سِلِك الباب

سلام عليكم يا جماعة الخير، عايز أحكيلكُم شي كدي غريب قاعد يحصل في السودان وما أظنه قاعد يحصل في حِتِي تانيي، أصلنا نحن ما أمة متفردة، المهم يا جماعة الخير مرة كدي نزلت السودان بعد غربة طويلي خلاس، بعد ما شلنا الفواتح في الميتين وباركنا للعندهم الافراح، أها مشيت أفتش على الخبيرات، وعندي قريبتا لي كدي إضنينا عاملين زي الإيواكس والله إن بقا استعانو بيها في العراق كان جرتلهم الزرقاوي من إضنيه ومرقتو ليهم، علا الدنيا ما بتدي حريف، المهم ناديتا وسولونا الشاي أبو قرفة والهبهانو يلعلع واللقيمات تقول يا ليل منفخة التقول باكنبودرا زايد، أها هي ترمي في شماراتا وأن أبلع في اللقيمات وأحصلا بي جغيمة كبيري من الشاي عشان ما أخَنَق، وكل ما الشمار يكون تقيل أبلع وأقهي، ونحن في الحالة ديك وحيتا من الجيران جرَت سلك الباب ودخلت لا احم لا دستور واتوهطت في نصنا مسكت الحديث وبلعت اللقيمات كلها، أنا بدل أقهي في كلاما قهيت في سلك الباب، وبديت أفكر هسا أنا لو كنت منجعصلي في عنقريبا الشناط أليلو مرخي في الحوش ولابسلي دِلوقا مهلهلة ومقددة كمان وخالف رجلي والهمبريب داقشني ومتنغم على الآخر والمرَة دي جرَت السلك ودخلت، أقول يا منو؟ ولا أسوي شنو؟
غايتو أنا العشوائي دا شايف السلك دا حاجة بطالة خلاس، لكن انتو المتمسحين التريانين ديل شايفنوا كيف؟؟


تِليشة:
زي ما إنتو يا الحلوين
خالين بال ومرتاحين
نحن كمان نكون عايشين
ما في فيلا
في راكوبة
بي شوك الكتر مزروبة
وأخوك في راسو قامت قوبة

يا أبن جبريل
سلك الباب ده بعملوه قبل ما يركبو الباب زاتو وفي ذلك إشارة بينة إلى إنو أبوابنا ما بتجيب الريح وساعة هبوب الريح عندنا تكون عادة بعد ما يضرب من في البيت الفول تحت لوحة كبيرة خطت على عجل كلماتها تقول "الحضر حضر والما حضر المال سدر" عندها فقط يتم فك السلك من الباب الأمر الذي يجعل التأمل في فتحه أصعب من أن تدق الباب في هذه الساعة المتأخرة من الليل وهذا ما يجعل أمثالي من معتادي السهر وقلة الفكر الدخول من حائط المبكى.
أما دخول جارتكم وبت حارتكم فدا شئ عادي لكن يبدو إن غربتك وطولها أصابك في مقتل بعد أن إحترفت معاقرة الحيطان والسكن في شقق لها نوافذ تري أنت من خلالها ولا يراك الآخرون ناهيك عن تلك الفتحات أو ما يعرف بالعين السحرية التي تركب في كل باب شقة لزوم المراقبة أو التأكد من الزائر ومن ثم القرار بفتح الباب أو الإبقاء عليه موصداً في وجه الغزاة.

الملا عمر
ما قلنا حاجة في زيارة الجيران لكن الواحد ان بقا داير يقعك في بطن بيتو طرزان الحل كيفن

أخي طارق جبريل
طرزان ربيب القرود ، أظن أنه يتوجب عليك دخول الغابة
حالة كونك ساكن في حي من الأحياء الشعبية فيجب أن تتقيد بالإشارات المرورية وترقد قفا بعد أن تربط حزام الأمان وتتوقع فتح الباب في أى لحظة خلال الأربعة والعشرين ساعة من عمر اليوم بشقيه الزوالي والغروبي ، غير أن بعض الذين أعيتهم الحيلة ولم يستطيعوا التحول من الأحياء الشعبية إلى الأحياء ذات الدرجة الثانية أو الممتازة لضيق ذا ايد تفتقت عبقريتهم وقاموا بتربية كلب من الكلاب الشرسة وجعلوه يصول ويجول في الحوش بل ينبح نباحاً كله تهديد ووعيد ،الأمر الذي يجعل دخول الجارة غير وارد تحت أى ظرف من ظروف الغفلة بعيداً عن سلك الباب الممدود. وإذا لم تكن لديك الرغبة في تربية الكلاب في بيتكم الكائن فيمكنك في هذه الحالة أن تلم عزالك وترحل إلى حي من الأحياء الراقية في العاصمة القومية وعندها فقط لن يتمكن أحد من الدخول إليك على حين غره وتكون في حل من أى إحراج محتمل نتيجة هجمة غير منسقة ، أو أن تتنازل عن الرغبة في الطرزنة.

جبريلة..
تحياتي..

موضوع السلك بيحكي قصة شعب بكل إيجابياتو وسلبياتو. ومن الإيجابيات دي مثلا وليس حصرا:
الكرم: البيت مفتوح للكل
الأمن: مافي خوف من أي شئ
التكافل والترابط: يعني الحالة واحدة
إلخ....
أم السلبيات:
ليه الحالة واحدة؟؟؟
عدم إتباع سنة المصطفي عليه الصلاة والسلام في الإستئذان
وبعدين دي والله قمة العشوائية

يا أخوانا مافي أي تعارض بين الكرم والإتيكيت

ولك تحياتي يا طارق

سامي عبد الوهاب إدريس
صديقي العزيز الكلام القلتو كله حلو ومدنكل لكن العشوائية دي ما ممكن نغلفها كدة بي شوية بهارات عشان تحتفظ بي جمالها والاستئذان لا يفسد الكرم موش كدة
تحياتي للصغار وامهم

الملا عمر ايها المدهش
ايها العزيز انا لا املك حتى مرقد عنزة لكي اتحول الى الاحياء المبهرجة وصدقني وان كنت املك المال لن ارحل عن امتداد الدرجة الثالثة لا يمكنني اني اعيش بين علي القوم لانني مؤكد قد اختنق هناك اما الكلاب ياخي من زمن الكلية في البيطرة كانت علاقة الود بيننا مفقودة هي من طريق وانا اسلك آخر لذا لم يتبق لي غير التخلي عن الترزنة لان دخول الغابة له ملمات اخرى لا يعرفها غير الراحل جون قرتق