التراث والبيئة: عـرق المـحـبـة!

من الطرائف فى البيئة السودانية، أن هناك من بيعون عروق المحبة، نباتات مسحوقة تسمى عروق المحبة. عرق المحبة معروف فى قرى وفرقان غرب السودان، ويتداوله أناس من قبائل كالفلاته. ومعلوم أن هناك مجموعتين من هؤلاء البشر، الصنف الأول يبيع العطور سواء البلدية (الصندل، المحلب، القرنفل، الضفر وغيرها) أو السودانية كعطور أوراق الخريف، السيد على الميرغنى، بنت السودان وغيرها من عطورنا المحلية والتى هى الأخرى بلدية. المجموعة الثانية هى التى تبيع عرق المحبة، وعروق الخلاف بين الرجل وزوجته، عروق لكسب المحاكم، عروق من الطلق النارى .. هناك عروق جاهزة لأى غرض!
وإن كان هؤلاء هم التجار والتاجر يتاجر فى كل شيئ يأتى إليه بالربح! لكن العجب العجاب أن هناك من يصدقون فرية عرق المحبة. فترى الشاب يسأل الرجل " يا عم ما عندك عرق محبة"، فيقول العم "نعم لدى عرق المحبة"، يا عم كيف الأستعمال، يجيب العم "أخلطه بالدهان وأمسح به يديك ثم صافح من تريد أن يقبض فيها عرق المحبة"، هناك يذهب الشاب وعليه أن يسلم عليها وحدها من بين المجموعة حتى لا يقبض عرق المحبة "نصيبه" غير مقصودة.
هذه الفرية تسرى حتى اليوم، والأغرب هناك حجاب عدييل للمحبة، تلبسه فى ضراعك ثم تذهب به مفتوناً بأن كل من تغازلها سوف تقع فى شراك حبك .. وإن صدقت فرية عرق المحبة هل هذا النوع حقيقة يعبر عن حب أو يعبر عن أحتيال على الضحية؟ ولكن ما دام القصد الحب، ومن أجل المحبة يمكن أن يجد الأنسان المصالحة، لأنى أعرف لو كان الأمر يؤدى إلى قتال أو حرابه بين مجموعتين نقول خرج عن الزوق ولكن يبدو أن المحبة حتى لو تمت بواسطة عرق المحبة هى المحبة.

ومن هنا أهديكم عرق المحبة.

بريمة