المذهب أم السياسة؟

المذهب أم السياسة؟


06-29-2007, 06:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1183138504&rn=0


Post: #1
Title: المذهب أم السياسة؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 06-29-2007, 06:35 PM

أيهما أقوى، المذهب أم السياسة؟

المذهب بمعناه الشامل، والسياسة بكل أبعادها ومعانيها

ولكن، وكما هو الحال فى مثل طبيعة ونوعية هذه الأسئلة، غالبا ما يكون لنسبية الأشياء الكلمة الفصل فى منح الإجابة، خاصة فيما يتصل بتنوع وكثرة مجالات كليهما الأمر الذى ينحو بالسؤال مناحى شتى متنوعة وكثيرة أيضا، وحتما سوف لن تكون الإجابة يسيرة وسهلة، وأول ما يتبادر إلى ذهن متلقى السؤال، سؤال معاكس لموجه السؤال، على شاكلة، أيهما أقوى فى ماذا؟

وقد يتحور شكل وجسم السؤال إلى صيغة أو معنى آخر ليصبح، أيهما يوجه الآخر إن لم نقل أيهما يقود الآخر؟

مبعث السؤال هو ما يجرى منذ حين فى منطقة ما يسمونه حاليا بالشرق الأوسط الجديد، على أرض الواقع أو على الورق، ما يحدث من أحداث هى غير عادية من دون شك ولها ما بعدها وهى حتما لم تفصح حتى الآن عن نتائجها النهائية والتى ربما تكون قد تغيرت الآن ولعدة مرات فى أذهان واضعيها

أكثر ما لفت نظرى وأنا أتابع مثل غيرى ما يحدث بين الفصائل الفلسطينية بعضها مع بعض، وما يحدث فى العراق ومنطقة القرن الأفريقى، وإلى الغرب منها، فى السودان بجهاته الخمس، الوسط جهة برضو ولا شنو؟) وما بين السودان ومحيطه، من جميع الجهات، وتداعيات ما يجرى إقليميا وعالميا من هذا وذاك، هو الحلف إذا جاز الوصف، أو الدعم والمؤازرة المتبادلة بين أطراف مثل سوريا وحماس، حماس وإيران، شيعة لبنان (حزب الله وحركة أمل) وحماس، وهناك المعسكر أو الحلف المقابل المعروف، مع ملاحظة واقع وحجم الإختلاف الجذرى ربما بين أكثر من طرف فى الرؤيةالسياسية والمرجعيةالفكرية

لكن ما لم ينتبه إليه المراقبون جيدا، حسب ما أعتقد، أو ربما يكونوا فى ذروة إنتباههم فعلا، لا أدرى، هو إلتقاء حركة حماس بتوجهها ومشروعها المعروف مع إيران ومع شيعة لبنان، فى الوقت الذى ليس بين الطرفين الأخيرين ومقابليهم فى العراق سوى ما صنع الحداد، بأدواته ومنتجاته الحديثة التى تعدت السيف والحسام لأحدث ما تفتقت عنه عقلية "خلفاء كروب" الجدد

فهل تغلبت هنا السياسة والأبعاد الجيوبوليتيكية على المذهب وابعاده الفكرية العقدية؟

ونمد أرجلنا هنا ونقول بقوة وغلبة السياسة على المذهب

وهل كانت الغلبة هناك للمذهب والفكر العقائدى على براغماتية البوليتيكا بمصالحها الصغيرة القريبة والكبيرة البعيدة؟

لنمدها مجددا ونقر بقيادة وسيطرة المذهب على السياسة هناك؟

إذن الوقائع على الأرض تنتج إجابتين مختلفتين

ما الذى يجعل التنافر فى مكان ما ينتج مودة ورحمة ومساندة، ويكرس معناه وحقيقته فى مكان آخر؟

وحتى على مستوى ما يدور الآن فى السودان، مع إختلاف طبيعة ونوعية التنافر، تتناسل أسئلة من هذا النوع، والأمثلة متاحة لمن يريد السؤال أو التساؤل

وما الذى يربط بين المتناقضات هنا، وما الذى يحافظ على، بل ويوسع الهوة الأصلية التى بينها هناك؟



هل من مجيب؟