نزار غانم يتذكر الراحل دكتور سيد احمد نقد الله

احبتي
كثيرا من طلاب طب جامعة الخرطوم في زمننا كانوا يرون ان النشاط الثقافي و الاجتماعي في الجامعة الماين اكثر من ذلك الذي في كلية الطب لذلك كنا نذهب الى هناك لسماع حفلات محمد الامين و حمد الريح و منتدى الفلاسفة و سوق عكاظ و محاضرات قاعة الشارقة ناهيك عن صحف النشاط
و ادركت ان هناك كلية جديدة انضمت لجوار الماين هي كلية الدراسات الاضافية التي اسسها المرحوم الدكتور سيد احمد نقد الله و كانت هذه ثورة تربوية في ذلك الوقت اذ سجل عدد كبير من الناس للدراسة المسائية مثلا في هذه الكليةالتي صارت تمنح شهادات دبلوم من جامعة الخرطوم
و كنت اتوق لمعرفة سيد احمد لانني كنت اعرف انه درس في اليمن لسنتين - حضرموت - ثم ابعدته السلطات البريطانية بحجة انه كان يدرس الطلبة مسرحية للحضرمي علي احمد باكثير صاحب قصيدة البحيرة لعبد الدافع عثمان و كانت هذه المسرحية او الرواية تتحدث عن نضال شعوب الملايو للتخلص من الاستعمار الهولندي و فعلا كتب سيد احمد مقالا كاملا عن هذا الموضوع تلبية لرغبتي و نشره في حديث الثلاثاء بصحيفة الايام و المعروف ان باكثير ولد في اندونيسيا و قد زرته مع والدي عام 1969م في القاهرة و هو متزوج من مصرية و لم ينجب اطفالا و لكنه ترك ثروة في مجال ما يعرف بالادب الاسلامي و كان واسع الافق فمثلا له قصيدة في رثاء المطربة اسمهان شقيقة فريد الاطرش فقد كان يعشق صوتها
و في نفس تلك السنة توفي علي احمد باكثير الذي لا يعرف كثير من السودانيين ان فيلم وا اسلاماه هو من تاليفه و فيلم سلامة القس الذي غنت فيه ام كلثوم ناهيك عن قصيدة البحيرة التي لحنها حسب علمي عربي الصلحي و قد عاش الصلحي و درس في اليمن الشمالية و لكني لم التقيه بل التقيت في حوار تلفزيوني بشقيقه الصلحي الرسام العظيم
رحم الله سيد احمد نقد الله الذي احبني و فتح امامي مجالات معرفية جديدة
السوماني