الصين تـرد على الدعايـة الغربيـة ضـد منتجاتهـا - درس جـيـد لحكومـة السـودان!

لقـد تابعت فى الأسـابيـع القليلـة الماضيـة، الهجمـة الشـرسـة والمفاجئـة، التى تعرضت لهـا صـادرات الصين، فيمـا يعلق ببعض الأسمـاك ومعجنون الأسنـان.. ولم يكن لدى شك أن وراء الأكمـة ما ورائهـا.. ولكنى أثرت التريث فى التعليق حت أستجلى الأمـر.
وليس سـرا أن الشـركات الأمريكيـة غيـر مرتاحـة أبـدا من منافسـة الصين الغيـر متكافئـة للمنتجات الأمريكيـة.. فإن الميزان التجارى للستـة أشهـر الماضيـة فقـط، كان لصـالح الصين بمقـدار 27 بليون دولار أمريكى!! وقـد تذكرون أنى ذكرت هنا قبل هـذه الحملـة الأمريكيـة، أن الولايـات المتحـدة قـد طلبت من الصين رفع قيمـة اليوان، وان الأوروبيون أصـدروا قانون ضـد الردم anti-dumping law للحـد من استيراد الأحذيـة الصينيـة.. فلو أخذنـا كل هـذا فى الإعتبار، فإننـا نضع هـذه الحملـة الجديـدة فى إطارهـا الموضوعى.. فهل ظهـور مادة فى واحد فقـط من أنواع كثيرة لمعجون الأسنـان التى تصـدرهـا الصين لأمريكـا (نوع واحـد فقـط) ثم لم يثبت علميـا ضـرره على الصحـة.. هل هـذا يكفى لإشـانة سمعـة المنتجات الصينيـة، والميديـا الأمريكيـة تعلم مدى حساسيـة المستهلك عندمـا يتعلق الأمـر بمنتجات صحيـة؟
كل صـادرات الصين من الأدويـة والأطعمـة خاضعـة للمواصفـات الأمريكيـة.. وتختبرهـا ال FDA قبل الإستيـراد، ولا تستورد وتنزل السـوق الأمريكيـة إلا بعـد الحصول على تلك الشهـادات.. وهـكذا كان العمل منذ عشـرات السنين.. فماذا جـد الأن بعـد إعلان الميزان التجارى الذى مال بنسبـة أكثـر من 30% عن العام الماضى؟!!

على أى حال هـذا ليس موضوع البوست الأسـاسى.. فكيف كان رد الصين على هـذه الهجمـة:

1- فى البدايـة لم يكن هناك أى رد فعل من جانب الحكومـة الصينيـة، وغالبـا ما كانوا يدرسـون الإحتمالات.. فلم يفاجئونـا بالتشنـج والصـراخ، ومن أن هـذه مؤامـرة يقف وراءهـا اليهـود!!
2- أول رد فعلهـم كان الإعلان عن تطبيق القانون بصـرامـة ضـد كل شـركـة صينيـة لا تلتزم بالمعاييـر الدوليـة فى الصناعـة.
كانت هـذه التحركـات الأوليـة من أجل إمتصاص الهجمـة الإعلاميـة الغربيـة.
ثـم!
3- أعادت الصين شحنـات فواكـه أمريكيـة لمخالفتهـا للقواعـد الصحيـة فى التعليب، والتغليف، مما يمكن أن يعرضهـا للتلوث! وهـذه كانت رسـالـة بأن أى مواد (ملوثـة) أخـرى يمكن أن تعاد أيضـا.. لاحظ أن إحتمالات التلوث أكبـر عشـرات المرات من إحتمالات المخالفـات الصناعيـة التى يمكن يسيطـر عليهـا ببسـاطـة بعدم أدخال المادة المعينـة فى الصناعـة!
4- بدأت الصين فى حشـد الرأى العـام لصالحهـا.. وقـد إستمعت أمس لمقابلـة تلفزيونيـة على قناة cctv9 الناطقـة بالإنجليزيـة، وقامت المذيعـة يانج مقدمـة برنامج dialogue بإجراء حـوار ضافى مع سفيـر استراليا الجديد فى الصين.. وكان التركيـز على التجارة بين البلدين، وكيف أنهـا تزدهـر باستمـرار.. وذكر السفيـر أن المصنعين الصينيين يسيطرون على 80% من سـوق الملابس، و 60% من سـوق المنسـوجات.. وهلمجـرا!!
وإنهم سـوق مفتوحـة، ويريدون تحقيق تكامل تجارى بين البلدين.

الولايات المتحـدة بقت عليهـا حكايـة سيك سيك معلق فيك.. فقـد ظهـر أن إتفاقيـة منظمـة التجارة العالميـة كأنما فصلت تفصيلاً لصـالح الصين!! وحين أسس الغرب تلك المنظمـة، كان يقصـد من ورائهـا السيطـرة على النظـم الدكتاتوريـة فى العالم الثالث بالتحـديـد، وبأمل السيطـرة على شـرق اسيـا.. ولكن ظهـر ان الصين لا يمكن ان تحسب على العالم الدكتاتورى، على الأقل حين يتلق الأمـر بالتجارة والإقتصـاد.. وإن ال ًWTO وقعت ليهـا فى جرح.. وهى الأن مستعـدة مقاضـاة أى دولـة تسن قوانين وطنيـة للحـد من صادراتهـا، أو خلق ظروف محليـة لا تستطيـع المنافسـة فيهـا، مثل خفض الضرائب والإعفاءات الغيـر مبررة للصناعـات المحليـة!!

فوق للمزيد من الإطلاع