من الواقع

مشهد اول
مستشفي الخرطوم في بدايات سنة 2006
الصباح الباكر قادم الي المستشفي بداية يوم عمل في وحدة دكتور محمد مرغني
وانا قادم علي المكتب عرفت ان اليوم معانا طبيبات امتياز اليوم اول يوم عمل معهم
انتظرت في المكتب لحين وصول الاخصائي لبداية المرور وانا داخل المكتب ومعي احد الزملاء
اتو ثلاثة حسناوات يرتدين افخر ما انتجته المصانع الانجليزية ويتعطرن باجمل ما انتجته المصانع الباريسية
ويقودون افضل ما انتجته مصانع اليابان واتو علي المكتب مباشرة
وبدأ الحوار
هاي شباب
دي وحدة دكتور مرغني
نعم يا شباب
انحنا معاكم في الوحدة من الليلة ولمدة ثلاثة اشهر
انا /مرحب بيكم
هم /الاخصائي ما وصل
انا/ بجي بعد شوية
وحضر الاخصائي وبدينا المرور وبدينا بغرفة الرجال ومستشفي الخرطوم كما تعلمون
عنابره حالها يغني عن السؤال وبمجرد دخولنا الي اول عنبر احدي الحسناوات لزميلتها
ياي انحنا حنستحما القرف دة ثلاثة اشهر مبالغة يا ........................
حاواصل

وبدينا المرور والاخصائي يشرح في الحالات وهم يتهامسون في الموبايل
كأن الامر لا يعنيهم بالمرة حتي ان البروف في احدي المرات رمقهم بنظرة حادة جعلتهم يتوقفون عن الكلام بالهاتف وبدؤ الانتباه للشرح عن الحالات ولكن بدون تركيز حتي انتهت جولة المرور وعدنا الي المكتب وبدأنا مراجعة الحالات
فسألتني احداهم انتو يا دكتور خالد طوالي بالحالة دي فقلت لها هذا وضعنا الطبيعي
ان نكون في حالة تاهب دائما فنحن هنا لمساعدة هولاء المرضي بقدر ما اوتينا
لكن كيف مستحملين القرف دة يا دكتور
قلت ليها ماذ تقصدين بالقرف هل حالة العنابر ام حالة المرضي قالت كلو قلت ليها دة قدرنا ان نكون اطباء ويجب ان نتأقلم علي كل الظروف فهولاء المرضي احوج ما يكونون الينا وانت اذا لم يعجبكم الوضع هنا فيمكن ان تذهبي الي المكان البريحك
يكون نظيف ومكيف ويليق بمقامك السامي يا دكتورة
قالت لي انت مالم مسيخ كدة يا دكتور
وحاواصل

وبدأنا بعد ذلك العمل معهم في المحولة وفي الحوادث وفي الطواف وحاولنا ان نغير نظرتهم الي العمل الطبي وكنا نريد ان نوصل لهم رسالة ان الطبيب يجب ان يمنح المريض كل احاسيسه ومشاعره وان يعيش معه بكل حواسه فهو لجأ اليك متألما فاقل ما يمكن ان تبذله من اجله ان تجعله يحس بالامان والراحة معك ولكن يبدو اننا كنا كمن ننفخ في قربة مقدودة
حتي جاء يوم وكان اول يوم نبطشية في الحوادث علي واحدة منهم وطلب منا البروف المبيت في المستشفي فحاولت ان تأتي بالاعذار وقالت ان اليوم زواج احدي صديقاتي ولكن البروف بحسم قال لها انت اليوم نبطشية مع خالد فارتضت بالامر الواقع وطلبت ان تكون احدي صديقاتها معها
ولكن كان الرد الحاسم انت اليوم وحدك مع خالد وذهبنا الي الحوادث مساء وكنت متابع بعض الحالات التي اتت الينا وهي تغط في النوم في الاستراحة وارسلت اليها وطلبت منها ان تأتي لاني ذاهب لمتابعة بعض الحالات في العنابر وجاء ت والضيق في عينيها وطلبت منها الجلوس في الحوادث وذهبت لمتابعة الحالات وبعد قليل رن جرس الهاتف وجاء صوتها وهو منزعجا انت وين يا خالد تعال بسرعة تعال بسرعة عليك الله
حاواصل