د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟

د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟


07-30-2007, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1185805206&rn=0


Post: #1
Title: د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟
Author: بكرى ابوبكر
Date: 07-30-2007, 03:20 PM

تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟
نقلا عن الصحافة 10/7/2007
بقلم د. التجانى حسن
لم يعُد الحديث عن تحديات البيئة (environmental
challenges) والمحافظة على استدامتها وصيانتها ترفُ
مجالسٍ صفوية معزولة وحكاوى يرويها الأكاديميون ويُعاد ترديدها واجترارها بالمناسبات، ولكنها أصبحت قضية ذات أظافر وأنياب وأولوية وحضور دولي محروس وضعها في صلب الفكر التنموي. الحديث عن تفاقم مشكلات البيئة أصبح يفرض نفسه بصورة متسارعة ومتصاعدة، كما أن صيانة البيئة والمحافظة على استدامتها بمعايير كمية وكيفية (qualitative and quantitative indicators) ذات أوزان عملية وعلمية دقيقة ومدروسة صارت هماً تحمله البشرية وضعفاً تستشعره مع التنامي المضطرد لقضايا ومشكلات حياتية مثل إرتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض، وتناقص المساحات الخضراء من غابات ومشاريع زراعية، والزحف الصحراوي، وتلوث مصادر المياه العذبة، وقلة المتاح من مياه الشرب النقية، والتلوث البيئي الناتج من مخلفات المصانع والمفاعلات.
ولعل أكبر إنجاز حققته البيئة كان في العام 2000 حينما نجح أنصارها في إدراجها كأحد أهداف الألفية للتنمية (millennium development goals) (1990 - 2015) جنباً إلى جنب مع قضايا وتحديات تنموية أخرى ذات صيتٍ ودويٍ هائل مثل تقليل وطأة الفقر والجوع وإلزامية التعليم وتعزيز مكانة المرأة وتقليل معدل وفيات الأطفال والأمهات عند الولادة ومكافحة الإيدز والملاريا والأمراض الأخرى والحث على عمل الشراكات التنموية. هذه الأهداف (أهداف الألفية للتنمية) هي التي تواثقت كل شعوب العالم ممثلة في حكوماتها على العمل المشترك لتحقيقها وتوجيه الموارد البشرية والمادية وتصويبها لتحقيقها. وحقيقة الأمر أن هذا الإنجاز الإستراتيجي كان تتويجاً لمثابرةٍ بشرية طويلة، كثيرٌ من جنودها مجهولون وبعضٌ منهم اخترق حجب التجاهل والتعالي المضروب على البيئة وتحدياتها ليضعها في مرتبة عالية في سلم تحديات التنمية البشرية بل الحياة برمتها. لم يكن الإرتقاء إلى تلكم المراقي والقمم واجباً سهلاً ولكنه كان عملاً مضنياً سهِر لأجلِه نساءٌ ورجالٌ أشداء ليال طويلة أقاموا في سبيله ولأجله مؤسساتٍ قوية تعددت لغاتُ أهلِها وسحناتِهم ودياناتِهم ونوعِهم البشري ولكن جمع بينهم جميعاً الشعارُ والشعورُ والإحساسُ بالمسؤولية تجاه وإزاء هذه القضية. أعظم ما في سِفْرِ تلكم التضحيات أنها تستبقُ وتُسابقُ الزمان والمكان وعناصر الجغرافيا السياسية والتاريخ لأجل مستقبل أكثر إشراقاً وأمناً وأماناً للحياة القادمة، وهو لعمْرِي عمل جليل يتجاوز حب الذات الذي جُبِلَ عليه الإنسان وفُطِرَ إلى آفاق الشعور والإحساس بالكل البشري الذي خلقه الله في أحسن تقويم والحيواتي وفوق هذا وذاك الأرض التي جعلنا الله مستخلفين فيها بالعدل والقسط والإحسان.
لقد أثبتت الدراسات العلمية المكلَّفة التي أقامتها مؤسسات علمية وبحثية دولية راعية لقضايا البيئة وتحدياتها أن الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية يمكن أن توفر الأساس المتين للإستقرار والتنمية على المدى الطويل، وأن هناك علاقة مباشرة وطردية بين إستدامة البيئة من جهة واستقرار المجتمعات ورفاهيتها وإزدهارها من جهة أخرى. هذه الدراسات والأبحاث المعمَّقة أكدت أن جوهر النزاعات المسلحة والحروب إنما هو صراع على الموارد الطبيعية من مصادر مياه عذبة ومساحات رعي وكلأ وهكتارات تزيد أو تنقص صالحة للزراعة.
لم يعُد دكتور شلقامي وبروفيسور العاقب ودكتور محمد عبد الله الريح في الساحة وحدهم يُعلِّمون الناس أهمية الطاقة النظيفة وكيفية الحصول عليها وكيفية إستخدامها الإستخدام الأمثل والأهمية الحيوية لإستدامة الغطاء النباتي والحياة البرية الطبيعية ولكن أصبح لهم ومعهم جمهور ممتد يزداد كُلَ يومٍ كيلَ معرفةٍ وصلابة، وليس أدل على ذلك من بروز كتل أحزاب الخضر (green parties) في الغرب وأميركا الشمالية ببرامج متميزة تستهدف تحسين نوعية الحياة (quality of life) عبر بوابة الاهتمام باستدامة البيئة وصيانتها.
لقد أكسب تنامي أجندة المحافظة على البيئة والتصدي لمشكلاتها أنصاراً جددا ومؤسسات جديدة وواقعاً جديداً يعيد تشكيل أولويات التنمية البشرية ويعرف بمخاطر الحياة القادمة في ظل التعدي اليومي على البيئة وأصبح تفضيل برنامج أحزاب الخضر الانتخابي والذي يقوم على مناصرة قضايا البيئة من منظورٍ إستراتيجيٍ يتعلّق باستدامة التنمية على غيره أصبح ظاهرة كونية جديدة استوقفت الكثير من المراقبين والباحثين مع الإنتشار الكثيف لمناصري البيئة وسط صناع القرار وواضعي السياسات.
والسودان كواحد من منظومات بلدان العالم الثالث (underdeveloped coun
tries) ليس بدعاً من ذلك تتعدد فيه مهددات
البيئة وتظهر تحدياتها في أوضح صورها بدءاً بضعف الوعي بقضايا البيئة وتحدياتها وضعف الإلتزام المجتمعي والحكومي فيما يختص بوضع السياسات والتشريعات الخاصة بإستدامة البيئة وإيقاف التعدي عليها وحراسة هذه التشريعات والسياسات بمؤسسات مجتمعية وحكومية فاعلة ومجموعات ضغط مستنيرة. كما أن السلوك البشري يفاقم من مشاكل البيئة والمتمثلة في رعي جائر وتبرز في العراء وتلوث لمصادر المياه النقية وإزالة عشوائية للغطاء النباتي، مما يزيد من مساحات التصحر وتجريف شواطىء الأنهار والذي يسبب ظاهرة الهدّام، كما أن الحقن المستمر للفضاء المحيط بالقشرة الأرضية بالدخان المنبعث من عوادم السيارات والمصانع يسبب الإحتباس الحراري ويرفع درجة الحرارة على الأرض. هذا السلوك البشري المعتل يكون في أغلب الأحيان أكبر مهدد للبيئة ويكون دوماً خصماً على رفاهية الإنسان وتطوره.
لا يمنع ذلك من القول بأن هناك العديد من الإشراقات والإضاءات التي تقوم بها بعض المنظمات المتخصصة في مجال البيئة والعديد من مؤسسات التعليم العالي كجامعة الخرطوم الرائدة بعلمائها وكلياتها ومعاهدها وغيرها من الجامعات التي حذت حذوها إلاّ أن ذلك يحتاج لمناصرة وتشبيك ودعم كبير مادي ومعنوي وفني حتى توضع تحديات البيئة في إطارها اللائق في قمة سلم أولويات التنمية البشرية والإنسانية وحتى يستدرك الجميع مآلات الخلل القائم في معادلة البيئة وأن يعملوا على إصلاحه بما يضمن مستقبلاً أفضل للبشرية في ظل توازن بيئي مسؤول ومحروس ومستدام
* طبيب- كلية الطب جامعة الخرطوم... ماجستير الصحة العامة- جامعة بوسطن الولايات المتحدة الأميركية... منسق شؤون إنسانية سابق بالأمم المتحدة.د. التجاني حسن المشرف*

Post: #2
Title: Re: د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟
Author: Mahjob Abdalla
Date: 07-30-2007, 05:49 PM
Parent: #1

I can guess

Post: #3
Title: Re: د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟
Author: Mohamed Elgadi
Date: 07-31-2007, 04:32 AM
Parent: #2

I hope this is not the same person on the most wanted list of the FBI
My apology to the writer if he was not the one..

mohamed elgadi

Post: #4
Title: Re: د. التجاني المشرف:تحديات البيئة الحاليه هل تحدد شكل الحياة القادمة ؟
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 07-31-2007, 05:55 AM
Parent: #3

Quote: طبيب- كلية الطب جامعة الخرطوم... ماجستيرالتحرش بالاطفال المعاقين- والهارب والمطلوب للعدالةفى امريكا... منسق شؤون سابق بالأمم المتحدة.د.عيالاتى. التجاني حسن المشرف