مـن يسلفنـى ... دمــوعـا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

موضوع خاص جدا أريد ان احوله الى (عام) لكى لا يذهب مثل الزبد جفاء بل يمكث لينفع الناس .. دموع الفراق .. البكاء والنحيب .. ابكن يا دموع الدم .. دموع التماسيح .. المهم أرسل لى ابن آخر اعمامى رسالة على الهاتف .. ذكر لى فى الرساله انه وصل الى القاهرة ويقيم فى فندق كذا .. أصبحت متجاذبا بين شوقى وفرحتى بمقابلة أبن عمى بعد طول فرقة وغياب، وبين شعورى بعدم توفر قدر كاف من الدموع تساعدنى كى أعبر له عن حزنى لوفاة ذلك العم قبل عدد من السنين لا يتجاوز اصابع اليد الواحده .. وقد كان يحبنى كثيرا .. بل كان يتمنى لو أن الله رزقه بنت واحده من زوجته الأثيوبيه بدلا عن الأربعة ابناء كى يزوجنى لها.
الغرية .. نشقت الدموع .. و(قست القلب) .. رغم انها زادت الحزن!!
على كل حال .. لا حل امامى غير أن اذهب لملاقاة أبن عمى .. حتى بدون دموع .. وسوف اعود اليكم اواصل السفر مع (الدموع) على نحو عام ولماذا هى كثيره فى اغانينا السودانيه؟؟

قبل أن ارحل شعرت بأنه على ان أبين لماذا تعمدت الأشارة الى أن زوجة عمى كانت سليلة (امهرا) .. لكن والدها لم يكن من قلب اثينا كما قال المرحوم الشاعر (محمد سعد دياب) عن (مادلينا) .. تعمدت ذلك لأنى بمجرد أن تحدثت عن الدموع والبكاء .. خطرت على بالى أمراة اثيوبيه كانت جارة لنا فى (أديس) .. جميله لم تصل سن الأربعين بعد .. بيتها عبارة عن فيلا اشبه بقصر من قصور الملك فاروق .. زوجها قتل ضمن من قتلوا فى مذبحة (جنرالات) منفستو هيلا مريام.

مدام (برهانى) .. وهذا اسمها الذى نناديها به، كانت أمراة متدينه (مسيحيا) .. هذا امر دون شك لا يرضى ناس (بن بن) وزمرتهم .. لا اريد ان أتحدث عن (جونتنامو) أو الزول (السارح بى غنمو)!!
نعم كانت متدينه (مسيحيا) وأحسب أن علاقتها بربها افضل من كثير من المسلمين .. ظلت(مدام) برهانى تدعونى با ستمرار عند كل مساء اربعاء لشراب قهوة (الجيلانى) .. وحينما ارتشف القهوة أتذكر شاى الصباح (باللبن) فى منزل الاستاذ/ محمود، و(كرومه) ينشد (جيلانينا قد شد نحو خيامنا الخيل).
نفس الجو ونفس البخور مع الأختلاف دون شك فى كثير من الجوانب والمعانى!!

الشاهد فى الأمر أن تلك المرأة الأثيوبيه الجليله .. كانت تؤجر جزء من (الفيلا) مكون من غرفتين متباعدتين بينهما صالة كبيره كى تساعد نفسها فى تسيير امورها الحياتيه اليوميه، وتسكن هى واولادها فى جزء آخر من الفلا ، ليس بذات القدر من الجمال والنظام!!

من ضمن الذين سكنوا مع (مدام) برهانى (مدير محطة الخطوط الجويه السودانيه) .. قدم بديلا عن مدير سابق له، وبعد أن أخلى له المدير القديم منزل الشركه انتقل اليه ذلك المدير الجديد بدلا عن (فلا) مدام برهانى.

وللأسف لم يمكث ذلك الرجل طويلا، حيث تم اغلاق المكتب وطلب منه معادرة الأراضى الأثوبيه مثل عدد كبير من السودانيين لظروف خاصة لا داع لذكرها فى هذا المقام.

اتصلت بى (مدام) برهانى كى ارافقها وأبنها وبنتها لوداع مدير الخطوط السودانيه (سئ الحظ).
وفعلا ذهبت معهم وجلسنا لبرهة من الزمن وحينما بدأنا فى وداعهم أنهمرت (مدام) برهانى باكية على نحو لم اشهده من قبل، خاصة حينما احتضنت ابن المدير الصغير الذى لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، كانت المرأة تبكى وتقبله مرددة (سليمانييييي) .. (سليمانييييي) .. وهذه تعنى يا (سليمان) يا حبيبى !!
ليت (مدام) برهانى سلفتنى .. شوية دموع اقابل بها ابن عمى العزيز !!

عموما .. التقيت بأبن عمى .. بعد غربة وشوق .. ومدة زادت عن السبع سنوات .. و لم تسعفنى الدموع ، لقد أبت وعاندت ولم تطاوع .. وذكرتنى بقصيدة كتبتها من قبل سوف انزلها لاحقا .. لقد ساعدنى أبن عمى مشكورا فقد كان هاشا باشا لعله مثلى تناسى من مضوا اعزاء واقارب .. لعله مغترب داخل ارض الوطن .. لما لا وقد فقد اباه وأمه الأثيوبيه الأنسانه الطيبة العظيمه!!

والقصيدة مناسبة كذلك لموقف حزين عشته بالأمس حينما دعيت للحضور والمشاركه بالحديث فى ندوة بدار نقابة الأطباء فى مصر تحت عنوان :-
(السودانيون المتسللون الى اسرائيل .. الدوافع والحل)!!
عرضت صور من قبل باحثين ومتخصصين سودانيين وغير سودانيين محزنه ومؤلمه للغاية لم تجعلنى قادرا على الحديث !!
ورد أن أسرائيل اختارت بعناية وبعد دراسة وتمحيص 500 فرد لأستخدامهم فى اغراض محدده .. وأن الكنيست اصدر قرار بترحيل الباقين الى مصر لأن اسرائيل تصنف السودان كدولة (عدو) رقم 1 !!

وورد أن مصر رفضت استقبال اللاجئين أو الذين تسللوا من اراضيها الى اسرائيل .. وورد أن البعض اعتقل وحكم عليه بالسجن نساء ورجال .. وبعض آخر عير معلوم مصيره أى لم يدخل اسرائيل ولا يوجد له أثر فى مصر .. اى قتل وفى الغالب القتله هم البدو الذين يسهلون تسلل اللاجئين الى اسرائيل وحينما يعجزون ويلح اللاجئ فى استرجاع ماله يصفى !!

صور عديده محزنه للغايه جعلت الدموع تتحجر وتنحبس ولا تنهمر لشدة ماساويتها، ولم أجد شيئا افعله غير أن استرجع تلك القصيده ارددها فى سرى:-

Quote: آه يا بلد فوق للجميع ومفروض تكون فوق الجميع آه يابلد موجوع شديد ومانى شايف لك وجيع لا قدرنا نبكيك بالدموع وحتى الدموع أبت تطيع ضاعت معالمك يا وطن وبى وراك نحنا بنضيع ما بين مشاتر فى نضالو وبين عميل مدسوس وضيع باعوك بى أبخس ثمن والأشتراك عايز يبيع!! * * * * * * آه با بلد (تقـنت) تئن لا زول عليك موجوع يحن وآه من اللت والعجن ومقتول هواك قرب يجن مسروق يا بلد جوه البلد ونحنا البعاد جوه السجن !!

الدموع والبكاء فى الغناء دون ترتيب زمنى:-

Quote: عازه الفراق بى طال وسال سيل الدمع هطال * * * يا عيون ابكن دمع الدم ده الزمان لعزابي حكم * * * من دمعي وخضبت بنانها يا ام قامة كالخيزرانة الفايتة الجيل حشمة ورزانة * * * ما خطيبا طالب يداي كفى تمسح صبحي ومساى هذا اثر البكا يامناى بئس حالي بين الأنام * * * دمعي وابل من سحايب طرفي كب قول لي كيف اسلاك او اخشي الملام ومن عيونك كيف يكون امني استتب وكيف احاول عن هواك اكتم كلام والمدامع تفشي اسرار المحبة * * * نحنا فى الأيام بقينا قصة ما بتعرف نهاية ابتدت ريده ومحنه وأصبحت فى ذاتها غايه كنت تمنحنى السعادة ولى تتفجر عطايا ولما أغرق فى دموعى بتبكى من قلبك معايا * * * يا عيونى يا عيونى اسكبى دمع الحنين لو يسيل الدمع أو يبدى الأنين راحوا عنك يا عيونى وأنطوى عهد حبك والأمانى والهوى يا عيونى ابك دم شوقا لهم واذكرى أن هناى عندهم * * * مرت الأيام كالخيال أحلام وأنطوت أمال كم رواها غرام مرت ومر نعيم كا ظنى فيهو يطول لكنو مر سريع .. خلف وراهو هموم الاما ما بتزول بين ارق ودموع

عبدالحليم حافظ غنى:-

Quote: اى دمعة حزن لا

وبوب مارلى غنى :-

Quote: No Woman No Cry

Quote: ولهان هامي دمعي سهران ساهي بالي بعدك لي ميسر غربك ليه ابالي اغشى يكون حبيبي تردد بي حيالي ماضراه طيفك لو في النوم صبالي يوم ودعت حسنك يوم ودعت بالي إمتى اشوف جمالك وانت تكون قبالي بي ذكراك معزب كلما الليل قسالي قلبي يزيد حنان قلبك ليه قسالي * * * مهما جرت صديتني دون أسباب وبكيتني على درب الهوى والشوق براي يا قاسي خليتني أداري دموعي من الناس وآه لو مرة صافيتني أنا لا ما بنساك

رحم الله (خليل اسماعيل) فهذه الأغنية كلها (بكاء ونحيب) :-

Quote: بكرة يا قلبى الحنين تلقى السعاده تبقي هانى وابتساماتك معاده والسرور يملأ حياتي ويبقى ذاتها وعينى تشبع نوم بعد ما طال سهادا وانسي غلبى .. والرياحين تملأ دربى وامسح الدمع البسيل يملأ الوساده كم سهرت الليل وكم سالت دموعى والالم فى قلبى اصبح شئ طبيعى والشباب افنيتو ابحث عن وجيعى عشت راهب .. بين تراتيلى وخشوعى بكرة تتحقق امانى والفؤاد يرتاح ويتجدد زمانى والسعاده .. تكون جزاء صبرى وصنيعى الامانى العذبه تتراقص حيالى والامل بسام يداعب فى خيالي حلمى بكرة .. وذكرى ايامى الخوالى