الشاعر سيد أحمد بلال: والماء إذا تنفَّس

الشاعر سيد أحمد بلال: والماء إذا تنفَّس


09-10-2007, 12:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1189424057&rn=1


Post: #1
Title: الشاعر سيد أحمد بلال: والماء إذا تنفَّس
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-10-2007, 12:34 PM
Parent: #0

نشرت السوداني الثقافي هذا الخبر وقصيدة (نداءات أثناء سجود السهو)، صباح اليوم الإثنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


،،غلاف الكتاب،،

صدر كتاب (والماء إذا تنفس) للشاعر سيد أحمد علي بلال، في (76) صفحة من القطع المتوسط، تصميم الغلاف والإخراج الفني لـ (فتحي محمد عثمان) والتنفيذ لـ ( أيمن حسين)، متضمنا عددا من القصائد التي تنشر لأول مرة بين دفتي كتاب والتي كتبها متنقلا بين مهاجر عديدة من بينها اثينا وإدنبره، ومتضمنا بعض المختارات من مجموعته الشعرية الأولى (نداءات أثناء سجود السهو) والتي كانت قد نشرت في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم، بجهد طلابي مطبوعة على ماكينة الرونيو.
الشاعر سيد أحمد بلال مترجم أيضا، صدر له عن دار المدى في العام1998م كتاب (تصوف) للكاتب المعروف كازنتزاكيس، وسيد أحمد بلال يعمل ويقيم بلندن، تجد له نصا منشورا في مساحة أخرى من هذا العدد.

ـــــــ
سننشر القصيدة، بعد قليل، ونقول مبروك لأستاذنا سيد أحمد بلال ومبروك لمحبي شعره.

Post: #2
Title: Re: الشاعر سيد أحمد بلال: والماء إذا تنفَّس
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-10-2007, 01:12 PM

نداءات أثناء سجود السهو

أرْكُضُ والمتاهة لا تحتويني
كلُّ الدروب تؤدي إلى القلب
وطول الطريق إلى عينيك
كان المنادي يصيح: تقدّم، تقدّم، تقدّم.
أنا من يُشعُّ وَجْداً ويَحْبَلُ بالصمت
أشعل نَاري وأحتضنها حماية من عيون الفضوليين
وفي شارع جانبي يؤدِّي إلى مَفْرِق شعرك
أمتشق الحواس كلّها
فمن يعيد التوازن للقلب
يَحْمِلُ عِبء (الغوايةِ) عنيِّ.

****

حقائق عصري تدافع عن كهرباء الجسد
وموت العصافير فوق البلد
فهل تسمحي لي بصرخة

****

هذا أنا أركض طول الطريق إلى شفتيك
عِشْقي القديمُ تمطّى
واستعادت مراهقتي مراكزَها السابقة
أقبل الخريف بالبرق والرعد واحتفاليّة الماء
تبكي المزامير أهزوجة الوعد والسفر الدائري
عودة من يختفون ولا يعودون إلاِّ مع الحُلْم
استمرَّ انتحاري (أو انحداري) من قمة الجبل حتى سواحل شفتيك
فهل تسمحي لي بالدخول إلى مدائنك النائمة

****

تبدو تقاطيعُ وَجْهِكِ مرتوية في حِزام التهلّل
يا من تعودين بعد التوغّل
فارغةَ الكفين ومُتْرَفَةً
وَجْهَكِ يبتدئ منذ احتلال الشَّفق الدامع خدّيكِ
يَمُرُّ الضوء منكسراً ويتشتّت
يمارس سطوة بين حدود الوجه والعُنْقِ
على الخطِّ الرئيسي تستريح منازعات الصمت والكبت
وفي العينين وحدهما يَكُفُّ اللون عن تخدير (أو تقدير) شهوته
وفي العينين أبحث عن ممرات نأت،
عن احتلال الظل للظل،
عن الجُمَل التي تنمو من الداخل

****

عِشقي القديم
لماذا تكلِّفني كل هذا الخراب
أزيلك لكنك تحيا رغم أنفي
مثل الضفادع تحت التراب
يسقط، يسقط كلُّ الكلام الذي قيل عن الحب
لا شيء في حَجْمِك الأخطبوطي
يا ايّها الشَبَحُ الساكنُ في رَحِم وَقْتي
يا من تنال حبي ومَقْتي.

****

دوري، تقسَّمي قطعاً، واتسعي أيتها الهاوية الداوية
وعلِّقيني على حبل صمت
أيتها العيون التي تَدْفَعُنِي
هل أنا شهيٌّ أم أنتِ قاسية
أم كلانا يريد الهلاك وحمّى التجاذب

****

الصمتُ ظلُّ المغارة
والصوتُ تاريخُها
عِشقي القديمُ هوى بعد عامين من امتحان الجدارة
ومازال يحتفل باللغة الدارجة

****

أيّتها العيون التي تتناظر في التفاتة الوله
خبئيني حتى تَخِفُّ زُرْقةُ السماء، فأنا لست قادراً على مواجهتها الآن

****

شَتْلٌ على تلِّ ذكرى
وهمهمة عابرةٌ
لأمانٍ أدافع عن وأدها
وفي نواصي الليالي
أكاد أموت من الحبّ
حتى أطيح بتنهيدتي.

أغني لرائحة العشب في صبح يومٍ تعلّق تحت المطر
وغليُون قلبي معبَّأ أعلنت هذا السفر
أنا الراحل القاحل الذي ضلّ ثم تولَّى
محبطٌ
أقتحم الدرب متطفِّلاً
تركت حبيبي ورائي ودخلت في هجرة لاخلاص فيها

****

عزاء الضريحيّ أن قبر من يحبّه كائنٌ على الأرض
لكنني ماء نهر فاض حتى تجاوز المجرى
ثم تبدَّد في الصحراء
ماذا أقول إذن؟
يكفي أنني قادرٌ على الحب

الخرطوم 1974م