المثقفـون الســودانيون - (الإحتياطى المركزى) للأحزاب!

المثقفـون الســودانيون - (الإحتياطى المركزى) للأحزاب!


08-25-2007, 11:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1188038225&rn=0


Post: #1
Title: المثقفـون الســودانيون - (الإحتياطى المركزى) للأحزاب!
Author: Abureesh
Date: 08-25-2007, 11:37 AM

من الأفات التى ابتلى بها الســودان، هى عسكــرة المثقفين وراء الأحزاب.. والمثقف الســودانى لا يكتفى بتأييـد هـذا الحزب أو ذاك، وإنما يسلك كل الدروب للدفاع عنه بالحق والباطل.. وفى ندوة النقاش القوميـة (دعونا نسميهـا هكذا) فقـد تعارف الناس على ثلاث مجموعـات: الإسـلاميون والشيـوعيون والجمهـوريون.. ومنتسبى هـذه المنظمـات بينهـم إتفاق غيـر مكتوب، هـو عدم الإعتراف بأى جهـة أخرى غيرهـم.. وقـد توزعـوا بينهـم الخارطـة العقائديـة فى الســودان.. فلو كنت من المصلين المتدينيين، فأنت مصنف مع الإسلاميين، ولو كنت لبرالى التفكيــر، فأنت شيوعى، أو على الأقل مغفل نافـع..
لو نقدت الشيوعيين، فأنت أما إسلامى أو جمهـورى، ولو نقدت الإسلاميين، فانت إما شيوعى أو جمهورى.. ولو نقدت الجمهـوريين، فأنت تريـد تشـويه الفكـرة.. هـذه هى عمليـة العسكـرة التى أعنيهـا..
غياب النقـد هـو غياب الفكـر.. لا يمكن أن يدعى أحد أنه مفكـر، وهو ينهمـر بالسباب والشتائم والتجريح الشخصى لكل من أراد نقـده، حتى قبل أن يفعل!!
أتحدث عن بعض الجمهـوريين وليس كلهـم.. فهـم تعودوا على معارضـة فاجـرة، جاهلـة من مهووسين، وعملوا وسـط هـذه المعارضـة كل سنينهـم تقريبـا.. وإستمرأوا نط الشجـر القصيــر.. ولا يعرفون التعامل مع ناقـد موضوعى عفيف اللسـان، حـر التفكيـر لا قداســة له لأى فكـر أو شخص، ولا أحـد ولا موضوع عنده مفلت من النقـد.. ولو أخلصـوا للفكرة الجمهـوريـة، لرأوا كيف أنهـا تدعوا الى تحريـر الفكـر، وكيف أن المعارضين حتى غيـر الموضوعيين، كانوا يأتون لصالون الأستـاذ فيناقشهـم بكل موضوعيـة وإحترام.
لقـد أعجب ممن يعيب على الأخ أبوبكـر القاضى أنه يتحول من فكـر الى فكـر، ولو أخذنـا معظـم الجمهـوريين، لوجدنا أنهـم تحولوا الي الفكـرة بعـد أن كانوا أخوانا مسملين وشيوعيين وغيرهـم!
ولكنهـا العسكــرة التى اتحدث عنهـا.. وهى تعمى البصـر والبصيــرة.. ولا حريـة مع العسكــرة، فهى الرق ذاتـه..
ربمـا يلاحظ البعض أنى لم أذكــر حزب الأمـة هنـا.. وبالرغـم من موقفى المبدئى من الطائفيـة التى يمثلهـا السيـد الصـادق، مهمـا تدثـر بثياب الديمقراطيـة، إلا أننى أنظـر بعين المحايـد، فاقرأ ردود أخـوة وأخوات مثل لنا مهـدى و د. والى الدين وإساعيل وراق، على منتقدى الصـادق، فتأتى موضوعيـة وفى غايـة الأدب واللباقـة، وربمـا وافقـوا المعارض فى معارضتـه، وقـد حدثت هـذه كثيراً، بل منهـم من يفترع بوستـا جديدا لمعارضـة الصادق فى التقارب مع الترابى والجبهـة.. هـذه هى الأسباب التى جعلتنى لا أضمن هـذه الفئـة ضمن قائمـة الأحزاب المعسكـرة.

وللحديث بقيـة إن مـد الله فى العمـر.