القهر الجبار في كجبار

هذه الحلقة من عامود (لقيات) الذي انشره إسبوعياً بالداخل لم تجد حظها من النشر ورغم أن موضوعها تاخر إلا أنني رأيت أن انشرها هنافالموضوع لازال حياً والنشر عنه بالداخل غدا ممنوعاً.انشرها هنا واطالب في الوقت نفسه مع تقصي الحقائق بإطلاق سراح الكاتب والناشط السياسي الاخ محمد جلال هاشم الذي اعتقل بالخرطوم في فورة أحداث كجبار.

لقيات33
القهر الجبار في كجبار
بشرى الفاضل
[email protected]

لابد ان من أتخذ القرار ببناء سد كجبار في منطقة شلال كجبار قد اتخذ القرار بعد أن حلق بالطائرة من الجو.ونسي أن الطبوغرافيا تتصل بأرض وأن هذه الأرض بالذات تتصل بأناسها ربما أكثر من أي أرض أخرى في السودان إنها أرض (نوب) الذين أصبح يكتمل تعريفهم بوجودها غير مغمورة بالمياه لأغراض أخرى غير الري وبوجودهم فيها غير مهجرين لأراض أخرى وإن أنبتت خيرات الجنان. ما الذي استفاده أهالي حلفا حين تم تهجيرهم منها في الستينات؟هل أضاءت الكهرباء وحشة الخلاء الذي تركوه وراءهم؟ لم ينلهم غير بحيرة معادية أغرقت مئات الكيلومترات من قراهم وتراثهم ونخيلهم ومراقد أجدادهم الأخيرة .
حين غرقت الباخرة في مطلع الثمانينات في البحيرة في رحلة عودتها من مصر وجد الأهالي أن أعدادا كبيرة من الضحايا ممن سبحوا ووصلوا إلى البر قد قضت عليهم جيوش العقارب السامة في الحال.
دماء زكية سالت في كجبار لأربعة شهداء جلهم من الشباب بل إن بينهم محمد فقيري الذي لم يبلغ سن العشرين مما حدا بالكاتب مرتضى الغالي وبعض من زملائه أن يقارن بينه وبين الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة بقرينة القتل الغادر مع حداثة السن لدى كليهما.وقال قادة الشرطة ضمن تبريراتهم المعهودة في مثل هذه الحالات أنهم أطلقوا الرصاص في الهواء بقصد تخويف المتظاهرين وتساءل الكاتب كمال الجزولي المحامي "كيف يمكن لإطلاق الرصاص في الهواء بمعرفة شرطيين محترفين أن يفضي إلى قتل الناس على الأرض؟"وأضاف إلى ذلك أحد الكتاب في موقع بالشبكة الدولية" إنه لابد أن يكون سكان منطقة كجبار من الطيور."
أربعة من الصحفيين ذهبوا كي يكشفوا للشعب حقيقة ما يجري في كجبار، هم القذافي عبد المطلب (الأيام)، الفاتح عبدالله (السوداني ), أبوعبيدة عوض (رأي الشعب)، أبو القاسم فرحنا (ألوان ) فأصبحوا في الحال حين اعتقلتهم السلطات جزءاً من الحدث.وصار السودانيون في الداخل والخارج يتساءلون بعد التأكد من عدد القتلى وبعد السؤال عن مصير الجرحى ممن كانت حالتهم خطرة، عما حل بالصحفيين الأربعة؟ لقد أصبح هؤلاء الصحفيين الشجعان جزءاً من الحدث. لقد انطبقت عليهم أغنية القمرية في الحدوتة السودانية الشهيرة
-(جيت أتفرج فرجوني.كسروا جناحي وحيروني)
علماً بأنهم ما جاءوا للفرجة السليقة بل كي ينقلوا فرجتهم التي كانت ستهز وجدانهم لحقائق ومعلومات للشعب .إنهم البعثة المضادة للتعتيم ولذا كمموا لهم أفواههم وموبايلاتهم وقيدوهم بالسلاسل ومن بعد حين تم إطلاق سراحهم تحت ضغط زملائهم والقوى السياسية أصبح مكان تلك السلاسل جدلة عرس في الأيادي.
قال الكاتب حيدر المكاشفي إن التنمية هم وليست غماً.وتساءل الكاتب الحاج وراق لماذا تصادم الدوائر المتنفذة في الإنقاذ دستورها وقوانينها؟واكد الاستاذ محجوب عروة من مصادر موثوقة لديه "ان المتظاهرين في كجبار كانوا عزلاً من أي سلاح إلا سلاح الرأي والكلمة." نعم كانوا عزلاً إلا من الكلمات ولكنهم جاءوا لهم بالجرافات كي تقيم الدراسات .الجرافات التي أصبحت في الأزمنة الشمولية بديلاً لاقلام الدراسات وبديلاً للكلمة.وجاءوا لهم بالرصاص والوعيد والفتك بواسطة قناصين اعتلوا قمة الجبل.
كتبت اللجنة التنفيذية لإتحاد الكتاب السودانيين تقول مستنكرة الحدث إن التنمية هدفها الإنسان ولا يعقل أن يكون الإنسان ضحيتها.وإن كل تنمية مفروضة بجبر الدولة إنما هي تخريب.
لقد اتحدت كل القوى السودانية من الأحزاب بما فيها قطاع الشمال في الحركة الشعبية والمنظمات والأفراد في إدانة الحدث ولم يبق إلا فئة قليلة لم تدنه بل لازالت تبحث عن التبريرات بعد أن فشل التعتيم.وهذه الفئة القليلة متنفذة للأسف فكيف يمكننا أن نجهلها غير متنفذة؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يجيب عليه الشعب السوداني الذي صحا ذات صباح فوجدها قد خطت اليوم الأول في درب التمكين.

..

Quote: إن التنمية هدفها الإنسان ولا يعقل أن يكون الإنسان ضحيتها.وإن كل تنمية مفروضة بجبر الدولة إنما هي تخريب.

Dr. Bushra salam,..indeed it's a shame that this barbaric and horrible crime..was committed in the name of progress ..
...
Kajbar is yet another episode in the story of these serial killers

عزيزي مروان جمال الدين
نعم هي جريمة ترتكب باسم التقدم والتنمية.وثمة سلاح آخر لدى أهل منطقة شلال كجبار وكل منطقة عانت من عسف الإنقاذ هو المقاطعة التامة لجماعة المؤتمر الوطني في الإنتخابات المقبلة والتاكد من ان صناديق الإقتراع لم يخترقها الغش والتزوير مهما كانت الحيل.

تحياتي الدكتور بشري الفاضل
مقال جيد واصل متعك الله بالصحة والعافية

Quote: وتساءل الكاتب كمال الجزولي المحامي "كيف يمكن لإطلاق الرصاص في الهواء بمعرفة شرطيين محترفين أن يفضي إلى قتل الناس على الأرض؟

هذا عهدنا باستاذنا الشامخ المناضل والمصادم الاستاذ كمال الجزولي.

He stands tall therefore he sees farther

التحية لك استاذ بشرى وانت تكتب عن هذه الماساة, ماساة وطن اصبحت فيه قيمة الإنسان أقل بكثير من قيمة بعض السلع الإستهلاكية

الفاتح ميرغني
طوكيو

عزيز الفاتح
كيف تبدو صورة السودان في الإعلام الياباني؟هل ترى يطلعون على ما جرى ويجري من أزمات في مشاريع السدود السودانية فيضغطون خبراءهم وشركاتهم والشركات الصينية وغيرها من تلك التي تشارك في هذه التنمية المعادية للإنسان في السودان دون النظر إلى مشاعر اهل المناطق التي يجيئ أليهاخبراء هذه الشركات؟ . المشكلة في بلدان متطورة صناعياً كاليابان أنك لاتعرف الجهة التي تستطيع ان تعمل من خلالها لوبي.مثل هذا الأمر يحتاج إلى علاقات دونها خرق القتاد.

عزيزي بشرى ، سلام.
إن الأنظمة القمعية التي تغيّب شعوبها عن مجال الممارسة السياسية تفعل الشئ نفسه أيضاً في ما يتصل بمجال القرار الإقتصادي. فقيم التنمية التي تضع وزناً كبيراً لآراء المعنيين بها هي قيم ديمقراطية في الأساس. أما جوهر سلطة الإسلاميين فيقوم على النيابة المتعالية والعنف الساحق.
وهذا هو السياق الشامل الذي يجعل من تجربتنا في كجبار مجرد تنويع عرضيّ لداء أكبر.
إقتلاع هذا النظام هو الأمر الوحيد القمين بمداواة هذه الأعراض جذرياً.
فلنلتمس ما يملكنا القدرة الفعلية على ذلك.
ولك تحيتي وتقديري.
نعمان

عزيزي النعمان
تحياتي
نعم هي تنويعات والظلم والعسف واحد. شد ما يحزننا ان المعارضة السودانية فسيفساء متناثرة لاتشكل لوحة معارضة واحدة صمدة مصممة على نقطة واحدة : إيقاف تدحرج شاحنةبلادنا بكل ماتحمل من بشر نحو الهاوية.

الأخ صبرى
تحياتي وأشكرك.
وطن لم يعد فيه مكان آخر لطعن رماحهم الصدئة.

الدكتور بشرى الفاضل

التحيه لك وانت تنحاز لجماهير الكادحين فى كجبار وهم عزل واجهوا الرصاص من اجل الحفاظ على اراضيهم .

الحل : النضال الجسور المستمر وبكل الوسائل لاقتلاع النظام الطفيلى الفاشى العميل واقامة نظام ينعم فيه المواطن السودانى بكامل حقوقه السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه .

Quote: "ان المتظاهرين في كجبار كانوا عزلاً من أي سلاح إلا سلاح الرأي والكلمة

عزيزي بشري ...اكيد كان يعرف جندرمة النظام ان اهلنا عزل من ادوات موت وغدر يحمي النظام به نفسه .. اهلنا دائما متمترسين بسلاح الراي والكلمة ...منذ نهاية الخمسينات منذ ايام مظاهراتنا ضد السد العالي رسمنا طريقا واحدا للمناهضة سلميا حضاريا رغم ان ادوات الغدر كتلك التي يستعملها النظام سهلة الوصول اليها في الماضي فطريق الاربعيين لم يكن طريقا لقوافل الجمال فقط واليوم طريقهم الغربي هو ليس كذلك وليسالو قوافل جنجويدهم ...التحول من رافضيين بسلاح الكلمة الي رافضيين بسلاح الغدر سهل فهل اراد النظام بقتله لابنائنا ان يدخلنا معه في لعبة سلاح الغدر والخراب كما فعل في دارفور ؟؟؟اصرار هذا النظام علي ظلم وقهر وتعدي مثل الذي حدث يوم 13 يونيو هو دعوة لسلاح الغدر والثار وهو النظام الذي يتباكي اليوم علي دخول قوات اممية بسبب ما فعل هو في دارفور تجويعا وتشريدا واغتصابا لا ناس عزل فا ستعانت الناس بسلاح وادوات متل تلك الذي يستعملها النظام وحدث ما حدث وبلادنا علي شفا هاوية يتفنن اهل الانقاذ في جر انفسهم وشعب السودان اليها ؟؟
شعرة معاوية بين الرفض المسالم والرفض الدامي تكاد ان تنقطع فهل يتقي هؤلاء الله في شعبهم وارضهم
وحتي في انفسهم واولادهم فحين تنقطع الشعرة فذاك هو الطوفان .. وشعب جله مقهور جائع مريض يموت في العراءاو تقتله جندرمة الحاكم سوف لن يكون اكبر الخاسريين بل هم المتخمة كروشهم المحتميين بقصور وجاه من دم اهل السودان ؟؟اهل النظام هم اكثر الباكيين علي رحيل من دنيا بدات لهم هي الجنة وما هي الا نارهم القادمة؟
ان اهلنا في كجبار وكل النوبة وهم يرون البيت والولد في هلاك ينظرون الي قطاعات الشعب السوداني امليين ان يعي رسالتهم الاخيرة قبل ان ياتي الطوفان .. رسالة صبر نوبي مر طال ووصل الحد .. فهل من ناصح امين ...؟؟
kajbar.blogspot.com

التاريخ 28/6/2007م
مضمون الرسالة




لا والف لا لسد كجبار

فوق

كجبارنا فوق

وفي نطاق المحاذير يعيد المحامي كمال الجزولي، وهو قيادي في الحزب الشيوعي، الى الأذهان «قصص الاغراق» في ديار النوبة. ويقول: «إن للنوبيين من التجارب المريرة، أصلاً، مع الدولة، استعماريَّة كانت أم وطنيَّة، ما يكفي لتبرير شكوكهم في مثل هذه المشاريع، دونما حاجة لصهيونيَّة أو ماسونيَّة، كون مناطقهم ظلت وحدها المستهدفة تاريخياً بالإغراق، مثلما ظلوا هم المجموعة العرقية الوحيدة المستهدفة في كلِّ مرة، بـ التهجير ولقد تعرَّضوا خلال ما لا يربو كثيراً على نصف قرن، لأربع من هذه الخبرات الأليمة، ابتداءً من إنشاء خزان أسوان عام 1902، وتعليته مرَّتين خلال عام 1932، وحتى قيام السدِّ العالي عام 1963/1964

http://www.kajbar.net/