الاستلاب الثقافى وسيادة حضارة الغرب

إن الحياة السياسية والثقافية في بلداننا تعاني من أزمات حادة وصراعات دامية .. ومن مظاهر التفكك والإنحطاط كمصدر طبيعي للبُني المصطنعة والهشة .. ولم تشهد بعد أي بدايات تُبلور وعي جديد أو تزخر بمساهمات مباركة تجلو الغبار عن مجدنا المُؤثل الذي حثونا عليه التراب ونحنُ نركضُ خلف الأطر الفكرية الغربية والعهر والمجون الذي يطالعه بعضنا بشغف من خلال أضابير الشبكة العنكبوتية أو عبر بعض القنوات الفضائية الهدامة التي تنفثُ السموم وتعمل على طمس هوية الأمة المسلمة ! والثقافة الغربية التي بيننا وبينها بونٌ شاسع لا تعتد بالوحي كمصدر للمعرفة ! والغرب ينطلق من معايير ومناهج سعت لإزهاق روح الدين وعملت على وأده وحصرته في ردهات الكنائس بينما نجد أن الإسلام اعتمد على مصدرين لبناء مجده الشامخ وهما الوحي والوجود ! وتوسل إلى ذلك بوسائل .. في مقدمتها العقل والحس *
والثقافة الغربية فرضت سطوتها ونفوذها على العالم بأسره وعملت على تذويب الحضارات بمادياتها القذرة ومخاطبتها للغرائز وسعيها لتفكيك القيم والموروثات وإلقائها في سلةِ النسيان !
ومما لا شك فيه أن طغيان أي حضارة وتبعية الغير لها يتطلب أولا أن يسبقه تبعية فكرية أو ثقافية .. وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نجزم بيقين أن أزمتنا الراهنة هي أزمة فكر وأن هذا الإستلاب الثقافي الواضح للعيان والذي تشهده في كلِ بقعةٍ ومكان ماهو إلا نتيجة لإبتعاد الأمة عن الرحيق العذب الذي يروي صداها .. فلأمة المسلمة حينما كانت عاضة على دينها ولازمةً غرسُه المبارك إستطاعت أن تحمل رسالة وتُقيم حضارة على الرغم من شظف العيش وقسوةُ الظروف المادية .. فلقد كانت المشروعية العليا في حياتها هي الكتابُ والسنة وما أن حادت عن جادةِ الحق والصواب حتى طالتها أنياب النزاع والفشل وأمست أمة مستهلكة على كافة المستويات فافتقدت الرابط الذي يجمع بين جزئياتها وينظم حبيباتها وغابت عنهم المشروعية الكبرى في حياتهم وأصاب الخلل بنيتهم الفكرية وتغيرت نظرتهم للإسلام وفقدوا الثقة بفكره الثاقب بل أضحى مجرد شعائر وعبادات يؤديها الفرد – هذا إن أداها – دون تفكر أو تدبر في مغزاها !
وهناك من ينظر إلى الإسلام نظرة ملؤها الحيف والقصور ويعده دينا يكبح جماح الغرائز والشهوات ولا تتوافق ثوابته ومسلماته مع تداعيات العصر ولعل كل هذه دلائل ومؤشرات تبين حالة التمزق والصراع والتفكك الإجتماعي – التي تعيشه معظم ديار الإسلام – وأن هذا الإستنزاف لا يمكن أن يتوقف أو ينتهي إلا إذا عادت الأمة أدراجها إلى القرآن وارتضت بحكمه وصاغت عقليتها وفق منهجه وفكره وناءت بنفسها عن حبائل الشيطان الذي يترصد بالبشر الدوائر !
فهلموا بنا نتخذه إماما وننبذ ما سواه .. ونستلهم منه ومن السنة المشرفة وحياة الصحابة والتابعين منهجية التعامل مع قضايانا المعاصرة !

الطيب عبدالرازق النقر

اخى الطيب .... سلامات
يجد الشخص منا نفسه في نهايات القرن العشرين في وضع عجيب، فهو يكاد يطرح الاسئلة نفسها التي طرحها على نفسه في بدايات هذا القرن! وسواء أدار السؤال حول الحرية أو حول الخبز فلا بد أن يذكر الغرب ومصالح الغرب وتدخله. والأمر هو هو في العشرينات كما في التسعينات! ولكن صياغة السؤال كانت تختلف. وليس هذا الاختلاف ثانويا، بل لعله أحيانا بيت القصيد لأن صيغة معينة للسؤال تستدعي أجوبة معينة وتستبعد أخرى. وتأمل معي اخى الطيب النقر السؤالين الشهيرين التاليين:
لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟
و:ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟

حقا هو وضوع شائك ويحتاج الى اعمال الذهن

فى سبر اغواره ربما ياتى احدهم ويقول اننا

تأخرنا عن الركب لابتعادنا عن ديننا الحنيف

ويطل هنا سؤالا اخر لماذا ابتعدنا عنه لقد

تحقق ما كان يشرئب اليه الغرب صرنا مجرد تابع

يقتات ويقيم الاود مما تجود به ايادى الغرب السابغات

تزيلنا قائمة الدول المتحضرة فى كل المحافل وتبقت

اشياء كنا نزهو بها ولكنها الان فى طريقها الى الزوال

هى القيم والاخلاق التى انفصمت عراها وتناثرت على حواف الطرق

لا استطيع لملمة الموضوع فهو متشعب الجوانب

ولكنه يفضى فى نهاية المطاف الى استلاب وخنوع من نوع مقيت

وغدونا مثل البعير الكاسر الذى يعتلى ظهره صبى صغير

استاذ سيف شكرا للمرور والتعليق

اخى الطيب
الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق بها واهلها
ولكن يظل الاستلاب الثقافي موجود طالما اننا تركنا
المضمون وتعلقنا بالقشور .

لقد اصبت كبد الحقيقة

الامر الذى قاد الى فوضى واضطراب ضرب باطنابة فى كل المحافل

لو واة من هذه الكلمة التى امقتها كما امقت كل مأفون يعادى الغير لتوجهه

لو التفتنا الى تراثنا الاسلامى وبحثنا عن الدرر والالئ التى ترقد وادعة

بين طيات الكتب لعلمنا انا لنا مجد مؤثل وماضى يستحق ان نزهو به ولكن

ينبغى علينا الا نقيم النواح عليه فقط بل يجب ان نواصل هذا الابداع الذى

لن يتسنى الا بقدح زناد الفكر وبالعزيمة الماضية التى تنقل الجنادل فى

عز القيظ والهجير وبالثقة المفرطة فى الذات وبالخلوة الى رياض العلم

ليس مثل ما يفعله انصاف المتعمين الذين يتبنون افكار الغرب ويجترونها

اجترار البعير ..... سرقات الغرب من التراث الاسلامى لا تحصيها نفس

ويكفى ان حضارتهم التى دانت وسلعتهم التى راجت ولغتهم التى يتحدث بها

اوزاع من الناس صبت اعمدتها من ذلك الفكر الذى تنكر له بنوه الذين رموه

بالقصور

وللحديث بقية