شقة مغترب ... ( بانوراما )

مدينة جدة ،،
الشقة لمغترب سوداني يسكنها مع زوجته و أولاده و بناته ،،
شقة واسعة في حى من أحياء جدة القديمة ،،
هو محسي من الشمال و هي من بنات الجزيرة ،،
الإثنين في منتهى الكرم و الأريحية و الصبر و طول البال ،،
يستقبلون المعتمرين في كل المواسم ،،
و يستقبلون الحجاج و الحاجات ،،
و يستضيفون بقلب قوي شجاع كل الزائغين من الحج و العمرة و العاطلين عن العمل و الهاربين من كفلاءهم ،
و الحردانات أزواجهن إلى حين حضور الأجاويد ،
كل هؤلاء من أهل الشمال و الجزيرة ،،
لذا تجد الشقة خليط من الثرثرة ( باللغة النوبية ) و إنبهال الكلام بلهجة أهل العوض ،،
و تأتيك أحيانا زخات من الدوبيت و المسادير منطلقة من الصالون ،،
و تنطلق من حين لآخر أغنية باللغة النوبية من مسجل في ركن قصي بنفس الصالون ،، فيختلط حابل ذاك بنابل هذا.
أهل العوض يعرفون أن البساط أحمدي ،، لأن ست البيت ( بنتهم و هم أخوالها و أعمامها ) ،،
أهلنا المحس ،، ماخدين راحتهم بالكامل ،، فصاحب البيت ( ولدهم و إبن حتتهم ).
اللغة النوبية تنطلق دون توقف و هذا ما يزعج أهل العوض و يجعلهم ( يطنطنون تحت تحت : و الله ما فاهمين التَكْتَح ). فيستعملون كلمات لا يعرف أهلنا المحس مغزاها فهي من الدارجة ( العميقة الموغلة في مفردات بيئة أهل العوض ) ، حتى أن واحد من عندنا سمع من واحد من أهل العوض كلمة ( متل أَتَكَنٌو ) فحسبها ماركة ساعة يابانية فحاول أن يسأل عن سعرها و يقتنيها..
( ها يا زول إنت بي صُحَك ولا بتهظر ؟ ) .

عُمْرة في عز الحر ،، الشقة عامرة بأهل العوض و أهل الزوج المحسي ،، نساء و رجال ،، شيبا و شبابا.
الصالة و غرف البيت ،، و السطوح ،، لا مكان يخلو من البشر ، كتل متراصة دون ململة.
الصالون جردوه من الطقم و تم فرش المساحة كلها بالسجاجيد و الأبسطة و المخدات و الملايات و البطاطين و الألحفة.
العمائم في كل ركن و معلقة خلف الأبواب على المسامير ،، و شالات من كل الأشكال و الأحجام ،، بعض العراريق موضوعة على المخدات لتجف من العرق ..
تقبع حفاظة ماء كبيرة بالقرب من الباب و ترقد عدة أكواب بلاستيكية على الغطاء.
حقائب من مختلف الأشكال و الأحجام تملأ الأركان.
سلال النفايات البلاستيكية عامرة ببقايا الصعوط و قشر الفواكه و التسالي.
المكيف الصحراوي لا يتوقف ليل نهار ،، تشفق عليه و أنت تسمع أزيزه فكأنه يشتكي لك من البلل الدائم و نشفان القش و السيور.

الزوجة تقف منذ الصباح الباكر كعادتها كل يوم ،،
تطبخ حلة ماكنة من ملاح الويكة ،،
ثم ( تلخ ) عجينا لزوم القراصة و آخر لزوم الكسرة.
الإبن الأكبر لا يجد كراسة الرياضيات ، فقد أخذها إبن خالة أمه و إقتطع منها عدة ورقات لزوم ( تضريبات المنصرفات ) ثم رمى بالكراسة تحت السرير.
حوض الغسيل مسدود و المياه طافحة و سائلة حتى باب غرفة النوم بسبب إستفراغ حاج عبدالله فيه إستفراغا كثيفا بعد إن إلتهم ( خمسة سندويتشات شاورما ) يبدو أنها كانت بايتة و مليئة بالمايونيز المضروب.
المسجل الجديد في البيت لم يعد يعمل ، فقد وضعه أحدهم على خط 220 فإحترقتْ فيوزاته.
إشتبك ( صالح ) مع ( الخير ) لأن الخير إنطلق ( يدوبي ) بأعلى صوته فإنتهره ( صالح ) : إنت هسع مش جيت من بيت الله ؟ أقرا ليك قرآن ولا حديث يا أخي ،، بعدين صوتك دة مزعج خالص.
إنتهى الإشتباك بأن أقنعوا ( الخير ) بالذهاب للسطوح لإفراغ موهبته ، فخرج و هو يهجو ( صالح ) بأبيات من الدوبيت و هو يضغط على مخارج حروفها كمذيع برنامج ( البادية ) حتى لا يلتقط ( صالح ) معانيها.
الحاجة بتول تصر على أن تترك ست البيت عملها في المطبخ و تناولها غويشات و ( أحفظ مالك ) و الخواتم التي تخص حفيدتها لتملأ عينيها من الأصفر الرنان.
( إسماعيل ) يحاول جاهدا أن يفهم فئات العملة السعودية ، فهو لا يعرف الفرق بين الفئات الورقية ، فقد إشترى علبة بيبسي و أعطى صاحب البقالة البنغلاديشي ورقة ( أم خمسين ) دون أن ينتظر الباقي و رجع إلى البيت و هو يتجشأ غازات المشروب ( و يصر عينو بعد كل تجشؤ ) ..
أحد الجيران المصريين ، يشتكي لصاحب البيت بأن إثنين من الضيوف طرقوا باب شقته منتصف الليل و هم يصرون على أن هذه هي شقة الزول ، حتى و بعد أن أتى المصري بزوجته و عياله و قال لهم : أنا صاحب البيت يا قماعة ، شأتكو التانية اللي في الوش دي ،، حرام عليكو ،، عاوزين ننام بأة ..
البنت الصغيرة و هي تبكي لأمها : يمة ،، الراجل أب صلعة داك أكل كيس الشيبس بتاعي كلو.
(حمد ) بأعلى صوته من الحمام : يا جماعة صابونة الجن دي قدر ما أدسها ما ألقاها.. و بعدين منو دة البيستعمل بشكيري دة ؟
يرد عليه ( جبريل ) بصوت خفيض و هو يغمز ( لبابكر ) : الصابونة ما بتاخد معاهو غير دعكة واحدة أب جسما زى أبو القنفد دة ،، هو بي نضمو دة عاوز ليهو صابونة شحدة ساي.

( كرار ) و هو يضحك حتى يستلقي على قفاه و هو يشير بأصبعه إلى رأس ( السر ) المحلوقة و قطع من القطن تتناثر في عدة أماكن من رأسه : إنت الزول دة حلق ليك بي أسنانو ولا شنو ؟
جو الصالة يعبق برائحة غريبة ، فقد أشعلتْ الحاجة زينب قطعة من القماش لتستنشق دخانه مقتنعة بأنه علاج للصداع النصفي الذي يلازمها منذ زواجها من ( صابر ) ذو الثلاث زوجات قبلها تحت إلحاح أبيها الطامع في ثروة ( صابر ). لا تبالي بإحتجاجات بقية النساء و تواصل الإستنشاق و هي تقول : ربنا ما يوريكن وجع الشقيقة دة ،، و الله لو قالوا ليكن إتبخرن بي بعر غنم كان ما بتابَنٌو. حاجة ما بتتقابل.
و تشد نفسا عميقا حتى تدمع عيناها.
( الرضية ) تدخل خلف ست البيت في غرفة النوم ، و تطلب منها على إستحياء سلفة لأنها ترغب في شراء ( تياب و شباشب ) للمتاجرة بها في الحلة بالسودان. ست البيت و هي محرجة تعتذر لها و تقول : و الله زوجي ليهو شهرين ما أدوهو الراتب ،، بيدوهو على قدر مصاريفنا.
فتلوي الرضية بوزها و تخرج و هي تتمتم : تلقاكي خاتاهن رُزَم رزم.

منتصف الليل ، ينطلق شخير ، بدأ منخفضا ، ثم بدأ يعلو شيئا فشيئا من الصالون ،، فينطلق الإحتجاج من سكان الغرفة المجاورة ، سرعان ما هدأتْ الإحتجاجات فقد بدأ صوت شخير آخر بغرفة المحتجين يفوق درجته ذاك الآخر بأكثر من درجة على مقياس ( شِخْتَر ) ..
( الحاجة سكينة ) تتسلل إلى المطبخ لتسكت جوع بطنها ، فهى قد حردتْ العشاء بعد ملاسنتها مع ( الرضية ) بسبب إنتقاد الثانية لها بأن ( توبها ) ما توب واحدة في عمرها. تصطدم بحلة كبيرة على الأرض فيتحدث صوتا إيقظ ست البيت التي جاءت مهرولة إلى المطبخ ،، مما حدا بالحاجة سكينة بأن تتظاهر بأنها تريد أن تشرب الماء ،، فناولتها ست البيت ( جك الماء ) فكرعته كله حتى تنسى الجوع ، و عادت إلى فراشها و هى تلعن الرضية و تلعن المكابرة...
ينتهي موسم العمرة ..
و تبقى الشقة كميدان معركة إنجلتْ لتوها ...
لتستعد لموسم آخر ..

Quote: هو محسي من الشمال و هي من بنات الجزيرة ،،

:d:d:d:d:d:d

والله كان ما قلت ساكنين جدّه كنت اقول ديل انا ونادر..


بانوراما جميلة وواقعية...

تجسيد ضارب أرض الواقع

ومسرحك حرك كل مشاعرنا ونحن نقطن هذة المدينة

الساحلية الجميلة ولنا نصيب مما زكرت الخال العزيز

أبوجهينة وماياهو ده حالنا في زكراك ياعمرات وطنه

روعه ياخال أنت قاعد معنا هنا ولاشنو!!!

،،،،أبوقصي،،،،

عزيزي أبو قصى

تحياتي و مودتي

Quote: ياخال أنت قاعد معنا هنا ولاشنو!!!

من رأى كمن عاش

دمت

الإبنة العزيزة مريم

تحياتي

Quote: والله كان ما قلت ساكنين جدّه كنت اقول ديل انا ونادر..

حسع يا مريم بتحصل عندكم تداخلات لغوية زى الحصل للجماعة ديل في جدة ؟
نس عربي و ناس رطانة و شي دوبيت و شي شخير بالليل
غايتو سكن جدة ما جربتو
و لكن حكاية إستضافة كميات من الخلق دي إبتدت شوية شوية تنحسر

Quote: منتصف الليل ، ينطلق شخير ، بدأ منخفضا ، ثم بدأ يعلو شيئا فشيئا من الصالون ،، فينطلق الإحتجاج من سكان الغرفة المجاورة ، سرعان ما هدأتْ الإحتجاجات فقد بدأ صوت شخير آخر بغرفة المحتجين يفوق درجته ذاك الآخر بأكثر من درجة على مقياس ( شِخْتَر ) ..

الريس أبوجهينة


سرد شيق وجميل ولقد تابعته بدرجة

فاقت مقياس ( شختر ) 0 !!!


مزيدا من الإبداع 00







مع مودتي 000

عزيزنا عثمان سيد أحمد

تحياتي

Quote: ولقد تابعته بدرجةفاقت مقياس ( شختر ) 0 !!!

مقياش ( شختر ) إختراع لمعرفة درجة شلهتة الإنسان خلال يومه
و يعتمد المقياس على نوع و سرعة و قوة الشخير
و بالمناسبة هناك شخير ينطلق دونما وجود لحمية أو مشاكل في الجيوب الأنفية .. و لكن ربما في جيوب الجلابية أو البنطلون..
عندنا كتالوج مفصل عن هذا المقياس للراغبين الإتصال بالدكتور محمد حسن

يااااخ

دى كان تخليها لينا لى رمضان

يمين بالله باقى الخشبه والمخرج والخطوط والحركه



وتوقف الحركه... وتقطع النفس


يا ريس
دا خيال ولا واقع


ما مهم

المهم ان السياقه هى خلاصه الرحيق
والرحيق من متون البانوراما


يا سلااام عليك
ياراقى

عزيزي الشاعر المرهف عبداله داش

تحياتي

Quote: دى كان تخليها لينا لى رمضان

في رمضان هناك سيناريو من واقع عاداتنا في صينية رمضان ...
بجك بيها بحول الله في الشهر الكريم
دمت

Dear Abu Juhaina,

You really made our day, keep up the good work.

God bless you
Osama

عزيزي المهندس أسامة صديق

تحياتي و مودتي

سعدت لمداخلتك و أشكرك عليها

تحياتي لك و لأسرتك الكريمة و رمضان كريم مقدما

دمتم

الريس ابوجهينة

سلام

كنت اتصفح البوست ودخلت ام رامي خلسة وبدات تقرا معي البوست وفجاءة ضحكنا معا وتسالنا سؤال واحد في ان واحد ؟؟؟؟؟
وحينما نلتقي ساحكي لك .

ساعود للتعقيب .

مودتي

عزيزي يوسف

تحياتي لك و لأم رامي

Quote: كنت اتصفح البوست ودخلت ام رامي خلسة وبدات تقرا معي البوست وفجاءة ضحكنا معا وتسالنا سؤال واحد في ان واحد ؟؟؟؟؟ وحينما نلتقي ساحكي لك .

غايتو أنا خمَنْت السؤال و حأقولو ليك عندما نلتقي بحول الله ..

Quote: ساعود للتعقيب .

في نتظارك

الاستاذ الكبير أبو جهينة

سرد واقعي شيق لنا كقراء ومؤلم جدا لمن يعيشه ويتحمل معاناته
كم تمنيت ان يقراءه الكثيرون

عزيزي الطاهر عثمان

تحياتي و مودتي

مداخلتك أسعدتني

Quote: كم تمنيت ان يقراءه الكثيرون

من لن يقرؤه .. فقد عاشه كواقع .. حتى في السودان .. ما زالت حالة شقة هذا المغترب الممكون تعيشها معظم الأسر .. و هكذا هو السودان و أهله .. حالة فريدة و متفردة لا نجدها في أي بلد على الخارطة الكونية

دمتم عزيزي

Quote: [حتى أن واحد من عندنا سمع من واحد من أهل العوض كلمة ( متل أَتَكَنٌو ) فحسبها ماركة ساعة يابانية ]

بالمناسبة يا جلابي الدين دي اخطر من اسلحة الدمار الشامل
اعمل حسابك امريكا ما تجيك

الاخ الكريم ابو جهينة

تحية طيبة


تشريح جميل

وواقع مرير

لم يورد قلمك سيد البيت وهو قادم من العمل مرهقا" ينط فوق الناس النايمة حتى يصل سريره وهو ممسك بنعلاته فى اتجاه غرفة نومه ليصلها بعد كد وتعب ليبدأ مشواره غدا" صباحا" بنفس هذا التعب .
دون ان يحضر هذه البنوراما الاجتماعية التى تدور يوميا"

غايتو ناس جدة ديل ليهم الجنة عديل .



بابكر زيكو

عزيزي بابكر مكي

تحياتي يا زول يا زين

Quote: لم يورد قلمك سيد البيت وهو قادم من العمل مرهقا" ينط فوق الناس النايمة حتى يصل سريره وهو ممسك بنعلاته فى اتجاه غرفة نومه ليصلها بعد كد وتعب ليبدأ مشواره غدا" صباحا" بنفس هذا التعب . دون ان يحضر هذه البنوراما الاجتماعية التى تدور يوميا"

تخيل يا بابكر الجزئية دي براها عاوزة ثلاثة فصول كاملة ...
أنا سلطت الكاميرا بس على الزوار و حالة البيت ..
الزوج و الزوجة عاوزين كاميرا براهم

دمت

Quote: ينتهي موسم العمرة .. و تبقى الشقة كميدان معركة إنجلتْ لتوها ... لتستعد لموسم آخر ..

سلام عليك يا مارد الكلمة والنضمي السمح , نعم إنتهي موسم العمرة وليبداء بعدها موسم الحج وهكذا

الحال , كان الله في عونكم يا اهل جدة ويا اهل مكة , فأنتم تحتملون الكثير إرتفاع الإيجار وغلاء

المعيشة وووووووو .

سرد رائع واصدقك القول إنها قصة تصلح لتكون مسلسل تلفزيوني او عرض لمسرحية درامية , سلمت يا ريس

وسلم قلمك الساحر .

شاعرنا المفوه هاشم

تحياتي و مودتي

Quote: نعم إنتهي موسم العمرة وليبداء بعدها موسم الحج وهكذا الحال , كان الله في عونكم يا اهل جدة ويا اهل مكة , فأنتم تحتملون الكثير إرتفاع الإيجار وغلاء المعيشة وووووووو .

أنا بتذكر يا هاشم و نحن في عطبرة ... بيتنا كان بيت حكومة .. كبير و واسع و ماهل .. ما حصل يوم بقى بدون ضيوف من أهلنا الحنان الجايين من الشمال للعلاج أو البحث عن عمل في الورش ..
تخيل لو جينا ما لقينا ضيف في البيت كنا بنزعل .. كان البيت بيبقى ليهو نكهة خاصة لما يكون في ضيف أو أكثر .. بيدي لزخم البيت طعم تاني ..
بس لاحظ الفرق وين ..
الفرق في الحالة الإقتصادية حسع و زمان
غلاء الشقق و الإيجار
تدني الرواتب
المسئوليات الجسام
ضيق مساحة الشقق

طبعا حسع في الخرطوم حكاية إستقبال الضيوف بالكميات ديك برضو إنتهت

زمان قبال العرس يجوك الناس قبال شهر و يقعدوا لغاية بعد العرس ما يخلص بأسبوع
حسع في النادي على طول و يتعشوا و يسمعوا ليهم أغنيتين تلاتة و يتوكلوا على الحي الدائم قبال المواصلات تقيف ..

كان الله في العون

د. محمد حسن

سلام يا عزيزنا

Quote: بالمناسبة يا جلابي الدين دي اخطر من اسلحة الدمار الشامل اعمل حسابك امريكا ما تجيك

دعستْني الساسوية في الكدمبس

أشرح و هات مرادف للكلمة الثانية و الأخيرة

Quote: دعستْني الساسوية في الكدمبس

دعستني عرفتها

اما الساسوية والكدمبس اعتقد انهم من ابطال الديجتال في سبيس تون

Quote: هو محسي من الشمال و هي من بنات الجزيرة ،،

يا دين النبي . . . هو دا التمازج ظااااااااطو
ياليت الشباب يعود يوماً

الخال العزيز حمزاوي

مسكاقمي

Quote: ياليت الشباب يعود يوماً

إنت مش كنت يوما ما شاب و الجزيرة كانت على مرمى حجر منك ؟
حسع ما راح شي و إنت لسع شاب و الجزيرة قريبة .. أرح

السلام عليكم
صوت ارتطام جسد ثقيل بالأرض
إنطلقوا نحو الحمام خفافاً وثقالاً
الطريفي .. إتْ كويس آ زول ؟
الطريفي ... الطريفي ... نَعلْ ما اتعوقت ...
صوت أنين ينطلق من الحمام وصوت يسب ويسخط
يفتح الطريفي باب الحمام ....ويخرج وهو يسير مترنحاً مغمغماً...
الأدبخانة دي كان وهطّوها في الدائمة دي ... مالها؟
يعني الزول كان داير يقطع الجُمار .. زي الداير يبنيلو حيطة ..
غايتو تاني عِلِ نندرب مع ناس الكورة حتين نقدر نمرق في ادبخانتكم دي
دي بلد شنو اي شيء فيها ما راكب عَدلو
...........
أبو جهينة ... شكراً للسرد الجميل

............
وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق

الزووول
سلام يا زول يا زين

سعدت بمداخلتك و إضافتك الثرة

Quote: صوت ارتطام جسد ثقيل بالأرض إنطلقوا نحو الحمام خفافاً وثقالاً الطريفي .. إتْ كويس آ زول ؟ الطريفي ... الطريفي ... نَعلْ ما اتعوقت ... صوت أنين ينطلق من الحمام وصوت يسب ويسخط يفتح الطريفي باب الحمام ....ويخرج وهو يسير مترنحاً مغمغماً... الأدبخانة دي كان وهطّوها في الدائمة دي ... مالها؟ يعني الزول كان داير يقطع الجُمار .. زي الداير يبنيلو حيطة .. غايتو تاني عِلِ نندرب مع ناس الكورة حتين نقدر نمرق في ادبخانتكم دي دي بلد شنو اي شيء فيها ما راكب عَدلو

و الله يا الزوول رجعتني سنوات طويلة للوراء .. ذكرى تلتصق بجدار العقل في نفس سياق ما أتيت أنت به هنا

دمت

ابو جهينة
يارائع روعة بلادي
صباح الخير

يااخوي والله جنس كلام ... الله يديك العافية

عليك الله كمل وورينا الشقة دي في رمضان حالته كيف .
مزيدا من الابداع يامبدع .
هارون دياب

عزيزي و إبن عمي هارون دياب

سلام مربع

Quote: عليك الله كمل وورينا الشقة دي في رمضان حالته كيف .

في رمضان بلا شك ( هاديء نهاراً و جايط ليلا حتى السحور ) ...
الكويسة إنو ناسنا لو جو عمرة في رمضان بيكونوا طوال النهار مجاورين الكعبة من صلاة الصبح و ما بيرجعوا الشقق إلا بالليل ..

رمضان كريم يا هارون

العزيز / أبو جهينه

سردك واقعى تماما ، ورغم عن هذه المناكفات والمحارشات ، إلا أنها جميله جميله ، وجايبه معاها البركه وما أدراك ما البركه ، يعنى تلقى الواحد راتبه 2000 ريال وأكل الضيوف فى رمضان بس يكلف أكثر من 3000 أو 4000 ريال ، ولكن هنالك كريم بيتم وبيكمل كل واحده عنده نقيصه فى حق ميسه .

تخريمه : ــ

عندى واحد صاحبى فى جده ، ربنا كارمه بالضيوف دايما ، يعنى ضيوف رمضان بيلاقوا ما بعد الحج طوالى ، وكثيرا ما يجوه ضيفان بيكون بيعرف فيهم واحد بس ، الباقيين بيكونوا معرفة الواحد ده ، وإتعرف عليهم يا دوبه فى الطياره ول فى الباخره ! شفتوا كيف البركه تخلق من العدم !!!!!



بشير حسن بشير ( أبو جومانا )

الأخ العزيز بشير

تحياتي و مودتي

شكرا على المداخلة

Quote: عندى واحد صاحبى فى جده ، ربنا كارمه بالضيوف دايما ، يعنى ضيوف رمضان بيلاقوا ما بعد الحج طوالى ، وكثيرا ما يجوه ضيفان بيكون بيعرف فيهم واحد بس ، الباقيين بيكونوا معرفة الواحد ده ، وإتعرف عليهم يا دوبه فى الطياره ول فى الباخره ! شفتوا كيف البركه تخلق من العدم !!!!!

فعلا الكريم لا يضام ...
و لكن يا بشير ياخوي الحاصل لبعض الناس في مثل هذه الشقق فايت حد الكرم بي هناك ..
غايتو ما نقدر نقول شي ..

ما نقدر نقول شي دي ذكرتني بي زولنا ال جا أول مرة مكة و شرب موية زمزم و هي حارة و سخنة
قام للمعاهو : دي موية زمزم ؟
داك قال ليهو : آآآي
فزولنا قال ليهو : غايتو .. ما نقدر نقول شي

دمتم

أبو جهينة

سرد جميل وشيق كعادة كتاباتك

Quote: ينتهي موسم العمرة .. و تبقى الشقة كميدان معركة إنجلتْ لتوها ... لتستعد لموسم آخر ..

وما أكثرها مواسم

ربنا يكون في عون المغتربين وخصوصاً ناس جده

الإغتراب عند الكثير من السودانيين

فكرتو انك تغيب من بلدك لسنوات

لترجع منها وقد تمكنت من جمع مبلغ من المال

يساعدك على بناء منزل لك ولأطفالك

وكمان عمل مشروع تعيش منه بقية حياتك

وعليه تتحمل الغربة ومشقتها والبعد عن الأهل والأحباب

ولكنني أرى ان أكبر مشقة هي تحمل هؤلاء الذين يأتون ضيوفاً عليك

دون أن يفكروا هل بإستطاعتك إستضافتهم ام لا !!!

ولكننا تعودنا (كسودانيين) ان نعاون بعضنا البعض ولا نتضجر من ضيوفنا عموماً

وخصوصاً الأهل منهم لذا كان الله في عون هؤلاء

الأخت الغالية إنعام

تحياتي

شكرا على المداخلة

Quote: ولكنني أرى ان أكبر مشقة هي تحمل هؤلاء الذين يأتون ضيوفاً عليك دون أن يفكروا هل بإستطاعتك إستضافتهم ام لا !!!

تعرفي يا إنعام .. طبعا أنا قعدت في مصر كتير ... أقصد طبعا القاهرة ..
نجد إنو حتى الولد بعد ما يتزوج ما ممكن يجي ياكل وجبة أو يبيت دون سابق موعد ...
صحيح بيعزموا عليه لو حاول يطلع في موعد وجبة و لكن نظرا للحالة الإقتصادية بتكون نوع من الكشكرة و عزومة المراكبية.
الحال بيختلف في الفلاحين و الصعيد .. هناك لسع في تقاليد القرية و العيب و الأصول .. و هذا ما لاحظته في مناطق محددة مثلا كأسيوط و سوهاج و أسوان و المنصورة و قراها.
شوية شوية ما يحدث في القاهرة يحدث الآن في الخرطوم ..
بالطبع لسع ما إنتشرت الصفة دي و لكنها في طريقها للزحف غصبا عن كرمنا و أريحيتنا و تقاليدنا.

Quote: ولكننا تعودنا (كسودانيين) ان نعاون بعضنا البعض ولا نتضجر من ضيوفنا عموماً وخصوصاً الأهل منهم لذا كان الله في عون هؤلاء

آمين

دمت

Quote: حوض الغسيل مسدود و المياه طافحة و سائلة حتى باب غرفة النوم بسبب إستفراغ حاج عبدالله فيه إستفراغا كثيفا

بصراحة يا أبوجهينة حاج عبد الله بالغ عديل كدا

الله يصبّر ست البيت غايتو

وانت قايل جدة براها؟! نحن هنا في الخرطوم عندنا حاجات قريبة من كدا

بالذات في موسم حش التمر فأهلنا تمارة الصعيد في طريق ذهابهم وإيابهم من وإلى البلد لهم موافق ونوادر قريبة من دي ..

مرة وبعد ان إمتلأ البيت عن آخره بالتمارة بالإضافة لطلاب الجامعات وطبعا الآخرين إقامة شبه دائمة ، حدث في مرة لم يجد أخي الصغير مكان للنوم سوى ان تفرش له امي على الأرض وسط الأسرة المتراصة بالقرب من بعضها..
تذهب أمي لبعض شأنها وتأتي لتجد اخي مازال جالس على كرسي قريب من مكان فراشه كررتها كم مرة وهي تراقب اخي دون ان تسأله ، إلى ان إضطرت في النهايه إلى سؤاله :
- انت مانعست ياولد ؟!
فكان رده الذي مازال طرفه تُحكى :
- والله العظيم نعسان يا أمي لكن خايف انوم زول يبصق فوقي

ومرة تانية وبعد ان توافدت الوفود حضر أخي وقبل مايسلم على زول مشى لأمي وقال ليها :
- والله يا امي انا الليلة إلا انوم ليكم في البنبر

وصارت مقولة شائعة وسط الأهل والمعارف

( والله إلا ننوم ليكم في البنبر)

ومثل ما قيل وكعادة السودانيين دائما يظل إكرام الضيف فرض
ورغم ماتحمله تلك الفترة من صعوبات وبعض المضايقات إلا اننا نترقبها كفرصة لمقابلة الأهل ومعرفة الأخبار والونسة
وزي مابتقول امي السترة والفضيحة متباريات

بس ربنا يصبرنا على فعايل ناس حاج عبد الله

دكتور محمد حسن

Quote: دعستني عرفتها اما الساسوية والكدمبس اعتقد انهم من ابطال الديجتال في سبيس تون

أمري لله ... سأقوم بالشرح

الساسوية هي قطعة زجاج .. أو شريحة من زجاجة مكسورة
الكدمبس هو مقلب القمامة ( الكوشة )

قال ديجيتال و سبيس تون قال

ملكة سبأ

تحياتي لك أختي العزيزة

شكرا على المداخلة الغنية

Quote: بصراحة يا أبوجهينة حاج عبد الله بالغ عديل كدا الله يصبّر ست البيت غايتو

غصبا عنها تصبر ... و إلا شيل الحال يحصل

Quote: وانت قايل جدة براها؟! نحن هنا في الخرطوم عندنا حاجات قريبة من كدا بالذات في موسم حش التمر فأهلنا تمارة الصعيد في طريق ذهابهم وإيابهم من وإلى البلد لهم موافق ونوادر قريبة من دي .. مرة وبعد ان إمتلأ البيت عن آخره بالتمارة بالإضافة لطلاب الجامعات وطبعا الآخرين إقامة شبه دائمة ، حدث في مرة لم يجد أخي الصغير مكان للنوم سوى ان تفرش له امي على الأرض وسط الأسرة المتراصة بالقرب من بعضها.. تذهب أمي لبعض شأنها وتأتي لتجد اخي مازال جالس على كرسي قريب من مكان فراشه كررتها كم مرة وهي تراقب اخي دون ان تسأله ، إلى ان إضطرت في النهايه إلى سؤاله : - انت مانعست ياولد ؟! فكان رده الذي مازال طرفه تُحكى : - والله العظيم نعسان يا أمي لكن خايف انوم زول يبصق فوقي

Quote: ومرة تانية وبعد ان توافدت الوفود حضر أخي وقبل مايسلم على زول مشى لأمي وقال ليها : - والله يا امي انا الليلة إلا انوم ليكم في البنبر وصارت مقولة شائعة وسط الأهل والمعارف ( والله إلا ننوم ليكم في البنبر

)


دة لو لقى البنبر فاضي

Quote: ومثل ما قيل وكعادة السودانيين دائما يظل إكرام الضيف فرض ورغم ماتحمله تلك الفترة من صعوبات وبعض المضايقات إلا اننا نترقبها كفرصة لمقابلة الأهل ومعرفة الأخبار والونسة وزي مابتقول امي السترة والفضيحة متباريات بس ربنا يصبرنا على فعايل ناس حاج عبد الله

و الله يا ملكة الزمن دة الناس بقت شوية شوية عينا تبقى قوية و لسان الحال يقول : بلاش سترة بلاش فضيحة ..
غايتو نتمنى أن تبقى العادات النافعة فقط .. أما ما يضر الناس فليذهب جفاءا

دمت و رمضان كريم مقدما