ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!

ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!


12-24-2009, 10:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=138&msg=1273026080&rn=0


Post: #1
Title: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-24-2009, 10:56 PM

عزيزي القاريء

من اكبر الاكاذيب التاريخية والتي ينبغي ان تصحح في كل كتب التاريخ لاجيالنا وان تصحح في ادمغة اقنان الخديوية والفراعنة هي اضحوكة مايسمى زورا بالاحتلال الانجليزي (المصري) للسودان وهو ما عرف باسم اتفاقية الحكم الثنائي الانجليزي (المصري) للسودان بتاريخ 1899 اي بعد ان تم اعادة احتلال السودان بواسطة بريطانيا المنطلقة من مستعمرتها المصرية وقد احتلتها قبل السودان منذ عام 1882 بعد ان هزمت القائد العسكري المصري احمدعرابي العامل تحت امرة الخديوية العثمانية وباختصار وجود مصر في كل هذه العملية المهزلة هو دور الجندي المرتزق الخادم في جيوش الامبراطورية البريطانية كدولة احتلت مصر حوالي سبعين عاما ما بين عامي 1882 الى عام 1956 وعاونهم في حكمها بقايا المماليك العثمانيين استخدمتهم بريطانيا حكاما صوريين نيابة عنهافي حكم المصريين الى ان قامت ثورة 23 يوليو 1952 كاول حركة وطنية حقيقية قد انجزت انهاء حكم الخديوية في مصر بطرد فاروق من ملك مصر وايضا انجزت اجلاء القوات البريطانية في عام 1956 وهي تقريبا ذات الفترة التي حكمت بريطانيا فيها السودان ما بين عامي 1898 حتى عام 1956 ولذلك ليس هنالك ما يسمى باتفاقية حكم ثنائي انجليزي ( مصري) للسودان بل هنالك احتلال انجليزي ل(مصر والسودان) معا وقبله احتلال تركي (لمصر والسودان) عندما فتح محمد على السودان واستمر ذات الاستعمار الاجنبي على مصر من قبل احفاد المملوك محمد على باشاالالباني الارناؤوطي وهم ليسوا حكاما مصريين وقد كان اخرهم فاروق ملك (مصر والسودان) كاجنبي وليس فاروق مصريا ومن هذه الثغرة المفضوحة تمارس مصر المحتلة تاريخيا علينا اليوم (البلعطة) وهي تعطي نفسها حق التملك في السودان باعتبارها وريثة لمحتليها بينما كانت هي مثلنا دولم محتلة وخاضعة للاحتلالين التركي العثماني والانجليزي ... نعم ومن مصر المحتلة بواسطة بريطانيا عبر حكامها من بقايا احفادالمماليك العثمانيين انطلقت جيوش ذات الاحتلال الانجليزي الى الجار السودان حيث تم اعادة احتلاله اي السودان في عام1899 حيث تمكنت بريطانيا بواسطة جنودها المصريين تحت امرة محتليهم ضباطها الانجليز الكبار القضاء على الدولة الوطنية المهدية في السودان بعد معركة كرري واستشهاد الخليفة التعايشي في موقعة ام دبيكرات ليبقى بعدها بالفعل البلدان ( مصر والسودان) رسميا تحت التاج البريطاني عبر الوكيل الخديوي وفي ذات العام 1899 تم اعادة ترسيم الحدود بين الدولتين المحتلتين (مصر والسودان) من قبل ذات المحتل للبلدين حيث ضمت بريطانيا لمستعمرتها المصرية ( حلايب) السودانية ضمن الحدود المصرية وبعد ثلاثة اعوام اي في عام 1902 اعادت بريطانيا(حلايب) السودانية تحت ذات الادارة البريطانية في السودان اي ارجعتها الى وضعها الطبيعي والشرعي ارضا سودانية خالصةالى جغرافيتها السودانية....
وينشأ السؤال التالي والهام: هل يشــــرعن هذا التصرف الاستعماري البريطاني الباطل فيما لا يملك من ارض اي (حلايب السودانية) وهويمنحها مؤقتا لمن لا يستحقها اي مصر ( المحتلة) هل يشرعن هذا التلاعب في مجرد ثلاثة اعوام حقا لمصر (المحتلة) حق التملك في ( حلايب السودانية) من قبل محتل اجنبي لا يملك حق التصرف في ارض لا يملكها ويعطيها من لا يستحقها وهي ارض تاريخيا وجغرافيا سودانيةلا ولم تملكها مصر طيلة تاريخها بل عرفت عبر التاريخ كارض سودانية مائة بالمائة!؟؟
فاذا كان هذا الوضع الباطل والشاذ ينشيء لمصر ( المحتلة) انذاك لاحقا حقاشرعيا لتملك ارضا سودانية اذن علينا نحن السودانيين ان نهب الان وبمنطق اقوى من منطق مصر وهم تزعم امتلاكها لحلايب السودانية حيث حجتنا في التملك هي الاقوى لاستعادة مصر كلها بوجيها العلوي والسفلي الى املاكنا التاريخية لانها كانت بالفعل تحت حكمنا المباشر نحن السودانيين لوحدنا بلا شريك كدولة كانت تحت سيطرتنا الكاملة وكشعب تابع لنا حكمناهم لفترة طويلة وهذا دليلي الناصع من كتب التاريخ بلاتزوير ولا( بلعطة) وهو الامرالذي ينشيء حقنا في تملك مصر وارضها اذا كانت بالفعل مصر اليوم جادة في الاستحواذ على حلايب السودانية بهذه (البلعطة) المكشوفة ومن خلال هذا اللغم الذي زرعه المستعمر الابيض بين البلدين وهو يعطي بمنطقه التخريبي منطق من لا يملك الى من لا يستحق وصدق من لا يستحق اي المصريون انه يمكن ان
( يستكردوا) ابو سمارة عصمان البواب الغلبان!؟




http://www.nubian-forum.com/d/history1.html


ومازالت أثار حضارة العهد النبتي ماثلة أمامنا ، وقد استطاع علماء الآثار كشف النقاب عن مدن ، ومعابد ، ومخلفاتها ، والتي كانت ترقد في باطن أرضها ، وشهد العالم عظمة تلك الفترة وثرائها الحضاري، والتي تميزت بأنها من اعظم فترات تاريخ السودان بل تاريخ أفريقيا، إذ استطاع خلالها ملوك النوبة من السيطرة على مصر وإخضاعها تحت حكمهم ، (حيث استطاع كشتا وهو أول ملوك النوبة أن يمد سلطانه على مصر العليا حتى إقليم الأقصر وسمى نفسه بكبير القطرين).(2)

((وخلف كشتا على العرش ، ولده بعانخي العظيم فاتح مصر ، وأشهر ملوك نبتة ، وأكثرهم مهارة في الحروب. (واستطاع إخضاع مصر كلها وأصبح ملكاً على حوض النيل من النيل الأزرق حتى الدلتا).(3) وتولى الملك بعد بعانخي أخوه شبكا ، الذي نقل عاصمته للأقصر ؛ لضمان السيطرة على مصر. ولما قويت شوكته وسيطرته أرسل ابنه ترهاقا لمحاربة الآشوريين ، الذين كانوا يهددون بلاد سوريا وفلسطين ، إلا انهم تمكنوا من هزيمة ترهاقا. وكان شبتاكا خليفة شبكة بعيداً عن بلاد النوبة فانتهز ترهاقا ذلك ، واغتصب الملك ، وقاد جيشه شمالاً وحارب أخوه وآسره وقتله ، واستمر يحكم السودان ومصر فترة ثلاثة عشر سنة بلا منازع. ثم فكر ترهاقا في ضم بلاد سوريا وفلسطين ، فكتب لامراءها يحثهم على الثورة ضد آشور ، مما اغضب ملكهم فزحف بجيش عظيم نحو مصر ، وهزم ترهاقا واستولى على الوجه البحري ، وترك مصر العليا وبلاد النوبة لترهاقا الذي توفى فيها ، فخلفه ابنه تاتوت آمون ، الذي حاول أن يعيد السيطرة على مصر السفلى ، إلا انه انهزم أمام جيوش الآشوريين وفقد مصر كلها ، وبعدها لم يحاول ملوك نبتة استعادة مصر فكان ذلك نهاية حكمهم لمصر.))

Post: #2
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 12-25-2009, 00:01 AM
Parent: #1

..

Post: #3
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 00:23 AM
Parent: #1

وهذه الازمة الراهنة اي ازمة ( حلايب) هي صنيعة بريطانية افتعلتها بسيناريو اقرب الى ذات السيناريو الذي صنعته ذات بريطانيا الاستعمارية في ذات الفترة التي غرست فيها خنجر الازمة الفسلطينية الاسرائيلية الحالية في المنطقة الى اليوم حينما كانت منتدبة بريطانيا على حكم فلسطين حينما وعدت يهود بريطانيا بمنحهم وطنا بديلا في ارض فلسطين العربية وهو ما عرف بوعد بلفور واللورد بلفور هو وزير خارجية بريطانيا انذاك والذي وعد العالم البريطاني اليهودي حاييم وايزمان وهو مخترع القنبلة الذرية وقد وعده بلفور نيابة عن كل اليهود وطنا بديلا لهم في فلسطين اكراما له على جهوده في خدمة العلم في بريطانيا..... وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحـــــــــــــــــــق!
ولكن مصر لم تاخذ وعدا من بريطانيا بمنحها ارضا سودانية في ( حلايب) بل كان كل التصرف بريطانيا صرفا في حلايب اي في اطار حركة النفوذ البريطاني الحاكم للبلدين ومصر حينها كانت مجرد حصان يقوده الانجليز فكيف للحصان المصري بعد قرن من الزمان ليدعي ملكيته لارض هي ليست ارضه ولو ارجع الامر الى اهلها السودانيين لقالوا انهم سودانيون بالمنشا والميلاد والجنسية والهوية... ويبدو جليا للعيان ما جعل الخديوية المصرية تسفر عن هذه الروح العدوانية الاستعلائية هو خنوع واستهتار قادتنا الحاليين الذين لا يحملون من الوطنية الا مجرد شعارات وهاهي عند المحك قد سقطت وبان كذبها وزيفها فوحده من بين قادة السودان الذين جسدوا عزة وكرامة الوطن السوداني كان الراحل الرئيس عبد الله خليل ولكنه وحده الذي انتفض ضد الاستعلاء المصرى عندما حشدت مصر جيوشها لاحتلال حلايب زاعمة ملكيتها لها فقدانتفض الرئيس عبد الله خليل مجسدا عزةالضمير الوطني السوداني وهو يهب يزود عن الارض السودانيةوارضناوهي عرضنا وحينها تراجعت القوات المصرية عن ارض حلايب السودانية امام هذا المارد السوداني!
والمفارقة ان ذات عبد الله خليل كان واحدا من اعضاء جمعية اللواء الابيض السودانية حينما كان يخدم في الجيش السوداني تحت امرة الخديوية الحاكمة لمصر والسودان وهو من دعاة وحدة وادي النيل ولكنه كفر بها وبالمصريين واصبح واحدا من اكبر دعاة استقلال السودان عن مصر عندما خذلته القوات المصرية(الشقيقة) و التي انسحبت اذعانا لامر محتليهم الانجليز من السودان بعد مقتل السير لي استاك وبعدما نقضت العهد مع ( الاشقاء) السودانيين من جمعية اللواء الابيض السوداني الذين اصروا على عدم خروج اشقائهم المصريين من السودان ولكن (الاشقاء) نقضوا العهد وخرجوا ذليلين صاغرين من السودان
( الشقي)بينما تركوا الرصاص يحصد اخوتهم الذين خرجوا لنصرتهم من جمعية اللواء الابيض وهم يضحون بارواحهم رخيصة لاجل وحدة وادي النيل مع الاشقاء الذين خذلوهم وباعوا دماء اخوتهم السودانيين في منتصف النهار بلا استحياء ومن هنا كفر عبد الله خليل بوحدة وادي النيل واكذوبة الاخوة ولذلك حينما حشد القوات في حلايب ( السودانية) في مواجهة الطامعين فيها من ( الاشقاء) كان ينطلق من هذا الموقف المبدئي منهم ولم تفارق ذهنه خيانتهم لاشقائهم حين تركوهم وراءهم يحصدهم الرصاص ولم يعطوا تلكم اللحمة اي اعتبار!

Post: #4
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 00:26 AM
Parent: #3

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=296393


مثلث حلايب" يفجر أزمة مكتومة بين القاهرة والخرطوم





القاهرة: ذكرت تقارير صحفية أن توترا "مكتوما" يخيم حاليا على العلاقات المصرية السودانية على خلفية الخلافات التي تفجرت مؤخرا بعد تحذيرات المعارضة السودانية من مغبة استبعاد سكان منطقة حلايب من الانتخابات السودانية المزمع إجراؤها في أبريل/أبريل المقبل.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية النقاب عن تلقي القاهرة مؤخراً مقترحاً سودانياً بضم حلايب للتعداد السكاني في السودان لدعم الكتلة الانتخابية للرئيس السوداني عمر البشير ، غير أن القاهرة مازالت متحفظة علي هذا الطلب، حيث أكد مصدر مصري مطلع طلب عدم ذكر اسمه خطورة فتح هذا الملف في الوقت الذي تجابه فيه السودان مشكلات في الداخل والخارج قائلا : " لقد أبلغت السودان علي أعلي مستوي أنه لا توجد مصلحة في إثارة ملف حلايب الآن".

يأتي هذا في الوقت الذي تقدم فيه عدد من قيادات مثلث حلايب بطعن إلى مفوضية الانتخابات السودانية، احتجاجا على عدم تمثيلها في الانتخابات، معتبرين استبعادهم من الدوائر الانتخابية ومن الإحصاء السكاني في السودان تفريطاًَ سودانياً في المنطقة.

ورغم أن الرئيسين المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير اتفقا على أن تكون حلايب منطقة تكامل بين البلدين، فإن مصادر من شرق السودان قالت لجريدة "الجريدة" الكويتية، إن "هناك ضرورة لتحديد تبعية المنطقة قبل جعلها منطقة تكامل".

وكشفت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها عن أن "السلطات المصرية منحت الجنسية المصرية لعدد كبير من أهالي حلايب»، معتبرة أن هذا الأمر هو أحد مظاهر سيطرة مصر على المنطقة". ويذكر أن سكان منطقة مثلث حلايب ينتمون لقبائل البشاريين وهم يحملون الجنسية السودانية.

وقالت المصادر إن مسؤولا مصريا رفيعا قام أكثر من مرة بزيارة سرية لشرق السودان، واصفة ما يحدث بأنه "مساومة مصرية لشرق السودان حول منطقة حلايب مقابل الدعم السياسي والخدمي للشرق"، الأمر الذي نفاه د. مبروك مبارك سليم رئيس "جبهة الشرق" في السودان، والذي أشار إلى أن "العلاقات بين مصر والسودان لن تتوقف عند مثلث حلايب"، مؤكدا أن "حلايب لن تكون سبباً في الحرب بين البلدين الشقيقين".

في غضون ذلك، شدد إبراهيم الغندور القيادى البارز فى المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان ــ فى مكالمة هاتفية لجريدة "الشروق" المصرية من الخرطوم ــ على أن حلايب سودانية، بل هى جزء لا يتجزأ من السودان، ورأى أنه كان من المفترض أن تكون ضمن الدوائر الانتخابية والإحصاء السكانى، إلا أن الذى منع ذلك هو أن المنطقة مازالت منطقة تنازع بين مصر والسودان.

في الوقت نفسه قال الغندور أن حلايب ستظل منطقة تكامل مع مصر مؤكداً أنه لن يكون هناك نزاع بين مصر والسودان علي المنطقة ، وقال أن الحوار بين البلدين حول هذه القضية لا زال قائما ولن يتوقف حتى يتم حلها موضحا أنه إذا لم يتم حسم النزاع في هذه المشكلة سيكون اللجوء للتحكيم الدولي هو آخر الخيارات التي سيلجأ إليها الطرفان.

فى المقابل، قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة تلقت مقترحًا سودانيًا بضم حلايب للتعداد السكانى فى السودان بما يسمح بدعم الكتلة الانتخابية للرئيس السودانى عمر البشير، غير أن القاهرة "مازلت متحفظة على هذا الطلب". وقال مصدر مصرى مطلع ــ رفض ذكر اسمه: "لقد أبلغت السودان على أعلى مستوى أنه لا توجد مصلحة فى إثارة ملف حلايب الآن".



إلى ذلك، وصف رئيس برنامج دول حوض النيل والخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان قرار حكومة الخرطوم باستبعاد المنطقة من الانتخابات بـ "الحكيم"، لأن المنطقة "مازالت محل خلاف".

وقال رسلان إن "الطعن الذي قدمته بعض قيادات حلايب اعتراضاً على استبعادها يبدو دعائياً". وأضاف: "هذا مطلب لقيادات محلية منحازة للدولة السودانية، لأنها تريد الحفاظ على مواقعها كقيادات محلية"، مؤكداً أن «هذا الطعن ليس له جدوى".

ومن ناحيتها أكدت مصادر سودانية مطلعة أن حكومة الخرطوم لازالت تتمسك بتبعية مثلث حلايب بالسودان وأكدت أن السودان لن يتنازل عنها، وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن السودان الآن يواجه مشكلات أخري داخلية مع أحزاب المعارضة وشريك الحكم الحركة الشعبية لتحرير السودان كما يواجه أيضا أجندات خارجية وأطماع غربية تستهدف وحدة السودان وأمنه.

من جهة أخري أوضح "عثمان باونين" رئيس مؤتمر البجا للإصلاح والتنمية في تصريحات خاصة لـ "الشروق" تفاصيل الدوائرالإنتخابات بولايات شرق السودان قائلا : "أنه تم الإعلان عن عشرة دوائر بولاية البحر الأحمر مشيراً إلي تجاوز منطقة حلايب في التعداد السكاني مما أدي إلي استبعادهم عن توزيع الدوائر الجغرافية، علما بأن سكان مثلث حلأيب يصل عددهم إلى حوالى 200000 نسمة ، ورأي باونين أنه من المفترض أن تمنح حلايب دائرة جغرافية وحدها.

وأضاف: "لقد تقدمت القيادات الأهلية بمذكرة للمفوضية القومية للإ نتخابات تطالب فيها بإضافة دائرة باسم مثلث حلايب الا أنه أكد أن المفوضية لا زالت تماطل في الرد حتى الآن ، وقال رئيس مؤتمر البجا أن الحكومة السودانية لا تريد أن تطلب من السلطات المصرية السماح بإجراء إنتخابات داخل مثلث حلايب كاشفا أن حكومة الخرطوم تنوي ضم سكان مثلث حلايب لدائرة "أوسيف" لتصبح دائرة واحدة مؤكداً أن ذلك سيلقي رفضاً قاطعاً من قبل سكان المنطقة".

في الوقت نفسه حذرت المصادر من مغبة إثارة مشكلة حلايب علي الأوضاع المصرية السودانية التي تشهد تناغما ملموسا بين البلدين في إشارة إلي الجهود المصرية لحل أزمات السودان في دارفور من ناحية ، وفي الجنوب من ناحية أخري لدفع عملية السلام والاستقرار في السودان

تاريخ الخلاف

يتمثل الخلاف المصري السوداني في الحدود المرسمة بين مصر والسودان التي حددتها اتفاقية الاحتلال البريطاني عام 1899 ضمت المناطق من خط عرض 22 شمالا لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود المصرية.

وفي عام 1902 قامت المملكة المتحدة والتي كانت تحكم البلدين حينذاك بجعل مثلث حلايب تابعاً للإدارة السودانية، لأن المثلث أقرب إلى الخرطوم منه إلى القاهرة.

ومساحة هذه المنطقة التي تقع على البحر الأحمر 20.580 كم2، وتوجد بها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، أكبرها هي شلاتين وتضم في الجنوب الشرقي جبل علبة المنطقة محل نزاع حدودي بين مصر والسودان الا انها حاليا .

وظلت المنطقة تابعة للسودان منذ عام 1902 ولكن ظهر النزاع إلى السطح مرة أخرى في عام 1992 عندما اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية فقامت الشركة بالانسحاب حتى يتم الفصل في مسألة السيادة على المنطقة

سحب البلدان قواتهما من المنطقة في التسعينات وتمارس مصر سيادتها على المنطقة وتديرها وتستثمر فيها منذ ذلك الوقت. وفي عام 2000 قامت السودان بسحب قواتها من حلايب وقامت القوات المصرية بفرض سيطرتها على المنطقة منذ ذلك الحين.

في عام 2004 اعلنت الحكومة السودانية انها لم تتخلى عن إدارة المنطقة المتنازع عليها ولم تهجرها أو تسلمها للمصريين ، وأكدت على تقديم مذكرة بسحب القوات المصرية إلى سكرتير الأمم المتحدة .

قام مؤتمر البجا في ولاية البحر الأحمر في السودان بتوقيع مذكرة لاسترجاع إدارة المنطقة للسودان ، حيث أوردوا ان قبائل البجة التي هي أصول وسكان هذه المنطقة يعتبرون مواطنون سودانيون.

وعلي الرغم من أن أهالي المنطقة يطالبون بحقهم في قضايا السودان الوطنية الآن يبقي السؤال عالقا بانتظار إجابة في ظل صراع دولتين تربطهما مصالح مشتركة إلا أن كلاهما يتمسك بتبعية المنطقة إليه لكن إذا ترك الخيار لأهل المنطقة في تقرير المصير فعلي أيهما سيقع الخيار مصر أم السودان؟.

Post: #5
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 00:31 AM
Parent: #4


Post: #6
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 05:30 AM
Parent: #5


عزيزي القاري

اعذرني فى انعاش الذاكرة ببعض ما صاغه المستعمر الانجليزي لمصر والسودان وهو يؤرخ لنفسه عبر هذا الفيلم الانجليزي وفيه شيء من الحقائق منها ما يتعلق بهزيمتهم الساحقة في شيكان وفي موقعة استعادة الخرطوم ولكن غالبه امور فيها تزوير للتاريخ لتمجيد انفسهم عندما انسحقوا تحت اقدام ابطال الثورة المهدية التي استعادت السودان من براثن غاصبيه الانجليز وعملائهم من المصريين الذين قدموا مع محتليهم الانجليز لاحتلالنا وهي الحقيقة التاريخية التي لا يمكن من خلالها ان ينشا حق لمصر المحتلة انجليزيا لترثنا بعد زوال الاستعمار الانجليزي على باطل فعله الانجليز بايديهم ليس للمصريين فيه دخل ولن يستحقوا بسببه ملكية (حلايب) السودانية!












Post: #7
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 06:00 AM
Parent: #6


عزيزي القاريء

ارجوك اقرأ بتمعن هذه الشهادة التاريخية من الكاتب والصحافي الاشهر المصري محمد حسنين هيكل حول زيارته للسودان بعيد ثورة يوليو 1952 وساترك التعليق لك لانها شهادة مهمة في تعزيز فكرة هذا الخيط!

http://www.al-araby.com/docs/article2791.html

يقول الأستاذ هيكل فى هذه الحلقة..نحن فى مصر عادةً.. وفى العقل العربى عموماً ميالون إلى تصديق الأساطير، ثم تترسخ هذه الأساطير وتتحول فى قلوبنا ونفوسنا إلى عقائد... ثم عندما يجيء وقت الحل نكتشف أن هذه الأساطير التى تحولت إلى عقائد أمامنا الآن وقد أصبحت عوائق، لأنه لا شيء يمكن أن يتحقق بالأساطير!. يمضى الأستاذ هيكل إلى القول المسهب والتحليل المدقق فى هذه الحلقة التى يخص بها العلاقة بين مصر والسودان منذ محمد على مروراً بإسماعيل إلى عبد الناصر، وحيث كانت تثار بإستمرار مسألة هذه العلاقة بكل إلتباساتها، ما بين الدعوة إلى الإتحاد ودعاوى الإنفصال... ونحن الآن أمام باب تقرير المصير وقرار السودان. وزيارة هيكل إلى السودان فى تلك اللحظات من عام 1953، هى مقدمة الحديث التالى للأستاذ.. -- فجر يوم 2 فبراير 1953 كنت فى مطار القاهرة ذاهباً إلى السودان. ومطار القاهرة الذى غادرت منه فى ذلك الوقت ليس كما تعرفه الأجيال الجديدة فى موقعه الآن. هذا الموقع كان فيه مطار ألماظة وهو خاص بالخطوط العربية خطوط شركة مصر للطيران، لكن ما ينساه كثيرون هو أن المطار الدولى كان فى النيل.. فى هذه الفترة، لأن شركة الطيران البريطانية أو الخطوط الجوية البريطانية كان لديها إمتياز النقل من وإلى داخل مصر.. وكانت تستخدم طائرات مائية، فالإنتاج المدنى للطيران لم يكن قد تقدم فى فترة ما بعد الحرب.. وبالتالى أُخذت طائرات عسكرية ورُتب الأمر لتصبح طائرات ميدانية. كانت طيارة السودان تأتى من لندن الساعة 11 مساءً ثم تستكمل رحلتها فجراً إلى الخرطوم، وكانت الطائرة تهبط على مياه النيل العريضة فى المنطقة ما بين نهاية جزيرة الزمالك وبداية جزيرة الوراق.. وهذه منطقة متسعة من النيل، وكانت الطائرة.. برمائية، تأخذ 24 راكباً تقريباً على هذا الخط. أستقللت الطائرة فى الفجر قاصداً الخرطوم.. فى رحلة طويلة تأخذ فى ذلك الوقت ثلاث ساعات إلا ربع. إننى ذاهب فى هذه اللحظة لإلقاء نظرة أخيرة على السودان قبل أن يدخل مرحلة جديدة... وهذه النظرة جاءت بعد لقاء سبقها بثلاثة أيام مع جمال عبد الناصر.. هو لقاء فارق فى علاقتى معه، وقد كنت مُرتِباً للرحلة قبل مقابلتى له. وأنا فى الطريق لم يكن معى سوى ورقة تفيد بأنه سوف توقع إتفاقية تقرير مصير تحل محل إتفاقية الحكم الثنائى وسوف توقع بعد أيام 12 أو 13 فبراير. جاءت الإتفاقية فى نهاية تاريخ طويل ومعقد ومرير.. وهى إمتداد لما بدأه صدقى باشا ومحمد صلاح الدين، وحاول فيه نجيب الهلالى باشا، وعندما جاء نظام ما بعد 23 يوليو أود وكما شُرح فى الحلقة السابقة أن يعالج موضوعى الجلاء والسودان، وتم إسناد موضوع الجلاء إلى عبد الناصر، وملف السودان للواء محمد نجيب.. ومعه صلاح سالم، والذى وصل إلى جنوب السودان لأول مرة.. مؤدياً رقصة مشهورة مع قبائل الدنجا. إلى جانب ورقة الإتفاق.. كان معى على الطائرة كالعادة دفتر جديد، ففى عادتى أن أخصص دفتراً لكل رحلة أقوم بها، وأعود من رحلة وقد إمتلأت صفحات الدفتر بكل ما سمعت ولاحظت.. أو وجدت، ثم أعود لتوضع هذه الدفاتر مع بعضها لكى تكون سجلاً أعود إليه وقت الحاجة. هذه زيارتى الخامسة ل السودان.. ولى دائماً رأى بخصوصه، هو أننا لا نعرف شيئاً عن السودان!. فحدود علمنا على الأكثر هو الطريق من أسوان إلى الخرطوم، لكنّا لا نعرف لا شرقاً ولا غرباً ولا جنوباً... وقد كنا نتحدث عن ملكية بلد لا نعرف عنه شيء!. - نحن فى مصر عادةً.. وفى العقل العربى عموماً ميالون إلى تصديق الأساطير، ثم تترسخ هذه الأساطير وتتحول فى قلوبنا ونفوسنا إلى عقائد... ثم عندما يجيء وقت الحل نكتشف أن هذه الأساطير التى تحولت إلى عقائد أمامنا الآن وقد أصبحت عوائق، لأنه لا شيء يمكن أن يتحقق بالأساطير!. أثناء رحلتى فى الطائرة.. كانت تتردد فى ذاكرتى وأذنى قصيدة تُغنى فى مصر.. بالإذاعة فى ذلك الوقت ومن قبلها بسنوات.. هى ل أحمد شوقى وتغنيها أم كثوم، يقول فيها شوقى: وما نرتضى أن تُقَد القناة أى تُقطع قناة السويس عن مصر ويُفصل عن مصر سودانها... فمصر الرياض وسودانها عيون الرياض وخلجانها... وما هو ماء لكنه وريد الحياة وشريانها.. وما نرتضى أن تُقد القناة.. نتفهم شوقى فيها، هذا عندما ذهب اللورد الليمبى سنة 1925 ليوجه إنذاره الشهير إلى سعد زغلول باشا بأنه على مصر أن تسحب جنودها من السودان وأن تدفع تعويضات... وبهدف إنهاء علاقة الحكومة المصرية بالسودان نهائياً، وقبِل سعد باشا الإنذار مضطراً.. وأستقال من الوزارة ثم قاد لحظة شديدة الحرج فى تاريخ مصر، فالمارشال الليمبى بعد ذلك قابل الملك فؤاد وهذا واضح فى كل الوثائق وأبلغه أنه إذا لم تسر الأمور فيما يتعلق بالسودان كما تطلب الحكومة البريطانية.. فالحكومة على إستعداد لفصل منطقة القناة وتحويلها إلى محمية بريطانية واضحة وصريحة لأن هذا مرفق إستراتيجى لا يقل أهمية عن جبل طارق.. وهذه ملفتة، فإنجلترا أخذت جبل طارق من أسبانيا وأعتبرته مستعمرة بريطانية حتى تلك اللحظة.. وبالتالى كان موضوع جبل طارق ماثلاً عند سعد باشا والملك فؤاد، وهو ما دعا شوقى إلى قول وما نرتضى أن تُقَد القناة....هذا مفهوم.. لكن يفصل عن مصر سودانها، أى السودان الذى تملكه مصر... وهنا نجد حديثاً عن شيء غير معروف على وجه الدقة. *** وصلت الخرطوم.. وكان لدى مواعيد مُرَتبة؛ موعد مع السيد عبد الرحمن المهدى.. وهو راعى ورئيس حزب الأمة الشرفى.. فالرئيس الفعلى كان السيد عبد خليل سكرتير الحزب، وكان لدى موعد مع السيد على الميرغنى وهو زعيم الختمية.. وهو راعى ما يسمى بالأحزاب الإتحادية، وكان لدى موعد مع السيد روبرت هاو الحاكم العام.. لكنى عندما وصلت علمت بأنه تم إلغاؤه وحل محله إجتماع مع رئيس الإدارة المدنية السير جيمس روبرتسون. عندما وصلت إلى مطار الخرطوم كان فى إستقبالى أحد أعضاء حكومة السودان المؤقتة.. وهو رجل جيد للغاية، وفى الفترة القصيرة التى مكثتها فى السودان.. ساعدنى الرجل بشكل كبير على إطلالة سريعة لموقف متغير جداً ومتحرك بسرعة، لأن كل الناس تتهيأ إلى إتفاق توقعه بريطانيا ومصر يوم 12 أو 13 فبراير.. أى بعد أسبوع أو عشرة أيام، وهذا الإتفاق يمنح السودانيين حق تقرير المصير، والخرطوم وهى فى العادة عاصمة نشيطة كانت تموج فى هذا الوقت بأفكار وإتصالات، والونسات ليلاً كانت مستمرة إلى الفجر، فالخرطوم كانت فى حالة إنتشاء وفوران. أول من رأيت هو الأستاذ داود عبد اللطيف من مكتب الحاكم العام الإدارى.. وكنت أعرفه لأول مرة، لكنى أشهد أن ذلك الرجل حاول كل استطاعته أن يُرتب لى أكبر قدر ممكن مما أرى وأسمع. أول المواعيد المُرتَبة.. كان مع السيد عبد الرحمن المهدى، وقد قابلته مرات سابقة.. لكن هذه المرة كان السيد عبد الرحمن المهدى فى وضع مختلف عن كل المرات السابقة. كان لدى السيد عبد الرحمن دائماً حجج واضحة جداً، وأول هذه الحجج أن مصر لا تعرف السودان بالقدر الكافى.. ثم أنها لا تحاول أن تعرفه بالقدر الكافى... الغريب أنه أيضاً لم يكن يعرف كل السودان.. كان يعلم الغرب فحسب، لكن معرفته على أى حال بالسودان كانت أكثر من معرفة الساسة المصريين، فكل الساسة المصريين الذين تفاوضوا فى الشأن السودانى لم يذهبوا للسودان.. ولم تتح لهم الفرصة لذلك. السيد عبد الرحمن المهدى كان يرى أيضاً قال لى:.. قبل أن تحاولوا التعرف على بلد أنتم تدّعوا ملكيته!.. أليس غريباً أنكم لم تتفاوضوا مع أهل السودان؟!.. تفاوضتم دائماً مع الإنجليز..، سعد باشا والنحاس باشا تفاوضا مع الإنجليز، كذلك صدقى والنقراشى.. والهلالى باشا، بإستثناء ما حدث بالنسبة لحكومة الوفد الأخيرة وقت أن قام الدكتور محمد صلاح الدين بدعوة بعض الزعماء السودانيين إلى مصر. وعلى أى حال يمكن تفهم تقصير مصر فى الإتصال بالسودان.. لأن بعد إنذار سنة 1925 كان هناك منع وحظر لذهاب المصريين إلى السودان. يقول المهدى أيضاً فى هذه النقطة: تفاوضتم بشأننا وكأننا بضاعة... لم تتفاوضوا معنا أولاً وكان هذا واجباً. ثم يقول المهدى ثالثاً: لم تحاولوا النظر إلى السودان بأكثر من إدعاء السيادة، وهو ما نشعره أيضاً فى كلام شوقى. كان السيد عبد الرحمن المهدى يطالب بإستقلال السودان.. وكانت السياسة المصرية تعاديه والصحافة تشن عليه هجمات، وقد رويت فى مرة.. أنه قال لى فى مقابلة سابقة أن: حزب الأمة وأنا نتفاوض مع الإنجليز لأنكم تتحدثون معهم أيضاً. وقال وله الحق فى ذلك: إذا الإنجليزى جاء إلى السودان راكباً على عربة تجرها خيول مصرية.. وتدفعها من الخلف أيدى مصرية، فمن الطبيعى أن أُحدث السيد الجالس فى العربة ولن أكلم الخيل أو من يدفعون!. فى دعواه للإستقلال.. جاءت قضية حق تقرير المصير للسودانيين إلى السيد عبد الرحمن المهدى، وقد أرتضتها مصر.. ولم يكن للإنجليز مانع، فأظن أنهم كانوا مدركين أنه إذا وضعت ورقة إستفتاء بها خيار ما بين: الوحدة مع مصر أو الإستقلال التام للسودان، فإن الإختيار سيكون للإستقلال.. سواء لطبيعة المشاعر، أو بحكم قوة الدعوة المطالبة بإستقلال السودان والتى يمثلها السيد المهدى فى ذلك الوقت. - كنا فى مصر مأخوذين أولاً بالمطالب القديمة فى السودان، ثم كنا مأخوذين بتصورات أن اللواء محمد نجيب والدته سودانية.. وأن السودانيين سعداء باللواء نجيب جداً، وهنا ذهب صلاح سالم للرقص مع الدنكا... وبالتالى أصبح هناك أوهاماً كثير للغاية وأساطير تصور المسائل قريبة المنال، وأنه ليس علينا سوى إنتظار موعد لإتفاق.. لنأخذ السودان!. هنا أظن أن صلاح سالم تجاوز فى تصوراته.. إعتماداً على نجومية اللواء محمد نجيب.. وما أريد قوله أن محمد نجيب فعلاً كان نجماً فى السودان، لكن علينا أن نُفرق بين القوة الحقيقية لقواعد على الأرض راسية فى التربة الوطنية.. وبين نجم هائم فى الهواء. النجومية لا تؤسس لشرعية، قد تؤسس لشهرة. وأتذكر أن الرئيس كارتر قال فى مرة للرئيس السادات بعدما ذهب الأخير إلى القدس: إذا رشحت نفسك أمامى.. فأنت تكسب، والغريبة أن البعض صدق ذلك أن الرئيس السادات يستطيع أن يصبح رئيساً لأمريكا!. لكنا هنا خلطنا بين أن يكون رجل من الرجال نجماً.. وأن يكون له قواعد راسية تمكنه من عمل شيء. أظن أن السياسة المصرية كانت فى هذه اللحظة على وهم، والسيد عبد الرحمن المهدى بدا فى هذه اللحظة واثقاً من نتيجة الإستفتاء لصالحه. لقائى مع المهدى كان فى دائرته.. بقصر ذى طلاء أبيض كانوا يسمونه البيت الأبيض، وكان معه هناك فالتقيت به.. السيد محمد أحمد محجوب، الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء السودان، وهو محامى شاب فى ذلك الوقت، وشاعر. محجوب كان من أنصار الإستقلال، وقد قال لى فى مرة سابقة بيت شعر له.. سبق وأن أستشهدت به ولو أن على حجر ذُبحنا... جرى الدميان بالخبر اليقين. وفى يوم لقائى مع السيد عبد الرحمن المهدى سألت محجوب: لسه.. ولو أن على حجر ذُبحنا؟!، فأجاب بقصيدة ثانية فى حضور السيد عبد الرحمن المهدى وقد أستوقفه ذلك: يرجو الخلاص لغاصب من غاصب... لا ينقذ النخاس من نخاس، وهنا أشار السيد عبد الرحمن المهدى بيده للمحجوب حتى يكتفى.. هنا نظرة تقليدية شائعة.. كانت مصر مظلومة فيها؛ هى أن مصر متورطة فى تجارة العبيد.. وليس أقل من تورط إنجلترا، وحقيقة الحال.. أن مصر لم تكن متورطة فى ذلك. لكن المحجوب كان يرى.. أنه لن ننفذ من نخاس فيأتى نخاس آخر!. - فى اليوم الثانى ألتقيت بالسيد على الميرغنى، وهو رمز الوحدة. وقد دوخنى يومها!. كانت هذه هى المرة الثانية التى أرى فيها السيد على الميرغنى. لقد كان يقابل الناس فى حجرة يتم النزول إليها من سلالم داخل منزله، وفى سقف الحجرة كانت هناك لمبة مدلاة بسلك كهربائى دون شيء آخر، وهو جالس فى الظلام لا يتكلم.. وإذا تكلم يتحدث فى موضوعات بعيدة!.. حدثته فى البداية حول الإستفتاء وحق تقرير المصير، والآن سوف يتبدى الموقف المنتظر من الإتحاديين.. والذين ينظرون إليك كزعيمهم. السيد على الميرغنى كانت لديه خاصية غريبة جداً.. وهى أن يجد موضوعات أبعد ما تكون للإهتمام العام فى لحظة معينة ويتكلم فيها. عنما قابلنى فى مرة سابقة حدثنى عن القنبلة النووية.. وإنبهاره بها، وكان الموضوع قد مضى فى هذا الوقت!.. هذه المرة.. ألقيت عليه سؤالى، وكان يعلم أننى رأيت السيد عبد الرحمن المهدى.. قبل ذلك بيوم، وإذ به يتحدث عن عجائب مملكة النمل!.. كان يتكلم عن القدرة الإلهية على كل شيء حتى بالنسبة للحيوانات والحشرات، وأن كل شيء بقدر. ثم دخل بإستطراد طويل جداً فى كيف تنظم ممالك النمل نفسها؟!.. الحقيقة أننى كنت!!.. لكن هناك أدب وحدود لما يستطيع صحفى أن يتكلم فيه مع مصدر خصوصاً مع السيد على الميرغنى فى ذلك الوقت، فهو رجل صاحب مكانة دينية.. هو شيخ طريقة، وبمقدار ما أن عبد الرحمن المهدى زعيم سياسى ل طائفة المهدية.. متأثرة ب ثورة الوهابيين المطالبة بإزالة البدع.. إلى آخره، فالسيد على الميرغنى هو أيضاً شيخ الطريقة الختمية.. وهى طريقة تدعو للأذكار والصلوات والتصوف.. إلى آخره. سمعت كلامه عن مملكة النمل.. وحاولت أن أحادثه فى السياسة، لكنه أشار بأن من سيحدثنى فى السياسة هو أحد وكلائه.. وهو السيد أحمد عبد الله، وقال أنه لا يحب الحديث فى السياسة، وعلى أى حال.. لم أكن مستعداً للإستزادة فينتقل الكلام من مملكة النمل إلى مملكة النحل!. - موعدى الثالث كان مع السيد جيمس روبرتسون.. رئيس الإدارة المدنية، فالحاكم العام سير روبرت هاو.. أُلغى ميعاده معى قبل وصولى وحل محله ذلك الموعد مع سير روبرتسون، وعلى أى حال فإنى لم أندم.. فقد كان لقاءً مفيداً، لكن من الواضح أن هناك رغبة عامة إلى عدم الإقتراب من السياسة بالعمق. عندما ألتقيت بروبرتسون وجدت أن زوجته ليدى نانسى حاضرة للّقاء.. وضيف إنجليزى أيضاً. أثار السير روبرتسون مسألة زيارة صلاح سالم ورقصته مع الدنكا فى الجنوب، وعلق عليها وقال: It's Interesting show.. إنه مسرح جيد.. لكنا سننتظر إن كان يمكن أن يصبح ذلك عملاً سياسياً جيداً، أم لا!... ثم بدأ يتحدث عن السودان، وقد لمس أيضاً أن مصر ليس لديها فكرة عما يجرى فى السودان... وبدا لى أن روبرتسون واثق من نتيجة الإستفتاء وإختيار السودانيين للاستقلال. وهو إعتقادى أيضاً بدون أدنى شك، وحتى عندما قابلت فيما بعد كافة أقطاب الوحدة.. وكنت أرى تحركات النخبة السودانية فى جميع أطرافها: فالسيد عبد الرحمن المهدى مثلاً كان يتصل بالإنجليز مباشرة.. فهو يرى أن مفاتيح الموقف معهم، فهو يتصل بهم فى مواجهة المصريين الذين يطلبون الوحدة. أما السيد على الميرغنى.. وهو خصم عنيد جداً للسيد عبد الرحمن المهدى، بمقدار ما إن أنصاره أحزاب الإتحاد والأشقاء والخريجين هم أعداء لحزب الأمة. إن هذه المجموعات المناصرة للسيد على الميرغنى وهم مجموعات من الشباب الواعدين توجد أيضاً بداخلهم فكرة الإستقلال، لكنهم يدركون.. أنه إذا كان ثمة إستقلال.. فسوف يكون السيد عبد الرحمن المهدى أى حزب الأمة هو بطله!.. فهو المطالب به، وهو من يتصل مع الإنجليز وصلته بالحكومة البريطانية قوية... وبالتالى، فمع غياب وصول أنصار الميرغنى مجموعة الإتحاديين إلى الإنجليز فهم يرون ببساطة ضرورة الإستعانة بمصر فى هذه المرحلة بمصر كى يتحقق نوع من الحكم الذاتى. توجد هنا علاقات حقيقية بين الشمال والجنوب، لكن هذه بلد وهذه بلد.. وظروف كل منهما تختلف.. عندما يقول شوقى: وما هو ماء ولكنه وريد الحياة وشريانها.. فهذا تعبير بالشعر عن حقيقة كاملة، بمعنى أن هذا النيل هو جامع قوى جداً.. ولنا مصالح واضحة ومشتركة فيه. ضمن ما قاله السيد عبد الرحمن المهدى: أنا نفسى السياسة المصرية تحدد فى مرة مع سودان مستقل.. مصالحها، أعرف أن المصالح المصرية تتمثل فى المياه.. ونحن مثلكم نحتاج إلى تأمين المياه لأن منابع النيل خلافاً لكل الأنهار وراء حدودكم وحدودنا، خلف ما نتكلم فيه أو نراه... نحن حاملين لمياه النيل نحوكم ولدينا بالتأكيد روابط ومصالح مشتركة، لكنى أريد من مصر أن تحدد ما تريد!. ولديه الحق فى ذلك. نعم.. فإن هناك روابط، والشعب السودانى يدرك ذلك.. أثناء رحلتى ألتزمت طائرة الشرق البريطانية بالمطار المائى طوال الطريق.. وكنت أرى مجرى النيل داخلاً فى فيافى وصحارى، ويتابع ذلك الشريط اللامع الفضى.. يدرك إلى أى درجة هو مهم لمصر وللسودان، ويدرك أيضاً إلى أى مدى يقدر لمنابع هذا النهر أن تكون خارج سيطرة البلدين، وهى متعددة لدرجة أنها لا تترك فرصة لأيهما فى إستخدام القوة.. لتأمين حياته الموجودة هناك عند منابع النيل، وأنه المطلوب فى ذلك سياسة... وأفضل السياسة فى ذلك يجرى بالتنسيق بين مصر والسودان. هناك أطراف حقاً متعددة، لا يوجد ما يسمى ب وحدة وادى النيل.. فكيف أصل بهذا إلى حدوده ومنابعه فى أوغندا وتنزانيا وأثيوبيا!. ولماذا إذن أتحدث عن السودان بالتحديد؟!. ثم أن هذا السودان.. ما الذى نعرفه عنه؟!. - رأيت كثيرين فى السودان، وأنا أعلم أن الإنجليز لديهم قصداً واضحاً فى السودان.. وهو إستقلاله، ويتصورون أن لديهم بقاء فيه بعد خروج مصر... والمهدى باشا وأنصاره يستخدمون إنجلترا لمواجهة دعاوى مصر وإسقاطها، ثم يبحثون عن حل مع الإنجليز... وللإنصاف؛ فإن أنصار المهدى مثلهم مثل الهاشميين والسعوديين.. ينظرون إلى إنجلترا فى ذلك الوقت باعتبارها القوة الكبرى الحامية، وفى وقت من الأوقات لوح الإنجليز لعبد الرحمن المهدى بعرش السودان، لكنه ولأكثر من سبب لم يكن مهتماً بهذا العرش. --- نحتاج إلى أن نلقى نظرة على تركيبة السودان، وعلى علاقتنا به.. --- حتى محمد على.. كانت علاقتنا بالسودان متمثلة فى هجرات من الجنوب إلى الشمال.. من السودان إلى مصر، لكن فى المقابل لا توجد هجرات من مصر إلى السودان. عندما أتى محمد على إلى مصر بدأ يراوده ما كان شائعاً فى ذلك الوقت.. فى كون السودان منجماً للكثير من الذهب، كما أنه يستطيع من السودان أن يُجند عساكر سودانيين، لأنه لم يعد قادراً على الإطمئنان إلى عساكره من المماليك.. كما أنه لم يكن راغباً فى تجنيد مصريين، لأنه يعتقد أن الفلاحين لا يمكنهم أن يصبحوا جنوداً.. فهم ليسوا مقاتلين. بدأ محمد على يذهب إلى السودان ولأول مرة فى شكل حملات غزو، وقد تجاوز المنطقة التى نعرفها تقريباً من السودان... فنحن نعرف شمال السودان، وحتى دونجولابشكل جيد.. أو ربما عرف البعض الخرطوم، لكن من أول ملكان.. لا أعتقد أن أحداً فينا ذهب شرقاً ولا غرباً.. ولا جنوباً. وعندما ذهبت إلى جنوب السودان لأول مرة سنة 1950.. أدركت وكانت الصورة واضحة أن جنوب السودان ميال بوضوح إلى شرق أفريقيا، غرب السودان يميل نحية تشاد.. وأن الفرنسيين مهتمون به بشكل واضح، وشرق السودان يميل إلى أثيوبيا والصومال. السودان مختلف تماماً عما كنا نتصور؛ قبائل لها حركتها.. ولها موجات مواسم هجرة ورعى. لكن محمد على كان قد ذهب إلى السودان وفى ذهنه شيء محدد... هو مناجم الذهب التى عنى بالوصول إليها وبالتالى تحل جميع مشكلات مشروعه، وكذلك مسألة تجنيد العساكر. والتجربة على المستويين فشلت. تجدد الموضوع فى عهد إسماعيل، لكنه تجدد بطريق مختلفة جداً.. وفى هذا أساس فكرة ملكية مصر للسودان. - لقد شاع فى ذلك الوقت بين ملوك أوربا وأمرائها.. فكرة غريبة للغاية، إن شعوبهم من الممكن أن تطالب بحقوق فى الوطن الأصلى.. لكن المستعمرات مِلك للتاج وبالتالى تبقى للتاج ملكيته لهذه المستعمرات. نعرف أن جورج الثالث جد الملكة فيكتوريا أصابه الجنون فعلاً.. وقد عولج بالسحر والأدوية لكى يفيق من هذا الجنون الذى أصابه حين أدرك أن الممتلكات فى شمال أمريكا خرجت من ملكيته. العائلة المالكة فى بلجيكا ليوبولد: الثانى والثالث.. أخذوا ملكية الكونغو باعتبارها ملكية شخصية للتاج، لا أحد يتذكر.. أن فى ذلك الوقت حكم وأمتلك ملوك أوربا وأمراؤها المستعمرات، مع إستعداد إلى تنازلات لشعوبهم فى الأوطان الأصلية. ملوك البرتغال أيضاً على سبيل المثال كانت أنجولا بالنسبة لهم ملكية للتاج، ليوبولد/بلجيكا.. فى الكونغو وقد صنعوا ثروات هائلة فيها. عندما بدأ الخديو إسماعيل يقوم بإستكشافات فى السودان، ويسمح للجمعيات الجغرافية البريطانية أن تذهب للسودان كى تستكشف فى جنوبه وغربه وشماله وشرقه.. كان يفكر فيمن يفتح أملاك له؟.. وهنا كان منبع هذه الفكرة التى تمسكنا بها: سيادة التاج المشترك على السودان. فالمسألة يُنسى أصولها وننسى أشكالها فيما بعد وهذه الأشكال تخلق نوعاً من أنواع السراب، الذى نصل إليه فلا نجد شيئاً. كان ممثلو الخديو إسماعيل فى السودان.. وكيفية الإدارة حينها للأمور فى السودان.. يستحقون إلى نظرة؛ فممثلوه فى السودان.. لم يكن بينهم مصرى هيكس باشا بيكر باشا ميسنجر هوتسنر.... كل الحكام الذين فتحوا أقاليم فيها أو حكموا فيها باسم خديو مصر كانوا كلهم أجانب، ومن بينهم أمريكى.. أسمه الكولونيل بونت، وهو أحد ضابط جيش الجنوب الذى هُزم فى أمريكا خلال الحرب الأهلية.. ولجأ بعضهم إلى هنا والخديو إسماعيل رعاهم بشكل أو آخر.. فصاروا من ضباطه، وذهب بونت حاكماً باسمه فى جنوب السودان. ولنا أن نتصور عقلية ضابط جنوبى من أمريكا كان محارباً فى معركة ضد فكرة تحرير العبيد والسود.. وهو يحكم السودان، وعلى الرغم من كون التقارير أمامى تفيد بأنه رجل لا بأس به. عندما ننظر إلى رجل مثل سلاتين باشا يحكم دارفور باسم الخديو، وهو رجل نمساوى.. وصاحب كتاب هو فى إعتقادى ضمن أفضل ما كُتب عن السودان فى هذا الوقت، وهو عن ثورة المهدى بعنوان Fire and Sword in Sudan.. أى السيف والنار فوق السودان. سلاتين باشا هو ضابط مخابرات نمساوى.. يعمل مع الإنجليز.. ويحكم باسم الخديو إسماعيل!. فى مرات ننسى أن الثورة المهدية جاءت عن طريق التعاطف!.. كانت الطريقة المهدية فى إزدياد.. والميرغانية كذلك، لكن الأولى تكبر بشكل أوضح.. فهى وهابية مقاتلة، بينما الأخرى بطرق صوفية... ثم أحدثت ردة فعل الثورة العرابية على الخديو توفيق أثراً عند السيد محمد أحمد المهدى فى مواجهة هؤلاء الحكام الذين أرسلتهم الإدارة المصرية، وهى لا تدرى شيئاً من أمورهم... وأخر هؤلاء الحكام هو تشارلز جوردن باشا، وقد جعله الخديو إسماعيل ماريشال.. ثم جعله فى الخرطوم حكمداراً للسودان، وقامت الثورة المهدية فيما بعد تعاطفاً مع الثورة العرابية فى مصر، وحاصرت جوردن باشا... وقد قرأت خطابات من الملكة فيكتوريا لرئيس وزرائها تقول بضرورة إنقاذ جوردن، ف وحوش المهديين يحاصروه وسيقتلوه، وبالفعل قُتل.. ومكان قتله موجود حتى الآن. بقتل جوردن باشا... وبالهزيمة الساحقة للوجود الذى يُفترض أنه مصرى، ومصر لم تكن على علاقة به فى الواقع!.. أنسحب الكل وعادوا من السودان بأوامر الإنجليز الذين أحتلوا مصر. ثورة المهدى ردة فعل لثورة عرابى كانت عام 1881، والإحتلال الإنجليزى لمصر كان فى 1882. يخرج الجميع فى السودان... ثم يبقى السودان فى حالة فراغ... ثم تُنظم حملة، فالملكة فيكتوريا تلح على وزرائها: لا بد أن يُعاد فتح السودان... وقد كان أن عُين الجنرال كتشنر على قوة من ضباط إنجليز وجنود مصريين، ثم بدأت عملية لإعادة فتح السودان، وتدخل قوة غازية للسودان ب كتشنر. قدم سلاتين باشا نصيحة لكتشنر وهو ذاهب لفتح السودان، وهى لضرورة تذكر أن ثورة المهدى.. دينية، وبالتالى لا بد من وجود عنصر دينى مع الحملة.عندما قامت ثورة المهدية.. جاء السيد على الميرغنى إلى مصر.. من كسلا إلى مصر، وعند إعادة فتح السودان.. قام كتشنر باصطحاب السيد على فى حملته.. بنصيحة سلاتين باشا.. الذى يحكم فى كردفان ودارفور فى غرب السودان باسم خديو مصر!.. وقد أنضم إلى الحملة بعد أن أصبح ضابطاً للإتصال فيها. دخل الإنجليز إلى السودان.. ودخلنا معهم، وأصبح هناك نوع من الحكم البريطانى يتذرع بإتفاقية الحكم الثنائى الذى وقعها فى السودان بعد إعادة فتحها سنة 1899 - هنا مشهد أجده دالاً فى تقديرى على أننا نتكلم مرات فى أشياء لا نعرفها ولم ندرسها بالقدر الكافى.. وهذا محير فى الحقيقة!. كل موضوع قابل للبحث ولقرار.. لكن لا بد أن يعرف الناس ما يقررونه تماماً، فالإنجليز مثلاً لديهم سياسة ثابتة وواضحة، تتحرك باستمرار مع غير الوسائل. بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي؛ تقرر أن تذهب وفود من المستعمرات لتهنئة الملك جورج الخامس الإمبراطور بالنصر، فيأتى ضابط مخابرات إنجليزى سابق أسمه ديفيز.. ويقوم بما لديه من فكرة وليس بالشبه والشكل.. وبظواهر الأمور.. والسراب.. يقترح أن يذهب مع وفد السودان المهنئ السيد عبد الرحمن المهدى، وبالفعل يذهب مع الوفد السودانى.. والذى يرأسه السيد على الميرغنى.. وهو الموجود بطبيعة الحال مع القوات الإنجليزية منذ إعادة فتح السودان. الوفود كانت تمر أمام الملك جورج فى ساحة قصر باكينجهام فى لندن.. يأتى السيد على المهدى بالإتفاق مع ديفيز ومعه سيف جده محمد أحمد المهدى.. زعيم المهدية الذى قاد الثورة. يجب أولاً أن نعلم أن القوات الإنجليزية عندما دخلت لفتح السودان قضت تقريباً على جميع عائلة المهدى.. وخليفته، لكن هذا الشاب عبد الرحمن تم إبعاده وإنقاذه عن طريق والدته لأنه كان طفلاً صغيراً. لكنه ظهر فى هذا المشهد، فى هذا المسرح الكامل. ففى أحيان تصبح السياسة مسرحية، لكن على كاتبى السيناريو أن يعرفوا ما يقولوه.. وأن يبقى المسرح متسقاً مع التاريخ. دخل عبد الرحمن المهدى.. شاباً إلى الملك جورج وبين يديه سيف والده، ليقول: هذا سيف أبى. فيرد الملك جورج: خذه.. لتحارب به أعداء الإمبراطورية، فيأخذ عبد الرحمن المهدى سيف والده مرة أخرى.. ويعود إلى الخرطوم، لكنه عاد منافساً للسيد على الميرغنى، بعد أن أصبح الرجل الذى وضع الإنجليز أعينهم عليه. كل هذا لا نعرف عنه شيء أبداً!. أخذ نفوذ عبد الرحمن المهدى ينمو فى مواجهة السيد على الميرغنى، وهنا أجد فى دفترى تعبيراً للأستاذ داود عبد اللطيف قاله لى خلال الرحلة فى السودان: إن السيد أحس بشعور الزوجة القديمة عندما يتزوج زوجها عليها!.. يعنى هنا الزوج الإنجليزى وليس نحن. فالسيد على أنزوى.. أو بالتعبير المصرى الدارج: أتقمص. أخذ نفوذ المهدية يزيد.. والإنجليز يساعدون عبد الرحمن، بينما تقرب السيد على الميرغنى أكثر من مصر.. وكنا نساعده بقنوات رى ووسائل إستصلاح أراضى وما أشبه، وبالتالى ساعدنا فى تكوين ثروة للسيد الميرغنى ولطائفة الختمية. تقدمت الأزمنة إلى الحرب العالمية الثانية. والإنجليز يقاسون فى القرن الإفريقى أمام الإيطاليين فى الصومال وأثيوبيا. السيد عبد الرحمن المهدى كان واضحاً فى موقفه مع الإنجليز، السيد على بدا متردداً.. مع تأثره بالموقف فى مصر. أنتهت الحرب وقد تزايد نفوذ المهدية جداً. ونفوذ الميرغانية تضاءل إلى حد كبير.. وعلى أى أحد ينظر إلى الصورة ويراجع التاريخ أن يدرك مباشرة كون خيار الشعب السودانى فى لحظة تقرير مصير.. هو إختيار الإستقلال، وأى كلام آخر يقول بوحدة.. يحتاج أساسه أولاً إلى مناقشة، كذلك فالأساليب التى أستخدمناها.. والإهمال الذى تصرفنا به نحن فى حاجة لمراجعته، حتى فى ذهاب صلاح سالم.. وفى صرفه لنقود هناك. وقد علمت فيما بعد أنه تم صرف حوالى مليون جنيه ونصف فى شكل هدايا وهبات!. يقول روبرتسون فى حديثه لى: أعلم أن هناك نقود صُرفت.. ليس لدى دليل مادى عليها، لكنى رأيت بعد زيارة صلاح سالم حسابات فى البنوك بدأت تظهر.. وأناس يبحثون عن مساكن أفضل، وآخرون يشترون سيارات. وقال كما ذكرت: هذه الرقصة.. قد تكون مسرحاً جيداً، لكنى غير متأكد من كونها سياسة جيدة. --- عدت إلى القاهرة.. ودفتر مذكراتى مليء حتى أخر ورقة فيه؛ بأبيات من الشعر ولقاءات وإنطباعات.. إلى آخره. صلاح سالم يبدو كالبطل، وغلاف أخر ساعة يحوى صورة صلاح سالم.. ومعه حربه تدخل فى رقبة الأسد البريطانى. كلمت جمال عبد الناصر، وكان قد رأى غلاف أخر ساعة.. هو يعلم رأيى من قبل سفرى.. وهو إعتقادى بأن المسألة فى السودان أكثر تعقيداً مما يبدو فى القاهرة. أتصل بى فى الصباح الباكر وهو يسأل: إيه؟.. غيرت رأيك!. فأجبته بأن الأسد البريطانى فعلاً أُصيب، لكن السؤال هل نحن سنستفيد شيئاً؟!... نحن مقبلون على إستفتاء، وأنا على إعتقاد بأن هذا الإستفتاء سوف يصوت ضد الأمانى التى نتصورها. هذا الكلام نُقل إلى صلاح سالم، ولسوء الحظ سبب إشكالاً بينى وبين صلاح سالم، تبدت له عواقب فيما بعد.

Post: #8
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 07:41 AM
Parent: #7


بالجدانه امر عجيب يعترى هذه الشخصية المصرية وهو غير مبرر ابدا حين تتعامل بهذا الاستعلاء الوقح مع الجار والشقيق ( السودان الشقي) بينما هم وحدهم ربما في الدنيا الشعب الاوحد الذي عاش اشنع ويلات الظلم والقهر والاستعباد وكثيرا من العذابات والمرارات منذ الزمن الفرعوني ومرورا بعشرات الاحتلالات والغزوات الاجنبية اللاحقة التي تعرضت اليها مصر وشعبها وكل هذه الظروف التاريخية البشعة ساهمت في تشكيل ورسم الشخصية المصرية الحالية عبر التاريخ بهذا الشكل الراهن حيث لم تشهد مصر حكما وطنيا منذالاف من السنين هذااذا افترضنا ان فترات الحكم الفرعوني الذي استعبد شعب مصر وسخره اشنع انواع السخرة حكما وطنيا مصريا وهو ليس كذلك لان الفراعنة تعاملوا مع شعب مصر مجرد عبيد واقنان تم تسخيرهم للفراعنة والهتهم ولذلك ليس هنالك ما يبرر اليوم تضخيم الذات و فخر المصريين الزائف بما يسمى بالحضارة الفرعونية والتي قائمة في كل تفاصيلها على السخرة واسترقاق الانسان حيث كان الانسان المصرى ضحيتها ولذلك كانت حركة 23 يوليو 1952 هي الحكم الوطني الاوحد الذي شهده الشعب المصرى بعد كل هذه الالاف من السخرة والاحتلالات الاجنبية حيث احتلها كل من هب ودب ولذلك اتعجب في تعاملها مع جارها ( السودان الشقي) بهذه الاستعلائية الزائفة وهم ادنى تاريخا وحضارة منا بل نحن من سعى لتحريرهم منذ ايام الدولة الكوشية السودانية وانتهاء بحملة البطل الشهيد عبد الرحمن النجومي الناشدة تحريرهم من الانجليز واعوانهم من بقايا الخديوية المسيطرة على مصر الى حين الاطاحة بها بحركة 23 يوليو 1952بقيادة البطل السوداني المولد اللواء احمد نجيب.. والطبيعي ان يكون التعامل المصرى تجاه السودان اكثر حميمية و مفعما بالامتنان لما للسودان من دور حيوي في استقرار مصر ونمائها وهو الذي لم ياخذ منها شيئا بل هي التي اخذت منه كل شيء ولا زالت تاخذ بلا مقابل وبجشع النهم وقد حفزه في دواخلهم حكامناالخونة العملاء والذين برغبون بشدة في حكم الوطن باي ثمن حتى لو يكون الثمن بيع كل الوطن للغرباء وليس بعجيب هذا المنحي على الذي باع دين الله وقداسة السماء وايضا حفز حالة الاحتقار المصرية لنا بعض السياسيين الارزقية العملاء والذين يتهيبون ابداء اي موقف يتهم سيدتهم مصر و معهم الجهلة الغوغاء من عديمي الوطنية وجميع هؤلاء وحدهم من يتحمل المسئولية اليوم في جعل المصريين يحتقروننا كل هذا الاحتقار الى درجة احتلال ارضنا وعرضنا ونحن حتى اللحظة لم ننتفض بعد ضد هذا الحكم العميل الذي ما عاد يمثل تطلعات امة مشهود لها بمواقف العزة والكرامة والاباء ورفض الطغاة والطغيان والغزاة واعوان الغزاة![/
B]

Post: #9
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 01:29 PM
Parent: #8


Post: #10
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-25-2009, 10:00 PM
Parent: #1

.

Post: #11
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-26-2009, 01:53 AM
Parent: #10


لا للبلعطة المصرية ولا لخط العمالة لمصر

Post: #12
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-26-2009, 07:02 AM
Parent: #1

.

Post: #13
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-26-2009, 03:06 PM
Parent: #12

ويبدو ان مصر الجارة غير الشقيقة استمرأت فعل الفهلوة مع السودانيين (الطيبين) قرونا طويلةباسم الجارة الشقيقة والتي اتانا منها كل المستعمرين وقد كانت خادمة في معيتهم ولم ترتدع بعد ان ردعناها في معية اسيادها غزاة السودان ولكن لايمكن ان نسمح ان تصل الفهلوة المصرية هذه المرة حد تزوير التاريخ وبمجرد وريقات صاغها مستعمروها ومن غير معارك في مواجهتنا لتنتزع منا بالبارد ارضا عزيزة تدعي ملكيتها كانما هي الوريث الشرعي للاحتلال الانجليزي بينما كانت هي مجرد مستعمرة انجليزية وبفهلوتها المعهودة وبعد مائة عام تاتي لتزعم في مواجهة الجار ( الشقي) ان بعضا من ارضه اي ( حلايب السودانية)هي ملكها كانما كانت مصر دولة مستعمرة ومالكة للسودان..فلو كان الزعم والادعاء من بريطانيا او تركيا فربما لحدما فيه شيء من المنطق الاستعماري باعتبارهما دولتين حكمتا السودان وساهمتا في ترسيم حدوده وانشاء بعض من مدنه وتخطيطها ورغما عن هذا لن ينشيء الاحتلال وهو امر باطل حقا قانونيا لتركيا وبريطانيا حتى تزعمان ملكية ارض ليست لهما.. ولكن الكارثة والمضحك جدا ان ياتي سدنة واقنان وجنود المحتلين الاتراك والانجليز ليزعموا مدعين ان هذه الارض السودانية (حلايب) حقهم فهذه مصيبة واستحقار ما بعده استحقار لشعب السودان وهي اكبر اهانة توجه لشعب السودان الذي اجلى عن ترابه بالقوة المحتلين الانجليز والاتراك وخدامهم المصريين وقدم في سبيل ذلك شعبنا البطل مئات الالوف من الشهداء فداء الارض والعرض وهو امر لا يمكن السكوت عليه والا سنوصم عبر التاريخ باننا امة حقيرة ذليلة خانت تضحيات شهدائها وابطالها من حرروها من الاحتلال وقد اخذ منها حقها ليس بالمعارك والقتال بل بمجرد فهـــــــــــــلوة في وضح النهار من دولة عاشت كل عمرها تحت السخرة والاحتلال بلا قتال ولا نصال ولا تاريخ مفعم بالثورات في وجه الطغاة والطغيان!

http://beidipedia.wikia.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%87%D9%84%D9%88%D8%A9

Post: #14
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-26-2009, 03:19 PM
Parent: #13

وما استحقرنا المصريون الا عندما احتكوا وتعاملوا مع هذا النوع الرخيص والعميل من ناهبي السلطة في بلادنا وهم ثلة من المجرمين واللصوص والخونة الارزقية لا ال لهم ولا ذمة لهم لم يستحوا حين تاجروا وعهروا دين الله ولذلك من البديهي ان يبيعوا تراب الوطن ويمرغوا كرامة شعبه في التراب لانهم كائنات بلا اخلاق ولذلك لن نعشم في موقف اخلاقي منهم ففاقد الشيء لا يعطيه!





Post: #15
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: عبدالوهاب علي الحاج
Date: 12-26-2009, 03:39 PM
Parent: #14

Quote: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
عليك الله يا معلم كان المصريين ديل اعترفوا بان مصر سودانية والحلب ديل اتخارجوا
ما تنسى عمك وهبة داير ليهو شقة في الاسكندرية على النيل يحت فيها باقي شيبو دا
او بالعدم شقة في مدينة الباشمهندسين طابق اول لو في امكانية
كرهتي في الدنيا دي طلوع السلالم والسواقة بالليل والمريخ
مودتي الخ...



_____
كدي خلينا من كلام المصريين الكتير دا .. كلام السودانيين القالوا حلايب مصرية عملت لينا فيهو شنو ؟
مستنيك بهنا الأخ هشـام هبانـي أرجـو الرد شاكـراً ما تتأخر ولا اخش ليك بنمرة (6)

Post: #16
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: Ahmed musa
Date: 12-26-2009, 08:08 PM
Parent: #15

Quote: كدي خلينا من كلام المصريين الكتير دا .. كلام السودانيين القالوا حلايب مصرية عملت لينا فيهو شنو ؟
مستنيك بهنا الأخ هشـام هبانـي أرجـو الرد شاكـراً ما تتأخر ولا اخش ليك بنمرة (6)


والله يا عمّك ده فايروس عديل كدا ضربت كل بوستات المناضل
عليك بالأنتي فايروس (الروب) فهو الأنجع !!!!

Post: #17
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-27-2009, 03:25 PM
Parent: #16

.

Post: #18
Title: Re: ايها السودانيون ... ان مصر كلها ارض سودانية وينبغي ان تعود فورا الى السودان!
Author: هشام هباني
Date: 12-27-2009, 11:38 PM
Parent: #17

>