كــــــــــــــنفـــانى جـــــــدل الثـــــــــوره والارضــــــــ والانتـــــــماء

كــــــــــــــنفـــانى جـــــــدل الثـــــــــوره والارضــــــــ والانتـــــــماء


09-08-2007, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1189264982&rn=0


Post: #1
Title: كــــــــــــــنفـــانى جـــــــدل الثـــــــــوره والارضــــــــ والانتـــــــماء
Author: salah awad allah
Date: 09-08-2007, 04:23 PM

عندما أصدر الكاتب الفلسطينى الشهيد غسان كنفانى روايته الشهيره (رجال فى الشمس) أعتبرها النقد العربى حينها أعظم تراجيديا فلسطينيه يقدمها أدب المقاومه الفلسطينيه الثائر وتزامنت تلك الفتره مع أرتفاع وتيرة حركات المد الوطنى التحررى ونهوض الفكر القومى التقدمى واليسارى الاممى فى دول العالم الثالث والمنطقه العربيه خاصه .
وكذا عندما أصدر شاعر المقاومه الشهير ( محمود درويش ) قصيدته العظيمه والتى اطلق عليها البعض قصيدة المرحله بعد حصار بيروت ( مديح الظل العالى ) وأنها أعظم ما سطره الادب الفلسطينى من تراجيديا , الا ان العملين وفى كلا الاحوال شكلا منارات شاهقه فى مسيرة الادب العربى . وقدكتب كنفانى بجانب القصه القصيره والروايه , كتب المسرحيه ( برقوق نيسان.. وغيرها ..) وروايات أخرى ظلت تتجدد منذ الستينات كلما نزف الدم الفلسطين على الارض قطره منه , فكانت من قتل ليلى الحائك وأرض البرتقال الحزين وأم سعد وعالم ليس لنا ...... الخ .. وكنت قد كتبت دراسه نقديه فى أدب كنفانى ألا أن زوار الليل الكرام أخذوها من أحد الاصدقاء ومعها كل ما أنتجه الاديب الشهيد غسان وقد ظلت مقاطع من ( رجال فى الشمس ) متوثبه ومتقده فى ذاكرتى طوال هذه السنوات وتعذر مغادرتها لذاك الركن من الذاكره فكانت الفكره أن أمسك بذاك الركن و المشاهد معاً وانشرها فى سودانيات عّل ذالك يخفف قليلا من وطأتها كذا محبتى لتلك المشاهد ... وهكذا محبتى لكم ...
( يا رحمة الله عليك يا أستاذ سليم ... يا رحمة الله عليـك لا شك أنك ذا حظوه عند الله حين جعلك تموت قبل ليله واحده من سقوط القريه المسكينه فى أيدى اليهود.. ليله واحده فقط .. يا الله ..أتوجد ثمة نعمة ألهيه أكبر من هذه ؟ ..
صحيح أن الرجال كانوا فى شــــغل عن دفــــنك وعن أكـــرام موتك ولكنك على أى حا ل بقيت هناك ... بقيت هناك ...وفـــرت على نفــــســـك الذ ل والمسكنـه وأنقذ ت شيخوختك من العـــــــــــار... يا رحمة الله عليك يا أســـــتاذ ســــــليم .. (ص14 )
كذالك نطالع وفى عمق هذه التراجيديا .... : ---
( أراح أبو القيس صدره فوق التراب الندىفبدأت الارض تخفق من تحته , ضربات قلب متعب تطوف فى ذرات الرمل مرتجه ثم تعبر الى خلاياه ...أجابه ساخرًا : --- (( هذا صوت قلبك أنت تسمعه حين تلصق صدرك بالارض , أى هراء خبيث ! والرائحه أياها أذن ؟ تلك التى أذا تنشقها ماجت فى جبينه ثم أنهالت مهومه فى عروقه ؟ ..كلما تنفس رائحة الارض وهو مستلق فوقها خيّــل أليه أنه يتنسم شـــــعر زوجتــــه حيـــن تخرج من الحمـــــام وقــــد أغتســــلت بالماء البارد...... الرائحـــــه أياها , ... رائحــــة أمـــرأه أغتســـلت بالماء البارد وفرشــــت شـــــعرهــا فـــوق وجـــهه وهـــو لم يزل رطيـــبًا , ... الخفقان ذاتـــه , كأنك تحمل بين كفيــــك الحانيتين عصــــــــفوراً صـــــغيراً .. )) ( ص11 ).
........ وهــــــــــــــــكذا وهــــــــــــــــــــــــــــــكذا ....