أين هي جامعاتنا من الاعتراف الأكاديمي الخارجي؟

أين هي جامعاتنا من الاعتراف الأكاديمي الخارجي؟


09-16-2007, 08:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1189972235&rn=0


Post: #1
Title: أين هي جامعاتنا من الاعتراف الأكاديمي الخارجي؟
Author: Dr. Faisal Mohamed
Date: 09-16-2007, 08:50 PM

أين هي جامعاتنا من الاعتراف الأكاديمي الخارجي؟
الدكتور بدر الدين عبد الرحيم ابراهيم - خبير اقتصاد

لاشك أن التعليم الجامعي فى السودان وعلى الرغم من بدايته التى مرت عليها عقود من الزمان يواجه تحديات كبيرة ناتجة عن ضعف الموارد المتاحة التى لا تتماشي مع الانجازات الكبيرة العلمية والبحثية والتقنية المتسارعة التى ظلت تحدث في الساحة الدولية، خاصة عل مستوي جامعات الدول المتقدمة. ومحاولات التطور الأكاديمي المستمرة حتى فى الدول النامية التى سبقناها فى هذا المجال تصير بوتيرة متسارعة وكذلك الارتباط الأكاديمي والعلمي والبحثي بالجامعات العالمية المرموقة والجامعات الأخرى ذات السمعة الأكاديمية الجيدة. واذا كنا قد نجحنا فى تأهيل الكادر الوظيفي الذى نحتاج اليه داخليا منذ الاستقلال، كما نجحنا فى رفد الكفاءات العلمية فى كثير من الدول المجاورة بالنظام التعليمي السابق المشهود له بالكفاءة العلمية، إلا أن أننا تراجعنا كثيرا فى مستويات التعليم الجامعي فى السنوات الأخيرة ولازالت الهوة كبيرة فى الارتقاء بمكانتنا العلمية فى الجامعات الى مصاف ليس الدول المتقدمة بل في كثيرا من الدول النامية التى سبقناها فى مجالات التعليم المختلفة. ولازالت مقرراتنا الأكاديمية التى تدرس بالجامعات المحلية لم يطرأ عليها أى تغيير يذكر منذ عقود والجامعات الوليدة لم تقم على أسس عالمية واضحة بل على أسس محلية تفتقر الى كثير من المقومات الأكاديمية الحديثة، كما تفتقر جميع الجامعات الى توصيف دقيق ومتغير بتغير الزمن فى مقرراتها الأكاديمية، بل أن كثير من التوصيف الحالي الذى وضع لايعمل به حتى أصبحت الموارد العلمية التى تدرس تخضع لتقدير الأستاذ الجامعى ولا تخضع لهذا التوصيف الموضوع إن وجد. كما أن برامج التعليم العالي التى وضعتها الجامعات أقل ماتوصف به أنها برامج لمنح درجات علمية محلية ليس لها مقابل فى محتواها العلمي ولاتشبة البرامج العالمية فى مقرراتها وفى طريقة تقييم ومنح شهاداتها العلمية. وهذه العوامل جميعها نعتبرها بداية التدني العلمي الذى لا يضمن اجتياز الطالب وبصورة دقيقة لمقررات دقيقة ومتطورة للمؤسسة الأكاديمية عند التخرح.
وفيما يخص جودة البرامج الأكاديمية وجودة التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع فاننا لازلنا نعمل بعقلية محلية تعوقها غياب الرغبة في المراجعة الدورية لكل النشاطات الأكاديمية الجامعية كما تعوقها قلة الامكانيات المالية. والأهم ان جامعاتنا لم تلجأ حتى الآن فيما عدا القليل ولمرة واحدة بمحاولة البدء فى تطوير مناهجنا للحصول على الاعتماد الأكاديمي المحلي بأسس قوية نضمن بها مستقبلا الاعتماد الأكاديمي العالمي. ولايوجد لدينا مجلس ثابت للاعتماد الأكاديمي على المستوى القومي يعمل بصورة دورية لمتابعة ونشر نتائج تقصي البرامج الأكاديمية للعامة من أجل معرفة المجتمع للجهود التى تقوم بها أى مؤسسة أكاديمية عليا من أجل تطوير عمليتها التعليمية. وبهذا نضمن التنافس بين جامعاتنا لكسب الاعتراف والمحافظة عليه وضمان جودة البرامج التعليمية العليا بالبلاد ومتابعة أدائها وتطويرها والاعتراف بها محليا، كما هو الحال فى الدول حتى التي بدأت متأخرة وفى الجامعات الوليدة. وحتى المحاولات التى قامت منذ أكثر من ثلاثة عقود بجامعة الخرطوم فى التنسيق مع بعض الجامعات فى مجال الأساتذه الزائرين لمراجعة نتائج الامتحانات وتقديم بعض المقترحات التى من شأنها تطوير العملية الأكاديمية من أجل الحافظ على المستويات الأكاديمية الراقية أنذاك توقفت تمام الأن لأسباب من أهمها قلة الإمكانيات المالية وتغييرلغة التدريس الى اللغة العربية. علما بأن البرامج والمقررات الأكاديمية على مستوي العالم شهدت نقلات نوعية كبيرة ومتسارعة، ليس فقط فى مجال المقررات بل أيضا فى مجال التخصصات ونوعيتها ودخول تخصصات أخرى مواكبة للتطور التقني والعلمي ومتطلبات أسواق العمل المحلية والعالمية، الا أن الحال عندنا ظل مستقرا.
عملية التطوير والاصلاح الأكاديمي عملية مستمرة لا تنتهي فقط باجازة المقررات بل يتم تتبعها واعادة تقييمها وتطويرها كل عامين نحو الأفضل وتمشيا مع التطورات المحلية والعالمية فى مجالات المعرفة المختلفة، عن طريق مجلس ضمان جودة واعتماد محلي ودعوة مجالس ضمان الجودة والاعتماد العالمية لتقييم البرامج المحلية. كما أن لبرامج الارتباط الأكاديمي بين جامعاتنا الخاصة وفى مختلف تخصصاتها مع الجامعات العالمية جيدة المستوي دورا فى النهوض بالعملية التعليمية الخاصة على المستوي المحلي وضمان مقاربتها بالمستويات العالمية ليس فقط فى المقررات ومكوناتها بل أيضا فى الكادر التعليمي والادارى المؤهل. ونحن قادرين على ذلك اذا توفرت الرغبة فلدينا من الخبرات الأكاديمية محليا واقليميا وعالميا بما يكفي لاصلاح حال التعليم الجامعي عن طريق وضع البرامج الاصلاحية ومتابعتها بصورة علمية ومدروسة. والبداية ينبغي أن تكون بانشاء مجلس ثابت للجودة والاعتماد بمواصفات عالمية عالية تخضع لتقيماته الدورية المحايدة على أسس واضحة ومرتبطة بالأسس العالمية كل الجامعات القديمة منها والجديدة. وفي تكوين هذا الجسم الأكاديمي ينبغي الاستفادة من خبرات أساتذتنا الأجلاء المتوافرة فى الجامعات العالمية وربما الاقليمية المعروفة واستنفارها لوضع برامج مدروسة والاستفادة منهم فى تفعيلها ومتابعتها والاشراف عليها وذلك سعيا لاعادة صياغة جودة التعليم العالي في السودان تدريجيا لردم الهوة المتعاظمة بيننا وبين العالم الخارجي، وضمان جودة تعليمية عالية تقارب مثيلاتها فى الجامعات العالمية وتفوق مثيلاتها اقليميا.

المصدر : صحيفة الاحداث

Post: #2
Title: Re: أين هي جامعاتنا من الاعتراف الأكاديمي الخارجي؟
Author: Dr. Faisal Mohamed
Date: 09-16-2007, 09:07 PM
Parent: #1

Quote: وحتى المحاولات التى قامت منذ أكثر من ثلاثة عقود بجامعة الخرطوم فى التنسيق مع بعض الجامعات فى مجال الأساتذه الزائرين لمراجعة نتائج الامتحانات وتقديم بعض المقترحات التى من شأنها تطوير العملية الأكاديمية من أجل الحافظ على المستويات الأكاديمية الراقية أنذاك توقفت تمام الأن لأسباب من أهمها قلة الإمكانيات المالية وتغييرلغة التدريس الى اللغة العربية. علما بأن البرامج والمقررات الأكاديمية على مستوي العالم شهدت نقلات نوعية كبيرة ومتسارعة، ليس فقط فى مجال المقررات بل أيضا فى مجال التخصصات ونوعيتها ودخول تخصصات أخرى مواكبة للتطور التقني والعلمي ومتطلبات أسواق العمل المحلية والعالمية، الا أن الحال عندنا ظل مستقرا.

تغيير لغة التدريس الى اللغة العربية كان من اكبر اخطاء سياسات التعليم العالي. هنالك جامعات في امريكا وكندا وبريطانيا تدعم البحوث الطبية بملايين الدولارات في عدة دول افريقية مثل كينيا ويوغندا واثيوبيا نسبة لاعتماد اللغة الانجليزية بالاضافة الى الاستقرار السياسي الى حدا بعيد في تلك الدول.