيل المثال) أقل من عشرة طيور وأكثر من واحد، لكني لم أكن أرى ‏تسعة، ثمانية، سبعة، ستة، خمسة، أربعة، ثلاثة، أو اثنين من الطيور. كنت أرى عدداً بين العشرة ‏والواحد، لكن ليس تسعة، ثمانية، سبعة، ستة، خمسة، إلى آخره.
ذلك العدد، كعدد صحيح، لا يمكن تصوره، إذن، فالله موجود.‏

Post: #25
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-11-2008, 01:41 PM
Parent: #24

Quote: فالله موجود
.

الله فى .

هووووى يا عادل، إنقرِعْ .

Houston, we got a problem


Post: #27
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 01-11-2008, 02:33 PM
Parent: #25

المرايا المكسورة

يزعم الإسلام أنه في يوم الحساب الذي لا ينفع معه رجاء، سيبعث كل مذنب على هيئة كائن حي من الموت مع أعماله، وأنه سوف يؤمر بإعادتهم إلى الحياة، وأنه سيفشل، وسوف يُلْقى بصحبتهم في نيران العقاب.
حين كنت طفلاً، كنت أشعر أمام المرايا الكبيرة بنفس ذلك الرعب الذي أشعر به من التطابق أو التعدد الشبحي للوجود الحقيقي. حركتهم المستمرّة المعصومة من الخطأ.. مطاردتهم لحركاتي.. إيماءاتهم الهائلة.. والتي كانت غامضة مريعة في حينها، خصوصاً حين يبدأ الظلام بالحلول. كانت إحدى صلواتي التي لا تتغير للرب ولملاكي الحارس هي أن لا أحلم بالمرايا. أعرف أني كنت أراقبها يملؤني الشك. كنت أخاف أن ينحرفوا عن الواقع، وفي أحيان أخرى كنت أخاف أن أرى فيها وجهي مشوّهاً بفعل نكبات غريبة. عرفت بعد ذلك أن هذه المخاوف شائعة بشكل هائل في كل العالم. القصة بالفعل بسيطة، وسمجة.
قابلت حوالي سنة 1927 فتاة متجهّمة، على الهاتف في البداية (كانت جوليا في البداية صوتاً فقط، بدون اسم، أو وجه)، ثم.. في زاوية قرب المساء. كانت تملك عينان واسعتان بشكل مثير، شعر أسود ناعم، وجسم أهيف. كان جدها وجدها الأكبر فيدراليين، أمّا أجدادي أنا بالمقابل فقد كانوا موحدين، وذلك التنافر القديم في النسب كان بالنسبة لنا رباطاً، استحواذ تام لأرض الأجداد.
كانت تعيش مع أهلها في منزل قديم متهالك ذي أسقف عالية جداً، في تفاهة وحقد كما هو الحال مع الإملاق المتعالي. كنا -في العصاري- وفي بعض الأحايين النادرة في المساء، نتجول في الحي الذي تسكن فيه، بالفانيرا. كنا نسير بمحاذاة جدار السكة الحديد السميك، ومرة مشينا في السارمينتو حتى وصلنا إلى نهاية البارك سنتيناريو. لم يكن ما بيننا حباً، ولا حتى التظاهر بالحب، كنت أحس أن فيها سّورة كانت غريبة حقاً تجاه الشهوة الجنسية، وكنت أخافها. ليس غريباً أن تقيم علاقات مع النساء، بدافع الحاجة إلى الحميمية، سواء كانت تلك حالة حقيقية أو أبوكريفاوية (7) في صبا الواحد منا. لا بد أني كنت قد حكيت لها عن المرايا، وبذلك كنت قد لقنتها هذيانا في سنة 1928 أزهر في سنة 1931. الآن فقط عرفت أنها فقدت عقلها، وأن المرايا في غرفتها كسرت لأنها ترى فيها انعكاسي، محتلاً انعكاسها، وأنها ترتعش وتطرق وتقول أني أضطهدها عن طريق السحر.
يالها من وضاعة مريرة، تلك التي يملكها وجهي، تلك التي يملكها أحد وجوهي السابقة. هذه النهاية الكريهة التي ادخرت لملامحي كان لا بد أن تجعلني -بحكم الظروف- كريهاً أيضاً، لكني لم أعد أهتم.


بورخيس


شمس الله عبد الدين :
إنتَ شربوت العيد لسع ما كمِل ، وللا شنو ؟!!

Post: #29
Title: Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل ‏
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 01-11-2008, 03:18 PM
Parent: #27





أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياه
ونتذكر أن الزمن مهر آخر،
أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر
وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه.
أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر
يحلم بأنه ليس نائم، و أن الموت
الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت
الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً.
أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً
لأيام النوع الإنساني وسنواته
أن نترجم حنق السنين
إلى موسيقى و إشاعة و رمز.
أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروب
ذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعر
خالداً معوزاً. لأن الشعر
يرجع كالفجر والغروب.