رخيتها يا حاج ...

رخيتها يا حاج ...


12-28-2007, 01:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1198845126&rn=0


Post: #1
Title: رخيتها يا حاج ...
Author: Alsa7afa_30
Date: 12-28-2007, 01:32 PM


حاطب ليل
«رخيتها يا حاج»




عبد اللطيف البوني

***********************




صديقنا ودالشيخ يتمتع بديمقراطية عالية في تربيته لأولاده لدرجة تحس معها انه قد أصبح صديقاً لهم أو هكذا يدعي عندما يحكى لنا عنهم، حكى لنا انه اقترح على ابنه الكبير قبل العيد الأخير ان يتزوج في ذلك العيد لأن خطوبته قد طالت فرد عليه الابن بأنه يبحث عن خطيبة فسأله عن خطيبته المعلنة فرد عليه بكل بساطة «رخيتها يا حاج» اي تركتها فسأله عن الأسباب فقال له انها حالة مزاجية اعترتهما الاثنين في وقت واحد فكان الفراق، فسأله عن الأشياء التى بينهما من مناديل وصور ورسائل متبادلة فقال له الابن «انت يا حاج من زمن تلقى الحبيبة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد» ولا من زمن غناء عبدالعظيم حركة «انت رجع لي رسائلي والصور العندي شيلها» نحن كنا بنتكلم «بالماسنجر» والـ message بالهاتف الجوال ودي كلها حاجات وقتية بتنتهي بمجرد انتهاء ساعة التخاطب»، ضرب ودالشيخ يداً بيد وقال «بالله شوف يا جماعة الثقافة الوافدة عملت فينا شنو حتى مشاعرنا وريدنا الزمان الشفع ديل «قالوا خرف». القصة يا عزيزى ودالشيخ ليست قصة غزو ثقافي، القصة قصة مجتمع متغير أصاب شيئاً من الحداثة والتقنية واخذ يتعامل بها، وبالتالى فرضت عليه سلوكاً معيناً، فمنجزات الحضارة الحديثة المادية ليست محايدة انما تفرض سلوكيات معينة ففي زمن يمتلك الولد والبنت هاتفاً جوالاً يحمل في الجيب لا يمكن ان يكون التواصل عن طريق «وديت ليهو زول مرسال والمرسال مشى وما جا» وفي زمن الانترنت والماسنجر لا يمكن التواصل عن طريق «حملتك خطابي يا ساعي البريد للسافر وطول في البلد البعيد»، وفي زمن المناديل الورقية لا مكان «للمنديل المنقوش جانبه اوتذكرين صغيرتي او ربما لا تذكرين» فسرعة التواصل وطريقته الجديدة وعدم تكلفته في الجهد والوقت جعلت عملية الانهاء والفراق بذات السرعة حيث لا توجد مخلفات بعد الفراق ويمكن لكل واحد ان ينسى صاحبه في رمشة عين. نعم يا صديقى ودالشيخ، نحن من جيل منديل الحرير للحبيب البعيد نحن من الجيل الذى «يقرأ في السطور فيستبين البعض أو لا يستبين» كما غنى ابو داؤود لعوض حسن احمد لذلك يتغلغل الهوى في وجداننا وتمور به دواخلنا ونعض عليه بالشرايين ولكن ليس بالضرورة ان يكون ابناؤنا مثلنا وليس في الامر غزو ثقافي او يحزنون انما هي تغييرات حتمية فرضتها مستجدات على مجتمع اصلاً في حالة تغيير. فالديمقراطية تقتضي ان نترك ابناءنا يعيشون حياتهم على حسب ظروفهم ولا سبيل لارجاع «الريد الزمان» وفرضه عليهم. كسرة: هل كان شاعرنا الكبير محمد المكى ابراهيم سابقاً لزمانه عندما وجه اهانات شخصية لابن الملوح في ديوان أمتي وقال له «اهين فيك الرضا العام» واتهمه بأنه علم الشباب البكا على اعتاب الحبيب واطلاله. فيا ربى هل ما زال استاذنا على واقعيته تلك ام رجع رومانسياً مع تقدم العمر كما حدث لـ........ ؟؟



_______________________________

الرأي العام