أغاني، قصيدة جديدة للشاعر بابكر الوسيلة

أغاني، قصيدة جديدة للشاعر بابكر الوسيلة


07-11-2007, 01:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1184158000&rn=0


Post: #1
Title: أغاني، قصيدة جديدة للشاعر بابكر الوسيلة
Author: مأمون التلب
Date: 07-11-2007, 01:46 PM

القراء بسودانيزأونلاين
أنشر في هذه المساحة آخر قصيدة كتبها الشاعر بابكر الوسيلة
تحياتي


أَغَاني
بابكر الوسيلة سر الختم
(1)

في ذِكرَى لعَيْنَيكِ في اللَّحظة هَذِه،
أُهدِيكِ نُعَاس الأغَانِي،
وأدعوكِ للمَوتِ فِي فَمِي الطَّازَج،
فِي نَكْهَةِ الشَّجَنِ الشِّتَائِيِّ تَحْتَ الغِطَاء.

أَدعُوكِ لفَاكِهَةِ الحَقِيْقَةِ الْمُظْلِمَة،
أَدْعُوكِ للرَّاعِي؛
لوَسْوَاسِهِ الْمُطِنِّ تَحتَ الشَّجَرَةِ،
لرَقْرَاقَةٍ تَخْطُفُ مِنَّا الكَمَالَ الهَتُون.
ولا أدَّعِي أنَّنِي طَيْرُكِ الغَامِضُ،
أنَا مَحْضُ خَائِنٍ مُؤْمِنٍ بِجَنَاحَيْنِ مِن الأُغنِيَة،
وسَمَاءٍ قَرَوِيَّة...

(2)
سُرُورُكِ فِي البَيْت
ونَارُكِ الْمُضيئَةُ تَحْتَ عُيُونِي؛
نَارُكِ الَّتِي تُطْهِي فَقْرَنَا بِحَرَارَةِ التَّعَانُقِ؛
بابْتِسَامَةِ الغِنَى،
وضَحْكَتُكِ الصَّغِيْرَةُ للأبَدِيَّة تَحْتَ السَّرِيْر،
وأشْيَاءَ أُخْرَى،
كَثِيْرَةٌ بالأَمَل.

مَوْضِعِي فِي الكَيَانِ
وشَيْطَنَةُ الوَلَد...

يَا إلهي..
أَنَا بَاهِظٌ،
مَا أَجْمَلَ هَذِي الصُّدْفَة –كَوْنِي رَجُل-
فِي حَوْشِ البَيْت...

(3)
أَصْحَابِي السُّكَارَى،
_ضَحَايَا جَمَالِي_
الرِّجَالُ الْمَليئونَ بالنِّسَاء الْمَلِيئَاتِ بالرِّجَال؛
الحَارِقُونَ كَجَمْرَةِ الذَّنْبِ طُولَ الحَيَاة؛
الْمُشْرِقُونَ كَظُلْمَةِ الذِّكْرَيَات؛
الْمُشْرِفُونَ عَلَى مَوْجَةِ البَحْرِ،
فِي ضِفَافِ البَنَات..

أَصْحَابِي..
عَنْهُمُ الأغَانِي
عَنْهُمُ الأَمَل.

(4)
لَمْ أَرَ فِي أَحَدٍ مِن أَحَدْ
مُذْ تَعَلَّمْتُ مِلْء الفَرَاغِ بقُبْلَةِ البِنْت،
أو بِرَمْيِ الرَّصَاصِ الجَّمِيْلِ،
فِي خَيَالِ الأَمَلْ.
مُذْ تَعَلَّمْتُ ذَبْحَ الطُّيُورِ عَلَى جَسَدِ الأغْنِيَة؛
لَيْسَ فِي أَحَدٍ
مِن أَحَدْ...

وَهَذا جَزَائِي: الحَيَاةُ بلا مَعْرِكَة
يا حِصَانِي
حِصَانَ بَسُوسِ الأغَانِي...

(5)
مَع الأغْنِيَة

فِي الصَّيْفِ،
فِي العَرَقِ اللامِعِ،
فِي ذَرْوَةِ الأَبَدِيَّةِ،
فِي قُبْلَةٍ،
فِي تَلاَشٍِ
مَعَ الأُغنِيَة..

وأنَا لَيْسَ شَيْئَاً
سِوَى زَهْرَةٍ
مِن حَوَاشِي الحَوَاس..



(6)
فِي الضُّحَى السَّاجِدِ،
فِي تُرَابِ غُرْفَةٍ مُبْتَلَّةٍ فِي الهُدُوءِ..

والسَّقْفُ يَضْرِبُ فِي الضَّوَاحِي البَعِيْدَة.

رَكَّتِ الأغَانِي فَرَكَّتِ الذِّكْرَيَاتُ مِنِّي،
فِي غُصُونِ الْمَعَانِي..

صِرْتُ أَخَ الجَّدَاوِلِ الصَّغِيْرَةِ للعُذُوبَةِ،
صِرْتُ رَمْزَ ابْنِ آدَمَ؛
فِي النَّشِيْدِ الكَبِيْرِ للخَطَأ.

وهَا أَنَذَا العَاشِقُ الْمُلَحَّنُ،
أَضُمُّ حَبِيْبِي البَعِيْد وأرْقُصُ،
أَرْقُصُ
أرْقص...

(7)
النَّاسُ الكَثِيْرُونَ
قَلِيْلُون..

مِنْهُم الذِّكْرَى الَّتِي تَجْلِسُ فِي (الرِّمِيْلَة)،
تَتَأمَّلُ الأبَدِيَّةَ غَارِقَةً فِي عَطْبَرَة،
ومِنْهُم القُبْلَةُ البَدَوِيَّةُ تَحْتَ الشَّجَرَة،
ومِنْهُم الأغْنِيَةُ الَّتِي تُؤَلِّفُ الأعْشَابَ للقَطِيْع،
ومِنْهُمُ الرَّمَادُ الَّذِي يُخَلِّفُهُ الرَّهْطُ إبَّانَ الحُلُول،
ومِنْهُمُ الرَّاعِي الَّذِي يُشَوِّشُ الخَطِيْئَةَ..
مِنْهُمُ الطَّبِيْعَةُ فِي طَبِيْعَتِهَا تَجْلِسُ تَحْتَ صَفْصَافَةٍ تَحْتَسِي كَأْسَ البُحَيْرَة؛
ثمَّ تَعْرُجُ فِي الفَرَاغ..

ومِنْهُم أَنَا أَعْمَى القَصِيْدَة.

(8)
أَمَلِي فِي الطُّيُورِ كَبِيْر،
أنْ لا تَعُودَ إلى البَحْر
دُونَ الجَّنَاح.

أَمَلِي فِي الصَّبَاح
أنْ يُعِيْدَ إليَّ العَبِيْر.

Post: #2
Title: Re: أغاني، قصيدة جديدة للشاعر بابكر الوسيلة
Author: Giwey
Date: 07-11-2007, 03:36 PM
Parent: #1

مأمون التلب...


تحياتى نديّات...
وأين أنت يا رجل ؟؟؟

سأعود حتما لذلك النص الكثيف....


لك الود


عبد الرحمن قوى