فصول دائرية من مراحل مائية إلى روح أستاذى الفنان التشكيلي فريد خليفة/الجزء الثانى.

.

فصول دائرية من مراحل مائية إلى روح آستاذى الفنان التشكيلي فريد خليفة.


فوجئت بخبر وفاة استاذى فريد خليفة.

درسنى أستاذ فريد في مدرسة الأمير الثانوية بمدني في الثمانينات ، وهى من أعز السنوات إلى قلبي، فهو صديق لأسرتي، وأصبح أستاذا لي وصديق.

أستاذ فريد يحب الحياة و ممتلىء بها، يحب شفافيات الألوان المائية والملابس الأنيقة، وكل أنواع الحلويات والكستر.

قدمنا أستاذ فريد إلى الألوان المائية، و حدثنا عن جمالها وسحر شفافيتها، وموضوعه الذي يحب أن يرسم، ويحب أن يختبرنا به كان : الحياة تحت سطح البحر!

اللون الأزرق، كان أول الألوان زوالا من علب ألواننا التي كان لونها أيضا ازرق...أزرق غامق "أطال الله في عمر استاذى الآخر بشير عبد الرحيم، بشير زمبه".

فريد حدثنا عن علاقات الازرق و والاخضر والماء ، وأهمية الدرجات المحايدة من الرمادي عند مزجها بدرجات الأزرق أو الأخضر أو كلاهما...مع حركات رقيقه تتنقل مابين علبة الألوان، وإناء الماء والورق الأبيض، كم سحرنا أستاذ فريد بمهارته في تلوين الماء، فهي ليست بيضاء ، واللون الأبيض بالإضافة إلى أنه ممنوع في "حصة فنون أستاذ فريد" إلا أنه لا يشبه لون الماء على كل حال ، واللون الأزرق رغم قصائد الشعراء الغير بصرية الوصف فهو أيضا لا يشبه الماء! .

رسمنا مع أستاذ فريد كثيرا من الأسماك الملونة.

حدثنا فريد عن مراحل بناء المائية ...

هذه اللوحة كالفصول، دائرية، صيف، وشتاء ، وبعضا من ربيع وخريف ، ليأتي الشتاء وتتساقط كل أوراق الشجر.

وهذه اللوحة كالتاريخ لاترجع للوراء، وتتراكم كبعضا مما علمنا له أستاذ الفنون، الفنان فريد خليفه.

وبعد الجزء الثانى سنرفق الجزء الثالث والاخير قريبا.

.

خالد كودي يا اصيل في ناس بياثروا في حياتنا بشكل ايجابي لدرجة انو الانسان
في عمر محدد تلاقيه بتمنى يكون زيو وما بتنسي من حياتنا التحيه ليك يا خالد
وانت بتقدم لروحو اجمل هديه والرحمه والمغفره لفريد خليفة

Quote: خالد كودي يا اصيل في ناس بياثروا في حياتنا بشكل ايجابي لدرجة انو الانسان في عمر محدد تلاقيه بتمنى يكون زيو وما بتنسي من حياتنا التحيه ليك يا خالد وانت بتقدم لروحو اجمل هديه والرحمه والمغفره لفريد خليفة

العزيزة سمية،

فعلا أستاذ فريد أثر فى حياتى وفى حياة الكثيرين من طلابه وأصدقاءه.
بدات هذا العمل منذ فترة طويله وأتمنى أن أنجز المرحلة الاخيرة قبل إنتهاء الصيف.

لك الود...وتحياتى للمعاك

كان أستاذ فريد مغرما "بالشفافية" لحد الوله، كان يقول إذا لم تتجف ضربة الفرشاة الاولى لاتقدم على وضع أخرى فوقها...وبتكرار عمليات الصبر فى تكوين الطبقات تستطيع أن ترى اللون النهائى الذى تهدف له ، وفى نفس الوقت تستطيع أن ترى كل لون مكون للون النهائى وتستطيع أن ترى تمرحل أو سيرورة طبقات الالوان...كان يتحدث عن الشفافسة.

أستاذى الاخر"بشير زمبه" لم يكن متشددا فى الامر...وسنكتب عن "زمبه" يوما...

رغم إختلاف أستاذ فريد عن أستاذ بشير فى حكاية تقنيات التلوين إلا أنهما كانا متفقان فى حبهم لمزيكا الجاز!

إمتلك كلاهما مكتبه معتبرة من تسجيلات وشرائط موسيقى الجاز!

كان لفريد مكتبة محترمة من شرائط الكاسيت ، كثيرا من هذ الكاسيت كانت لموسيقى الجاز،
لوى آرم إسترونج، ومايل ديفيذ، جو هاريوتس،سن را، سونى رولنج، ماكس روش ، والذى قابلته قبل سنوات ببوسطن وأخبرته عن أن إثنين من أساتذتى فى الثانوى العالى فى مدينة فى إحدى الدول الأفريقية إقتنيا كاسيت لتجربته وأسمعانا إياها أثناء حصص التلوين!

ضحك الشيخ...الشيخ روش.. رائد أن يذهب الناس الى حفل ليستمعوا إلى "عازف إيقاع"!

قدمنا فريد الى الرسم مع الموسيقى...وليس مع الغناء!

كان يقول ان الكلمات تذهب بالإنتباه، ومعظم الموسيقى السودانية تقوم على الكلمات المغناه...والجاز لما فيه من عفوية وإرتجال يحرر من الانحصار فى معانى الكلمات و التى عادة ماتكون مصاحبة للغناء السودانى....فرسمنا مع الجاز.

نواصل.

*