علاء الدين ... والمشروب الســـحري ...

علاء الدين والمشروب السحري ...أو هكذا..

باب العقارب ..

زحفت عقارب الساعة .. عقرب .. خلف عقرب .. خلف عقرب ..
أحداها .. أربعون مرة حول مركزها
في دأب وتصميم عنيدين .. أربعون مرة..
بخطي السلاحف تزحف عقاربها ..
والفتية اليانعون ..
جالسون على المقاعد ..
يتجرعون مرارة التململ .. على جمر المقاعد ..يتململون ..
يبحلقون بعيون ملؤها النعاس .. مثقلة الجفون ..
يتابعون .. فكي المعلم ولسانه المثقل بالكلمات ..
يعلو وينزل .. ويعلو وينزل .. ويعلو وينزل
ولا يفقهون .. معنى .. مما يسمعون ..
سوى معنى السأم والملل الدفين
بين الفكين المنهكين .. واللوحة المائلة .. على الجدران
بخطي السلاحف تزحف العقارب
وحين يصرخ الجرس .. برنينه المشروخ ..
يهب الفتية يهرعون.. بعيدا عن مقاعدهم .. يركضون
كأبعد ما يكون ..

السرد عاليه:-استطراد في معاني وردت في قصيدة للأديب الكوسوفي ، أيوب رمضاني..

وللحديث بقية...

باب السؤال ..
ويخرج المعلم من قاعة التدريس .. ومن أذنيه تتدلى بقايا من صوته ..
و صدى كلمات من الدرس الطويل ..
ورأسه يدور حول نفسه ..
والأرض تدور ..
والأسئلة الضائعة .. تدور ..
و الإجابات المضيعة .. تدور ..
كل يوم .. في فراغ ..
لا يلتقيان ..
أبد الدهر لا يلتقيان ..
خطان .. متوازيان ..
لا يلتقيان ..
ترى .. من أي صف قد خرج ..
وإلى أي صف سيتجه بعد قليل..
فرأسه يدور حول نفسه ..
وفي أذنيه بقايا حروف منهكة .. تساقطت من فمه ...
وصدى كلمات .. من الدرس الطويل...

وللحديث بقية...

باب الإبتسامة ..
ويدخل المعلم .. إلى قاعة المعلمين ..
بوجه مشرق .. ملؤه ابتسامة ..
واجب عليه أن يرسم الإبتسامة
في قاعة المعلمين..
وإذا لم تطاوعه نفسه .. أو الشفاه ..
فعند المدخل .. في الناحية اليمنى
سيجد صندوقاً مملوءا بالإبتسامات الساحرة والساخرة
.. يمكنه استعارة ما يشاء منها ..
فلا شئ أرخص.. من ابتسامة مصطنعة ..
منحوتة على الجدران ..
على الشفاه الباردة .. المغلفة بالصمت .. والمسكونة بالسكون ...
لا شئ قط .. أرخص .. من تكلف رخيص ..
ترى هل صافحت يده بقية الأيادي ؟
أم أنها قد لوحت من بعيد ؟
أو أنه صافح بعضهم .. ونسي الآخرين ؟
قد يكون ..
كل شئ .. بعد نهاية الدرس الطويل .. محتمل الحدوث ..
قد يكون..!!

..وللحديث بقية

باب الحياة ..
.. مهما حدث .. فلن يضيره شيئا . . أن يعيد الكرة
مرة تلو المرة ..
يصافح الزملاء والأصحاب والأحباب ..
للمرة الأولى ..
بعضهم مرتان ..
وبعضهم للمرة الثالثة ..
لن يضيره شيئا .. أن يعاود .. تأكيد نواياه الطيبة
ومشاعره الدفينة ( الطيبة أيضا.. بلا أدنى شك ) ..
بل أنه من المفيد أن يصافح الحضور .. مرة ومرتان
للتأكد من أنه..
وأنهم حضور .. بأشخاصهم .. وأنفاسهم ..
وأن الحياة .. تسري في أجسادهم .. وأن الحياة .. تسير قدما
وأن الأمر ليس مجرد حلم .. وأوهام ..
فبعد عناء الدرس الطويل .. كل شئ محتمل الحدوث
قد يكون

..وللحديث بقية..