Post: #1
Title: مهمة خاصة: الرحلة الأخيرة لجون قرنق
Author: عبد العظيم احمد
Date: 12-24-2007, 10:26 PM
منقول

Quote: قامت قناة العربية بعرض فيلم وثائقي عن الرحلة الأخيرةللراحل جون قرنق، موقع القناة قام بعرض ما جاء بالفيلم:
الرحلة الأخيرة لجون قرنق باسم الجمل: [جون قرنق ينزل من الطائرة] كان هذا يوم التاسع من شهر يوليو العام 2005 يوم عودة جون قرنق إلى الخرطوم بعد توقيع اتفاق نيفاشا للسلام مع الحكومة المركزية. بداية تاريخ جديد لسودان جديد. عقدت آمال وتفتحت آفاق، وأطلق الناس العنان لأمانيهم وتطلعاتهم لمستقبل خالٍ من الحروب والدماء ومليء بالعمل والعمران والرخاء. توثق الناس من أمانيهم وتطلعاتهم في اليوم التالي، يوم رأوا قرنق أمل الفقراء كما أحبوا أن يسموه يؤدي اليمين الدستورية نائباً أول للرئيس. وقد علت البسمة على وجه السودان. ذلك عنى تدشين الخطوة الأولى نحو مصالحة وطنية شاملة، وقتها غنّى السودان ورقص أهله على أنغام السلام ومال الناس إلى الاعتقاد أن السودان قد خرج من مطبات حروبه الداخلية، وأن بابه صد أمام أطماع الآخرين في ثروته ووحدته. لم تدم الفرحة طويلاً وكأن إطلاق العنان للأماني في حياة أفضل قد جاء أسرع من اصطفاف حيثيات الواقع السوداني المليء بالأشواك لإنتاج كارثة سوداء غير متوقعة. باكانك أمون (الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان): دكتور جون وقد ذهب إلى أوغندا كان زيارته معروفة، تحرك من هنا إلى جنوب السودان، ومن جنوب السودان أعلن من الخرطوم أنه سيزور أوغندا. فكان معروفاً بزيارته.. صحيح أنه رتّب الزيارة.. تم ترتيب الزيارة من قبل الحركة الشعبية وجهازه بحكم أنه نحنا كنا في حالة انتقال. باسم الجمل: 29 من يوليو 2005، جون قرنق وبعض مرافقيه في منطقة نيوسايت في جنوب السودان يحزمون أمتعتهم للطيران إلى مطار عنتيبي للقاء الرئيس موسيفيني.
رواية زوجته حول رحلته الأخيرة السيدة ربيكا جاندينغ (أرملة جون قرنق): كانت هذه رحلته الأولى إلى أوغندا، لذلك لم أذهب معه لأنها كانت رحلة ليوم واحد، فأخبرته أنني سأنتظر عودته لنذهب إلى كينيا سوياً، حيث أولادنا موجودون. لقد اتصل بالرئيس بشير من نيوسايت وأخبره بأنه ذاهب إلى أوغندا، طلبت منه عدم إخبار الرئيس بشير فقال لي: كلا، أنا النائب الأول لجمهورية السودان ورئيس لحكومة الجنوب، نصبت للتوّ في هذا المنصب، لا أستطيع الذهاب إلى أوغندا دون إعلام البشير. باسم الجمل: لكن الرئاسة السودانية بدورها تعرض على قرنق توفير طائرة رئاسية خاصة تقلّه في رحلته إلى أوغندا، قرنق يعتذر عن ذلك، وفق مصادر في الحركة الشعبية، ويتم استئجار طائرة خاصة تقلّه إلى أوغندا. ولكن لماذا اعتذر جون قرنق عن قبول عرض توفير طائرة رئاسية خاصة من قبل الحكومة السودانية؟ باكانك أمون (الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان): رفض ربما لأنه كان يساوره الشكوك حتى في سلامة تلك الوسائل. باسم الجمل: لكن آخرين نفوا أن يكون قرنق قد رفض عرض الحكومة السوانية توفير طائرة رئاسية له. ادوارد لينو (رئيس الاستخبارات السابق للحركة الشعبية): مشى بطائرة من هناك لأنه من نيوسايت، مشى مرات كثيرة جداً بطائرة مروحية هيلكوبتر، فما كان حكاية أنه كان بيحب.. كان عنده بس أسبوعين مستلم السلطة. فكانت حاجة عادية يعني يمشي بطائرة أو بأي طائرة أخرى ما كان يرفض، إطلاقاً ما كان يرفض. باسم الجمل: ساعات قليلة هي زمن الرحلة إلى مطار عنتيبي، يصل قرنق ومساعدوه، ويتولى المساعدون الاتصال بالسيدة ربيكا زوجة الزعيم قرنق لتبليغها بالوصول بالسلامة. السيدة ربيكا جاندينغ (أرملة جون قرنق): عند ظهور الهاتف النقال لم تمر أي رحلة دون أن أتكلم مع جون شخصياً، لكني في رحلته الأخيرة تهاتفت مع مساعديه، وأخبروني بأنهم وصلوا بسلام. وعند مغادرتهم اتصلوا بي من هناك من راجاتورا في أوغندا وأخبروني بأنهم سيغادرون بحدود الساعة الثالثة ظهراً. قالوا إنهم قادمون مباشرة، وبعد ذلك في الرابعة وخمسين دقيقة اتصلوا ليخبروني أنهم هبطوا في عنتيبي وأنهم قادمون، فكان مساعدوه على اتصال مستمر معي، لكن كما ذكرت عادة هو الذي يقوم بالاتصال شخصياً. باسم الجمل: كانت خطة قرنق تقضي بزيارة قصيرة إلى موسيفيني بهدف طي بعض الملفات العالقة بين الطرفين، ومن ثم العودة اليوم التالي للتوجه مع زوجته ومرافقيه إلى نيروبي العاصمة الكينية للاجتماع مع قادة الفصائل المسلحة في دارفور في مسعى للمّ الشمل والمحاولة لحل مشكلة الإقليم، وفق مصادر الحركة الشعبية. السفير سراج الدين حامد (عضو لجنة التحقيق الوطنية): طبعاً جورج قرنق وصل أوغندا يوم الجمعة، وعلى عجل يعني أُخذ إلى مزرعة الرئيس يوري موسيفيني في منطقة غرب يوغندا في راكيتورا حيث أمضى الليل هناك. التقى قرنق في ظهر ذلك اليوم بسفراء الولايات المتحدة الأميركية، السفير جيمي كولكر، والتقى أيضاً بالسفيرة يوغا برانديت سفيرة هولندا في أوغندا، والسفير ستيغ سفير السويد، ثم سفير بريطانيا.
اجتماع قرنق بالرئيس الأوغندي باسم الجمل: لكن ما هي الملفات التي بحثها غارانغ مع موسيفيني؟ ادوارد لينو (رئيس الاستخبارات السابق للحركة الشعبية): ربما جيش الرب، ربما الدور الأوغندي في دعمه ولاّ هو في دعم أوغندا، ربما لكن ما كانتش موجود أنا يعني بصراحة كده، ده ما اطلعنا نحن المقربين خالص له علينا نحنا. أنا قابلته طبعاً قبل ما يسافر بيوم، تم اللقاء في رومبيك في الصباح الباكر، وعرفت إنه كان يعني سيذهب إلى أوغندا وقتها، وكان سيذهب إلى نيروبي بعدها، وقال لي: لا بد من الذهاب وطلب مني أن أذهب إلى كينيا واستعدّيت. باسم الجمل: وفق تصريحات السيد إيليو إيانغ وزير الدولة بالداخلية وعضو لجنة التحقيق فإن أحد أسباب زيارة قرنق لأوغندا كان للمطالبة بصفقة سلاح كانت الحركة الشعبية قد اشترتها عن طريق أوغندا ولم تسلم للحركة الشعبية بعد. الساعة الثالثة مساء يوم السبت الثلاثين من يوليو عام 2005 يغادر قرنق ومرافقوه مزرعة راكاتورا على متن طائرة مروحية إلى مطار عنتيبي بعد انتهاء اجتماعه مع موسيفيني. الخامسة إلا خمس دقائق مساء ذلك اليوم يستقل الدكتور قرنق طائرة مروحية من مطار عنتيبي قيل إنها طائرة الرئيس موسيفيني الخاصة. وتوجهت الطائرة بعد أن تزودت بالوقود إلى نيوسايت حيث تنتظره زوجته هناك حسب الاتفاق. كان على متن الطائرة 13 شخصاً، قرنق ومرافقوه السبعة، إضافة إلى ستة أشخاص من الأمن الأوغندي، السادسة والنصف من مساء ذلك اليوم تتخذ الطائرة مساراً جوياً فوق ليرا ومن ثم اتجهت إلى وادي كيديبو قرب سلسلة جبال زوليا العالية, هناك تواجه الطائرة أحوالاً جوية سيئة. أمطار غزيرة وغيوم كثيفة. في هذه الأثناء يستشعر الدكتور قرنق أن أمراً غير عادي يحدث في الطائرة. السفير سراج الدين حامد (عضو لجنة التحقيق الوطنية): أعتقد أنه من أهم الأشياء التي وردت في الصندوق الأسود هو الحوار الذي دار بين الراحل الدكتور جون قرنق وقائد الطائرة، أنه إذا كانت هنالك مشكلة فيما معناه يعني في الوصول إلى نيوسايت فلنعد أدراجنا وننزل لنقضي الليل في سيروتي أو منطقة أخرى قريبة، الحادث طبعاً كله وقع في أوغندا، ومنطقة جبال زوليا هي منطقة داخل الحدود الأوغندية لكنها متاخمة للحدود في السودان. باسم الجمل: في هذه الأثناء أي بحدود 730 مساء كانت طائرة الدكتور جون قرنق قد هوت بفعل اصطدامها بجبال زوليا العالية. وقتل كل من كان في الطائرة. نائب الرئيس ومرافقوه ورجال الأمن الأوغنديون. السفير سراج الدين حامد (عضو لجنة التحقيق الوطنية): وفي آخر لحظات حسب ما استمعنا إلى الصندوق الأسود الذي سجل ساعتين و39 دقيقة من الحوار المتصل الواضح، يعني شديد الوضوح يعني، كان الطيار هو آخر من صرخ يعني، وكان يتحدث الطيار مع مساعده حول أهمية أن ترتفع الطائرة لأن راودتهم بعض الشكوك عندما ظهرت السحب المتراكمة أمامه، فطلب مساعد الطيار من الطيار أن يرتفع بالطائرة، فوافق لطلبه ولكن قال له بعد أن نمر من هذه الكتلة من السحاب، ونزل تحتها ثم صعد، وبعد 37 ثانية وقع الحادث لأنه ارتطم ذيل الطائرة الهيلوكبتر ارتطم بأحد الأشجار.. فانقطع أولاً. وهذا يفسر أن ركام الطائرة وجد على شكل مستطيل، يعني ليس على شكل دائري على عكس ما يحدث في الانفجارات، هو على شكل مستطيل وارتطم عدة مرات واحترقت الطائرة تماماً لأنها كانت مزودة بكمية كبيرة من الوقود أكثر مما يجب. باسم الجمل: يعم القلق على المنطقة، ويعبر الحدود، وبلغت القلوب الحناجر قلقاً على مصير الدكتور قرنق. بعد حوالي 24 ساعة من اختفاء الطائرة يتم التأكد من مقتل النائب الأول للرئيس السوداني جون قرنق.
لنهاية قرنق بين نظريتي الاغتيال والقضاء والقدر باسم الجمل: ما أن يعلن نبأ مقتل جون قرنق حتى يثور السودانيون الجنوبيون منهم خاصة تدفعهم الشكوك المترسبة نحو الحكومة بأنها هي التي تقف وراء عملية الاغتيال. كان ذلك أكثر من تعبير عن حالة غضب. كان تعبيراً عن حالة فقدان الأمل الذي كان قرنق يمثله للملايين من أبناء السودان عرباً وأفارقة، شماليين وجنوبيين، أغنياء وفقراء. وكان عكساً للحالة التي توقعها البعض لما بعد مقتل قرنق توترات وانقسامات وتفتيت لوحدة السودان والعودة بالبلد إلى مربع الحروب الوطنية الداخلية الأول. وفوق ذلك كان خروج الناس إلى الشوارع حرقاً وضرباً تعبيراً عن هول الصدمة التي لم يصدقها الكثيرون. فقدان الطائرة يربك حسابات الجميع. ففي صبيحة اليوم التالي تدعو الحركة الشعبية ممثليها في الخرطوم لاجتماع طارئ بنيوسايت والحكومة الأوغندية تعترف أن الطائرة فقدت منذ مساء السبت. ادوارد لينو (رئيس الاستخبارات السابق للحركة الشعبية): مجموعة من الضباط وعساكر الجيش الشعبي هم اللي وجدوا حطام الطائرة قريباً من نيوسايت. باسم الجمل: وعلى التو يقر الرئيس السوداني عمر بشير خطاباً لفّه الحزن، نعى نائبه وأكد مقتله في حادث تحطم الطائرة مع تأكيده على مسيرة السلام والشراكة مع الحركة الشعبية التي اعتقد البعض أن موت قرنق ربما يضعها في مهب ريح دعوات الانفصال والحروب الداخلية ثانية. أما الرئيس الأوغندي موسيفيني فقد أصدر بياناً نعى فيه الدكتور جون قرنق وخصص نصفه تقريباً لامتداح طائرته الرئاسية التي أقلت الفقيد كما قيل وكان كما يقول البعض كمن يرد التهمة عن طائرته التي قيل إنها التي تحطمت. ويسارع موسيفيني إلى الوصول إلى جنوب السودان لتقديم التعازي ويشارك في دفن جثمان صديقه. كما في استقباله لما دخل الخرطوم رجل سلام ودّعه السودانيون بطلاً راح لأجل أحلامهم ومستقبلهم. ووري جثمانه الثرى وسط الدموع، دموع الفقراء من ناسه الذين رأوا فيه المخلص لهم من كابوس الحروب ونير الفقر والقهر. بعد أن ذهبت سكرة موت قرنق جاءت فكرة التحقيق في مقتله. فهل هو نتيجة الأجواء أم نتيجة تدبير من الأعداء؟ وهنا تباشر الحكومة السودانية بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل الرجل الثاني في الدولة والكشف عن ملابسات سقوط طائرته. كثرت السيناريوهات فيمن يقف وراء مقتل قرنق. بكري مدني (صحافي متخصص بشؤون الحركة الشعبية): أول من أطلق اتهام هو الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني والذي أشار أن الطائرة ربما تكون قد تعرضت لعمل عدواني وكان الرئيس موسيفيني أول من وصل إلى موقع الحدث بعد فريق الاستطلاع والبحث الأميركي الذي وصل إلى المنطقة من قاعدة في جيبوتي بعد إذن السلطات السودانية. باكانك أمون (الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان): لا أعتقد أن هناك جهات خارجية ذات مصلحة في مقتل وتغييب الدكتور جون، لا أعتقد. نعم يوجد قوى في داخل السودان كانت خائفة من التغيير وغير قابلة للتغيير هي عندها المصلحة. باسم الجمل: لكن نتائج لجنة التحقيق الحكومية خرجت بنتيجة تقول إن تضافر الأحوال الجوية وأخطاء قائد الطائرة هي التي كانت وراء سقوطها ومقتل قرنق. السفير سراج الدين حامد (عضو لجنة التحقيق الوطنية): كانت محصلة التقرير النهائي هو أن هذا الحادث.. هو أنه حادث أولاً. وأنه يرجع إلى عدة أسباب تضافرت منها الأحوال الجوية السيئة ومنها خطأ الطيار، ومنها كذلك عدم الإعداد المسبق الجيد لهذه الرحلة. أخطأ الطيار في أنه قاد الطائرة من مطار عنتيبي حتى وصلت إلى منطقة جبال زوليا حيث وقع الحادث دون أن يستخدم المعدات الملاحية المتطورة التي كانت على متن الطائرة، يعني كان يستخدم ما يسمى بالفيجوال فلايت رولز بالعين المجردة، الشيء الآخر لم يكن هناك إعداد مسبق للرحلة، يعني معروف إذا أنت أردت أن تقود طائرة من منطقة عنتيبي إلى نيوسايت سوف تدرس التضاريس الموجودة، في طريق.. في خط مستقيم من عنتيبي إلى نيوسايت توجد سلسلة جبال جوليا أو زوليا وارتفاعها 6 آلاف قدم. هذا الطيار يعني عندما أقلع بالطائرة من مطار عنتيبي أقلع على ارتفاع 1500 قدم، ولو كانت قد وضعت خطة للطيران بالطرق السليمة أو الصحيحة لما طار على هذا الارتفاع، وبالتالي يعني عندما وصل إلى منطقة جبال زوليا كانت هنالك سحب كثيفة جداً. تقارير الشهود الذين استمعنا إليهم في منطقة نيوسايت فيما بعد أفادوا أنهم في ذلك الوقت كانت قد هطلت أمطار في منطقة نيوسايت وكان الجو ملبد بالغيوم، هؤلاء هم الجنود التابعين للحركة الشعبية الذين أدلوا بإفادات يعني سجلتها اللجنة. باسم الجمل: لكن نظرية تضافر الأحوال الجوية وأخطاء الطيار لم تلقى التصديق العميق في أوساط الكثير من أعضاء الحركة الشعبية على وجه الخصوص وبين السودانيين عموماً. ادوارد لينو (رئيس الاستخبارات السابق للحركة الشعبية): كل المؤشرات تقول قضاء وقدر. - معظم قيادات الحركة الشعبية ومعظم قيادات الجنوب ترجح فرضية اغتيال الدكتور جون قرنق. - جاءت نتائج التحقيق حول حادث فقدنا فيه زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، جاءت نتائج التحقيق بالطرح طارحة أسئلة أكثر مما أن تجاوب عليها. باسم الجمل: هذه الشكوك عبرت عنها السيدة ربيكا زوجة قرنق بوضوح سافر عندما أعلنت أن زوجها قد قتل غيلة وليس قضاء وقدراً كما قيل. رغم أنها كانت قد صرحت في السابق أن الأمر لم يتعد القضاء والقدر. السيدة ربيكا جاندينغ (أرملة جون قرنق): لماذا أعتقد أنه قد اغتيل؟ لست لوحدي من يعتقد ذلك. الجميع في السودان يعلم ذلك. ولكن كان قراراً سياسياً بأن لا أصرح قبل. الآن إنه قراري الشخصي أنا أقول بأن الحادث كان اغتيالاً. أنا أقول هذا. لا أوجه أصابع الاتهام لأي جهة. ولكن هذا شعوري ولي الحق بالشعور بما شئت لأنه إذا تابعت تفاصيل الحادث فهو ليس بحادث عادي ونتيجة التقرير التقني تقول بأنه كان خطأ الطيار. هذه ليست الرحلة الأولى التي يطير فيها هذا الطيار بالهليكوبتر، وعلى نفس المسار، إنه كان قائداً للطائرة معي أنا وعلى نفس مسار الرحلة من قبل، ولم يحدث أي شيء من هذه الأخطاء أبداً. باسم الجمل: شكوك ربيكا هذه بل اتهاماتها تجد لها أصداء بين الكثيرين من السودانيين. العميد حسن بيومي (ضابط سابق في الاستخبارات السودانية): كل الملابسات تؤكد أنه هو ما مات موتاً طبيعياً. هذا الرجل بهذا الحجم بهذا الزخم الشعبي ما مفروض ما خلاص دوره انتهى، دوره هنا انتهى في اتفاقية نيفاشا، لازم يمشي، شفتها؟ لازم لازم ما عايزين تتكرر، وبعدين في يدهم كل شيء، متحكمين في كل شيء، يعني متحكمين.. مش أوغندا؟ متحكمين في أوغندا ورئيس أوغندا، متحكمين في أي حتة. باسم الجمل: تأكيداً لهذه الشكوك فإن الطائرة التي قيل إنها رئاسية يكشف التحقيق أنها لم تكن طائرة موسيفيي الرئاسية، وإنما إحدى طائرات الجيش الأوغندي، وفق ما جاء به إيليو يانغ وزير الدولة بالداخلية وعضو لجنة التحقيق، والذي انسحب منها بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها، وأن رقم المحرك والأجهزة الملاحية تختلف أرقامها أيضاً عن الطائرة الرئاسية، وذلك بعد العودة إلى سجلات الشركة الروسية المصنعة للطائرة. البروفسور حسن مكي (خبير في الشؤون الإستراتيجية): يعني دعنا من نظرية المؤامرة بتفصيلاتها، لأني لا أملك أي معلومات عن ذلك. أنا أتكلم عن التحليل، ارتاحت جهات كثيرة جداً بل النخبة الجنوبية الموجودة الآن رغم دموع التماسيح الموجودة، هي ارتاحت إلى أن جون قرنق بعد عن المسرح، يعني بعض الناس يعتقد أن الذين ارتاحوا، ارتاحت مثلاً قوى النخب الإنقاذية الحاكمة، هذا قد يكون أيضاً حدث، لكن من منظورين مختلفين. النخب الإنقاذية الحاكمة شعرت بالراحة لأن منافساً خطيراً قد اختفى من الساحة، كان سيعقّد الحسابات السياسية بالنسبة لها، بل أنه كان سيضعها على حافة الهاوية. ولكن بالنسبة للنخب الجنوبية التي كانت ما تريده هو جنوب مستقل، وهي متعاونة مع قوة أخرى متنفّذة تريد البترول وتريد الجغرافيا السياسية، وتنظر للمشروع الجنوبي كجزء من مشروع أفريقيا الشرقية ومنطقة ارتكاز للنفوذ الغربي بما فيه إسرائيل فإن هذه أيضاً رأت أن جون قرنق يجب أن يذهب، وأعتقد سواء هي التي يعني قامت بتنفيذ ذلك أو لم تقم بتنفيذ ذلك بالنسبة لها كان حتى لو لم يذهب في ذلك اليوم كان ينبغي أن يذهب في يوم آخر، لأنه هو أصبح عبئاً، وأصبح مهدداً وليس رصيداً. باسم الجمل: رحل الرجل بصورة لم تفك لجان التحقيق ألغازها بعد. رحل وترك وراءه أحلاماً لم تحقق ومستقبلاً لم يرسم بعد. في آخر حديث له اتهم وزير الدولة بالداخلية السودانية السابق اليو ايانغ اليو الجيش الأوغندي بالوقوف وراء اغتيال الدكتور جون قرنق. وقال: إن وزير الدفاع الأوغندي اماما بابازي يعلم من يقف وراء الاغتيال لكن الوزير والمتحدث باسم الجيش الأوغندي رفضا التعليق على هذا الاتهام. |
منقول...من صحيفة الراي العام
|
Post: #2
Title: Re: مهمة خاصة: الرحلة الأخيرة لجون قرنق
Author: عبد العظيم احمد
Date: 12-24-2007, 10:53 PM
Parent: #1

Quote: ولد جون قرنق عام 1945 في مبيور قرب مدينة بور بولاية أعالي النيل، وهو ينحدر من قبيلة الدينكا المشهورة في جنوب السودان. أرسلته عائلته المسيحية إلى الولايات المتحدة لتلقي تعليمه، فدرس في كلية جرنيل أيوا.
وفي عام 1962 شارك قرنق في حرب العصابات بداية الحرب الأهلية مع حركة أنانيا الجنوبية، وبعد عشر سنوات وقعت الحكومة المركزية اتفاقا مع الحركة وصار الجنوب منطقة حكم ذاتي، واستوعب الجيش السوداني قرنق ضمن صفوفه برتبة نقيب، ثم سافر إلى أميركا للدراسة والتدريب، وما إن رجع عام 1981 حتى عين عقيدا في الجيش.
قيادة التمرد في عام 1983 كلف قرنق بإخماد تمرد قامت به كتيبة من الجنوبيين قوامها نحو 500 جندي، لكن المتمردين أقنعوه بعدالة قضيتهم ونصبوه زعيما لهم. وشكل نواة ما سمي الجيش الشعبي لتحرير السودان، الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان.
وقاد قرنق هذا العام تمردا ضد الحكومة السودانية بعد إعلان حكومة جعفر النميري إعادة تقسيم ولايات الجنوب الأمر الذي اعتبرته الحركة تنصلا عن اتفاقية السلام الموقعة في أديس أبابا، وزاد الطين بلة إعلان الحكومة قوانين إسلامية فرضت على جميع نواحي البلاد.
قرنق وعلي عثمان طه يحتفلان بتوقيع اتفاق السلام السوداني بنيروبي (أرشيف-الفرنسية) وبدأ قرنق عملياته ضد القوات الحكومية من دول عديدة مجاورة للسودان من بينها كينيا وأوغندا التي يتمتع بعلاقات صداقة مع رئيسها يوري موسيفيني. وفي العام 1984 فتح الرئيس الإثيوبي الأسبق منغستو هيلا مريام أراضي بلاده أمام قرنق، وسمح له باستخدام مستودعات أديس أبابا العسكرية وأجهزة إعلامها والبث المباشر فيها.
ولم تتركز دعوات قرنق بشكل أساسي على الانفصال ولكنه رفض حكم الجنوب في إطار فدرالي داعيا لأفرقة السودان، وطالب بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر.
وفي عام 1986 وقع قرنق وثيقة كوكادام مع حكومة المشير عبد الرحمن سوار الذهب في أديس أبابا، لكن التوتر عاد بين الجنوب والخرطوم بوصول حكومة الصادق المهدي المنتخبة بعد شهر من توقيع الوثيقة التي رفضت الحكومة الجديدة الاعتراف بها.
كما وقع قرنق عام 1988 مبادرة سلام مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني. وانضم في وقت لاحق بعد وصول نظام الإنقاذ برئاسة عمر البشير للسلطة للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض، وكان نائبا لرئيس التجمع الميرغني.
وكان الفشل السمة المميزة للمفاوضات بين الحكومات السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة قرنق، حتى وقعت حكومة الرئيس عمر البشير بروتوكول مشاكوس في يوليو/تموز 2002 والذي أعطي بموجبه لأهل الجنوب حق تقرير المصير في استفتاء يجري نهاية فترة حكم انتقالية من 6 سنوات.
وقد مهد بروتوكول مشاكوس للعديد من الاتفاقيات اللاحقة في قضايا السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وغيرها، حتى وقع قرنق في يناير/كانون الثاني الماضي مع علي عثمان محمد طه رئيس الوفد الحكومي نائب الرئيس السوداني اتفاق السلام في احتفال كبير بنيروبي بكينيا.
وبعد توقيع اتفاق السلام حط قرنق رحاله في رمبيك والتي كانت مقرا لقواته أيام الحرب، ولم يدخل الخرطوم إلا يوم 8 يوليو/تموز حيث أدى في اليوم التالي القسم نائبا أول للرئيس ورئيسا لحكومة الجنوب.
المصدر: الجزيرة + وكالات |
|
Post: #3
Title: Re: مهمة خاصة: الرحلة الأخيرة لجون قرنق
Author: عبد العظيم احمد
Date: 12-25-2007, 07:14 PM
Parent: #2
up
|
|