قناة " الشروق " في العيد السعيد

قناة " الشروق " في العيد السعيد


يُمكن أن أنسب إطلالة تلك الوجوه الجميلة على شاشات التلفزة إلي تدفق الذهب الأسود من أرض الجنوب وهو يقصد الأسواق العالمية ، وحصيلة العائدات تدخل في جيوب القطط السمان ، قصور فخمة ، سيارات فارهة ، وحياة رغدة ، سعيدة ، ربما نكون قد قرأنا عنها في قصص ألف ليلة وليلة ، من يشاهد باقة الإنقاذ الإعلامية بما فيها العروس الجديدة " الشروق " عليه أن لا يخدع نفسه بأن السودان يسير في طريق النماء ، فالخدع البصرية وصفصفة الشعر وحيل الماكياج القديمة تُعطي الإنطباع بأن وضعنا قد تحسن وبأن السودان بمذيعاته العجاف سوف يُطرق أبواب " اللبننة " الإعلامية ، ذلك إذا علمنا أن اللون الأبيض أصبح "Favorite color" ، فإن لم نجد مثله في بلد المليون ميل مربع فلا بأس أن نستأجر بعضاً من عرب الشام ، حتى يعطوننا الشعور بلوننا العرقي المفقود ووجهاً مستعاراً ، مؤقتاً ، مثل جرعة الهيرويين وحبوب الهلوسة ، فنشعر بالرضي عن أنفسنا بأننا عرب بحق وحقيقة مهما تحدتنا فواصل التاريخ ، وحتى ولو وضعتنا الجغرافية جزافاً – كالقضاء والقدر - في عمق أفريقيا ، في سوداننا لن تجد مبدعين مثل أوبرا ، توم داشل ، سمويل جاكسون ، ايدي مرفي ، مروغان فريمان ، مايكل جاكسون ، فهوليود ليست مثل الفضائية السودانية أو إبنها الربيب " الشروق " ، فالإبداع هو سيد الموقف هناك ، وليس كل من أمتلك المال أو نال قسطاً من المزيج العرقي أصبح مُبدعاً .
نعم الإضافة في هذا العيد هي قناة " الشروق " ، والتي يقول سدنتها : جسر يربط ماضي السودان بحاضره ، لكن ما رأيته هو حزب المؤتمر الوطني بكل تجلياته ، على الرغم من طغيان مظاهر الرقص والتمايل والقفز واللعب بالأرداف وكشف المستور ، ما رأيته هو مال الذهب الأسود الذي يُنفق على الزينة والماكياج ، فمن يريد ربط ربط ماضي السودان بحضاره لا يستعين بمذيعة أردنية لا تستطيع أن تنطق إسم مدينة " أمدرمان " بشكل صحيح كما غناها موسيقارنا الراحل أحمد المصطفي ، والسودان ليس هو الخرطوم ..دبي ...الدوحة... لاغوس ، فالسودان هو الباوقة ..دنقلا..بانتيو.. ملكال .. نيالا ..بابنوسة ..واو .
نعم بدأت قناة الشروق وهي تستعين ببائع نكات عنصري يسخر من أهل الجزيرة " أهل العوض " ويصفهم بخسة الطبع ، ينال بلسانه من أهل الشرق والجنوب و فلاتة "مايرنو" ، يُضحك الناس بالتندر على قوميات السودان المختلفة ، فُتفتح له أبواب الأستديوهات ، فتُتنشر كاسيتات الدعاية العنصرية في كل أنحاء السودان ، وأخيراً يجد الطريق سالكاً إلي قناة الشروق ، هذا هو السودان الذي يبشرون به ، سودان مقعد تقزمه الجهوية العنصرية، سودان لا ترى فيه أحد من الجنوب أو دارفور أو جبال النوبة ، هكذا يقفزون بالزانة من فوق واقع السودان الذي نعرفه ، يسرقون ماله ويتباهون به بين الشعوب ، لكن هيهات ، فما عجز عن تحقيقه المفكرون الإستراتيجيون لن تفعله صويحبات الحلية والماكياج ، حتى وإن كن يتحدثن اللغة العربية بطريقة الأفلام المُدبلجة .
سارة عيسي

الاخت سارة
شكرا لك على هذا المقال وكنت ابحث عن ابن حلال يفنح الباب .. واليوم رايت مقالك المفتاح لنا. لكن نحن اهل الحل والعقد فى هذا المجال المسمى بالاعلام والذى يستغله السياسيون واالمافيا والمجرمون والارزقية لمصالحهم الخاصة .. لا نرتاح الا بعد معرفة الحقيقة
فالاعلام ذلك العلم السامى والسامق اصبح بقدرة قادر وغير قادر العوبة لمن يملك المال الوفير ولا يهم من اين اتى هذا المال بطريقة مشروعة ام غير ذلك كما جاء فى مقالك ..
حرصت جدا ان ارى قناة الشروق لكى افهم على الاقل عن اشياء ابحث عنها وتتملكنى الرغبة تلك من هوس الدراسة والتخصص اللعين ..وركزت على تشرات الاخبار لارى مدى استقلالية مدعاة هل يتم تنفيذها بذكاء ام ان اهل البوربون لا يتعلمون فكانت الثانية ..
فالنشرات هى وحدها الذى تبين لنا مدى استقلالية القناة عن الخط الرسمى المرسوم ..
عندما ترى نشرة مطابقة لقناتين فى الصورة والصياغة واستخدام المفردات وحتى الاخطاء ماذا يعنى لك ذلك غير التطابق والتماثل والرؤية الواحدة ... فى عهد الملكية الفكرية والحقوق المجاورة الخ ..؟
وهنا يختلط الامر على مشاهد يشاهد نشرة العاشرة والحادية عشر بتوقيت الامارات من قناتى الشروق والشاشة المتوضئة كما يحلو للاخوان تسميتها ..فلا يرى استقلالية ولا حتى امل لها ..
اعود للشعار وهو نفسه شعار المؤتمر الوطنى وحدة سلام نهضة على وزن الاتحاد الاشتراكى .. حرية.. وحدة اشتراكية .. طبعا اهل القناة مستعدين للمعالطة هنا بتقديم كلمة وتاخير اخرى لكن الفكرة نفسها ووزنها قديمة ومستهلكة ..
انظر لكلمة الاتحاد الاشتراكى العظيم ...وكلمة الحزب العملاق ..اضافة للشعار وانظر لبدرية وسيدرات واسماعيل ..لتتذكر هذا الفيلم المحروق كيف يعود لنا فى شعارات اخوانية تفتقد للابداع والرؤية السليمة والنظرة الثافبة الذكية ..اواصل

Quote: والسودان ليس هو الخرطوم ..دبي ...الدوحة... لاغوس ، فالسودان هو الباوقة ..دنقلا..بانتيو.. ملكال .. نيالا ..بابنوسة ..واو .

الأستاذة سارة دائما انسان الفاقد للهوية يتخبط ويفقد الأحترام من الذين حوله ومن نفسه وهذا ما وضعت فيه الأنقاذسمعة السودان .الآن هؤلاء الأعراب يضحكون عليهم وعلى المال السايب

خلوها مستورة