نضال الشيوعيين فوق سقف العالم!! دروس لنا و عبر!!!

تناقلت وكالات الأنباء اليوم أن أربعة وزراء شيوعيين قد أدوا
القسم كأعضاء في الحكومة الإنتقالية في نيبال و الواقعة على
جبال الهملايا( سقف العالم), من أهم مهام الحكومة إجراء إنتخابات
برلمانية في أبريل القادم, و إلا سوف يصعدالشيوعيين الجبال مرة
أخرى ( يدخلوا الغابة!!).
قبل إسبوع صوت البرلمان بالإجماع على إلغاء الملكية الإقطاعية
المطلقةفي تلك البلاد ( المحشورة) بين الصين و الهند, على جبال
الهملايا( سقف العالم) و إقامة دولة علمانية ديموقراطية تعددية.
مملكة نيبال يحكمها ملك شبه مقدس, يستمد سلطانه ( من بوذا)
فهي المملكةالهندوسية الوحيدة في العالم.
وضع الملك و قدسيته تشبه تلك التي كانت عند
الإمبراطور هايلاسولاسي أو ملوك العصور القديمة.
قاد الشيوعيون ( إنتفاضة شعبية محمية بالسلاح) لمدة عشرة سنوات بلا هوادة,
رافعين شعارين لا ثالث لهما:
- إلغاء الملكية تماما
- إجراء إنتخابات برلمانية تشترك فيها كل الأحزاب

في عام 2001 تمت مجزرة رهيبة داخل القصر الملكي في العاصمة
كاتماندو راح ضحيتهاالملك المتشدد و الملكة و ولي العهد و أكثر
من عشرة أمراء و أميرات, خرج بعدها شقيق الملك
( و الذي نصب نفسه لاحقاً ملكاً) ليعلن أن منفذالمجزرة كان ولي
العهد و الذي إنتحر بعدها!!
لم يصدقه أحد!!

حاول النظام الإقطاعي الملكي كل السبل ليقضي علي أو ليثنيي
الشيوعيين ( أقوي حزب سياسي في البلاد), فقد حاولوا:
الحل العسكري ( صيف العبور و غضبة الحليم!!)!!: ما نفع!!
البرلمان الكرتوني ( أحزاب التوالي!!): ما نفع
تحويل الملكية المطلقة الى دستورية(إنقاذ وطني إلى مؤتمر وطني!!): ما نفع
التخلص من الملك المتسلط ( إلي المنشية ثم إلى كوبر!!): بررررضو ما نفع!!
قبل ثلاثة أشهر خرج الشيوعيين من البرلمان إحتجاجاً على مراوغات الملك!!
( خروج الحركة الى جوبا)!!
حتي كان الإستسلام و الإنبطاح و الإعتراف بالهزيمة التامة الإسبوع الماضي!!
( برضوا الأسبوع الماضي!!)

الإعجاب و التهنئة ليس لأنهم شيوعيين أو لأن أعدائهم ملكيين,
بل لأن الثبات علي المبادي و معرفة مراوغات العدو و عدم اللجؤ الى
الحلول الوسطى هو الطريق الى الإنتصار.
لكن فوق ذلك التشابه العجيب مع إختلاف الأسس والنتائج!!

شيوعيين النيبال, أريتم شيوعيين السرور!!!

كل عام و الجميع بخير!

هادية بدرالدين

هادية اريتم شيوعيين الهنا

لا بعرفو النادي الكاثوليكي بي وين ولا ... ( في الفم ماااااااااااااااااااااااء)

عقبالنا يا دكتور

العزيزة هادية
تحياتي
والانحناءة والتجلة للرفاق في نيبال
قبل سنين كنت احتفظ بمقال لهذا الحزب العملاق
ليتني اعثر عليه
وحقيقة ان هذا الحزب حزب جبار فعال لما يريد!

Quote: حاول النظام الإقطاعي الملكي كل السبل ليقضي علي أو ليثنيي الشيوعيين ( أقوي حزب سياسي في البلاد), فقد حاولوا: الحل العسكري ( صيف العبور و غضبة الحليم!!)!!: ما نفع!! البرلمان الكرتوني ( أحزاب التوالي!!): ما نفع تحويل الملكية المطلقة الى دستورية(إنقاذ وطني إلى مؤتمر وطني!!): ما نفع التخلص من الملك المتسلط ( إلي المنشية ثم إلى كوبر!!): بررررضو ما نفع!! قبل ثلاثة أشهر خرج الشيوعيين من البرلمان إحتجاجاً على مراوغات الملك!! ( خروج الحركة الى جوبا)!! حتي كان الإستسلام و الإنبطاح و الإعتراف بالهزيمة التامة الإسبوع الماضي!! ( برضوا الأسبوع الماضي!!) الإعجاب و التهنئة ليس لأنهم شيوعيين أو لأن أعدائهم ملكيين, بل لأن الثبات علي المبادي و معرفة مراوغات العدو و عدم اللجؤ الى الحلول الوسطى هو الطريق الى الإنتصار. لكن فوق ذلك التشابه العجيب مع إختلاف الأسس والنتائج!! شيوعيين النيبال, أريتم شيوعيين السرور!!!

العزيزة ... هادية ... تسلمي,

لا بد لمحفظة التاريخ أن تدون على
دفترتها منافحات ذلكم الحزب الشيوعي
النيبالي العتي والإستثائي كذلك. فقد
توفروا لكل الموجبات النضالية وعلى
ظلال جبال { وكما الهملايا } عتوا فى
الإقطاعية والعبودية والتخلف.

لكنها عزيزتي ما تبقى من { الجيوب }
الشيوعية فى عصر يسير على إتجاه مضاد.
وأوريك كيف ... فلمجرد أن يناضل ويقاتل
هؤلاء لإلغاء الملكية ولأجل إنتخابات تشارك
فيها كل الأحزاب ... فهنا قد { فارقوا }
الشيوعية ... لان جوهرها الفكري يقوم فى
الأساس على الإحالة الكلية لخصومهم الطبقيين
كذلك وهذا ليس تجريدا ذهنيا بقدرما هو حقيقة
موضوعية أمنت عليها التجربة الشيوعية, وبراك
شفتيهم عملوا شنو ... إرسافا لقيد بعد قيد
وإنتهاكا شاملا لحقوق الإنسان ... مع ملحقات ذلك
من التردي الإقتصادي والركود الإجتماعي, على خلفية
أوضاع مجاورة متحفزة نحو كل نواقصهم تلك وقابلة
لتفاعل ديمقراطي ولتحقيق مكتسبات إقتصادية عجزت
عن تحقيقها المجتمعات الشيوعية... عموما ده قصة
طووويلة ... لكنها مفهومة ومشهودة ومعلوم نتائجها.

بل دعيني أضيف شئيا آخرا ... هو أن قبول حزب شيوعي
بالديمقراطية الليبرالية والتعددية الحزبية يحيله
موضوعيا إلى حزب إشتراكي ديمقراطي ... لأن في مقامات
تلك الليبرالية قواعدها القانونية والمترقية إلى مصاف
{ حقوق الإنسان } ... مثل حقه فى الملكية الفردية, وحقه
فى الإستثمار وهكذا... وبالتالي فإن المساحاحت المتاحة
لحزب شيوعي واصل إلى السلطة عبر آلية ديمقراطية ... فهي
لا تتعدي توسيع إستثمارات الدولة ونطاق الخدمات الإجتماعية
مثل التعليم والصحة وما يتصل.

إذن ... فالحلم الشيوعي يتقهقر إلى بعض خدمات إجتماعية ليس
لها رابط بالمتن الطبقى الشيوعي ... إذن فهؤلاء شيوعيين إسما
وتاريخا وليس فعلا وإرادة نظرية متجبرة ... وكما وعدت الناس.

ثم أن هؤلاء الشيوعيين النيباليين هم { ماويين } ولك أن توقعي
مقادير الحزب الشيوعي السوداني فى ذا الشأن وعبر جولة طفيفة
فى إرشيفه ... وسوف تقفي حينها على مستوى التباعد الواصل إلى
حد المفاصلة وفصل العيشة { الفكرية }

ثم ... هل يعني مناصرة { ماويي } نيبال, مباركة للأنظمة الشيوعية
المتبقية فى العالم ... مثل كوبا وكوريا الشمالية ... مثلا, أو
دعيني أقوم فكرتي هنا لأسألك ... ما هو موقف الشيوعي السوداني من
شيوعية ما تزال تحكم الناس بالحديد والنار وكما فى الدولتين آنفتي
الذكر؟

ويتصل الحوار ...

وقبله ... الود

قرر الحزب الشيوعي النيبالي (الماوى) العودة إلى صفوف الحكومة المؤقتة الحالية اثر اتفاقه مع تحالف للأحزاب السياسية فى نيبال على إلغاء الملكية التى حكمت البلاد طيلة 240 عاما.

وأعلن رئيس الحزب الشيوعي بوبسا كمال دهال، هذا القرار بعد اجتماع توج سبعة أشهر من المفاوضات مع حزب المؤتمر النيبالي (وسط) الذي يضم سبعة أحزاب، حول إسقاط الملك غياناندرا شاه، وإلغاء النظام الملكي.

والمعروف أن الحزب الشيوعي الماوى قاد نضالا مسلحا ضد العرش طيلة عشر سنوات، ثم وافق على التخلي عن السلاح بموجب اتفاقية السلام التى أبرمت فى نوفمبر 2006، وانضم للحكومة المؤقتة، ووضع 30،000 من رجاله المسلحين فى مخيمات تشرف عليها الأمم المتحدة.

كما وافق الحزب الشيوعي على انتخاب مجلس دستوري شريطة أن يسبقه إعلان الجمهورية كنظام الحكم فى نيبال، خشية أن تتحرك القوى الموالية للملكية تجاه إحباط ثمرة نضاله. لكنه نزل على رغبة الأحزاب الأخرى وعلى رأسها المؤتمر النيبالي بانتخاب المجلس الدستوري ثم إعلان الجمهورية.

وبموجب اتفاق الأحزاب المبرم فى 23 ديسمبر الجاري والمكون من 23 بندا، تصبح نيبال جمهورية فيدرالية ديمقراطية فور انعقاد أول اجتماع للمجلس الدستوري المقرر انتخابه فى منتصف أبريل القادم. والى ذلك الحين، تقرر أن يمارس رئيس الحكومة المؤقتة جيريجا براساد كويرالا، كافة مهام رئيس الدولة، مع رفض أي دور للملك.

[url=http://www.sudaneseonline.com/][/url

Quote: الإعجاب و التهنئة ليس لأنهم شيوعيين أو لأن أعدائهم ملكيين, بل لأن الثبات علي المبادي و معرفة مراوغات العدو و عدم اللجؤ الى الحلول الوسطى هو الطريق الى الإنتصار. لكن فوق ذلك التشابه العجيب مع إختلاف الأسس والنتائج!!

الاستاذ الفاضل حيدر قاسم

ان اعجابى بنضال الحزب الشيوعى النيبالى هو اعجاب بأليات النضال
الانتفاضة المحمية بالسلاح وتوعية العمال والمزارعين واجندتهم الواضحة
وتمسكهم بمبادئهم اعجابى بعيدا عن المنهج , انا من المعجبين بأليات
نضال الثورة المهدية ومن اشد المعجبين بشخصية الامام المهدى وخطتة
الواضحة فى الثورة بعيدا عن المنهج الفكرى وما تبعة الايرانيين فى ثورتهم
لاسقاط الملكية جدير بالاهتمام مع الاختلاف مع نهج الثورة الايرانية الفكرى
نحن نتحدث عن أليات فشلنا نحن فى السودان رغم اتباعنا نفس الآليات
لاننا نفتقر الى الجدية والهمة والبصيرة والثبات .

Quote: و عدم اللجؤ الى الحلول الوسطى هو الطريق الى الإنتصار.

العزيزة ... هادية ... تسلمي,

ما قام به ماويي نيبال هو حل وسط ... بالمناسبة,
إذ لم يتوجوها ثورة ظافرة تستأصل شأفة الإقطاع والملكية,
رغم تضحياتهم المقدرة ... وهذا فى تقديري حسن, لأن الإنتصار
{ الشامل } يؤدي إلى ديكتاتورية مضادة, وربما تقف التجربة
الإريترية دليلا فاعلا على ذلك, لكن لاحظي بالمقابل تجربة
تساومية مثل جنوب أفريقيا ... فقد مهدت الطريق للسير القويم
على طريق الديمقراطية, وفي السودان حيث يهمنا الأمر يأمل الناس
فى حل سلمي لصراعاته القائمة وتقوم هذه الفرضية على فكرة الحل
السياسي كما تعلمين والقائم على الوفاق والإتفاق ورعاية العهود,
وحيث نرنو فى هذا الشأن لإخوتنا فى جنوب أفريقيا أكثر من جيراننا
فى إريتريا ... وهذا حسن كذلك.

ربما أفلح { الرفاق } فى نيبال فى العبور إلى أفق قومي يستصحب
رجاءآت أهل هذا البلد وأحلامه فى التحرر من الملكية ... لكن وإن
لم يتحرروا هم كذلك من المفاهيم الشيوعية الشمولية فسوف يكونوا
بذلك هم مشكلة نيبال القادمة... أو مشروع كوريا شمالية أخرى.

والأهم عزيزتي ... أن ربما فى الأمر النيبالي ما يستحق تقدير المسعى
الماوي التاريخي والراهن, لكني أخشى كذلك وكما خشيت من قبل فى بوست
الأخ عصام جبرالله المهاجم لليبرالية الجديدة, من ثمة إسقاطات وحماسات
تعيد تأجيج الإرتباط بالشيوعية ... فى ظل الإستعداد النفسي والعاطفي
للشيوعيين لإعادة تأهيل إعتقادهم في الشيوعية ... وهذا أسوأ خيار
يمكن أن يحدث فى ظل أزمتنا الوطنية الراهنة ... فنحن فى عرض حال
لا يحتمل غير التدافع نحو الديمقراطية وسيادة القانون والعدل ...
الباقي ملحوووق ... والتنظير على قفى ما تشيل الأذهان وتحضر القرائح.

هادية ... تجديني جزل الفرح بالتعرف عليك ... وليتصل الحوار وإن أنا
شخصيا نفسي { مااارقة } من حديث فى الشيوعية .


مع عظيم مودتي

أهلآ يا هادية
وكل عام وانت ويحيي والأسرة بخير

قال صديقنا حيدر :

Quote: لكنها عزيزتي ما تبقى من { الجيوب } الشيوعية فى عصر يسير على إتجاه مضاد.

الأحزاب الشيوعية تطور نفسها
وأخذت معظمها منذ وقت مبكر تأخذ بالديمقراطية اللبرالية
والتداول السلمي للسلطة
فعلت ذلك قبل انهيار الإتحاد السوفيتي بفترة طويلة
فيما عرف ايامها بالشيوعية الأوروبية
وحزبنا كان سباق في هذا المنحى
فإذا ، بذا صار حزب إشتراكي ديمقراطي موضوعيآ
فالمشكلة وين يا حيدر
في الإسم ؟

Quote: الأحزاب الشيوعية تطور نفسها وأخذت معظمها منذ وقت مبكر تأخذ بالديمقراطية اللبرالية والتداول السلمي للسلطة فعلت ذلك قبل انهيار الإتحاد السوفيتي بفترة طويلة فيما عرف ايامها بالشيوعية الأوروبية

الافاضل ابو ساندرا وحيدر

يبدو انكم قد تورطونى فى الخوض فى احشاء التجربة الديمقراطية
ومراحلهاالتى لم تسفر حتى الان عن نجاح كامل وهذا لا يعنى فشلها
مرحلة الماركسية الديموقراطية فى البداية كان منسجماً مع المفهوم السائد في أوروبا الذي يربط الديمقراطية باسقاط الحكومات الرأسمالية، ولكن البحث الدائم عن اساليب واشكال متطورة مستمر حتى الان وهذة هى مهمة النضال من اجل الثورة الاجتماعية كما قال
لينين, نسعى بكل جهدنا لسيادة القانون والديمقراطية ولا يجب ان ننسى بان لها مطرقة
ايضا فى كثير من المجتمعات طحنت الرأسمالية الشعوب وبالديمقراطية وعن طريق البرلمانات, اللهم انعمنا بالديمقراطية واكفينا شر من يستغلها لطحن الشعوب .

كتب الاخ العزيز خالد العبيد

Quote: والمعروف أن الحزب الشيوعي الماوى قاد نضالا مسلحا ضد العرش طيلة عشر سنوات، ثم وافق على التخلي عن السلاح بموجب اتفاقية السلام التى أبرمت فى نوفمبر 2006، وانضم للحكومة المؤقتة، ووضع 30،000 من رجاله المسلحين فى مخيمات تشرف عليها الأمم المتحدة.

فى خلال عشرة اعوام من النضال توصل الثوار الى اسقاط الحكم الملكى
ونحن معارضتنا اعلنت رفع السلاح منز عام 1996 ايضا ولكن لم ننجز اى تقدم
لا بالنضال المدنى ولا العسكرى يجب ان نفكر فى الاسباب بجدية نحن تفتقر معارضتنا
لاهم أليات النضال.

Quote: بذا صار حزب إشتراكي ديمقراطي موضوعيآ فالمشكلة وين يا حيدر في الإسم ؟

عزيزي أبو ساندرا ... تسلم,

نعم ... المشكلة فى الإسم وفي كل حزمة
المفاهيم الآيدلوجية الشيوعية المتعارضة
مع عملية التمثل الديمقراطي ... وما أكثرها.

فأولا ياعزيزي ... قامت الشيوعية كمبادرة فكرية
ومن واقع محصلة قراءآت روادها لأحوال المجتمع
الإنساني من نظرية نشوئه الأول وتخلقاته الجنينة
حين المشاعية البدائية وحتى مرحلة إنتقاله إلى
الرأسمالية وفرضية الماركسية بأيولة هذا المجتمع
البشري فى صراعه الطبقي والثوري مع الرأسمالية إلى
الإشتراكية فالشيوعية فى نهاية المطاف ... وأنت تعلم
ذلك فقط قصدت أن أنبهك إلى أن الشيوعية نظرية مبادرة
وسابقة بعطاياها النظرية المجتمع وممهدة لطريق مستقبله
كما تزعم.

كما لا يخفى عليك أن كان كل مقصد الشيوعية هو إعادة صياغة
المجتمع البشري وفق مفاهيمها ومراميها الكلية والشاملة,
أما ما تتحدث عنه الآن وسواء فى معرض إشارتك للشيوعية
الأوربية أو لتجربة حزبكم وأحزاب أخر حول إعادة تفهمهم
وإستيعابهم للمسألة الديمقراطية ... فأنت بهذا تقول أن
تجربة المجتمع الإنساني هي التي أضحت تعيد صياغة الشيوعية.
إذن فكأنك تقول أن الشيوعية فقدت زمام مبادرتها التاريخية,
ويلتحق بذلك مجرة من التعابير المشابهة من شاكلة { لم تعد
ملهمة ... ومحتاجة لإعادة نظر ... أو لم يأت زمانها بعد }
فده كلها مبررات فى إتجاه مواصلة التمنع عن الإعتراف بالأمر
الواقع ... واقع هزيمة الشيوعية نظريا وعمليا.

ثانيا ... وعند قولي بأن القبول بمبدأ المشاركة الحزبية
والإنتخابات القائمة على التعددية يحيل الأحزاب الشيوعية
موضوعيا إلى إشتراكية ديمقراطية ... فهذا فى تقديري
إستنتاج صحيح ... لكن طبيعة البوست ليست ناحية صوب
التوغلات الفكرية والإستطراد فى التفاصيل , لهذا إكتفيت
بالقليل الذي يعكس وجهة نظري ... لكن دعني أتمم مبتور
كلامي عاليه, فتحول الأحزاب الشيوعية إلى إشتراكية ديمقراطية
تم من قبل بعضها عبر مدارسة فكرية { خاصة بعد الإنهيار }
وعبر نقطة تحول فكري وتنظيمي أهلت هذه الأحزاب لمسار جديد,
يعني لم تعد لديهم مرجعية ماركسية وبالتالي فهم متصالحون
مع إختيارتهم الجديدة. أما أنتم عزيزي ... فإنعطافكم نحو
الديمقراطية يتم بأثقال الأمر الواقع وبلي الأحداث لذراكم
السياسي ... وهو لهذا ظل موضع نقد طول العقدين السابقين,
إذ ما تزال { وإلى اليوم } الماركسية هي مرشدكم الفكري
والسياسي والمعنوي, كما ما تزالون حزب ماركسي لينيني
وفيما يتقرر ذلك فى ديباجة نظامكم الداخلي... وإذ أنت تعلم
الماركسية ومكوناتها النظرية وآلياتها الطبقية ... ألا تحس
بأن تقديم تنازلات لصالح الديمقراطية والليبرالية لا يتعارض
مع الماركسية ... فإن وعيت فلك أجر ... وإن لم تع فتبقى ده
مصيبة ... همي أن تعلم أن التحولات الديمقراطية وبقدرما هي
ظاهر إيجابية ولأي حزب يتبناها ... لكن تبنيها هذا لا يزيل
التناقض لمن مرجعيته شمولية ومتعارضة مع الديمقراطية, بل
دعني أقول لك أن مقدارا من الناس ينظر إلى معاملاتكم وشعاراتكم
الديمقراطية ببعض ريبة, وبإعتبار أنها تكيتك لمجابهة حال ضعف
مرحلي فيما الأبقى هو معامدكم النظرية, فمن يعتقد أو يفكر على
هذا النحو فهل تراني ألومه ... كلا ... للأسف, لأن المنطق يقول
أن الإنسان أنصر لطبعه من تطبعه وأغلب لإستراتيجيته من تاتكتيكه.

بعد قولى ... أي تحولات ديمقراطية في حزبكم تعني ... وما داير
أجيب { سيرة البحر ... أقصد المؤتمر }

عزيزي أبو ساندرا ... لا أعلم إن كنت سترد أم لا ... لكن دعني
أقول لك أن لن تراني هنا من بعد ... فقد قلت تغريبا كل عندي
فى الشيوعية وفي غير هذا البوست وبدأت أكرر نفسي وأفكاري وربما
تعابيري, وهذا لا يرضيني. خلاصة أمري فيكم أنني أرى أن الحزب الشيوعي
السوداني أفضل من الشيوعية وأن الشيوعيين السودانيين أفضل من حزبهم
الشيوعي ... فدعني للأخيريين هؤلاء ... تصحابا وودا ورجاءآت فاعلة
وعاطرة لأجل السودان ... أما الشيوعية ومآلاتها ... فلها رب, دون أن
أقصد شكيتكم لرب العالمين { وجه باسم }

شكرا هادية ... ويبقى الود

*

حيدر قاسم..سلامات

أرى أنك (تجسر) أو قل (تطبع) العلاقة بين الديمقراطية الليبرالية وحقوق الأنسان وكأن الأمر موصوف على شكل العملة ووجهيها..الديمقراطية تاريخياً والقوى التى أتت بها فى مظهرها السياسى وبعده الأجتماعى التاريخى كثورة قامت بها البرجوازية فى أوروبا واضفاء الطابع اللبيرالى عليها الأن شئ اخر ده من ناحية..بمعنى محاولة تلبيس الديمقراطية مفهوم ليبرالى اقتصادى يساوى بين الحرية الأقتصادية والسياسية هو أساس الخلاف الحادث الأن فى الغميس أو الظاهر فى فضاءنا الفكرى والسياسى..حتى فى مفاهيم خطاب حقوق الأنسان على البعد التجريدى والمنطق القانونى والفلسفى لهذا الخطاب اٍلا أنه يخفى الأساس الجماعى لهذه الحقوق ويقدم طابعها الفردى وده ما مامجرد جدل حقوقى بقدر ماهو ايدلوجيا النيوليبرالية ايضاً...(الربط الوثيق بين قضايا حقوق الأنسان والليبرالية السياسية والأقتصادية)

الديمقراطية أطار ومفهوم تاريخى من الخطأ ربطه بأطار سياسى أو اقتصادى محدد كالليبرالية الا اذا كان المقصود افراغ الأحزاب الثورية من محتواها الأجتماعى الثورى لصالح نسق أخر ..فليس العبرة بعمل هذه الأحزاب ضمن منظومة الديمقراطية ولكن بطبيعة القوى الأجتماعية التى تمثلها والسقف النضالى الثورى لعملها الذى يتجاوز مجرد المقاعد البرلمانية لمسعى حقيقى ووعى بطبيعة علاقات الأنتاج المهيمنة وهى علاقات انتاج تخضع لشروط تبعية متعسفة فى بلدان العالم الثالث فى التبت أو السودان وتشاد..وأعطاء الديمقراطية مضمون أجتماعى حقيقى يجعل وجهى العملة الحقوق السياسية والأجتماعية الأقتصادية معاً ..أما محاولة وضع تاريخ صلاحية وانتهاء للأحزاب الشيوعية فهو (فوكيامية..من فوكياما جديدة...فى عالمنا الثالث تستند على محض الأحلام لا ضرورات وأستحقاقت الواقع)

مع مودتى