|
ربع ساعة فقط يناقش فيها الزومة السياسة والاقتصاد والاجتماع!!!
|
Quote: بين قوسين
من بوحات سلام
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-12-31
فى قصيدته الخالدة: أرم الدمعة فوق الدمعتين يا عين وبعد الليلة حابساها الدموع لى مين والتى نظمها الشاعر العظيم الدكتور ود بادى فى رثاء (شاعر الشعب) الراحل اسماعيل حسن فان الشاعر صور مأساة الفقد بطريقة فذة وغير مسبوقة وكيف أن الحدث (هز البلد) وكيف انه حرك الناس والحيوان والأشياء فجاء الكل لكى يعزى فى (اسماعين). فى ذلك الاطار قال : من اب ريحان ومن (بوحات) ومن وادى الخلا اب عليف. و لا صيد الخلا النافر. طيور السافل المحزونة جات بى ليل فاردة جناحها للريح والمطر والزيف. ده غير الفقرا والشعار وناس مجهولة ما معروفة جات من وين ووصلت كيف. وبما اننى و منذ زمن طويل أعانى من (ضلع لينة) تجاه كل ما هو متعلق باسماعيل حسن فما ان لمحت على طريق (شريان الشمال) لافتة مكتوب عليها (بوحات) الا وقلت لصاحبى : عرج بنا على هذه المحطة ننال شيئاً من الطعام. المحطات و(الكافاتيريات) على ذلك الطريق كثيرة فالشارع الجديد الذى يمتد على مسافة حوالى (الأربعمائة كيلو متر) بين ام درمان ومروى بعث الحياة فى تلك الأودية التى كانت حتى مجيئ (الانقاذ) مقفرة وموحشة غير أننى أردت أن أرى (بوحات) اسماعيل حسن. ما ان قصدنا (الكافاتيريا) وسلمنا على صاحبها حتى رد على السلام قائلاً : مرحباً بالاستاذ عبد الرحمن الزومة! ثم استطرد مستوثقاً بعد أن رأى علامات الدهشة على وجهى وعلى وجه صاحبى الأخ خالد على حسين: انت مش عبد الرحمن الزومة؟ قلت له نعم ولكن كيف عرفتنى؟ فقد استبعدت أن يكون ذلك الرجل من عرب (القريات) والذين هم سكان ذلك الوادى (وادى بوحات) أن يكون من قراء (السودانى) ولكننى أدركت أن التغييرات الهيكلية التى أحدثتها (الانقاذ الثورة) فى المجتمع السودانى وما أنشأته من تنمية عمرانية قد قربت المسافة بين الناس والبلدان وجعلت ذلك الأعرابى يقرأ الصحف ويلم بأحداث بلده كما سيتضح بعد قليل. قال لى الرجل وكأنه يهزأ بعدم ادراكى لتلك التحولات التى أحدثتها الثورة فى المجتمع السودانى : أنا عارف كل حاجة! فى الفترة القصيرة التى لم تستغرق سوى أقل من ربع ساعة تناقشنا (ونحن نتناول الطعام) فى السياسة والاجتماع والاقتصاد. كان كل واحد من أولئك الأعراب يحمل جهاز هاتف جوال. لا أريد أن أكشف ما دار بيننا حول السياسة حتى لا (أفجع) الموهومين الذين يعتقدون أن المؤتمر الوطنى هو حزب معزول لأن من مصلحتى أن يظل هؤلاء يعيشون فى ذلك الوهم! قلت لهم كيف هى معيشتكم فى هذا (الخلا)؟ قالوا لى أن لهم مطالب أن يتم (تجميعهم) فى قرى نموذجية حول الطريق تكون مزودة بالخدمات والمدارس حتى يستقروا. قالوا لى ان الراحل الدكتور مجذوب الخليفة (رحمة الله عليه) كان متفهماً لمطالبهم تلك والرسالة الى الرئيس البشير والذى أرجو أن يعتبر تنفيذ مطالب هؤلاء المواطنين وهى بسيطة ومعقولة ومشروعة أرجو أن يعتبرها سيادته تنفيذاً (لوصية) الراحل العزيز الدكتور مجذوب الخليفة والذى ان رحل فان همومه واهتماماته لم ترحل. |
|
|

|
|
|
|