فيصل الزبير: كتاب جديد عن السلطنة

مساهمة من الزميل فيصل الزبير

سلطنة دارفور.. اقاليمها واهلها وتاريخهم - كتاب جديد -

صدر عن دار عزة للنشر والتوزيع كتاب " سلطنة دارفور.. اقاليمها واهلها وتاريخهم" ومؤلفه الرحالة الالماني جوستاف باختيقال وترجمه الى العربيةالاستاذ النور عثمان ابكر المقيم في الدوحة وكتب مقدمته عالم عباس محمد نور والكتاب جدير بالقراءة وان يدرس ضمن مادة التاريخ حتى تعرف الاجيال تاريخ بلدها وتعتز به وتنهض بواجبها في السير في درب الاسلاف الذين تركوا وطنا ضيعناه بالخلافات
.

الكتاب يتكون من ثمانية فصول : الاول عن رحلة الى دارفور 11يناير الى 8مارس 1874والثاني بعنوان في الفاشر 9مارس الى مايو 1874والثالث والرابع عن تاريخ دارفور والخامس يتناول تنظيم دولة دارفور والسادس يتحدث عن سكان ومحاصيل دارفور والسابع بعنوان في الفاشر مرة اخرى والثامن يحكى عن الرحلة من الفاشر الى الابيض .

باختيقال بدأ رحلته الى دارفور في يناير 1874 من طرابلس الغرب عن طرق بحيرة تشاد وباقرمي ووداي ومكث في الفاشر 6 اشهر وكان ذلك في عهد السلطان ابراهيم محمد حسين اخر سلاطين الفور وكتابه اسهام كبير في كتابة تاريخ دارفور لكن المسلم به ان رحلة التونسي محمد بن عمر التونسي 1803- 1811في عهد السلطان محمد الفضل تعد مهمة ولهااثرها فقد مكث في دارفور ثمان سنوات فاتيح له ما لم يتح لغيره ويعد كتابه - تشحيذ الا ذهان في سيرة بلاد العرب والسودان- من اغنى كتب تاريخ دارفور ولا غنى لاي باحث في تاريخ السودان وتاريخ دارفور على وجه الخصوص من الاطلاع على كتابي التونسي وناختيقال .

نقل باختيقال صورة اخاذة عن تاريخ دارفور الزاخر بالحيوية وهي مملكة بلغت شأوا بعيدا في الرقي بمقاييس تلك الايام ففي النظام السياسي والمبادي الاساسية للادارة ونظام العدل القى الضو على ماعرف بقانون او كتاب دالي الذي صدر في في حوالي منتصف القرن الخامس عشر واكثر فصوله اثارة ما يتعلق بترتيب البلاط الملكي وتدرج نفوذ السلطات في الوظائف المختلفة بنظام يثير الاعجاب والدهشة وغني بالتفصيل إذ لايكاد تذكر وظيفة مهما صغرت بدءا من "الابوشيخ" والذي يلي السلطان مباشرة في النفوذ - واحيانا يفوقه نفوذا - مرورا بالوجهاء ذوي الوظائف التشريعية ولكن دون نفوذ" الكامينا" انتهاء بالسياس وملك الحدادين والنجارين وملك اللجام وملك السرج وملك الزمام وكذلك الفصل الخاص بعيد النحاس والابهة الملكية والموكب السلطاني وطقوس افتتاح الموسم الزراعي .

نقل بختيقال صورة رائعة عن العادات والتقاليد والحياة في مملكة دارفور ولم ينس ان يذكر عادات الفور عند الاقتتال وهي اشبه باخلاق فرسان ونبلاء القرون الوسطى ويقول " يبدو ان العادة جرت في فروسية ذلك الزمان ان يتبع نظام تحد خاص " ورصد باختيقال زينة الرجال وملابسهم واهتمام اهل دارفور بالملابس بصورة ملحوظة "فالجلابة يلبسون القطن الابيض او الازرق الفاتح المستورد من اوروبا وهم انظف من اخوانهم في الغرب ويلبسون فوق قمصانهم من باب الزينة شالا يرمى فوق الكتفين اويلف حول الرأس اما الاهالي فيفضلون الحرير لقمصانهم والجوارب من كل الالوان وهم ايضا يتلفحون بالشال الموشى بالفضة"

ولعل من المظاهر اللافته التي رصدها باختيقال هي مظاهر النظافة الواضحة وهو مظهر حضاري واسلامي متجذر في عامة بيوت واهل دارفور وقال " تتميز بيوت الفور من الداخل عن بيوت القبائل المجاورة لهم بنظافتها العظيمة والعادة في دارفور تنظيف الملابس صباح كل خميس في وقت مبكر جدا وبعد ان ينظف البيت ترتدي النساء والفتيات اجمل ملابسهن ويزين شعورهن بعناية فائقة"

يقول عالم عباس محمد نور ترجمة هذا الكتاب كانت هاجسا لدى الاستاذ النور عثمان ابكر لاكثر من عشرين عاما بدأ بترجمتها من لغتها الالمانية مباشرة بمناسبة مائة عام على رحلة باختيقال فصارت اول ترجمة سودانية باللغة العربية لهذا السفر العظيم من اصله الالماني مباشرة وميزة هذا النص ان مترجمه على علم بدقائق الموضوع واقدر على الاحاطة به خاصة بمنطقة مثل دارفور من الصعب الحفاظ على كتابة الاسماء والاماكن والاعلام اذ انها اكثرها بحروف يصعب ضبطها من لغة الى اخرى بل احيانا لاتوجد حروف تقبلها في طريقة النطق .

في المحصلة كان ذلك اجنهادا في التلخيص وفي الطريق حلقات عن دارفور علها تكون مفيدة لمن لم يقرأ الكتاب.

فيصل الزبير

*

شكراًلهذاالبوست.
تحياتي
و
رمضان كريم.

عثمان