تكريزة رمضان !

*تكريزة رمضان !

دمشق – ا ف ب - لا تزال "تكريزة رمضان" التي انتشرت في النصف الأول من القرن الماضي، حية لدى بعض العائلات بالعاصمة السورية دمشق. فالتكريزة، التي تعني القيام بنزهة في أحد مربعات دمشق الخضراء لتوديع الأشهر الماضية التي يكون فيها الطعام والشراب مباحا والاستعداد للصوم، تكاد تنقرض في ظل الزحف الأسمنتي الكبير على غوطة دمشق وتضاؤل المساحات الخضراء حولها. على صعيد آخر فإن الاجتماع السنوي الذي يعقد قبل شهر رمضان بثلاثة أيام ويحضره جميع (المسحراتية) في دمشق، لم يعقد هذا العام، في إشارة لقرب انقراض هذه المهنة التراثية. لكن أبو هيثم الداوودي مسحراتي حي العمارة، أعياه المرض هذا العام فاستعدت زوجته أم هيثم لتقوم هي بمهمته.وفي مقهى النوفرة، أقدم مقهى في دمشق حيث يعود لما قبل 400 عام، يتم تجهيز الكرسي المطعم بالصدف الذي يجلس عليه الحكواتي رشيد الحلاق (أبو شادي) وبجواره الطاولة التي تحمل مخطوطه الذي ورثه أبا عن جد، والمتضمن أشهر السرديات العربية كالزير سالم وعنترة والظاهر بيبرس. وينفرد مقهى النوفرة بين مقاهي دمشق باحتضان الحكواتي على الطريقة القديمة. يأتي الحكواتي يوميا في رمضان ليتحدث ساعة كاملة وهو يحمل سيفه الطويلة ويلوح بها وعندما يتحدث فإن الجميع يصمت ويجلس مستمعا وكأن على رؤوسهم الطير. قريبا من "النوفرة" مازال الجامع الأموي هو الجامع المفضل لدى الدمشقيين للصلاة في شهر رمضان، وقد استعد منذ أكثر من شهر لاستقبال جموع المصلين وكذلك مئات الصائمين الذين تقيم وزارة الأوقاف مأدبة إفطار يومية في باحة الجامع لأجلهم. وقد أصبح أهل دمشق لا ينامون حتى وقت السحور ليتحول الليل الرمضاني إلى سهرات تملأ مقاهي دمشق وفنادقها، وكما دخلت الخيمة العربية (الرمضانية) حتى إلى قاعات فنادق الخمس نجوم كتقليد رمضاني يخلط الماضي بالحاضر.

* خم الرماد عندنا !