كردفانـيـّات ... أثر الأغنية القصيرة وفن الدبلوماسية الشعبية.

كردفانـيـّات ... أثر الأغنية القصيرة وفن الدبلوماسية الشعبية.


12-28-2007, 05:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1198815763&rn=0


Post: #1
Title: كردفانـيـّات ... أثر الأغنية القصيرة وفن الدبلوماسية الشعبية.
Author: الرشيد البصيلى
Date: 12-28-2007, 05:22 AM


الأغنية القصيرة فى كردفان لها نكهة خاصة ونجدها تتكون من ثلاثة الى أربعة مقاطع لا تتعدى كلماتها فى كثير من الأحيان العشر كلمات ( بالحساب).

و التغنى بمثل هذه الأغانى يكون فى رقصات الدلوكة والسيرة والهسيس والجرارى والمردوم وحتى أغانى التويا.
- فى أغانى الدلوكة ( الطبل) ، بتجى العبد لله الحكامة ومعاها الشيالات .
وتقوم الحكامة تقول بعد ما إيقاع الدلوكة يسخن :
القجيجة مسرحا ..... والعيون صيدا يا كحلا ...... متين العودة لأهلا..... وبعدين القجيجة هى تصغير القُجة عند الرجال ( التفة – التاء مكسورة و فاء مشددة ) ... وسميت التفة لانو لما ظهرت جدودنا الشياب الكلام دا ما كان عاجبم بإعتباره غزو ثقافى ... ويقولو ليك عامل تفتك ذى البعاتى ... التقول هم شافو البعاتى. وبينى وبينكم التفة ما بتتراد. وهذه الأغنية ذات أيقاع دلوكى متميز يخليك تسوسق وتنطط زى البستم الليل كلو . لكن القجيجة المسرحة والمسمين عليها التوب أبو قجيجة ، بتختلف وخاصة زمن زيت الكركار .
وطبعا الأغنية القصيرة بتكون فى أغلب الأحيان واضحة المعانى ... لكن صاحب الكلمات بكون هو صاحب الوجعة والأحاسيس الما بعرفا الا من قال هذه الكلمات.

- أبو سناً بيضا ... يا رقيّق شبية الصيدا .... سلم لى لي ولي الأخير تعنى ( له ) وبالدارجى ليهو ( إيقاع دلوكة).

الأغانى دى بتتقال فى مناسبات الأعراس و الطهور . وطبعا زمان مناسبة العرس او الطهور بتاخد حوالى من إسبوع الى شهر . تتخيل الدنيا دى كانت رايقة كيف .... لا مصروف نقص ولا عمل وقف كل شى ماشى تام يعنى Vacation time . وكان أهم شى فى المناسبات ( المريسة ) ويجن النسوان محملات بالأزيار مليانة مريسة .... ودائما هذه المريسة ( الخمر ) تأتى مع ما يطلق عليه السيرة .... يعنى الناس من مختلف القرى يأتون الى القرية التى بها المناسبة مشيا على الأقدام يغنون ويرقصون على أيقاع السيرة وسباق الهجن وتفوح من حولهم رائحة الخمر . هكذ كان الحال فى كثير من بقاع السودان فترة حكم الترك والخواجات إلى ان هدى اللهُ الناسَ .

يسير الناس فى هذه السيرة ليصلوا الى القرية التى استعدت لهذا الحدث . وكثير من بيوت سكان القرية التى بها المناسبة يتم اخلاؤوها لتكون منزلة ( محل إقامة ) مخصص لأهل قرية من القرى المشاركة فى هذه التظاهرة ( وهنا تتجلى الدبلوماسية الشعبية ) - حيث تكون لجان وهذه اللجان يعهد اليها توفير السكن للقادمين وتعيين مندوب من القادمين ليتولى توفير الطعام و الإشراف على الشراب طيلة فترة المناسبة وعادة يتم إختيار أمثال هؤلاء من ذوى المرؤة كما يقولون .

وعندما تبدأ المناسبة يكون هناك أكثر من مسرح للحفل كل حسب منزلته ( محل الإقامة ) والقرية التى أتى منها . وبالتالى يكون أمام الحاضرين عدد من الخيارات Options . وطبعا الناس يقولوا ليك يا زول محل البنات السمحات وين والغنى السمح وغالبا يكون هناك تقييم عند نهاية المناسبة بأن أهل القرية أو بنات القرية الفلانية شالن الكأس .

الجلد على الظهر ( أو المباطنة ) هى سمة بارزة لمثل هذه المناسبات .. والصبى تعجبو البنية ينجلد قداما لما الحفلة تنتهى تمشى البنية تنوم مرتاحة وصاحبنا ألحقونى بالملح وألحقونى بالقطران ... والنوم يا جماعة على بطنى تعبنى بلحيل .... طيب انتا قال ليك امشى اتجلد منو ..... ولما البنية اللإنجلد قداما يجى طير الرهو ويخطبا .... أخونا الحسرة بتكيل خشمو ... ويبقى فى الجرسة وغنى الدوبيت ... ونواصل .... بالمزيد من الأغنيات وطرح لموضوع الدبلوماسية الشعبية فى حل المشكلات .... وسنتناول صنوف المشاكل التى كانت تبرز على الساحة حينها....