ثلاثُ بناتٍ عندَ البَحرْ

ثلاثُ بناتٍ عند البحر.. بحر الخرطوم.
ثلاثُ شافعاتٍ يتبعن بعضهن بعضا, و يبعن لنا " الفول المسلوق " .
نحنً : أمة محمد التي هجّرتها الحكومة ليلة الخميس من كل أسبوع .
شعبُ من المهاجرين الهاجرين دورهم تعيث فيها الظلمة و الصيف و البعوض و الهاموش .
....
هنّ : ثلاث شافعاتٍ عند البحر " يبعن لنا الفول السوداني " المسلوق ..
يبعنه لنا : نحن " الشعب السوداني المسلوق " .
ما كُنّ لقيطاتٍ حتى تكتب عنهن الصحف و يسود الكتاب صفحات الكتابة في التغزل التعاطفي عنهن .
عن اللقيطات / اللقطاء و دارهم التي تحولت مزارا . تبذلُ فيها و لها الشفقات الكبيرة و المصمصات المواسية ..
و يعود الناس لدورهم , و تعود الدائرة تكرّ : بلدٌ يتناسل فيها الناس سِفاحا , من بعدما كانت :
( بأيدنا توهجت .. ضياءا و سلاحا ) ..
و سفاحاً .. و جراحا .
ليس أول الجراحُ : ثلاثُ بناتٍ عند البحر .
....
دفعتُ جنيهين مقابل أربعة أكياسٍ من الفول السوداني المسلوق .
تحصنّ بالصمت امام أسئلتي السودانية الدهرية السخيفة المتلجلجات في ( خجلتها ) و عار قهري الكبير .
صغيراتً كُنّ كحماماتٍ زغيبة الريش , جميلاتٍ في بؤسهنَ القاهر , و أعينهن لامعاتٍ كبيرة .
كُبراهُنّ لم تزد عن العاشرة أو يقل , تمشين من اول الجسر الحديدي القديم حتى لآخر الجسر الأسمنتي , لتبِعنَ الفول السوداني المسلوق .
لما ناديت عليهن ركضت الصغيرة إليّ في أسمالها الكثيرة تجرجرها جاهدة . قالت بأبح و أجمل , أنعسُ صوتٍ في العالم :
بي خمسمية بس , نديك ؟ .
الله يا صغيرتي أنا .
دفعت ما دفعت رشوة للصفع في داخلي .. لعله يكف عني . ما كفّ .
أنا مثلك يا حلوة .. أبيع مواطنتي عند البحر ..
لكن لا مشترٍ هناك , فأنا أبخَسُ مِن أنْ أُشتَرَى .
....
البحرُ كان خلفي .. و أمامي انتصب المبنى البترولي الأزرق المزجج – كان يوماً مكتباً للقبول في وزارة التربية – .
و الليلُ خميسُ عجّ فيه البحر برواده .
أقول لكم .. الناس في مدينتي يجنون آخر الليل في أواخر كل أسبوع .
فيأكلون قصب السُكّر يمجّونه مجّا , و يسفحون شطائر الفول فيجزونها .. و يهرسون " التسالي " و الحبوب اللاهية المخدرة : ترمس / كبكبيه / تسالي القرع .. و يلفظون قشرها في غضبٍ و عنف . يرشفون السوائل من قهوةٍ و شاي و " حاجة باردة " يحسونها في صوتٍ عاليٍ .. و يضربون الطبل على فوارغ الأوعية البلاستيكية فتثور حُمّاهم و تلتهب , و يجأرون بالغناء الغريب الوقع مشروخ المعاني . و هتافاً يتحدثون .
الناس في الخرطوم عند البحر ليلاً , في آخر الأسبوع , يفتحون قمقم الكبت الكبير .
فيخرجون أثقال بطونهم " الغريقات " الطاويات على جمر العَنَتْ .
كظيم غيظهم و كبتهم و قهرهم و غُلبهم يخرجون .. " فيتفشون " .
على قصب السكر السنّاري يتفشون , و على الفول و الطعمية و التسالي و الشاي و الغناء و الكوتشينة و الليدو و الضُمَنه .
تفعل الناس ذلك في مدينتي .. في مدينتي يُساق المواطنون الطيبون إلى الجنون .
إلا من فتياتٍ ثلاثٍ صغيرات .. يبعن الفول السوداني المسلوق .
إلا مِن صبية بصديريات و صحافٍ معدنية كمجمرةً لتنكات القهوة , ينادون عليها استحياءا و " كسرة عين " .
إلا مِن نسوةٍ خلف أوعية و أكواب و ظلم كبير .. يبعن الشاي و الكركديه و يتلفعن بكرامة قديمة .. و سترٍ و ستر .
و إلا من رجالٍ أذلتهم الحوجة فحملوا صناديق كرتونيةٍ بأمشاطٍ و ألعابٍ و بالونات و علكةٍ و مناديل ورق , ينادون عليها .. و ينادون على غضبة الله أن تأخذ بثأرهم حين لم يفلح الفالحون في الأخذ لهم به .
و إلا من سيارات الرقم الأزرق ..
سيارات الرقم الأصفر ..
سيارات الرقم الأميَز ..
سيارات الرقم الأوحد .
إلا من ليلٍ المهاجرين من دورهم .. الغرباء في اوطانهم .. ليلُ الهوام و الحشرات و الصيف و القهر و العتمة الأبد .
مدينة قاسية القلب يا خرطوم أنتي ..
خلفك الليل . خلفه ملكوتُ الله بغضبها و رحماتها .
....
هذه المدينة الغول ..
( جعلوك غولاً يا حبيبتي ) ..
جاءها الناس " بحثاً عن الكنز في الحوصلة " ..
حسبوها " دار أبي سفيان " الآمنة , فمن دخلها فهو آمِنْ . حسبوها : فهم فيها آمنون .
أمانها في المأكل و المشرب و صحة و عافية و فصلٍ بسبورة , و طباشورة .. و رزق كريمٍ و عيشٍ ترتفع به الجباه .
هكذا يا دار أبا سفيان قالت السيرة التأريخية .
ما وجدوا لأبي سفيان داراً في بلقع مكة .. هتافما هتفوا .. صراخما استصرخوا الهمة و " أبومروّه " .
ليس إلا الإشاحة و المزيد من جبروت الحرس و السدانة .
يا دار أبي سفيان .. يا دار ابي سفيان ( بن حرب ) .
....
و ثلاثُ بناتٍ عند البحر ..
ثلاثُ يماماتٍ خُضر , و الصقرُ في الأجواءِ حوّامُ ..
صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي ..
و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .
....
ثلاث شافعاتٍ يماماتٍ زغيباتٍ عند البحر " يبعن الفول السوداني " المسلوق .
" مبروكٌ عليك " .. يا أيها الفول ( السوداني ) المسلوق المُعرّف بالهوية ..
يا فول ( يا سوداني ) ..
فلا هوية للبنيات الصغيرات يبعنك عند البحر ..
هن فقط ( ثلاثُ بناتٍ عند البحر ) ..
هكذا .. بلا هوية .
....
هنا أم درمان :
( يا أيها المنسيُّ في قاع الأسى ..
ما خفقة ُ العَلَم الذي حلمَتْ يداك برفعِهِ ..
إنْ لمْ يَكُنْ في وُسعِهِ أنْ يَرفَعَكْ ) .


وا معتصماه .

لنا الله من نارك يا عماد عبدالله
حسبتك تتحدث عن بناتي الثلاث

لكم نجاهد
ولكن كم جاهدنا
لنحمي زغب الحواصل
من بيع الفول المسلوق
للشعب المسلوق
في الطرقات المسلوقة


بجيك راجعة
أستمتع بوجع الأدب عندما ينحاز للأنسانية في أي معنى

شادية ..
المغسة يا صديقتي ..
كل هذا القهر بيمغسق و يشق .
في كل إشارة ضؤية يا شادية تخرج من ظلام المباني الفخيمة ..
تخرج امرأة شايلة شافع و تتسول السيارات الفارهات .
في كل برندة و شارع و زقاق .. أطفال و رجال و نساء ما ليهم غير الله .
في كل كبدٍ رطبةٍ في هذا البلد ذنباً نحنا شايلنو و حايمين بيهو .

أنا زيك ..
أبو بنات تلاتة ..
حبيباتي التلاتة ..
شفتهم اليوم داك يبعن الفول المسلوق عند البحر .


كوني بخير يا زولة يا هميمة .

مباالغة
مبااالغة
مبااالغة...



عماد...

هل تسمح
لي أن أحبك?

صفاء فقيري ..
يسعد مساك يا صديقتي .

أسعدتني كلماتك يا صفاء ..
السعادة في انها لامست منك الجُرح .


أسمحي لنا أن أحبك ..
أن ( نحبنا ) ..
سودانيون هكذا .. بخيرنا و شرنا ..
بمزيد من حب يا صفاء .

مودتي .

....

Quote: ثلاث شافعاتٍ يماماتٍ زغيباتٍ عند البحر " يبعن الفول السوداني " المسلوق . " مبروكٌ عليك " .. يا أيها الفول ( السوداني ) المسلوق المُعرّف بالهوية .. فلا هوية للبنيات الصغيرات يبعنك عند البحر .. يا فول ( يا سوداني ) .. هن فقط ( ثلاثُ بناتٍ عند البحر ) .. هكذا .. بلا هوية .

صبحك الله بالخير

واصل فضح وتعري الخرطوم

خرطوم بلا معالم او طعم او لون فقط رائحه لاتطاق

فما بالك يا عماد بالصبية التي اتخذت من صينية بري مكانا لبيع المناديل الورقية ،

وسط كل ذلك الزحام وبذاءة المدينة : سائقي العربات وجند المرور ورائحة الهزيمة .

بلاد ليس فيها للشرفاء غير المذلة والهزيمة .

...
...

( يا أيها المنسيُّ في قاع الأسى ..
ما خفقة ُ العَلَم الذي حلمَتْ يداك برفعِهِ ..
إنْ لمْ يَكُنْ في وُسعِهِ أنْ يَرفَعَكْ ) .

Quote: ( يا أيها المنسيُّ في قاع الأسى .. ما خفقة ُ العَلَم الذي حلمَتْ يداك برفعِهِ .. إنْ لمْ يَكُنْ في وُسعِهِ أنْ يَرفَعَكْ ) **

ده مريد برغوثي يا قرمبوز ..
يكون سوداني و حاسي بينا ؟
أم أن الإنسانية جمعاء خلعت عنها كفن ( العَلَم ) الذي يلفها ثم لا يحميها من غائلة الصائبات ؟

_________
**Mourid Barghouti
( MIDNIGHT and other poems )

Quote: بالصبية التي لاتخذت من صينية بري مكانا لبيع المناديل الورقية ، وسط كل ذلك الزحام وبذاءة المدينة : سائقي العربات وجند المرور ورائحة الهزيمة .

ما بالك يا وليد .. ما بالنا بالجاه السرطاني العابث يصّاعد أفقياً ..
الجاه الكضاب الساحت للأمة .. الهازم للقيمة ، المسنود بفتاوى الإقتصاد المسروق و البطانة و المصالح و العمامات المخنثة .
يتصاعد أفقياً كل ذلك ..
بينما " ينسدح " الناس الناس أفقياً علي جوع بطونهم و مواطنتهم ..
حتى ( ترسوا ) الأفق بغلبٍ حرّاق .

قالت الزرقاء :
( إني أري شجراً يمشي ) ..
فكذبوها ..
قالت الزرقاء :
( ما للجِمالِ مِشيُها وئيدا ... أجَندلاً يحمِلنَ أمْ حديدا )
و أيضاً .. كذبوها .

Quote: و ثلاثُ بناتٍ عند البحر .. ثلاثُ يماماتٍ خُضر , و الصقرُ في الأجواءِ حوّامُ .. صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي .. و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .

كلامك ده وامش تم الحاصل مع رجاء في الوصلة دي : دارفـــور: آلامـنـا الـمـنـسـيــة (إلى كـل الـنازحين ســلام)

بس ارفعوا اياديكم لفوق خالص اصرخوا يارب
كن لنا لنكن اكثر رافة ببعضنا
رفقا بمحمد ابراهيم
رفقا ببنات البحر


كن بخير يا حبيب

والله الذي رفع السماء بلا عمد


قد دعوت لك بالهناء والسعادة والفوز

اني احبك

اني احبك

اني احبك


فهن ثلاث بنات عندالبحر

وبحور لديك

ناصر ..

و الله لا أجد من الكلمات ما يفي كل هذا الحب الذي تحوطني به ..
سعيد بك يا صاحبي أنا .

و ليتك يا ناصر رأيت الخرطوم كيف ( تاكل جنياتها ) ..
ليتك رأيتنا نزحم الأفق سعياً خلف الحياة التي لم يردها لنا القابضين على الحلاقيم و اللهاة .
كاذبةٌ هذه الخرطوم ..
كاذبة و لعينة و شرهة و هي تقتاتنا واحداً إثر واحد ..
في تؤدة و لؤم .. و مثابرة .

أنا يا صاحبي أبادلك حباً ..
حب كبير كما يليق بالأصدقاء .. و بالبلد .

Quote: و الليلُ خميسُ عجّ فيه البحر برواده . أقول لكم .. الناس في مدينتي يجنون آخر الليل في أواخر كل أسبوع . فيأكلون قصب السُكّر يمجّونه مجّا , و يسفحون شطائر الفول فيجزونها .. و يهرسون " التسالي " و الحبوب اللاهية المخدرة : ترمس / كبكبيه / تسالي القرع .. و يلفظون قشرها في غضبٍ و عنف . يرشفون السوائل من قهوةٍ و شاي و " حاجة باردة " يحسونها في صوتٍ عاليٍ .. و يضربون الطبل على فوارغ الأوعية البلاستيكية فتثور

سوف أتجاوز الكرام الكتبو ..
و أجيك يا كمال ..

يا صاحبي .. ليس كل ما نكتبه يدعو للمزاح ..
و ما إنت يا كمال الذي يركن للمزاح حين وجع ..
أنا موجوع موجوع ..

تعرفني أحب ممازحتك و الأصدقاء ..
لكن لكل مقامٍ مقال ..
وللا شنو ؟

كن بخير , و ادعُ معي لهذا البلد المتعوس .

Quote: ثلاثُ بناتٍ عند البحر .. ثلاثُ يماماتٍ خُضر , و الصقرُ في الأجواءِ حوّامُ .. صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي .. و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .

قلبي معاهن ...
الصقر أمامهن...و البقية خلفهن..
و لا مفر !

سلامٌ يا ممكونة ..
أفرحني أنك هنا .
:
( للجسمِ رقصته و لو فوقَ الجبالْ .
للروحِ شهوتها و لو فوقَ الصليبْ .
الحربُ توغلُ في فكاهتها
إذا قصفوا الفراشةَ بالقذيفةْ
ثم تمعن في التوغلِ في فكاهتها
إذا ما لاحظوا أن الفراشةَ لم تمتْ
و غَدَتْ - بكاملِ ضعفها - أحلى
و أعلى من يقينِ العسكريِ
و من علوم الحربْ .
نصفُ النصرِ أن فراشةً عَزلاءَ
- إلا من جموحِ جناحها و جمالها -
دَخَلَتْ مع الموت المؤكدِ في سجالْ .
ستموتُ
تعرف أنها ستموتْ
من أوصافِ قاتلها
و من أوصافها .
لكنها ..
ستُطِلُّ من شِبّاكِ يأسٍ قادمٍ
و تَرُفُّ في غرفِ الخيالْ )**


....
لنا الله يا صديقتي ..
و .. فيزياء الفراشة .

____
** منتصفُ الليل / مريد برغوثي

البلد دي مفصودة يا ابن خالتي ..
علي اليمين مفصودة .. و ما فصدة حجامة .
فاصداها سكين ميتانة .. و تراها بتنزف .

نشيل و نخت في الفاضي يا قمر ياخ ..
نحنا خشوم ماشة أم فكو ساكت .

ثم ياخي طظ كبيرة في كل شي غير الناس البركت من تُقل الشيلة دي يا موسى ياخ .
أنا ما بفهم في سياسة و لا نخاسة و لا عندي حلقوم ينجض الهتاف للضل و الفيل بالتساوي حسب الضرورة و المصلحة و الشغل الميت
ده .
عنقالي سوداني زيي و زي الأمة الكاسحة دي .. البلد بلدنا .. و الواطة دي حقتنا ما حقت زول غيرنا .
ياخي خير خريطة الجن دي .. كل الخير البره و جوانا , ما ينوبنا منو إلا الوجع و الظلم ؟
لو نتقاسم مالو ؟
جوازكم سوداني و ابوكم و أمكم سودانيين و انا ود الحرام ؟
انا زيكم و أحق أحق أحق بكل ذرة خير فيك يا هذا البلد .
عندي حق في هذا البلد و لازم آخدو ..
كان كنت منوت و لا أدروب ولا ياغوب و لا ساتي و لا الجن الأحمر ..
طالما أنا هنا .. معناها ( أنا هنا ) ..
معناها أي شي هنا عندي فيهو زيي زيكم واحد .
شنو البيطلعكم فوق في همبريب الله و انا مدفون في تراب رجليكم ؟


يا قمر ..
قول ( يا أمان الخائفين ) .. يا ( ولي الصابرين ) .

العوض يا صاحبي ..
صباح الخير - إن كان هناك -

شفت البلد دي جبارة كيف يا عوض ؟
إتفرزن الكيمان .. صفّت على كومين .
و الخرطوم كومة من الفسوق و الجبروت المُذِل .


صباح الخير يا خرطوم ..
سنقولها صباح صباح : صباح الخير يا خرطوم ..
يمكن يصدف باب السما يكون فاتح و الدعوة بالخير تصيب ..
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) .

شاكر مرورك الجميل يا عوض .

أأأأأأأأأأأأأأه يا عمدة
من...البحر الدافر..
قدامو...البنيات..الصغيرات..البريئات..
بنيات (مسلوقات)..بي نار
الفقر و الحاجة...و سد الرمق...
قالتلك الكيس بي (خمسمية)....شوف جنس المهانة يا عمدة..
خمسمية..تسد بيها بطن جيعانا..
ورجل فترانه...
وحيلا مهـــــدود من السخانة..
هن صغيرات..يافعات..
و الخرطــــوم صعبة يا عمدة....
لا بحرا برطب جوفهن...و لا قرشا...بعالج..
و لا ناسا تساعد..
و لا بيتا..يتربسن بابه...
ربنا يلازمن بي لطفه...
الا الزمن دوار...والعمر ...في مسكاكة..الرزق
اخرتا.... ودار...
الله يغطي عليهن...الله يغطي عليهن
وأأأأأأه يا بلد

عــــــــــــــــــماد


عماد صوتك غناء البرق
وسلسال نور سيوقد النهار
فافرد شراع صوتك
لتوقظ البكور أو لتثقبن ذلك الجدار...
غضب ..غضب ..غضب

عماد... أحلف بالله قد انفقت جل ظهبرتى فى إجترار مثل هذا الوجع...
تحدثنا عن هن...بائعات الشاى والفول...والتسالى...
تحدثت عن صديقتى بائعة الشاى..شابه فى مقتبل العمر وأم لأربعه..
كشوها ...وحين عادت ..لم تعد هى هى...ولا الحياه هى الحياه..

وتحدثنا عن الظلم الحائق بهن فى تقارير الأمم المتحده...وكيف وصمن بأنهن مصادر للايدز..
وفاتنى أن أتحدث عن هؤلاء الصغيرات..
وحين قرأتك أحسست بالقصه فى حلقى..وبالخجل..كيف يفوت على هذا ؟؟؟
ودون أن أشعر...وجدتنى أحضن ابنتى وأقبلها...
قالت لى فى شنو يا ماما...

عماد الله يخليك
إقبال

عُمدة..

أمتعتني بالحرف وأوجعتني بالحال..

___
أعطني مخدراً يا عمدة، أنا أريد أن أنام، ليس لديّ ما أقدمه، دعني أنام..

Quote: صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي .. و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .

وصقر الجديان صاحبي
الخرطوم تستحق أن تتعري لا في منتصف الليل فقط !
ثلاث بنيات أخريات في زمن جميل كان المغنين يغنينهم ، لا طفولة مسفوحة أعالي الجسور المهترئة
الخرطوم يا عماد تقتل الناس ببطء عجيب يموتون هكذا عندما يتحولون فقط لآلات لضخ القهر والغبن
يموتون هكذا عند شواطئ النيل الازرق ومن خلفهم تنهض المباني الاسمنتية لاخرين موفوري الصحة والكرامة
لا قبل لهم بفول الخرطوم المسلوق لا قبل لهم بشعب السودان المسلوق بل لا قبل لهم حتي ببيضنا الوطن المسلوق
كل شئ تبدل ! وها انتذا تهرب باحثاً عن هدوء لتضيف الخرطوم لخميسك الذي طالما انتظرته بصمتها
حزن وقهر وغبن وفول مسلوق يحملنه ثلاث بنيات علي النيل ! ليعدن بعد ذلك الي أكواخهن متعبات باللف
والدوران ، هذا إن لم يقاسمهن دريبات الرجوع أؤلئك الذين لا مهنة لهم سوي إغتيال الفرح في عيون الناس
أتساءل يا صاحبي هناك ؟
هل ستصفوا الليالي بعد هذا ؟
يقيني لم يعد كما كان يا صاح
لم يعد علي الاطلاق !


يا لهذا الجرح المسلوق يا صاحبي !

ثلاثُ بناتٍ عند البحر

ثلاثُ جروحٍ عند القلب ..


شكراً لهذا الذي نزفته يا عماد

فقد إستطاع أن يُبدي لنا سوءة عَجزنا
وأنانيتنا



وقد تساءلت صاحبات أصوات جميلة حين ألم:

منو البيتفقد أحوالن ويسأل
البنيات
البساسقن
وعايشة رُحّل ..

يمكنك أن تسمعهن هنا:

" />" target="_blank">منو البيتفقّد أحوالِن ويسأل ..





ــــــــــــــ
أقسم بالله أنا لو بيدي
كنت عملت ليك تمثال زيك وزي رمسيس وطلعت حرب
وختيتو في ميدان عام
لبلد بتاكل أبنائها
يمكن لعنتها تزول !

;كتاية
بتشيل
الروح

Quote: عماد... هل تسمح لي أن أحبك?

و الله يا عماد لو ما خايفك تفهمني غلط ، كنت قلت ليك زي كلام صفاء الفوق ده !!!

لله درك يا عماد

فلك علينا "جميلة" كما يقول اخوتنا أهل الشــام, فقد أطلقت زفرة حرى من صدورنا, هى غاية ما نســتطيع أن نســاهم به معك , لعلك تجد لنا العذر فى "زهد مســاهمتنا" لأن جلنا يخاف أن "تســلق" له صغيرات .

حقا يا عماد أعجب كثيرا لعجزنا جميعا حيث اخترنا ما هو دون "أضعف الايمان"

كن بخير يا عماد و اشـهد الله "أن قد بلغت"

يا صاحبي

اوجعك منظر العصفورات الثلاث إذ هن في البحر
فتحن فيك شباك حنان
يا حنين
ووجع عمر
وعصر

توجع يا فنان يا رهيف
ولا تكظم غيظك
ادلقه في أي مساحة تعبير ممكن وممكنة
ادلقه
كما تدلق الخرطوم احشائها
وتدلق بنات الوطن اللائذات بالمركز
العاصف بالهامش
يدلقن أحشائهن
فلذات كبد
زغب الحواصل

وتئن دار المايقوما

وتنوح البلاد المنكوبة

من كبد
ومن وجع
ومن سجم
ومن الم


عند الخمايس
قبالة نهر مساءآ
وفي الجمع في جرف غابة نهارآ
او جمعة في شمبات 1
يجأرون بالغناء
وهوي يا ليلى 2
وسكر السمار والخمار 3
وأدر الكأس على العشاق صفوآ 4

ثم ترف هوجة ثورية
يتصايحون:
وطني نحن سيوف أمجادك 5
ويتلفت الصغار نحو { الأمجاد } التي أقلتهم
لأنهم ماشافو امجاد يتفاخرون بها
و
السجن ترباسوا إنكسر 6

وماعرفوا ان الترباس تمدد
وأغلق الوطن
حتى صار باثره سجنآ كبيرآ
ظالمآ ومظلمآ
ولم تعد هناك حاجة لسجون
بلا كوبر بلا دبك بلا شالا
تلك باتت سجون تقليدية وصغيرة
بسبب السجن الكبير

وطن هذا أم مبغى 7

انت عندك 3 يا عماد
وانا خمس
خمس في العيون الرمش

غير اللاتي لم نعترف بهن

اللاتي أخذن منا الملامح والسحن
وبخلنا عليهن بالهوية ودثار الوطن

-------------------------------------
1 أغنية حقيبة
2 قفلة في معظم اغنيات الحقيبة
3 ، 4 اغنيات في سهرات السودانيين غير البريئة في طول البلاد وعرضها
5 نشيد ود اللمين { الملحمة }
6 نشيد وردي عقب الإنتفاضة المجهضة
7 مظفر النواب ، بحرقة

كتابة زول ارهف التامل... يرى اكتر مما تحتمل الرؤيا..

لا تسقط مآسيك على خلق الله ياولدي..
ولا تبقى حساس..
تلاتة بنات يبعن فول عند البحر ..

ذلك سعى دؤوب لرزقٍ حلال..


في زمن الخرطوم العصيب هذا لو وجدتهن يبعن اطرافا من اجسادهن فلا تحزن..
ده مؤشر جميل على انو الاوضاع لم تصل حدها من السوء..
لم يحن بعد ميقات اخلاء الخرطوم من ساكنيها..


انا على قناعة بان يوما سياتي ، ومن سوه حينئذ ستخلى فيه الخرطوم من قاطنيها ..
العربجية الطيبين..
سبابة والمتسببين..
شعرا ومغنين الانادي..
حلب البلد..
عرب الجبال..

وجع جميل..

أنا لازما أجي راجع..

أخي وأستاذي عماد..
(سلق) الفول يحتاج فقط لدقائق،
يصبح بعدها (وجبة) سائغة،
لكن ما قولك في (انسانيتنا) التي (تسلق)
وكرامتنا التي تمتهن،
في اليوم ألف مرة..



وآه آه آه ياسودان!!!

عمدة يا فنان ...
إنت ما فالوا بقيت مرطططططططططططب ..!
مالك ومال التعابى ديل ..!
لكن تعرف مقومات أصحاب الكروش في بلادنا أهمها ميتة القلب ...
يعني قلب فنان ومرهف زي حقك ده بصراحة ما بيلفق مع عربيتك الجديدة الراكبها ..
ولا بيخارج مع الناس (ال(.........)يانة ) في البلد ..
يعني بالضرورة تكون راحتك دي إبتداءً بنيتها على أجساد نوع البنيات التلاتة ديل وأمهاتهم بائعات الشاي والعرقي والكسرة ...
والبيغسلن هدومنا ووسخنا ..
لازم تشوف ليك طريقة تكتل بيها قلبك وحسك ده ياخ ... وتكون مبلللللللللد وما فاهم أي حاجة من البتشوفوا ..
أو ترجع ديامي ومفلس زي زمااااان قبل ما تغترب وترجع بي حق العربية ..
لأنو العربية دي هي الخلقت جواك اتنازع دي ...

فشوف ليك حل ياخ ..

ياخ مالك حارق فشفاشنا ...
نحن ناقصين .....!

Quote: و ثلاثُ بناتٍ عند البحر .. ثلاثُ يماماتٍ خُضر , و الصقرُ في الأجواءِ حوّامُ .. صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي .. و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .

عمــــــاد سلامات

هـــــذا تلخيص ناطــــــق لواقـــــع حـــــال الكثيرين أشفى صدورنا وهى كما يقولون case study


السؤال لا زال حائراً منذ الإستقلال ... كيف السبيل للخروج من الحلقة المفرغــة- تحت مختلف الرايات - والإهتمام بالغلابة ؟ إن جاء الخير

فهو يخص ... وإن جاء الشر فهو يعم البلاد تحت مختلف المسميات من رسوم وجمارك وضرائب و............. بلا وجــــــيع إلا بمثل هـــــذه

التنهدات الحَــرّى التى تضــيف إلى مواجعنا.

قلبى معاك على الوطـــــــن.

الله يديك العافية وراحة البال....

وبعدين معاكـ يا عمده ؟؟؟

الإبداع ده حدو وين ؟؟

عماد، نقول شنو، غير اكتب و ذكرنا..
ربنا يجعل كتابتك دي في ميزان حسناتك
و تكون سبب يرقق به الله و لو نطفه في
القلوب القست..

Quote: ذلك سعى دؤوب لرزقٍ حلال..

يا عزيز، جميل انك تذكرنا بجانب مشرق، و لو حزين.

ندبر معجزة العيش بالمعجزات الصغيره
بالصبر والطيش بالمهد والنعش
تمشى المذله مشى الكريم وتمشى
وتمشى الكرامة مشى الذليل لتمشى
ويمشى البرىء كمشى الظنين ونمشى
ووالله انا اطعنا كما شئت
ووالله انا عصينا كما شئت
والله انا احتملنا المواجع فى كل فصل
كما تتحمل زيتونة الحقل كل فصول السنة
ياحبيب المحبين انا امتحنا كثيرا
وانا امتحنا طويلا
فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس
ياخالق الوحش والسوسنه
______________
برضو شهوات مريد برغوثي
_____________
ياخالق الوحش والسوسنه:
تكاثرت الوحوش ..
ولك الله ياايتها السوسنه..
والله يخليك لينا عمده..
...
تعديل ل:تكاثرت ما تاكثرت
حولا..

الرائع عماد سلامات

مرور ومتابعة

تسلم كثيرا

عماد
ماعندك سكةغير توسيع الجروح الاصلها موجودة
اقصد بتوسيع يعني عدم مداراة
ابتديت اقرا ليك قريب لكن
اليومين بقيت افتش ليك تفتيش في كوشة مواضيع البورد ده.

انا عارف البنات ديل وكل اهل الخيران ما بقرو الكلام ده
لكن وأأأأأه من لكن

استمر في كشف المامستور

Quote: بي خمسمية بس , نديك ؟ .

ياخى دى كتابة موجعة ومؤذية , لكنا نحتاجها بشدة فى هذا الزمن الاغبر
الذى أهدرت فيه كرامتنا , وأصبحنا يلا نخوة ولا مرؤة ولا حياء
, أصلينا يا عمدة بأحرفك الحارقة علها تذكرنا بأنفسنا وانسانيتنا الموؤدة
وعل ذلك يحرك مكامن الغضب فينا , فننهض بواجباتنا تجاه هذا الوطن
وشعبه الذى ذاق الأمرين , رغم ما بداخل الأرض وخارجها من ثروات
رأى البعض منا بقوة عين عجيبة ان يستأثروا بها دون سواهم , بطريقة
تجسد الانانية فى اسوأ حالاتها ضاربين عرض الحائط بموجهات المصحف
التى صموا بها آذاننا وما فتئوا يستغلونها عند الحوجة وتجريم الضحية .
خوفى عليك من الألم والأسى الذى يعتريك والذى نحسه فى مثل هذه الكتابة
الطالعة من جوة الجوف .
الله يحفظك ويغطى عليك يا زول يا جميل .

يا عماد

تتعدد المدن والقهر واحد

هذا ما قاله صوت " رقية " بائعة اللبان في نص نبيلة الزبير
"من اين كان لرقية ان تهرب؟"
ومن اين كان للبنات الثلاث ان يهربن؟
ومن اين لنا ان نهرب ؟

******

Quote: من أين كان لرقية أن تهرب في الخرقة التي كان على رقية أن ترتديها كل يوم تتجمع الألوان المائلة إلى التمزق ترتّق بأظافرها لون القرفة وينفرط في المربَّع الإسمنتي الذي نسي أن يحلق لحيته قبل أن تجلس في الرصيف الذي تتمزق مربعاته لأن الذين يجلسون ينسون أن يسرّحوا أقدامهم المرصوفة كأسنان المشط في الخرقة التي كان على رقية أن ترتديها بقعة حبرٍ تمحي كل يوم هكذا هي الأصباغ التي تندلق دون أن تدفع ثمنها رقية لهذا ستشتري الأصباغ التي تخبئ اندلاقها بأهداب طويلة وملونة بهذه الفرشاة فقط يمكن لرقية أن تغسل خرقتها الممرغة بمزق الرصيف كل يوم رقية لن تشتري الأصباغ لأن أثمان اللبان الذي تبيعه للسيدات والسادة راكبي السيارات المفخخة لا تفي إلا ترقيع خرقتها من بقع اللبان المبصوقة التي تجلس عليها كل يوم لا تدري في أية يقطينة كان على رقية أن تغمس خرقتها قبل أن تخرج إلى الشارع ليبتعد مائة قدم العاشقون الذين يسرقون سعالها يعيدون إليها قفص عمرها فارغا إلا من نزيفهم كل يوم ربما كان على رقية أن تحرق خرقتها قبل أن تلتقي به المتسول الذي أعلنت عليه الحب ذات لقمة مكسورة إلى قلبين.. ربما كان عليها أن تّدارك مزاجه في جمع أعقاب السجائر من أفواه الموالعة بتقشير الحرائق الملونة قبل أن يلقوا بها من نوافذ سياراتهم رقية لن تشتري اللون الأزرق الذي ينسرب من خرقتها كل يوم.. ولن تدفع للإسكافي ثمن خطواتها المنزوعة من قدميها الشائكتين لأن رقية لن تخرج إلى الشارع أيام الانخراط بالمظاهرات.. حيث حبيبها يجمع أعواد الثقاب من جيوب الثورجيين وعمال النظافة والباعة والذين يدهنون الهواء بأصواتهم المصفوفة كأسنان المشط ولن تبيع لبانتها في الإشارات التي تقف عندها السيارات بالأبواق السريعة المضغ بماسحي الزجاج الذين ينسون أن يمسحوا وجوههم في الملصقات العاكسة من أين كان لرقية أن تعرف أنه بمجرد وقوفها بميدان التحرير تتجمع كل هذه البقع من عوادم العابرين في خرقتها.. الشاعرة : نبيلة الزبير

Quote: دفعت ما دفعت رشوة للصفع في داخلي .. لعله يكف عني . ما كفّ .

وأنى لنا أن ندفع لإيقاظ ما بدواخلنا ( الميتة) ؟؟






قالوا:

Quote: Sometimes silence is more eloquent than words in such a tragedy

الاخ الحبيب عماد...
(أبو العيال)..
هذه كنيته..
(غسال عربات) تحت كوبري كوبر..
تترك معه سيارتك (عربية الشركه)..
وانت مطمئن تماما وقد يحدث ان تذهب (لمشوار) وتعود..
لم نلتقيه الا (تحت الكوبري)..
عرفناه هناك (واخيناه)..
ذات (جمعه)..
ركض هو ومجموعه من الفتيه بصوره مفاجئه..
(بوكس الكشه)..
صادر (قمصانهم الممزقه) تلك التي شروها علي (السلك)..
للعوده للبسها بعد (الدوام)
الدوام لله (راحت القمصان)..
ابو العيال يستطيع ان يقتلع (اكبر مكنة صراف الي)..
لكنه (شريف) ويرفض الحرام..
لذا (يفقد قميصه)..
ايضا علي شاطئ النيل


(ثلاث بنات و .......... غسال)..

Quote: يا قمر .. قول ( يا أمان الخائفين ) .. يا ( ولي الصابرين )

شايلين معاك يا قمر

ياعماد ...بعد نيف وثلاثين عاما بعيدا عن تلك المدينة ما زال في القلب والخاطر كثير منها عندما كنا نراها "بالليل" تتلالا او يبدو لنا .. اصابت كلماتك شجني في مقتل ...دمعت عيناي .. او ليس لامثالنا الا دمعات نهرب بها من جحيم ما فعلنا ببلادنا واهلنا وكلنا مسئوليين بشكل وصورة ما .. كلنا هنا لا تشمل الملايين ممن يعيشون بالكاد تحت دواسة صنعها رفاق واخوان وزملاء باسم ملايين البؤساء المقهوريين لحمايتهم كما يدعون من اعداء البلاد والعباد .. مهزومون نحن حين هزمنا انسانيتنا وانبطحنا علي ظهورنا نمعن النظر في سماء غابت عنها النجوم ونتخيل باننا ابناء "الدولة العظمي " ذات المليون ميل حدادي مدادي صناع تاريخ عظيم وحضارة لم تشرق علي مثلها في افريقيا شمس من قبل حتي اتي الرفاق والاخوان والزملاء زمرا زمرا وصبو علي وجوهنا ماء آسن حارق "ياااخ بالو علي وجوهنا"..

الهزيمة مرة ...

اه اه يا عماد

والله قد اصابت كلماتك فؤادى فى مقتل

واصبحت اتلوى كثعبان منتفخ الاوداج

وانا الذى رايت الموت بالامس والامس القريب

من فتات دخل حلقى وحبس نفسى

وانا الذى فى بلاد ترى ما ترويه من نسج الخيال

اه يا عماد

يوما سوف تلف اجسادناثوب ابيض

اخاف ان تلوثه اعمال حياتنا الدنيوية

لا تعرفنى ولكنى عرفتك خلال هذا المنبر

واليوم انت اقرب لى من كثيرين حولى

لنا الله

لنا الله

كن بخير

يا عمدة
حياك البحر........ وغطاك الغمام
تطاولت سنيني من الخرطوم
وقلبي يقفز وجلاً
وأخاف أن أعود يوماً فلا أبصر غير الآسى
هل اأعود ......؟؟
لا أعتقد
كتابة تعيدني إلى صورة في الذاكرة
لبنتين في مدينة ربك 1989
يبيعن الفول في موقف الباصات
وعبارتهن في أذني لازالت تزن

فول السنة يآآآآآ أ أ أ أ

فول السنة يآآآآآ أأ أ أ أ أ أأ أأأأأأ


التعديل للصيانة

صباح الخير يا إقبال .

ستأتين الخرطوم و ترين بأم عينك ..
خرطومك التي تعرفين لم تعد هنا .. هنا مكان آخر لا تنتمين له ، و الزمان امتد ازمنة تتراوح بين عهود ما قبل التاريخ لشريحة من الخلايق ، و بين جنات عدن لطائفة من المحظيين .
اتسع الخرق يا اقبال .. و هو يتمدد و يتسع و يعظم كيفما صنعوا لمداراته و تزويقه و تكحيل أعيننا بمرود الكلام .

قلت فلأرى زهير و معه أرفع الفاتحة في حاتم ..
كان ذلك مساء الجمعة . مررت بشارعكم ، هالني الصمت و ضيق الشارع و الظلمة و الفوضى فيه و الحفر و الردميات و أكوام الركام و الأتربة .. و الصمت الحزين .
تذكرتنا جالسين هناك .. زهير و بربر و ضياء و مصطفي ، محمد بحيري ، أحمد ، سليمان نوبة ، أسامة ، عماد حسين ، بشير ، أشرف ، عمر .. تعلو أصواتنا و الكلام الكلام .. و الإلفة و الهموم التي كانت جبالاً من الامال و و و و و
و الخرطوم زمانئذٍ معشوقتنا ، و الوطن عروسنا التي لها نعد و نعد و نعد ..
عبرتنا الأنظمة و الحاكمون و الرزايا و الإختبارات و المحن ..
و ما كنا شريحة وحيدة الخلية ، كنا شتى في المشارب ، لكن الهوى الوطني كان واحدا .. و الخرطوم كانت بتولنا التي نحب .

الناس يا إقبال ..
الناس ..
ما أتعس الناس في هذا البلد .

Quote: لا بحرا برطب جوفهن...و لا قرشا...بعالج.. و لا ناسا تساعد..

هي هكذا يا صاحبي ..
هي هكذا .
كم مثلهن البنيات النسيمات الهفيف !!
و الوليدات ساكني الأرصفة ..
و النسوة جمال الشيل ..
و الرجال الكاظمون الكاظمون .
في مساككة مع الدنيا ام قدود ..
و القد بيزيد و يوسع بفعل الظلم و الميزان الخسران ..
فوقهم يا هواري غلب الدنيا و العالمين .


الله غالب يا صاحبي ..
ربك كريم .

ثلاثُ بناتٍ عندَ البَحرْ
وعشر نسوة تحت التل
والمئات فى الصحراء
وبضعة الاف فى العراء !
والملايين يكابدن العناء العناء العناء ...
ولا عزاء للنساء !

Quote: صغيراتً كُنّ كحماماتٍ زغيبة الريش , جميلاتٍ في بؤسهنَ القاهر , و أعينهن لامعاتٍ كبيرة .كُبراهُنّ لم تزد عن العاشرة أو يقل , تمشين من اول الجسر الحديدي القديم حتى لآخر الجسر الأسمنتي , لتبِعنَ الفول السوداني المسلوق . لما ناديت عليهن ركضت الصغيرة إليّ في أسمالها الكثيرة تجرجرها جاهدة . قالت بأبح و أجمل , أنعسُ صوتٍ في العالم : بي خمسمية بس , نديك ؟ .

لاول مرة اقف على تصوير ابلغ وادق واوضح من الفوتغراف !!

مجنون ياعمدة مجنون !


هذا جن !

ألحق روحك يازول !


كم أنا مشتاق ليك يا عمدة !

و لسه يا هواري ..
لسه البلد حبلي بكل هم العالمين .
ما تسمع الهتافات و الجعجعة هنا و هناك ..
هذه الجعجعة الملونة ما مهمومة الا بروحها ..
و لتذهب الناس للجحيم ،
الناس الحقيقية .. المواطنين الجد جد .. السواد الكبير ..
و ما حكاية الهوتو و التوتسي بعيدة
المسألة في البلد دي ما هوتو و توتسي و نزاع اعراق
الهوتو و التوتسي هنا امتين : أمة قادرة ، و امة صابرة ..
واحدة قاهرة و التانية مقهورة .

الله كريم لما نبقى ( سودان غير ) ..
بشروط غير .

وهاهو معتصماه يرد عليك ..
ويقول ليك ..
مفيش فايدة ..
مفيش فايدة ..
عمورية أغلقت مزاليجها ..
بعد الشيء الشفتو فيها ..
ثلاث بناااااات ..
وصلحهن ..

عماد
لك التحية .....
واصل احساسك بوجع الخرطوم
واصل ابداعك

إنها المأساة يا شقيقي
حين انتثر مليون (فاوست) على ضفاف نيل الهوان بضفة الوطن!

ثلاثُ يماماتٍ خُضر , و الصقرُ في الأجواءِ حوّامُ ..
صقر اللفظ , صقر العزل , صقر التهميش , صقر الهوان , صقر ذوي القربى الظالمون الحاكمون العامهون في العمى السلطوي ..
و العمي النخبوي و العمى العرقي .. و الجهوي و الفئوي و العقائدي و الآيديولوجي و السياسي و الثقافي .. و إبن الكلب .
....
----------------------------------------------------------------------------------------------------
والهفي على قلبك ياعمدة !


الله بغتي عليك

الله يا عمدة، ماذا فعلت بنا

Quote: لما ناديت عليهن ركضت الصغيرة إليّ في أسمالها الكثيرة تجرجرها جاهدة . قالت بأبح و أجمل , أنعسُ صوتٍ في العالم : بي خمسمية بس , نديك ؟ .

لقد جلبت الصبية أمامي، رايتها وسمعت صوتها المبحوح

وأوشكت أن أرشوها مثلك لولا أني أعلم أن رشوتي لها لن تقيني

الأوجاع..

أها، كيف الدبارة يا عمدة؟؟؟ الدبارة كيف؟؟؟؟؟؟؟؟

يشهد الله الشغل ده معذبني عذاب الله و اكبر
مذيدأ من القرايه يا ناس

طوبى للبحر ياعماد

طوبى له بكل مسلوقات الآه عنده



وطوبى لنا بك يا جميل




وسلمت كاتبا سليم البصيرة

ثلاث بنات عند البحر

هل شملهن التعداد السكاني


لا

اظن

شكراً ، لبصرك وبصيرتك ، ووجعك ، وانحيازك

عمدة اليمامة،
دايما تشوف قُبّالي..
الله يغيز حِبرك المشع..
مرات زي البتكتب بسوط عنج،
كلامك مُعدِ ..
العدوى مضمونة في كتابتك يا عماد ،
وعجزي أيضا..

*

Quote: هنّ : ثلاث شافعاتٍ عند البحر " يبعن لنا الفول السوداني " المسلوق ..

هذا وقد وصلت درجة حرارة البحر الي مرحلة ( الغليان )

وتم ( سلق ) الفول السوداني فيه

عماد يا ولد ...,,,

Quote: عمدة اليمامة، دايما تشوف قُبّالي.. الله يغيز حِبرك المشع.. مرات زي البتكتب بسوط عنج، كلامك مُعدِ .. العدوى مضمونة في كتابتك يا عماد ، وعجزي أيضا..

.

.

كتابة ممتعة والله
شكرا ياعماد عبدالله

Quote: ثلاثُ بناتٍ عندَ البَحرْ

كتابة بلون الخرز
ومعنى التميمة


شكرا يا عمدة

Quote: لما ناديت عليهن ركضت الصغيرة إليّ في أسمالها الكثيرة تجرجرها جاهدة . قالت بأبح و أجمل , أنعسُ صوتٍ في العالم : بي خمسمية بس , نديك ؟ . الله يا صغيرتي أنا . دفعت ما دفعت رشوة للصفع في داخلي .. لعله يكف عني . ما كفّ . أنا مثلك يا حلوة .. أبيع مواطنتي عند البحر .. لكن لا مشترٍ هناك , فأنا أبخَسُ مِن أنْ أُشتَرَى .

يا سلام عليك يا عماد بن عبدالله يا سلام

هسه دايرنا نقول شنو ولا نكتب شنو، الله ينعلك وينعل ابو اليوم الخلانا نقرا كلامك دا، مالك علينا ياخ إنت والبلد يعنى ناقصين، كتبنا ما نفع، إتكلمنا لامن حسنا أنقرش مانفع، شلنا سلاح ما نفع، خلينا البلد وطفشنا لي بلداً طيرا عجمى وبرضو ما نفع يا زول أقول ليك عديل زي ما قال حسن الصرماتي(1) لو لم أكن سودانياً لتمنيت أن أكون (سويدياً).

المهم ربك يهوّن






(1) حسن الصرماتي سمع في إذاعة لندن أن السويديين من أكثر شعوب الأرض مالاً وأقلهم مشاكلاً لدرجة أنهم ينتحرون لأنه ليس هناك ما يفعلون فقال كلمته والتى صارت مثلاً






التعديل بسبب حرف (إ) في كلمة إذاعة لندن قبل التعديل كانت (غذاعة لندن)، يعنى نظام الود دقيق وكده، قوم لف قال دقيق قال.

صاحبى المابريدو
يعنى خلاص الولد فالح شديد
فى داعى شايل الوجع الشاردين منو تلاحقنا بيه فى اخر الموانى؟؟
اى فول مسلوق هذا الذى علكت معه كباد اماتنا ولهات طفلاتنا
وتركتنا نعلك الخيبه..
ياخى انت وغد،،،،

Quote: ثلاثُ بناتٍ عند البحر.. بحر الخرطوم. ثلاثُ شافعاتٍ يتبعن بعضهن بعضا, و يبعن لنا " الفول المسلوق " . نحنً : أمة محمد التي هجّرتها الحكومة ليلة الخميس من كل أسبوع . شعبُ من المهاجرين الهاجرين دورهم تعيث فيها الظلمة و الصيف و البعوض و الهاموش . .... هنّ : ثلاث شافعاتٍ عند البحر " يبعن لنا الفول السوداني " المسلوق .. يبعنه لنا : نحن " الشعب السوداني المسلوق " .

يسلم يراعك ياعمدة ياخ




خالص الود

آهــ وآهــ يا عمدة من حزنك
لهيب سوطك جرح عمق
شرود أطفال نعيق بوماً كشف سِرك
أتاريك بالحزن ممكون
اريت لو كُت قريب منك
حسبي الله ونِعم الوكيل

Quote: المسألة في البلد دي ما هوتو و توتسي و نزاع اعراق الهوتو و التوتسي هنا امتين : أمة قادرة ، و امة صابرة .. واحدة قاهرة و التانية مقهورة .

اتكى سمح على الجرح يا عماد
اتكى ومدد كلماتك ..

Quote: بي خمسمية بس , نديك ؟ . الله يا صغيرتي أنا . دفعت ما دفعت رشوة للصفع في داخلي .. لعله يكف عني . ما كفّ .

عماد هانذا اعود الى حيث البنات الزغب..
اعود الى جلد النفس....
اعود الى الحروف التى تقع كما يقع النصل على اللحم الكفيف..
عنيفه كاطراف الخناجر على رقاق الاكباد هى...
علها تخرج العفن المكرن من عهد عاد.....
عماد لماذا لم تربط نفسك اليهن؟؟
اما خفت ياعماد بعد الهدى وقرب الضلال؟؟
او كما قال الناصر قريب الله
يا لدمامة دواخلنا ياعماد...
مناظر زى دى كانت تهرى دواخل اهلنا الاولون ويسيل على اطرافها الدم
صرنا ناكل الفول ونضحك كما القرود وما فينا معتصم واحد
ياخى سوى سواتك ان شاء الله ما مرقنا منها....
قداعود،،،،

جميل هذا النص ياعماد وعميق

ثلاث بنات عند البحر
فضحن قسوة البلاد على يانع الزهر
اشعلن شموع الحزن المنسية فى تلافيف
الايام الهاربة
اوقدن نار الغضب الكامن خلف احداق الرهق اليومى
ثلاث براعم
ثلاث مأسى
ثلاثون مليون حكاية....... ونهر

يا صاحبي..

غنّي المُغنّي في اشْتبَاهٍ
بين فُصْحَي،
لُكْنَةٍ عُجْمَي..
وفي حزنٍ.. رَطَنْ
كان صوتاً عَالقاً
أوْ غَارقاً في اليُتْمِ
صِدْقًا..
كان حُلمًا..
أمسكَ الإيقاظَ من غَفْوِ الوسَنْ
هكذا أدركتُ مَعني..
أنْ يصيرَ القلبُ منفَى
لاغترابٍ في وطَنْ
................
..........
....
.

عمدة..

حُلمك أن تبنى بيتًا من لَبِنٍ ..
وتعيشُ سلامًا.. ووئامْ
ضدّكُ يستأجر أضغاثًا
تهدمُ فيك الأحلامْ
نَمْ.. في نومكَ
واحلمْ
ما أقسى أن تشتجر الأحلامْ
.......
....
..
.
أيهذا المعذب..

هل تنوي أن تعزفَ منفردًا
هذى مأساةُ العومِ مع الطُّوفانْ
المسرحُ باعَ مقاعدهُ
واستأجر نصفَ لسانْ
إن كنتَ مصرًّا ..
فلتبحثْ عن وطنٍ..
مفتوحِ الآذانْ
........
.....
..
.

فاقداك يا صاحبي