تابوت عصام الحضري !!

نقلا عن موقع قناة العربية على الانترنت

http://www.alarabiya.net/views/2007/08/23/38229.html

تابوت عصام الحضري !!

خالد عويس

كتب بعض النقاد الرياضيين المصريين عن المباراة التي جمعت بين الهلال السوداني والأهلي المصري، وانتهت بفوز الأول بثلاثية نظيفة، كتبوا بطريقة بعيدة عن الانفعال والمبالغات. وقدموا للأهلي معروفا كبيرا بالتركيز على مكامن الخلل التي أدت لتجرعه هزيمة، لم يتعرض لمثلها طيلة ثلاثين عاما في البطولات الإفريقية.
لكن بعض النقاد والمعلقين، في مصر، صوروا الأمر على نحو مختلف. وحاولوا تبرير الهزيمة الثقيلة، بتعليقها على "شماعة" مشجعي الهلال، الذين تجاوز عددهم داخل الملعب، خمسة وأربعين ألف متفرج. بعض هؤلاء النقاد، أشاروا إلى أن الأهلي واجهته ظروف صعبة في الخرطوم، تمثلت في "ارهاب" الصحف السودانية للأهلي، والتهديدات التي تلقاها حارس مرماه، عصام الحضري، إضافة إلى تعرض الحافلة التي تقل اللاعبين من حصة تدريبية إلى الفندق الذي يقيمون فيه، لحصب بالحجارة !
ونسي هؤلاء أن الهلال تعرض لظروف مشابهة في القاهرة. فبعض جماهير الأهلي، حطمت زجاج نوافذ الحافلة التي تقل لاعبي الهلال من الملعب. وكابتن الهلال، والمنتخب السوداني، هيثم مصطفى، تعرض لمضايقات من قبل حارس مرمى الأهلي، عصام الحضري،عقب نهاية المباراة الأولى، التي انتهت بثنائية نظيفة في مرمى الهلال، بلغت حدّ الإساءة، بل والإساءة العنصرية !!


وبعض جماهير الأهلي على المدرجات، كانت تهتف، ليس ضد الهلال وحده، وإنما ضد السودانيين، بعبارات عنصرية، على شاكلة: "عصمانة يا عصمانة". وبعد الذي حدث في القاهرة، كان متوقعا أن يكون رد فعل مشجعي الهلال، مختلفا، خصوصا، وهذا ما لا يعلمه النقاد المصريون، أن كابتن الهلال، والمنتخب السوداني، هيثم مصطفى، يحظى بشعبية جارفة في بلده. فهو الذي حقق مع الهلال بطولات محلية عدة، وهو الذي قاد ناديه لجعل ملعبه في أم درمان، مقبرة للأندية المحلية والأخرى الزائرة، بمعنى هزيمتها. نجح هيثم مصطفى في قيادة زملائه في جندلة كل الأندية التي تبارت مه الهلال في ملعبه، طيلة خمس سنوات، بما يفوق 94 مباراة. كما نجح في قيادة المنتخب في الفوز بكأس منتخبات شرق ووسط إفريقيا "سيكافا"، والعبور بصقور الجديان إلى نهائيات أمم إفريقيا في غانا، بعد غياب سوداني، استمر نحو 32 عاما. لهذا كله، أضحى هيثم مصطفى في نظر السودانيين، مثله مثل العباقرة الذين صنعوا أمجاد الكرة السودانية، سبت دودو، وعلي قاقارين، وجكسا، وكمال عبدالوهاب، وحامد بريمة، وصديق منزول، وطارق آدم، وغيرهم.
وفوق ذلك كله، فإن غالبية مشجعي الهلال السوداني - وأنا منهم - ، يناصرون الأهلي المصري، فيما يؤازر مشجعو المريخ، الزمالك المصري. لكن مشجعي الهلال، شعروا باهانة عميقة من تصرفات مشجعي الأهلي، وعصام الحضري تجاه الهلال، وكابتنه، هيثم مصطفى. وخسر الأهلي نسبة مقدرة جدا من مشجعيه السودانيين.
وكان طبيعيا أن تجري المباراة في ظروف شحن زائد وحماس منقطع النظير من قبل الجماهير. لكن لاعبي الهلال، كما وضح خلال المباراة، لم يتأثروا كثيرا بهذه الأجواء. ولعبوا من أجل الفوز، وتأكيد جدارتهم على أرض الملعب. وهذا ما نجحوا فيه. وهو أمر ليس مستغربا أبدا، في حال الهلال، في هذه الفترة. أما الحديث عن خشونة لاعبي الهلال، فكأنما يرى هؤلاء النقاد مباراة "إفريقية" للمرة الأولى في حياتهم. هذا هو طابع اللعب الإفريقي. وهذا ما يواجهه الهلال في مبارياته الإفريقية كلها، أمام أندية، يعد الهلال السوداني، بالنظر إليها، حمامة سلام.
الاتكاء على عوامل كهذه التي يسوقها بعض كتاب النادي الأهلي، لتبرير الهزيمة، هي مدعاة للضحك. فالهلال أقصى الأهلي من دور الـ 32 قبل أربعة أعوام، بالتعادل السلبي معه في أم درمان، وهزيمته في القاهرة بهدف ريتشارد جاستن. والهلال، أقصى الزمالك هذا العام. وفاز على أسيك العاجي، والترجي التونسي، وناسارو النيجيري على الملعب ذاته. وسبق له الفوز على الملعب ذاته، على الإسماعيلي، والرجاء والوداد المغربيين، وأبطال تونس ونيجريا وجنوب إفريقيا وأندية إفريقية عدة، خلال السنوات الثلاث الماضية.
والكرة السودانية بشكل عام، تشهد صحوة لم تشهدها منذ ثلاثة عقود. ففيم العجب من هزيمة الأهلي، وتجرعه الكأس ذاتها التي تذوقتها أندية عريقة وكبيرة في إفريقيا؟!
ألا يضمّ الهلال بشهادة كبار المدربين والمعلقين في إفريقيا، لاعبين سودانيين ومحترفين مهرة؟! هل تنقصهم المهارات الفنية واللياقة البدينة، والروح القتالية؟! ألم تتوضح فعلا بصمة المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو على أداء الهلال؟ فيم العجب إذن؟!
مشجعو الهلال، تعاملوا مع الأهلي بالمثل، لا أكثر ولا أقل. ورفعوا - في الملعب - مجسمات لتوابيت عليها اسم عصام الحضري، وهذا ما حدث بالفعل. فالحضري، حاول المستحيل من أجل حماية عرينه. لكنه فشل في صدّ الكرات المنوعة، الزاحفة أرض - أرض،والرأسية، من دكّ حصونه. ألم يحرر مهاجمو الهلال شهادة وفاة، فعلا لعصام الحضري كأفضل حارس مرمى في إفريقيا؟!
لقد حمت الشرطة السودانية بعثة الأهلي منذ لحظة وصولها إلى مغادرتها. ولم يتعرض لاعب واحد في الأهلي لاعتداء من قبل الجماهير. ولم تهتف جماهير الهلال بعبارات عنصرية ضد المصريين، كما حدث في القاهرة ضد السودانيين. والمطلوب الآن، تجسير الهوة العميقة التي باتت تفصل الناديين، ومعالجة الشروخ الهائلة التي أحدثتها مباراتي القاهرة وأم درمان. فالأهلي والهلال، قطبان كبيران في وادي النيل، ويمكن أن يكونا جسر محبة بين الشعبين، أو عامل عداوة.
وإذا كان بعض النقاد المصريين قد حملوا بشدة على مشجعي الهلال، فالمطلوب منهم أيضا أن يكتبوا عن تصرفات الحضري، التي يتعدى تأثيرها هيثم مصطفى إلى مشجعي الهلال، الذين رأوا في هزيمة الأهلي، ردا لكرامة وطن، حاول اهانته الحضري، وبعض مشجعي الأهلي. لابد لهؤلاء الكتاب أن يهمسوا في أذن الحضري ومشجعي الأهلي: إذا أردتم الاحترام والتقدير والمحبة في السودان، فلابد أن تحترموا رموزه، ولابد أن تكفوا من الآن فصاعدا عن توجيه ما يشتم منه رائحة العنصرية، والدليل أن المباراتين اللتين جمعتا بين الهلال والزمالك، كانتا مثالا واضحا على روح الأخوة ولم تخرجا قط عن الروح الرياضية. أما مباراة الأهلي، فقد "شعللها" الحضري، وبعض مشجعي الأهلي، فدارت عليهم جميعا الدوائر، وعلى أرض الملعب فقط.

لماذا سياسة رد الفعل ....؟ و إذا أخطاء سفيه يجب ان نكون سفهاء....؟ دعونا نستمتع بى النصر و الفرحه و نجسد صوره جميله تليق بهلالنا. الحضرى اخد مساحه اكثر من الازم فى هذه المنافسه...

تحياتى و إحترامى

الاخ خالد عويس المحترم:

شكرا لتناولك هذا الموضوع بمهنية عالية وكلام منطقي وعلمي قل ان نراه في اعلامنا المحلي.
ثانيا هناك نقطة يجب ايضا ان نشير اليها وهي تناول الاعلام المصري للقاء قبل المباراة وحتي صبيحة يوم اللقاء كان يه كثير من الاستفزاز الواضح للكرة السودانية وشعبها ولاحظت عبارات مثل : سنهزم الويكة في ام درمان...او مقبرة ايه؟ وطبعا دي استفزازت مقصودة

واظرف مافي الامر انو مكتوب في احد المنتديات: سنهزم البوابين علما بأن بواب المجمع الطبي الذي اعمل به بوابه مصري وبواب المستشفي القريب مننا مصري ...


اخيرا شكرا للحضري الذي لولاه لما كانت هذه الانتفاضة التي سحقت الاهلي تماما...ولا اعتقد بأن الحضري نفسه سيذكر السودان او الهلال مرة اخري ..لابخير ولا بسوء

تحياتي
اخوك
د. ياسر عبد القادر