أشلاءُ ظُنُوْنْ!

1- كنت في الحادية عشرة ، في ربعها الثالث ، في أوسط شهرها الثامن ، في وعكةٍ صحيةٍ هي الخامسة منذ ولدتُ عندما مات حمد
2- عيناسميرة الصغيرة لم تجتهدا في قول كل شيء لقلبي الما يقرأ شيء سوى عينيها. كنت أكبرها بشهرين وعام. كنت أعبرها أغاني وحكايات أجتهد في تخليقها لأقطف دهشة عينيها المراوغتين حينا بعد حين
3- السجادة المزخرفة زخارف غير متناظرة ، والتي كنت أقلبها كل صلاة سبع مرات لئلا يضحكوا علي إن عكست اتجاهها تمزقت يوم مات حمد .السجادة الأخرى ذات الزخارف المتناظرة والتي جاءوا بها بدلا عن تلك التي تمزقت .. احترقت تماما بعد عشرة أعوام تقريبا من موت حمد
4- بعد عشرة أعوام من موت حمد دخلت سميرة ، التي لم تعد صغيرة ، غرفة نومي التي أذاكر فيهاأيضا وعلى كتفها طفلة وفي بطنها أخرى ، حاولت جاهدا قراءة شيء ما في عيني الطفلة حيث ما كنت بي طاقة لرفع وجهي في الوجه الذي امتلأ من قبلات غيري
5- (لسا بتقرا ، ماشاء الله) لم يكن صوت سميرة صافيا ولا بريئا مثلما كان سنة أن مات حمد. سنة أن قالت لي (يا سعيد انت عاجبني .. عاجبني شديد)

6- ظننت لوهلتين أو تسع أنها تشكك في رجولتي بهذه الملاحظات التافهة . نعم تأخرت سنتين في المرحلة المتوسطة ، وسنتين أخريين في المرحلةة الثانوية . لكن حقيقة كوني لا زلت أدرس لا تمنع أنني أحببت بعدها ليلى وكلثوم وفائزة ونعمات .
7- (أسوي شنو يا بت عمي .. داير أبقى ليكم دكتور) ... (دكتور!!!) ظننت أن اعتراضها يحتوي على اتهامات أخرى مناقضة (أيوا دكتور) .... (لكن أنت بليد في الانقليزي يا سعيد) (كنت يا سميرة لكن اجتهدت شديد وانا اسا بشرح للطلبة في الحلة الانقليزي وبالمناسبة نعمات صاحبتك عندها ولد في سنة خامسة وجابتوا لي أشرح ليهو الانقليزي وعجبتا طريقتي معاهو ... عجبتا شديد)

8- لم يشتعل ظني في أني أثرت غضب حبيبتي الأولى القديمة بقدر ما اشتعلت هي أحاسيس وانفعالات متناقضة وكاذبة كلها طيلة المئة وعشرين دقيقة التالية المنتهية بدخولها مجددا إلى غرفة مذاكرتي وهمسها لي (يخس عليك يا سعيد يعني ماداير تقدّمني لي بيتنا؟؟ الدنيا بقت ليل وانا لازم أرجع !!) .
9- تعسا لي من واحد وعشريني غبي . لم تعد أنصاف الحقائق تسكن عيني سميرة . لقد رحلت إلى الطريقة التي تزم بها شفتيها وهي تتكلم وتسكعت في تعرجات صوتها الذي لم يعد صافيا ولا بريئا هكذا جرؤت على النظر إلى الوجه الذي تلون بألف لون ولون بعدي . بعد سنة موت حمد . جرؤت أيضا على مد يدي إلى يدهاوملء صوتي بعناد سخيف (معليش يا بت عمي ، الامتحانات بعد بكرة وما بقدر أفرط في الوكت )
10- الحوارات التالية التي دارت بين ظنوني ومغاني أنصاف الحقيقة في فوح عطرها وانفراج حاجبيها انتهت إلى (ياريتك تصر على تحقيق حلم واحد في حياتك)(لازم أبقى دكتور يا سميرة- لازم) (انا قادرة أكشط حياتي كلها وارجع ليك تاني لو كنت راجل بقدر على حاجتين : العفو عني والتمسك بي) (مفروض تفهمي إنك ما سميرة الزمان ، انتي زولة تانية مختلفة وعادية جدا ومسكونة بتفاصيل كثيرة لا تخص أحلامي القديمة) (سعيد : عارف يعني شنو هشام مات؟؟؟)(هشام شنو القدرتي تعيشي معاهو أصلا وتنسي وانت في أحضانو إني أنا ما زلت حي )(نسيت حكاياتك العجيبة )(سميرة أنا حياتي بعدك تطورت بشكل مختلف . أنتي ما براك جواي الآن )(سعيد انت عارف انا ما فاضل لي زول غيرك ) (داير اذاكر ،داير ابقي دكتور) (بليد/عجبتني شديد/بليد / عجبتني شديد).
11- أما هي فقالت مباشرة : خير يا زول أنا بس كنت جاية أودعك قبل ما أسافر لي فيصل أخو هشام في الخليج . طبعا أصر أنو يتزوجني بعد وفاة المرحوم وعملنا العقد بعد العدة مباشرة .
12- ولم ترتدع أشلاء ظنوني ، تمسكت أن كل هذه التطورات تستهدف شممي وإبائي . لن أرضخ لها ثانية أبدا . مهما تبدت لي أميرة للبهاء والغنج في آن معافي هذه الليلة الغبراء الحالكة


(..... يتبع إنشاء الله)

فتحي البحيري

ياسلام عليك يا فتحى




واصل





جلال ناصر

لكم هو رائع أن يقرأ المرء لك أيها العزيز الكاتب :
فتحي البحيري

مساحة حُب ... لما تكتُب ، مُثقلٌ هو بالعاطفة ويُسر التعبير .

هكذا أنت تسرق لؤلؤة من العين الشمال ثم أختها اليمين
لتتبَع ماذا يفعل بنانَك من قص .
تبدأ أنتَ من حيث لا يبدأ الآخرون ،
تنثُر نرد اللغة وتتخير أيهم يسبق الآخر ،
ثم تُعيد ترتيب النثر بخيط الراوي و وهَج الشُخوص .

شكراً لك سيدي .

بمثل ما تكتُب تبدأ الرواية الجديدة ... ولا تتوقف عن السرد ، يقول أعظم من كتبوا :
لا تكسر حلاوة تدفق نهر القص فبريقه الأول أكثر لمعاناً بعكس الذهب .
03 / 08 / 07

الأحبة الأجلاء

sumah
جلال ناصر
عبدالله الشقليني


شكرا لكم وودا

نحاول ، سدى ، على المدى العميق

الهروب إلى عالم وردي ينبت داخل كل إنسان .. وحرف


ولا حول ولا قوة إلا بالله

يا صديقي فتحي البحيري
الشاعر والسارد والكاتب الجميل وحاجات كتيرة جميلة
استمتعت بهذا المقطع الجميل
وإذن هي بشارة برواية جديدة قادمة


معك في الانتظار.. ً

just

elegant

well composed

well organised

as usual

thanks
dr mustafa

تعاليم الحياة العالية
وسفر السلام المحض
لكما
يا صديقان جميلان

نصار ومصطفى



.....

13- تباً له من فتىً طائش . لا يريد أن يعي أنني رسولة من لدن أجدادنا المشتركين ترمي إلى
زرع هذه الأرومة في سياق المجد مرة أخرى – أخيرة . كان لا بد من وعيه بي كذلك كي تكتمل دوائر خطتي النبيلة ولكنه يغرق لا يزال في أوهامه الذكرة هذه تجاهي . قالت لي صديقتي فائزة أنها عشقته في حدود سنتين فقط بلا حدود . ولكنها تجاوزته بسرعة في اللحظة التي اكتشفت لا- نضوج روحه الفظ . قلت لها : ربما كنت أنا السبب . قلت لأمي : لماذا أتلفت سجادة أهل بيت سعيد سنة أن مات حمد . لم أكن أعي بالتدابير ولا أفقه شيئا سوى كلمات عمي : " نحن يا بتي ما هينين عشان زمنكم دا يسوي فينا كدي . نحن عِرِق شهامة ودين وراي "

الله الله يا فتحي...
طولنا من النفحات المنعشة..

serenader


عوفيت



ومشتاقين