أنا مع جماعتي .. فكرة تهزم العقلانية ..

على أيام مايو وقيام الجمعيات التعاونية وبداية التشظي
الاجتماعي بين من ماسكي القرون والشطور
انقسم أهالي إحدى قرى منطقتنا بشمال أمدرمان ..
وتصاعدت بينهم الخلافات فيما يخص (التعاون) والتعاونيات
نظام أبتكرته مايو عندما كانت ترفع الشعارت الإشتراكية
وكان أجدر أن يسمى (التجاذب) .. ووصل الأمر
للوزارة المعنية وأرسلت بعض المسؤولين ليحلــوا
الإشكال قبل أن يستفحل .. وعقد اجتماع كبير فـي
نادي القرية حيث كانت الأندية ناشطة في ذلك الوقت
قبل أن يتم تحويلها مؤخرا لوحدات إجتماعية تقتصر
على أنشطة محدودة (على كل هذا ما تم في
منطقتنا) بأن تم إغلاق الأندية أو تغيير رسالتها
وقصرها كحال جميع الحريات الأخرى التي قصرت
وكادت أن تودي بالوطن.

ما علينا .. جاء المسؤولون وجمعوا الأهالي في النادي
وتم طرح المسألة للحوار وتعالت الأصوات وتأخر
الوقت دون الوصول لأي بوادر اتفاق بين الفريقين
المتنازعين وأضطر أكبر المسؤولين أن يحاول
الوصول لحل عبر التصويت بين الحضور في
نقاط الخلاف .. حتى يعود ويعلن أنه قد تم حل
المشكلة نهائياً وتم التوصل إلى كذا وكذا كحال
الأنظمة التي تدعي أن كل شيء تمام التمام.

بدأ التصويت وبينما الناس رافعين أياديهم دخل
أحد الأفراد وبعجالة رفع يده .. فقال له ضابط
التعاون يا أخي إنتا جيت هسع رافع إيدك عرفتا
شنو؟ فرد عليه: أنا مع جماعتي .. ونواصـل
حول هذه المسألة في الآفاق الراهنة.

الجليل محمد

أنا اتحكرت وش ،،،

الأخت - خالدة - تحياتي

مرحب بيك .. لكين نبحث عن الرأي والمخرج
ألا ترين بأن بداياتي أسئلة وليست إجابات
لو علمنا الإجابة لأنقذنا أنفسنا من وعثاء
الغربة .. ولأنقذنا وطننا من ما يعانـــي
من تشظي .. كل الحكمة التي نملكها آذان
ندعي أنها ستصغي لما يطرح ومن ثم ترســل
الفكرة للعقل فهو مناط التكليف في الدين
والدنيا وإن غاب سقط التكليف .. فينغــي
أن يكون أداتنا في إدارة الخلاف .. إبنـي
خالد طالب في الثانوية جاء وقال أنو عاوز
يقطع شجرة حراز في بيتنا .. هكــــذا
بلا أي مقدمات .. وثار كل أفراد الأســـرة
ولم يكن بينهم مؤيد للفكرة ورأيهم عدم
الموافقة على قطع الحرازة لأنها سمحة
وكبيرة وتخضر في الصيف وتدينا الضل ..
وقلت له ما مشكلة بس ورينا السبب شنو؟
وعلم الله حتى هذه اللحظة لم أسمع منه غير
رغبته في قطعها .. ولم يفد أن حكيت له
ما كتبه الطيب صالح في دومة ود حامـــد
وأنو ليه نقطع الدومة لنضع البابور في
مكانها .. هنالك متسع للدومة والبابور
وقلت له لو عندك حاجة دائر تختها محـل
الحرازة شوف ليها محل تاني نحنــــــا
الحرازة عاوزنها .. فهل نحن شعب صيــغ
هكذا لا يقبل حقيقة أن الحياة ألوان
طيف مختلفة .. فلا ينبغي أن تلغي إختلافاتنا
إرضاءا لرغبة فرد أو مجموعة.. ونواصل ..

فالنبدأ من هذا المنبر الذي فتح
أفقاً للحوار الذكي بين أبنـــاء
السودان في أصقاع الدنيا .. هـل
ندير عليه حواراً أم عراكاً؟ هــل
ننظر للموضوع المطروح؟ أم مـــن
الذي طرح الموضوع لنقرر موقفنـا
قبل أن نطلع على ما كتب ..
هل أنتهزنا الفرصة لنطرح وجهـات
نظرنا .. أم تعالت نبــــرات أن
هناك وجهة نظر واحدة صحيحة؟ كـل
منا يراها في ما يراه هو.. إلى
أين يمكن أن يقود مثل هذا النظر؟
ونواصل ..