العارف بالله ...ابن تيمية مواضيع توثقية متميزة
مواضيع توثقية متميزة

العارف بالله ...ابن تيمية


01-01-2005, 02:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=13&msg=1623643887&rn=0


Post: #1
Title: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 02:08 AM

من الشخصيات التي أحببتها، ولها موقع خاص عندي، وأدعو لها في صلاتي.. شخصية العالم الفذ.. أحمد عبد الحليم ابن تيمية...الذي يجهل قدره الكثيرون، لأسباب كثيره أهمها في نظري أن اكثر الناس يعرفون ابن تيمية من خلال ما يقوله عنه نقاده من أهل البدع التي تصدى لها فصوره بصورة بعيدة عنه، ولم يكلف الكثيرون أنفسهم مشقة أن يعرفوه من خلال كتاباته وما أكثرها!
وقد عزمت عن الكتابة عن ابن تيمية في هذا البورد منذ زمن.. ولكن لكل أجل كتاب... وكان في نيتي أن أبين ما خفي من سيرته، وأنوه إلى فضله، وأورد روائعه التي تفرد بها.. وعساني أفعل الآن، مبتدئاً بسم الله .. ومصليا على رسول الله

Post: #2
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: EMU إيمو
Date: 01-01-2005, 02:13 AM
Parent: #1

له الرحمة
ولكنه شدّ شعرة معاوية حتى القطع

Post: #3
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 02:29 AM
Parent: #2

اشتهر ابن تيمية كعالم فذ .. غزير العلم .. واسع المعرفة .. قوي الحجة .. ساطع البرهان غير أنه لم يشتهر بجانب آخر لا يقل فيه بروزاً ومعرفة، وهو أنه كان صاحب مقامات عالية وأحوال سامية.. وأذواق روحية راقية يقول الشيخ أبو الحسن الندوي" ما ذكره الحافظ ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين من أحواله و أقواله بمناسبات شتى و كذلك ما ذكره العلامة الذهبي وأمثاله في ترجمته عن أخلاقه و أذواقه و عاداته و شمائله و أشغاله وأعماله فيدل دلالة واضحة على أن شيخ الاسلام ابن تيمية يستحق بكل جدارة أن يعد من العارفين و رجال الله في هذه الأمة وهناك ينشرح كل صدر للاعتراف بأنه كان يتبوأ تلك المكانة " 1. وفي ما يلي من كلمات، نسلط بعض الضوء على هذا الجانب ـ من صفات الإمام ابن تيمية ـ الذي يغفل عنه الكثيرون.
عبادته:
يقول عنه ابن عبد الهادي " والأحوال التي عاش فيها شيخ الاسلام ابن تيميه تشهد بأنه كان متحلياً باليقين والمشاهدة التي بعثت فيه صفة الافتقار والاضطرار والعبودية والإنابة وقد روي أنه اذا اشكلت عليه مسألة أو صعب فهم آية التجأ الى جامع في مكان موحش ووضع جبهته على التراب و ردد قوله : يا معلم إبراهيم فهمني " .
ويقول العلامة الذهبي : " لم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه "
و يقول ابن تيمية "إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علىّ فاستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينجلي إشكال ما أشكل " .

ولا يحول دون هذه الحالة نوع من الجلوة والمجالس وصخب الأسواق يقول : " و أكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدروب أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي " .
وكان له ذوق خاص في العبادة والمناجاة والخلوة، قيل عنه " كان في ليله منفرداً عن الناس كلهم خاليا بربه عز وجل ضارعاً إليه، مواظباً على تلاوة القران العظيم مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة ".
" وكان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه حتى يتعالى النهار جداً يقول هذه غدوتي لو لم أتغد هذه الغدوة سقطت قواي "6 .
ويقول عنه الذهبي " له أوراد و أذكار يدمنها بكيفية و جمعية ".

Post: #4
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 02:53 AM
Parent: #3

العزيز إيمو
ظني أنه لم ينصف أحد مخالفية مثل ما أنصف الإمام ابن تيمية مخالفيه.. وسيأتي طرف من ذلك

Post: #5
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Frankly
Date: 01-01-2005, 04:10 AM
Parent: #1

الأخ الحبيب نزار محمد عثمان
جزاك الله خيرا لإلقاء الضوء على شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأنا في انتظار المزيد من المعلومات عن هذا العالم الجليل

أخوك كمال

Post: #6
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 05:17 AM
Parent: #5

الأخ العزيز ك

Post: #7
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 05:18 AM
Parent: #5

الأخ العزيز كمال
لك أجزل الشكر على كلماتك المشجعة
وبإذن الله نواصل استجلاء جوانب العبقرية في هذه الشخصية الفذة
ويدكم معنا

Post: #8
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 05:18 AM
Parent: #5

زهده وتواضعه:
ومع عبادته ومكانته العلمية كان متواضعاً هاضماً لنفسه منكراً لذاته يقول ابن القيم " كان كثيراً ما يقول ما لي شيء ولا مني شيء ولا فيّ شيء " وان مدحه أحد في وجهه قال " والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد اسلاماً جيداً " .
وكان ينشد :
أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي و جدي

يقول ابن القيم " سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – يقول : العارف لا يرى له على أحد حقاً ، ولا يشهد له على غيره فضلاً ولذلك لا يعاتب ولا يطالب ولا يضارب " .
كما كان شيخ الاسلام ابن تيمية زاهداً في الدنيا مقبلاً على الآخرة يقول زميله في الدراسة ومعاصره الشيخ علم الدين البرازلي " و جرى على طريقة واحدة من اختيار الفقر و التقلل من الدنيا ورد ما يفتح عليه "
و روى أن الملك الناصر قال له ذات مرة " سمعت أن الناس أطاعوك وأنت تفكر في الحصول على الملك فرد عليه الشيخ قائلاً بصوت عالٍ سمعه الناس الحاضرون كلهم " أنا افعل ذلك ؟ والله إن ملكك و ملك المغل لا يساوي عندي فلساً ".
وهذا الزهد في الدنيا أورثه الجود والسخاء حتى قيل عنه " وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل "1 وكانت تأتيه القناطر المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث فيهب ذلك بأجمعه ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه لا يأخذ منه شيئاً إلا ليهبه ولا يحفظه إلا ليذهبه " .

ويقول عنه الحافظ ابن فضل الله " كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء " . [/Blue

Post: #9
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 05:19 AM
Parent: #5

الأخ العزيز %D

Post: #10
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-01-2005, 05:23 AM
Parent: #5

الأخ العزيز ك

Post: #11
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Elawad
Date: 01-01-2005, 10:53 AM
Parent: #1

جزاك الله خيرا د. نزار على هذه الإضاءات حول جانب مجهول من سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

Post: #12
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-02-2005, 00:07 AM
Parent: #11

العزيز العوض
شكر الله لك كلماتك الطيبات
وأجزل ثوابه لعلمائنا الأخيار ..آمين

Post: #13
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-02-2005, 00:09 AM
Parent: #12

سلامة صدره:
كان الإمام ابن تيمية لا يحمل في صدره على أحد من المسلمين حتى الذين عادوه وألبوا عليه، يقول عنه تلميذه ابن القيم: " كان يدعو لأعدائه ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يوماً أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه و عدائه فزجرني و أعرض عني و قرأ { إنا لله و إنا إليه راجعون } وذهب لساعته إلى منـزله فعزى أهله وقال : اعتبروني خليفة له ونائباً عنه أساعدكم في كل ما تحتاجون إليه وتحدث معهم بلطف وإكرام بعث فيهم السرور فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه ".

Post: #14
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: المكاشفي الخضر الطاهر
Date: 01-02-2005, 00:39 AM
Parent: #1

الاخ نزار محمد عثمان بارك الله فيكم

وأسأل الله الرحمة للعالم بن تيمية


ولكن اسمح لى أن آتي لك أخي بما قاله مناهضو بن تيمة هل ممكن ان ننتقد لك ذلك العالم ونورد ما قاله عن العقيدة ؟

Post: #16
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-02-2005, 01:49 AM
Parent: #14

الأخ العزيز المكاشفي
أولاً شكراً على المرور.
ثانياً: شكراً على ملاحظتك الطيبة في بوست النطفة الحمقاء. وكم كنت أود أن أقول لك هذا في البوست نفسه، ولكن قدر الله، فلك العتبي.
ثالثا": مايقوله شانئو ابن تيمية، كثير كثير، وجله لا يصمد أمام التحقيق العلمي، وقولي هذا بالطبع لايعني أن ابن تيمية معصوم ولا خطأ له، لكنه كان شخصية فذة قل أن ينجب الزمان مثلها... وابق معنا.. لنستجلي جوانب هذه الشخصية التي أعلى الله مقامها، ورفع اسمها، لشدة اتباعها لسنةالمصطفى، ولصبرها على طلب العلم، والسجن والحبس، وسائر الابتلاءات، حتى لقي الله في حبسه، فكتب الله لها القبول، فلا تخلو مكتبة من كتاب له، ولا درس من ذكر اسمه، ولا ضير من أن تورد ما قاله شانؤوه هنا، فالحق أبلج، ولك كل الشكر والتقدير

Post: #15
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: حمزاوي
Date: 01-02-2005, 01:36 AM
Parent: #1

أخي العزيز الاستاذ نزار
السلام عليكم
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ووفقك في سرد سيرة شيخ الاسلام ابن تيمية
والله مهما كتبنا وسردنا لن نوفي هذا الشيخ الجليل حقه
انه نور من انوار وعلم من علماء الاسلام
مجدد وباحث في دين الله
نفعنا الله بعلمه وهديه
ونسأل الله ان يرحمه ويغفر له

Post: #17
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-02-2005, 04:35 AM
Parent: #15

العزيز حمزاوي
حقاً مهما كتبنافلن نقارب ما قاله الأعلام عنه، امثال ابن القيم، والذهبي وابن عبد الهادي وغيرهم كثر، وحسبنا أن تسعد نفوسنا بصحبتهم أثناء الكتابة أو القراءة، فمطالعة سير الصالحين من دواعي الصلاح، وحسبنا أن تمتلئ حوانحنا بحبهم لأن حبهم من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم من حب الله.
لك شكري وامتناني أخي حمزاوي.

Post: #18
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-02-2005, 05:01 AM
Parent: #17

طمأنينة قلبه
نتيجة للإيمان الصحيح واليقين الثابت والتحرر من قيود الشهوات كان الإمام ابن تيمية مطمئن النفس، منشرح الصدر؛ (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
يقول ابن القيم أن شيخ الإسلام قال مرة : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " ويعني أن هناك درجة عظيمة من اللذة والسعادة تحدث للعبد في الدنيا حتى ليقول لو كان أهل الجنة على هذه الحال لكفاهم، ويرى الشيخ أن من لم يصل إلى تلك الدرجة من الراحة النفسية والطمأنينة القلبية في الدنيا فلا طمع له في جنة الآخرة.
ومن المشهور عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه في آخر أيامه في السجن كان ثابتاً مطمئناً، بالرغم من أنه منعت منه الزيارة، وأخذت كتبه وأقلامه، ولم يترك له شيء حتى المصحف منع منه، عندها قال كلماته التي تكتب بماء الذهب " ما يصنع أعدائي بي ؟ إن جنتي وبستاني في صدري، أنّى رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسوني فإن حبسي خلوة، وإن قتلوني فإن قتلي شهادة، وإن نفوني فإن نفي سياحة "، فبين أنه لن يكون إلا سعيدا مطمئناً، مهما حدث له، لأن جنته في صدره وليست في البيئة من حوله، لذلك لا يملك أحد أن ينزع من سعادته، فما أعظم كلماته، وما أبعد مراميه.
يقول الإمام ابن القيم " زرته ذات ليلة في الرؤيا و ذكرت له بعض الأعمال القلبية فقال : أما أنا فطريقي الفرح والسرور به " .
وكتب في سجنه رسائل كثيرة يبين الحالة الطيبة التي هو فيها، فقال: (( كتابي إليكم عن نعم عظيمة و منن كريمة و آلاء جسيمة، نشكر الله عليها و نسأله المزيد من فضله، و نِعم الله كلما جاءت في نمو و ازدياد و أياديه جلت عن التعداد)) ، وقال: (( فقد فتح الله من أبواب الخير و الرحمة و الهداية و البركة مالم يكن يخطر على بال و لا يدور في خيال ))
و قال (( تعلمون أنا-بحمد الله – في نعم عظيمة و منن جسيمة و آلاء متكاثرة و أيادٍ متظاهرة لم تكن تخطر لأكثر الخلق ببال و لا تدور لهم في خيال )) ألا رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية

Post: #19
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ALazhary2
Date: 01-02-2005, 09:22 PM
Parent: #1

الاخوة الافاضل كونكم تحبون ابن تيمية فهذا شأن خاص بكم لكن ابن تيمية عندي مشبه مجسم ناصبي خبيث

سوف اعود للحديث عن هذه الشخصية التي قال عنها علماء الاسلام من اطلق على الحراني الدمشقي لقب شيخ لااسلام فقد كفر .

كلمات بسيطة لحين عودتي للحديث عن هذا الضال المضل عامله الله بنا يستحق فان له يداً في كثير من المصائب التي حلت بالاسلام ومنها ما نعانيه الان من فكر تكفيري .


ـ قال الحافـــــظ ابن حجـــــر : وافــترق الناس فيه ـ أي في ابن تيميّة ـ شيعاً، فمنهم من نسبه إلى التجسيم، لما ذكر في العقيدة الحمويّة والواسطيّة وغيرهما من ذلك كقوله : إنّ اليد والقـــــــــدم والساق والــــــوجه صفـــات حقيقيّة لله، وأنّه مسـتو على العرش بذاته ... .

إلى أن يقــــــول : ومنهم من ينسبه إلى الزندقة، لقوله : النبيّ (صلى الله عليه وسلم)لا يستغاث به، وأنّ في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي (صلى الله عليه وسلم) . . إلى أن يقول : ومنهم من ينسبه إلى النفاق، لقوله في علي ما تقدّم ـ أي قضيّة أنّه أخطأ في سبعة عشر شيئاً ـ ولقوله : إنّه ــــ أي علي ـــ كان مخذولاً حيثما توجّه، وأنّه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها، وإنّمـــــا قاتل للرئاســـــة لا للديانة، ولقوله : إنّه كان يحبّ الرئاسة، ولقوله : أسلم أبوبكر شيخاً يدري ما يقول، وعلي أسلم صبيّاً، والصبي لا يصــــحّ إسلامه، وبكلامه في قصّة خطبة بنت أبي جهل، وأنّ عليّاً مات وما نسيها . فإنّه شنّع في ذلك، فألزمـــوه بالنفاق، لقـــــوله صلّـى الله عليه وسلّم : ولا يبغضك إلاّ منافق . (( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/154 ـ 155 )) .

وقال في " الفتاوى الحديثية " : ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله.. . وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله.. ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة، وأهل عصره وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية..

وقال : والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، وأن يرمى في كل وعر وحزن.. ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين. (الفتاوى الحديثية: 86) .

وقال في الرد على ابن تيمية لما انكر حديث المؤاخاة بين الرسول وأمير المؤمنين :

وأنكر ابن تيميّة في كتاب الرد على ابن المطهّر الرافضي ـــ أي كتاب منهاج السنّة ـــ أنكر المؤاخاة بين المهاجرين، وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي، قـــــــــال : لأنّ المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فــــــلا معنى لمـــؤاخاة النبي لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري، وهذا ردّ للنصّ بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة . وقال ايضا : وأخرجه الضياء في المختـارة من المعجم الكبير للطبراني، وابن تيميّة يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك للحاكم النيسابوري(( فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217 .))

وقال الــــــــزرقاني المالـــكي في شرح المواهب اللدنيّة، تحت عنوان ذكر المؤاخاة بين الصحابة : وكانت كمـــــــا قال ابن عبـــــــد الـــبر وغيره مرّتين، الأُولى بمكّة قبل الهجرة بين المهاجرين بعضهم بعضاً على الحقّ والمواساة، فآخـــى بين أبي بكر وعمر، وهكذا بين كلّ اثنين منهم، إلى أن بقـــــي علي، فقـــــــال : آخيت بين أصحـــــابك فمن أخي ؟ قال : ( أنا أخوك ) . وجاءت أحاديث كثـــــــــيرة فـــي مؤاخاة النبي لعلي، وقد روى الترمذي وحسّنه، والحاكم وصحّحـــه، عن ابن عمر أنّه (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي : « أما ترضى أن أكون أخاك ؟ ( قال : بلى ، قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة . يقول الزرقاني : وأنكــــــر ابن تيميّة هـــــــــذه المؤاخــاة بين المهاجرين ، خصوصاً بين المصطفـــــــــى وعلــــــــي، وزعـــــم أنّ ذلك من الأكاذيب، وردّه الحافظ ــــ أي ابن حجر العسقلاني ـــ بأنّه ردّ للنصّ بالقياس (( شرح المواهب اللدنيّة 1/273 .)) .

2 ـ قال الذهبي في رسالة ارسلها الى ابن تيمية :

الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ علي إيماني، واحزناه على قلة حزني، ووا أسفاه على السنة وأهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى كنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال وأخ مونس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول (ص): " لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد (ص) وهو جهاد، بل والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به فقد فاز، وجهلوا شيئا كثيرا مما لا يعنيهم ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، يا رجل! بالله عليك كف عنا، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والغلوطات في الدين، كره نبيك (ص) المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب، والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية؟ لنرد عليها بعقولنا، يا رجل! قد بلعت " سموم " الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن، واشوقاه إلى مجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما، بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال، قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفره فهو أكفر من فرعون وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد، يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل، أو عامي كذاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم؟ فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟! إلى كم تصدقها وتزدري الأبرار؟! إلى كم تعظمها وتصعر العباد؟! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد؟! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار، أما آن لك أن ترعوي؟! أما حان لك أن تتوب وتنيب؟! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟! بلى - والله - ما أدكر أنك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أضنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: البتة سكت. فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك؟! وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا (فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي) فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين. (تكملة السيف الصقيل للكوثري: 190).

Post: #20
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: malamih
Date: 01-03-2005, 00:59 AM
Parent: #19



كنت على وشك أن أقول بأن الإفتتان بإبن تيمية مجافاة للتدبر و الإفتكار
و لروح الدين و التطور الإنساني .. وأنه كان مدرسة في النقل لا للعقل
لولا أن أدركني عزيزي الأزهري .. و من فقه إبن تيمية جاءتنا فتاوي إبن
عثيمن و بن باز و بن لادن و آخرون ..
كنت أراه كمسلم معاصر لا يلبي لي إحتياجات العلم و المعرفة و التناول بين
الصحيح بين الأحكام و الفقه .. وهو الذي أودت به فتاويه إلى النحو الذي
نعرفه و ذكره التاريخ..
و دمت عزيزي الأزهري...

Post: #21
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-03-2005, 01:20 AM
Parent: #19


الأخ الأزهري


أحمد الله أنك أثرت هذه الشبهات عن ابن تيمية حتى يتبين الناس أن منتقدي ابن تيمية ليس لهم من حجة مقنعة، وقليل من التمحيص يبين ذلك، ودعني أبين ذلك:

أولاً قلت: أن ابن تيمية
Quote: مشبه مجسم ناصبي خبيث
، ويبدو أنك لا تحيط خبراً بمعنى ماقلته، لأنه من الخطأ الفاحش البين جداً.
أما أنه
Quote: مشبه
، فبعيد من الحقيقة والصواب، لأن كلامه في مواضع عديدة يخالف ما ذهبت إليه، فابن تيمية هو القائل
: وكل صفة من صفات الكمال فهو متصف بها على وجه لا يماثله فيه أحد ; ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها إثبات ما وصف به نفسه من الصفات ونفي مماثلته بشيء من المخلوقات.(مجموع الفتاوى، الجزء 8، ص 74)
وقال في مقدمة العقيدة الواسطية: أما بعد : فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة - وهو : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر : خيره وشره . ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه - سبحانه وتعالى - فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا.
ولا يحتاج الأمر الي مزيد إحالات لظهوره.

أماأنه
Quote: مجسم
: فابن تيمية هو القائل: نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة (مجموع الفتاوى: الجزء 12، ص 407.

أما
Quote: ناصبي
، فالنواصب هم الذين يبغضون علياً وآل البيت، وهذه من افتراءات الشعية عليه، لأنه فضح باطلهم، وشنع عليهم، وما نقلته عن ابن حجر لم أجده في الموضع الذي أشرت إليه فيه، وأرجو أن تتأكد بنفسك، والحق أن ابن تيميه هو القائل أن من أصول أهل السنة والجماعة
(أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله . ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم : " { أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي } وقال أيضا للعباس عمه - وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم - فقال : " { والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي } وقال " { إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم } .
فكيف يكون ناصبياً.

أما الاستغاثة بالنبي، فقد فرق ابن تيمية بين الاستغاثة والتوسل، فالاستغاثة هي طلب الغوث مباشرة من الرسول، أما التوسل فهو طلب من الله بواسطة الرسول، وقال:وأما ما لا يقدر عليه إلا الله ; فلا يطلب إلا من الله ; ولهذا كان المسلمون لا يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويستسقون به ويتوسلون به كما في صحيح البخاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون . وفي سنن أبي داود : { أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا نستشفع بالله عليك ونستشفع بك على الله ; فقال : شأن الله أعظم من ذلك إنه لا يستشفع به على أحد من خلقه } فأقره على قوله نستشفع بك على الله وأنكر عليه قوله نستشفع بالله عليك . وقد اتفق المسلمون على أن نبينا شفيع يوم القيامة وأن الخلق يطلبون منه الشفاعة، وعند أهل السنة أنه يشفع في أهل الكبائر وأما عند الوعيدية فإنما يشفع في زيادة الثواب. (مجموع الفتاوى، الجزء 1، ص 101)


أما كلام الذهبي أيضاً لا يصح نسبته إليه، بل الذهبي من أكثر الناس إعجاباً بابن تيمية، ولك أن تراجع سير أعلام النبلاء لتتأكد من ذلك، يقول ابن عبد الهادي في العقود الدرية، ص27:
(وقال الشيخ علم الدين رأيت في إجازة لابن الشهر زورى الموصلي خط الشيخ تقي الدين بن تيمية وقد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي:
هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في العلم والتفسير وأفتى ودرس وله نحو العشرين سنة وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء في حياة شيوخه وله من المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنتين من صدره أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس)
وقال الذهبي في موضع آخر وقد ذكر الشيخ رحمه الله : كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وكثرة تصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم وإليه مرجعهم وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلهم وتيسهم وهتك أستارهم وكشف عوارهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن ترصع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله تعالى يغفر له ويسكنه أعلى جنته فإنه كان رباني الأمة وفريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد ولا لحظتها من فقيه وقال في مكان آخر ذكر فيه ترجمة طويلة للشيخ قبل وفاة الشيخ بدهر طويل : قلت وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفةبفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح والسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الإحاطة لله غير أنه يغترف من بحر وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي وأما التفسير فمسلم إليه وله في استحضار الآيات من القرآن وقت إقامة الدليل بها على المسألة قوة عجيبة وإذا رآه المقرىء تحير فيه ولفرط إمامته في التفسير وعظمة اطلاعه يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين ويوهى أقوالا عديدة وينصر قولا واحدا موافقا لما دل عليه القرآن والحديث ويكتب في اليوم والليل من التفسير أو من الفقه او من الأصولين أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحوا من أربعة كراريس أو أزيد وما أبعد ان تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلدة وله في غير المسألة مصنف مفرد في مجلد ثم ذكر بعض تصانيفه وقال ومنها كتاب في الموافقة بين المعقول والمنقول في مجلدين، قلت هذا الكتاب وهو كتاب درء تعارض العقل والنقل في أربع مجلدات كبار وبعض النسخ به في اكثر من أربع مجلدات وهوكتاب حافل عظيم المقدار رد الشيخ فيه على الفلاسفة والمتكلمين، وله كتاب في نحو مجلد أجاب فيه عما أورده كمال الدين بن الشريسى على هذا الكتاب وللشيخ رحمه الله من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل وغير ذلك من الفوائد مالا ينضبط ولا أعلم أحدا من متقدمي الأمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع ولا صنف نحو ما صنف ولا قريبا من ذلك مع أن أكثر تصانيفه إنما أملاها من حفظه وكثير منها صنفه في الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب


Post: #22
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-03-2005, 01:47 AM
Parent: #21

الاخ ملامح

مجافاة التدبر والتعقل هي أن تكون ناقلاً في نقدك، انطباعياً في حكمك، وإلا فقل لي كيف قررت أنه مدرسة في النقل لا العقل، وهو الذي أفحم كل المدارس العقلية في زمانه، من متكلمة، ومناطقة، ومعتزلة، وحلولية، وغيرهم، وناقشهم بالدليل العقلي قبل النقلي، ولك أن تقرأ كتابي نقض المنطق، والرد على المناطقة، لتتبين خطأ كلامك.
ثم ماالإفتكار بمالناسبة؟
أما قولك:
Quote: وهو الذي أودت به فتاويه إلى النحو الذي
نعرفه و ذكره التاريخ..

فليس مجافاة للتدبر فقط بل جهل بالواقع..فالشيخ ابن تيمية في كل مكتبة، وعلمه مبثوث بحمد الله، ويمكنك أن تقارن بين مكانته الفكرية ومكانة من خالفه مثل السبكي، الأخنائي وغيرهم ممن لا تكاد تسمع ذكرهم إلا مقترناً برد ابن تيمية عليهم.
خلاصة القول: ابن تيمية يشرف بانتمائه لمذهب أهل السنة والجماعة، وإعجابي به لإعجابي بهذا المنهج الذي يحمله، وللقدر الذي بذله في خدمة هذا المنهج

Post: #23
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-04-2005, 00:12 AM
Parent: #22

من أقوال الإمام الذهبي ـ صاحب ميزان الاعتدال ـ في شيخه ابن تيمية: أحمد بن عبدالحليم -وساق نسبه- الحراني، ثم الدمشقي، الحنبلي أبو العباس، تقي الدين،شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. سمع الحديث، وأكثر بنفسه من طلبه، وكتب وخرج، ونظر في الرجال والطبقات، وحصل ما لم يحصله غيره. برع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه بطبع سيال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها. وبرع في الحديث وحفظه، فقلّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث، معزواً إلى أصوله وصحابته، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل. وفاق الناس من معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوي الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل يقوم بما دليله عنده. وأتقن العربية أصولاً وفروعاً، وتعليلاً واختلافاً. ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وردّ عليهم، ونبّه على خطئهم، وحذّر منهم ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين. وأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر السنة المحضة، حتى أعلى الله مناره، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الإنقياد له غالباً، وعلى طاعته، وأحيى به الشام، بل والإسلام، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم، فظنت بالله الظنون، وزلزل المؤمنون، واشرأّب النفاق وأبدى صفحته. ومحاسنه كثيرة، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت: أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه (طبقات الحنابلة لابن رجب389-390

Post: #24
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-04-2005, 01:34 AM
Parent: #23

الأخ أزهري
لقد وجدت كلامك الذي تفضلت به أعلاه في موقع شيعي، يسخر من الأمام مالك، وأحمد ابن حنبل والشافعي، ويصفهم جميعاًبأنهم وهابيون، واسم الموقع هو شبكة أنصار الصحابة المنتجبين، وليقيني أنك تعرفه، ولظني أن الأمر لا يستحق فلن أنقل الرابط أو كلامهم عن أئمتنا الأعلام، وإني لاربأ بك أن تتخذ من أمثال هؤلاء مصدراً لمعلوماتك، لأنهم كذابون، ويتبن كذبهم في الآتي:
أولاً: المراجع التي أشاروا إليها مكذوبة وليست صحيحة.
ثانياً: ابن حجر العسقلاني، صاحب فتح الباري، له كلام بديع، وثناء عطر في شيخ الإسلام ابن تيمية،وسوف أنقله لاحقاً، والكلام الذي نسبوه له في ابن تيمية ليس كلامه، وربما يكون كلام شهاب الدين ابن حجر الهيثمي، وهذا ليس هو شارح البخاري، وقد تعمدـ الشيعةأصحاب الموقع ـ أن يقولوا الحافظ ابن حجر ليوهموا الناس أنه العسقلاني، وهو ليس كذلك. وقد صرحوا بذكر العسقلاني في موضع ليس فيه إساءة لابن تيمية، وفي نقاش علمي، ولا يستبعد أن يكون مكذوباً كذلك، أو ربما لأج الإيهام والمتوية.
ثالثاً: الكلام المنسوب للذهبي أيضاً مكذوب، أين قاله الذهبي، وهل الكوثري هو الذهبي، الكوثري هو محمد زاهد الكوثري، ولم يمض على وفاته نصف قرن على أبعد التقديرات وابن تيمية بيننا وبينه سبعة قرون.
ظني أن الرسالة ليست من الذهبي لاختلاف الأسلوب، وقارن كلام الذهبي المثبت الذي أوردته, وبين المزعوم الذي نقلته،وانظر الفرق. أسلوب الرسالة أقرب لأسلوب عصرنا, ولعل عبارة " بالله خلونا" وغيرها واضحة في الإشارة لذلك.
ظني كذلك أن الرسالة ليست موجهة لابن تيمية، لأنه يقول "وأنت في عشر السبعين" وابن تيمية عند وفاته كان عمره 67، وسنواته الأخيرة كلها كان في السجن بعيداً عن جو تكل الرسالة،فكيف يتفق ذلك. كما أنه يقول أن السحيحين لم يسلما منه، ولا يمكن أن يقول منتسب للعلم أن الصحيحين لم يسلما من ابن تيمية. والكوثر معروف بمنازعاته للإلباني رحمه الله، ولا يبعد أن تكون الرسالة من الكوثري للالباني، وإمعاناً في الكذب جعلها الشيعة من الذهبي لابن تيمية، وتبعتهم أنت في ذلك.
أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ماسمع.
وأدعوك للتثبت مما تقول أو تكتب، وارجو لك الخير كله، والسلام
.

Post: #25
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-05-2005, 02:34 AM
Parent: #24

فيما يلي أورد تقريظ الإمام ابن حجر العسقلاني للشيخ ابن تيمية والذي كتبه بعد ثماني سنوات من وفاة شيخ الإسلام وقد كانت السلطة الحاكمة لا زالت تحاب أفكار ابن تيمية وتنال ممن يقول بقوله، وتشجع تكفيره وتبديعه.
قال ابن حجر العسقلاني المولود في القاهرة والمتوفي بها سنة 852هـ وصاحب كتاب فتح الباري شرح البخاري وكتاب التهذيب وهو الذي لقب بأمير المؤمنين في الحديث. قال تقريظاً لكتاب الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي وهو الذي كتبه مؤلفه رداً على أن من زعم من متعصبي الأحناف أنه لا يجوز تسمية ابن تيمية بشيخ الإسلام وأنه من فعل ذلك فقد كفر!! (انظر) فكتب ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه الرد الوافر ذكر فيه أكثر من بضع وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم سمى ابن تيمية بشيخ الإسلام ونقل نقولهم من كتبهم بذلك، ولما قرأ الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب الرد الوافر كتب عليه تقريظاً هذا نصه:
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وقفت على هذا التأليف النافع، والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع، فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه، وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرفه، وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره، أو تجنب الأنصاف، فما أغلط من تعاطي ذلك وأكثر عثاره، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله، ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه: أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين، وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جداً شهدها مئات ألوف، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد أو أضعاف ذلك، لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته، وأيضاً فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد، وكان أمير بغداد وخليفة ذلك الوقت إذا ذاك في غاية المحبة له والتعظيم، بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلد حين مات غائباً. وكان أكثر من بالبلد من الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوساً بالقلعة، ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف (عليه) إلا ثلاثة أنفس، تأخروا خشية على أنفسهم من العامة.


ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أنتم شهداء الله في الأرض] (رواه البخاري ومسلم). ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة وبدمشق، ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة، حتى حبس بالقاهرة ثم بالإسكندرية، ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده، ووصفه بالسخاء والشجاعة، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام، والدعوة إلى الله تعالى في السر والعلانية، فكيف لا ينكر على من أطلق أنه كافر، بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر، وليس في تسمية بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ في الإسلام بلا ريب، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً، وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه، ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب، فالذي أصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه، والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه، بل هو معذور لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه، حتى كان أشد المتعصبين عليه، والقائمين في إيصال الشر إليه، وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك، وكذلك الشيخ صدر الدين ابن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره، ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية، وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة، وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر، فيا قرة أعينهم إذ سمعوا بكفره، ويا سرورهم إذا رأوا من يكفر من لا يكفره، فالواجب على من تلبّس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشتهرة، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل، فيفرد من ذلك ما ينكر فيحذر منه على قصد النصح، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء، ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكن غاية في الدلالة على عظم منزلته، فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم، والتميز في المنطوق والمفهوم، أئمة عصره من الشافعية وغيرهم! فضلاً عن الحنابلة، فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر، أو على من سماه شيخ الإسلام، لا يلتفت إليه، ولا يعول في هذا المقام عليه، بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويذعن للصواب، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
صفة خطه أدام الله بقاءه.
قال وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي عفا الله عنه، وذلك في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمانمائة حامداً لله، ومصلياً على رسوله محمد وآله ومسلماً. أ.هـ (الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي بتحقيق زهير الشاويش ص145-146)

.

Post: #26
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Frankly
Date: 01-05-2005, 09:53 AM
Parent: #25

الأخ العزيز نزار
لا أدري كيف اشكرك على هذا المقال الممتاز
الله يجزيك خير الجزاء بكل حرف كتبت وبكل حرف قريء

Quote: سلامة صدره:
كان الإمام ابن تيمية لا يحمل في صدره على أحد من المسلمين حتى الذين عادوه وألبوا عليه، يقول عنه تلميذه ابن القيم: " كان يدعو لأعدائه ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يوماً أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه و عدائه فزجرني و أعرض عني و قرأ { إنا لله و إنا إليه راجعون } وذهب لساعته إلى منـزله فعزى أهله وقال : اعتبروني خليفة له ونائباً عنه أساعدكم في كل ما تحتاجون إليه وتحدث معهم بلطف وإكرام بعث فيهم السرور فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه ".

هذا المقطع قد اثر في كثيرا لما فيه من اتباع الهدى النبوي القويم

أخوك كمال

Post: #27
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-05-2005, 04:18 PM
Parent: #26

الأخ الفاضل د. نزار السلام عليكم ورحمة الله


أخى الكريم لا شك ان ابن تيمية من اكثر الناس اثارة للجدل واختلف فيه كبار ائمة الإسلام فاتباعه رفعوه لمنزلة لا تحتمل النقد وائمة كبار من وصفه بالكفر أو الزندقة ومنهم من قال بنفاقه .


ولا اتفق معك فى سعة صدر أبن تيمية وحلمه فهو من أكثر الناس حدة فى الخصومة وشدة على مخالفيه.

وأراء ابن تيمية ومن نهج نهجه لا يسعك إلا أن تتفق معى

أنها المدرسة التى تخرج منها مكفرى هذه الأمة ومستبيحى دماء

المسلميين وكل من شذ وغالى وكل من قتل وكفر يجد له من أراء
ابن تيمية مخرجا .

وابن تيمية لم يدخل السجن لارائه الساسية ولا لمواقفه المخالفة
لولاة الامر بل لارائه التى خالفت إجماع الأمة وجرأته على اصحاب
رسول الله وأهل بيته . والأغرب إنك تجد فى كتبه دفاع
مستميت عن الصحابة ثم تجد فى بعض كتبه وقوعه فيهم بما لا يقبله مسلم . ثم كانت الطامة الكبرى فى انتقاصه من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته .

فسجن ابن تيمية كان باجماع علماء المذاهب الأربع الذين عاصروه

سواء كان فى الشام أو مصر . وكان السائر فى ذلك الوقت ان كبير علماء كل مذهب يكون هو قاضى المذهب فى المصر الذى هو فيه.

وسوف اقوم بتنزيل أراء علماء الإسلام وتلاميذ ابن تيمية

ممن قال فيه مدحا او ذما حتى تكتمل الصورة لمطالع هذا البوست

والله من وراء القصد.

Post: #28
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-05-2005, 11:57 PM
Parent: #27

الأخ الكريم ود محجوب
أتفق معك في أن ابن تيمية كان شديداً في غضبه لله، وقد أشار الإمام الذهبي إلى ذلك، لكن ذلك لم يكن غضباً لشخصه، بل لدينه، كما أن ذلك لم يمنعه أن يكون مثالاً للعدل مع مخالفية، فكان يثبت لهم ما عندهم من حق، ويرد على ما يراه من باطل، وفق أسلوب علمي، لا يتطرق للأشخاص، بل ويبحث لهم عن وجوه الحق التي يحتملها كلامهم، وظني أن الهجمة الشديدة على ابن تيمية بسبب أنه كان غزير العلم كثير البحث، شجاعاً قوياً، لم يكن يتوانى عن توضيح رأيه في الفرق والطوائف التي كانت في زمانه من شيعة رافضه، ومتكلمة متفلته، وصوفية شاطحة،ومتمذهبة متعصبة ومناطقة متفيهقين، فأصبح عدوهم الأول.
وحتى يرى المنصف إنصاف ابن تيمية فليراجع رأيه في التصوف،وكيف أنصف أئمة التصوف الصادقين، وليراجع رأيه في الإمام الغزالي وما أثبته له من حسن صفات، وما عابه عليه من أشياء.
لا أتفق معك أن مدرسة ابن تيمية خرجت من يكفر المسلمين، ويستبيح الدماء، ولعلك لم تطلع على نقد ابن تيمية للخوارج وفكرهم.
في رأي الشخصي أن تلاميذ ابن تيمية في عصرنا الحديث وفي السابق شامة في جبين الفكر، ومن من الناس يتحلى بالانصاف ولا يكبر ابن القيم وابن كثير والذهبي وابن عبد الهادي في السابق، و بروفسير جعفر شيخ إدريس، أو د. صلاح الصاوي، أو د. سفر الحوالي، أو د. فهد العودة، وكثيرين غيرهم في عصرنا الحاضر، على أن ذلك لا ينفي أن بعض الذين يعلون من شأن ابن تيمية لا يتبعون منهجه في إنصاف المخالف، ويغالون في حملتهم على المتصوفة، ويناقشون الأشخاص لا الأفكار، ولكن هل يعاب ابن تيمية بذلك.
أما أن ابن تيمية كان جريئاً على أصحاب رسول الله وأهل بيته فليس ذلك بصحيح،ويلزمك أن تثبت لنا من كلام ابن تيمية أنه كان جريئاً على أهل البيت والصحابة، وأرجو أن تعتمد مصادر موثوقة في إثبات ذلك. ولك كل شكري وتقديري

Post: #29
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-06-2005, 05:09 AM
Parent: #26

الأخ العزيز كمال
دعواتك هذه وكلماتك تلك هي أبلغ شكر وثناء.
وحقاً موقف الشيخ ابن تيمية مؤثر، وهو دليل على أن الشيخ ما كان يهتم لحظ نفسه، وكان يعرف حدود الخلاف العلمي، ولا يعديه لاشياء أخرى، رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وغفر ذنبه وأعلى مقامه... آمين

Post: #30
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-06-2005, 11:14 AM
Parent: #29

الأخ د. نزار السلام عليكم

أن حدة أبن تيميمة كانت مع مخالفيه من أهل السنة والجمعاعة ممن لا يرون رأيه وكلهم مجتهدين فى الغرف من كتابة الله وسنة النبى صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يكون غضبك هنا هو لله ولنا فى الإمام الشافعى وأدبه مع مخالفيه ما يغنينا عن كل مقال.

أما جرأته على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
سوف أتعرض لأمثلة من ذلك بعد أن أورد أراء محبيه ومخالفيه ومن كان لهم بين ذلك سبيلا والله الموفق.

أما تحذيرك لى أن أتى بمصادر موثوقة فلا أرى لذلك داعى فحرصى على ما أورد من مصادر فهو أكثر من حرصك لأن ذلك مما أحاسب عليه أنا فى يوم لا ينفع مال ولا بنون

Post: #31
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-06-2005, 11:20 AM
Parent: #30

ا1. يسم الله الرحمن الرحيم


فقد عرف ابن تيمية فى بعض الاوساط يشيخ الاسلام ولم ينفرد بذلك الوصف فقد عرف كثير من علماء الأمة بشيخ الاسلام .ففى نزهة الألباب فى الألقاب للحافظ بن حجر(1/410) فى تعريفه كلمة شيخ الإسلام:اشتهر بها قديما أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصارى صاحب منازل السائرين وذم الكلام ثم لقب بها جماعة بعده.
أقوال أتباع ابن تيميمة الذين لم يخالفوه فى معظم_(ان لم يكن كل) ما يقوله .
نذكر أقوالهم مع تعليق بسيط.
1-وصف ابن تيمية بالقطب وصاحب النور المحمدى.

قال ابن عبد الهادى المقدسى- وهو من تلاميذ بن تيمية المقاتلين على اقواله- فى كتاب العقود الدرية(1/325)
على لسان أحد اتباعه؛
((كشف الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذى أنزله من السماء وارتضاه لعباده وبين لكم بهذا النور المحمدى ضلالات العباد وانحرافاتهم) وقال ايضا فى نفس الكتاب(1/32 ((ما رأينا فى عصرنا هذا من تستجلى النبوة المحمدية وسنتها من أقواله وأفعاله الا هذا الرجل، فإن حصلت لكم محبته رجوت لكم بذلك خصوصية أكتمها ولا أذكرها وربما يفطن لها الأذكياء منكم وربما سمحت نفسى بذكرها كيلا لا أكتم عنكم نصحى وتلك الخصوصية هى أن ترزقوا قسطا من نصيبه المحمدى)) فتأمل!!!

وفى العقود أيضا(1/329))((مع الله تعالى انما ذلك يسرى بواسطة محبة الشيخ للمريد واسجلاب المريد محبة الشيخ بتأتيه معه وحفظ قلبه وخاطره واستجلاب وده ومحبته فارجو بذلك لكم قسطا لما بينه وبين الله فضلا عما تكسبونه من ظاهر علمه وفوائده وسياسته إن شاء الله تعالى، وأرجو أنكم إذا فتحتم بينكم وبين ربكم من صحيح المعاملة بحفظ تلك الساعة فى الصلوات الخمس والتهجد أن ينفتح لكم معرفة حقيقة هذا الرجل ونبأه انشاء الله تعالى))
تعليق منى: لاحظ هنا إخلاص المعاملة مع الله تؤدى الى معرفة حقيقة ابن تيمية.
وفى العقود أيضا(1/373) ((وليس يقع من مثله أمر ينقم منه عليه إلا أن يكون أمرا" قد لبس عليه ونسب إلى ما لاينسب مثله اليه والتطويل على الحضرة العالية لا يليق انيكن فى الدنيا قطب فهو القطب على التحقيق))
وفى العقود(1/486) ((كان تاج العارفين لوقتنا وشيخ الهدى قل بغير حمية هو الحبر والقطب الذى شاع ذكره وفاح شذاه، كالعبيرالمفتت إذا ما ذكرنا حاله وصفاته))
وفى العقود(1/387)((وشرب جماعة الماء الذى فضل من غسله واقتسم جماعة بقية السدر الذى غسل به.وقيل ان الطاقية التى كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهم وقيل ان الخيط الذى فيه الزئبق من القمل دفع فيها مائة وخمسون درهما وحصل فى الجنازة ضجيج وبكاء وتضرع وختمت له ختم كثيرة بالصالحية والبلد وتردد الناس الى قبره أياما كثيرة ليلا ونهارا ورؤيت له منامات كثيرة صالحة))
قلت((أى الكاتب)) الظاهر أن أصحاب ابن تيمية لايعلمون أن ابن تيمية يكره التصوف وهم يجهلون ذلك ويتبعونه دون أن يتبعوا أقواله.

2—تعظيم قبر ابن تيمية

وننقل للقارىء عدة مرثيات فى ابن تيمية من اتباعه
قال صاحب العقود الدرية(1/471) على لسان أحدهم
قد أودع القبر الشريف علومه
عجبا لوسع القبر بحرا سائلا
ومجاور قبر الإمام مؤملا يا رب
وارحمنا وكل مشيع صلى عليه أو أتاه مقبلا
وقال ايضا فى العقود(1/474)
عجبت لقبر ضم جسمك تربه
أيحوى الثرى فى تربه الشمس والبحرا
نقلت من الدنيا الى ظل روضة
وحزنت الذى أملت بالمقلة السهرا
وفى العقود(!/414)
قال الكاتب معلقا:-
ستفاجأ بأقوال ابن تيمية فى قبر النبى صلى الله عليه وسلم، وذكره أن الصحابة استغنوا عن السلام عليه، وأنه ليس هناك فائدة من زيارته صلى الله عليه وسلم.
والغريب أن لفظ ((القبر الشريف)) لم يرد الا مرتين فى كتب ابن تيمية(زيارة القبور،ومجمع الفتاوى) ولم يرد فى كتب ابن القيم أصلا.
انظر كلامهم على قبر ان تيمية(القبر الشريف) ثم هذا أن ابن تيمية لم يذكر ولو مرة واحدة أن النبى صلى الله عليه وسلم فى الرفيق الأعلى. ((أنتهى تعليق المؤلف))

3-من كرامات بن تيمية النظر فى اللوح المحفوظ

قال ابن القيم فى مدارج السالكين(2/489—490)
أخبر—أى ابن تيمية—الناس والأمراء سنة اثنين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا،فيقال له قل ان شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وسمعته يقول ذلك،قال:فلما أكثروا على قلت لا تكثروا كتب الله تعالى فى اللوح المحفوظ أنهم مهزومون فى هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام.
وذكر اسضا ابن القيم أن ابن تيمية كان يقول : يدخل على أصحابى وغيرهم فأرى فى وجوهم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم فقلت له أو غيرى لو أخبرتهم فقال أتريدون أن أكون معرف كمعرف الولاة. وقلت له يوما لو عاملتنا بذلك لكن أدعى الى الإستقامة والصلاح فقال لاتصبرون معى على هذا جمعة أو قال شهرا.
وأخبرنى غير مرة بأمور باطنة تختص بى مما عزمت عليه ولم ينطق به لسانى وأخبرنى ببعض حوادث كبار تجرى فى المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته))

قلت ((أى المؤلف))ابن تيمية يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أرتاب فى أمر السيدة عائشة. وأنه لا يعلم المنافقين فى المدينة بأعيانهم، فانظر ماذا يقول واحكم بنفسك.
4-أتباع ابن تيمية المدافعون عنه لا يعلمون ماذا يقول شيخهم
ففى مجمع الفتاوى(27/200)والعقود الدرية(1/364)
قال أحد أتباعه دفاعا عنه((والمعترض على الشيخ بالتشنيع إما جاهل لا يعلم ما يقولأو متجاهل يحمله حسده وحمية الجاهلية على رد ما هو عند العلماء مقبول،أعاذنا الله تعالى من غوائل الحسد وعصمنا من مخائل النكد بمحمد واله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين كتبه الفقير الى عفو ربه ورضوانه عبد المؤمن بن عبد الحق الخطيب غفر الله له وللمسمين أجمعين.))
وقال أيضا أبن عبد الهادى فى العقود(1/286)((وعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء لم يثبت شىء منها ولكنه قال إنه لا يستغاث الا بالله حتى لا يستغاث بالنبى استغاثة بمعنى العبادة ولكنه يتوسل به ويتشفع به الى الله فبعض الحاضرين قال ليس فى هذا شىء ورأى قاضى القضاة بدر الدين أن هذا فيه قلة أدب))
قلت ((أى المؤلف)) الظاهر أن الذين كانوا يدافعون عن ابن تيمية لا يعلمون أنه أتهم بالشرك كل من توس بالنبى صلى الله عليه وسلم، لذلك توسل عبد المؤمن بقوله:بمحمد واله).
5- تشبيههم حال ابن تيمية بحال النبى صلى الله عليه وسلم
ففى شعر أحدهم(العقود الدرية1/39 قال
لقد حاولوا منه الذى كان
رامه من المصطفى حيى بن أخطب
ولكن رأى مكن بأسه مثلما ما رأى
من المصطفى فى حربه رأس مرحب
جنودهم من طامع ومذلل
مسيلمة منهم يلوذ بأشعب
وجند من أهل السماء ملائك
يمدك منهم موكب بعد موكب
وفى الشهادة الزكية(1/67) قول أحدهم
يا وارثا من علوم الأنبياء نهى
أورثت قلبى نارا وقدها الفكر
يا واحدا لست أتثنى به أحدا
من الأنام ولا أبقى ولا أذر
يا عالما بنقول الفقه أجمعها
أعنك تحفظ زلات كما ذكروا
قلت ( أى المؤلف)
ابن تيمية قال على السيدة فاطمة رضى الله عنه حكى عنها قوادح كثيرة وخطأ الإمام على فى عدة مواضع من كتبه واصحابه يعتقدون أنه .........
وفى العقود الدرية(1/432) قول أحدهم ((ما كان الا حبرأمة أحمد شخصت لعظم مصابه الأبصار))
قلت ((المؤلف: حبر الأمة هو عبد الله بن عباس يا أتباع ابن تيمية.

هذا ما قاله اتباعه ومحبيه ثم نتبعه بأقوال العلماء الذين مدحوه فى مواضع وذموه فى أخرى

((منقول هذا من كتاب الدكتور محمود صبيح عن ابن تيمية))

Post: #38
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-07-2005, 11:46 PM
Parent: #31

العزيز ود محجوب:
لا أظن أن ما قلته يقلل من شأن ابن تيمية بحال، لأنه " لا تزر وازرة وزر أخرى، وهو بلا شك ليس مسئولاً عن تصرفات كل من شارك في جنازته أو حضر له درساً أو حتى كان له تلميذاً، وهذا بين واضح.
ارى أن تنقل لنا من كلام ابن تيمية ما تتحفظ عليه، وتعده سباً للصحابة، وأنتقاصاً لأل بيت النبي، وخروجاً عن الفكر المستقيم..
ملاحظة جانبية: العقود الدرية كتاب من مجلد واحد النسخة التي عندي بها 367 صفحة، ولا أدري كيف يكتب الكاتب (1/417)ـ كأن الكتاب في مجلدات عديدة، وكما قلت لا أرى من داع للتعمق في تفنيد ماقلت لأنه في نهاية الأمر لا يؤاخذ به ابن تيمية، ولك شكري

Post: #32
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: abuguta
Date: 01-06-2005, 11:41 AM
Parent: #30

Quote: بروفسير جعفر شيخ إدريس، أو د. صلاح الصاوي، أو د. سفر الحوالي، أو د. فهد العودة،

لقد حجرت واسعا يادكتور نزار
مما قرات فى العصر الحديث فان اتباع ابن تيمية والذين يتبنونه حقيقة
هم السلفيون فى السعودية (بن باز والعثيمين)
انصار السنة فى السودان(الهدية وابوزيد)
اهل الحديث فى شرق اسيا
ولكن زجك للمشايخة الفوق ديل ما عرفت ليه
فقد نسبت الشيخ لاجماعة سيد قطب
عشان كدا كان النقد على انه شديد عليظ
وتلك الكلمات التى ساقها ود محجوب
حتى بعض المتصوفة الجاهلين بالتاريخ
يسمونه ابن تيمية الوهابى

ولك مودتى

Post: #33
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: انور الطيب
Date: 01-06-2005, 11:30 PM
Parent: #32

الأخوة الأحباب السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد

مما لاشك فيه ان ابن تيمية من الشخصيات الاسلامية المهمة في عصره وما تلاها من عصور ، لكل من مخالفيه أو مؤيديه، وهذا الأمر لا يحتاج الى دليل ، ويمكن للجميع مراجعة أعماله ، ولكن ربما شوه بعض المعاصرين صورته ، فأظهر كشبح يطارد الصوفية ورغم أن ابن تيمية نفسه لم يكن يهتم بالمصطلحات كثيرا ، بقدر ما كان يهتم بمناهج معارضيه ومدى مخالفتها أو موافقتها للسنة النبوية ، فكان ابن تيمية له تقدير بل ويعتبر بعض مشايخ الصوفية من مشايخه، و يمكن متابعة ذلك في كتابه القيم " التصوف والصوفية" ، وعندما أخذت هذا الكتاب من المكتبة كنت أتخيل أن ابن تيمية يبدأ بمهاجمة التصوف جملة وتفصيلا من مجرد كلمة صوفي ، وتغيرت نظرتي لابن تيمية تماما بمجرد قراءتي لهذا الكتاب ،فوجدته متزنا حتى مع كل من خالفوه وأنا لست في مقام المدافع عنه ، فكتبه هي التي تدافع عنه، ورغم الحملات والتعذيب الذي تعرض له فانه كان مسامحا لكل من ظلمه ، وسوف أعود ولكن اليكم هذه الأبيات أظنها من شعره :

تموت النفوس بأوصابها ولم تدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي أذاها الى غير أ؛بابها

كلمة أخيرة : أظن أن نفور بعض الناس من أعمال ابن تيمية ليس لابن تيمية دور فيه بقدر ما فيه دور للدعاة الحاضرون والله أعلم

Post: #34
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: انور الطيب
Date: 01-06-2005, 11:42 PM
Parent: #33

تصحيح لبيت الشعر

تموت النفوس بأوصابها ولم تدر عوادها مابها
وما أنصفت مهجة تشتكي أذاها الى غير أحبابها

Post: #35
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-07-2005, 12:36 PM
Parent: #34

العلماء الذين مدحوه فى مواضع وذموه فى أخرى

وذمه في مواضع اخرى

قال هؤلاء الائمه ان ابن تيمية احد شيوخ الاسلام ومدحوه ايضا بسعة العلم والزهد وغير ذلك ، ولكن نذكر هنا ما نبه عليه هؤلاء الائمه من الاخطاء النى وقع ابن تيمية حتى لا يقع المسلمون فيها وممن مدح ابن تيميه في اموروذمه في امور تلميذه الحافظ الذهبي والصلاح الصفدى وابن حجر العسقلانى والسخاوي وغيرهم .
ذكر الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنه ( 1/ 176 ) من قول الذهبي(( بالحق لا ياخذه في لومة لائم قال ومن خالطه وعرفه فقد ينسبني الى التقصير فيه ومن نابذه وخالفه قد ينسبني الى التغالي فيه وقد أوذيت من الفريقي من اصحابه وأضداده وانا لا اعتقد فيه عصمة بل انا مخالف له في مسائل اصلية وفرعية ، فانه كان مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان دهنه وتعظيمه لحرمات الدين بشرا من البشر تعتريه حدة في البعث وغضب وشظف للخصم تزرع له عداوة فى النفوس ))
وذكر ايضا من قوله في الدرر (1/ 185) واحتج له بادلة وامور لم يسبق اليها واطلق عبارات احجم عنها غيره حتى قام عليه خلق من العلماء بالمصرين ( أي مصر والشام ) فبدعوه.
وقال الحافظ الذهبي في كتابه زغل العلم ( ص1 ولا تنازع في مسالة لا تعتقدها واحذر والتكبروالعجب بعلمك،فياسعادتك ان نجوتمنها كفافا لا عليك ولا لك.فوالله ما رمقت عيني اوسع علما ولا اقوى ذكاء من لرجل يقل له ابن تيميه مع الزهد في الماكل والملبس والنساء، ومع القيام في والجهاد بكل ممكن , وقد تعبت في وزته وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة ، فما وجدت قد أخره بين اهل مصر والشام ، ومقتته نفوسهم وإزدروا به وكذبوه وكفروه الا الكفر والعجب ، وفرط الغرام قي رياسة المشيخه والازدراء بالكبار . فانظر كيف وبال الدعاوي ومحبة الظهور . نسال الله تعالى المسامحة ، فقد عليه اناس ليسو باورع منه ولا اعلم منه ولا ازهد منه بل يتجاوزون عن ذنوب اصحابهم واثام اصدقائهم وماصلتهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه ومادفعه الله عنه وعن اتباعه اكثر ، وما جرى عليهم الا بعض ما يستحقون فلا تكن في ريب من ذلك .)
وقال (ص 22)((فإن الأصولية بينهم السيف يكفر هذا هذا، ويضل هذا هذا، فالأصولى الواقف مع الظاهر والآثار وعند خصومه يجعلونه مجسما وحشويا ومبتدعا،والأصولى الذى طرد التأويل عند الآخرين جهميا ومعتزليا وضالا".، والأصولى الذى اثبت بعض الصفات ونفى بعضها، وتأول فى أماكن يقولون:متناقضا"، والسلامة والعافية أولى بك،فان برعت فى الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة، وأراء الأوائل ومجازات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة بالأصول والسلف ،ولفقت بين العقل والنقل فما أظنك فى ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقربها ، وقد رأيت ما ال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل.فقد كان قبل أن يدخل فى هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما" مكسوفا"، عليه قتمة:عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا:عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا: عند طوائف من عقلاء الفضلاء حامل راية الإسلام وحامى حوزة الدين، ومحى السنة:عند عوام أصحابه هو ما أقول لك)) انتهى كلام تلميذه الحافظ الذهبى.
وقد ذكر الحافظ السخاوى فى كتابه الإعلان بالتوبيخ نص رسالة بعث بها الذهبى الى ابن تيمية أثناء حياته تقترب فى معناها من النصائح السابقة.
وفى استعراضه بعض ممن مدح ابن تيمية قال النبهانى فى شواهد الحق (188, 189 ) ومنهم الصلاح الصفدى الشافعى، قال فى شرحه على لامية العجم عند قول الطغرائى : ويقال ان الخليل ابن أحمد رحمه الله تعالى اجتمع هو وعبد الله بن المقفع ليلة فتحاداثا الى الغداة فلما تفرقا قيل للخليل كيف رأيته ؟ قال: رأيت رجلا علمه أكثر من عقله، وكذا كان ابن المقفع ،فإن قتله قلة عقله وكثرة كلامه شر قتلة ومات شر ميتة. قال الصفدى بعد ما ذكر :- قلت وكذا أيضا كان الشيخ الإمام العالم العلامة تقى الدين أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى علمه متسع جدا الى الغاية وعقله ناقص يورطه فى المهالك ويوقعه فى المضايق،))انتهى كلام الصفدى.

,ونواصل غدا ايضا فى تحت نفس العنوان1

Post: #36
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-07-2005, 11:22 PM
Parent: #32

العزيز أبو قوته
لم أحجر واسعاً فقد قلت:
Quote: رأي الشخصي أن تلاميذ ابن تيمية في عصرنا الحديث وفي السابق شامة في جبين الفكر، ومن من الناس يتحلى بالانصاف ولا يكبر ابن القيم وابن كثير والذهبي وابن عبد الهادي في السابق، و بروفسير جعفر شيخ إدريس، أو د. صلاح الصاوي، أو د. سفر الحوالي، أو د. فهد العودة، وكثيرين غيرهم في عصرنا الحاضر،

فليس من ذكرت وحدهم تلاميذ ابن تيمية، لأني قلت "وكثيرين غيرهم".
كذلك لا أتفق معك أن الذين يتبنون ابن تيمية حقيقة ـ حسب قولك ـ هم السلفيون وأنصار السنة، لأن السلفيين وأنصار السنة جماعات فيها وفيها، وأراك حجرت واسعاً، فالأسماء التي ذكرتها في نظري هي التي أراها امتداداً لفكر ابن تيمية، ولعلك تتعجب من أن أعد بروفسير جعفر شيخ إدريس المعروف بتاريخه الإخواني من تلاميد ابن تيمية، وفي ظني أن الذي يأخذ الجماعة الإسلامية المعينة ككتلة واحدة يفارق الإنصاف، فالإخوان والسلفيون و "من ليس لهم انتماء لجماعة معينة" وغيرهم فيهم من يعتبر امتداداً لفكر ابن تيمية وفيهم غير ذلك. , وادعوك لزيارة موقع بروفسير جعفر شيخ إدريس وبه مقال أظن أن عنوانه هو "لماذا نهتم بفكر الشيخ" وسوف أنقله هنا لاحقا.
كذلك نسبة "ا لجماعة" ـ حسب قولك ـ التي ذكرتها لجماعة سيد قطب ليس صحيحا، بل لا سبيل إلى نسبة واحد منهم للشيخ سيد قطب، خاصة الأسماء الثلاثة الأخيرة.
ختاماً لك شكري وتقديري.

Post: #37
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-07-2005, 11:35 PM
Parent: #30

العزيز ود محجوب
أولاً: لا أدري كيف فهمت رجائي بأنه تحذير
قلت لك:
Quote: وأرجو أن تعتمد مصادر موثوقة في إثبات ذلك. ولك كل شكري وتقديري

فكان ردك
Quote: أما تحذيرك لى أن أتى بمصادر موثوقة فلا أرى لذلك داعى فحرصى على ما أورد من مصادر فهو أكثر من حرصك لأن ذلك مما أحاسب عليه أنا فى يوم لا ينفع مال ولا بنون

وأقول زادك الله حرصاً لا تعد.. أعني إلى أخذ الأمور بهذه الانفعالية، وظني أني وأنت نقف في صف واحد بحثاً عن الحقيقة في شأن ابن تيمية، الفرق أني أرى أن ابن تيمية شخصية فذة فريدة، خدمت منهج أهل السنة والجماعة خدمة عظيمة، وتركت فكراً متوازنا، وقدوة صالحة، وأنت تخالف في بعض ذلك، فلا ضير أن نتحاول لنصل إلى شيء في نهاية الأمر.
ثانياً: لماذا لا يمكن أن يكون غضب ابن تيمية لله؟ وهل يكون الغضب لله مع غير المسلمين فقط؟ ألم يغضب الرسول صلى الله عليه من خالد بن الوليد وتبرأ مما فعل خالد؟ ثم ماهي المواقف التي غضب فيها ابن تيمية عضباً لي لله؟ ارجو التمثيل.

Post: #39
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: محمود الدقم
Date: 01-08-2005, 08:11 AM
Parent: #1

يعتبر الشيخ/ العلامة الحجة ابن تيمية.. يتيمة زمانه علما.. وجهادا.. وصبرا.. وقد اعطى الشيخ واثرى المشهد الفكري العلمي.. والادبي الاسلامي.. بعدا والقا حيا.. لذا مازالت الاجيال تذكره وتنكب على معينه الذي لم ينضب.

شكرا/ د. نزار... على هكذا مبادارات.. ونتمنى ان تتحفنا بالبقية الباقية من اعلام الفكر الاسلامي.. مثل ابن الجوزيه.. والمباركفوري.. وسيد قطب.. انشاءالله..

Post: #40
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-08-2005, 04:13 PM
Parent: #39



الأخ نزار لا عليك أرانى أكثر إنصافا لإبن تيمية منك لأنك أقتصرت عل من مدح ابن تيمية وأنا هنا أورد كلام العلماء من مدحه ومن مدحه فى مواضع وذمه فى أخرى وسوف أختم ببعض أقوال من خالفوه فأرجو أن تلنزم فضيلة الصبر فإن الأمر ليس كما تظن وعقب بعد ذلك وأسأل عما أوردت ولك الشكر
والله أساله التوفيق
ونواصل هنا تحت نفس العنوان السابق





قال الحافظ فى الدرر((1/179-182) قال الطوفى سمعته يقول من سألنى مستفيدا حققت له ومن سألنى متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكف مؤنته وذكر تصانيفه...ومن ثم نسب أصحابه الى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على ابناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم حتى انتهى الى عمر فخطأه فى شىء فبلغ الشيخ ابراهيم الرقى فأنكر عليه فذهب اليه واعتذر واستغفر وقال فى حق على أخطأ فى سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها اطول الأجلين وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع فى الأشاعرة حتى أنه سب الغزالى فقام عليه قوم كادوا يقتلونه....)) فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولى هذا فنسب الى التجسيم ورده على من توسل بالنبى أو استغاث فأشخص من دمشق فى رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فاقام على ذلك نحو اربع سنين أو أكثر.....وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه الى التجسيم لما ذكر فى العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستوى على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والإنقسام فقال أنا لا اسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فالزم بأنه يقول بتحيز فى ذات الله ومنهم من ينسبه الى الزندقة لقوله أن النبى لا يستغاث به وان فى ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبى وكان أشد الناس عليه فى ذلك النور البكرى فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر وقال البكرى لا معنى لهذا اقول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر، ومنهم من ينسبه الى النفاق لقوله فى على ما تقدم ولقوله أنه كان مخذولا" حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وانما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله ابو بكر اسلم شيخا يدرى ما يقول وعلى أسلم صبيا والصبى لا يصح اسلامه على قول وبكلامه بقصة خطبة بنت أبى جهل ومات وما نسيها من الثناء على، وقصة ابى العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهوما فإنه شنع فى ذلك فألزموه بالنفاق لقوله صلى الله عليه وسلم((ولا يبغضك الا منافق)) ونسبه قوم لى أنه يسعى فى الأمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه فكان ذلك مؤكدا لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان اذا حوقق والزم لم أرد هذا أنما أردت كذا ويذكر احتمالا بعيدا .))اه كلام الحافظ بحروفه.
وقال ابن حجر أيضا فى فتح البارى(13/410) (كان الله ولم يكن شىء قبله تقدم فى بدء الخلق بلفظ ولم يكن شىء غيره وفى رواية أبى معاوية كان الله قبل قبل كل شىء وهو بمعنى كان الله ولا شىء معه وهو أصرح فى الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهى من مستشنع المسائل المنسوبة الى ابن تيميةوقال الحافظ ابن حجرفى الفتح(3/66) والحاصل إنهم ألزموا بن تيمية بتحريم شد الرحل الى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانكرنا صورة ذلك وفى شرح ذلك من الطرفين طول وهى من أبشع المسائل المنسوبة الى ابن تيمية)
قال ابن حجر فى الدرر الكامنة(2/312) فى ترجمة أحد اتباع ابن تيمية قال الشهاب بن حجى كان جيد الفهم مشهورا بالذكاء قال وكان فى أواخر أمره قد أحب مذهب الظاهر وسلك طريف الإجتهاد وصار يصرح بتخطئة جماعة من اكابرالفقهاء على طريقة ابن تيمية)
وقال بن حجر فىاللسان(6/319) فى ترجمة ابن المطهر الحلى تعليقا على ابن تيمية فى رده على ابن المطهر((لكن وجدته كثير التحامل الى الغاية فى رد الأحاديث التى يوردها ابن المطهر وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات ، لكنه رد فى رده كثيرا من الأحاديث الجياد التى لم يسحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه فى الحفظ يتكل على ما فى صدره والإنسان عامد للنسيان.
وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضى أدته أحيانا الى تنقيص على رضى الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل ايضاح ذلك وإيراد أمثلته))اه كلام الحافظ بحروفه.


1

Post: #41
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-09-2005, 00:56 AM
Parent: #40

العزيز ود محجوب
قلت:
Quote: الأخ نزار لا عليك أرانى أكثر إنصافا لإبن تيمية منك

وأقول ذلك من دواعي سروري
فقط أرجو أن لا تأخذ الامر بهذه الطريقة التنافسية. ولك شكري

Post: #42
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-09-2005, 01:43 AM
Parent: #39

العزيز محمود الدقم
لك أجزل الشكر على الكلمات الطيبات.
فحقاً لا نريد سوى الإنصاف لشيخ الإسلام.
والكوكبة التي ذكرتها حقا تحتاج إلى أن نستجلي سيرتها مرة بعد مرة، لما لها من أثر كبير في الدعوة إلى الله.
وقد كتب بوستاسابقا بعنوان روائع ابن القيم تجده في الرابط روائع ابن القيم
أرجو مراجعته، ولك شكري وتقديري

Post: #43
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود شاموق
Date: 01-09-2005, 01:58 AM
Parent: #42

الأخ نزار

أرى أنك تتعامى - عامداً - عما ينقله لنا الأخ ود محجوب، وتفتح في مواضيع انصرافية لا تقدم ولا تؤخر بغرض شغل الناس عن متابعة ما يقوله ود محجوب ..

ما يكتبه ود محجوب ينسف مذهبك (السلفي) نسفاً، إن كنت تعي، ألست(ـم) أكثر من شدد على أنه (لا يعلم الغيب إلا الله) وحاربتم الصوفية حينما قالوا لكم : أولياء الله يعلمون الغيب بإذن الله ؟ راجع ما قاله محمد بن عبد الوهاب في كتابه المسمى زوراً وبهتاناً : (التوحيد) في حديثه عمن قال أنه يعلم الغيب من دون الله، وكيف أن هذه الذريعة هي الذريعة التي استخدمها وتهجم بها جهاليل وسفهاء المتمسلفين على السادة المتصوفة.

فإين أنت من قول ابن القيم (التلميذ الأعظم) في حق شيخه : أنه (1) يعلم الغيوب وما تخفيه الصدور، (2) وأنه اطلع على اللوح المحفوظ ؟ أرجو إن تفند لنا هذا القول إن كنت تملك له تفنيداً !


.

Post: #44
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود شاموق
Date: 01-09-2005, 02:06 AM
Parent: #43

Quote: قال ابن القيم فى مدارج السالكين(2/489—490)
أخبر—أى ابن تيمية—الناس والأمراء سنة اثنين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا،فيقال له قل ان شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وسمعته يقول ذلك،قال:فلما أكثروا على قلت لا تكثروا كتب الله تعالى فى اللوح المحفوظ أنهم مهزومون فى هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام.
وذكر ايضا ابن القيم أن ابن تيمية كان يقول : يدخل على أصحابى وغيرهم فأرى فى وجوهم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم فقلت له أو غيرى لو أخبرتهم فقال أتريدون أن أكون معرف كمعرف الولاة. وقلت له يوما لو عاملتنا بذلك لكن أدعى الى الإستقامة والصلاح فقال لاتصبرون معى على هذا جمعة أو قال شهرا.
وأخبرنى غير مرة بأمور باطنة تختص بى مما عزمت عليه ولم ينطق به لسانى وأخبرنى ببعض حوادث كبار تجرى فى المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته))



؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

.

Post: #47
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-10-2005, 02:01 AM
Parent: #43

الأخ ود شاموق
أولاً: وددت لو كانت أول كلمات تخاطبني بها، ونتعارف عبرها أكثر هدوء، وأقرب للمودة من هذه.
ثانياً: لك أن ترى ماترى، فلستُ ممن تستفرهم أمثال هذه العبارات.
وعندي تعليقات عديدة على ما أورده الأخ ود محجوب سأوردها بنفس هادئ يناسب طبيعة مناقشة أمثال هذه القضايا، وفق الجدول الذي أردته عند بدء هذا البوست.
ثالثاً: رغم اعتقادي أن النسبة إلى السلف ليست مسبة على الإطلاق، لكن اسم السلفية أصبح يأخذ بعداً تنظيمياً يرتبط بمجموعات أنصار السنة وما تفرع منها، ولم يكن لي في يوم من الأيام ارتباط تنظيمي بهم، لذلك أحب أن أنسب إلى أهل السنة والجماعة لأن النسبة تحفظ البعد الفكري، وتحررني من القيد التنظيمي، ولكل شخص أن يصفني بما شاء وينسبني إلى من شاء،لكنّ فعله هذا لن يكون إلا تصرفاً انفعالياً من السهل بيان مجافاته للواقع.
رابعاً: ما يكتبه الأخ ود محجوب لن ينسف حقيقة أنه (لا يعلم الغيب إلا الله) لأن هذا قول ربنا جل وعلا : (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ). وليس هذا زعم السلفيين كما تحاول أن تظهره، بل هوقول الله.
رابعاً: أين قال ابن القيم أن شيخه يعلم الغيب وما تخفي الصدور؟ وأنه اطلع على اللوح المحفوظ؟ من أين جئت بهذا الكلام، وليس فيما نقله الأخ ود محجوب تصريح بهذا الذي فهمته، والاحتمالات لفهم كلام الشيخين بصورة صحيحة كثيرة متعددة لمن أراد الإنصاف، منها أن ابن تيمية قرأ الواقع، وعرف سنن الله في النصر متى يتحقق ومتى يتخلف، فعلم من هذه المقدمات أن النصر لا بد آت، وهذه هي الفراسة، مثل ما حدث لسيدنا عثمان رضي الله عنه عندما قال للصحابي:يدخل علي أحدكم وآثار الزنا في عينيه، فقال له الصحابي: أوحي بعد رسول الله، فقال: لا، بل فراسة المؤمن، ويدلل على هذه نقل ابن القيم عن ابن تيمية أنه قال : (يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أموراً لا أذكرها لهم)، فهذه قراءة للوجوه .. للإيماءات والحركات والسكنات تغذيها معرفة بهؤلاء الأصحاب وعاداتهم وطبائعهم، فيفهم منها أنهم قلقون أو في أزمة أو غيره، لكنه لا يقولها لهم حتى لايشتهر عنه ذلك وهذا مما يتوافق مع منهجه رحمه الله، وكل هذا يمكن أن يؤول باستقراء الواقع، والمعرفة الصحيحة للأمور والحكم بالمقدمات على النتائج، وليس في هذا ادعاء لمعرفة الغيب، بل لمعرفة سنن الله في النفوس والمجتمعات، وللفراسة الصادقة. أما قول ابن القيم كتب الله في اللوح المحفوظ فليس فيه دليل على أنه أو شيخه اطلع على اللوح المحفوظ، بل فيه تأكيد لما يريد أن يقوله، وأن هذا الأمر لا يحتمل الخطأ، وهو أسلوب تعبير مثل قول أحدهم علم الله، وشهد الله، وكتب الله.
ثم هناك تأويل آخر للأمر بأنه رأى رؤية واطمأن لها، وحكم بناء على تأويلها، ورأى أن المصلحة أن يؤكد الجزم على أن هؤلاء التتار الذين يظن البعض أنهم لن يهزموا مغلوبون بمشيئة الله، وفي ذلك ما فيه من رفع الروح المعنوية لقتالهم.
ولا أعلم أن أحداً من السلف أخذ على من استقرأ الواقع، وتنبأ بأحدث سياسية من الصوفية أو غيرهم أو قال أنه قرأ في وجه فلان من أصحابة كذا وكذا، لأعلم أن أحداً استنكر ذلك أو عده من علم الغيب.

Post: #45
Title: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: Frankly
Date: 01-09-2005, 04:18 AM
Parent: #1


دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي (رضي الله عنه)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :

فإننا نسمع بين الفينة و الأخرى أقوالاً ونقرأ مؤلفات و كتابات تنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أقوالاً ظاهرها الطعن في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلما بحثت أصول تلك الأقوال في كلامه رحمه الله وجدتها على أصناف :

1 - صنف من كذب على شيخ الإسلام و افترى عليه افتراءً واضحاً .

2 - و منهم من نقل عن شيخ الإسلام رحمه الله نقلاً محرفاً مبتوراً .

3 - ومنهم من نقل أقوالاً لابن تيمية رحمه الله ، و كان ابن تيمية قد ذكرها نقلاً عن غيره من باب رد الشبهة بالشبهة و من باب إلزام الخصوم .

4 - منها ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في سياق الرد على الروافض لا في سياق التقرير والاعتقاد .

5 - ومنها ما كان ملتبساً غامضاً أخذه هؤلاء و فسروه كما يحبون ، و قدموا سوء الظن على حسن الظن .

و أنا هنا لا أريد مناقشة تلك الأقوال التي نقلها بعضهم بتحريف أو بتر ، أو بتجريدها من سياقها العام ؛ وإنما هدفي من هذا كله ، هو أن أبرز الأقوال التي قررها ابن تيمية رحمه الله في خلافة علي رضي الله عنه ، و ذَكَرَها في سياق التبني و التقرير و الاعتقاد ، والتي أغفلها الناقلون عنه لأسباب الله أعلم بها .

و لعل الذين ينقلون عن ابن تيمية رحمه الله تلك الأقوال التي ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، إنما يريدون الانتصار لأهوائهم المنحرفة ، فيذهبون إلى أقوال الشيخ رحمه الله و يخرجونها من سياقها أو يسيئون تفسيرها ، أو يبترونها ثم يستشهدون بها لخدمة آرائهم ، حالهم كحال الذين يستخدمون الأحاديث الموضوعة و ينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم .

و كان الهدف من هذه المقالة هي :

1 – إظهار الأقوال الصحيحة لشيخ الإسلام ابن تيمية ودفاعه عن خلافة علي رضي الله عنه .

2 - الدفاع عن شيخ الإسلام رحمه الله ضد من يتهمونه بالنصب ، مع غمطهم لمثل هذه الأقوال ، أو عدم معرفتهم بها ، و لا أظن منصفاً يعرف هذه الأقوال ثم يتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنه من أعداء علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

3 - الرد على من يحرف أقوال شيخ الإسلام رحمه الله أو يسوقها في سياق لا يريده ابن تيمية ولا يعنيه ، مثل كثير من المؤرخين المعاصرين الذين يوردون أقوالاً لشيخ الإسلام رحمه الله في ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و يتركون الأقوال المحكمة في إثباتها و يتمسكون بتلك الأقوال المشتبهة أو التي كان سياقها سياق رد و ليس سياق تحرير و تقرير ؛ و هم بهذا العمل يظلمون الحقائق و يظلمون شيخ الإسلام شعروا أو لم يشعروا .

و مما ينبغي التنبيه عليه :

أن كثيراً مما انتقد على ابن تيمية رحمه الله إنما نقله عن غيره كابن حزم وابن بطة و ابن حامد الحنبلي و غيرهم ، فهو يورد الأقوال الضعيفة للرد على أقوال الشيعة الأكثر ضعفاً من باب رد الشبهة بالشبهة - كما ذكرت - ، و لكنه عندما يقرر و يذكر عقيدة أهل السنة و مذهبهم ، لا يذكر تلك الأقوال التي قد يفهم منها – بحق أو بباطل – تنقصاً و طعناً لخلافة علي رضي الله عنه .

و الحقيقة أنني وجدت لابن تيمية رحمه الله أقوالاً كثيرة ، أجزم بأنها تحمل في طياتها براءة كاملة لابن تيمية رحمه الله في دعوى أنه يطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و هي كثيرة جداً ، نذكر منها ما يلي :

1 - أورد شيخ الإسلام حديث سفينة ، فقال : عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ) أو قال : ( الملك ) ، قال سعيد قال لي سفينة : أمسك مدة أبي بكر سنتان ، و عمر عشر ، و عثمان اثنتا عشرة ، و عل كذا ، قال سعيد : قلت لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن علياً لم يكن بخليفة ، قال : كذبت أستاه بني الزرقاء ، يعني بني مروان . الحديث صحيح صححه أحمد و غيره من الأئمة . المنهاج (1/515 ) .

2 - و قال رحمه الله : و الصحيح الذي عليه الأئمة أن علياً رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين بهذا الحديث – يقصد حديث سفينة - ، فزمان علي كان يسمي نفسه أمير المؤمنين والصحابة تسميه بذلك ، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : و من لم يربع بعلي رضي الله عنه في الخلافة فهو أضل من حمار أهله ، و مع هذا فلكل خليفة مرتبة . مجموع الفتاوى (4/479 ) .

3 - و قال رحمه الله : لكن اعتقاد خلافته وإمامته ثابت بالنص وما ثبت بالنص وجب اتباعه وإن كان بعض الأكابر تركه . مجموع الفتاوى (4/440 ) .

4 - و قال رحمه الله : و علي رضي الله عنه لم يقاتل أحداً على إمامة من قاتله ، ولا قاتل أحداً على إمامته نفسه ، ولا ادعى أحد قط في زمن خلافته أنه أحق بالإمامة منه ، لا عائشة ولا طلحة ولا الزبير ولا معاوية وأصحابه ، ولا الخوارج ، بل كل الأمة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل عثمان ، و أنه لم يبق في الصحابة من يماثله في زمن خلافته . المنهاج (6/32 .

5 - و قال رحمه الله : وكذلك علي ، لم يتخاصم طائفتان في أن غيره أحق بالإمامة منه ، وإن كان بعض الناس كارهاً لولاية أحد من الأربعة فهذا لابد منه فإن من الناس من كان كارهاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف لا يكون فيهم من يكره إمامة بعض الخلفاء . المنهاج (6/329) .

6 - و قال رحمه الله : و ليس في الصحابة بعدهم ( الخلفاء الثلاثة ) من هو أفضل من علي ، ولا تُنازع طائفة من المسلمين بعد خلافة عثمان في أنه ليس في جيش علي أفضل منه ، و لم تفضّل طائفة معروفة عليه طلحة و الزبير ، فضلاً أن يفضل عليه معاوية ، فإن قاتلوه مع ذلك لشبهة عرضت لهم فلم يكن القتال له لا على أن غيره أفضل منه ولا أنه الإمام دونه ولم يتسمَّ قط طلحة و الزبير باسم الإمارة ولا بايعهما أحد على ذلك . المنهاج (6/330) .

7 - وقال رحمه الله : و كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، آخر الخلفاء الراشدين المهديين . مجموع الفتاوى (3/406 ) .

8 - وقال رحمه الله : لكن المنصوص عن أحمد تبديع من توقف في خلافة علي و قال : هو أضل من حمار أهله ، وأمر بهجرانه ، و نهى عن مناكحته ، ولم يتردد أحمد ولا أحد من أئمة السنة في أنه ليس غير علي أولى بالحق منه ولا شكوا في ذلك ، فتصويب أحدهما – علي أو من خالفه – لا بعينه تجويز لأن يكون غير علي أولى منه بالحق و هذا لا يقوله إلا مبتدع ضال فيه نوع من النصب و إن كان متأولاً . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

9 - وقال رحمه الله : نصوص أحمد على أن الخلافة تمت بعلي كثيرة جداً . مجموع الفتاوى (35/26) .

10 - و قال رحمه الله : و جماهير أهل السنة متفقون على أن علياً أفضل من طلحة و الزبير فضلاً عن معاوية وغيره . المنهاج (4/358 ) .

11 - و قال رحمه الله عند الكلام على حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) . حديث صحيح متفق عليه و اللفظ للبخاري .

قال : و هذا أيضاً يدل على صحة إمامة علي و وجوب طاعته و إن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة ، وأن الداعي إلى مقاتلته داع إلى النار ، و هو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي ، و على هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولاً أو باغ بلا تأويل و هو أصح القولين لأصحابنا ، و هو الحكم بتخطئة من قاتل علياً و هو مذهب الأئمة والفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين . مجموع الفتاوى (4/437) .

12 - وقال رحمه الله : ثبت بالكتاب و السنة إجماع السلف على أنهم – علي و خالفوه – مؤمنون مسلمون و أن علي بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحق من الطائفة المقاتلة له .مجموع الفتاوى (4/ 433) .

13 - و قال رحمه الله : مع أن علياً كان أولى بالحق ممن فارقه ، و مع أن عماراً قتلته الفئة الباغية كما جاءت به النصوص ، فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء من عند الله ، و نقر بالحق كله ، و لا يكون لنا هوى ولا نتكلم بغير علم ، بل نسلك سبيل العلم و العدل و ذلك هو اتباع الكتاب والسنة ، فأما من تمسك ببعض الحق دون بعض ، فهذا منشأ الفرقة والاختلاف . مجموع الفتاوى (4/450) .

14 - و قال رحمه الله : و يروى أن معاوية تأول أن الذي قتله – أي عمار بن ياسر – هو الذي جاء به – أي علي بن أبي طالب – دون مقاتليه ، وأن علياً رد هذا التأويل بقوله : فنحن إذاً قتلنا حمزة – يعني يوم أحد - ، و لا ريب أن ما قال علي هو الصواب . مجموع الفتاوى (35/77) .

15 - و قال رحمه الله : والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين ، و اتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين و من بعدهم ولم يكفرهم علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص و غيرهما من الصحابة ، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم و بغيهم ، لا لأنهم كفار و لهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم . مجموع الفتاوى (3/282) .

16 - و قال رحمه الله : و هؤلاء – أي الخوارج – لما خرجوا في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قاتلهم هو و أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم و تحضيضه على قتالهم و اتفق على قتالهم جميع أئمة الإسلام . مجموع الفتاوى (3/382) .

17 - و قال رحمه الله : و يقولون – أي أهل السنة – أن المسلمين لما افترقوا في خلافته فطائفة قاتلته ، و طائفة قاتلت معه ، كان هو وأصحابه أولى الطائفتين بالحق ، كما ثبت في الصحيحين – ثم ذكر حديث الخوارج ، إلى أن قال - : فهؤلاء هم الخوارج المارقون الذين مرقوا فقتلهم علي و أصحابه فعُلم أنهم كانوا أولى بالحق من معاوية رضي الله عنه و أصحابه . المنهاج (4/358 ) .

18 - و قال رحمه الله : و لم يسترب – أي يشك – أئمة السنة و علماء الحديث أن علياً أولى بالحق و أقرب إليه كما دل عليه النص . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

19 - و قال رحمه الله : مع العلم بأن علياً وأصحابه هم أولى الطائفتين بالحق كما في حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فيقتلهم أولى الطائفتين بالحق) و هذا في حرب الشام . مجموع الفتاوى (35/51 ) .

20 - و قال رحمه الله : و قد أخرجنا في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) و هؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة علي فقتلهم علي بن أبي طالب و أصحابه فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي بن أبي طالب أولى بالحق من معاوية و أصحابه . الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ( ص 18 ) .

21 - و قال رحمه الله : و كان في جهال الفريقين – فريق علي ومعاوية – من يظن بعلي و عثمان ظنوناً كاذبة برأ الله منهما علياً وعثمان : كان يُظن بعلي أنه أمر بقتل عثمان ، و كان علي يحلف و هو البار الصادق بلا يمين أنه لم يقتله و لا رضي بقتله ولم يمالئ على قتله ، و هذا معلوم بلا ريب من علي رضي الله عنه . مجموع الفتاوى (35/73 ) .

و بعد ان بينت موقف شيخ الإسلام قدس الله روحه من علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وأنه رحمه الله متبع منهج السلف في محبته، اعرض هنا ما نقله الشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه (شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيا) عن الأسباب التي ادت بهم إلى اتهام ابن تيمية بالنصب.

فالشيخ رحمه الله يبين قول الرافضة وغلوهم في علي ابن ابي طالب وطعنهم في الصحابة، فيدحض قولهم بقول النواصب وقدحهم في علي رضي الله عنه، ثم يعرض قول اهل السنة والجماعة اهل الوسطية في هذا الخلاف، فينقل عنه قدس الله روحه الكلام مبتورا لأن من يطعن في الشيخ ينقل نقله عن النواصب ويعزيه للشيخ.

يقول الشيخ صالح الخراشي ص47؛ (وشيخ الإسلام امام سيل جارف من الغلو المكذوب في علي رضي الله عنه وأمام حمم متدفقه من الأكاذيب في سبيل الطعن في الصحابة – رضوان الله عليهم – فماذا يصنع؟

إن المتأمل لهذه الظروف التي عاشها شيخ الإسلام أمام هذا الكتاب يجد له خيارين:
الخيار الأول؛ وهو المشهور عند العلماء وأصحاب التآليف؛ هو ان يقوم شيخ الإسلام بدفع الطعون عن الصحابة ببيان كذبها وأنها مختلفة، فكلما رمى الرافضي بشبهة أو طعن على صحابي قام شيخ الإسلام بردها أو برده بكل أقتدار لينفيه عن هذا الصحابي…)

وهو خيار جيد ومقبول لو كان الخصم غير الرافضي، أي لو كان الخصم ممن يحتكمون في خلافاتهم إلى النقل الصحيح أو العقل الصريح) والرافضة ليسوا كذلك بالطبع.

قال الخراشي ص48؛ (الخيار الثاني؛ وهو الذي اختاره شيخ الإسلام لأنه يراه مفعول فعال في مواجهة أكاذيب الروافض وغلوهم المستطير…) ثم قال(وهذا الخيار يرى أن أجدى طريقة لكف بأس الروافض هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من الخوارج والنواصب، أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف المقابل له، ليخرج من بينهما الرأي الصحيح الوسط.

فكلما قال الرافضي شبهة أو طعنا في أحد الخلفاء الثلاثة – أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب والخوارج في علي رضي الله عنه.

وهو لا يقصد بهذا تنقص علي – رضي الله عنه – والعياذ بالله، وإنما بقصد إحراج الروافض، وكفهم عن الإستمرار في تهجمهم على الصحابة، لأنه ما من شيء من الطعون التهم سيثبتونه على واحد من الصحابة إلا وسيثبت الخوارج والنواصب مماثلا له في علي رضي الله عنه.

وهذا يخرس ألسنة الروافض، لأنهم في النهاية سيضطرون إلى أن تضع حربهم على الصحابة أوزارها عندما يرون شبههم وأكاذيبهم تقابل بما يناقضها في علي – رضي الله عنه، فعندها سيبادرون إلى أن يختاروا السلم وعدم ترديد الشبهات حفاظا على مكانة علي أن يمسسها احد بسوء.

فهذه حيلة من شيخ الإسلام ضرب بها النواصب بالروافض ليسلم من شرهم جميعا، وهذا ما لم يفهمه أو تجاهل عنه من بادر باتهامه بتلك التهمة الظالمة.

وهنا أسرد مثالا اظنه كافي لبيان طريقة شيخ الإسلام في رده على الرافضه – خزاهم الله - كما نقله الشيخ الخراشي:
قال شيخ الإسلام قدس الله روحه؛ (وهؤلاء الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه، وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافرا، وقتله أحد رؤوسهم (عبد الرحمن بن ملجم المرادي) فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون إذا قالوا؛ إن عثمان وعلي أبن ابي طالب ومن معهما كانوا كفار مرتدين، فإن من حجة المسلمين عليهم ما تواتر من إيمان الصحابة، وما ثبت بالكتاب والسنة الصحيحة من مدح الله تعالى لهم، وثناء الله عليهم، ورضاه عنهم، وإخباره بأنهم من اهل الجنة، ونحو ذلك من النصوص، ومن لم يقبل هذه الحجج لم يمكنه أن يثبت إيمان علي بن أبي طالب وأمثاله.

فأنه لو قال هذا الناصبي للرافضي؛ إن عليا كان كافرا، أو فاسقا ظالما، وأنه قاتل على الملك؛ لطلب الرياسة؛ لا للدين، وأنه قتل من اهل الملة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بالجمل وصفين وحروراء ألوفا مؤلفة، ولم يقاتل بعد النبي صلى الله عليه وسلم كافرا، ولا فتح مدينة، بل قاتل أهل القبلة، ونحو هذا الكلام – الذي تقوله النواصب المبغضون لعلي – رضي الله عنه – لم يمكن أن يجيب هؤلاء النواصب إلا اهل السنة والجماعة؛ الذين يحبون السابقين الأولين كلهم.

فيقولون لهم؛ أبو بكر، عمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، ونحوهم، ثبت بالتواتر إيمانهم وهجرتهم وجهادهم، وثبت في القرآن ثناء الله عليهم، والرضى عنهم، وثبت بالأحاديث الصحيحة ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم خصوصا وعموما، كقوله في الحديث المستفيض عنه: (لو كنت متخذا من اهل الأرض خليلا لأتخذت ابا بكر خليلا)، وقوله: (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي فعمر)، وقوله عن عثمان: (ألا يستحي ممن تستحي منه اللائكة)؟ وقوله في لعلي: (لأعطين الرآية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، وقوله: (لكل نبي حواريون، وحواريي الزبير) وأمثال ذلك.

وأما الرافضي فلا يمكنه إقامة الحجة على من يبغض عليا من النواصب، كما يمكن ذلك أهل السنة، الذين يحبون الجميع)، انتهى كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه ونور ضريحة، (مجموع الفتاوى (4/468 – 469))

والنقولات عن شيخ الإسلام كثيرة تلقم كل من يحاول إتهامه بالنصب حجرا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعه مع بقية اولياء الله والصديقين في جنة الفردوس الأعلى، وجمعنا وياكم مع شيخ الإسلام في دار النعيم الخالد.

و ختاماً أحبتي في الله أتمنى أن أكون قد وفقت في إزالة اللبس الذي أثاره الروافض حول كون أبن تيمية رحمه الله يطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و الله من وراء القصد .


Post: #46
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-09-2005, 03:05 PM
Parent: #45



الأخ الفاضل نزار أخى الكريم ليس الأمر تنافس ولكن الموضوع كان عن ابن تيمية وأوردت أنت عنه ما يراه محبوه وانت أحدهم ـ كما صرحت بذلك ـ وأحببت أنا أرجع لكلام العلماء ممن عاصروه واللاحقين .وانصافى له هو إيراد بعض الأراء التى قيلت فيه مدحا أو ذما
أو بين ذلك حتى يجد القارىء ما يعينه على حكمه.


أخى الكريم ود شاموق لك الشكر على مشاركتك ولا شك أن ابن تيمية من أكثر الناس الذين أثاروا جدلا حصر البعض نفسه فيه لا يستشهدون بغيره ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية أو قال تلميذه ابن القيم الجوزيه))وتركوا بقية علماء الأمة ممن فاقه بدرجات كثيرة أو ممن ساووه او قل منه لا يرون الدين الا بعيون ابن تيمية أو تلميذه ابن القيم ظلموا الناس وظلموا أنفسهم .










أقوال بعض من ذم ان تيمية فى كثير إن لم يكن فى معظم أقوالهوممن ذم ابن تيمية ابن الرفعة والباجى وابن الزملكانى وصفى الدين الهندى وابن المرحل وتقى الدين السبكى وتقى الدين الحصنى والعلاء البخارى واخرون وللإختصار ننقل أقوال بعضهم .
قال زعيم الأشراف بالشام تقى الدين الحصنىـــفى كتابه الذى ألفه فى الرد على ابن تيميةــــدفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك للإمام أحمد(1/45) ما نصه ((الشاميين كتبوا فتيا أيضا فى إبن تيمية لكونه أول من أحدث هذه المسألة التى لا تصدر إلا ممن فى قلبه ضغينة لسيد الأوليين والآخرين))
قال ابن بطوطة فى رحلته(1/109، 110) وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقى الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم فى الفنون إلا إن فى عقله شيئا" وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال أن الله ينزل الى سماء الدنيا كنزولى هذا ونزل درجة من درج المنبر))
قال الحافظ العراقى أيضا" فى جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية ما نصه))وأما الشيخ ابن تيمية.........لكنه كما قيل فيه علمه أكثر من عقله فأداه اجتهاده الى خرق الإجماع فى مسائل كثيرة قيل إنها تبلغ ستين مسألة فأخذته الألسنة بذلك وتطرق اليه اللوم وامتحن بهذا السبب وأسرع علماء عصره فى الرد عليه وتخطئته وتبديعه ومات مسجونا بسبب ذلك. والمنتصر له يجعله كغيره من الإئمة لا تضره المخافة فى مسائل الفروع إذا كان ذلك عن اجتهاد، لكن المخالف له يقول ليست كلها مسائله كلها فروع بل كثير منها فى ألإصول، وما كان من الفروع فما كان سوغ له المخالفة فيها بعد إنعقاد الإجماع عليها .ولم يقع للإئمة المتبوعين مخالفة فى مسائل انعقاد الاجماع عليها قبله، بل لم يقع لأحد منه إلا وهو مسبوق به عن بعض السلف كما صرح به غير واحد من الإئمة، وما ابشع مسألتى ابن تيمية فى الطلاق والزيارة، وقد رد فيهما معا الشيخ الإمام تقى الدين السبكى وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن.))انتهى كلام الحافظ ولى الدين.
ذكر عبد الحى الكتانى فى ترجمة ابن تيمية فى فهرس الفهارس(1/201ــ202) ما نصه((وما أشنع ما نقل عن ابن تيمية أيضا قوله فى حق ـــشفاء القاضى عياض ــ غلا هذا المغيربى.))
وقد قاتل فى ذلك شيخ الإسلام بافريقيا الإمام العلم ابو عبد الله بن عرفه التونسى:-
شفا عياض فى كمال نبينا
كواصف ضوء الشمس ناظر قرصها
فلا غرو فى تبليغه كنه وصفه
وفى عجزه عن وصفه كنه شخصها
وإن شئت تشبيها بذكر إمارة
بأصل ببرهان مبين لنقصها
وهذا بقول قيل عن (زائغ) غلا
عياض فتبت ذاته عن محيصها
ذكرهم له تلميذه البسيلى فى تفسيره والمقرىفى (أزهار الرياض) وفى حواشى البخارى لشيخ الجماعة بفاس أبلى السعود عبد القادر الفاسى))انتهى كلام الكتانى.
وفى الجوهر المنظم فى زيارة القبر الشريف النبوى المكرم للعلامة أحمد بن حجر الهيتمى((قلت:من هو ابن تيمية حتى ينظر اليه أو يعول فى شىء من أمور الدين عليه؟ هل هو الاــــ كما قال جماعة من الإئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة،وحججه الكاسدة،حتى أظهروا عوار سقطاته، وقباح أوهامه وغلطاته، كالعز بن جماعةـــ عبد أضله الله تعالى وأغواه، وألبسه رداء الخزى وأرداه، وبوأه من قوة الإفتراء والكذب ما أعقبه الهوان، واوجب له الحرمان هذا ما وقع من ابن تيمية مما ذكر وان كان عثرة لا تقال ابدا"، ومصيبة يستمر عليه شؤمها دوما سرمدا)).
قال العلامة الزرقانى فى شرحه على المواهب اللدنية للقسطلانى(8/314،315) قول القسطلانى((أف لايستحى هذا الرجل من تكذيبه بما لم يحط بعلمه، صار كل من خالف ما البتدعه بفاسد عقله عنده كالصائل لا يبالى بما يدفعه فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه انتقل إلى دعوى انه كذب على من نسب اليه مباهاتة ومجازفة وقد انصف من قال فيه علمه أكبر من عقله))

قال النبهانى فى شواهد الحق(ص185)ومنهم ملا على القارىء الحنفى،قال فى شرحه على الشفاء:- وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبى صلى الله عليه وسلم كما أفرط غيره حيث قال: كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر الثانى أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالإستحباب يكون كفرا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه فى هذا الباب))انتهت عبارته.
ومنهم شهاب الدين الخفاجى الحنفى، قال رحمه الله تعالى فى شرح الشفاء بعد قول النبى صلى الله عليه وسلم((لعن الله قوما اتخذوا قبور انيائهم مساجد،،وأعلم أن هذا الحديث هو الذى دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيم الى مقالته الشنيعة التى كفروه بها وصنف فيها السبكى مصنفا مستقلا، وهى منعه زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم وشد الرحال اليه وهو كما قيل
لمهبط الوحى حقا ترحل النجب
وعند ذلك المرجى ينتهى الطلب
فتوهم أنه حمى جناب التوحيد بخرافات لا ينبغى ذكرها فانها لا تصدر عن عاقل فضلا" عن فاضل سامحه الله تعالى))انتهت عبارة الشهاب الخفاجى.
ومنهم الإمام عبد الرءوف المناوى الشافعى(صاحب فيض القدير) قال رحمه الله تعالى فى شرح الشمائل:وقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: ان المصطفى صلى الله عليه وسلم لما رأى ربه واضعا يديه بين كتفيه أكرم ذلك بوضع اعذبة رده الشارح: يعنى ابن حجر المكى بأنه من قبيح ضلالهما، وهو مبنى على مذهبهما من إثبات الجهة والجسمية، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
قال المناوى بعد ما ذكر وأقول: أما كونهما من المبتدعة فمسلم. وأما كون هذا بخصوصه مبنيا على التجسيم فغير مستقيم))

والى هنا أقف بعد أن أوردت بعض ممن مدح ابن تيمية حتى جعله ينظر فى اللوح المحفوظ ويخبر بالمغيبات المستقبلية وبعض ممن ذموه ووصفوه بالكذب والدجل والكفر وبعض ممن كان لهم بين ذلك سبيلا مدحوه وأنصفوه فى مواضع وانتقدوه وبشعوا كلامه فى مواضع أخرى .
والحكم لك أيها القارى الكريم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
((سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك عملت سؤا وظلمت نفسى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا أنت))
1

Post: #48
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-10-2005, 03:17 AM
Parent: #46

الأخوة الكرام شبهة القصة المختلقة المنسوبة لابن بطوطة قديمة، وقد رُد عليها من قبل، وأنقل هنا واحداً من الردود عليها استدل كثير من خصوم ابن تيمية للنيل منه بقصة ذكرها ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ بالناس ويشبه نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله هو من درجة المنبر!
ما صحة هذه الرواية؟ وما هي حقيقتها؟ وهل كان ابن تيمية حقاً يعتقد بالتشبيه ؟ هل صح ما ذكره ابن بطوطة عن الإمام ابن تيمية

الحقيقة أن ما ذكره ابن بطوطة - غفر الله له - عن شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له ولا وزن في الميزان العلمي والبحثي، وقد قرر كبار الباحثين المختصين في تراث ابن بطوطة وابن تيمية بأن هذه القصة مختلقة ولا سند يدعهما أو يصححها، والسبب في ذلك .. فيما يلي :

أولاً : ثبوت عدم دقة وأمانة ابن بطوطة في رحلة.
تكلم كثير من العلماء عن رحلة ابن بطوطة، وتناولوها بالنقد والتحليل والدراسة، وخلصوا أنها مجرد مذكرات كتبها المؤلف، ولا تعد توثيقاً أميناً يمكن الاعتماد عليه.
فهذه الرحلة ليست من كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة، فضلاً عن مؤلفها الذي لم يكن معروفاً أنه من أهل الدراية والخبرة والعلم، وقد أثبت المحقق "حسن السائح" في تقديمه لكتاب (تاج المفرق في تحلية علماء المشرق) للشيخ خالد بن عيسى البلوي، أن ابن بطوطة ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها، فيذكر اسمه في رحلته ولو لم يتصل به اتصالاً شخصياً، أو يقابله حقيقة، بل يستفيد مما سمعه ويضمنه رحلته وكأنه قابله أو شاهده، كما فعل في تونس حين ذكر علماً من أعلامها وهو ابن الغماز.
ومما يزيد الأمر وضوحاً .. أن رحلة ابن بطوطة تضمنت أموراً يقطع العلم بكذبها، كما قال إنه زار بعض الجزر والبلدان التي فيها نساء ذوات ثديِ واحدة!!!
وبعض العجائب والخرافات التي حكاها في رحلته يقطع الإنسان بأنها مختلقة ومجرد أساطير يتناقلها الناس، ويسجلها ابن بطوطة وكأنه شاهدها أو اتصل بها!

ثانياً : تحقيق ما نسبه ابن بطوطة لابن تيمية رحمهما الله.
من يحقق ويدقق فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية يقطع بكذبه، وذلك لأن ابن بطوطة ذكر أنه حضر يوم الجمعة وابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ونزل من درجة المنبر وهو يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا.. إلخ.
وهنا لنا وقفات نقدية علمية .. أهمها :
(1) أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذا كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الأثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!
والسؤال الجوهري : كيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه ؟؟!
(2) أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.
(3) أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول مالا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة !!!
ثالثاً : حقيقة كتاب رحلة ابن بطوطة.
وإذا حققنا القول في ذات كتاب الرحلة، وأنصفنا مؤلفه، فإننا قد نخلص إلى أن الكذب والتلفيق والخرافات الموجودة في هذا الكتاب ليست من صنع ابن بطوطة نفسه، بل من النسّاخ، وهذا كثير ما يحصل، حتى الكتب السماوية السابقة قد دخلها من النسّاخ التحريف الكثير.
وقد نبه الحافظ الإمام ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما الذي كتبها وجمعها هو أبو عبدالله بن جزي الكلبي وهو من نمقها، وكان العلامة البلفيقي يتهمه بالكذب والوضع !!
وبالرجوع إلى نفس الرحلة نجد أن ابن جزي الكلبي يقول في المقدمة:
( ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبدالله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها، موضحة للمعاني التي اعتمدها)!!!
ويقول في آخر الكتاب : ( انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ أبي عبدالله محمد بن بطوطة).
وهذا يدل صراحة أن كتاب رحلة ابن بطوطة لم يصلنا بألفاظ مؤلفه، بل الناقل نص على تدخله في الألفاظ والكلمات.

رابعاً: عقيدة شيخ الإسلام المتواترة عنه تثبت اختلاق هذه القصة.
من كان له إلمام سطحي أو بسيط في تراث شيخ الإسلام ابن تيمية يقطع جازماً أن هذه القصة مختلقة، وليراجع من يشاء مجموع الفتاوى، أو درء التعارض ليعلم أن ابن تيمية يحارب هذا الفكر، ولا يؤمن إلا بما آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم.
بل فليراجع من يشاء كتاب "شرح حديث النزول" لابن تيمية ليتعرف عن قرب على عقيدته في نزول الرب سبحانه، وصفاته تعالى.
خامساً: شهادة أهل الإنصاف من العلماء.
إذا كان هناك من يستجيز الكذب والبهتان لينصر مذهبه، أو ليهزم خصمه، فإن كثيراً من العلماء وفي شتى المذاهب لا يبيعون دينهم فيكذبون لنصرته.
فهذا الشيخ العلامة "إبراهيم الكوراني الشافعي الأشعري" يقول في حاشيته المسماة ( مجلى المعاني على شرح عقائد الدواني) ما نصه : (ابن تيمية ليس قائلاً بالتجسيم، فقد صرح بأن الله تعالى ليس جسماً في رسالة تكلم فيها على حديث النزول كل ليلة إلى السماء الدنيا، وقال في رسالة أخرى: "من قال إن الله تعالى مثل بدن الإنسان أو أن الله تعالى يماثل شيئاً من المخلوقات فهو مفتر على الله سبحانه" ).
ثم قال الشيخ العلامة إبراهيم الكوراني: ( بل هو على مذهب السلف من الإيمان بالمتشابهات مع التنزيه بليس كمثله شيء).
وهذا المحقق الدكتور "علي المنتصر الكتاني" الذي حقق كتاب ( رحلة ابن بطوطة) يقول عن هذه القصة : ( هذا محض افتراء على الشيخ رحمه الله، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، فقد اتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً، بينما ذكر المؤلف -ابن بطوطة- في الصفحة 102 من كتابه أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان!!)

وهذا الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" يقول :
( ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسماً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله عنه السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط .. ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب الإبانة فرأيته هو الآخر يقول كما يقول ابن تيمية، إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟)

Post: #49
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-10-2005, 02:44 PM
Parent: #48

الأخ الفاضل نزار

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لو قال ما قاله ابن تيمية أى أحد من الشيوخ الآخرين لبادر اتباعه لتكفيره وكفروا كثيرا ممن قال أدنى من هذا ولكن أن يكون القائل هو ابن تيمية فاسرعتم للتبرير الواهى ولجأتم للتأويل
والشاهد أنكم لا تقولون بالتأويل أصلا.
اخى الكريم ما نقله تلميذه هنا واضح قال بنصرة المسلمين وفى موقعة محددة ولو كان كلامه مبنى على توفر اسباب النصر كيف يجزم بذلك حتى لما طلبوا منه ان يعلقها بالمشيئة قالها((تحقيقا لا تعليقا))فالمعنى واضح جلى .وهو لم يقل بنصرة المسلميين فى جميع معاركهم القادمة وإنما حدد واقعة بعينها وقال((كتب الله فى اللوح المحفوظ)) وهذا المعنى واضح لو اردت ظاهره او تأويله .

قال تلميذه بعلمه بما يعمله تلاميذه ولم يشأ أن يخبرهم بحجة انهم لن يصبروا عليه ((فهل تفسيرك هذا بالفراسة مقنع لك لتقنع به الآخرين ؟))
وما رأيك بتنبئه بالحوادث المستقبلية منها ما حدث ومنها ما ينتظر أن يحدث هل هذه فراسة أيضا؟؟
وقال تلميذه ايضا بإخباره بما فى نفسه ولم يصرح به لأحد وهل هذا تدخل هى الأخرى فى الفراسة أم علم النفس السلوكى؟؟

والسؤال هنا واريدك أن تجيب عليه بأمانة هل سيكون هذا نفس رأيك لو قال بذلك أى أحد غيره

والسلام ولنا عودة .

Post: #50
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-10-2005, 04:37 PM
Parent: #49




أخى الكريم نزار هذه هى رسالة الإمام الذهبى تلميذ ابن تيمية

وهو تلميذه ومن محبيه فهل تجد فيها ما ذكرته من الصفات التى اوردتها

الرسالة منقولة من موقع سيدى الشرف الدكتور صبيح نصره الله
1
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدي رسول الله وءاله وصحبه وبعد،


الذهبي، والذي تعتبره الوهابية عمدة وتلميذاً لابن تيمية، يرد عليه في رسالة مختصر جدا، وهاكم نصها.


قال الذهبي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ عليَّ إيماني، واحزناه على قلة حزني، واأسفاه على السنة وذهاب أهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، ءاه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس.

طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتَبًّا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، بلى أعرفُ إنك تقول لي لتنصُرَ نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شمّوا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد، بلى والله عرفوا خيرًا مما إذا عمل به العبد فقد فاز، وجهلوا شيئًا كثيرًا مما لا يعنيهم و: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

يا رجل بالله عليك كفَّ عنَّا فإنك مِحجاجٌ عليم اللسان لا تقرّ ولا تنام، إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان"، وكثرة الكلام بغير دليل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام فكيف إذا كان في العبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبشُ دقائق الكفريات الفلسفية لنردَّ عليها بعقولنا، يا رجل قد بلعتَ سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم يُدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن. واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر، وخشية بتذكر، وصمت بتفكر، واهًا لمجلس يُذكرُ فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يُذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخَيتَهما، بالله خلُّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأسًا من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفّر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.

يا خيبة من اتبعك فإنه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليًّا شهوانيًّا لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيدٌ مربوط خفيف العقل، أو عامي كذّاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل.

يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار، إلى كم تعظمها وتصغر العباد، إلى متى تُخاللها وتمقت الزهاد، إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تُغيرُ عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار.

أما ءان لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب، أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل. بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل على قولي ولا تُصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول لكَ: والبتة سكتت.

فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحبُّ الواد، فكيف يكون حالك عند أعدائك، وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر.

قد رضيتُ منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرًّا :"رحم الله امرءًا أهدى إلي عيوبي"، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علاّم الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى ءاله وصحبه أجمعين.

***

وقد قال الحافظ السخاوي في الإعلان والتوبيخ لمن ذم التاريخ: وقد وقفت للذهبي على رسالة مجيدة وجهها إلى ابن
تيمية يردعه فيها عن غوايته.

***

Post: #52
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-10-2005, 11:38 PM
Parent: #49

العزيز ود محجوب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: لماذا تتعجل في نسبة التكفير لابن تيمية وأتباعه بأدنى ذريعة؟ هل تظن أن هذا يخدم حجتك في النقاش؟ حسناً أرجو أن تذكر لي من أعيان من كفرهم ابن تيمية وأنت تراهم من المسلمين حتى تثبت حجتك. لا تلقي الكلام على عواهنه. وأقول لك لو قال هذا الكلام غير ابن تيمية لما كفرناه.
ثانياً: من الذي ينكر التأويل؟ وأي تأويل تقصد؟ التأويل الذي ذكرته هنا هو تأويل الرؤية، هل ينكر ابن تيمية تأويل الرؤيا؟ هل أنت مدرك لما تقول؟ أنناننكر التأويل، ما دليلك.
ثالثاً: التأويل بقراءة الأحداث مقنع لي ولكثيرين غيري وهو من الفهم الذي يؤتيه الله لعبادة الصالحين،وهو ليس التأويل الوحيد بل يمكن أن يكون قد رأى رؤية كما ذكرت، وإن كان هذا أوذاك أو غيره فهو كرامة أكرمه الله بها.
أما سؤالك هل سيكون هذا رأيي إذا قال بها غيره:؟ فالإجابة تختلف بإختلاف هذا الغير. فإن كان ممن عرفوا بالصلاح فيسكون رأيي هو رأيي، لأن من منهجي الإيمان بكرامات الأولياء، قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص 153
Quote: ومن أصول أهل السنة والجماعة : التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة

أعلم أن بعض قليلي العلم ينسبون ابن تيمية إلى إنكار الكرامات، ولكن أقواله تفضح اؤلئك.
ودعنى الآن اعكس السؤال هل كنت ستعترض على هذه الكرامة إن كانت من بعض أشياخك الذين تظن بهم الصلاح، هل كنت ستعدها من علم الغيب الذي لا ينبغي لأحد أن يعلمه؟

Post: #55
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-11-2005, 03:12 PM
Parent: #52

Quote: واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر، وخشية بتذكر، وصمت بتفكر، واهًا لمجلس يُذكرُ فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يُذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخَيتَهما، بالله خلُّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأسًا من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفّر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.




أخى الفاضل نزار هذا كلام تلميذه الإمام الذهبى رحمه الله فإذا
كان تلميذه وهو من معاصريه قال أنه يكفر فأنا وإنت لم نسمعه ولم نقله.
ورسالة الذهبى تثبت تكفيره للمسلميين وتنسف تسامحه الذى جاهدت كثيرا لإثباته.



ثالثاً: التأويل بقراءة الأحداث مقنع لي ولكثيرين غيري وهو من الفهم الذي يؤتيه الله لعبادة الصالحين،وهو ليس التأويل الوحيد بل يمكن أن يكون قد رأى رؤية كما ذكرت، وإن كان هذا أوذاك أو غيره فهو كرامة أكرمه الله بها.


طيب أخى نزار النص الواضح هو تنبأه بهزيمة التتر فى موقعة بعينها هل رأى اللوح المحفوظ أيضا فى الرؤيا. وهل اخباره لتلميذه
ابن القيم بما فى نفسه أيضا رؤيا ؟؟؟ وهل أخباره بالحوادث التى تحدث فى المستقبل ايضا رؤيا.؟؟؟ اخى الفاضل هذا هو علم الغيب
الذى ينكره ابن تيمية حتى على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.فلما المكابرة؟
Quote: أما سؤالك هل سيكون هذا رأيي إذا قال بها غيره:؟ فالإجابة تختلف بإختلاف هذا الغير. فإن كان ممن عرفوا بالصلاح فيسكون رأيي هو رأيي، لأن من منهجي الإيمان بكرامات الأولياء، قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص 153


معنى هذا إن نفى علم الغيب عندك ليس مطلقا إذا عرف الشخص أو اشتهر عندك بالصلاح سلمت له وإما فلا. فالموضوع المطروح هنا نصوص معينة أوردها ابن القيم فيها علم بالغيب أليس كذلك؟



أعلم أن بعض قليلي العلم ينسبون ابن تيمية إلى إنكار الكرامات، ولكن أقواله تفضح اؤلئك.
ودعنى الآن اعكس السؤال هل كنت ستعترض على هذه الكرامة إن كانت من بعض أشياخك الذين تظن بهم الصلاح، هل كنت ستعدها من علم الغيب الذي لا ينبغي لأحد أن يعلمه؟


ومن قال لك أنى معترض على هذه الكرامة سواء كانت من شيوخى أو غيرهم . ولكن طرحها هنا لا يغيب عن فطنتك. فالتيميين يكفرون من يقول بمثل ما نقل ابن القيم عن شيخه وأما أن تأتى من شيخهم...فنسمع مثل هذه الحجج الواهية التى لا تقف على رجليين.


ولنا عودة

Post: #56
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-12-2005, 02:07 AM
Parent: #55


العزيز ود محجوب

إن كان دليلك على تكفير ابن تيمية للمسلمين هو هذه الرسالة المنسوبة للذهبي، فليس لك دليل، لأن هذه الرسالة ليست صحيحة، مثلها مثل قصة ابن بطوطة، بل هي أظهر في عدم صحتها، وقد قلت سابقاً أنها ليست من الذهبي، وليست لابن تيمية، وذكرت أدلة قاطعة، أوردها هنا مع زيادة.


أولاً: المرجع في هذه القصة هو موقع شيعي، وحتى موقع الدكتور محمود صبيح الذي ذكرته، وردت هذه القصة فيه في منتدى حوار شارك فيه اثنان الذي أورد هذه الرسالة، وشخص ثاني طلب ذكر المرجع لها، ولم يجب الأول، ولا يكفي أن يقال اوردها السخاوي لتصبح صحيحة، من أين جاء بها السخاوي، وماذا عن مخالفتها للواقع ولما هو ثابت عن الذهبي.
ولماذا لم يوردها الذين تكلموا عن سيرة ابن تيمية أو ترجموا له، ويقارب عشرة كتب نصفها لمعاصريه فيها نقولات كثيرة عن الذهبي ولم يوردوا هذه القصة.
ثانياً: الذهبي رأيه في ابن تيمية معروف ومثبت في كتبه، وقد قال:
Quote: فلو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت: أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه.
وقال:
Quote: وكان أبيض أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمة أذنيه وكأن عينيه لسانان ناطقان ربعه من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءة تعتريه حدة لكن يقهرها بالحلم
وقال: كبارهم ـ أي كبار معارضيه ـ خاضعون لعلومه معترفون بشنوفه مقرون بندور خطائه وأنه بحر لا ساحل له وكنز لا نظير له ولكن ينقمون عليه أخلافا وأفعالا وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، قال وكان محافظا على الصلاة والصوم معظما للشرائع ظاهرا وباطنا لا يؤتى من سوء فهم فان له الذكاء المفرط ولا من قلة علم فانه بحر زخار ولا كان متلاعبا بالدين ولا ينفرد بمسائله بالتشهي ولا يطلق لسانه بما اتفق بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أسوة من تقدمه من الأئمة فله أجر على خطائه وأجران على إصابته إلى أن قال: تمرض أياما بالقلعة بمرض جد إلى أن مات ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة وصلى عليه بجامع دمشق وصار يضرب بكثرة من حضر جنازته المثل.
وهذا الكلام بعد موت ابن تيمية، وانت نقلت الجزء الذي يتعلق بحدة ابن تيمية ولم تذكر أن الذهبي قال أنه كان يقهر حدته بالحلم والذي يلي ذلك مباشرة، المهم الآن هو قول الذهبي أن ابن تيمية لم يكن يطلق لسانه بما اتفق، بل يحتج بالقرآن، فكيف تأتي هذه الرسالة المزعومة لتقول إن الذهبي يتهم ابن تيمية في حياته بتكفير المسلمين، وأنه لم يسلم منه الصحيحين، ونحو ذلك من الترهات.


ثالثاً: الذهبي عالم من علماء الجرح والتعديل يعرف متى ولد ابن تيمية ومتى مات، وقد ترجم له وذكر ميلاده ووفاته، فكيف يخاطب ابن تيمية ويقول له "وأنت في عشر السبعين" وابن تيمية لم يدخل عشر السبعين أصلاً بل مات وعمره 67 عاماً.
رابعا: أسلوب الرسالة المزعومة ضعيف، إذا ما قورن بأسلوب الذهبي القوي الهادر، وليراجع مانقلناه عن الذهبي في بدايات هذا البوست لملاحظة ذلك: مثل قوله
Quote: " فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه؛ وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق؛ وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأبلسوا، واستغنى وأفلسوا، وإن سُمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلّهم وتيّسهم، وهتك أستارهم وكشف عوارهم"
. أين هذا من اسلوب
Quote: " كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخَيتَهما، بالله خلُّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأسًا من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفّر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.


خامساً: متى تحدث ابن تيمية عن بدعة الخميس، وأكل الحبوب، ومتى قال إن النصارى مثل الذهبي، وهو صاحب (كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح).
الخلاصة هذه الرسالة لا تصح نسبتها للذهبي، وليس لها سند، ولا تنهض بها حجة، وإن كنت طالباً للحق ـ بحق ـ فعليك الإقرار بأن هذه الرسالة لا تصح نسبتها للذهبي.
وتبقى ملاحظة مهمة وهي: لماذا ينتقد ابن تيمية بنقولات الناس عنه، ولا ينتقد بكلامه الذي قاله، لماذا لا يقال قال ابن تيمية كذا، وكفر فلان وفلان ليس بكافر، لماذا تختلق القصص الوهمية والرسائل المنتحلة للنيل من ابن تيمية، لا شك أن الجواب واضح: وهو أن ابن تيمية كما قال الذهبي: لم يكن متلاعباً بالدين، منفرداً بمسائل لا سلف له فيها، ولم ينفرد بمسائله بالتشهي ولم يطلق لسانه بما اتفق، بل كان يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أسوة بمن تقدمه من الأئمة فله أجر على خطئه وأجران على إصابته. فلذلك لن يجدوا فيه مطعناً من هذه الناحية، لذلك يجب أن يبحثوا عن أمور أخرى تخدع من ليس له صبر على التحري والتحقيق.

وقبل أن أختم أحب أن أذكر الأخ ود محجوب أن تعبيراته الإيحائية مثل " فنسمع مثل هذه الحجج الواهية التى لا تقف على رجليين". "وتنسف تسامحه الذى جاهدت كثيرا لإثباته". "فاسرعتم للتبرير الواهى ولجأتم للتأويل" لن تصمد أمام الحقائق والبراهين.



Post: #57
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-12-2005, 03:27 PM
Parent: #56

الأخ نزار سلام


لا زلت أقول إن ما أورده ابن القيم هو علم الغيب والنظر للوح المحفوظ ولا أظنك تطمئن انت شخصيا لما حاولت تبريره وتفسيره

((والحقيقة هذا التفسير فى منتهى الضعف))

وأكون أمين مع نفسى لم أجد لرسالة الذهبى الى ما نسبته

للموقع المذكور .

ثانيا هل رحلة ابن بطوطة حقيقة أم لا وردك على ما أوردته
عن ابن بطوطة قد قرأته فى غير هذا المكان .

فالكتاب أما أن يكون كتبه ابن بطوطة أو أحد تلاميذه والواقع ان
كتبه هو او تلميذه رواية عنه لا يغير كثيرا فاذا كتبه فكلاهم يمكنه أن يخطىء فى التاريخ ولكن لايمكنه ان يخطىء فى حدوث الواقعة فما مصلحة ابن بطوطة او تلميذه فى أن ينسبوا لابن بطوطة
ما لم يقله.

اما امتلاء الكتاب بالخرافات فيمكنك ان تذكرها هنا وبنصها من كتاب
ابن بطوطة لا نقلا عن رد مبتور منقول . وعندها يمكننا تقييم الواقعة
حقيقة ام خرافة.

وكما التزم أنا أخى الكريم بنسبة النصوص الى مراجعها فارجو منك عمل نفس الشىء كما اعمل. حتى نفرق بين الرأى المنقول والرأى الشخصى وحى نوثق لحوارنا.
ولك الشكر.

Post: #58
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-13-2005, 05:31 AM
Parent: #57

العزيز ود محجوب:
أولاً: أراك تواصل في التقريرات الإيحائية وتقول:" والحقيقة هذا التفسير في منتهى الضعف"، وكما قلت سابقاً، هذه التعبيرات لا تفيد لأن التفكير السليم يقتضي تجريد الحجة من أمثال هذه العبارات والنظر للحقائق مجردة حتى تتضح الصورة. كذلك لا تنفع محاولات إظهار أنني نفسي لست مقتنعاً بما أكتب لأنها تسير في نفس الاتجاه الإيحائي الذي لايقدم حجة ويكتفي بعبارات طنانة.
ثانياً: ما معنى قولك : أكون أمين مع نفسى لم أجد لرسالة الذهبى الى ما نسبته للموقع المذكور هل تعني أنك أصبحت ترى أن الرسالة مكذوبة، أم أنك ترى أنها صحيحة لكنك لا تستطيع توثيقها؟ أرجو الإفادة
ثالثاً: رحلة ابن بطوطة حقيقية، لكن قصة النزول ليست صحيحة، للأسباب المذكورة في موضعها، وهي ليست سبباً واحداً, وأهم ما فيها أن هذا يخالف ما كتبه ابن تيمية بنفسه، وأن هذه القصة على أهميتها لم ترد في كتب من كتب عن سيرة ابن تيمية، ولم يذكرها أعداؤه الذين كانوا يتربصون به في مآخذهم عليه، وبعد ذلك ابن تيمية كان في السجن عندما زار ابن بطوطة دمشق، أما ماهي المصلحة فلا علم لي ولا ارى هذا السؤال مهماً في إثبات تلفيق القصة.
رابعا: لم اطلع على كتاب ابن بطوطة، وقد ذكرت في عندما نقلت القصة أنني أنقلها، ولم أقل أكتبها، والنقل يفي بغرضي، كذلك لا ارى أن هناك داعٍ لمراجعة الكتاب ومعرفة الخرافات التي فيه، فقد ذكرت إحدى هذه الخرافات وهي أن ابن بطوطة زعم أنه رأى نساء بثدي واحد في جزيرة ما، ولا أرى ضرورة لذكر خرافات أخرى لسبب بسيط هو أننا إذا افترضنا أن الكتاب ليس به خرافة أبداً فهناك أسباب كثيرة تدعو لتكذيب القصة. أما قولك أن الرد مبتور فهذه مخالفة واضحة للحقيقة فالرد واضح وقوي يمكنك أن تأخذ به أو ترد عليه لكن لا يمكنك أن تصفه بالمبتور. وهذا الوصف الذي قلته هو امتداد للتعبيرات الإيحائية التي نبهت إليها وقلت إنها لن تفلح في طمس الحقائق.
خامساً: لم أنقل غير قصة ابن بطوطة، والتسامح عند ابن تيمية، وأغلب ما ورد في مداخة التسامح، سبق لي أن اطلعت عليه في مصادرة الأصلية بل كنت أريد أن أكتبه لكني وجدته كما أحب واشتهي فلم أشعر بضرورة أن أحرره أنا بنفسي، والمرجع الرئيس فيه هو كتاب ابن عبد الهادي "العقود الدرية" وإن رأيت أن هناك داعٍ لنسبة هذه الأقوال لمصادرها فالأمر سهل وميسور
سادساً: سألتك من قبل هل اطلعت على هذه النقول في مواضعها الأصلية أم اكتفيت بالنقل عمن تثق به،والجواب مهم لإكمال مناقشتي كما قلت لك سابقاً لأني رأيت تحيزاً واضحاًوقطعاً للنقل في المواضع التي يمدح فيها ابن تيمية وأريد أن أعرف هل هو منك أم أنك نقلت عن غيرك وأنافي انتظار تعليقك.
ولك شكري.

Post: #62
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-13-2005, 09:38 AM
Parent: #58

الأخ الفاضل نزار سلام

أولا سيدى الكريم لا عبارات طنانة ولا يحزنون وأكرر هنا للمرة الثالثة ان تفسيرك لما قاله ابن تيمية شىء عجيب وطرحت عليك اسئلة محددة تغاضيت عنها هل كلامه لحوادث تحدث فى المستقبل وقعت كما قال تلميذه وهو يتوقع حدوث الأخر هل هى رؤيا أم فراسة وهل النظر للوح المحفوظ رؤيا أم فراسة ؟ ولماذا تصفون من يتكلم عن حوادث مثله تحدث فى المستقبل بادعاء علم الغيب الذى لا يعلمه الا الله ولكن عند الشيخ فراسةاو رؤيا؟؟ والشاهد فى الموضوع انه أقسم على ذلك مرارا وعندما طلب منه ان يقول انشاء الله رفض تعليقها على المشيئة وقال
((انشاء الله تحقيقا لا تعليقا)) هل المتؤل لرؤيا رءاها او صاحب الفراسة يقسم بالله على تؤيله للرؤيا ؟؟؟؟؟ بل يقول كتب الله فى اللوح المحفوظ . أرجو ان أكون هنا أوضحت دون ايحاء.
قصة ابن بطوطة او رحلته عندما طلبت منك ذلك كنت امل منك ان تصحح بنفسك ما نقلته من رد وحتى تمدنا بمزيد من الخرافات المزعومة لأن اطلاق مثل هذا الحكم على الكتاب ليس الغرض منه الا تضعييف رواية ابن بطوطة عن ابن تيمية. أما قصة أنه رأى نساء فى جزيرة بثدى واحد ليست خرافة ولم يقل ابن بطوطة إن نساء تلك الجزيرة من ذوات الثدى الواحد بل رأى بعض النساء بثدى واحد ومثل هذه الصور الغريبة تحدث فى الانسان والحيوان وترى فهذه العيوب الخلقية كحالة خاصة شاذة وربما تجد بعض العيوب الخلقية تكثر فى بعض الأسر حتى تشتهر بين الناس وهذا مشاهد الى الآن وليس فى الأمر خرافة لذلك أخى الكريم طلبت منك المصدر حتى تستوثق من مثل هذه الردود من المصدر الأصلى . فلذلك كانت قصة النساء قصة مبتورة
وايراد التعليق عليها دون ذكر نصها ظلم لإبن بطوطة ومجافاة لما اورد.

كيف جزمت أن بطوطة دخل دمشق فى التاريخ الذى ذكرته ألم يكن مصدر ذلك نفس كتاب ابن بطوطة ؟؟؟؟فكيف يكون صادقا فى هذا ومخطىء هناك؟؟ واذا أردنا الإنصاف فالحادثة الغريبة المروية هى أوثق من ذكر تاريخ حدوثها . فكم من حوادث تحدث لنا نذكرها بتفاصيلها الصغيرة وعند سؤالك عن تاريخ ذلك تتلجلج أو تذكر تاريخ مغايرا قريب أو بعيد من تاريخ الحدث.
السؤال الأخير فى مداخلتك لو قرأت ردودى لما إحتجت لطرحه فكل ما أوردته وما كان منى أشرت اليه وما لغيرى نسبته لمصدره أعد قراءة ردودى .......
الرسالة المنسوبة للامام للذهبى وجدتها فى الموقع المشار اليه نقلا
عن الامام السخاوى فان لم أجد لها مصدر أخر لا يعنى انه لا يوجد ولا أنا ممن يرد اليه أمر التوثيق فللأمر أهله.

Post: #63
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-15-2005, 10:22 AM
Parent: #62

العزيز ود محجوب:
فيما يتعلق بقضية تفسيري لما قاله الإمام ابن تيمية،فأكرر أن الأمر ليس فيه ادعاء علم الغيب أوادعاء النظر لللوح المحفوظ كما ذكرت، ولم يقل الشيخ ذلك، وإذا قال أحدهم إن الله كتب في اللوح المحفوظ أن المسلمين منتصرين في هذه المعركة، فليس معنى ذلك أنه نظر في اللوح المحفوظ، فكما قلت هذا أسلوب تأكيد للقول، مثل قوله علم الله أن المسلمين منتصرون في هذه المعركة، أو شهد الله أن المسلمين منتصرون، وهذا من أعظم التأكيد، ومن اعظم الأدلة على ثقة القائل من صدق قوله، لأنه لو لم يكن الأمر كذلك فإنه يكون تقول على الله كذباً، أو أشهد الله كذباً، أو نسب للوح المحفوظ باطلاً، لذلك ما درج عليه البعض من قول يشهد الله، يعلم الله، في الصغير والكبير أمرعظيم يجب الاحتزاز من أن يصبح عادة.
الأمر عندي كما قلت سابقاً يمكن تأويله بالفراسة، بل هذا الكلام ورد أصلاً في منزلة الفراسة في مدارج السالكين لابن القيم، واسمح لي أن أنقل النص كاملا حتى يتأكد القارئ أن الأمر فراسة مؤمن صادق، يقول ابن القيم:
Quote: وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه؛ فعينه للسيماء والعلامات؛ وأذنه للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه وفحواه وإشاراته ولحنه وإيمائه ونحو ذلك؛ وقلبه للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه، فيعبر إلى ما وراء ظاهره كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والاطلاع عليه هل هو صحيح أو زغل، وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل إلى باطن الروح والقلب فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد، وكذلك نقد أهل الحديث فإنه يمر إسناد ظاهر كالشمس على متن مكذوب فيخرجه ناقدهم كما يخرج الصيرفي الزغل من تحت الظاهر من الفضة.
وكذلك فراسة التمييز بين الصادق والكاذب في أقواله وأفعاله وأحواله وللفراسة سببان أحدهما: جودة ذهن المتفرس وحدة قلبه وحسن فطنته،والثاني ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه، فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطىء للعبد فراسة وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر كانت فراسته بين بين، وكان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة وله الوقائع المشهورة، وكذلك الشافعي رحمة الله وقيل إن له فيها تآليف.
ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما: أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كَلَب الجيش وحدته في الأموال وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة، ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، وسمعته يقول ذلك قال فلما أكثروا علي قلت لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام قال وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر، ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا، قالوا أفتحبس؟ قال: نعم، ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك، ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا: الآن بلغ مراده منك، فسجد لله شكرا، وأطال، فقيل له: ما سبب هذه السجدة؟ فقال: هذا بداية ذله، ومفارقة عزه من الآن، وقرب زوال أمره، فقيل له: متى هذا؟ فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته، فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه، وقال مرة يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم فقلت له أو غيري لو أخبرتهم فقال أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة وقلت له يوما لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال شهرا وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم

فقراءة ابن تيمية لوجوه أصحابه وأفكارهم،وإخباره لحوادث في المستقبل، وإخباره بانتصار المسلمين على التتار كل ذلك يمكن تفسيرة بالفراسة التي وهبها الله إياه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
أما قولك:
Quote: ولماذا تصفون من يتكلم عن حوادث مثله تحدث فى المستقبل بادعاء علم الغيب الذى لا يعلمه الا الله ولكن عند الشيخ فراسةاو رؤيا؟؟

فلا أذكر أنني فعلت هذا، بل لا أزعم انك تظن بي هذا، وظني أنك تمارس معي عملية التصنيف الجزافي، غير أنه لا العلمية ولا المنهجية تسعفك في تصنيفك هذا.
كذلك أود التنبيه للخطأ الشائع في كتابة "إن شاء الله"، كثيرون يكتبونها "إنشاء الله" وهو خطأ شائع وقعت فيه أنا من قبل، جل سبحانه وتعالى عن الإنشاء.
أما عن قصة ابن بطوطة فلدى تعليقات كثيرة على ردك الأخير لكني لن أخوض في تفاصيله، لأني أرى أن إثبات عدم صحة القصة ليس فقط هو وجود خرافات في رحلة ابن بطوطة، بل لأن كلام ابن تيمية في النزول والصفات شائع ومعروف بل له رسالة في شرح حديث النزول، وهو ينفي أن يكون نزوله أو أي صفة من صفاته جل وعلا مشابهة لصفات المخلوقين بل هو نزول يليق به جل وعلا، هذه هي الحجة الرئيسة، لأن كلام الشخص المعني حجة أقوى من نقل غيره عن الشخص المعني، كما أن عدم وورود هذه القصة ـ التي حدثت في مسجد محضور يؤمه عدد كبير لشخص له أعداء كثر ـ إلا في مصدر واحد وكتبها تلميذ عن شيخه ابن بطوطة، كل هذا يجعلها ضعيفه حتى وإن لم ترد فيها خرافة مطلقا، أما قولك أنه يمكن أن يكون قد أخطأ في التاريخ لكن لا يمكن أن يكون قد أخطأ في القصة، فمجرد إيراد احتمال الخطأ في التاريخ في كتاب يعنى بالتاريخ هو من أسباب تضعيف الكتاب، وطالما أنه لم يورد هذه القصة غيره وأقررت أن الكتاب قد لا يكون دقيقاً ذكر تاريخ القصة، وتخالف ما كتبه ابن تيمية نفسه، فالقصة لا يعتمد عليها.
بخصوص نقولك فقصدي هو هل نقلت النقول مباشرة من مراجعها الأصلية، أم نقلتها عن د. محمود صبيح، ارجو أن أرى رداً واضحاً مباشراً. [Red/]
وأخيراً أراك حدت عن الجواب في شأن الرسالة المنسوبة إلى الذهبي، ودعني أوجه لك سؤالاً مباشراً أخر: هل لا زلت تصر على أن الرسالة كتبها الذهبي لابن تيمية؟

Post: #64
Title: Re: دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي رضي الله عنه
Author: ود محجوب
Date: 01-15-2005, 03:44 PM
Parent: #63

الأخ نزار سلام

أخى لا تغضب فى تصنيفى لك ولا تسميه جزافيا فانت صنفت نفسك من محبى ابن تيمية وهذا ما نسمعه من محبيه فى كل المنابر .

ثانيا: ما أوردته أنا وما زدت عليه انت هو إخبار بحوادث
تكون فى المستقبل وما يحدث فى المستقبل هو الغيب و لا شك

وحسب تفسيرك له بالفراسة فلا سبيل لك لإنكار على كل من يخبر
بالغيب سواء كان فى المستقبل او ما كنته النفوس فله الحجة عليك
بالفراسة أو التؤيل.

وأكرر هنا إن صاحب الفراسة الصادقة أو صاحب الرؤيا لا يقسم بالله سبعين يمينا أو يقول ((كتب الله فى اللوح المحفوظ))
ويرفض حتى تعليق نبؤته على المشيئة
.
لا أتفق معك أن الخطأ فى التاريخ يضعف الخبر وكتاب ابن بطوطة ليس كتاب تاريخ فالرجل رحالة يصف مشاهداته أثناء رحلته. وقد إختلف علماء الأمة الأمة فى تاريخ الكثير من الحوادث
ولم يقل أحد بضعفها وأختلفوا حتى فى الآيات المكية والمدنية
واختلفوا فى الأحاديث أيهما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم أولا حتى يعينوا الناسخ والمنسوخ ولم يضعفوا حديثا أو ينكروا أية بسبب الاختلاف فى تاريخ نزولها.

عجبت أخى نزار من قولك ((أراك حدت )) وقد أجبت على السؤالين

الذين طرحتهما وردى واضح ولا أدرى ماذا تريد من تكرار ردى فكل ما أوردته أشرت لمصدره فأعد القراءة ثالثا ستجد الإجابة.

ورسالة الذهبى لم تخرج عما عرف عن ابن تيمية مضمونا
أما توثيقها فلا تتوفر لى المراجع فى موقعى هذا . فانكارى لها لا يضعفها وايمانى بها لا يقويها ما لم تتوفر لى المراجع .


Post: #51
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: merfi
Date: 01-10-2005, 04:51 PM
Parent: #1



Salam Nazar and others

I admit I am not educated in this subject. There is a new book that tells a different story about this person (hopefully it is the same person). here it is...from Sudanile (January 10, 20050)

عصــــر الأرهاب المقدس *

الفصل الثانى

أبن تيمية وأبناؤه (1)
تأليف / دانيل بنجامين وستيفن سايمون
ترجمة وتقديم/بابكر فيصل بابكر

[email protected]

علـــى سبيل التقديم :-

شكلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر نقطة تحول كبيرة فى إهتمام مراكز البحث والأكاديميا والحياة الثقافية عموماُ فى الولايات المتحدة الأمريكية بالاسلام كديانة وبالحركات الجهادية التى برزت مجسدة الخطر الأكبر الذى تواجهه أميركا وتتعامل معه فى إطار ماتم تعريفه بالحرب على الأرهاب. وعلى ضوء هذه الخلفية صدر كتاب عصر الأرهاب المقدس لمؤلفيه دانييل بنجامين وستيفن سايمون وكلاهما عمل مديراُ لشئون مكافحة الأرهاب بمجلس الأمن القومى الأميركى .

يدرس الكتاب ظاهرة الارهاب بخلفياتها التاريخية والدينية والسياسية وينظر فى أبعاد إخفاق الأدارات الأميركية وأجهزة الأمن والمخابرات فى التعامل معها إضافة لبحث إستراتيجيات مكافحتها فى المستقبل.

ورد التحليل الأساسى لمصادر أفكار الحركات الجهادية فى الفصل الثانى من الجزء الأول من الكتاب والذى جاء تحت عنوان "إبن تيمية وأبناؤه" حيث يتناول المؤلفان الظروف السياسية التى نشأ فيها إبن تيمية والأوضاع التاريخية التى صاغ فيها أفكاره التى أصبحت المحرك الرئيس للجماعات الجهادية وعلى رأسها تنظيم القاعدة وقائده إسامة بن لادن. وأبناء إبن تيمية المعنيون فى هذه الدراسة هم على التوالى: محمد بن عبد الوهاب , ابوالأعلى المودودى , رشيد رضاء , الأمام حسن البنا , وأخيرا سيد قطب الذى يعتبره المؤلفان التتويج الأخير لافكار هؤلاء الابناء عبر أفكاره التى شرحها فى بيانه" معالم فى الطريق" الذى يقول عنه الكاتبان انه أخطر وثيقة فكرية تصدر فى العالم الأسلامى خلال الخمسين سنة الأخيرة من حيث تأثيره والصدى الذى وجده.

وبالاضافة للاهمية العامة لهذه الدراسة فقد كان شاغلى الخاص للاهتمام بها هو محاولة لفت الانظار وفتح الحوار حول المدى الذى بلغه تاثير ابن تيمية وأبناؤه على مسار الفكر الأسلامى فى السودان من خلال مؤشرات نمو التيار السلفى فى الساحة السياسية والفكرية ومايمكن أن تؤول اليه الاحوال فى المستقبل‘ وربما لم تكن مصادفة أن الشخص الذى أثار إهتمام مؤلفى الكتاب للنظر والبحث فى فكر أبن تيمية هو عضو تنظيم القاعدة السودانى جمال أحمد الفضل مما يجعل دراسة هذا التيار أمراُ ذا أهمية قصوى.



الفصل الثانى

إبن تيمية وابناؤه



داخل الغرفة 318 المخصصة للمحاكم التى تتطلب قدراُ عاليا من التامين فى مبانى المحكمة الفيدرالية بأدنى مانهاتن‘ كانت المحكمة تستمع لافادة جمال أحمد الفضل, العضو السابق فى تنظيم القاعدة والمخبر المتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالى حالياُ والشاهد الأول فى محكمة تفجير السفارات الأميركية بشرق أفريقيا فى العام 1998م.

جمال الفضل ـ السودانى الأصل ـ عاش فى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية قبل أن يغادر لباكستان أواخر الثمانينيات لينضم للمجاهدين فى أفغانستان لحرب الاتحاد السوفيتى. وبحسب أقواله فقد إنضم الفضل لتنظيم القاعدة فى وقت مابين عامى 89 ـ 1990م بأحد معسكرات التدريب قرب مدينة خوست "الأفغانية" فى أثناء تدريبه تعلم الفضل إستخدام الكلاشنكوف والآربى . جى , وأصبح خبيراُ فى إستخدام المتفجرات التى شملت مادة تى أن تى وسى 4.

وفــــى أواخر عام 1990م إنتقل جمال الفضل مع منظمة أسامة بن لادن للسودان حيث أصبح رسول القاعدة ومسئولها المالى والقائم بأعباء التنسيق بينها و جهاز المخابرات السودانى‘ وبحسب إفادته أيضاُ فقد غادر الفضل السودان هاربا فى عام 1996م بعد أن أكتشف بن لادن انه إستولى على مبلغ 110,000 دولار كعمولات خفية على مبيعات سلع تم إستيرادها بواسطة شركات سعودية. بعد هروبه إتصل الفضل بعدد من الدول عارضاُ معلومات عن القاعدة والسودان وإنتهى به المطاف أخيراُ لدى أحدى سفارات الولايات المتحدة الأمريكية‘ حيث أعلن انه يمتلك معلومات عن هجمات إرهابية وشيكة الحدوث.

خلال المحكمة روى الفضل الكيفية التى درسهم بها "أبوهاجر" ـ أحد كبار معاونى بن لادن والشخص الموكول له متابعة ملف أسلحة الدمار الشامل داخل التنظيم ـ تعاليم إبن تيمية المفكر المسلم الذى عاش فى العصر الوسيط. وأوضح الفضل بجلاء المكانة المهمة التى يحتلها أبن تيمية لدى تنظيم القاعدة وكيف أنهم أعتبروه المصدر الاساسى الملهم لافكارهم وتبرير استخدامهم للعنف. وفى رده على سؤال المحقق عن الموضوعات التى تناولها أبو هاجر فى تدريسه لمجندى القاعدة, قال الفضل :

أخبرنا أبوهاجر أننا نعيش فى زمن يشبه زمان أبن تيمية‘. حينما غزا التتار بلاد العرب والمسلمين وجد الغزاه معاونين لهم من المسلمين فاصدر إبن تيمية فتوى تقول انه وجب قتل كل من يتعاون مع التتار, كل من يبيع او يشترى منهم شيئاُ , وليس بمذنب كل من يقتل شخصا غير محارب أثناء قتال التتار فان كان هذا الشخص مؤمناُ سيدخل الجنة وإن كان كافراُ سيدخل النار.

وبكلمات أخرى فان أى مسلم ينضم للتتار يعتبر مرتداُ وجب على المسلمين قتاله سواء حارب الى جوار التتار او تعاون معهم‘ وعلى المسلمين ان لا يهتموا كثيرا لموت الأبرياء غير المحاربين لان الله سيحاسبهم ويعطيهم الجزاء العادل.

وعلى الرغم من التبسيط المخل الذى عرض به الفضل تعاليم هذا المفكر الكبير الا ان جوهر فكرته مستمدُ بحق من إبن تيمية الفقيه القروسطى المعاصر لدانتى. لقد وجدت أفكار ابن تيميه مكانها فى محيط الفكر والممارسة الاسلامية وزاد تاثيرها او قلُ تبعاُ للظروف الاجتماعية والساسية التى يعيشها العالم الاسلامى, وقد أصبحت أكثر رواجاُ واخطر أثراُ فى القرن العشرين بحيث يصبح من المتعذر فهم رؤية تنظيم القاعدة وقائده أسامة بن لادن للعالم دون دراسة تلك الافكار.

ولد تقى الدين بن تيمية بمدينة "حران" الواقعة حالياُ فى دولة تركيا على بعد عدة أميال من الحدود مع روسيا ومسافة 350 ميلا شمال شرق دمشق. وموضع حران يندرج فى فضاء الأقليم الأورواسيوى الذى إجتاحته الموجات الاولى للمقاتلين المسلمين الطالعين من جزيرة العرب فى القرن السابع.

أجبرت أسرة بن تيمية على الفرار من دمشق عندما كان فى التاسعة من العمر هرباُ من واحدة من سلسلة غزوات المغول (التتار كما يعرفون) التى غمرت الأرض العربية فى القرن الثالث عشر. لقد إستطاعت جيوش المغول الزاحفة من أواسط أسيا أن تحطم الامبراطورية العباسية (عاصمتها بغداد) التى دامت لاكثر من خمسة قرون. ولقد أتصف حكمهم بالقهر والاخضاع والأبادة الجماعية حتى قيل انه " لم تبق عين مفتوحه للبكاء على القتلى" فى كل البلاد التى سيطر عليها التتار الذين برعوا فى تدمير القرى والمدن بالجملة وتفننوا فى أعمال الذبح والتقتيل فى كل كائن حي . وعندما زحف هولاكو ـ القائد المغولى وإبن أخ جنكيزخان – بجيوشه لاحتلال بغداد فى عام 1258م , قام بتحطيم السدود العتيقة التى كانت تنظم مياه نهر دجلة وتعين على زراعة الارض الشاسعة المحيطة به الامر الذى أدى الى غرق الآف البغداديين الفارين من المذابح فى السهول التى غمرتها الفيضانات , حين أدرك الخليفة العباسى السقوط الحتمى لبغداد ‘ وافق على الاستسلام للمغول ولكن ذلك لم يشفع له ولا لعاصمته بغداد التى قام الغزاة بأحراق مساجدها وقصورها ومكتباتها ولم يسلم الناجون من المحرقة من بطش التتار الذين لاحقوهم حتى تجاوز عدد القتلى الثمانمائة الف من الرجال والنساء والأطفال. اما الخليفة وأبناءه فقد أخذوا خارج المدينة مصفدين ليلقوا حتفهم سحقاُ باقدام الأحصنة كابشع مايكون الموت.

أما المسيحيون , والذين كانوا يشكلون أقلية معتبرة داخل بغداد فقد سلموا من بطش المغول وتمتعوا بوضع مميز حيث عرضوا مهاراتهم لخدمة الحكام الجدد الذين قاموا بدورهم باستيعابهم فى أدراج المجتمع العليا ليصبحوا قواداُ فى الجيش ويحتلوا المناصب الإدارية الرفيعة ولتمتد أواصر الصلات بينهم وبين المغول الى التزاوج والمصاهرة حيث إعتنق الأخيرون بعض العقائد والعادات المسيحية‘ وإتخذ المسيحيون بدورهم من المغول حلفاء رأوا فيهم تحقيق الحلم بدحر المسلمين بعد مائة عام من فشل الحملات الصليبية. بمرور الزمن تبنى المغول الكثير من عناصر الثقافة التى جاءوا للسيطرة عليها وعلى وجه الخصوص الدين الاسلامى حيث أعتنق الخان محمود غازان الاسلام أخريات القرن الثالث عشر جالباُ معه بقية قومه‘ لتمتزج لديهم تعاليم الدين الجديد مع عاداتهم الوثنية التى أعتنقوها لزمان طويل‘ إضافة لما تبقى عندهم من عقائد مسيحية كانوا قد تبنوها ولم يستطيعوا التخلى عنها.

وعلى الرغم من أن الأسلام (القرآن) يدين قتال المسلمين لبعضهم البعض الا أن ذلك لم يوقف المغول من غزو الممالك الاسلامية فى الشرق الاوسط. لقــد نشروا الرعب فى أوساط العرب والمسلمين الذين بدا لهم أن الحضارة الإسلامية قد شارفت على الأنهيار. إن فرار أسرة أبن تيمية فى وجه الغزاة المغول قد غرس فى نفسه كراهيتهم وكراهية من هو على شاكلتهم من المسلمين الذين شوهوا الاسلام بتبنيهم لممارسات دخيلة عليه وليست من أصل الدين.

كان والد ابن تيمية وجده علماء دين مرموقين‘ وقد أظهر هو نبوغاُ مبكراٌ منذ أن كان شاباُ يافعاُ فى دمشق حيث برز كرجل دين حازم لا يجامل فى أرائه, وفى عام 1282م خلف أبن تيمية والده كمدرس لفقه المذهب الحنبلى أحد مذاهب الإسلام السنى الأربعة.

وصف أبن تيمية فى روايات عصره بانه كان طويل الشعر وعريض المنكبين متحمس وصاحب سلوك وأراء غير تقليدية. قيل انه كان يقوم بركل طاولة لاعبى النرد وهو فى طريقه للمسجد إمتعاضاُ من طيشهم واستهتارهم. وقد طور تقليدا بمهاجمة الذين يتملقون الحكام مما أدى الى سجنه خمس مرات لنقده اللاذع لرجال الدين.

إنُ إستقلالية إبن تيمية التى أغضبت منه رجال السلطة والحكم قد حببته الى عامة الناس الذين خرجوا بعشرات الالاف فى موكب تشييع جثمانه الى مثواه الأخير.

فى مطلع العشرينيات من عمره. كان إبن تيمية يلقى الدروس والمواعظ الدينية فى المسجد الأموى بدمشق ومن بعد ذلك فى القاهرة التى كانت تمثل مركز العالم الإسلامى, حيث ركز جل جهده فى الهجوم على المسلمين الذين رأى أنهم إنحرفوا عن صحيح الاسلام ‘ وكان يؤكد أن سبيل العودة للاسلام الصحيح لايكون بأتباع كلام العلماء الذين شوهوا حقيقة الدين بالتخلى عن القرآن والسنة النبوية والركون الى الفتاوى التى تراكمت عبر الأجيال. وبتخليهم عن جوهر النصوص القرانية ونبذهم للسنة إبتعد العلماء عن طريق السلف وتبنوا بدعاٌ ليست من صميم الدين.

لم يدعو أبن تيمية الى رفض العلوم الإسلامية ولكنه عارض حالة الجمود فى ذلك العصر‘ وقد كان فكره ثورياٌ من ناحية معارضته للفكر السائد الذى أعتبر أن باب الأجتهاد قد أغلق فبالنسبة له ظلت أبواب الإجتهاد مفتوحة دوماُ وقد رأى أن الطريقة الوحيدة لتنقية الإسلام من الشوائب هى أن يلزم الفرد المؤمن نفسه بتحمل معاناة فهم النصوص. وبتأكيده على التعاطى الفردى مع النص المقدس خلافاُ لاراء المؤسسة الدينية فأن أفكار بن تيمية قد قاربت أفكار إثنان من الرموز العظيمة فى العالم المسيحيى, أولهما معاصره جون ويكلف (John Wycliffe) الذى كان أول من ترجم الأنجيل للغة الأنجليزية وثانيهما مارتن لوثر (Martin Luther) .

ركـــز أبن تيمية فى كتاباته على قضايا إدارة الدولة والحكم باعتبارها القضايا الآساسية فى فهمه للاسلام بعكس العديد من علماء الدين الذين نفروا من تناول هذه الموضوعات ولم تكن شهيتهم مفتوحة لنقد الحكام إذ أن الحديث فى هذه القضايا كان يكفى لجلب عقوبة السجن لصاحبه. لقد أدت مداهنة علماء البلاط للحكام الى ضياع الصورة المثالية للخلافة كما عرفها المسملون مع خلفائهم الراشدين الاربعة الاوائل الذين كان عصرهم عصراٌ ذهبياُ بحق: الهً واحد ونبىُ واحد ونصُ واحد وأمةُ واحدة وحاكمٌ واحد . لقد مثل الخليفة الرمز الذى يجسد وحدة الدين والسياسة حيث مارس سلطته من خلال تطبيق الشريعة وإنفاذ الجهاد لتوسيع ديار الإسلام, وبالاضافة الى ذلك فقد كان الخليفة قائداُ لحركة صاعدة ترنو الى السيطرة على العالم من أجل إصلاحه بابلاغ رسالة السماء ومع ذلك فقد ظهر الانقسام مبكراٌ. برز السؤال حول من سيكون الخليفة الرابع حين واجه على (إبن عم الرسول وزوج بنته) معاوية (قائد عسكرى ينتمى لفرع من قبيلة الرسول) . تم نزع فتيل الأزمة بالتوصل الى تسوية عبر التحكيم توقف على إثرها معاوية عن مواصلة مطلبة بالقصاص من قتلة الخليفة الثالث. ولكن بعض المقاتلين فى معسكر على إحتجوا بعنف. لقد أنكروا أن يكون لعلي الحق فى المساومة على أمر قد أراده الله (وهو أن يكون علياُ خليفة) فى ذات الوقت الذى رفضوا فيه غرور معاوية بانكاره لأرادة الله. والمنكر الذى رأوه فى اللجوء للتحكيم بواسطة الرجال تمثل فى إعلاء شأن البشر على حكم الله. عرف هؤلاء المقاتلون فى التاريخ الاسلامى بأسم الخوارج حيث إختلفوا مع على وخرجوا من معسكره ثم قاموا أخيرا بقتله كما حاربوا معاوية لمدة خمسين سنة. إن أحد أشكال التطرف لدى الخوارج تمثل فى وضعهم لمعايير صارمة لتعريف المسلم واعطاء أنفسهم الحق فى تكفير غيرهم من المسلمين (نزع صفة الاسلام عنهم) لمجرد إرتكابهم لاخطاء صغيرة وبالتالى عدم التردد فى قتلهم. لقد أحدث الخوارج اول شرخ فى جدار الأمة الإسلامية المتماسك ولذلك ظلوا على الدوام فئة قليلة منبوذة من جمهور المسلمين‘ ولكن الأنقسام الذى ظهر مع الخوارج لم يتوقف عن هذا الحد بل ظهر لاحقاٌ بصورة أكبر هددتُ مسار الدولة وسلطة الخليفة‘ فعلى الرغم من أن الخليفة ظل يحكم الدولة الاسلامية رسمياُ الا أن سلطته قد تقلصت كثيراٌ‘ أما الدولة التى شهدت توسعاُ أعجازياٌ فى القرن السابع فقد تقسمت الى دويلات تحكمها أسر متنافسة منها على سبيل المثال العباسيون فى العراق والفاطميون فى مصر والموحدون فى شمال أفريقيا وإسبانيا.

بعد هزيمة العباسيين على أيدى المغول إعتلى المماليك – أسرة تركية – سدة الحكم فى مصر وسوريا بنهاية القرن الثالث عشر . لم ينشغل المماليك كثيرا بالاجابة على أسئلة إعتبروها من الترف مثل من يحق له حكم الأمة فى وقت لم يعد يوجد فيه تفويض صريح من السماء.

لقد أدرك أبن تيمية أن الخلافة التى ولدت فى القرن السابع قد ذهبت الى الأبد , وأن التصدعات والإنقسامات التى أصابت الدولة الإسلامية هى واقع لايمكن إنكاره, ولن يوجد بعد اليوم حكام يمثلون بابوات وملوكاٌ فى أن واحد او يجسدون سلطة دينية عليا وقيادة سياسية فى ذات الوقت, وبالطبع لم يكن إبن تيمية بفهمه هذا يعنى المفهوم الحديث لفصل الفضاء الدينى عن الفضاء الدنيوى.

من المؤكد أن مؤسسة الخلافة كانت جزءأٌ مكملاٌ لبهاء الإسلام – فالخليفة قد مثل القائد المفوض من السماء وجيوش الخليفة كانت طلائع التنوير التى غزت الدنيا تحت راية الدين الحق.

لقد ركز إبن تيمية جل جهده فى البحث عن طرق مستحدثة للحفاظ على جوهر مفهوم الخلافة فى الأوضاع التاريخية الجديدة. لقد نظر الى العلاقة بين الحكام والجمهور كعلاقة تعاقدية, يلتزم فيها الجمهور بطاعة السلطات فى مقابل الحكم العادل المستمد من الشريعة, وهنا طرأ السؤال عمن سيملأ الفراغ فى البعد الدينى الغائب عن صلاحية السلطات؟ من الذى سيقوم بأرشاد الناس فى شئون حياتهم اليومية فى موضوعات تبدأ من مأكلهم ومشربهم وتمر بشئون تجارتهم وتنتهى بتنظيم علاقاتهم الأجتماعية؟ أجاب أبن تيمية على هذا السؤال بأن علماء الدين هم المسئولون عن أداء هذه المهمة وبالتالى تقع على عاتقهم المسئولية المشتركة عن شئون الحكم: على السلطان مشاورة العلماء بانتظام وأن تكون ممارستة للسلطة بوحى من آرائهم.

بهذه الفكرة قصد إبن تيمية الى أعادة صياغة وتعريف السياسة فقد مضى حين من الدهر طويل بعد عهد الخلفاء الراشدين تعاقب فيه عدد كبير من السلاطين والخلفاء الذين ماعادوا يأبهون لاراء العلماء فصارت شئون الحكم تبعد عن الدين شيئاُ فشيئأُ.

إن رفض إبن تيمية لاخضاع الدين لسلطة الدولة وتهميش دوره وإصراره على ضرورة وجود الرقابة الدينية والتنسيق الحقيقى بين الحكام والعلماء كان محاولة لاستعادة جوهر النظام الذى تم التخلى عنه لزمن طويل مع الأخذ فى الأعتبار مستجدات العصر. لقد أوضح أبن تيمية فكرته بجلاء: الحاكم الذى لايظهر ورعاٌ وتقوى ولايطبق الشريعة ليس بأفضل من المرتد وبالتالى فأن المسلمين ملزمون بالثورة عليه وفق أحكام الدين, وإن طاعة الفرد المسلم للحاكم الذى لايلتزم بأوامر الدين ونواهيه تعتبر خروجاٌ على حكم الله وبالتالى تدخله فى دائرة الردة.

تصدى إبن تيمية للخطر المغولى الماثل بتشييد حصون معتقده وهويته الخاصة (الإسلام) وقد أثار الأضهاد الذى يواجهه المسلمون فى أطراف الأمبراطورية فى نفسه توقُ لتطهير الدين مما علق به وللتمييز بين المسلمين الحقيقيين فى صفه على هذه الضفة من الأمبراطورية, وأشباه الوثنيين (المغول) على الضفة الأخرى.

ومثل كل المفكرين الدينيين الذين على شاكلته نظر إبن تيمية لغزو المغول وإنتهاكهم لحرمة الاسلام والمسلمين كعقوبة الهية على الفساد الذى إستشرى فى أوساط الدولة الإسلامية وأضحى من الضرورة إزالته. ويبدو أن تجربته الخاصة فى العيش فى هذه الظروف القاسية والمحفوفة بالمخاطر قد خلقت منه شخصاٌ مولعاٌ بالمواجهة والقتال.

لكل هذه الأسباب كان إبن تيمية مشغولا بهدف رئيس هو إعادة تأسيس الأسلام الصحيح , وقد كان أحد المحاور الاساسية فى مشروعه الأصلاحى هو إستعادة مكانة الجهاد _ الحرب المقدسة ـ المركزية فى حياة المسلمين. وقد أكد أهمية الجهاد (القتال الفعلى) فى القرآن بتركيزه على الآيات التى تحث المسلمين على القتال:

((وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لايحب المعتدين, واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل, ولاتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه, فأن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فأن انتهوا فان الله غفور رحيم وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلاعدوان الا على الظالمين)) (2 – 190).

وكذلك

((فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة واتو الذكاة فخلوا سبيلهم أن الله غفور رحيم)) . (9-5)

لقد كانت رؤية جمهور أهل السنة فى زمان أبن تيمية أن الجهاد ينقسم الى قسمين. أولهما جهاد "هجومي"يهدف لتوسيع ديار الاسلام لاخضاع الكفار وادخالهم فى الأسلام , هذا الضرب من الجهاد كان واجب المجتمع ككل ويقوم به البعض نيابة عن بقية المسملين وتقع مسئولية إعلانه على القيادة السياسية الشرعية (الخليفة) الذى كان مطلوبا منه قيادة جيشه فى هذه المهمة المقدسة مرة واحدة على الاقل فى كل عام . وللخليفة الحق فى قبول الهدنة ـ كما فعل الرسول ـ لمدة قد تصل لعشرة سنوات إذا كانت حظوظه فى النصر مشكوك فيها, ولكنه مسئول كذلك عن إستئناف الحرب متى ما مال ميزان القوة لصالح المسملين. القسم الثانى من الجهاد هو "الجهاد الدفاعي" ويكون فى حالة صد العدوان عن ديار الأسلام وفى هذه الحالة يسقط الواجب الجماعى ليتحول الجهاد الى مسئولية فردية , كل مسلم ذكر عاقل قادر عليه أن يتحمل المسئولية فى القتال وصد الكفار عن ديار المسلمين.

ومع أن معظم العلماء لايعتبرون المشاركة فى الجهاد شرط لازم للتقوى وإكتمال الايمان , فان إبن تيمية قد رفع مرتبة الجهاد الى مستوى أركان الاسلام الخمسة المعروفة : الشهادة , الصلاة , الزكاة , صوم رمضان وحج البيت. وليدافع عن وجهة نظرة هذه عاد ابن تيمية للنص القرانى مرة أخرى مجادلاٌ أنه طالما أن الجهاد والصلاة كانا أهم موضوعين فى الروايات المسرودة مبكراٌ عن الرسول فهما بالتالى يعتبران أهم التكليفات الالهية على كل مسلم عاقل وقادر, وبما أن هدف الجهاد الأسمي هو نصرة الله فان اى شخص يعترض عليه يعتبر عدواٌ لله. بانياٌ على أفكار الاخرين خطى أبن تيمية خطوات بعيدة فى توسيع مفهوم الجهاد إذ رأى أن البدع والهرطقات والثورات الداخلية التى طغت على المسرح السياسي الاسلامي بعد فترة حكم الخلفاء الراشدين ربما تفرض أن يكون الجهاد موجهاٌ للاعداء الخارجيين وكذلك للاعداء داخل ديار الاسلام من أجل الحفاظ على وحدة الأمة.

تقليديا لم يكن الجهاد يوجه ضد الثوار الداخليين الذين ربما حركتهم ظلامات مشروعة للثورة ضد الحكام الظلمة وغير الأتقياء, وكذلك لم يكن الجهاد يوجه ضد اللصوص وقطاع الطرق, أما الجهاد ضد المرتدين فهو شان أخر حيث ينص القرآن بوضوح على أن عقوبة المرتد هي القتل, وقد وظف بعض الحكام هذه العقوبة لمنفعتهم السياسية مثلما حدث فى القرن التاسع على سبيل المثال عندما أتهم الخليفة المأمون أخيه الأمين بالردة حتى يبرر الجهاد ضده, فسلطته (المامون) كانت فى خطر وليس الدين ولكن الجهاد كان أداته النافذة لتحقيق ماربه السياسي.

إبن تيمية استلهم نفس المبدأ ولكنه وظفه لاغراض دينية واضحة . وبتاكيده على مشروعية الجهاد ضد الاعداء داخل الدولة الإسلامية وتحويله الجهاد للداخل واستخدامه له كسلاح ضد المسملين والكفار على حد سواء, يكون ابن تيمية قد بذر بذرة العنف الثورى فى أعماق تربه الفكر الاسلامى.

بالنسبة لاصحاب السلطة كانت أفكار بن تيمية مصدراٌ للمتاعب ولكنها فى نفس الوقت كانت ذات فائدة ونفع. سأله السلاطين مرتين لحث المسلمين على القتال وتحريكهم للجهاد. كانت المرة الأولى فى العام 1298م ضد ما كان يعرف بأرمينيا الصغرى التى كانت أمارة مغولية تعتنق الدين المسيحى. وكانت المرة الثانية فى العام 1303م عندما أمره السلطان المملوكى بأصدار فتوى لتبرير الجهاد ضد المغول, وكان المعنى بهذه الفتوى هو الأمير مظفر أمير "ماردين" وهى مدينة عربية حصينة كانت تحمى طرق التجارة فى شمال بلاد الرافدين. وكان مظفر – المسلم – يحكم نيابة عن الحاكم المغولى.

من وجهة النظر الاسلامية لم يكن الجهاد ضد المغول ضربة لاذب فالخان محمود غازان قد إعتنق الأسلام فى العام 1295م . وبالتالى فان الرجل الذى شكل التحدى الرئيسى للسيطرة المملوكية فى الشرق الأوسط يكون قد تحول من الوثنية الى الأسلام وعليه فقد واجه السلطان المملوكى معضلة حقيقية فى التصدى له حيث يمنع الاسلام قتال من نطق بالشهادتين, وفى العام 1299م أخلى جنود السلطان ساحة المعركة لمجرد سماعهم أن العدو المغولى قد إعتنق الاسلام. بالنسبة لأبن تيمية كان طلب السلطان فرصة جيدة ليضع أفكاره موضع التطبيق , وفى فتواه أتهم مظفر بانه لايحكم المسلمين وفقاٌ لاحكام الشريعة ولكنه يطبق قوانين الكفار وكان يعنى قانون الياسا (Yasa) وهو قانون عرفى مغولى كان ينظم الاحوال الشخصية والعقوبات وخلص أبن تيمية الى أن مظفر قد إرتد عن الإسلام بقبوله قوانين الكفار ورفضه للشريعة وهى جريمة يعاقب صاحبها بالقتل.

وقد أدت الفتوى غرضها حيث أعلن الجهاد ضد المغول بنجاح, وقد شكلت حملة السلطان المملوكى نهاية التهديد المغولى لسوريا ففى العام التالى توفى غازان وأختلف المغول من بعده حيث لم يترك مؤسسات فعاله لاستمرار الحكم وتضامن هذا العامل مع ضعف قوتهم العسكرية مما أدى لزوال سلطتهم.

واستمر الحكم المملوكى حتى العام 1517م عندما زحفت جيوش الاتراك العثمانيين نحو مصر, حيث قل رواج الأعمال الفكرية لابن تيمية وضعف أثرها بعد زوال حكم المماليك, ولكن ظل صداها يتردد من حين الى أخر فى أوساط المسلمين.

وبتأكيده على أن شرعية الحكام المسلمين يجب أن تستمد من تقواهم وتطبيقهم للشريعة الاسلامية أضافة الى عمله الأشهر ـ الفتوى ضد المغول يكون أبن تيمية قد خلف مجموعة من الأفكار التى سيستخدمها أتباعه بعد عدة قرون لتبرير إرتكابهم لاعمال مأساوية.

* The Age of Sacred Terror, Daniel Benjamin and Steven Simon, Random house, Inc. , New York 2002.

Post: #53
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-10-2005, 11:46 PM
Parent: #51

الأخ ميرفي
نعم ابن تيمية المذكور هو ذات من نتحدث عنه.
والمقال ـ من حيث الحديث عن ابن تيميةـ فيه وفيه، يعني فيه بعض حق، وبعض باطل.
ولعلي أعود للتعليق عليه لاحقاً.

Post: #54
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-11-2005, 02:25 AM
Parent: #53

مبدأ التسامح ... في حياة وسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية


لست بحاجة للتعريف بشخص ابن تيمية والعصر الذي عاش فيه رحمه الله، وما تعرض له من عداء وهجوم وسجن وتعذيب واعتداء، وكيف كان رحمه الله يقابل ذلك بتسامح وعفو وصفح .
لقد كان شيخ الإسلام يدرك أن الاختلاف أمر طبيعي بل حتمي في هذه الكون، وهذه سنة إلهية ، حيث بيّن الله سبحانه وتعالي أن الناس في اختلاف ، وأنهم لا يزالون كذلك ، وأن الخلاف لا يعرف أحقيته أو بطلانه من كثرة الأعداد أو قلتها ، وأن الحق لا يرتبط بالأشخاص ولا بالدول ولا بالمؤسسات ، والحق أصيل وقديم ، وهو الغالب ، بالكلمة والحجة والبرهان ، وأن الحق لا يحتاج إلى أشخاص يجيدون الشتائم والسباب ، وأن الحق لا يريد إقصاء الآخر ، ولا إلغاء شخصه، ولا الانتقام منه ، بل الحوار معه ، في جو يكفل المساواة في الفرص والإمكانات ، وكما أن الحق ظاهر فإنه لا يزال في صراع ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
ولولا قيمة هذا الصراع لما أوجده الله ، فالله سبحانه وتعالى لا يوجد - إطلاقا - شرا محضا ، ولا يوجد في مخلوقات الله شرور معدومة الخيريّة بوجه من الوجوه ، بل لا توجد مصيبة ولا شر، كموت الأنبياء ، والصالحون ، أو انتكاسة من انتكس ، أو زوال مظهر من مظاهر الخير ، إلا وفيه خير ظاهر أو باطن علمه من علمه وجهله من جهله ، فلله الحكمة البالغة كما له الحجة البالغة ، ولو شاء لهدى الناس جميعا ، ولكن الحياة أرض بلاء ومحك اختبار ، ودار عمل ، فمن شاء فليقدم لنفسه من الأعمال والأقوال ما ستنفعه يوم القصاص الأكبر .
لكن العجيب من مواقف التسامح أن تكون في موقف القوة والغلبة، وأن يكون لك الحق، فإذا تسامحت مع من ظلمك وهو تحت سطوتك، كنت حقاً متسامحاً كريم الخلق والنفس.
ولبيان منهج ابن تيمية في التسامح .. نقول :

(1) قاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية العامة في التسامح .

وضع ابن تيمية قاعدة للتسامح في حياته السلوكية والعملية ، هذه القاعدة هي مقولته المشهورة : " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي" لقد كان لسان حال شيخ الإسلام مع أعدائه : من ضاق صدره عن مودتي، وقصرت يده عن معونتي كان الله في عونه وتولى جميع شؤونه، وإن كل من عاداني وبالغ في إيذائي لا كدر الله صفو أوقاته ولا أراه مكروهاً في حياته، وإن كل من فرش الأشواك في طريقي، وضيق عليّ السبل، ذلل الله له كل طريق وحالفه النجاح والتوفيق.
(2) التطبيق العملي لقاعدة التسامح التيمية .
ولأن ابن تيمية رجل يقول الخير ويفعله، ويؤسس التسامح ويمارسه، لذلك وجدنا حياته كلها صورة صادقة وتعبير دقيق لهذا القاعدة، إنها فلسفة الثمار التي يؤمن بها .
بعض الأمثلة العملية لتسامح ابن تيمية :
(أ) موقف ابن تيمية من خصمه علي بن يعقوب البكري الصوفي .
ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة مختصرة بعنوان ( الاستغاثة) وهي رسالة علمية بالأدلة الشرعية في حكم الاستغاثة، وكان الأليق بالعلماء الذين يختلفون معه أن يتصدوا لمثل هذه المسألة بالدليل والبرهان العلمي بعيداً عن التكفير والحكم بالزندقة والشتائم والسباب.
لكن الشيخ الصوفي علي البكري كان رده على هذه الرسالة بالحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بالكفر والزندقة والخروج عن ملة الإسلام!
ولم يكتف الشيخ الصوفي البكري - عفا الله عنا عنه - بمجرد التكفير بل بالغ في إيذاء ابن تيمية بالقول والعمل، فقد قام باستعداء العوام على الشيخ وحرض الجند وأصحاب الدولة على شيخ الإسلام وشهر به وأقذع الشتيمة في حقه .
وكان الشيخ الصوفي البكري من أشد الصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية، ففي محنة الشيخ مع الصوفية سنة 707هـ حول قضية الاستغاثة طالب بعضهم بتعزير شيخ الإسلام، إلا أن الشيخ البكري طالب بقتله وسفك دمه!
وفي سنة 711هـ تجمهر بعض الغوغاء من الصوفية بزعامة الشيخ البكري وتابعوا شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تفردوا به وضربوه، وفي حادثة أخرى تفرد البكري بابن تيمية ووثب عليه ونتش أطواقه وطيلسانه، وبالغ في إيذاء ابن تيمية !
في المقابل تجمع الناس وشاهدوا ما حل بشيخ الإسلام من أذية وتعدي فطلبوا الشيخ البكري فهرب، وُطلب أيضاً من جهة الدولة فهرب واختفى، وثار بسبب ما فعله فتنة، وحضر جماعة كثيرة من الجند ومن الناس إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لأجل الانتصار له والانتقام من خصمه الذي كفره واعتدى عليه .
والسؤال هنا : ما هو موقف شيخ الإسلام من هذا الرجل الذي كفره وحكم عليه بالزندقة ثم وثب عليه وضربه ونتش أطواقه ؟
حينما تجمع الجند والناس على ابن تيمية يطالبون بنصرته وأن يشير عليهم بما يراه مناسباً للانتقام من خصمه البكري الصوفي؛ أجابهم شيخ الإسلام بما يلي : " أنا ما أنتصر لنفسي " !! فماج الناس والجند وأكثروا عليه وألحوا في طلب الانتقام؛ فقال لهم :
" إما أن يكون الحق لي، أو لكم، أو لله ، فإن كان الحق لي فهم في حل، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني؛ وافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه كما يشاء ومتى يشاء".
ولما اشتد طلب الدولة للبكري وضاقت عليه الأرض بما رحبت هرب واختفى عند من ؟
هرب واختفى في بيت ابن تيمية وعند شيخ الإسلام لما كان مقيماً في مصر، حتى شفع فيه ابن تيمية عن السلطان وعفا عنه!!
فانظر أيها القارئ إلى عظيم تسامح هذا الإنسان العظيم، فالبكري قابله بالظلم والتكفير والاعتداء والعدوان والبهتان، وابن تيمية قابله بالعفو والإحسان والكرم ، إن في ذلك آية عظيمة لكل منصف سليم القلب .
(ب) موقف ابن تيمية من خصومه الذين تسببوا في سجنه وطالبوا بقتله .
كان شيخ الإسلام - رحمه- من أكثر العلماء الجهابذة الذين تعرضوا لأذى الحساد من الأقران ، ولكنه كان من ألطف الناس وأرحمهم بالخصوم.
يقول " ابن فضل الله العمري " :
( اجتمع عليه عصبُ الفقهاء والقضاة بمصر والشام ، وحشدوا عليه خيلهم ورجلهم، فقطع الجميع، وألزمهم الحجج الواضحات أيّ إلزام ، فلما أفلسوا أخذوه بالجاه والحكام ) .
فبعد أن وشى به بعض العلماء وكذبوا عليه وألّبوا الحكام والأمراء عليه وتزلفوا لدى الكبراء في ابن تيمية؛ سُجن وعذب ، وتولى كِبر ذلك الجُرم الشيخ الصوفي " نصر المنبجي"
والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير تلميذ المنبجي ، وجماعة من الفقهاء والعلماء ، الذين ناصروا الحاكم بيبرس في انقلابه ضد السلطان ناصر بن قلاوون.
ولكن شاء الله أن تزول أمارة بيبرس ويضم السلطان ناصر بن قلاوون دمشق ومصر إلى حكمه ، ولم يكن همّ السلطان إلا الإفراج عن شيخ الإسلام المسجون ظلما وزوراً .
فأخرجه معززاً مكرماً مبجلاً ، ويصل الشيخ إلى البلاط الملكي فيقوم له السلطان تكريماً واحتراماً ويضع يده بيد ابن تيمية ويدخلان على كبار علماء مصر والشام ... !
ويختلي السلطان ناصر قلاوون بشيخ الإسلام ابن تيمية ويحدثه عن رغبته في قتل بعض العلماء والقضاة بسبب ما عملوه ضد السلطان وما أخرجه بعضهم من فتاوى بعزل السلطان ومبايعة بيبرس، وأخذ السلطان يحث ابن تيمية على إصدار فتوى بجواز قتل هؤلاء العلماء، ويذكره بأن هؤلاء العلماء هم الذين سجنوه وظلموه واضطهدوه وأنها حانت الساعة للانتقام منهم !
وأصر السلطان ناصر بن قلاوون على طلبه من شيخ الإسلام كي يخرج فتاوى في جواز قتلهم !
فماذا كــــــان رد ابن تيميــــــــة ؟
هل وجدها فرصة للتنفيس عن أحقاده وخصوماته ؟
كلا ... فنفس الكريم أرفع وأطهر من ذلك ، لقد قام ابن تيمية بتعظيم هؤلاء العلماء والقضاة ، وأنكر أن يُنال أحد منهم بسوء، وأخذ يمدحهم ويثني عليهم أمام السلطان وشفع لهم بالعفو والصفح عنهم ومنعه من قتلهم ، فقال للسلطان :
(إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم من العلماء الأفاضل!)
فيرد عليه السلطان متعجبا متحيراً : لكنهم آذوك وأرادوا قتلك مرارا ؟!
فقال ابن تيمية: من آذاني فهو في حل، ومن آذى الله ورسوله فالله ينتقم منه، وأنا لا أنتصر لنفسي !
وما زال ابن تيمية بالسلطان يقنعه أن يعفو عنهم ويصفح، حتى استجاب له السلطان فأصدر عفوه عنهم وخلى سبيلهم !!
إنها النفوس الكبيرة - يا سادة - هي التي تستطيع أن تتجاوز أحقادها ومواقفها الشخصية وتمارس العظمة بكل معانيها .
لقد شهد له كبير خصومه ومن الذين هاجموه وآذوه ، شهد له بعد عمله التسامحي الفريد الذي عمله معهم أثناء غضب السلطان ناصر بن قلاوون عليهم ، لقد كان قاضي المالكية " القاضي ابن مخلوف " أحدهم ولما أفرج عنه قال عن ابن تيمية :
( ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا )...
هذا هو ابن تيمية، هذه هي أخلاقه مع خصومه !
(ج) موقف ابن تيمية من بعض خصومه لما بلغه وفاتهم .
الإنسان في الغالب يفرح إذا سمع بموت أحد خصومه، وأحيانا يتشفى بذلك !
لكن ابن تيمية يختلف عن هؤلاء .. لقد ُبلغ يوماً بوفاة أشد خصومه عداوة له وهجوماً عليها، بُلغ ذلك عن طريق أقرب تلاميذه له، والذي بلغه وهو فرح بذلك.
فماذا كان موقف شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
يقول عنه تلميذه البار الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية :
( كان يدعو لأعدائه، ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يوماً أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه وعدائه، فزجرني، وأعرض عني، وقرأ : "إنّا لله وإنا إليه راجعون" وذهب لساعته إلى منزله، فعزى أهله، وقال : " اعتبروني خليفة له ، ونائباً عنه، وأساعدكم في كل ما تحتاجون إليه" وتحدث معهم بلطف وإكرام بعث فيهم السرور، فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه) .
الله أكبر ... من يطيق ما تطيقه يا ابن تيمية ؟!
(3) النفسية التسامحية عند ابن تيمية تجاه خصومه .
أنعم الله على شيخ الإسلام بنفسية تسامحية عجيبة جداً قل أن تجدها عن غيره من العلماء، فما كان يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً ولا حقداً على أحد، بل ولا على خصومه .
فلما وقف منه ابن مخلوف موقف العداء ورماه بكل قوس في جعبته، وأثار عليه العوام والحكام وأصدر ضده الأحكام والفتاوى التي أثارت الفتنة بين الناس، وابن تيمية صابر محتسب يقابل السيئة بالحسنة، ولم يحمل في نفسه حقداً ولا بغضاً لهذا الرجل.
يقول ابن تيمية معبراً عن نفسيته المتسامحة : ( وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها وفي غيرها، وإقامة كل خير، وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله له، ولا أعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزيمتي، مع علمي بجميع الأمور فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عوناً للشيطان على أخواني المسلمين).
وقال في رسالة كتبها وهو في السجن إلى تلاميذه ومحبيه يتحدث عن خصومه الذين تسببوا في دخوله السجن ومصادرة كتبه : ( أنا أحب لهم أن ينالوا من اللذة والسرور والنعيم ما تقر به أعينهم وأن يفتح لهم من معرفة الله وطاعته والجهاد في سبيله ما يصلون به إلى أعلى الدرجات) .
وقال عن خصومه : ( وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد لكل مؤمن الخير ما أحبه لنفسي).
(4) النفسية التسامحية وتأثيرها في العدل والإنصاف .
هذه النفسية التسامحية العظيمة عن ابن تيمية، أثرت عليه كثيراً حينما يتناول الطوائف والفرق المخالفة، فابن تيمية باحث عن الحق، ومن مهمة الباحث العلمي أن يعري ويكشف حقائق الأفكار وزيفها وصدقها، لأنه يقوم بمهمة علمية يفترض فيه الأمانة مع العدالة.
ومع ما يوصف به ابن تيمية من الحدة والقوة في الجدل، إلا أنه أنصف أشد الطوائف عداء له، وأشدها بعداً عن المعقول والمنقول .
فحينما تناول شيخ الإسلام طائفة الشيعة بالنقد والتحليل، لمن يمنعه العداء والرد والنقض أن ينصف ويعدل مع هؤلاء الذين يراهم على باطل، ونصوصه في ذلك أكثر من أن تحصى، لكن منها على سبيل البيان والمثال :
يقول وهو يتحدث عن طائفة الشيعة الإمامية : ( كثيراً منهم ليسوا منافقين ولا كفاراً، بل بعضهم له إيمان وعمل صالح، ومنهم من هو مخطئ يغفر له خطاياه، ومنهم من هو صاحب ذنب يرجى له مغفرة الله) .
وقال : ( والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد).
وقال منصفاً الشيعة : ( وينبغي أيضاً أن يعلم أنه ليس كل ما ينكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعضهم، والصواب مع من وافقهم ).
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن لهم جهوداً في دعوة الكفار إلى الإسلام فدخل على أيديهم خلق كثير من الكفار.
وقال عن المعتزلة :
أنه مع مخالفتهم نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار والملاحدة بحجج عقلية .
وقد عاب شيخ الإسلام على الإمام ابن فورك الأشعري تكفيره للمعتزلة وتأليب الحكام عليهم، يقول ابن تيمية عنه : ( وقصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم وكما كفرهم عند السلطان، ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد، بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره فإنما هو ظالم لنفسه).
وقال عن الأشاعرة مع مخلفته لهم في كثير من الأصول والفروع:

( إنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم).
وكان رحمة الله يتحرج كثيراً من تكفير الأشخاص ، يقول الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي نقلاً عن زاهر السرخسي أنه قال :
( لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال : اشهد عليّ أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قلت - أي الذهبي - : وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحداً من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم).
(5) النفسية التيمية التسامحية وأثرها الجميل على الناس.

هذا التسامح العظيم الذي كان يتحلى به ابن تيمية كان له الأثر العظيم في الناس، ولذلك أحبه الناس حباً عظيماً، وتعلقوا به، وكانوا لا يرون به بديلاً رحمه الله .
يقول ابن عبد الهادي : ( وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه) .
وكان رحمه متواضعاً للعامة والخاصة ، للكبير والصغير، للرجال والنساء، للأمراء والحقراء، كثير السلام على العامة والخاصة، يزور المرضى ويتفقد أحوالهم ، كان مجلسه مفتوحاً لكل أحد ، وقلبه يسع الكل، وخصاله أكثر من أن نحصرها هنا .
قال عنه الإمام الحافظ بن فضل الله العمري وهو ممن عاصر شيخ الإسلام ابن تيميه :
(كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، فيهب ذلك بأجمعه، ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه، لا يأخذ من شيئاً إلا ليهبه، ولا يحفظه إلا ليذهبه).
ويقول أيضاً عنه : ( كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء)!!
وقال عنه أحد من عاصره : ( كان يتفضل من قوته الرغيف والرغيفين، فيؤثر بذلك على نفسه)!
وكان أثره عظيماً على تلاميذه، فهو القدوة الحسنة، وهو المربي بسلوكه وأقواله، وهو المؤمن الزاهد العابد، وهو العالم المتيقن ، وهو الذي يفزع إليه الناس في حقائق أمورهم وخواص شؤونهم.
يقول عنه تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية :
( وكنا إذا اشتد الخوف وساءت الظنون، وضاقت بنا الأرض بما رحبت، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب عنّا ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة).
وصدق الشيخ السبكيّ - أحد خصومه السابقين - حينما قال :
( والله ما يبغض ابن تيميه إلا جاهل أو صاحب هوى ، فالجاهل لا يدري ما يقول ، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به ) .
(6) من أقول ابن تيميه المهمة .
* ( ماذا يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، أين رحت فهي معي لا تفارقني ، أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ) .
* وحين عرضه لهذا الحديث : ( إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، أو تذمهم على مالم يؤتك الله).
قال : ( من عبدالله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في إخلاص الدين له، ومن طلب من العباد العوض، ثناءً، أو دعاءً أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله، ومن خاف الله فيهم، ولم يخفهم في الله كان محسناً إلى الخلق وإلى نفسه، ومن خافهم ولم يخف الله فهو ظالم لنفسه ولهم، حيث خاف غير الله ورجاه، لأنه إذا خاف دون الله احتاج أن يدفع شرهم عنه بكل وجه، إما بمداهنتهم ومراءاتهم ، وإما بمقابلتهم بشيء أعظم من شرهم أو مثله، فتجد هذا الضرب كثير الخوف من الخلق، كثير الظلم إذا قدر، مهين ذليل إذا ُقهر، فهو يخاف الناس بحسب ما عنده من ذلك وهذا مما يوقع الفتن بين الناس ) .
(7) النفسية التيمية التسامحية في آخر لحظاتها.
كاد له خصومه مرة أخرى وأدخلوه السجن ، ففرح بخلوته بالله وطلبه العلم ، ولكن كانت أكبر مصيبة حلت على شيخ الإسلام طلب بعض القضاة بأن تصادر كتبه وأقلامه ، فكبر ذلك عليه وعز أن تفارقه أقلامه ودفاتره، فكتب بالفحم على الجدران، لكنه مرض بسبب فقده لكتبه وزاد وجعه .
وأخبر صديقه وصاحبه في السجن الشيخ عبدالله الزرعي وفي آخر لحظاته في هذه الحياة الدنيا وهو في السجن البارد الضيق : أنه سامح جميع أعدائه وحللهم من عداوته وسبّه !
ثم تفرغ لتلاوة القرآن وختمه ثمانين مرة ووصل عن قوله تعالى :
( إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) .
ثم أشدت علته، وفارق الدنيا وهو سجين، بعيداً عن أقلامه دفاتره !
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مستقر رحمته…

Post: #59
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Elmosley
Date: 01-13-2005, 05:42 AM
Parent: #54

الاستاذ نزار
في وقت يموج فيه منبرنا وينضح بالساقط من القول
وبصرف النظر عن الاختلاف
حول الطرح الموجود الان وسابقا
الا انني اود ان اعبر لك عن عميق احترامي لشخصك
الكريم علي سماحتك وصبرك في كل حوار تدخل فيه
اقول
ان كان الحوار الذي دار بينك ود ياسر الشريف
هو ديدن السودانيين برغم اتساع هوة الخلاف فكريا ودينيا فيه
الا انني متأكد بان سوداننا سيكون بخير
لك عميق ودي

Post: #60
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-13-2005, 05:54 AM
Parent: #59

الأخ الكريم الموصلي
لقد طوقتني بأكاليل مدح هي أهل أن تخرج منك
غير أن قامتي تتقاصر عنها
وجميل أن نزكي روح النقاش الجاد، الهادف لنشر الحق بعيداً عن الانفعالية.
ويديك العافية.

Post: #61
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Elmosley
Date: 01-13-2005, 06:14 AM
Parent: #60

اخي الكريم نزار
ان اتسعت الصدور واخرج
كل منا افضل مايحمل من فكر ومعرفه
وتبادل الناس الحوار في ود واحترام
فان الجميع يتعلمون من بعضهم البعض في
شتي المجالات
ويشهد الله انني اعير اهتماما خاصا بكل ماهو جاد
من المواضيع بما فيها ( الكوميديا)
واتعلم كثيرا من اصغر الاعضاء هنا وسعيد
بالمعرفة برغم الاذي الذي احسه من جراء
القول العنيف وان كان لم يوجه لشخصي
وفوق كل ذي علم عليم
لك التحية ثانية

Post: #65
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-15-2005, 10:53 PM
Parent: #61

العزيز الموصلي
أشكر لك كلماتك الدافئة ـ حسب تعبير د. ياسر الشريف ـ
وحقاً أنا سعيد بها، سعيد بمعرفتك.
أوافقك الرأي في كل ما طرحت، وسبق لي أن كتبت مقالاً عن التكامل والتعاون، تجده في الرابط التالي البورد واصطياد الخيار الثالث أراه يحمل نظرة مفصلة حول هذا الموضوع، ارجوالاطلاع عليه وتنبيهي إلى ملاحظاتك عليه.
ودمت أخاً عزيزا

Post: #66
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-15-2005, 10:58 PM
Parent: #61

العزيز الموصل%

Post: #67
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-16-2005, 04:22 PM
Parent: #66

ثمانون من العلماء الذين ردوا على ابن تيمية


http://www.sunna.info/antiwahabies/IbnTaymiahRefuted.htm[/B]

Post: #68
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-17-2005, 00:28 AM
Parent: #67

مكرر

Post: #69
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-17-2005, 04:24 AM
Parent: #67

العزيز ود محجوب
فيما يتعلق بالعلماء الثمانين الذين ناظروا وردوا على ابن تيمية أود أن أعلق بالتالي
أولاً: لو أن الذي خالفوه أضعاف مضاعفة لهذا العدد لما قامت بهم حجة، والأجدى من كل هذا هو بيان ما أخطأ فيه ابن تيمية من أقواله لا من ذكر أسماء قالت بخطئه، إذا كان كل هذا العدد قد خطّأ ابن تيمية وناظره وأفحمه فلماذا لا تتكرمون بيان هذه الأخطاء من كتبه وكلماته، قولوا لنا قال ابن تيمية كذا وهذا الكلام كفر، وقال كذا وهذا الكلام نفاق، من كتبه لكن لا تقولوا لنا فلان قال كافر أو قال منافق، لأنه ليس كلام أحد من الناس حجة بنفسه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيره يحتج لكلامه لا به، بمعنى لابد من أن يذكر كلامه بدليله، لا على أنه دليل بذاته. وهذا الذي يفعله مخالفو ابن تيمية غاية في العجز.
ثانياً: لايسلم بأن كل من ورد اسمه في هذه القائمة هو المصيب وابن تيمية هو المخطئ، سيما أنهم ذكروا ابن بطوطة وقد ناقشنا قصته باستفاضة.
ثالثاً: بعض الذين ذكروا في القائمة لهم ثناء مستفيض جداً على ابن تيمية، ولم يثبت منهم قدح في ابن تيمية سوى قولهم إن فيه حدة يدفعها بحلمه كما في شأن الإمام الذهبي. وليس من الإنصاف أن ترى الحصاة وتتعامى عن الجبل.
ثالثاً: الخلاف بين أهل العلم أمر طبيعي، وأشهر من ناظر ابن تيمية لهم يحفظون له مكانته ويثنون عليه بخير، وسوف أورد بعض مقولات من شملتهم القائمة ممن عاصره:
الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي المتوفى سنة 756 هـ . هو الذي لما كتب له لذهبي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية أجابه بقوله:
Quote: وأما قول سيدي في الشيخ تقي الدين فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخاة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده ولوغه في كل من ذلك المبلغ يتجاوز الوصف والمملوك يقول ذلك دائما وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله في هذا الزمان بل فيما مضى من أزمان.
(المرجع هو الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة والذي نقلت منه نقلاً مبتوراً سابقاً)
فهل بعد هذا المدح من مدح.
أما المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ فقد جاء في الدر الكامنة في أعيان المائة الثامنة في ترجمة ابن تيمية مايلي:
Quote: حضر عنده ـ يعني ابن تيمية ـ شيخنا أبو حيان فقال ـ يعني أبو حيان ـ ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديها وأنشده إياها
لما أتانا تقي الدين لاح لنا***داع إلى الله فرد ما له وزر
على محياه من سيما الأولى صحبوا*** خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبرا*** بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا*** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست*** واخمد الشر إذ طارت له شرر
كنا نحدث عن حبر يجيء بها***أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
قال ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبوبه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه فنافره أبو حيان وقطعة بسببه ثم عاد ذاما له وصير ذلك ذنبا لا يغفر
أما القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفي سنة 727 هـ .
Quote: قال ابن كثير:-
وأثنى عليه وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره، مثل القاضي الخوبي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، والقاضي الحنفي قاضي قضاة مصر ابن الحريري وابن الزملكاني وغيرهم، ووجدت بخط ابن الزملكاني (قال ابن كثير في وصف ابن الزملكاني: شيخ الشافعية بالشام وغيرها، انتهت إليه رياسة المذهب تدريساً وإفتاء ومناظرة، ويقال نسبه السماكي نسبة إلى أبي دجانة سماك بن خرشة والله أعلم. البداية والنهاية ص140 ج14) أنه قال: اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدوين، وكتب على تصنيف له هذه الأبيات:
ماذا يقول الواصفون له*** ومحاسنه جلّت عن الحصر
هـو حجـة لله قاهـرة*** هو بيننا أعجوبة الدهــر
هو آية في الخلق ظاهرة***أنوارها أربت على الفجـر
وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب ولكن خطؤه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي، وخطؤه أيضاً مغفور له كما في صحيح البخاري: [إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر] فهو مأجور. وقال الإمام مالك بن أنس: "كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر".

هذا الكلام نقوله في عجالة وعدم استقصاء للكاتبين ومقالاتهم، وكما قلت أولاً: لو أنهم جميعاً خالفوا ابن تيمية، فلا تقوم بهم حجة إلا ببيان دليلهم. فهل نطمح في ذلك؟

Post: #70
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: sudania2000
Date: 01-17-2005, 03:34 PM
Parent: #1

السلام عليكم
اخي الكريم
أود ان اشكرك علي الجهد و المثابرة..و محاولة ايجاد مساحة لنا لنركن اليها بهدؤ و نري اين نحن من هؤلاء و لما غاب عنا الطريق و لما تهنا عن الدرب....
أود ان أتساءل لما تكتب لنا عنه و لا تكتب لنا عن كيف لا يكون بيننا مثله؟؟ و كانك تحدثني عن الديناصور و الرخ و العقاب في زمن طيور الزينة و الطيور الداجنة ..و الاسماك الملونة....و التسبه بالرجال فلاح ....لكني
أجد الامر صعبا...كيف لي ان انشيء ابنا علي هذا النهج في زمن و بلد اصبحت فيه اللحية رمز و سنة المصطفي مرادفة للفسق و التفسخ و الدجل ....للتجارة المشبوهة و مص دماء المسلمين...صورة المسلم اصبحت مرادفة للارهابي و السارق ...هل شوهنا انفسنا ام ان هناك من شوهه الصورة ...هل لك ان تخبرنا كيف تجيب علي استفهات الصغار عن الحلال و الحرام علي ذات النهج في زمن اصبح الحرام حلالا و الحلال حراما...وكيف نوضح هذا النهج لهم..وهل يمكن ذلك..
في زمن الداعية الي الله فيه تجده زانياوهاتك اعراض و الحاكم ظالما...زمن اختلطت فيه الالوان و اصبحنا لا نري فيه الا الاسود...نذهب الي المسجد لنستمع الي حديث داعية ...نقراء عنه و عن ثراءه الفاحش من دم الفقراء و رغد عيشه من مص الدماء ليتحدث الينا عن العبادات و كيف نكون اتقياء انقياء رغم الفقر و الجوع و رغم سقوط ورق التوت ...و انكشاف عورة الجميع ...في زمن عدم الحياء....
السؤال : كيف انشيء غلاما علي نهج كهذا في هذا الزمن ؟؟
و اتسال هل النهج رفيع للتنظير ام قابل للتطبيق؟
ولما نفشل في التطبيق؟
و لما فقدت الثقة في كل متدين و مدعي دين و اصبح مرادفا لذلك شياخة من اجل الحياة
....
و سلمت......

Post: #71
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 01-17-2005, 10:51 PM
Parent: #70

الأخت سودانية
مرحباً بك .. وبمشاركاتك القيمة.
Quote: في زمن الداعية الي الله فيه تجده زانياوهاتك اعراض و الحاكم ظالما...زمن اختلطت فيه الالوان و اصبحنا لا نري فيه الا الاسود...نذهب الي المسجد لنستمع الي حديث داعية ...نقراء عنه و عن ثراءه الفاحش من دم الفقراء و رغد عيشه من مص الدماء ليتحدث الينا عن العبادات و كيف نكون اتقياء انقياء رغم الفقر و الجوع و رغم سقوط ورق التوت ...و انكشاف عورة الجميع ...في زمن عدم الحياء....

لا أظن الأمر بهذه المأساوية، ولا أظنه يكون كذلك في يوم من الأيام.
فلا تزال طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم.
والأنفع في كل زمان ومكان أن نعرف الحق ونلتزمه، وأن نقيس الرجال بالحق، لا العكس،وأن نربي أبناءنا على ذلك. لا أقلل من أهمية القدوة. ولا أنكر أن القدوات الصالحات في زماننا هذا قليلة، ولكن فلنحمد الله أنها موجودة حية تسعى بيننا رغم قلتها، وأضعافها موجودة في بطون الكتب، ولهذا نذكر سير العظماء لأنها قدوات تنير الطريق، وتشحذ الهمم، فلنصحب الصالحين إن لم يكن معايشة فلا أقل من صحبتهم مطالعة..في كتبهم وسيرهم، والله المستعان
.

Post: #72
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-18-2005, 02:43 PM
Parent: #71




الأخ نزار سمعا وطاعة

هنا ما طلبت







التعريف بابن تيمية الحراني وانحرافه عن العلماء





بداية امر ابن تيمية



ليعلم أن ابن تيمية هذا الذي هو حفيد الفقيه المجد بن تيمية الحنبلي المشهور، ولد بحران ببيت علم من الحنابلة، وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من هناك إلى الشام خوفا من المغول، وكان أبوه رجلأ هادئا أكرمه علماء الشام ورجال الحكومة حتى ولوه عدة وظائف علمية مساعدة له، وبعد أن مات والده ولوا احمد ابن تيمية هذا وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعا له على المضي في وظائف والده وأثنوا عليه خيرا كما هو شأنهم مع كل ناشىء حقيق بالرعاية. وعطفهم هذا كان ناشئا من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني العباس- وهو الذي تولى الخلافة بمصر فيما بعد، ومن وفاة والده بدون مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء.




بداية انحراف ابن تيمية




وكان في جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم، فبدأ يذيع بدعا بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن مضل بالمعنى الصحيح، فتخلوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه.





خرق ابن تيمية للاجماع في الاصول والفروع




ثم إن احمد ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: "علمه أكبر من عقله "، وقال أيضا: "إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". اهـ. وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن اضلهم الله، فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه، منهم الإمام الحافظ تقي الدين السبكي قال في الدرة المضية[1] ما نصه: "أما بعد، فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة، مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فخرج عن الاتباع إلى الابتداع، وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدس، وأن الافتقار إلى الجزء- أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال[2] ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا اول لها، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما آحدث في الفروع ". ا.هـ.




الحافظ العلائي يذم ابن تيمية




وقد أورد كثيرا من هذه المسائل الحافظ العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر[3] ، قال ما نصه: "ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الاجماع، ومنها ما خالف فيها الراجح من المذاهب، فمن ذلك: يمين الطلاق، قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفارة يمين، ولم يقل قبله بالكفارة احد من المسلمين البتة، ودام افتاؤه بذلك زمانا طويلآ وعظم الخطب، ووقع في تقليده جم غفير من العوام وعم البلاء. وأن طلاق الحائض لا يقع وكذلك الطلاق في طهر جامع فيه زوجته، وأن الطلاق الثلاث يرد إلى واحدة، وكان قبل ذلك قد نقل إجماع المسلمين في هذه المسئلة على خلاف ذلك وأن من خالفه فقد كفر، ثم إنه افتى بخلافه وأوقع خلقا كثيرا من الناس فيه. وأن الحائض تطوف في البيت من غير كفارة وهو مباح لها. وأن المكوس حلال لمن اقطعها، واذا اخذت من التجار اجزأتهم عن الزكاة وان لم تكن باسم الزكاة ولا على رسمها. وأن المائعات لا تنجس بموت الفأرة ونحوها فيها وأن الصلاة إذا تركت عمدا لا يشرع قضاؤها. وأن الجنب يصلي تطوعه بالليل بالتيمم ولا يؤخره إلى أن يغتسل عند الفجر وإن كان بالبلد، وقد رأيت من يفعل ذلك ممن قلده فمنعته منه. وسئل عن رجل قدم فراشا لأمير فتجنب بالليل في السفر، ويخاف إن إغتسل عند الفجر أن يتهمه أستاذه بغلمانه فافتاه بصلاة الصبح بالتيمم وهو قادر على الغسل. وسئل عن شرط الواقف فقال: غير معتبر بالكلية بل الوقف على الشافعية يصرف إلى الحنفية وعلى الفقهاء يصرف إلى الصوفية وبالعكس، وكان يفعل هكذا في مدرسته فيعطي منها الجند والعوام، ولا يحضر درسا على اصطلاح الفقهاء وشرط الواقف بل يحضر فيه ميعادا يوم الثلاثاء ويحضره العوام ويستغني بذلك عن الدرس. وسئل عن جواز بيع امهات الاولاد فرجحه وأفتى به.



ومن المسائل المنفرد بها في الأصول مسئلة الحسن والقبح التي يقول بها المعتزلة، فقال بها ونصرها وصنف فيها وجعلها دين الله بل الزم كل ما يبنى عليه كالموازنة في الأعمال.



وأما مقالاته في اصول الدين فمنها قوله : إن الله سبحانه محل الحوادث، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا. وانه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء. وان القرءان محدث في ذاته تعالى. و ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائما، فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار، سبحانه ما أحلمه. ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال وهو مردود.





وصرح في بعض تصانيفه بان الله تعالى بقدر العرش لا اكبر منه ولا اصغر، تعالى الله عن ذلك، وصنف جزءا في ان علم الله لا يتعلق بما لا يتناهى كنعيم أهل الجنة، وانه لا يحيط بالمتناهي، وهي التي زلق فيها بعضهم، ومنها ان الانبياء غير معصومين، وان نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا ويكون مخطئا، وصنف في ذلك عدة أوراق. وان إنشاء السفر لزيارة نبينا معصية لا يقصر فيها الصلاة، وبالغ في ذلك ولم يقل بها أحد من المسلمين قبله. وان عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد حكاه بعض الفقهاء عن تصانيفه. ومن أفراده أيضا ان التوراة والانجيل لم تبدل الفاظهما بلى هي باقية على ما انزلت وإنما وقع التحريف في تأويلها، وله فيه مصنف، هذا ءاخر ما رأيت، واستغفر الله من كتابة مثل هذا فضلآ عن اعتقاده ". ا.هـ.





ابن حجر الهيتمي يرد على ابن تيمية








وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية 4 ناقلاً المسائل التي شذ فيها ابن تيمية عن اجماع المسلمين ما نصه: "وان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجسمية، والجهة والانتقال، وانه بقدر العرش لا اصغر ولا أكبر، تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح " اهـ.



وقال أيضا ما نصه 5: "واياك ان تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك " اهـ.



وقال أيضا ما نصه6 : "ولا يغتر بإنكار ابن تيمية لسن زيارته صلى الله عليه و سلم، فإنه عبد اضله الله كما قال العز بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل، ووقوعه في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بعجيب فإنه وقع في حق الله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا، فنسب إليه العظائم كقوله: إن لله تعالى جهة ويدا ورجلا وعينا وغير ذلك من القبائح الشنيعة" اهـ.




استتابة ابن تيمية




وقد استتيب مرات عديدة وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الاربعة الشافعي والمالكي، والحنفي والحنبلي وحكموا عليه بانه ضال مضل يجب التحذير منه وزجره كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية وسيأتي، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.



وهذه صورة استتابته منقولة من خط يده كما هي مسجلة في كتاب نجم المهتدي وعليها توقيع العلماء ونصها 7: "الحمد الله، الذي اعتقده ان في القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، وليس هو حالا في مخلوق اصلا ولا ورق ولا حبر ولا غير ذلك، والذي اعتقده في قوله: { الرحمن على آلعرش آستوى } [سورة طه] انه على ما قال الجماعة الحاضرون وليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد به، بل لا يعلم ذلك إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء أقول فيه ما أقول فيه لا اعرف كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله، وليس على حقيقته وظاهره كما قال الجماعة الحاضرون، وكل ما يخالف هذا الاعتقاد فهو باطل، وكل ما في خطي او لفظي مما يخالف ذلك فهو باطل، وكل ما في ذلك مما فيه اضلال الخلق أو نسبة ما لا يليق بالله إليه فانا بريء منه فقد تبرأت منه وتائب إلى الله من كل ما يخالفه. كتبه أحمد بن تيمية، وذلك يوم الخميس سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعمائة.



وكل ما كتبته وقلته في هذه الورقة فانا مختار فى ذلك غير مكره. كتبه احمد بن تيمية حسبنا الله ونعم الوكيل ".



وبأعلى ذلك بخط قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ما صورته: اعترف عندي بكل ما كتبه بخطه في التاريخ المذكور. كتبه محمد بن ابراهيم الشافعي، وبحاشية الخط: اعترف بكل ما كتب بخطه، كتبه عبد الغني بن محمد الحنبلي.



وبآخر خط ابن تيمية رسوم شهادات هذه صورتها: كتب المذكور بخطه اعلاه بحضوري واعترف بمضمونه، كتبه احمد بن الرفعة.



صورة خط ءاخر: أقر بذلك، كتبه عبد العزيز النمراوي.



صورة خط ءاخر: أقر بذلك كله بتاريخه، علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي.



صورة خط ءاخر: جرى ذلك بحضوري في تاريخه، كتبه الحسن بن أحمد بن محمد الحسيني.



وبالحاشية أيضا ما مثاله: كتب المذكور أعلاه بخطه واعترف به، كتبه عبد الله بن جماعة.



مثال خط ءاخر: أقز بذلك وكتبه بحضوري محمد بن عثمان البوريجبي " اهـ





وكل هؤلاء من كبار أهل العلم في ذلك العصر، وابن الرفعة وحده له "المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي " في أربعين مجلدا.



ولولا ان احمد بن تيمية هذا كان يدعو العامة إلى اعتقاد ضد ما في صيغة الاستتابة هذه بكل ما أوتي من حول وحيلة لما استتابه أهل العلم بتلك الصيغة و ما اقترحوا عليه ان يكتب بخطه ما يؤاخذ به إن لم يقف عند شرطه، وبعد ان كتب تلك الصيغة بخطه توج خطه قاضي القضاة البدر بن جماعة بالعلامة الشريفة وشهد على ذلك جماعة من العلماء كما ذكرنا، وحفظت تلك الوثيقة بالخزانة الملكية الناصرية، لكن لم تمض مدة على ذلك حتى نقض ابن تيمية عهوده ومواثيقه كما هو عادة أئمة الزيغ و الضلال ورجع إلى عادته القديمة في الإضلال.





رد العلماء على ابن تيمية








قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في فتاويه ما نصه8: "وهذا الرجل- يعني احمد ابن تيمية- كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى ، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي انه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة- أي مسئلة في الميراث- ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات " اهـ.



قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية وتقي الدين السبكي في اعيان العصر وأعوان النصر9 ما نصه:



"انفرد- أي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها اقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمر عليه شىء كمسئلة الزيارة، ولا شن عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الالة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء" ا.هـ. قال ذلك فيه بعد مدحه مدحا كثيرا.





انحراف تلامذة ابن تيمية عنه بعد انكشاف زيغه وضلاله




وكان الحافظ شمس الدين الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله من الزيغ والضلال قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب 10 ما نصه: "فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه اناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ". اهـ. وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لان الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ 11، وقال: "وقد رأيت له- أي للحافظ للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ. ثم قال في موضع ءاخر فيه ما نصه12: "فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيت ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.




--------------------------------------------------------------------------------

المصادر

(1) انظر مقدمة الدرة المضية للامام السبكي
(2) معنى هذا الكلام ان الله مركب من اجزاء ويحتاج الى تلك الاجزاء والعياذ بالله.
(3) انظر ذخائر القصر (ص/69), مخطوط.
(4) الفتاوى الحديثية (ص/116).
(5) الفتاوى الحديثية (ص/203).
(6) حاشية الايضاح (ص/443).
(7) نجم المهتدي ورجم المعتدي (ص/630-631), مخطوط.
( فتاوى السبكي (2/210).
(9) انظر الكتاب (1/66) مخطوط.
(10) بيان زغل العلم والطلب (ص/17- 1.
(11) انظر الاعلان بالتوبيخ للسخاوي (ص/77).
(12) الاعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ (ص/7, وبيان زغل العلم والطلب (ص/23).


1

Post: #73
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-18-2005, 03:05 PM
Parent: #72

ومن جملة ما يقوله الذهبي في حق ابن تيمية ما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عنه ونصه13: "وأنا- أي الذهبي- لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية" اهـ.



فتبين أن الذهبي ذمه لأنه خاض بالفلسفة والكلام المذموم أي كلام المبتدعة في العقيدة كالمعتزلة والمشبهة، وهذا القدح في ابن تيمية من الذهبي يضعف الثناء الذي أثنى عليه في تذكرة الحفاظ بقوله:" ما رأت عيناي مثله وكأن السنة نصب عينيه".



ولنذكر فيما بعد ما قيل في ترجمة ابن تيمية وفي حبوسه وقيام العلماء وولاة الأمر عليه.



قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية14:



"أحمد بن عبد الحليم ولد سنة 661 هـ ، وتحول به أبوه من حران سنة 667 فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الإربلي والمسلم بن علان وابن أبي عمرو والفخر في ءاخرين وقرأ بنفسه.



وأول ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول سنة 698 قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوى الحموية وبحثوا معه ومنع من الكلام، ثم حضر مع القاضي إمام الدين القزويني فانتصر له وقال هو وأخوه جلال الدين: "من قال عن الشيخ تقي الدين شيئا عزرناه".



ثم طلب ثاني مرة في سنة 755 إلى مصر فتعصب عليه بيبرس الجاشنكير وانتصر له سلار، ثم ءال أمره أن حبس في خزانة البنود مدة، ثم نقل في صفر سنة 759 إلى الإسكندرية، ثم أفرج عنه وأعيد إلى القاهرة، ثم أعيد إلى الإسكندرية، ثم حضر الناصر من الكرك فأطلقه ووصل إلى دمشق فيءاخر سنة 712. وكان السبب في هذه المحنة أن مرسوم السلطان ورد على النائب بامتحانه في معتقده لما وقع إليه من أمور تنكر في ذلك، فعقد له مجلس في سابع رجب وسئل عن عقيدته فأملى منها شيئا، ثم أحضروا العقيدة التي ئعرف بالواسطية فقرىء منها وبحثوا في مواضع، ثم اجتمعوا في ثاني عشرة وقرروا الصفي الهندي يبحث معه، ثم أخروه وقدموا الكمال الزملكاني، ثم انفصل الأمر على أنه شهد على نفسه أنه شافعي المعتقد، فأشاع أتباعه أنه انتصر، فغضب خصومه ورفعوا واحدا من أتباع ابن تيمية إلى الجلال القزويني نائب الحكم بالعادلية فعزره، وكذا فعل الحنفي باثنين منهم.



ثم في ثاني عشري رجب قرأ المِزيُّ فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضبوا وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه، فبلغ ابن تيمية فتوجه إلى الحبس فأخرجه بيده، فبلغ القاضي فطلع إلى القلعة فوافاه ابن تيمية فتشاجرا بحضرة النائب واشتط ابن تيمية على القاضي لكون نائبه جلال الدين ءاذى أصحابه في غيبة النائب، فأمر النائب من ينادي أن من تكلم في العقائد فعل كذا به وقصد بذلك تسكين الفتنة، ثم عقد لهم مجلس في سلخ رجب، وجرى فيه بين ابن الزملكاني وابن الوكيل مباحثة فقال ابن الزملكاني لابن الوكيل: ما جرى على الشافعية قليل حتى تكون أنت رئيسهم، فظن القاضي نجم الدين بن صصرى أنه عناه فعزل نفسه وقام، فأعاده الأمراء وولاه النائب وحكم الحنفي بصحة الولاية ونفذها المالكي، فرجع إلى منزله وعلم أن الولاية لم تصح، فصمم على العزل فرسم النائب لنوابه بالمباشرة إلى أن يرد أمر السلطان.



ثم وصل بريدي في أواخر شعبان بعوده، ثم وصل بريدي في خامس رمضان بطلب القاضي والشيخ- وأن يرسلوا بصورة ما جرى للشيخ في سنة 698، ثم وصل مملوك النائب وأخبر أن الجاشنكير والقاضي المالكي قد قاما في الإنكار على الشيخ وأن الأمر اشتد بمصر على الحنابلة حتى صفع بعضهم. ثم توجه القاضي والشيخ إلى القاهرة ومعهما جماعة فوصلا في العشر الأخير من رمضان وعقد مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة، فادعى على ابن تيمية عند المالكي، فقال هذا عدوي ولم يجب عن الدعوى فكرر عليه فأصر، فحكم المالكي بحبسه فأقيم من المجلس وحبس في برج، ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه فقال: يجب التضييق عليه إن لم يقتل والا فقد ثبت كفره، فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب، وعاد القاضي الشافعي إلى ولايته ونودِيَ بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة، فتودي بذلك وقرىء المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع. ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الإمام الشافعي.



وذكر ولد الشيخ جمال الدين بن الظاهري في كتاب كتَبَه لبعض معارفه بدمشق أن جميع من بمصر من القضاة والشيوخ والفقهاء والعلماء والعوام يحطون على ابن تيمية إلأ الحنفي فإنه يتعصب له وإلا الشافعي فإنه ساكت عنه، وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن العربي فكتب إليه كتابا يعاتبه على ذلك. فما أعجبه لكونه بالغ في الحط على ابن العربي وتكفيره فصار هو يحط على ابن تيمية ويغري به بيبرس الجاشنكير، وكان بيبرس يفرط في محبة نصر ويعظمه، وقام القاضي زين الدين بن مخلوف قاضي المالكية مع الشيخ نصر وبالغ في أذية الحنابلة، واتفق أن قاضي الحنابلة شرف الدين الحراني كان قليل البضاعة في العلم فبادر إلى إجابتهم فـي المعتقد واستكتبوه خطه بذلك، واتفق أن قاضي الحنفية بدمشق وهو شمس الدين ابن الحريري انتصر لابن تيمية وكتب في حقه محضرا بالثناء عليه بالعلم والفهم، وكتب فيه بخطه ثلاثة عشر سطرا من جملتها أنه منذ ثلاثمائة سنة ما رأى الناس مثله فبلغ ذلك ابن مخلوف فسعى في عزل ابن الحريري فعزل وقرر عوضه شمس الدين الأذرعي، ثم لم يلبث الأذرعي أن عزل في السنة المقبلة. وتعصب سلار لابن تيمية وأحضر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وتكلم معهم في إخراجه فاتفقوا على أنهم يشترطون فيه شروطا وأن يرجع عن بعض العقيدة فأرسلوا إليه مرات فامتنع من الحضور إليهم واستمر، ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أميرءال فضل، فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه وأحضر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري. ثم وجد بخطه ما نصه: الذي اعتقد أن القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت، وأن قوله: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [سورة طه] ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء. وكتبه أحمد بن تيمية. ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707، وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال وأفرج عنه وسكن القاهرة.



ثم اجتمع جمع من الصوفية عند تاج الدين بن عطاء فطلعوا في العشر الأوسط من شوال إلى القلعة وشكوا من ابن تيمية أنه يتكلم في حق مشايخ الطريق وأنه قال لا يستغاث بالنبي ، فاقتضى الحال أن أمر بتسييره إلى الشام فتوجه على خيل البريدي، وكل ذلك والقاضي زين الدين بن مخلوف مشتغل بنفسه بالمرض وقد أشرف على الموت، وبلغه سفر ابن تيمية فراسل النائب فرده من بلبيس وادعى عليه عند ابن جماعة وشهد عليه شرف الدين ابن الصابوني، وقيل إن علاء الدين القونوي أيضا شهد عليه فاعتقل بسجن بحارة الديلم في ثامن عشر شوال إلى سلخ صفر سنة 709، فنقل عنه أن جماعة يترددون إليه وأنه يتكلم عليهم في نحو ما تقدم، فأمر بنقله إلى الإسكندرية فنقل إليها في سلخ صفر وكان سفره صحبة أمير مقدم، ولم يمكن أحد من جهته من السفر معه وحبس ببرج شرقي. ثم توجه إليه بعض أصحابه فلم يمنعوا منه فتوجهت طائفة منهم بعد طائفة، وكان موضعه فسيحا فصار الناس يدخلون إليه ويقرءون عليه ويبحثون معه قرأت ذلك قي تاريخ البرزالي، فلم يزل إلى أن عاد الناصر إلى السلطنة فشفع فيه عنده، فأمر بإحضاره فاجتمع به في ثامن عشر شوال سنة تسع فأكرمه وجمع القضاة وأصلح بينه وبين القاضي المالكي، فاشترط المالكي أن لا يعود، فقال له السلطان قد تاب، وسكن القاهرة وتردد الناس إليه، إلى أن توجه صحبة الناصر إلى الشام بنية الغزاة في سنة 712 وذلك في شوال فوصل دمشق في مستهل ذي القعدة، فكانت مدة غيبته عنها أكثر من سبع سنين وتلقاه جمع عظيم فرحا بمقدمه، وكانت والدته إذ ذاك في قيد الحياة.



ثم قاموا عليه في شهر رمضان سنة 719 بسبب مسألة الطلاق وأكد عليه المنع من الفتيا، ئم عقد له مجلسءاخر في رجب سنة عشرين، ثم حبس بالقلعة ثم أخرج في عاشوراء سنة 721.



ثم قاموا عليه مرة أخرى في شعبان سنة 726 بسبب مسألة الزيارة واعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين والعشرين من ذي القعدة سنة 728هـ.



ثم قال15: ((وكان يتكلم على المنبر على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث فيورد في ساعة من الكتاب والسنة واللغة والنظر ما لا يقدر أحد على أن يورده في عدة مجالس كأن هذه العلوم بين عينيه فيأخذ منها ما يشاء ويذر، ومن ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قويهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شىء، فبلغ الشيخ إبراهيم الزقي فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في حق علي أخطأ في سبعة عشر شيئا خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين. وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى إنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه.



ولما قدم غازان بجيوش التتر إلى الشام خرج إليه وكلمه بكلام قوي، فهم بقتله ثم نجا، واشتهر أمره من يومئذ. واتفق أن الشيخ نصرًا المنبجي كان قد تقدم في الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فيه، فبلغه أن ابن تيمية يقع في ابن العربي لأنه كان يعتقد أنه مستقيم وأن الذي ينسب إليه من الاتحاد أو الإلحاد من قصور فهم من ينكر عليه، فأرسل ينكر

عليه وكتب إليه كتابا طويلأ ونسبه وأصحابه إلى الاتحاد الذي هو حقيقة الإلحاد، فعظم ذلك عليهم وأعانه عليه قوم ءاخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة وقعت منه في مواعظه وفتاويه، فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم، ورده على من توسل بالنبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أو استغاث، فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر وهو مع ذلك يشتغل ويفتي، إلى أن اتفق أن الشيخ نصرا قام على الشيخ كريم الدين الآملي شيخ خانقاه سعيد السعداء فأخرجه من الخانقاه، وعلى شمس الدين الجزري فأخرجه من تدرشى الشريفية، فيقال إن الآملي دخل الخلوة بمصر أربعين يوما فلم يخرج حتى زالت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وأطلق ابن تيمية الى الشام. وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم و الساق والوجه صفات حقيقية لله انه مستو على العرش بذاته، فقيل له: يلزم من ذلك التحيز والانقسام، فقال: أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام، فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله. ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي لمجيب، وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر، فقال البكري: لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر. ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله: إنه كان مخذولأ حيثما توجه، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة، ولقوله: إنه كان يحب الرياسة، وإن عثمان كان يحب المال، ولقوله: أبو بكر أسلم شيخا لا يدري ما يقول وعلي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول)). انتهى كلام ابن حجر.





--------------------------------------------------------------------------------

المصادر

(13) الدرر الكامنة (1/151).
(14) الدرر الكامنة (1/144).
(15) الدرر الكامنة (1/153).


1

Post: #74
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-18-2005, 03:13 PM
Parent: #73

قال ابن الوردي في تاريخ16 ما نصه: "وفيها أي سنة ثمان عشرة وسبعمائة في جمادى الآخرة، ورد مرسوم السلطان بمنع الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق، وعقد لذلك مجلس نودي به في البلد. قلت: وبعد هذا المنع والنداء، أحضر إلي رجل فتوى من مضمونها أنه طلق الرجل امرأته ثلاثا جملة بكلمة أو بكلمات في طهر أو أطهار قبل أن يرتجعها أو تقضي العدة، فهذا فيه قولان للعلماء أظهرهما أنه لا يلزمه إلا طلقة واحدة ولو طلقها الطلقة بعد أن يرتجعها أو يتزوجها بعقد جديد وكان الطلاق مباحا فإنه يلزمه، وكذلك الطلقة الثالثة إذا كانت بعد رجعة أو عقد جديد وهي مباحة فإنها تلزمه، ولا تخل له بعد ذلك إلا بنكاح شرعي لا بنكاح تحليل والله أعلم. وقد كتب الشيخ بخطه تحت ذلك ما صورته: هذا منقول من كلامي، كتبه أحمد بن تيمية. وله في الطلاق رخص غير هذا أيضا، لا يلتفت العلماء إليها ولا يعرجون عليها" اهـ.



ثم قال17 : ((وفيها- أي في سنة ست وعشرين وسبعمائة- في شعبان اعتقل الشيخ تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق مكرما راكبا، وفي خدمته مشد الأوقاف والحاجب ابن الخطير، وأخليت له قاعة ورتب له ما يقوم بكفايته، ورسم السلطان بمنعه من الفتيا، وسبب ذلك فتيا وجدت بخطه في المنع من السفر ومن إعمال المطي إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وحبس جماعة من أصحابه وعزر جماعة، ثم أطلقوا سوى شمس الدين محمد بن أبي بكر إمام الجوزية فإنه حبس بالقلعة أيضا)). هـ.



قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي كما تقدم في كتابه أعيان العصر وأعوان النصر18: "وكان في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة قد قام عليه جماعة من الشافعية وأنكروا عليه كلاما في الصفات، وأخذوا فتياه الحموية وردوا عليه فيها، وعملوا له مجلسا فدافع الأفرم عنه ولـم يبلغهم فيه اربا، ونودي فـي دمشق بإبطال العقيدة الحموية، فانتصر له جاغان المشد وكان قد منع من الكلام.

ثم إنه جلس على عادته يوم الجمعة وتكلم، ثم حضر عنده قاضي القضاة إمام الدين وبحثوا معه وطال الأمر بينهم ثم رجع القاضي إمام الدين وأخوه جلال الدين وقالا: من قال عن الشيخ تقي الدين شيئا عزرناه.



ثم إنه طلب إلى مصر هو والقاضي نجم الدين بن صصرى وتوجها إلى مصر في ثاني عشر شهر رمضان سنة خمس وسبعمائة فانتصر له الأمير سيف الدين سلار وحط الجاشنكير عليه وعقدوا له مجلسا انفصل على حبسه فحبس في خزانة البنود، ثم نقل إلى الإسكندرية في صفر سنة تسع وسبعمائة ولم يمكن أحد من أصحابه من التوجه معه، ثم أفرج عنه وأقام بالقاهرة مدة ثم اعتقل أيضا ثم أفرج عنه في ثامن شوال سنة تسع وسبعمائة أخرجه الناصر لما ورد من الكرك، وحضر إلى دمشق فلما كان في يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وسبعمائة جمع الفقهاء والقضاة عند الأمير سيف الدين تنكر وقرىء عليهم كتاب السلطان وفيه فصل يتعلق بالشيخ تقي الدين بسبب فتياه في مسئلة الطلاق وعوتب على فتياه بعد المنع، وانفصل المجلس على تأكيد المنع. ثم إنه في يوم الخميس ثاني عشري شهر رجب الفرد سنة عشرين وسبعمائة عقد له مجلس بدار السعادة وعاودوه في فتيا الطلاق عليها وعاتبوه لأجلها. ثم إنه حبس بقلعة دمشق وأقام بها إلى يوم الاثنين يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فأخرج من القلعة بعد العصر بمرسوم السلطان وتوجه إلى منزله، وكانت مدة سجنه خمسة أشهر وثمانية عشر يوما، ولما كان في يوم الاثنين بعد العصر سادس شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة في أيام قاضي القضاة جلال الدين القزويني تكلموا معه في مسئلة الزيارة وكتب في ذلك إلى مصر، فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بقلعة دمشق في القاعة التي كان بها محبوسا. ومولده بحران سنة إحدى وستين وستمائة، وأول ما اجتمعث أنا به كان في سنة ثمان عشرة أو سبع عشرة وهو بمدرسته في القصاعين بدمشق المحروسة وسألته مسألة مشكلة في التفسير ومسألة مشكلة في الإعراب ومسألة مشكلة في الممكن والواجب وقد ذكرت ذلك في ترجمته في تاريخي الكبير. ثم اجتمعت به بعد ذلك مرات وحضرت دروسه في الحنبلية، فكنت أرى منه عجبا من عجائب البر والبحر ونوعا فردا وشكلأ غريبا". ا. هـ.



وأمر ابن تيمية كما قال الحافظ الفقيه المجتهد تقي الدين السبكي ما نصه19: "وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور" اهـ.





قال تقي الدين الحصني في كتابه دفع شبه من شبه وتمرد20 بعد ذكره مرسوم الملك ابن قلاوون- وسيأتي فيما بعد- في ابن تيمية ما نصه: "وأزيد على ذلك ما ذكره صاحب عيون التواريخ وهو ابن شاكر ويعرف بصلاح الدين الكتبي وبالتريكي وكان من أتباع ابن تيمية وضرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مئذنة العروس وقت السحر أشركت حين قال:



ألا يا رسول الله أنت وسيلتـي ........ إلى الله فـي غفران ذنبي وزلتي



وأرادوا ضرب عنقه ثم جددوا إسلامه، وانما اذكر ما قاله لأنه أبلغ في حق ابن تيمية في إقامة الحجة عليه مع أنه أهمل أشياء من خبثه ولؤمه لما فيها من المبالغة في إهانة قدوته والعجب أن ابن تيمية ذكرها وهو ساكت عنها




--------------------------------------------------------------------------------

المصادر

(16) أنظر تتمة المختصر في أخبار اليشر (تاريخ ابن الوردي) (2/381).
(17) المرجع السابق (2/39.
(1 أنظر اعيان العصر وأعوان النصر (1/ ق 34).
(19) فتاوى السبكي (2/210).
(20) أنظر الكتاب (ص/41 - 42).

1

Post: #75
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-18-2005, 03:21 PM
Parent: #74

كلام ابن تيمية في الاستواء ووثوب الناس عليه






فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال: كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال: ((و استوى الله على عرشه كاستوائي هذا))، قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا: ما الدليل على ما صدر منك، فقال: قوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى ? [سورة طه] فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا: ما تقول في قوله تعالى ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيم ٌ? [سورة البقرة]، فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدري ما يقول وكان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه وكذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الأدلة على الوجه المرضي. وقد رأيت في فتاويه ما يتعلق بمسألة الاستواء وقد أطنب فيها وذكر أمورا كلها تلبيسات وتجريات خارجة عن قواعد أهل الحق والناظر فيها إذا لم يكن ذا علوم وفطنة وحسن روية ظن أنها على منوال مرضي. ومن جملة ذلك بعد تقريره وتطويله: ((إن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوى عَلَى العرش يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ? [سورة الحديد] فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شىء وهو معنا أينما كنا)) هذه عبارته بحروفها)) اهـ.



ثم قال الحصني ما نصه21 : ((ولنرجع إلى ما ذكره ابن شاكر الكتبي في تاريخه في الجزء العشرين قال: ((وفي سنة خمس وسبعمائة في ثامن رجب عقد مجلس بالقضاة والفقهاء بحضرة نائب السلطنة بالقصر الأبلق، فسئل ابن تيمية عن عقيدته فأملى شيئا منها ثم أحضرت عقيدته الواسطية وقرئت في المجلس ووقعت بحوث كثيرة وبقيت مواضع أخرت إلى مجلس ثاني، ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر رجب وحضر المجلس صفي الدين الهندي وبحثوا، ثم اتفقوا على أن كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيمية ورضوا كلهم بذلك فافحم كمال الدين ابن تيمية، وخاف ابن تيمية على نفسه فأشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعي المذهب ويعتقد ما يعتقده الإمام الشافعي، فرضوا منه بذلك وانصرفوا.



ثم إن أصحاب ابن تيمية أظهروا أن الحق ظهر مع شيخهم وأن الحق معه، فأحضروا إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني وأحضروا ابن تيمية وصفع ورسم بتعزيره فشفع فيه، وكذلك فعل الحنفي باثنين من أصحاب ابن تيمية. ثم قال: ولما كان سلخ رجب جمعوا القضاة والفقهاء وعقد مجلس بالميدان أيضا وحضر نائب السلطنة أيضا وتباحثوا في أمر العقيدة وسلك معهم المسلك الأول، فلما كان بعد أيام ورد مرسوم السلطان صحبة بريدي من الديار المصرية بطلب قاضي القضاة نجـم الدين بن صصرى وبابن تيمية، وفي الكتاب: ((تعرفون ما وقع في سنة ثمان وتسعين في عقيدة ابن تيمية، فطلبوا الناس وسألوهم عما جرى لابن تيمية في أيام نقل عنه فيها كلام قاله، وأحضروا للقاضي جلال الدين القزويني العقيدة التي كانت أحضرت في زمن قاضي القضاة إمام الدين، وتحدثوا مع ملك الأمراء في أن يكاتب في هذا الأمر فأجاب فلما كان ثاني يوم وصل مملوك ملك الأمراء على البريد من مصر وأخبر أن الطلب على ابن تيمية كثير وأن القاضي المالكي قائم في قضيته قياما عظيما، وأخبر بأشياء كثيرة من الحنابلة وقعت في الديار المصرية وأن بعضهم صفع، فلما سمع ملك الأمراء بذلك انحلت عزائمه عن المكاتبة وسير شمس الدين بن محمد المهمندار إلى ابن تيمية وقال له قد رسم مولانا ملك الأمراء بأن تسافر غذا، وكذلك راح إلى قاضي القضاة فشرعوا في التجهيز، وسافر بصحبة ابن تيمية أخواه عبد الله وعبد الرحمن وسافر معهم جماعة من أصحاب ابن تيمية.



وفي سابع شوال وصل البريدي إلى دمشق وأخبر بوصولهم إلى الديار المصرية وأنه عقد لهم مجلس بقلعة القاهرة بحضرة القضاة والفقهاء والعلماء والأمراء، فتكلم الشيخ شمس الدين بن عدنان الشافعي وادعى على ابن تيمية في أمر العقيدة فذكر منها فصولأ، فشرع ابن تيمية فحمد الله تعالى وأثنى عليه وتكلم بما يقتضي الوعظ، فقيل له: يا شيخ إن الذي تقوله نحن نعرفه وما لنا حاجة إلى وعظك، وقد ادعي عليك بدعوى شرعية فأجب، فأراد ابن تيمية أن يعيد التحميد فلم يمكنوه من ذلك بل قيل له أجب، فتوقف، وكرر عليه القول مرارا فلم يزدهم على ذلك شيئا، وطال الأمر، فعند ذلك حكم القاضي المالكي بحبسه وحبس أخويه معه فحبسوه في برج من أبراج القلعة، فتردد إليه جماعة من الأمراء فسمع القاضي بذلك فاجتمع بالأمراء وقال: يجب عليه التضييق إذا لم يقتل وإلا فقد وجب قتله وثبت كفره، فنقلوه إلى الجب بقلعة الجبل ونقلوا أخويه معه بإهانة.



وفي سادس عشر ذي القعدة وصل من الديار المصرية قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى وجلس يوم الجمعة في الشباك الكمالي وحضر القراء والمنشدون وأنشدت التهاني، وكان وصل معه كتب ولم يعرضها على نائب السلطنة، فلما كان بعد أيام عرضها عليه فرسم ملك الأمراء بقراءتها والعمل بما فيها امتثالا للمراسيم السلطانية، وكانوا قد بيتوا على الحنابلة كلهم بأن يحضروا إلى مقصورة الخطابة بالجامع الأموي بعد الصلاة، وحضر القضاة كلهم بالمقصورة وحضر معهم الأمير الكبير ركن الدين بيبرس العلائي، وأحضروا تقليد القضاة نجم الدين بن صصرى الذي حضر معه من مصر باستمراره على قضاء القضاة وقضاء العسكر ونظر الأوقاف وزيادة المعلوم، وقرىء عقيبه الكتاب الذي وصل على يديه، وفيه ما يتعلق بمخالفة ابن تيمية في عقيدته الزام الناس بذلك خصوصا الحنابلة والوعيد الشديد عليهم والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح لخروجهم بهذه العقيدة عن الملة المحمدية، ونسخة الكتاب نحو الكتاب المتقدم، وتولى قراءته شمس الدين محمد بن شهاب الدين الموقع وبلغ عنه الناس ابن صبح المؤذن، وقرىء بعده تقليد الشيخ برهان الدين بالخطابة وأحضروا بعد القراءة الحنابلة مهانين بين يدي القاضي جمال الدين المالكي بحضور باقي القضاة، واعترفوا أنهم يعتقدون ما يعتقده محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه.



وفي سابع شهر صفر سنة ثمان عشرة ورد مرسوم السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة الطلاق الذي يفتي بها ابن تيمية وأمر بعقد مجلس له بدار السعادة وحضر القضاة وجماعة من الفقهاء، وحضر ابن تيمية وسألوه عن فتاويه في مسألة الطلاق وكونهم نهوه وما انتهى ولا قبل مرسوم السلطان ولا حكم الحكام بمنعه، فأنكر، فحضر خمسة نفر فذكروا عنه أنه أفتاهم بعد ذلك، فأنكر وصقم على الإنكار، فحضر ابن طليش وشهود شهدوا أنه أفتى لحاما اسمه قمر مسلماني في بستان ابن منجا فقيل لابن تيمية اكتب بخطك أنك لا تفتي بها ولا بغيرها، فكتب بخطه أنه لا يفتي بها وما كتب بغيرها، فقال القاضي نجم الدين بن صصرى: حكمت بحبسك واعتقالك، فقال له: حكمك باطل لأنك عدوي فلم يقبل منه وأخذوه واعتقلوه في قلعة دمشق. وفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة يوم عاشوراء أفرج عن ابن تيمية من حبسه بقلعة دمشق وكانت مدة اعتقاللا خمسة أشهر ونصف)). انتهى كلام الحصني.



قال أبن شاكر الكتبي22 : ((وفي سادس شعبان قدم البريدي من الديار المصرية وعلى يده مرسوم سلطاني باعتقال الشيخ الإمام العلامة تقي الدين بن تيمية، فحضر ناصر الدين مشد الأوقاف والأمير بدر الدين ابن الخطيب الحاجب إلى عند الشيخ تقي الدين وأخبروه بصورة الحال، فقال في هذا خير كثير، وأحضروا له مركوبا، فركب معهم إلى قلعة دمشق فأخليت له دار يجرى إليها الماء وكان من جملة المرسوم أن يكون معه ولد أو أخ أو خادم يخدمه وأن تجرى عليهم كفايتهم، فاختار أخوه زين الدين عبد الرحمن المقام معه لخدمته. وكان السبب في ذلك أنه أفتى فتيا وذكر فيها: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد- الحديث المشهور -، وآن زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تشد إليها الرحال كقبر إبراهيم الخليل وقبر محمد النبي، واتفق أن شمس الدين بن قيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقي في الحرم على منبر وعظ، وفي أثناء وعظه ذكر هذه المسئلة وقال: ها أنا من ههنا أرجع ولا أزور الخليل، وجاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذكر المسئلة بعينها حتى إنه قال: ولا يزار قبر النبي إلا مسجده، فقاموا عليه الناس فحماه منهم والي البلد وكتبوا أهل القدس ونابلس إلى دمشق بصورة ما وقع من المذكور وما صدر منه، فطلبه القاضي المالكي فتودد وصعد إلى الصالحية إلى قاضي القضاة شمس الدين بن مسلم، وتاب وأسلم على يده فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه، ولم يعزره لأجل الشيخ تقي الدين بن تيمية، فحينئذ قامت الفقهاء الشافعية والمالكية وكتبوا فتيا في الشيخ تقي الدين بن تيمية لكونه أول من تكلم في هذه المسئلة فكتب عليها الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين نحو أربعين سطرا بأشياء كثيرة يقولها ويفتي بها، وءإخر القول أفتي بتكفيره، ووافقه شهاب الدين ابن جهبل الشافعي وكتب تحت خطه كذلك الصدر المالكي وغيرهم، وحفلت الفتيا إلى نائب السلطنة فأراد أن يعقد لهم مجلسا ويجمع الفقهاء والعلماء فرأى أن الأمر يتسع الكلام فيه، ولا بد من إعلام السلطان فأخذ الفتيا وجعلها في المطالعة وسيرها إلى السلطان فجمع لها القضاة ولم يحضر المالكي فإنه كان مريضا، فلما قرئت عليهم أخذها قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة فقال: القائل بهذه المقالة ضال مضل مبتاع ووافقه الحنفي والحنبلي، فقال السلطان لقاضي القضاة بدر الدين: ما ترى في أمره، فقال: يحبس، وقال السلطان وكذا كان في نفسي أن أفعل به، وكتب الكتاب إلى دمشق بما يعتمده نائب السلطنة وقرءوه على السدة قرأه بدر الدين بن الأعزازي الموقع وبلغه ابن النجيبي المؤذن، ومضمونه بعد البسملة أدام الله نعمته نوضح لعلمه الكريم وزود مكانته التي جهزها بسبب ابن تيمية فوقفنا عليها وعلمنا مضمونها من أمر المذكور واقدامه على الفتوى بعد تكرار المراسيم الشريفة بمنعه حسب ما حكـم به القضاة وأكابر العلماء، وعقدنا لهذا السبب مجلسا بين أيدينا ورسمنا بقراءة الفتيا على القضاة والعلماء فذكروا جميعا أن الذي أفتى به ابن تيمية في ذلك خطأ ومردود عليه، وحكموا بزجره وحبسه وطول سجنه ومنعه من الفتيا مطلقا، وكتبوا خطوطهم بذلك بين أيدينا على ظاهر الفتيا المجهز بنسخة ما كتبه ابن تيمية، وقد جهزناه إلى الجناب العالي طي هذه المكاتبة ليقف على ما كتب فيه القضاة الأربعة ويتقدم باعتقال المذكور في قلعة دمشق المحروسة، ومنعه من الفتيا مطلقا، ومنع الناس من الاجتماع به والتردد إليه ويرتب له كل يوم ما يقوم بكفايته وينزل عنده من يختار لخدمته مثل قرابة ولد أو أخ أو من يجري مجراهم فيحيط علمه بهذا الأمر ويكون اعتماده بحسب ما حكم به الأئمة العلماء في السجن المذكور وطول حبسه، فانه كل وقت يحدث للناس شيئا منكرا يشغل خواطرهم به ومنع ذلك وسد الذريعة منه أولى فليكن عمله على هذا الحكم ويتقدم أمره فيه، واذا اعتمد الجناب العالي هذا الاعتماد الذي رسمنا به في أمر ابن تيمية فيتقدم بمنع من يسلك مسالكه ويفتي بهذه الفتاوي ويعمل بها في أمر الطلاق أو هذه الفتيا المستجدة. وإذا اطلع على أحد عمل بذلك أو أفتى به فيعتبر حاله، فإن كان من مشايخ العلماء فيعزر تعزير مثله وان كان من الشباب المنتسبين الذين يقصدون الظهور أيضا كما يقصده ابن تيمية فيؤدبهم ويردعهم ويعتمد في أموره ما تحسم به مواد أمثالهم ليستقيم أحوال الناس ويمشي على السداد، ولا يعود أحد يتجاسر على الإفتاء بما يخالف الإجماع ويبتدع في دين الله تعالى من أنواع الاقتراح ما لم يسبقه إليه أحد، فالجناب العالي يراعي هذه الأمور التي عرفناها فإن بها تسد الذرائع فيها أولى من الرخصة فيه. وقد عجلنا لهذا الجواب وبقية فصوله مكاتبته الواردة صحبته تصل بعد هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وكتب في سابع عشري رجب الفرد سنة ست وعشرين وسبعمائة صورة المنقول بخط القضاة إلأربعة بالقاهرة المحروسة على ظهر الفتيا:



الحمد لله، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال من قوله إن زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة، وما ذكره من نحو ذلك وانه لا يرخص في السفر لزيارة الأنبياء فهو باطل مردود عليه، وقد نقل جماعة من العلماء الكبار أن زيارة النبي فضيلة وسنة مجمع عليها، وهذا المفتي المذكور ينبغي أن يزجر عن مثل هذه المقالة والفتاوي الغريبة ويحبس إذا لم يمتنع من ذلك، ويشهر أمره ليتحفظ الناس عن الاقتداء به، كتب محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي وكذلك يقول محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي لكن يحبس الآن جزما مطلقا كتب المذكور، كذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي، كذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي إن ثبت عليه ذلك فيبالغ في زجره حسبما تندفع هذه المفسدة وغيرها من المفاسد.



ولما كان يوم الجمعة رابع عشري شعبان قعد قاضي القضاة جلال الدين بعد الصلاة بالمدرسة العادلية وأحضر جماعة من جماعة الشيخ تقي الدين بن تيمية كانوا معتقلين في حبس الشرع فادعي على عماد الدين بن كثير صهر المزي أنه قال إن التوراة والإنجيل ما بدلت وإنها بحالها كما أنزلت وشهدوا عليه وثبت ذلك في وجهه فعزر بالدرة في المجلس وأخرج وطيف به ونودي عليه هذا جزاء من قال إن التوراة والإنجيل ما بدلت وبعد ذلك أطلقوه، وأحضر عبد الله الإسكندري وادعي عليه أنه قال عن مؤذني الجامع هؤلاء كفروا وانهم كفار بسبب أنهم يقولون في المنارة ألا يا رسول الله أنت وسيلتي وشىء ءاخر من هذا الجنس فذكر أنه أعترف بذلك وغيره عند قاضي القضاة شمس الدين بن مسلم، وأسلم على يده وقبل توبته وحقن دمه وأبقى عليه جهاته وزوجته، فسيروا إلى الحنبلي يسألونه عن ذلك وأحضر بعد ذلك الصلاح الكتبي الداراني وادعي عليه أنه قال لا فرق بين حجارة طهارة جيرون وحجارة صخرة بيت المقدس فأنكر ذلك فقامت عليه البينة، وأحضر ابن قيم الجوزية الذي عمل الفتنة من أصلها وادعي عليه بما قال في المجلسين اللذين عملهما بالقدس الشريف ونابلس فأنكر ذلك وكان قد سافر جماعة من أهل دمشق كلهم فقهاء وعدول من جملتهم مدرس الطرخانية وحضروا مجلس نابلس فشهدوا عليه بما قال وثبت ذلك فعزره قاضي القضاة عبد الله الإسكندري على حمار غير مقلوب ومعه صلاح الداراني وشخص ءاخر كان قد أساء الأدب عند دار الحديث وقال: كل من قال عن الشيخ تقي الدين شىء فهو كذب وأريد أن أضربه بمداتي فشهدوا عليه وضربوهم جميعا بالدرة في قفيهم، وبعد ذلك أعيدوا إلى الحبس فلما كان يوم الثلاثاء ءاخر النهار حضروا المالكية وأخذوا ابن قيم الجوزية إلى حبسهم وأحضروه يوم الأربعاء إلى قاضي القضاة شرف الدين المالكي وادعوا عليه فما كان له جواب إلا أن قال إن قاضي القضاة الحنبلي حكم بحقن دمي وتوبتي، فأعيد إلى الحبس وتركوه إلى حيث يحضر الحنبلي إلى البلد وسألوه كيف كان الحكم وسير الحنبلي وغيره إلى قاضي القضاة جلال الدين يشفعون في المذكور أن لا يكون الحكم إلا عنده، فأحضره في سابع وعشري الشهر وعزروه عنده في العادلية بالدرة وأركب حمارا وطيف به البلد وراحوا به إلى الصالحية، وءاخر النهار ردوه إلى الحبس وأعلموا نائب السلطنة بما فعلوه فسير مشد الأوقاف تسلم المذكور من قاضي القضاة جلال الدين وصعد به إلى القلعة وحبسه بها مقيدا وأطلقوا الباقي وسكنت الفتنة)). ا.هـ.





--------------------------------------------------------------------------------

المصادر

(21) دفع شبه من شبه وتمرد (ص/43 – 45).
(22) أنظر عيون التواريخ (ص/179), مخطوط.




1

Post: #76
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-18-2005, 03:36 PM
Parent: #75

1صورة مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية :



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثل فقال عز وجل: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [سورة الشورى]، أحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب، ورفع في أيامنا أصباب الشك والارتياب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصيبر، وينزه خالقة عن التحيز في جهة لقوله تعالى: ? وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ? [سورة الحديد]، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته، وأمر بالتفكر في ءالاء الله ونهى عن التفكر في ذاته، صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع، وشيد الله بهم من قواعد الدين الحنيف ما شرع، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع.





وبعد، فان العقائد الشرعية وقواعد الإسلام المرعية وأركان الإيمان العلية ومذاهب الدين المرضية، هي الأساس الذي يبنى عليه [والمَوئِلُ]23 الذي يرجع كل أحد إليه، والطريق التي من سلكها فقد فاز فوزا عطيفا، ومن حاد عنها فقد استوجب عذابا أليما، فلهذا يجب أن تنفذ أحكامها، ويؤكد دوامها، وتصان عقائد الملة عن الاختلاف، وتزان قواعد الأئمة بالائتلاف، وتخمد ثوائر البدع، ويفزق من فرقها ما اجتمع.



وكان ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه، ومد [بجهله] عنان كلمه، وتحدث في مسائل الذات والصفات، ونمى في كلامه [ الفاسد] على أمور منكرات، وتكلم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه بما اجتنبه الأئمة الأعلام الصالحون، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام، وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام، وشهر من فتاويه في البلاد ما استخف به عقول العوام، وخالف في ذلك فقهاء عصره، وعلماء شامه ومصره، وبعث برسانله إلى كل مكان، وسمى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.



ولما اتصل بنا ذلك وما سلكه المريدون له من هذه المسالك الخبيثة وأظهروه من هذه الأحوال وأشاعوه، وعلمنا أنه استخف قومه فأطاعوه، حتى قيل إنهم صرحوا في حق الله سبحانه بالحرف والصوت [والتشبيه، والتجسيم] قمنا في الله تعالى مشفقين من هذا النبا العظيم، وأنكرنا هذه البدعة، وعز علينا أن تشيع عمن تضمه ممالكنا هذه السمعة. وكرهنا ما فاه به المبطلون، وتلونا قوله تعالى: ? سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ? [سورة المؤمنون]، فإنه [سبحانه وتعالى] تنزه في ذاته وصفاته عن العديل والنظير: ? لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ? [سورة الأنعام]، فتقدمت مراسيمنا باستدعاء [ابن تيمية] المذكور إلى أبوابنا العالية عندما سارت فتاويه [الباطلة] في شامنا ومصرنا، وصرح فيها بألفاظ ما سمعها ذو لب الا وتلا قوله تعالى: ? لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ? [سورة الكهف].



ولما وصل إلينا تقدمنا إلى أولي العقد والحل، وذوي التحقيق والنقل، وحضر قضاة الإسلام، وحكام الأنام، وعلماء الدين، وفقهاء المسلمين، وعقد له مجلس شرعي في ملأ وجمع من الأئمة، [ومن له دراية في مجال النظر ودفع] فثبت عندهم جميع ما نسب إليه، [بقول من يعتمد وبعول عليه]، وبمقتضئ خط قلمه الدال على منكر معتقده، وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته الخبيثة منكرون، وءاخذوه بما شهد به قلمه تالين: ? سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ? [سورة الزخرف]، ونقل إلينا انه كان استتيب مرارا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه.



وصح ذلك في مجلس الحاكم العزيز المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن [التشبيه في] اعتقاد مثل ذلك، أو يعود له في هذا القول متبعا، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مسراه، أو أن يفوه بجهة العلو بما فاه، أو أن يتحدث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو خرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يحيز الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف.



فليقف كل واحد عند هذا الحد، ودلله الأمر من قبل ومن بعد، وليلزم كل من الحنابلة بالرجوع عن هذه العقيدة، والخروج عن الشبهات الزائغة الشديدة، ولزوم ما أمر الله تعالى به من التمسك بمذاهب أهل الإيمان الحميدة، فانه من خرج عن أمر الله فقد ضل سواء السبيل، ومثل هذا ليس له إلا التنكيل، والسجن الطويل مستقره ومقيله وبئس المقيل.



[وقد رسمنا بأن ينادى في دمشق المحروسة والبلاد الشامية، وتلك الجهات الدانية والمقاصية بالنهي الشديد والتخويف والتهديد لمن اتبع ابن تيمية في هذا الأمر الذي أوضحناه، ومن تابعه تركناه في مثل مكانه وأحللناه، ووضعناه من عيون الأمة كما وضعناه] ومن أصر على الامتناع وأبى إلا الدفاع، أمرنا باسقاطهم من [مدارسهم] ومناصبهم، ووضعهم من مراتبهم مع إهانتهم، وأن لا يكون لهم في بلادنا قضاء ولا حكم ولا ولاية ولا تدريس ولا شهادة ولا إمامة بل ولا مرتبة ولا إقامة، فإنا أزلنا دعوة هذا الرجل من البلاد، وأبطلنا هذه العقيدة التي أضل بها كثيرا من العباد أو كاد [بل كم أضل بها من خلق وعاثوا بها في الأرض الفساد، ولتثبت المحاضر الشرعية على الحنابلة بالرجوع عن ذلك وتسير المحاضر بعد إثباتها على قضاة المالكية]، وقد أعذرنا وحذرنا وأنصفنا حيث إنذرنا، وليقرأ مرسومنا هذا على المنابر، ليكون أبلغ واعظ وزاجر، وأعدل ناه وءامر إن شاء الله تعالى. والحمد لله وحده وصلواته على نبينا محمد وءاله وصحبه وسلم. والاعتماد على الخط الشريف أعلاه. وكتب ثامن عشري شهر رمضان سنة خمس رسبعمائة. ا. هـ.



وهذه المراسيم الصادرة في حقه بعد محاكمته أمام جماعة من كبار العلماء في عصره مسجلة في كتب التواريخ مثل: عيون التواريخ، ونجم المهتدي، ودفع شبه من شبه وتمرد وغيرها.



وذكر الصفدي من مؤلفات ابن تيمية كثيرا منها: مؤاخذته لابن حزم في الإجماع، ومنها قاعدة في تفضيل الإمام أحمد والقادرية، وكتاب في بقاء الجنة والنار وفنائهما وقد رد عليه قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وجواز طواف الحائض وكراهية التلفظ بالنية وتحريم الجهر بها، وقتل تارك أحد المباني وكفره، وتحريم السماع، وتحريم الشطرنج، وتحريم الحشيشة ووجوب الحد فيها ونجاستها، وكتاب الحلف بالطلاق من الايمان حقيقة، وقاعدة في فضل معاوية وفي ابنه يزيد أنه لا يسمب، وكشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية، وشرح حديث النزول، وذكر الصفدي أن له تأليفا في جواز قتال الرافضة.



ثم قال الصفدي في ءاخر ترجمته24 : ((وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدينن بن تيمية أحد الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم بل ولا قبل مائة سنة وهم: الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ ابن دقيق العيد، وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي)). وقال الصفدي: ((وممن مدحه بمصر ايضا شيخنا العلأمة أبو حيان لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب منها أنه قال له يوما: كذا قال سيبويه، فقال: يكذب سيبويه، فانحرف عنه، وقد كان أولا جاء إليه والمجلس عنده غاص بالناس فقال يمدحه ارتجالا:



لقا أتينا تقي الدين لاح لنا ............. داع إلـى الله فـرد مـا لـه وزر

على فحياه من سيما الأولى صحبوا ............. خير البريـة نـوز دونة القمـر

حبر تسربل منة دهرة حـبرا ............. بحر تقاذف من أمواجـيما الذرر

قام ابن تيميبة في نصير شرعتنا ............. مقام سيد تيم إذ عصت مضر

فأظهر الحـق إذ ءاثاره درسبت ............. وأخمد الشر إذ طارت له الشرر

كنا نحدث عن حبر يجي فها ............. أنت الإمائم الذي قد كان ينتظر))



وأشار بقوله ((لأسباب)) ما ذكره المحدث الحافظ شارح القاموس أنه اطلع- أي أبو حيان- على كتاب لابن تيمية سماه كتاب العرش ذكر فيه أن الله يقعد النبي في الآخرة على الكرسي بجنبه وقال إنه صار يلعنه إلى أن مات، وهذا يؤيد وصف الذهبي له في بيان زغل العلم والطلب بالكبر وازدراء الأكابر وفرط الغرام في رئاسة المشيخة، ومعلوم أن الكبر من الكبائر يفسق فاعله.



وأبو حيان هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي ثم المصري، وصفه الحسيني25 بالشيخ الإمام العلامة المحدث البارع ترجمان العرب ولسان أهل الأدب، وقال الذهبي في ترجمته ما نصه26: "ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات، وله مصنفات في القراءات والنحو، وهو مفخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به عدة أئمة، مد الله في عمره وختم له بالحسنى وكفاه شر نفسه، وودي لو أنه نظر في هذا الكتاب وأصلح فيه، وزاد فيه تراجم جماعة من الكبار فإنه إمام في هذا المعنى أيضا" اهـ.


--------------------------------------------------------------------------------

المصادر


(23) ما كان بين العاقفتين فهو من نسخة أخرى.
(24) اعيان العصر وأعوان النصر (1/71).
(25) ذيل تذكرة الحفاظ (1/32).
(26) معرفة القرّاء الكبار (2/724).
[1] - أنظر مقدمة الدرة المضية للإمام السبكي.
[2] - معنى هذا الكلام أن الله مركب من أجزاء ويحتاج إلى تلك الأجزاء والعياذ بالته.
[3]- أنظر ذخانر القصر، (ص/ 69)، مخطوط.




Post: #81
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 02:21 AM
Parent: #75

الأخ ود محجوب
الحكاية التي رويتها حول قصة الاستواء مختلقة تماماً كقصة النزول التي أوردها ابن بطوطة، والدليل على بطلانها هو أن رأي ابن تيمية في الاستواء معلوم، وهو لا يشبه ولا يمثل وقد نقلنا قي غير هذا الموضع نفيه للتمثيل.
ولو كان ابن تيمية من المجسمة لذاع كفره واشتهر ولم نحتج لبيانه لنكرة دمشقي يروي عن أبيه .
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو لماذا العدول عن كلام ابن تيمية الواضح الصريح المثبت إلى هذا الكذب؟ والمصلحة من ورائه؟

Post: #77
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: sudania2000
Date: 01-18-2005, 04:31 PM
Parent: #1

السلام عليكم
أشكرك أخي الكريم علي طيب الكلمات...وأود الاعتذار اذا خرجت عن الهدف من البوست و لكنك لها...في افراد اخر للامر الذي يقلقني و لا اجده سهلا...ايجاد النهج في هذا الزمن .....و الثبات عليه.....و لكني دعني أختلف معك قليلا أخي ...الامر أكثر مأساوية مما تتصور ...قد تكون نفسك الطيبة ..و ذاتك الشفيفة ابعد من أن تتخيل الامر لكنه هو واقعنا...سواء هنا أو قريب منا في هذا البلد أو ذاك ...الامر يهون حين تكون في غير بلاد الاسلام علي الاقل انك تركن الي أمة علي غير هدي ..انظر حولك تجد ما أقول ....لا اختلف في مبدأ التأمل في السير و مصحابة الاخيار حتي لو كان اطلاعا ...لكن صعوبة الامر في بعد الشقة ...و هول الاختلاف....في زمن العولمة...و عصر الدش و الانفلات الاخلاقي ...يصعب ...الامر...و تحدث الهزات النفسية....كيف لنا ان لا نقع في هوة التخبط ...بين اقصي اليسار او اقصي اليمين ...وبين هنا و هناك زلات و زلات ....اشفق علي الصغار ...وهذا ما ولد فينا الخوف ..الخوف من الالتزام ذاته ..الذي ..اصبح بعبعا يخيف الاباء و الامهات ...ويخيف الشباب...و يخيف القادة ....و نركن الي عبارة يومية خليهم يشوفوا شبابهم الي ان يشيبوا بعيبهم ...350 قناة...مليون صفحة في الشبكة ...مليار أغنية ...و ..لا أعلم الي اين نحن ذاهبون...وفوق هذا وذاك الداعية الي الطريق غير منضبط و تحركه شهوات المال و المنصب ...و اشياء اخري.....من بدع و افكار دخيلة ....و دعوات فكرية حديثة....الا تتفق معي ان الصورة اكثر مأساوية مما نتخيل ...
لك كل الود و التقدير و الاحترام
ووفقك الله
و
..تسلم.....

Post: #78
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-23-2005, 06:45 AM
Parent: #77

كل عام وأنتم بخير

Post: #79
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 01-24-2005, 05:23 AM
Parent: #78


قول ابن تيمية بحوادث لا اوّل لها لم تزل مع الله

أي لم يتقدم الله جنس الحوادث، وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل فردٍ من أفرادِ الحوادث بعينه حادث مخلوق، وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي، أي لم يسبقه الله تعالى بالوجود.

وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين، ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ومنهاج السنّة النبوية، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع، ومجموعة تفسير من ست سور، وكتابه الفتاوى، وكل هذه الكتب مطبوعة.

أمّا عبارته في الموافقة فهي ما نصّه (1): "وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ . وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول، ما نصه (2): "قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.

ويقول فيها أيضا ما نصه (3): ”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها" ا.هـ. فهذا من عجائب ابن تيمية الدالّة على سخافة عقله قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم. قال الكوثري (4) في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصّه (5): "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.هـ.

وقال- أي ابن تيمية - في منهاج السنّة النبوية ما نصه (6): "فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".

وقال فيه ما نصه (7): (ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.

وقال في موضعءاخر ما نصّه (: "وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ. ومضمون هذا أمران: أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.

ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني (9) في كتاب شرح العضدية بقوله (10): "وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.

وقال في موضع ءاخر من المنهاج (11) ما نصه: "ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف ا.هـ. فانظروا كيف افترى كعادته هذه المقولة الخبيثة على أئمة الحديث، وهذا شىء انفرد به ووافق به متأخري الفلاسفة، لكنه تقوّل على أئمة الحديث

والفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهم وافترى عليهم، ولم يقل أحد منهم ذلك لكن أراد أن يروّج عقيدته المفتراة بين المسلمين على ضعاف الأفهام، ويربأ بنفسه عن أن يقال إنه وافق الفلاسفة في هذه العقيدة.

وقد ردّ على ابن حزم في نقد مراتب الإجماع (12) لنقله الإجماع على أن الله لـم يزل وحده ولا شىء غيره معه، وأن المخالف بذلك كافر باتفاق المسلمين، فقال ابن تيمية بعد كلام ما نصه: "وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شىء غيره معه ". ا.هـ. وعبارته هذه صريحة في اعتقاده أن جنس العالم أزلي لم يتقدمه الله بالوجود.

أما عبارته في شرح حديث عمران بن الحصين (13) فهي: "وإن قدّر أن نوعها- أي الحوادث- لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل، بل هي من كماله، قال تعالى: (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (سورة النحل/17). وقال: "والخلق لا يزالون معه " إلى أن قال: "لكن يشتبه على كثير من الناس النوع بالعين ". ا.هـ.

وقال في شرح حديث النزول (14) في الرد على من قال: ما لا يخلو من الحوادث حادث، وعلى من قال: ما لا يسبق الحوادث حادث، ما نصه: "إذ لم يفرقوا بين نوع الحوادث وبين الحادث المعين". اهـ. يريد أن القول بقيام حوادث لا أوّل لها بذات الله لا يقتضي حدوثه.

وقال في كتابه الفتاوى ما نصه (15): "ومن هنا يظهر أيضا أن ما عند المتفلسفة من الأدلة الصحيحة العقلية فإنما يدل على مذهب السلف أيضا، فأن عمدتهم في "قدم العالم " على أن الرب لم يزل فاعلاً، وأنه يمتنع أن يصير فاعلاً بعد أن لم يكن، وأن يصير الفعل ممكنًا له بعد أن لم يكن، وهذا وجميع ما احتجوا به إنما يدل على قدم نوع الفعل " اهـ. أما عبارته في تفسير سورة الأعلى (16): "الوجه الرابع أن يقال: العرش حادث كائن بعد أن لم يكن، ولم يزل مستويًا عليه بعد وجوده، وأما الخلق فالكلام في نوعه، ودليله على امتناع حوادث لا أول لها قد عُرف ضعفه، والله أعلم " اهـ.

وقد أثبت هذه العقيدة عن ابن تيمية الحافظ السبكي في رسالته الدرة المضية، والحافظ أبو سعيد العلائي.

فقد ثبت عن السبكي ما نقله عنه تلميذه الصفدي وتلميذ ابن تيمية أيضًا في قصيدته المشهورة حتى عند المنتصرين لابن تيمية وقد تضمنت الردّ على الحليّ ثم ابن تيمية لقوله بأزلية جنس العالم وأنه يرى حوادث لا ابتداء لوجودها كما أن الله لا ابتداء لوجوده قال-أي السبكي- ما نصه:

ولابن تيمية ردُّ عليـه وفـى بمقصد الردّ واستيفاءِ أضْرُبِهِ

ِ لكنه خَلطَ الحق المبين بما يشوبـُهُ كَـدًرٌ فـي صَفوِمشرَبِهِ

يحاوِلُ الحَشوَ أنَّى كان لهُ حثيثُ سيرٍ بشرقٍ او بمغرِبِهِ

يـرى حـوادث لا مبـدَا لأوَّلـهـا في الله سبحـانَهُ عما يظُنُّ بهِ

وقال العلاّمة البياضي الحنفي في كتابه إشارات المرام (17) بعد ذكر الأدلة على حدوث العالم ما نصّه: "فبطل ما ظنه ابن تيمية من قدم العرش كما في شرح العضدية". اهـ.

هذا وقد نقل المحدّث الأصولي بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع (19) اتفاق المسلمين على كفر من يقول بأزلية نوع العالم فقال بعد أن ذكر أن الفلاسفة قالوا: إن العالم قديم بمادته وصورته، وبعضهم قال: قديم المادة محدث الصورة، ما نصه: "وضلَّلهم المسلمون في ذلك وكفروهم ". اهـ. ومثل ذلك قال الحافظ ابن دقيق العيد والقاضي عياض المالكي والحافظ زين الدين العراقي والحافظ ابن حجر في شرح البخاري وغيرهم.

قال القاضي عياض في الشفا (20): "وكذلك نقطع على كفر من قال بقدم العالـم أو بقائه أو شك في ذلك على مذهب بعض الفلاسفة والدهرية " اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري(21) ما نصه: "قال شيخنا- يعني العراقي- في شرح الترمذي: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يعلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس، ومنهم من عبر بإنكار ما علم وجوبه بالتواتر، ومنه القول بحدوث العالم، وقد حكى القاضي عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم، وقال ابن دقيق العيد: وقع هنا من يدّعي الحذق في المعقولات ويميل إلى الفلسفة فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماع، وتمسك بقولنا: إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترًا عن صاحب الشرع، قال: وهو تمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام، لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل " اهـ.

وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء عند الكلام على تكفير الفلاسفة ما نصه (22) "ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته، فلم يذهب أحد من المسلمين إلى شىء من ذلك"اهـ ، وقال في موضعءاخر منه ما نصه (23): "وقال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: اعلم أن حكم الجواهر والأعراض كلها الحدوث، فإذًا العالم كله حادث، وعلى هذا إجماع المسلمين بل وكل الملل، ومن خالف في ذلك فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي" ا.هـ.

فقول ابن تيمية بأزلية نوع العالم مخالف للقرءأن والحديث الصريح وإجماع الأمة وقضية العقل، أمّا القرءان فقرله تعالى: (هؤ الأوَّلُ والأخِرُ)(سورة الحديد/3)، فليس معنى هو الأول إلا أنه هو الأزلي الذي لا أزلي سواه أي أن الأولية المطلقة لله فقط لا تكون لغيره، فأشرك ابن تيمية مع الله غيره في الأولية التي أخبرنا الله بأنها خاصة له، وذلك لأن الأولية النسبية هي في المخلوق، فالماء له أولية نسبية أي أنه أول المخلوقات بالنسبة لغيره من المخلوقات، ثم تلاه العرش ثم حدث ما بعدهما وهو القلم الأعلى واللوح المحفوظ ثم الأرض ثم السموات، ثم ما ذكره الله تعالى بقوله: ( والأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دحاها) (سورة النازعات/30).

وأما الحديث فقوله صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه البخاري (24) في كتاب بدء الخلق وغيرُه: "كان الله ولم يكن شىء غيره" الذي توافقه الرواية الأخرى رواية أبي معاوية: (كان الله قبل كُلِّ شىء) (25) , ورواية: (كان الله ولم يكن معه شىء).

وأمّا رواية البخاري في أواخر الجامع (26): "كان الله ولم يكن شىء قبله" فترد إلى روايته في كتاب بدء الخلق وذلك متعين، ولا يجوز ترجيح رواية: (كان الله ولم يكن شىء قبله" على رواية: "كان الله ولم يكن شىء غيره " كما أومأ إلى ذلك ابن تيمية، لأن ظاهر رواية: "كان الله ولم يكن شىء قبله" يوافق ما يزعمه كما أشار لذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (27) عند ذكر حديث: "كان الله ولم يكن شىء قبله " فقال فيما حاول ابن تيمية من ترجيح هذه الرواية على تلك الرواية توصلاً إلى عقيدته من إثبات حوادث لا أول لها ما نصه: "وهذه من أشنع المسائل المنسوبة له "- يعني ابن تيمية-. اهـ.

أقول: ولا أدري لماذا لم يجزم الحافظ ابن حجر بقول ابن تيمية بهذه المسألة مع أنه ذكر في كتابه لسان الميزان قول الحافظ السبكي في ابن تيمية في تلك الأبيات التي منها: يرى حوادث لا مبدا لأولها في الله، وأنه يقول بتجدد حوادث في ذات الله من كلمات وإرادات بحسب المخلوقات. وهو المراد بقول ابن تيمية نوع العالم أزلي وأفراده حادثة.

وكذلك رواية مسلم (2: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء" ترد إلى رواية البخاري: "كان الله ولم يكن شىء غيره " فإن لم ترد ورجحت رواية مسلم كان ذلك رجوعًا إلى قول الفلاسفة وإلغاء لرواية البخاري.

فخالف ابن تيمية القرءان والحديث وقضية العقل التي لم يخالف فيها إلا الدهرية وأمثالهم، وهذا ليس مشكوكًا في نسبته إلى ابن تيمية فإنه ذكر ذلك في سبعة من كتبه كما مرّ، وعبّر في بعضها بأزلية جنس العالم. ولو

لم يكن نصّ ابن تيمية في كتبه السبعة التي هي في متناول من يريد الاطلاع عليها لأنها طبعت، لكفى شهادة الحافظين الإمامين الجليلين المتفق على إمامتهما تقي الدين السبكي وأبي سعيد العلائي، وقد تقدمت ترجمة السبكي في كتاب أعيان العصر لتلميذه الصفدي بتوسع ووصفُهُ له بالثناء البالغ ليُِنرَل بمنزلته لما صح من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنزلوا الناس منازلهم " رواه أبو داود (29) من حديث عائشة.

وابن تيمية قد أخذ هذه المسألة أعني قوله بقدم نوع العالم عن متأخري الفلاسفة لأنه اشتغل بالفلسفة كما قال الذهبي وإن كان معروفا بتشديد النكير على أرسطو وغيره لقولهم العالم أزلي بجنسه وتركيبه وصورته على أن قسمًا من الفلاسفة لم يقولوا بهذه المقالة قال ابن أمير الحاج في كتابه التقرير والتحبير (30): "بخلاف إجماع الفلاسفة على قدم العالم- يعني أنه لا يعتبر- لأنه عن نظر عقلي يزاحمه الوهم فإن تعارض الشبه واشتباه الصحيح بالفاسد فيه كثير ولا كذلك الإجماع في الشرعيات فإن الفرق فيها بين القاطع والظني بيّن لا يشتبه على أهل المعرفة والتمييز فضلاً عن المحققين المجتهدين، على أن التواريخ دلت على من يقول بحدوث العالم منهم أي الفلاسفة فلا إجماع لهم على ذلك، ومما يدل على ذلك ما حكاه لنا المصنف رحمه الله عند قراءة هذا المحل عليه من كتابة وجدت بحجر في أساس الحائط الجيروني من جامع دمشق حسبما ذكره الإمام القفطي في كتابه إنباء الرواة على أنباء النحاة ولا بأس بسوقه ذكر المشار إليه في ترجمة أبي العلاء المعري عمن ذكر أنه قرىء بحضرته يومًا: أن الوليد لما تقدم بعمارة دمشق أمر المتولين لعمارته أن لا يضعوا حائطا إلا على جبل فامتثلوا، وتعسّر عليهم وجود جبل لحائط جهة جيرون وأطالوا الحفر امتثالا لمرسومه، فوجدوا رأس حائط مكين العمل كثير الأحجار يدخل في عملهم، فأعلموا الوليد أمره وقالوا نجعل رأسه أسًّا فقال: اتركوه واحفروا قدامه لتنظروا أسَّه وُضِعَ على حجر أم لا؟ ففعلوا ذلك فوجدوا في الحائط بابًا وعليه حجر مكتوب بقلم مجهول، فأزالوا عنه التراب بالغسل ونزلوا في حفره لونًا من الأصباغ فتميزت حروفه وطلبوا من يقرؤها فلم يجدوا ذلك، وتطلب الوليد المترجمين من الآفاق حتى حضر منهم رجل يعرف قلم اليونانية الأولى فقرأ الكتابة الموجودة فكانت: باسم الموجد الأول أستعين، لما أن كان العالم محدَثًا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدِث لا كهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين وأشياعهما حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محب الخير على مضي ثلاثةءالاف وسبعمائة عام لأهل الأسطوان، فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه عند بارئه بخير فعل، والسلام". ا هـ.

ونقل ذلك أيضًا الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في كتابه ذخائر القصر قال ما نصّه: "ووجد مكتوب على عتبة على أساس الجامع الأموي بدمشق بالقلم اليوناني وفسر: باسم الحي الأزلي لما كان العالم محدَثًا وجب أن يكون له محدِث ليس هو كهو فأدت الضرورة إلى تعظيمه والخضوع لقربه لا كما قال ذو اللحيين وذو السنين وأشياعهما انتدب لعمارة هذا الهيكل المبارك والإنفاق عليه من ماله محب الخير فإن أمكن الداخل فيه ذكر بانيه عند بارئه بشىء من خير شُكِرَ فعله والسلام وذلك لألفي سنة مضت لأصحاب الأسطوان". اهـ.

تنبيه: ليعلم أن هذا الرجل – اي ابن تيمية- يكثر من سب لفلاسفة وهو موافق لمتأخريهم تمويهًا على الناس ليُظن انه يتكلم بلسان أهل الحديث، وهو خالف علماء الحديث والفقهاء قاطبة بمقالته هذه ان جنس العالم أزلي لم يزل مع الله وإنما الحادث هو الأفراد المعينة من المخلوقات. كذّب كلام الله بذلك وجعل يحدث منه كلامًا بعد كلام من غير ابتداء ومن غير انتهاء، وكيف يعقل أن يكون النوع موجودا في غير ضمن الأفراد، وقوله النوع أزلي والأفراد حادثة ينعكس إلى عكس ما يدعيه، وبيان ذلك أن الإنسانية لا تتحقق خارج أفراد الإنسان وإنما تتحقق ضمن الأفراد. وهذا الذي أصابه منشؤه أنه خاض في الفلسفة فعلق بذهنه معتقد أحد فريقيهم وقد ذكر الذهبي انه اشتغل بالفلسفة والكلام أي الكلام المذموم كلام أهل الاهواء وهم الفرق البدعية في الاعتقاد.

فكيف ينسب نفسه إلى السلف وتنسبه أتباعه إلى السلف وهو ناقض السلف، فالسلف كلهم كانوا مجمعين على أن الله هو الأول الأولية المطلقة وأنه لا يشاركه بها غيره، وهو أشرك بالله نوع العالم أي جنسه، فأين هو وأين التوحيد؟.

فائدة

مما يبطل قول ابن تيمية بقيام كلام حادث الأفراد أزلي النوع وإرادة حادثة الأفراد قديمة النوع في ذات الله، ما قاله أبو الفضل التميمي في كتابه اعتقاد الإمام أحمد (31): "وذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضبًا ورضا، وقرأ أحمد قوله عز وجـل: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (سورة طه/81)، وأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل : ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) (سورة الزخرف/55) الآية، قال ابن عباس: يعني أغضبونا. وقوله أيضًا: ( فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَه)ُ (سورة النساء/93) الآية، ومثل ذلك في القرءان كثير، والغضب والرضا صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبًا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يغضبه ولم يزل راضيًا على ما سبق في العلم أنه يكون مما يرضيه، وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضا والغضب مخلوقان، قالوا فمن قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيًا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه، ويسمَّى ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازًا في بعض الأشياء، و يسمَّى عذابُ الله تعالى وعقابه غضبًا وسخطًا لأنهما عن الغضب كانا، وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون أنهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة أنهم يقولون هذه قدرة الله تعالى، والمعنى أنها عن قدرةِ كانت، وقد يقول الإنسان في دعائه: اللهم اغفر لنا عِلْمَكَ فينا وإنما يريد معلومك الذي علمته، فسموا المعلوم باسم العلم، وكذلك سموا المرتضى باسم الرضى وسموا المغضوب باسم الغضب" أ. هـ .

فما أعظم هذه الفائدة ففيها ردّ لما يحتج به أتباع ابن تيمية لحدوث صفات الله تعالى بحديث الشفاعة المشهور أنءادم وغيره يقول: "إن الله غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله"، فزعم هؤلاء المشبّهة أن الله يحدث له في ذلك الوقت صفة حادثة في ذاته. وهذه الفائدة تبين فساد فهم هؤلاء الذين ينتسبون إلى مذهب أحمد وهم على خلافه في الحقيقة.

ويكفي ابن تيمية مناقضة أنه يذكر في غير موضع أننا لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ويقول في الموافقة: "وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها" اهـ.

نقول: فأين في الكتاب والسنة ذكر جواز حوادث لا أول لها، وهذه عقيدة فاسدة مصادمة لعقيدة الإسلام يبرأ منها المسلمون.

قال الحافظ اللغوي محمَّد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ممزوجًا بالمتن ما نصه (32): (وافتقر محدثه إلى محدث ويتسلسل ذلك إلى غير نهاية وما تسلسل) لا إلى نهاية (لم يتحصل) أي إن تسلسل هكذا لزم عدم حصول حادث منها أصلاً لما سبق أن المحال وهو وجود حوادث لا أول لها يستلزم استحالة وجود الحادث الحاضر، وأيضا فإن التسلسل يؤدي إلى فراغ ما لا نهاية له وذلك لا يُعقل، وإن كان الأمر ينتهي إلى عدد متناه فيلزم الدور وهو محال أيضًا لأنه يلزم عليه تقدم الشىء على نفسه وتأخره عنها، فإذا كان الحدوث يؤدي إلى الدور أو التسلسل المحالين لزم أن يكون محالا" اهـ.

وقال ملا علي القاري في شرح الفقه اكبر ما نصه (33): "ثم اعلم أن المراد بأهل القبلة الذين اتفقوا على ما هو من ضروريات الدين، كحدوث العالم وحشر الأجساد وعلم الله بالكليات والجزئيات وما أشبه ذلك من المسائل، فمن واظب طول عمره على الطاعات والعبادات مع اعتقاد قدم العالم، أو نفي الشر، أو نفي علمه سبحانه بالجزئيات لا يكون من أهل القبلة" اهـ.

فائدة: فإذا تقرر هذا فتفهموا يرحمكم الله بتوفيقه ما يأتي من البرهان العقلي على حدوث العالم وهو ما سوى الله، وتقريره أن يقال: إن الجسم لا يخلو من الحركة والسكون وهما حادثان لأنه بحدوث أحدهما ينعدم الآخر، فما لا يخلو من الحادث حادث، فالأجسام حادثة، وفي هذا البرهان ثلاث قضايا:

الأولى: أن الأجسام لا تخلو من الحركة أو السكون وهي ظاهرة- مُدركة بالبديهة فلا تحتاج إلى تأمل، فإن من عَقِلَ جسما لا ساكنًا ولا متحركًا كان عن نهج العقل ناكبًا وللواقع مكابراً.

الثانية: قولنا: "إنهما حادثان" يدل على ذلك تعاقبهما وذلك مشاهد في جميع الأجسام وما لم يشاهَد، فما من ساكن إلا والعقل قاض بجواز حركته، وما من متحرك إلا والعقل قاض بجواز سكونه، فالطارىء منهما حادث بطريانه، والسابق حادث لعدمه لأنه لو ثبت قِدَمَهُ لاستحال عدمه.

الثالثة: قولنا: "ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث" لأنه لو لم يكن كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا أول لها، وما لا أول له من الحوادث لا تنتهي النوبة إلى وجود الحادث الحاضر في الحال، وانقضاء ما لا نهاية له محال لأنك إذا لاحظت الحادث الحاضر ئم انتقلت إلى ما قبله وهلمَّ جرًّا على الترتيب لم تفض إلى نهاية، ودخول ما لا نهاية له من الحوادث في الوجود محال، وإن لم يمكن عدم إفضائك إلى نهاية لكان لتلك الحوادث أوّل وهو خلاف المفروض.

وعندنا دليل عقلي بعبارة أخرى فنقول: لو كان أفراد العالم التي دخلت في الوجود لا نهاية لها لكان لا يخلو عددها عن أن يكون زوجًا وفردًا معًا، أو لا زوجًا ولا فردًا، ومحال أن يكون زوجًا وفردًا جميعًا ولا زوجًا ولا فردًا فإن في ذلك جمعًا بين النفي والإثبات وهما ضدان، إذ في إثبات أحدهما نفي الآخر، وفي نفي أحدهما إثبات الآخر، ومحال أن يكون زوجًا فقط لأن الزوج يكون فردًا بزيادة واحد فكيف يُعْوِزُ ما لا نهاية له واحد ، ومحال أن يكون فردًا فقط لأن الفرد يكون زوجًا بزيادة واحد عليه فكيف يُعْوِز واحد ما لا نهاية له، فحصل من هذا أن العالم لا يخلو من الحوادث فهو إذا حادث، والا لزم استحالة وجود الحادث الحاضر لأنه لازم وجود حوادث لا أول لها، لكن الحادث الحاضر ثابت فانتفى ملزومه وهو وجود حوادث لا أول لها، فلاِنتفاء وجود حوادث لا أول لها انتفى ملزومه وهو كون مالا يخلو من الحوادث قديمًا، فثبت نقيضُه وهو: "ما لا يخلو من الحوادث حادث"، فتبيّن وجوب انتهاء الحوادث التي دخلت في الوجود إلى أول.

وبهذا الدليل يبطل قول بعض الملحدين بتسلسل الوالدية والولدية في جانب الماضي إلى غير نهاية، ويقال في البذر والزرع ونحو ذلك مثل ذلك، ويقال في إبطال قولهم: "ما من نطفة إلا من إنسان ولا من إنسان إلا من نطفة وهكذا إلى غير بداية"، وقولهم: "ما من زرع إلا من بذر ولا من بذر إلا من زرع وهكذا إلى غير بداية في جانب الماضي " يلزم منه ذلك المحال وما أدى إلى المحال محال.

وبيان القضية الثالثة بوجه ءاخر أن نقول: لو وجدت حوادث لا أول لها للزم أن يوجد عددان متغايران وليس أحدهما أكثر من الآخر ولا مساويا له، لأنا لو نظرنا عدد الحوادث من الطوفان مثلاً إلى الأزل مع عددها من الآن مثلاً إلى الأزل لكانا عددين متغايرين قطعًا، ويستحيل بينهما المساواة لتحقق الزيادة في أحدهما، والشىء دون زيادة لا يكون فساويًا لنفسه بزيادة، ويستحيل أن يكون أحدهما اكثر من الآخر لعدم تناهي أفراد كل واحد منهما فلا يفرغ أحدهما قبل الآخر بالعدّ، وحقيقة الأقل ما يصير عند العد فانيًا قبل الآخر والأكثر ما يقابله. ونحن لو فرضنا الآن شخصين يعُدُّ أحدهما الحوادث من الطُّوفان إلى الأزل والآخر يعدها من الآن إلى الأزل لاستحال على مذهب الفلاسفة أرسطو وابن سينا أن يفنى أحد العددين بالعدِّ قبل الآخر، فيمتنع أن يكون أحدهما أكثر من الآخر، فقد اتضح لك أنه يلزم على وجود حوادث لا أول لها أن يوجد عددان ليس بينهما مساواة ولا مفاضلة رذلك بطريق التطبيق وهو جعل شىء على شىء، فالمطبَّق في هذا المثال ما فُرِضَ من عدد الحوادث من الآن إلى الأزل وهو في الحقيقة عين المطبَّق لكن بعد زيادة ما من الطوفان إلى الآن.

وهناك دليلءاخر وهو أن نقول: لو وجدت حوادث لا أول لها للزم إما أسبقية الأزلى علي الأزلي، أو صيرورة ما يتناهى لا يتناهى بزيادة واحد، لكن صيرورة ما يتناهى لا يتناهى باطل، فبطل وجود حوادث لا أول لها.

فائدة جليلة: قال أهل الحق في إبطال القول بحوادث لا أول لها وإثبات صحة حوادث متسلسلة إلى ما لا نهاية له في المستقبل عقلاً ما كفى وشفى، فمثَّلوا الأول بملتزِمٍ قال: لا أعطي فلانًا في اليوم الفلاني درهمًا حتى أعطيه درهمًا قبله، ولا أعطيه درهمًا قبله حتى أعطيه درهمًا قبله وهكذا لا إلى أول، فمن المعلوم ضرورة أن إعطاء الدرهم الموعود به في اليوم الفلاني محال لتوقفه على محال وهو فراغ ما لا نهاية له بالإعطاء شيئًا بعد شىء، ولا ريب أن ما ادَّعوه من حوادث لا أول لها مطابق لهذا المثال، فإن إعطاء الفاعل للفلك مثلاً الحركة في زماننا هذا وفي غيره من الأزمان الماضية متوقف على إعطائه قبله من الحركات شيئا بعد شىء مما لا نهاية له، فالحركة للفلك في الزمان المعين نظير الدرهم الموعود به في الزمن المخصوص، والحركاتُ التي لا تتناهى قبلها نظير الدراهم التي لا تتناهى قبل ذلك الدرهم، فيكون وجود الحركة للفلك في هذا الزمان مثلاً مستحيلا كما استحال وجود الدرهم الموعود به في الزمان المعين للشخص.

ومثال ما ادعيناه في نعيم الجنة كما لو قال الملتزم: لا أعطي فلانًا درهمًا في زمن إلا وأعطيه درهمًا بعده وهكذا لا إلىءاخر فهذا لا ريب لعاقل في جوازه عقلاً إذ حاصله إلتزام الملتزم عدم قطع العطاء بعد أبتدائه، فهذا المثال لا تخفى مطابقته لما ادعيناه في نعيم الجنة للمؤمنين ولا لما ندعيه في عذاب جهنم للفلاسفة القائلين بقدم العالم وأضرابهم من الطبائعيين وسائر الكافرين، وبما قررنا ثبت قطعًا صحة قولنا في الاستدلال على حدوث الأعيان، والأعيان ملازمة للأعراض الحادثة وكل ملازم للحادث فهو حادث.

------------------------------------------------------------------------

(1) أنظر الموافقة (2/ 75).

(2) أنظر المرافقة (1/ 245).

(3) أنظر الموافقة (1/ 64).

(4) محمد زاهد بن الحسن الكوثري (1296 - 1371 هـ- 1879- 1952 ر) فقيه حنفي، تفقه في جامع الفاتح بالأستانة ودرّس فيه، ثم جاء إلى الإسكندرية عام 1922 ر. ثم استقر في القاهرة موظفا في دار المحفوظات، له تآليف كثيرة منها: الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وله نحو مائة مقالة جمعت في كتاب مقالات، الكوثري.

(5) أنظر السيف الصقيل (ص/ 74).

(6) أنظر المنهاج (1/ 224).

(7) أنظر المنهاج (83/1).

( أنظر المنهاج (1/ 109).

(9) الدواني عالم مشهور ترجمه الحافظ السخاوي في البدـر الطالع ووثقه.

(10) شرح العضدية (ص/ 13).

(11) أنظر المنهاج (1/ 224).

(12) أنظر نقد مراتب الإجماع (ص/ 16.

(13) أنظر الكتاب (ص/ 193)، ومجمرع الفناوى (18/ 239).

(14) أنظر الكتاب (ص/ 161).

(15) الفتاوى (6/ 300).

(17) مجموعة تفسير (ص/12-13).

(1 أنظر الكتاب (ص/ 197).

(19) أنظر تشنيف المسامع (ص/ 342)، مخطوط.

(20)الشفا (606/2).

(21) فتح الباري (12/ 252).

(22) إتحات السادة المتقين (1/ 184).

(23) إتحاف السادة المتقين (2/ 94).

(24) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق: باب ما جاء في قول الله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده).

(25) فتح الباري (13/ 410).

(26) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد: باب وكان عرشه على الماء.

(27) فتح الباري (13/ 410).

(2 أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكر والدعاء والتوبة: باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.

(29) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب في تنزيل الناس منازلهم.

(30) أنظر الكتاب (3/ 84).

(31) اعتقاد الامام أحمد (ص/ 6- 7)، مخطوط.

(32) إتحاف السادة المتقين (2/ 96).

(33) شرح الفقه الأكبر (ص/ 154- 155).



1

Post: #80
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 02:02 AM
Parent: #79

الأخ ود محجوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لم أر تعليقاتك الأخيرة إلا الآن،وأشكرك على طرح بعض المآخذ العلمية على الشيخ ابن تيمية، وعندي ملاحظات على ماذكرته سأوردها لاحقاً، وكثير مما ذكرته في ظني محمدة لابن تيمية أنه كان مستقلاً في نظرته، مفتياً بما أداه إليه علمه، خاصة وقد شهد له علماء عصره بأمتلاكه أدوات الاجتهاد، وقد سبق أن نقلنا أن أكثر من ثمانين عالماً لايرونه أهل للاجتهاد فحسب بل يحسبونه شيخ الإسلام.
الاختيارات التي أنكرتها على ابن تيمية كلها له فيها سلف، وهي ليست مما يبدع أو يفسق أو يكفر
وقد أحسن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عندما ذكرها وذكر سلف ابن تيمية فيها:
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:

لم يكن ابن تيمية معصوماً، ولا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان عالماً مجتهداً له صوابه وخطؤه، ردّ على أناس كثيرين ورد عليه أيضاً أناس كثيرون، وقد قال الإمام مالك بن أنس (ما منا إلا ورَدَّ وَرُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر) وهذه جملة الأمور التي تفرد بها مخالفاً غيره من أئمة الفقه ومتبعاً فيها أيضاً من سلف من الصحابة والتابعين فليس له بحمد الله قول لا سلف له فيه هكذا كان دينه وديدنه لا يقول قولاً لا سلف له فيه. وقد آتاه الله من العلم ما يستطيع به أن يرجح ما يراه راجحاً، ويبطل ما يراه باطلاً، ولا أقول إن كل ما رجحه صواب، وكل ما أبطله باطل وهذه هي جملة اختياراته كما نقلها تلميذه ابن عبدالهادي: قال:
ومن اختياراته التي خالفهم فيها، أو خالف المشهور من أقوالهم: القول بقصر الصلاة في كل ما يسمى سفراً، طويلاً كان أو قصيراً. كما هو مذهب الظاهرية. وقول بعض الصحابة.
والقول بأن البكر لا تستبرأ، وإن كانت كبيرة. كما هو قول ابن عمر. واختاره البخاري صاحب الصحيح.
والقول بأن سجود التلاوة لا يشترط له وضوء. كما يشترط للصلاة. كما هو مذهب ابن عمر. واختيار البخاري أيضاً.
والقول بأن من أكل في شهر رمضان معتقداً أنه ليل. فبان نهاراً لا قضاء عليه. كما هو الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإليه ذهب بعض التابعين، وبعض الفقهاء بعدهم.
والقول بأن المتمتع يكفيه سعي واحد بين الصفا والمروة. كما هو في حق القارن والمفرد. كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما. ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل. رواها عنه ابنه عبدالله. وكثير من أصحاب الإمام أحمد يعرفونها.
والقول بجواز المسابقة بلا محلل. وإن خرج المتسابقان.
والقول باستبراء المختلعة بحيضه. وكذلك الموطوءه بشبهة. والمطلقة آخر ثلاث تطليقات.
والقول بإباحة وطء عقد الرداء في الإحرام. ولا فدية في ذلك، وجواز طواف الحائض. ولا شيء عليها، إذا لم يمكنها أن تطوف طاهراً.
والقول بجواز بيع الأصل بالعصير. كالزيتون بالزيت. والسمسم بالشيرج. والقول بجواز الوضوء بكل ما يسمى ماء، مطلقاً كان أو مقيداً.
والقول بجواز بيع ما يتخذ من الفضة للتحلي وغيره. كالخاتم ونحوه، بالفضة متفاضلاً، وجعل الزائد من الثمن في مقابلة الصنعة.
والقول بأن المائع لا ينجس بوقوع النجاسة فيه إلا أن يتغير، قليلاً كان أو كثيراً.
والقول بجواز التيمم لمن خاف فوات العيد والجمعة باستعمال الماء.
والقول بجواز التيمم في مواضع معروفة.
والجمع بين الصلاتين في أماكن مشهورة.
وغير ذلك من الأحكام المعروفة من أقواله.
وكان يميل أخيراً لتوريث المسلم من الكافر الذمي، وله في ذلك مصنف وبحث طويل.
ومن أقواله المعروفة المشهورة التي جرى بسبب الإفتاء بها محن وقلاقل: قوله بالتكفير في الحلف بالطلاق.
وأن الطلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة.
وأن الطلاق المحرم لا يقع.
وله في ذلك مصنفات ومؤلفات كثيرة منها:
قاعدة كبيرة سماها "تحقيق الفرقان بين التطليق والأيمان" نحو أربعين كراسة.
وقاعدة سماها "الفرق المبين بين الطلاق واليمين" بقدر النصف من ذلك.
وقاعدة في أن جميع أيمان المسلمين مكفرة، مجلد لطيف.
وقاعدة في تقرير أن الحلف بالطلاق من الأيمان حقيقة.
وقاعدة سماها "التفصيل بين التكفير والتحليل".
وقاعدة سماها "اللمعة" (الكواكب الدرية 222-224).
وغير ذلك من القواعد والأجوبة في ذلك لا ينحصر ولا ينضبط وله في ذلك جواب اعتراض، ورد عليه من الديار المصرية. وهو جواب طويل في ثلاث مجلدات، بقطع نصف البلدي.
وقال ابن رجب الحنبلي:
ذكر نبذة من مفرداته وغرائبه
اختار ارتفاع الحدث بالمياه المتعصرة، كماء الورد ونحوه، واختار جواز المسح على النعلين والقدمين، وكل ما يحتاج في نزعه من الرجل إلى معالجة باليد أو بالرجل الآخر، فإنه يجوز عنده المسح عليه مع القدمين.
واختار أن المسح على الخفين لا يتوقف مع الحاجة، كالمسافر على البريد ونحوه، وفعل ذلك في ذهابه إلى الديار المصرية على خيل البريد ويتوقف مع إمكان النزع وتيسره.
واختار جواز المسح على اللفائف ونحوها.
واختار جواز التيمم لخشية فوات الوقت في حق غير المعذور، كمن أخر الصلاة عمداً حتى تضايق وقتها. وكذا من خشي فوات الجمعة والعيدين وهو محدث. فأما من استيقظ أو ذكر في آخر وقت الصلاة: فإنه يتطهر بالماء ويصلي، لأن الوقت متسع في حقه.
واختار أن المرأة إذا لم يمكنها الاغتسال في البيت، أو شق عليها النزول إلى الحمام وتكرره: أنها تتيمم وتصلي.
واختار أن لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره، ولا لأقل الطهر بين الحيضين، ولا لسن الإياس من الحيض. وأن ذلك راجع إلى ما تعرفه كل امرأة من نفسها.
واختار أن تارك الصلاة عمداً: لا يجب عليه القضاء (الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 404،405). ولا يشرع له. بل يكثر من النوافل، وأن القصر يجوز في قصير السفر وطويله، وأن سجود التلاوة لا يشترط له طهارة.

Post: #82
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Yassir7anna
Date: 02-17-2005, 03:33 AM
Parent: #80

الاخ العزيز د نزار

سلام الله عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك وواسال الله العلي القدير ان يجزيك خيرا عن هذا البوست وان يجعله في ميزان حسناتك، فقد ابنت واوضحت عن شيخنا الجليل شيخ الاسلام ابن تيمية

بارك الله فيك أخي

Post: #89
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 11:22 PM
Parent: #82

العزيز ياسر
من بعض فوائد سيرة الصالحين في هذا البورد أنها تمنحنا فرصة لقائك.
تسعدني دائماً مشاركاتك، وتعجبني كلماتك.
شكر الله لك دعواتك وردها لك مضاعفة.. أضعافا
لك شكري وتقديري.

Post: #83
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: A.Razek Althalib
Date: 02-17-2005, 03:33 AM
Parent: #80

فوق.

Post: #84
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-17-2005, 04:36 AM
Parent: #83

بسم الله الرحمن الرحيم


اولا نحمد الله على سلامتك

وأخترت التوقف عن الكتابة عن ابن تيمية منذ فترة احتراما لغيابك

ما أوردته وأورده العلماء عن ابن تيمية ومخالفاته الكثيرة التى شذ فيها عن جمهور العلماء لا يمكننا أن نقول أنه عن منهج السلف .

ووارودت لك رأى العلماء فى أقواله الشنيعة مثل قوله بفناء النار وقدم العالم لو قالها غيره لنصبت له المشانق

وهنا أريد منك رأيك فى هذه الشنائع وأتساءل عن سر أعجابك به.


وهنا أورد لك قول الشيخ ابن حجر الهيتمى وأرجو منك التعليق عليه



الشيخ ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية 4 ناقلاً المسائل التي شذ فيها ابن تيمية عن اجماع المسلمين ما نصه: "وان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجسمية، والجهة والانتقال، وانه بقدر العرش لا اصغر ولا أكبر، تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح " اهـ.



وقال أيضا ما نصه 5: "واياك ان تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك " اهـ.




Post: #85
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 05:03 AM
Parent: #84

العزيز ود محجوب
شكراً لك لاحترام غيابي
أما سر إعجابي بابن تيمية فلأنه مثل منهج أهل السنة والجماعة خير تمثيل، وذب عن الحنيفية السمحة، وجاهد بقلمه وسيفه في سبيل الله، وعرى أهل الزيغ والأهواء في عصره، ولعل في بعض هذا سبا لحبه.
أما القول بفناء النار فلا يكفر ابن تيمية وفيه تفصيلات عديدة سأعود لها.
أما كلام ابن حجر الهيتمي والذي طلبت مني التعليق عليه، فأقول:
أولاً: ابن حجر الهيتمي لم يعاصر ابن تيمية بل هو متأخر عنه، لذلك هو كلامه ليس كلام معايشة، وهو من المتحمسين للأشاعرة، وابن تيمية تكلم في الأشاعرة كثيراً.
ثانياً: ابن حجر الهيتمي تحامل على ابن تيمية وروى عنه مثلما رويت أنت قصص لا تصح نسبتها لابن تيمية، وقد كتب في ذلك الإمام الألوسي كتاباً قيماً سماه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، ويعني بهما أحمد بن تيمية وأحمد بن حجر الهيتمي، والكتاب منشور في الشبكة،أسوق فيما يلي مقدمته:
قال الألوسي:
إني لما رأيت بعض العبارات في خاتمة الفتاوي الشهيرة بـ (( الفتاوى الحديثية )) لصاحب التأليفات المرضية ، والعلوم الدينية ، علامة الأواجر والبحر الزاخر ، ذي التصنيفات التي هي في منهاج التحقيق تحفة الناظر : شهاب الدين احمد بن محمد بن علي بن حجر الشافعي الهيتمي – لا زال صيب المغفرة والرضوان على قبره يمهى – قد أزرى فيها ، وشنع بظاهرها وخافيها ، على جامع العلوم الربانية ، ومحور التصنيفات العديدة ، ذي الآراء السديدة ، المؤيدة للشريعة الأحمدية ، إمام الأمة في عصره ، ومجمع علوم الئمة في دهره ، ترجمان القرآن ، وآخر مجتهدي الزمان ذي الكرامات الساطعة ، والبراهين اللامعة ، حجة الأنام ، شيخ الإسلام :
تقي الدين أحمد أبي العباس الشهير بابن تيمية الحراني الحنبلي ، نفعنا الله تعالى والمسلمين بعلومه وأسكنه في المقام العلي ، رماه فيها بثالثة الأثافي (1) ؟، وعزا إليه – وحاشاه – كل عيب ضافي ، ونسب إليه بعض العقائد المخالفة لأهل السنة ، التي لم يكن البعض منها مسطوراً في كتبه ، وليس له في البعض الآخر سوء المقاصد ، مع أنه قد صرح في سائر تأليفاته بخلاف تلك المرويات وبضد هاتيك المعزوات (2) ، وكذا في وقت المحنة . فتبين عند النقاد أنه منا بريء ، وعن ضرها عرى ، وبعضها افتراء صرف في معاصريه الراوين ، أو الحسدة والمخالفين ، الذين لايذكرون موقفهم بين يدي رب العالمين .
ولما تعلقت في هذه الأذهان عبارة منها بسمع كثير من الطلاب ، العارين عن الإطلاع على
تفصيل الأدلة من الكتاب والسنة ، ولم يميزوا القشر من اللباب – وقد قيل في المثل (( من يسمع يخل ))(1) .
شوقتني كثرة السائلين وأجر فصل الخطاب بين المتجادلين ، وحثني اتباع قول النبي الأمين عليه أفضل صلاة المصلين ، وأزكى سلام المسلمين : (( من أنعش حقاً جرى له أجره حتى يأتي الله تعالى يوم القيامة فيوفيه ثوابه )) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : (( من قال في مؤمن ماليس فيه حبسه الله تعالى في ردغة الخبال(2) حتى يأتي بالمخرج )) وقوله سبحانه وتعالى : {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا يكتمونه }[آل عمران187] وغير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث العظيمة إلى بيان ما في هذه العبارات وأشباهها في بعض الكتب المتفرقات وتحرير أقوال العلماء في تلك المسائل ، وبسط الأدلة واختلافات المجتهدين الأماثل ، وسرد كلام هذين الأحمدين ، بما يثبت فؤاد المنصف ويقر من متبع الحق العين ، ليتبين بحوله تعالى ، أن كثيراً من نقل الشيخ (( ابن حجر )) عنه ليس بصحيح ، وتقبيحه لكانة أقواله غير مقرون بالترجيح ، وأنه غير مبتدع في الدين ، أو سلك غير سبيل المؤمنين .
فحررت هذه العجالة ، مبينا فيها – إن شاء الله تعالى – لكل واحد من هذين الشيخين أقواله ، مع نقل ما يتعلق بها من كلام المحققين ، والجهابذة المتقدمين والمتأخرين ، الذين هم نظراء هذين الإمامين وقرناء ، ليقف الناظر الورع على الحقيقة ، ويلحق العارف الذكي بتصوره تصديقه ، متحرياً للحق المبين متبعاً – إن شاء الله تعالى – لقوله عز من قائل : { يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }[المائدة 8] آملا لثمرة قوله عليه الصلاة والسلام : (( المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا )) .
داعياً بما رواه مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله  إذا قام من الليل يصلي يقول : (( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم/ )) .


Post: #86
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-17-2005, 09:43 AM
Parent: #85


ثم إن احمد ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: "علمه أكبر من عقله "، وقال أيضا: "إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". اهـ. وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن اضلهم الله، فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه، منهم الإمام الحافظ تقي الدين السبكي قال في الدرة المضية[1] ما نصه: "أما بعد، فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة، مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فخرج عن الاتباع إلى الابتداع، وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدس، وأن الافتقار إلى الجزء- أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال[2] ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا اول لها، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما آحدث في الفروع ". ا.هـ.




الحافظ العلائي يذم ابن تيمية




وقد أورد كثيرا من هذه المسائل الحافظ العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر[3] ، قال ما نصه: "ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الاجماع، ومنها ما خالف فيها الراجح



أخى نزار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحببت ايراد كا أوردت أعلاه حتى أبين لك أن من يذب عن السنة لا يخرق إجماع الأمة فى ستين مسألة وإبن تيمية كان يذب عن فهمه هو للدين لا ما أجمع عليه علماء الأمة.


ثانيا كانت معظم مما مدحت به ابن تيمية هو ما قاله ابن عبد الهادى ولم نحتج عليك وابن عبد الهادى ممن تعصب لشيخه تعصبا أعمى قل أن تجد مثله .

اما احتجاجك ان ابن حجر الهيتمى لم يعاصر ابن تيمية فقول غريب
نحن نناقش أفكاره وأرائه الدينية وهذا متوفر لمن عاصره ولمن لم يعاصره وهذا الكلام مردود عليك كيف تعجب به وأنت لم تعاصره وتحتج بعدم معاصرة الامام ابن حجر الهيتمى؟
أما قولك أن أراء ابن حجر ناتجة عن تعصبه للأشاعرة فلعمرى أن معظم علماء الأمة هم من الأشاعرة ولا نجد مخالف للعقيدة الأشعرية الا القليل.1

وسؤال اخر هل الألوسى ممن عاصر ابن تيمية ؟؟؟؟؟

Post: #87
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: هاشم نوريت
Date: 02-17-2005, 02:49 PM
Parent: #86

الدكتور نزار
بارك الله فيك وجزاك عنا خير الدنيا والاخرى
استمر فى سرد سيرة ابن تيمية رحمه الله تعالى
واخى اهل التوحيد دائما تصيبهم سهام عبدة القبور
واهل التوحيد لا تهزهم ما تحويه الكتب الصفراء
والله الذى لا يملء قلبه بالتوحيد لا يعرف حلاوة الايمان
دعهم فى غيهم ويوم تشهد ارجلهم وايدهم وافواحهم بما
كانوا يعملون سيعلمون بانهم اضاعوا فرصة عظيمة وسقولون
هؤلاء الذين اضلونا السبيل ويشيرون لمن اعتقدوا فيهم
الضر والنفع والله يقول ادعونى استجب لكم.سبحان الله.
اخى نزار اى جهل هذا رجل يمرض احد ويغسله ويدفنه
ثم يقول هذا يضر وينفع.
اللهم لا تذهب عقولنا واحفظانا من كيد شياطين الانس
والجن.

Post: #88
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-17-2005, 03:32 PM
Parent: #87

الوهابى هاشم نوريت دعك من التهريج الموضوع عن ابن تيمية فاذا كان عندك ما تقوله فتفضل ولا تصرفنا عن الموضوع الأساسى

أثرت مثل هذه الترهات من قبل ثم لذت بالفرار

لن أرد عليك هنا الا فيما يخص موضوع البوست



Post: #91
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 11:43 PM
Parent: #87

العزيز هاشم نوريت
شكر الله لك دعواتك الطيبات
وحقيقة كنت أريد من هذا البوست إلقاء الضوء على بعض الجوانب الخفية في سيرة الإمام ابن تيمية، وسأفعل بإذن الله من خلال الرد على شبهات ود محجوب، وحقيقة سبب عداء ابن تيمية عبر التاريخ هي التعصب لغير الحق، وهؤلاء المتعصبون قلة بحمد الله، وعبر هذه القرون خرج علينا ود محجوب بأكثر من ثمانين عالماً انتقدوا ابن تيمية في أكثر من سبعة قرون، وقبل التحقيق وضح أن هذه القائمة فيها عدد كبير من الذين أنصفوا ابن تيمية، وفيها نقل غير موثق، وفيها وفيها، انظر كم أنجبت الأمة من العلماء في الأفذاذ تجد أن ابن تيمية محل تقدير أهل العلم في كل القرون التي تلته، وسيبقى ابن تيمية علماً، وسيبقى من ينتقده مثل د. محمود صبيح يعرف نفسه بأنه صاحب كتاب "أخطاء ابن تيمية.." فلولا ربطه لنفسه بابن تيمية لما ذاع وانتشرّّ!!
أما موضوع القبورية فأوافقك الرأي فيه، ولعلني أعود إليه لاحقاً
وسلمت.

Post: #90
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-17-2005, 11:27 PM
Parent: #83

عبد الرازق
رفع الله قدرك، وضاعف أجرك

Post: #92
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-18-2005, 12:40 PM
Parent: #90

الأخ نزار سلامى


انا فى انتظار ردودك على شبهات لم أثرها أنا كما تقول بل قال بها فحول علماء هذه الأمة وحفاظها ولم يكن لى الا أجر النقل



لماذا لم يتكلم علماء هذه الأمة فى الائمة الكبار كمالك وابن حنبل والشافعى وابو حنيفة هل كان هؤلاء الائمة اهل بدع فغضوا عنهم النظر.

وهل من ذكرناهم من العلماء هم فقط ممن خالف ابن تيمية

وغيرهم ممن لم يكتب عنه موافق له ؟؟؟؟
فالشاهد أخى الكريم أن أنصار ابن تيمية على مر العصور كانوا أقلية ولم تكن حتى كتبه منتشرة ومعروفة لكثير من العلماء ناهيك من عوام المسلميين. حتى جاء عصر البترول فنشروا اتباعه كتبه ووزعت بالملايين على مختلف البلاد الأسلامية ونشر فكره بالترغيب والترهيب


تقول أن الدكتور محمود صبيح اشتهر بكتابه عن ابن تيمية
اخى دع عنك ان يكون مشهورا ام مغمورا فالرجل اورد فى كتابه
الكثير من اراء ابن تيمية عن ال البيت والتى لم اتعرض لها حتى الان فالفكر يجابه بالفكر وليس بالتبخيس .

والدكتور محمود صبيح هو أحد ممن ردوا على ابن تيمية وقد أوردت القليل من ردوده وكان معظم الردود هى من علماء أخرين.
والسلام.

Post: #93
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-19-2005, 00:12 AM
Parent: #92

العزيز ود محجوب
من أعظم الفرى أن تقول أن انصار ابن تيمية في كل عصر كانوا أقلية، ودونك ما كتب عن جنازته والعدد الكبير الذي شهدها حتى قيل إنه لم يعرف جنازة مثلها سوى جنازة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، هل جاء كان هؤلاء أقلية، أم حركتهم أموال البترول؟
ودونك ما أوردناه من ان أكثر من ثمانين من علماء الأمة الذين عاصروا ابن تيمية قالو إنه ليس مجتهداً فحسب بل هو شيخ الإسلام، وكيف تزعم أن كتب ابن تيمية لم يحفل بها أحد، إذن كيف وصلت إلينا، وما أكثر من استشهد بكلمات ابن تيمية من العلماء على مر العصور، وما أكثر من كتب عن ابن تيمية على مر العصور، وهل كان الألوسي في زمن البترول لينتصر لابن تيمية، وأعجب من هذا قولك أن جل ما نقلته هنا هو من كلام ابن عبد الهادي في العقود الدرية، هذا الكلام بعيد عن الصواب، وهذا أمر أمامنا ولا يحتمل المزايدة، فلم هذا التبخيس، أما د. محمود صبيح، فادخل موقعه وانظر بم يعرف نفسه، يعرفها بأنه صاحب كتاب أخطاء ابن تيمية.
لا أريد لنقاشنا أن يتحول إلى جدال وانتصار للذات على حساب الحق، وإنما أريده نقاش علمي يستفيد من يتابعة علماً ومعرفة. وأرجو أن تنحو هذا النحو.
كذلك تقول إن ابن تيمية خرق الإجماع في أكثر من ستين مسألة، وماذا في ذلك، وهل ستين مسألة من بين ملايين المسائل الفقهية أمر يقدح في علمه واجتهاده، أما قولك في الأصول فأريد توضيحا، هل خالف ابن تيمية أصول الفقه أو أصول التفسير أو أصول الحديث التي تقوم عليها مدرسة أهل السنة والجماعة وأين كان هذا؟ أرجو إجابة مفصلة وموثقة من كتب ابن تيمية حتى لا يكون الكلام إلقاء للقول على عواهنه.
وحقيقة أقول لك لا يوجد عالم لم يتكلم فيه، حتى الأئمة الاربعة ، تكلم المتعصبة للمذاهب فيهم، بل كفر بعص المتعصبة أبو حنيفة، وكفروا الشافعية لتعليق إيمانهم بالمشيئة، وكثير من الترهات حدثت بسبب التعصب المذهبي، والشيعة لهم ما لهم من كلام في الأئمة الأربعة، وأكثر الكلام الذي تنقله الآن عن ابن تيمية مصادره شيعية، ولو أردت الدليل أبنته لك. ولو أردت المواقع التي تنقل هذه الأكاذيب لأعطيتك روابطها. أعني بالأكاذيب قصة ابن بطوطة، وقصة الاستواء، وقصة رسالة الذهبي، والعجيب أنك إلى اللحظة لم تقر بأن هذه أكاذيب لا تثبت، بل لما حاصرتك الحقائق خرجت من نقاشها بحجج واهيات.. ولي عودة.

Post: #94
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-19-2005, 00:37 AM
Parent: #93

العزيز ود محجوب
إليك ما قاله العلامة الذي لقب بحجة الإسلام، ومسند الوقت، شاه ولي الله أحمد الدهلوي عن ابن تيمية ومعارضيه، والشيخ الدهلوي لم يدرك زمن البترول حتى لا تجرح شهادته، وأرجو صادقا أن تأخذ نصحه مأخذ الجد بعيداً عن العصبية الطائفية:
والذي أعتقده أنا ، وأحب أن يعتقده جميع المسلمين في علماء الإسلام حملة الكتاب والسنة والفقه الذابين عن عقيدة أهل السنة والحديث ، أنهم عدول بتعديل النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( يحمل هذا العلم من كل حلف عدوله ))(1) وإن كان بعضهم قد تكلم فيهم بما لا يرضيه هذا المعتقدة إذا كان قولهم ذلك غير مردود عليهم بنص الكتاب والسنة والإجماع وكان قولهم ذلك محتملاً وكان مجال ومساغ للخوض فيه سواء كان قولهم ذلك في أصول الدين أو في المباحث الفقهية أو في الحقائق الوجدانية وعلى هذا الأصل اعتقدنا في شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى .
فإنا قد تحققنا من حاله أنه عالم بكتاب الله ومعانيه اللغوية والشرعية وحافظ لسنة رسول الله  وآثار السلف عارف بمعانيهما اللغوية والشرعية أستاذ في النحو واللغة محور لمذهب الحنابلة فروعه وأصوله فائق في الذكاء ذو لسان وبلاغة في الذب عن عقيدة أهل السنة لم يؤثر عنه فسق ولا بدعة اللهم إلا هذه الأمور التي ضيق عليه لأجلها وليس شيء منها إلا ومعه دليله من الكتاب والسنة وآثار السلف فمثل هذا الشيخ عزيز الوجود في العالم ومن يطيق أن يلحق شأوره في تحريره وتقديره والذين ضيقوا عليه ما بلغوا معشار ما آتاه الله تعالى ، وإن كان تضييقه ذلك ناشئاً من اجتهاد ومشاجرة العلماء في مثل ذلك ما هي إلا كمشاجرة الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم والواجب في ذلك كف اللسان إلا بخير – انتهى

Post: #95
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-19-2005, 01:26 AM
Parent: #94

مما يحمد لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان واضحاً في طرح أفكاره، لا يداري ولا يداهن، وقدت أدت به صراحته هذه إلى ابتلاءات عديدة، كان يؤثر دائماً أن يصرح برأيه لأنه يرى أن العلم يجب أن لا يكتم ولو أدى ذلك إلى هلاكه، لذلك تعرض لأذى السلطان مرات ومرات، وكانت حياته رحلة جهاد طويل في قول الحق والتصريح بما أداه إليه علمه، يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله المتوفي سنة 795هـ في ابتلاءات الشيخ ابن تيمية:
وأما محن الشيخ: فكثيرة، وشرحها يطول جداً.
وقد اعتقله مرة بعض نواب السلطان بالشام قليلاً، بسبب قيامه على نصراني سب الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتقل معه الشيخ زين الدين الفاروقي، ثم أطلقهما مكرمين.
ولما وصف المسألة (الحموية) في الصفات: شنع بها جماعة، ونودي عليها في الأسواق على قصبة، وأن لا يستفتي من جهة بعض القضاة الحنفية. ثم انتصر للشيخ بعض الولاة، ولم يكن في البلد حينئذ نائب وضرب المنادي وبعض من معه، وسكن الأمر.[Red/]
ثم امتحن سنة خمس وسبعمائة بالسؤال عن معتقده بأمر السلطان؟ فجمع نائبه القضاة والعلماء بالقصر، وأحضر الشيخ، وسأله عن ذلك؟ فبعث الشيخ من أحضر من داره (العقيدة الواسطية) فقرأوها في ثلاث مجالس، وحاققوه، وبحثوا معه، ووقع الاتفاق بعد ذلك على أن هذه عقيدة سنية سلفية، فمنهم من قال ذلك طوعاً، ومنهم من قاله كرهاً.
وورد بعد ذلك كتاب من السلطان فيه: إنما قصدنا براءة ساحة الشيخ، وتبين لنا أنه على عقيدة السلف.
ثم إن المصريين دبروا الحيلة في أمر الشيخ، ورأوا أنه لا يمكن البحث معه، ولكن يعقد له مجلس، ويدعى عليه، وتقام عليه الشهادة، وكان القائمون في ذلك منهم: بيبرس الجاشنكير، الذي تسلطن بعد ذلك، ونصر المنجي وابن مخلوف قاضي المالكية، فطلب الشيخ على البريد إلى القاهرة، وعقد له ثاني يوم وصوله -وهو ثاني عشرين رمضان سنة خمس وسبعمائة- مجلس بالقلعة، وادعى عليه عند ابن مخلوف قاضي المالكية، أنه يقول: إن الله تكلم بالقرآن بحرف وصوت، وأنه على العرش بذاته، وأنه يشار إليه بالإشارة الحسية (قلت هذا الذي اتهموه به هو عين عقيدة السلف التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم وقد أشار الرسول إلى الله وأنه في السماء غير مرة).
وقال المدعي: أطلب تعزيره على ذلك، التعزير البليغ -يشير إلى القتل على مذهب مالك- فقال القاضي: ما تقول يا فقيه؟ فحمد الله وأثنى عليه، فقيل له: أسرع ما جئت لتخطب، فقال أأمنع من الثناء على الله تعالى؟ فقال القاضي: أجب، فقد حمدت الله تعالى: فسكت الشيخ، فقال: أجب. فقال الشيخ له: من هو الحاكم في؟ فأشاروا: القاضي هو الحاكم، فقال الشيخ لابن مخلوف: أنت خصمي، كيف تحكم فيّ؟ وغضب، ومراده: إني وإياك متنازعان في هذه المسائل، فكيف يحكم أحد الخصمين على الآخر فيها؟ فأقيم الشيخ ومعه أخواه، ثم رد الشيخ، وقال: رضيت أن تحكم فيّ، فلم يمكن من الجلوس،[Red/] ويقال: إن أخاه الشيخ شرف الدين ابتهل، ودعا الله عليهم في حال خروجهم، فمنعه الشيخ، وقال له: بل قل: اللهم هب لهم نوراً يهتدون به إلى الحق.
ثم حبسوا في برج أياماً، ونقلوا إلى الجب ليلة عيد الفطر، ثم بعث كتاب سلطاني إلى الشام بالحط على الشيخ، والزم الناس -خصوصاً أهل مذهبه- بالرجوع عن عقيدته، والتهديد بالعزل والحبس، ونودي بذلك في الجامع والأسواق. ثم قرئ الكتاب بسدة الجامع بعد الجمعة، وحصل أذى كثير للحنابلة بالقاهرة، وحبس بعضهم، وأخذ خطوط بعضهم بالرجوع. وكان قاضيهم الحراني قليل العلم.
ثم في سلخ رمضان سنة ست: أحضر سلار -نائب السلطان بمصر- القضاة والفقهاء، وتكلم في إخراج الشيخ، فاتفقوا على أنه يشترط عليه أمور، ويلزم بالرجوع عن بعض العقيدة، فأرسلوا إليه من يحضره، وليتكلموا معه في ذلك، فلم يجب إلى الحضور، وتكرر الرسول إليه في ذلك ست مرات، وصمم على عدم الحضور، فطال عليهم المجلس، فانصرفوا من غير شيء.
ثم في آخر هذه السنة وصل كتاب إلى نائب السلطنة بدمشق من الشيخ، فأخبر بذلك جماعة ممن حضر مجلسه، وأثنى عليه: وقال: ما رأيت مثله، ولا أشجع منه. وذكر ما هو عليه في السجن: من التوجه إلى الله تعالى، وأنه لا يقبل شيئاً من الكسوة السلطانية، ولا من الأدرار السلطاني، ولا تدنس بشيء من ذلك.[Red/]
ثم في ربيع الأول من سنة سبع وسبعمائة دخل مهنا بن عيسى أمير العرب إلى مصر، وحضر بنفسه إلى السجن، وأخرج الشيخ منه، بعد أن استأذن في ذلك، وعقد للشيخ مجالس حضرها أكابر الفقهاء، وانفصلت على خير.
ثم في شوال من السنة المذكورة: اجتمع جماعة كثيرة من الصوفية، وشكوا من الشيخ إلى الحاكم الشافعي، وعقد له مجلس لكلامه في ابن عربي وغيره، وادعى عليه ابن عطاء (هو ابن عطاء الله السكندري الصوفي صاحب الحكم). بأشياء، ولم يثبت منها شيئاً، لكنه اعترف أنه قال: لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم، استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به، فبعض الحاضرين قال: ليس في هذا شيء.
ورأى الحاكم ابن جماعة: أن هذا إساءة أدب، وعنفه على ذلك، فحضرت رسالة إلى القاضي: أن يعمل معه ما تقتضيه الشريعة في ذلك، فقال القاضي: قد قلت له ما يقال لمثله.
ثم إن الدولة خيروه بين أشياء، وهي الإقامة بدمشق، أو بالإسكندرية، بشروط، أو الحبس، فاختار الحبس. فدخل عليه أصحابه في السفر إلى دمشق، ملتزماً ما شرط عليه، فأجابهم، فأركبوه خيل البريد، ثم ردوه في الغد، وحضر عند القاضي بحضور جماعة من الفقهاء، فقال له بعضهم: ما ترضى الدولة إلا بالحبس. فقال القاضي: وفيه مصلحة له، واستناب التونسي المالكي وأذن له أن يحكم عليه بالحبس، فامتنع، وقال: ما ثبت عليه شيء، فأذن لنور الدين الزواوي المالكي، فتحير، فقال الشيخ: أنا أمضي إلى الحبس، وأتبع ما تقتضيه المصلحة، فقال الزواوي المذكور: فيكون في موضع يصلح لمثله، فقيل له: ما ترضى الدولة إلا بمسمى الحبس، فأرسل إلى حبس القاضي وأجلس في الموضع الذي أجلس فيه القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز لما حبس، وأذن أن يكون عنده من يخدمه. وكان جميع ذلك بإشارة نصر المنبجي.
واستمر الشيخ في الحبس يستفتي ويقصده الناس، ويزورونه، وتأتيه الفتاوى المشكلة من الأمراء وأعيان الناس.
وكان أصحابه يدخلون عليه أولاً سراً، ثم شرعوا يتظاهرون بالدخول عليه، فأخرجوه في سلطنة الششنكير الملقب بالمظفر، إلى الإسكندرية على البريد، وحبس فيها في برج حسن مضيء متسع، يدخل عليه من شاء، ويمنع هو من شاء، ويخرج إلى الحمام إذا شاء. وكان قد أخرج وحده، وأرجف الأعداد بقتله وتفريقه غير مرة، فضاقت بذلك صدور محبيه بالشام وغيره، وكثر الدعاء له. وبقي في الإسكندرية مدة سلطنة المظفر.
فلما عاد الملك الناصر إلى السلطنة وتمكن، وأهلك المظفر، وحمل شيخه نصر المنبجي، واشتدت موجدة السلطان على القضاة لمداخلتهم المظفر، وعزل بعضهم: بادر بإحضار الشيخ إلى القاهرة مكرماً في شوال سنة تسع وسبعمائة، وأكرمه السلطان إكراماً زائداً، وقام إليه، وتلقاه في مجلس حفل، فيه قضاة المصريين والشاميين، والفقهاء وأعيان الدولة. وزاد في إكرامه عليهم، وبقي يسّاره ويستشيره سويعة، وأثنى عليه بحضورهم ثناء كثيراً، وأصلح بينه وبينهم. ويقال: إنه شاوره في أمرهم به في حق القضاة، فصرفه عن ذلك، وأثنى عليهم، وأن ابن مخلوف كان يقول: ما رأينا أتقى من ابن تيمية، سعينا في دمه. فلما قدر علينا عفا عنا.
واجتمع بالسلطان مرة ثانية بعد أشهر، وسكن الشيخ بالقاهرة، والناس يترددون إليه، والأمراء والجند، وطائفة من الفقهاء، ومنهم من يعتذر إليه ويتنصل مما وقع.
قال الذهبي: وفي شعبان سنة إحدى عشرة: وصل النبأ: أن الفقيه البكري -أحد المبغضين للشيخ- استفرد بالشيخ بمصر، ووثب عليه، ونتش بأطواقه، وقال: احضر معي إلى الشرع، فلي عليك دعوى، فلما تكاثر الناس انملص، فطلب من جهة الدولة، فهرب واختفى.
وذكره غيره: أنه ثار بسبب ذلك فتنة، وأراد جماعة الانتصار من البكري فلم يمكنهم الشيخ من ذلك.
واتفق بعد مدة: أن البكري همّ السلطان بقتله، ثم رسم بقطع لسانه (أي أمر بقطع لسانه فانظر كيف رد الله كيد البكري في نحره)، لكثرة فضوله وجراءته، ثم شفع فيه، فنفى إلى الصعيد، ومنع من الفتوى بالكلام في العلم. وكان الشيخ في هذه المدة يقرئ العلم، ويجلس الناس في مجالس عامة.
قدم إلى الشام هو وإخوانه سنة اثنتي عشرة بنية الجهاد، لما قدم السلطان لكشف التتر عن الشام، فخرج مع الجيش، وفارقهم من عسقلان، وزار البيت المقدس.
ثم دخل دمشق بعد غيبته عنها فوق سبع سنين، ومعه أخواه وجماعة من أصحابه، وخرج خلق كثير لتلقيه، وسر الناس بمقدمه، واستمر على ما كان عليه أولاً، من اقراء العلم، وتدريسه بمدرسة السكرية، والحنبلية، وإفتاء الناس ونفعهم.
ثم في سنة ثمان عشرة: ورد كتاب من السلطان بمنعه من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق بالتكفير (أي من حلف بالطلاق لا يلزمه وإنما يكفر كفارة يمين)، وعقد له مجلس بدار السعادة، ومنع من ذلك، ونودي به في البلد.
ثم في سنة تسع عشرة عقد له مجلس أيضاً كالمجلس الأول، وقرئ كتاب السلطان بمنعه من على تأكيد المنع.
ثم بعد مدة عقد له مجلس ثالث بسبب ذلك، وعوتب وحبس بالقلعة. ثم حبس لأجل ذلك مرة أخرى. ومنع بسببه من الفتيا مطلقاً، فأقام مدة يفتي بلسانه، ويقول: لا يسعني كتم العلم (وقد عاد الناس اليوم بحمد الله إلى فتوى ابن تيمية هذه التي سجن فيها وأوذي مرارا).[Red/]
وفي آخر الأمر: دبروا عليه الحيلة في مسألة المنع من السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين، وألزموه من ذلك التنقص بالأنبياء، وذلك كفر، وأفتى بذلك طائفة من أهل الأهواء، وهم ثمانية عشر نفساً، رأسهم القاضي الإخناني المالكي وأفتى قضاة مصر الأربعة بحبسه، فحبس بقلعة دمشق سنتين وأشهراً، وبها مات رحمه الله تعالى.
وقد بين رحمه الله: أن ما حكم عليه به باطل بإجماع المسلمين من وجوه كثيرة جداً، وأفتى جماعة بأنه يخطئ في ذلك خطأ المجتهدين المغفور لهم، ووافقه جماعة من علماء بغداد، وغيرهم. وكذلك ابنا أبي الوليد شيخ المالكية بدمشق أفتيا: أنه لا وجه للاعتراض عليه فيما قاله أصلاً، وأنه نقل خلاف العلماء في المسألة، ورجح أحد القولين فيها.
وبقي مدة في القلعة يكتب العلم ويصنفه، ويرسل إلى أصحابه الرسائل، ويذكر ما فتح الله به عليه في هذه المرة من العلوم العظيمة، والأحوال الجسيمة.
وقال: قد فتح الله علي في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن، ثم إنه منع من الكتابة، ولم يترك عنده دواة ولا وقلم ولا ورق، فأقبل على التلاوة والتهجد والمناجاة والذكر.
قال شيخنا أبو عبدالله ابن القيم: سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، ونور ضريحه، يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. قال: وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان في حبسه في القلعة يقول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة -أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا إلي فيه من الخير- ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده، وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ما شاء الله.
وقال مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه ولما دخل إلى القلعة، وصار داخل سورها نظر إليه، وقال: {فضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب} (الحديد:13) .

قال شيخنا: وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا، وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض: أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب عنا ذلك كله، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها. أ.هـ.(الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ص396 إلى 403 نشر دار المعرفة).

Post: #96
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: هاشم نوريت
Date: 02-19-2005, 08:10 AM
Parent: #95

اخونا نزار
بارك الله فيك
واصل ولا تلتفت
هل اهل السنة والجماعة يسالون ابن تيمية بعد مماته من دون الله؟
هل يطوف اهل السنة والجماعة بقبر ابن تيمية؟
هل منهم من يعتقد بان ابن تيمية بعد موته يمكن ان يضر او ينفع؟
رحم الله شيخنا المجاهد ابن تيمية وهدى الذين فى قلوبهم غل للذين امنوا.
اخى كتب الشيعة مليئة بكل قبح ويكفى ما نشاهده اليوم فى عاشوراء
من مناظر قبيحة وهو يوم صيام فيبكى هؤلاء ويسفكون الدماء فتفوتهم نعمة
صيام عاشوراء ويدعون زورا وبهتانا محبة ال البيت وينسبون الاكاذيب
والاباطيل الى ال البيت هم ومن على شاكلتهم وكلهم لا يتورعون فى ايراد
الكذب بغية الانتصار باى ثمن كاننا فى مسابقة نحن نريد منهم ان يعبدوا
الواحد الاحد وهم يريدوننا ان ندعو اصناما وعظاما نخرة وان كنت تريد ان تقيس
صحة ايمانهم انظر فى البوستات التى يسب فيه الله ورسوله لا يدخلونها لانها
لم تمس مملكتهم وقلاع شياطينهم وما ان تقول اعبدوا الله وحده تجدهم شديدى
الغضب وياتون بكل كذب الدنيا ويضيفون اليه لانهم يعلمون بان شياطينهم اكثر
كذبا منهم ولكن لا ضير طالما ان الهدف واحد وهو الاشراك بالله سبحانه وتعالى
اسال الله ان يحفظنا ويهديهم الى سواء السبيل.

Post: #97
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-19-2005, 02:18 PM
Parent: #96

Quote: العزيز ود محجوب
من أعظم الفرى أن تقول أن انصار ابن تيمية في كل عصر كانوا أقلية، ودونك ما كتب عن جنازته والعدد الكبير الذي شهدها حتى قيل إنه لم يعرف جنازة مثلها سوى جنازة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، هل جاء كان هؤلاء أقلية، أم حركتهم أموال البترول؟
ودونك ما أوردناه من ان أكثر من ثمانين من علماء الأمة الذين عاصروا ابن تيمية قالو إنه ليس مجتهداً فحسب بل هو شيخ الإسلام، وكيف تزعم أن كتب ابن تيمية لم يحفل بها أحد، إذن كيف وصلت إلينا، وما أكثر من استشهد بكلمات ابن تيمية من العلماء على مر العصور، وما أكثر من كتب عن ابن تيمية على مر العصور، وهل كان الألوسي في زمن البترول لينتصر لابن تيمية، وأعجب من هذا قولك أن جل ما نقلته هنا هو من كلام ابن عبد الهادي في العقود الدرية، هذا الكلام بعيد عن الصواب، وهذا أمر أمامنا ولا يحتمل المزايدة، فلم هذا التبخيس، أما د. محمود صبيح، فادخل موقعه وانظر بم يعرف نفسه، يعرفها بأنه صاحب كتاب أخطاء ابن تيمية.
لا أريد لنقاشنا أن يتحول إلى جدال وانتصار للذات على حساب الحق، وإنما أريده نقاش علمي يستفيد من يتابعة علماً ومعرفة. وأرجو أن تنحو هذا النحو.
كذلك تقول إن ابن تيمية خرق الإجماع في أكثر من ستين مسألة، وماذا في ذلك، وهل ستين مسألة من بين ملايين المسائل الفقهية أمر يقدح في علمه واجتهاده، أما قولك في الأصول فأريد توضيحا، هل خالف ابن تيمية أصول الفقه أو أصول التفسير أو أصول الحديث التي تقوم عليها مدرسة أهل السنة والجماعة وأين كان هذا؟ أرجو إجابة مفصلة وموثقة من كتب ابن تيمية حتى لا يكون الكلام إلقاء للقول على عواهنه.
وحقيقة أقول لك لا يوجد عالم لم يتكلم فيه، حتى الأئمة الاربعة ، تكلم المتعصبة للمذاهب فيهم، بل كفر بعص المتعصبة أبو حنيفة، وكفروا الشافعية لتعليق إيمانهم بالمشيئة، وكثير من الترهات حدثت بسبب التعصب المذهبي، والشيعة لهم ما لهم من كلام في الأئمة الأربعة، وأكثر الكلام الذي تنقله الآن عن ابن تيمية مصادره شيعية، ولو أردت الدليل أبنته لك. ولو أردت المواقع التي تنقل هذه الأكاذيب لأعطيتك روابطها. أعني بالأكاذيب قصة ابن بطوطة، وقصة الاستواء، وقصة رسالة الذهبي، والعجيب أنك إلى اللحظة لم تقر بأن هذه أكاذيب لا تثبت، بل لما حاصرتك الحقائق خرجت من نقاشها بحجج واهيات.. ولي عودة.


بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الكريم ظل نقاشنا ملتزم أدب الحوار فلا داعى لهذه الألفاظ التى تخرج بنا عن موضوع ابن تيمية ونحن لا زلنا فى بدايته
فاذكر ما ورد فى الخروج فى جنازته هنا واحكم بنفسك ما صاحبها من تهويل .
أما إن كتب ابن تيمية لم تنتشر وتجد الترويج الا فى عهد البترول فاسألك سؤال هل اذا ذهبت لمكتبة فى ااربعينات وخمسينات
القرن الماضى هل تجد فى أى مكتبة كتب لإبن تيمية ؟

وأحترت معك أخى نزار مرة هذا العالم أشعرى ولم يعاصر ابن تيمية ولا تجد أنت غضاضة فى الاستشهاد بمن لم يعاصره
او هذا العالم لم يشتهر الا بعد ان كتب عن ابن تيمية .

ولم اقل ان لم يكن هناك معرفة بان تيمية ولكن دائرة كتبه والمعرفة به كانت محصورة فى نطاق الدارسين
اما شيخ الاسلام لفظ يطلق على قاضى القضاة فى وقتنا الحالى
ولم ينفرد به ابن تيمية وكبير العلماء فى زمن ابن تيمية
هو من اجمع عليه اهل العلم العز بن عبد السلام . والسؤال الأغرب
كيف وصلت الينا ؟؟؟؟؟ فقد وصلت الينا كتب ومقالات المعتزلة والخوارج وكثير من الفرق الضالة فهل معنى هذا كان لها القبول عند الناس.

نعم كفر بعض متعصبة الحنابلة حتى الأمام ابو حنيفة وغيره وتكلمت بعض متعصبى المذاهب فى بعض الائمة ولكن كانت قلة معزولة وأنا أوردت لك أراء كثيرا من العلماء فى ابن تيمية منذ عهده الى الوقت الحالى فليس ما اوردته مثل هذا.
سبحان الله يا نزار لا أريد أن أرد عليك مثل ردك الذى تحته خط ولكن أقول لك ما هكذا تورد الإبل ((أكثر الكلام الذى تنقله مصادره شيعية)) هل أخ نزار وصلت لهذا الحد ؟؟؟
دونك ما نقلت وأذكر لى عالم واحد ذكرته أو أوردت رده شيعى وهات الروابط يا نزار .
ما كنت أخى نزار أن ترمى نفسك فى مثل هذا وأنا منذ دخولى عالم النت لا أتصفح أى موقع للروافض وكيف أفعل هذا لأسمع سب الشيخين رضى الله عنهم أم لأسمع الطعن فى الصحابة. على أى حال أتيت قولا عظيما وأنا فى انتظار روابطك.

رسالة الذهبى أرجع ثانيا لما كتبت فقد ذكرت مصدرها وقصة ابن بطوطة ارجع ثانيا فقد رددت عليك فيها ولا أزيد والحكم للقارى

ولى سؤال هنا كيف تكون حاصرتنى بالحقائق وانت لم ترد حتى الان على المسائل التى ذكرتها عن ابن تيمية التى خرق فيها الإجماع
والتى شذ فيها . ثم أجد نفسى فجأة أنى محاصر بالحقائق
فى الوقت الذى اتطلع لإجابات لمسائل طرحت.

لا تجد غضاضة أخى نزار فى أن يخالف ابن تيمية فى ستين مسألة فقهية الإجماع ((وهل توجد ملايين أصلا)) ثم بعد ذلك هو على مذهب السلف وهو قامع البدع.

تقول أن خرجت بحجج واهيات سبحان الله أى حجج واهيات أرجو أن تدلى برأيك والحكم للقارىء فما تراه أنت حجة واهية يراه غيرك حجة محكمة .

وماذا تسمى ما خرجت به أنت من حجج لنظر ابن تيمية فى اللوح المحفوظ واطلاعه على الغيب الماضى والمستقبلى حسب قول تلاميذه
أعد قراءة ردك وأحكم.
أخى نزار صرت أشك فى أنك هل تقرأ ردودى قبل أن ترد؟؟
لأن ما خالف ابن تيمية فيه فى الأصول والفروع ذكرت بعضه. يعنى أوردته وانتظر الرد منك . ولو أردت أن أعيده لك فعلت!

وكما نصحتنى بالبحث عن الحقائق وعدم الإنتصار للذات هذه النصيحة
أقبلها منك شاكرا رغم أنى لم أفعل ما أشرت إليه ولكن أراك نصحتنى فى أول مقالك وخالفت نصيحتك فى أخره.
والسلام

Post: #98
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-20-2005, 00:24 AM
Parent: #97

العزيز ود محجوب:


أولاً: مؤلفات ابن تيمية كانت رائجة ومعلومة قبل البترول، وكانت موجودة في أربعينيات القرن الماضي، وقد ذكر الشيخ أبو زهرة أن قانون الأحوال الشخصية المصري قد رجع فيه بشكل كبير إلى اختيارات ابن تيمية، وهذه هي التي خالف فيها الإجماع كما ذكرت أنت، فهل كان المصريون أصحاب بترول، أم أن السعودية دفعت لهم. كذلك أكثر كتب ابن تيمية الآن تطبع في مصر والأردن ولبنان وسوريا وليس في السعودية، فما دخل البترول في فكر ابن تيمية، بل كل الحنابلة ـ أهل الجزيرة العربية والخليج ـ اهتموا بابن تيمية قبل البترول وكانت أفكاره سائدة قبل البترول.
ثانياً: أرجو أن لا تأخذ عبارات عابرة وتحاول أن تجعل منها قضية وتعيد تكرارها مرة بعد مرة، مثل قصة المعاصرة، لم أقل أن كلام الشخص غير المعاصر لا يقبل، وإلا فابن تيمية نفسه انتقد كثيرين لم يعاصرهم، وقد ذكرت هذه العبارة في سياق معين لزيادة تعريف، وليست جحة عندي، لكني أراك أهملت القضية الأساسية، وانشغلت بهذه الكلمة، وأستمرأت ترديدها.
ثالثاً: قولك:
وكبير العلماء فى زمن ابن تيمية
هو من اجمع عليه اهل العلم العز بن عبد السلام . قول عار تماماً عن الصحة، لأن الشيخ العز بن عبد السلام توفي قبل ولادة ابن تيمية، توفي عام 660هـ ، وابن تيمية ولد عام 661هـ فكيف يكون العز هو من أجمع العلماء عليه في زمن ابن تيمية؟؟
رابعاً أرجو أن لا تحمل قولي أكثر مما يحتمل لقد قلت إن أكثر الكلام الذي تنقله مصادره شيعية، ولم أقل لك أنك نقلته من الشيعة، وأنا أعرف من أين تنقل كلامك، وأحد أهم مصادرك هو موقع السنة، ورابطه هو http://www.sunna.info/Lessons/islam_225.html
وأنت لم تقم بغير القطع واللصق من هذا الموقع، ومن مواقع أخرى، لكن طني أن الأصل في هذا النقل هم الشيعة، لأنهم أكثر عداء لابن تيمية من المتصوفة.
رابعاً رسالة الذهبي واضح جداً انه لم يكتبها وقد تكلمت في هذا أكثر من مرة، وأنت لا تقر بأنه مكذوبة ولم ترد على أدلتي على كذبها، ولا شك ان لك فيها مصدراً وأنك لم تختلقها من رأسك، لكن من نقلت عنه يروي الكذب، وهل لأنك نقلتها عن غيرك لا تكون كذباً.
أما المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الإجماع فأكثرها لايحتاج إلى رد، لأنها كما قلت لك قضايا علمية يكمن أن يختلف فيها الناس ويمكن لي أن أرى غير ما يراه ابن تيمية فيها، ولا يمنع هذا أن أرى أنه عالم أحبه وأقدره، وسأرد على قضية فناء النار، والتجسيم والاستواء، وقضية الاستتابة، وما أرى أنه من كبائر الأمور المفتراه على ابن تيمية، فلا تتعجل.

خامساً: نعم توجد ملايين القضايا المنعقد عليها الإجماع وما وافق ابن تيمية فيه الإجماع أضعاف أضعاف ما خالفه فيه، وهو إمام حاز أدوات الاجتهاد، وله الأجر إن أخطأ والأجران إن أصاب.

سادساً: لن أعلق على كلامك الأخير حتى لا ندور في حلقة مفرغة.

Post: #99
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-20-2005, 00:28 AM
Parent: #98

الأخ ود محجوب:
وهل آفة الأخبار إلا رواتها، راجعت ما ذكرته من أن ابن تيمية قال بفناء النار، فلم أجد لذلك أصلا، ولا أدري لم هذا الكذب المتعمد والمنظم ضد هذا الإمام، والعجيب أنه أثبت في فتاواه أن الجنة والنار لا تفنيان، وإليك هذا الكلام المنقول مباشرة من كتب الشيخ وليس بواسطة كاذبة كما تفعل، جاء في مجموع الفتاوى:
وسئل : عن حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء : النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش } فهل هذا الحديث صحيح أم لا ؟ .

فأجاب : هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء . وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار
والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها . كما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره . وقد استدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على امتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية . والله أعلم . (مجموع فتاوى ابن تيمية، ج 18 ، ص 307

وقال في الفتاوى الحموية: نعتقد أن الله تعالى خلق الجنة والنار وإنهما مخلوقتان للبقاء ; لا للفناء (مجموع فتاوى ابن تيمية، ج 5 ، ص 76
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عن فرية أن الإمام ابن تيمية يقول بفناء النار: والحقيقة أن الامام ابن تيمية نفسه ليس له قول صريح في هذا بل أقواله في الفتاوي أن الجنة والنار مخلوقتان باقيتان لا تفنيان، وأما الذي قال صراحة بفناء النار فهو الإمام ابن القيم تلميذ الشيخ ابن تيمية وقد كتب في هذا فصلاً مطولاً جداً في كتابه الفريد (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) المرجع لمحات من حياة ابن تيمية ص 72 وحتى من قال بفناء النار له سلف من صحابة رسول الله، ولا يدخل ذلك في الكفر من قريب أو بعيد، وفي حادي الأفراح تفصيل واسع في ذلك ومن قاله من الصحابة.

Post: #101
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-20-2005, 00:33 AM
Parent: #99

كذلك أحب أن أنقل بعض كلام ابن تيمية في قضية الاستواء والنزول حتى يعلم الناس حقيقة قول ابن تيمية المثبت في كتبه، وتتضح أكاذيب الناقلين للقصص الواهية بل والمكذوبة من قولهم إن ابن تيمية قال إن الله ينزل كنزولي هذا أو استوى كاستوائي، تعالى الله عما قالوا، وبرئ ابن تيمية من ما زعموا، وللقارئ أن يعجب مرة أخرى لم هذا الكذب المتعمد على هذا الإمام، واعتذر لمتابعي البوست عن طول هذا النقل، ولكن لأهميته أحب أن أثبته كاملاً.
سئل شيخ الإسلام ركن الشريعة أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية " - قدس الله روحه ونور ضريحه : - عن قول الله عز وجل : { الرحمن على العرش استوى } وقوله صلى الله عليه وسلم : { ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا } هل الاستواء والنزول حقيقة أم لا ؟ وما معنى كونه حقيقة ؟ وهل الحقيقة استعمال اللفظ فيما وضع له كما يقوله الأصوليون أم لا ؟ وما يلزم من كون آيات الصفات حقيقة ؟ .
فأجاب : الحمد لله رب العالمين . القول في الاستواء والنزول كالقول في سائر الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ; فإن الله تعالى " سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات " سما نفسه : حيا عليما حكيما قديرا سميعا بصيرا غفورا رحيما إلى سائر أسمائه الحسنى . قال الله تعالى : { وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى } وقال : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } وقال : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } وقال : { والسماء بنيناها بأيد } أي بقوة وقال : { ورحمتي وسعت كل شيء } . وقال عن ملائكته : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } وقال : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } وقال : { ورضوان من الله أكبر } وقال : { وغضب الله عليهم ولعنهم } وقال : { سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا } وقال تعالى : { وكلم الله موسى تكليما } وقال : { منهم من كلم الله } وقال : { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } وقال : { إنني معكما أسمع وأرى } وقال : { وكان الله سميعا بصيرا } وقال : { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } وقال تعالى : { يحبهم ويحبونه } وقال تعالى : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } وقال تعالى : { وجاء ربك والملك صفا صفا } . وأمثال ذلك ; فالقول في بعض هذه الصفات كالقول في بعض . ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ; ولا تكييف ولا تمثيل . فلا يجوز نفي صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه ; ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين ; بل هو سبحانه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . وقال نعيم بن حماد الخزاعي : من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيها . ومذهب السلف بين مذهبين وهدى بين ضلالتين : إثبات الصفات ونفي مماثلة المخلوقات ; فقوله تعالى : { ليس كمثله شيء } رد على أهل التشبيه والتمثيل . وقوله : { وهو السميع البصير } - رد على أهل النفي والتعطيل فالممثل أعشى والمعطل أعمى : الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما . وقد اتفق جميع أهل الإثبات على أن الله حي حقيقة عليم حقيقة قدير حقيقة سميع حقيقة بصير حقيقة مريد حقيقة متكلم حقيقة ; حتى المعتزلة النفاة للصفات قالوا : إن الله متكلم حقيقة ; كما قالوا - مع سائر المسلمين - إن الله عليم حقيقة قدير حقيقة ; بل ذهب طائفة منهم كأبي العباس الناشي إلى أن هذه الأسماء حقيقة لله مجاز للخلق . وأما جمهور المعتزلة مع المتكلمة الصفاتية - من الأشعرية الكلابية والكرامية والسالمية وأتباع الأئمة الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية وأهل الحديث والصوفية - فإنهم يقولون : إن هذه الأسماء حقيقة للخالق سبحانه وتعالى ; وإن كانت تطلق على خلقه حقيقة أيضا . ويقولون : إن له علما حقيقة وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة وبصرا حقيقة . وإنما ينكر أن تكون هذه الأسماء حقيقة النفاة من القرامطة الإسماعيلية الباطنية ونحوهم من المتفلسفة الذين ينفون عن الله الأسماء الحسنى ويقولون : ليس بحي ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا موجود ولا معدوم ; فهؤلاء ومن ضاهاهم ينفون أن تكون له حقيقة ثم يقول بعضهم : إن هذه الأسماء لبعض المخلوقات وأنها ليست له حقيقة ولا مجازا . وهؤلاء الذين يسميهم المسلمون الملاحدة ; لأنهم ألحدوا في أسماء الله وآياته وقد قال الله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } وقال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } وهؤلاء شر من المشركين الذين أخبر الله عنهم بقوله : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا } وقال تعالى : { كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب } . فإن أولئك المشركين إنما أنكروا اسم الرحمن فقط وهم لا ينكرون أسماء الله وصفاته ; ولهذا كانوا عند المسلمين أكفر من اليهود والنصارى . ولو كانت أسماء الله وصفاته مجازا يصح نفيها عند الإطلاق ; لكان يجوز أن الله ليس بحي ولا عليم ولا قدير ولا سميع ولا بصير ولا يحبهم ولا يحبونه ولا استوى على العرش ; ونحو ذلك . ومعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاق النفي على ما أثبته الله تعالى من الأسماء الحسنى والصفات ; بل هذا جحد للخالق وتمثيل له بالمعدومات وقد قال أبو عمر بن عبد البر : أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز ; إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك . ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما " أهل البدع " من الجهمية والمعتزلة والخوارج فينكرونها ولا يحملونها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود لا مثبتون . والحق فيما قاله القائلون بما نطق به الكتاب والسنة وهم وأئمة الجماعة . وهذا الذي حكاه ابن عبد البر عن المعتزلة ونحوهم هو في بعض ما ينفونه من الصفات وأما فيما يثبتونه من الأسماء والصفات كالحي والعليم والقدير والمتكلم فهم يقولون : إن ذلك حقيقة ومن أنكر أن يكون شيء من هذه الأسماء والصفات حقيقة إنما أنكره لجهله مسمى الحقيقة أو لكفره وتعطيله لما يستحقه رب العالمين وذلك أنه قد يظن أن إطلاق ذلك يقتضي أن يكون المخلوق مماثلا للخالق فيقال له : هذا باطل ; فإن الله موجود حقيقة والعبد موجود حقيقة ; وليس هذا مثل هذا والله تعالى له ذات حقيقة والعبد له ذات حقيقة وليس ذاته كذوات المخلوقات . وكذلك له علم وسمع وبصر حقيقة وللعبد علم وسمع وبصر حقيقة ; وليس علمه وسمعه وبصره مثل علم الله وسمعه وبصره ولله كلام حقيقة وللعبد كلام حقيقة ; وليس كلام الخالق مثل كلام المخلوقين . ولله تعالى استواء على عرشه حقيقة وللعبد استواء على الفلك حقيقة ; وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين ; فإن الله لا يفتقر إلى شيء ولا يحتاج إلى شيء بل هو الغني عن كل شيء . والله تعالى يحمل العرش وحملته بقدرته ويمسك السموات والأرض أن تزولا . فمن ظن أن قول الأئمة : إن الله مستو على عرشه حقيقة يقتضي أن يكون استواؤه مثل استواء العبد على الفلك والأنعام لزمه أن يكون قولهم : إن الله له علم حقيقة وسمع حقيقة وبصر حقيقة وكلام حقيقة يقتضي أن يكون علمه وسمعه وبصره وكلامه مثل المخلوقين وسمعهم وبصرهم وكلامهم .

مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء الخامس، ص 194
.

Post: #103
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-23-2005, 04:34 PM
Parent: #99

الأخ نزار أرجو منك عدم الإندفاع الى تكذيب كل ما لا يروقك فمن علم أشياء غابت عنه أشياء

وقد نسبت مثل هذه الأقوال الى أعداء ابن تيمية


وهذا سلمان العودة من تلامذة مدرسة ابن تيمية المخلصين أنظر الى رده أدناه


((السؤال : فناء النار .

الجواب :
- هذه ليست من القضايا الكلية , التي جاء بها بيانٌ واضح لا إشكال فيه . بحيث يكون المخالف فيها كافراً , أو فاسقاً , أو مبتدعاً . بل هي من القضايا التي يمكـن أن تعتبر من الفروع والجزيئات في المسائل العلمية .
والمؤكد أيضا أن العبد لن يسأل في قبره هل تؤمن بفناء النار أم لا تؤمن به ؟ !
وليس هذا من شروط دخول الجنة مثلاً أن يقول هذا أو ذاك .
- لكن ينبغي للعبد أن يؤمن بأركان الإيمان الستة , والتي منها : الإيمان باليوم الآخر وما فيه مثل: الإيمان بالجنة , والإيمان بالنار ، وليس مجرد الإيمان اللفظي , وإنما الإيمان الذي يتحول إلى عقيدة في القلب , ويتحول إلى سلوك , ويتحول إلى عمل , ويتحول إلى تحريض للمؤمن على مواجهة متاعب الطريق , والصبر في سبيل الله والجهاد , وإيثار ما تبقى على ما يفنى , وإيثار الآخرة على الأولى .
وهذه المسألة الكلام الوارد فيها والمنقول عن ابن تيمية وابن القيم لا يخلو من اضطراب ففي كتبهم ما يشير إلى ترجيحهما للقول بفناء النار , وفي بعض المواقع رد على ذلك وللشيخ رشيد رضا نفس طويل في المسألة , في تفسير المنار .
وهذه المسألة كما تقدم : الأمر فيها قريب , وقد ذكر فيها صاحب شرح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي قولين لأهل السنة .))

إنتهى رد سلمان العودة.

أما قولك أن ابن القيم صاحب هذا القول نعم ابن القيم لم يكتب ما كتب إلا بعد أن كتب الى شيخه ابن تيمية وأقره على ذلك .

وهذا الصنعانى هل هو من أعداء ابن تيمية تجد رده هنا على القائلين بفناء النار وستعرف من هم القائلين بفناء النار هم

ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .

سأضع لك الرابط لتنزيل رد الصنعانى الرجاء منك قرائته بهدؤ وتمعن
وستعرف حينها هل هو كذب متعمد ومنظم أم كلام قاله الشيخ وتبرأ منه المريدون

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadi...7%C1+%C7%E1%E4%C7%D1

وهذه هى مقدمة الرسالة والرسالة كاملة تجدها على هذا الرابط
رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار /

صفحة 61 / مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ليس سواه واجب الوجود الذي وعد الذين سعدوا بدوام النعيم في جنات الخلود وتوعد الذي شقوا بالأبدية في النار ذات الوقود واخبر أنه مبدلهم قوله جلودا ليذوقوا العذاب كلما نضجت منهم الجلود وأشهد أن لا إله إلا الله وشهادة تدافع عن قائلها إذا كانت الأعضاء هي الشهود واشهد صاحب المقام المحمود في يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود صلى الله عليه وعلى آله الركع السجود وبعد فإن السائل أدام الله له التوفيق وسلك لنا وبه مناهج ذوي التحقيق طلب كشف الاستار عن وجه مسألة فناء النار ودخول المشركين من أهلها مداخل الأبرار وهذه المسالة من غرائب المسائل ومما خلت عنها أسفار المقالات الحوافل وأشار إليها السيد الإمام محمد بن إبراهيم رحمه الله في الإيثار وقال / صفحة 62 / وقد أفردت في هذه المسألة مصنفات حافلة منها لابن تيمية ومنها لتلميذه شمس الدين ومنها للذهبي ومنها لي هذا لفظه ولم أقف على غير ما في حادي الأرواح ولعل الله سبحانه يعين بالوقوف على مؤلف الذهبي والسيد محمد بمنه وفضله وحيث استكشف السائل عن حقيقتها وما عليها من الدلائل تعين علينا أن نكشف عن وجوه أدلتها النقاب ونبرز له المطوي تحت لثامها بعيون أذهان أولي الألباب ونستوفي فيها المقال وان خرجنا عن الإيجاز إلى الإطناب والإسهاب لأنه عز وجود ما ألف فيها فيحال عليه ولا أعرف فيها منازعا لمدعيها فأرشد إليه وليعتذر ذلك السائل عن تأخر الجواب فإنه لم يكن استخفافا / صفحة 63 / بالسائل ولا تحقيرا للمسائل بل لما يتواثب محمد على القلوب من الاشتغال ولم يزل التسويف حتى تقضت ايام وليال فنقول اعلم أن هذه المسألة اشار إليها الإمام الرازي في مفاتيح الغيب ولم يتكلم عليها بدليل نفي ولا إثبات ولا نسبها إلى قائل معين ولكنه استوفى المقال فيها العلامة ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى ديار الأفراح نقلا عن شيخه العلامة شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية فإنه حامل لوائها ومشيد بنائها وحاشد خيل الأدلة منها ورجلها ودقها وجلها وكثيرها وقليلها وأقر كلامه تلميذه ابن القيم وقال في آخرها إنها مسألة اكبر من الدنيا وما فيها بأضعاف مضاعفة هذا كلامه في آخر المسألة في حادي الأرواح وإن كان في الهدي النبوي أشار إشارة محتملة لخلاف ذلك حيث قال ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار / صفحة 64 / خبثه بل لو أخرج منها عاد خبيثا وكما كان كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه وقد حرم الله عليه الجنة انتهى كلامه قلت وحيث كانت بهذه المثابة التي ذكرها من أنها أكبر من الدنيا فلا غنى لنا عن نقل أدلتها التي ارتضاها ابن تيمية وتعقب كل دليل بما يفتح الله به من إقراره أو بيان اختلاله فنقول قال ابن القيم بعد نقله لأقوال الناس والمعروفة في كتب المقالات السابع قول من يقول بل يفنيها أي النار خالقها تبارك وتعالى فإنه جعل لها امدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها يريد ويدخل الله من كان فيها من الكفار الجنة كما ستعرفه من الأدلة التي ذكرنا ثم قال قال شيخ الإسلام يريد به شيخه ابا العباس ابن تيمية وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم / صفحة 65 / ثم ساق بسنده إلى الحسن البصري أنه قال قال عمر لو لبث اهل النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه وفي رواية عدد رمل عالج قال ابن تيمية والحسن وإن لم يسمع من عمر فلو لم يصح عنده عن عمر لم يجزم به انتهى كلامه وأقول فيه شيئان الأول من حيث الرواية فإنه منقطع لنص شيخ الإسلام بأنه لم يسمعه الحسن من عمر واعتذاره بأنه لو لم يصح للحسن عن عمر لما جزم به يلزم أن يجري في كل مقطوع يجزم به روايه ولا يقول هذا أئمة الحديث كما عرفت في قواعد اصول الحديث بل الانقطاع عندهم علة والجزم معه تدليس وهو علة أخرى ولا يقوم بمثل ذلك الاستدلال في مسألة فرعية كيف في مسألة قيل أنها أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة وهذا البخاري أمير المؤمنين في / صفحة 66 / علم الحديث واشدهم تحريا في الصحيح لم يقل النقادون بأن تعاليقه المجزومة التي أودعها في كتابه الذي سماه الصحيح صحيحة بل فيها الضعيف كما نص عليه ابن حجر في مقدمة الفتح والحسن البصري معروف عند أئمة هذا الشأن بأنه لا يؤخذ بمراسيله قال الدارقطني في السنن وقد روى عاصم الأحول عن ابن سيرين وكان عالما بأبي العالية وبالحسن قال لا تأخذوا بمراسيل الحسن ولا أبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا عنه انتهى قلت ثم قال ابن تيمية ولو كان كلام عمر هذا غير صحيح / صفحة 67 / لما تداولته الأئمة ولوجب إنكارهم له لمخالفته الإجماع والكتاب والسنة قلت يقال كلام ر

ص 67 :
كغيره من الأقوال الدالة على خروج الموحدين من النار وهو قول عليه جماهير الأئمة منهم ابن تيمية وستعرف أنه لا يصح أثر عمر إلا على تقدير انه أراد به الموحدين وأنه يتعين حمله على ذلك عند شيخ الإسلام نفسه وعند غيره والثاني من حيث الدراية فإنه لو ثبت صحته عن عمر لم يدل على المدعى فإن أصل المدعى هو فناء النار وان لها مدة تنتهي إليها وليس في أثر عمر هذا إلا أنه يخرج اهل النار من النار والخروج لا يكون إلا وهي باقية فإنك لو قلت لو لبث زيد في الدار كذا وكذا ثم خرج منها لم يدل هذا على فناء الدار لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما فإن قيل بل هو يدل على فنائها التزاما لأنه تعالى إنما خلقها ليعذب بها من عصاه فبعد خروجهم لم يبق لها جاجة فالحكمة تقتضي فناءها قلت هذا دور فإنه لا يثبت أن الحكمة يقتضي فناءها إلا إذا / صفحة 68 / لم يبق فيها أحد ولا يخرج أحد من أهلها إلا بعد فنائها كما تسمع تصريح ابن تيمية بذلك حيث قال وأما كون الكفار لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يقضي عليهم فيموتوا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصحابة ولا التابعون ولا أهل السنة وهذه النصوص وأمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب ما دامت باقية ولا يخرجون منها مع بقائها البتة هذا لفظه وإذا عرفت مراده عرفت أن أثر عمر لا يدل على مدعاه بشئ من الدلالات الثابتة فإنه قال إنهم يخرجون منها وهذا واضح في الخروج منها وهي باقية فلا بد من حمل أثره على معنى صحيح إذ لا يصح حمله على خروج الكفار عند أحد لا ابن تيمية كما عرفت ولا غيره فإنه لا يقول أحد بخروج الكفار من النار فإن صح أثر عمر حمل على أنه أراد خروج الموحدين الذين استحقوا / صفحة 69 / دخول النار بذنوبهم كما دلت عليه الأدلة المعروفة الصحيحة الصريحة التي لا مرية في صحتها إلا أن ابن تيمية منع من حمل كلام عمر على ذلك وقال إنما أراد عمر بأهل النار الذين هم أهلها وهم الكفار وأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها ولا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه فأقول ولا يخفى ضعف هذا الرد لأن كونهم قد علموا ذلك لا يمنع أن يؤدوه لمن لا يعلمه ويخبروا أنه اعتقادهم وقد علم في فن البيان أن الإخبار يكون بفائدة الحكم أو لازمها فعلم السامعين بالحكم لا يمنع عن التكلم به وإلقائه إليهم وأما كون عصاة الموحدين لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه فمسلم ولم يقل عمر أنهم يلبثون قدر رمل عالج بل أتى بقضية شرطية فقال لو لبث أي أنه لو طال لبثهم ذلك القدر لخرجوا ولا دليل في كلامه أنهم يلبثون ذلك القدر فعرفت ايضا غير مانع عن حمل أثر عمر على عصاة الموحدين مع أنه لا يصح حمله على الكفار لأنهم يلبثون أكثر من عدد رمل عالج فقد أخرج الطبراني في الكبير من / صفحة 70 / حديث ابن مسعود مرفوعا لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا الحديث ومما سمعت تعين حمل أثر عمر على عصاة الموحدين عند شيخ الإسلام وعند جميع علماء الأنام وإذا عرفت هذا طال تعجبك من نسبة ابن تيمية القول بفناء النار إلى عمر واستدلاله لذلك بهذا الأثر المنقطع رواية الذي هو بمراحل عن الدلالة من حيث الدراية تنبيه وأما مدة لبث عصاة الموحدين فإنها مختلفة فقد اخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة من حديث علي يرفعه إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين وفيه أن منهم من يمكث شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خلقت إلى ان تفنى ومثله ما أخرج الحكيم في نوادر الأصول ولفظه وأطولهم فيها مكثا مثل الدنيا منذ خلقت إلى أن فنيت وذلك / صفحة 71 / سبعة آلاف سنة ثم قال شيخ الإسلام مستدلا على فناء النار بما رواه على ابن أبي طلحة في تفسيره عن ابن عباس أنه قال لا ينبغي لأحد ان يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا واقول لا يخفى على ناظر أنه لا دلالة في هذا الأثر ولا رائحة دلالة على المدعى من فناء النار بل غاية ما يفيده الإخبار عن أنه لا يجزم للمؤمن أنه من أهل الجنة ولا العاصى من عصاة المؤمنين انه من اهل النار وهذا المعنى ثابت في الأحاديث النبوية الصحيحة / صفحة 72 / فقد أخرج الترمذي من حديث أنس أنه توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم يسمع أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعله تكلم لما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه بل ورد في الطفل الذي لا تكليف عليه نحو ذلك وقد صرح ابن القيم في آخر كتابه حادي الأرواح في الباب السبعون فيما زعم انه عقيدة اهل السنة وعقيدة الصحابة وأهل العلم وأصحاب الأثر بانه لا يشهد لأحد من أهل القبلة انه من أهل النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون ذلك في حديث وان لا يشهد لأحد أنه في الجنة بصالح عمله إلا ان يكون ذلك في حديث انتهى


هناك مخطوطة أشار إليها أحد شيوخ الأشاعرة في رده على شيخ الإسلام :

رسالة في بقاء الجنة وفناء النار: لأبي العباس ابن تيمية الحراني (ت 728هـ)، نسخة مكتبة تشستربتي المحفوظة تحت الرقم 3406 (6)، حيث صدرت بها رسالة الإمام تقي الدين السبكي: »الاعتبار في بقاء الجنة والنار« ، وغفل عنها مفهرس مكتبة تشستربيتي فلم يذكرها


ولا أدرى أخى نزار لماذا يقوله مخالفيه ما لم يقله وما قاله يكفى؟

Post: #104
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-23-2005, 10:32 PM
Parent: #103

الاخ ود محجوب
نقلت لك من كلام ابن تيمية أنه يقول إن الجنة والنار لا تفنيان.
وقد بحث في مجموع فتاوى ابن تيمية ولم أجد إلا القول ببقاء الجنة والنار الذي نقلته لك.
وحتى يكون لكلامك معنى أرجو أن تنقل لي من كلام ابن تيمية ما يصرح فيه بفناء النار، أما أن تلميذه قال ذلك ولا يمكن ان يكون قاله إلا بعد مراجعة شيخه ونحو هذا فليس بكلام علمي، وحتى كلام الشيخ العودة أو الصنعاني لا يثبت أن ابن تيمية قال ذلك، أرجو فقط أحالتي لكلام ابن تيمية الذي صرح فيه بذلك حتى أراجعه في مظانه. ولك شكري

Post: #105
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-24-2005, 12:40 PM
Parent: #104

أخى نزار لك التحية

سلمان العودة من على أى شىء إستند فى قوله ((الظاهر أنهما يرجحان بفناء النار

وأشرت لك لمخطوط لإبن تيمية فى فناء النار راجع الرد أعلاه

رسالة الصنعانى كانت فى الرد على ابن القيم وابن تيمية فى قولهم بفناء النار والرسالة قد حققها الألبانى وهو من أخلص مدرسة ابن تيمية .

صدر حديثا في مكتبة (( دار بلنسية )) كتاب القول بفناء النار لإبن تيمية

راجع الكتاب والمكتبة توجد فى شارع السويدى العام بالرياض.

المخطوطة قد عثر عليها الشيخ السمهري والآن هي مطبوعة وفيها رد ابن تيمية رحمه الله على القول بفناء الجنة والنار وإثبات فناء النار وحدها وهو مصنف ابن تيمية الذي أشار إليه العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل. والذي يقرأها يتضح له جيدا أن شيخ الاسلام رحمه الله يقرر فناء النار.

: د. محمد بن عبد الله السمهري
المدرس بقسم العقيدة – كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الناشر: دار بلنسية – غلاف – 118 صفحة – الطبعة الأولى 1415هـ
اعتمد فيها المحقق على نسختين خطيتين


وذكر ابن القيم فى كتابه شفاء العليل أنه وقع على ورقات لإبن تيمية فى فناء النار فهل ايضا كذب عليه أخلص تلاميذه ؟؟؟




ولك المودة والشكر



Post: #106
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-24-2005, 10:27 PM
Parent: #105

الأخ ود محجوب:
حتى لا نطيل في ها الموضوع يجب أن نحرر الخلاف بيننا: هل ترى أن القول بفناء النار كفر أو فسوق هذا هو الموضوع الرئيس، ثم هل يمكن أن تنقل كلام ابن تيمية الذي صرح فيه بذلك؟
أرى أن الامر لا دخل له بالكفر والإيمان، كما أرى أنك لم تنقل حتى اللحظة من كلام ابن تيمية ما يقول فيه بفناء النار، ويمكنك أن ترجع للمراجع التي أشرت لها لتخرج لنا كلام ابن تيمية الذي قال فيه بفناء النار وتكون قد قطعت قول كل خطيب.فأنت حتىالأن لم تنقل لي سطراً من كلام ابن تيمية في فناء النار. وسأتحقق من كلام ابن القيم في شفاء العليل والمخطوطة التي أشرت إليهاوأعود لك. كذلك لا أستطيع الوصول إلى شارع السويدي العام في الرياض في الوقت الحالي، فهل من معلومات إضافية عن الكتاب في السودان.
ثانثاً: إذا صح نسبة القول بفناء النار لابن تيمية فذلك لا يمنع أن هناك حملة أكاذيب متصلة حول الشيخ منذ حياته وإلى اليوم، وقد أبرز حوارنا هنا بعضا منها: قصة الأستواء، قصة النزول، رسالة الذهبي، خلافاً للتدليس بنسب الكلام إلى الحافظ ابن حجر مثلاً وهو ليس له إنما نقله عن أخر في أحد كتبه مثلاً.
وقد وجدت في العقود الدرية أبيات رثا بها الذهبي شيخة ابن تيمية الأمر الذي يكشف زيف الرسالة المزعومة وسأوردها في وقت لاحق.
ثالثاً: كما قلت سابقاً القول بقناء النار قال به عدد من الصحابة، وليس مما يكفر أحداً وقد فصل فيه ابن القيم في كتاب حادي الأرواح واستدل له بأكثر من عشرين دليل، ولو أردت أن أنقل لك كلامه لفعلت، فالقضية علمية لا دخل لها بالكفر والفسوق.

Post: #107
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-25-2005, 12:40 PM
Parent: #106

السلام عليكم ورحمة الله

أخى نزار أتفق معك أنه يجب أن نحرر الخلاف

أولا أنا الى الان لم أقل بكفر أو تفسيق أحد وإنما قلت أن ابن تيمية يقول بفناء النار ورددت أنت بكذب هذه
الأقوال فأثبت لك ذلك من رسالة الصنعانى وهذه الرسالة حققها االألبانى وعلق عليها وفتوى سلمان العودة وأشرت الى المخطوط ((لا أملكه)) والكناب كان عندى عند صدوره وأخذه منى من أنكر ذلك فأعطيته له حتى يتحقق بنفسه ولو وثقت فى ما أقول فملخصه أنه بعد بحث فى الأقوال والحجج فى جانبى البحث خلص الى ترجيح القول بفناء النار.ولا علم لى إن كان الكتاب موجود فى السودان أم لا. والأمر هنا واضح وقد قطع قول كل خطيب إلا خطيب مكابر.


رسالة الذهبى أوردها الإمام الحافظ السخاوي في الإعلان والتوبيخ لمن ذم التاريخ:
فلماذا يكون ما فى العقود الدرية أوثق عندك لما أورده الإمام السخاوى ؟ وهل كتابته لهذه الرسالة تمنعه رثاء شيخه ؟

أخى نزار أرجوك أن تمدنى بأسماء الصحابة الذين قالوا بفناء النار و((نص)) أقوالهم فى ذلك وهل هناك من الصحابة من عارض القول بفناء النار لأن قول الصحابة أوثق عندى من كل مجتهد أتى بعدهم مها بلغ من الإجتهاد.


أما الإستواء والإستتابة وغيرها لم أعلق على ردك حتى الآن وأفضل أن أعلق عليها واحدة بعد واحدة.
والله من وراء القصد

Post: #108
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-26-2005, 03:18 AM
Parent: #107

الأخ ود محجوب:
أولاً: لم تقل إن القول بفناء النار كفر أو فسوق لكنك ربتبت عليه ما يترتب على الكفر والفسوق عندما قلت:
Quote: وارودت لك رأى العلماء فى أقواله الشنيعة مثل قوله بفناء النار وقدم العالم لو قالها غيره لنصبت له المشانق

فهل تنصب المشانق لأقوال شنيعة سوى الكفر والفسوق.
ثانياً: أكرر لك للمرة الرابعة أوالخامسة أنك لم تورد من كلام ابن تيمية ما يصرح فيه بفناء النار، وأن كلام الصنعاني أو العودة ليس حجة لأنه يمكن أن يحدث الوهم منهما ومن غيرهما، وما أكثر ما نسب الصالحون كلاماً لآخرين لم يقولوه طلباً للخير وليس رغبة في الكذب عليهم، وهذا معروف مشتهر، والعمدة في نقد الكلام أن تنقله من كتابة صاحبه، لا من أن فلان قال إن فلاناً قال هذا، وظني أن هذا من أبسط مقتضيات العدل والعقل، فلا داعي للانفعال والغمز بالمكابرة ونحو ذلك، وإن كنت تملك نصاً لابن تيمية فأورده، سواء من المخطوطة أو الكتاب أو ما شئت من مصادر صحيحة النسبة لابن تيمية، وإن لم يكن لك قول لابن تيمية، فكلام ابن تيمية في الفتاوى وتصريحه ببقاء النار هو القول الراجح الثابت الموثق الذي لا أعدل عنه. وإن رددت بنفس طريقة السابقة، فأعذرني إن تجاهلت كلامك ولم أرد عليه لأنه ليس من الحكمة الدوران في حلقة مفرغة.
ثالثاً: رسالة الذهبي لم نعترض عليها بسبب أن صاحب القعود الدرية أوثق عندنا من السخاوي، ولكن بسبب أنها حوت أخطاء كبيرة لا تصح من مؤرخ كالذهبي؛ فالرسالة تقول إن ابن تيمية في عقد السبعين، وهو ليس كذلك، وأنه لم يسلم منه الصحيحان، وهذه مغالطة كبيرة، وأن ابن تيمية قال إن النصارى مثل الذهبي وهذا لم يحدث أصلاً، والرسالة تقول عن الذهبي إن ابن تيمية يكفر المسلمين فكيف يتأتي أن يمدح الذهبي ابن تيمية ويقول إنه لوحلف بين الركن والمقام أنه لا يوجد مثل ابن تيمية لكان صادقاً، ويمدح بشعر عذب، أتترك كل هذه الحجج البينات وتصر على نسبة القصة للذهبي، لأنها نقلت عن السخاوي، وهل أمر كهذا ينفرد به السخاوي وهو من المتأخرين الذين لم يعاصروا ابن تيمية فمن أين نقلها؟ القصة مكذوبة بالأدلة الواضحة، ولا يقتضي تكذيب القصة أن السخاوي كاذب، فربما لا تصح النسبة إليه، وربما سمعها عن غير ثقة، وربما وربما.
رابعا: الصحابة الذين قالوا بنفناء النار.
أما الصحابة وأقوالهم في فناء النار فهي موجودة بتفصيل كبير في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم، وفي شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي. وسأورد لك لاحقاً بعضا من كلامهم.

Post: #100
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-20-2005, 00:33 AM
Parent: #98

كذلك استميح متابعي البوست العذر أيضا في إيراد نقل مطول بلسان ابن تيمية، يبين فيه كذب قصة استتابته التي أوردها ود محجوب، والقصة تبين صدق ابن تيمية وقوة بأسه، وأنه كان في الأسر، أقوى من خصومه وهم أصحاب السلطان، ولم يلن لهم، ولم يجيبهم إلى طلبهم، بل هزئ بالحبس، ورفض كل ما لا يرضي الله ورسوله، واختار الحبس على طاعته في غضب الله، وبين أنه ليس له في كل ذلك مطلب شخصي أو غرض خاص بل غرضه العمل بطاعة الله، وتبليغ دينه، والقصة ممتعة تبين أن الكذب على ابن تيمية كان في حياته واستمر بعد مماته إلى يومنا هذا:
قال شيخ الإسلام : - رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , ونشهد أن لا إله إلا الله , ونشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم تسليما . أما بعد : فقد وصلت ورقتك التي ذكرت فيها إخبارك الشيخ باجتماع الرسول بي وما أخبرته من الكلام وأن الشيخ قال : " اعلم أني والله قد عظم عندي كيف وقعت الصورة على هذا إلى آخره . وأنه قال : تجتمع بالشيخ وتتفق معه - على ما يراه هو ويختاره . إن يكن كما قلت أو غيره - فتسلم عليه وتقول له : أما هذه القضية ليس لي فيها غرض معين أصلا ولست فيها إلا واحدا من المسلمين . لي ما لهم وعلي ما عليهم وليس لي ولله الحمد حاجة إلى شيء معين يطلب من المخلوق ولا في ضرر يطلب زواله من المخلوق بل أنا في نعمة من الله سابغة ورحمة عظيمة أعجز عن شكرها . ولكن علي أن أطيع الله ورسوله وأطيع أولي الأمر إذا أمروني بطاعة الله , فإذا أمروني بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . هكذا دل عليه " الكتاب " و " السنة " واتفق عليه " أئمة الأمة " قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } . وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { لا طاعة لمخلوق في معصية الله } " " { إنما الطاعة في المعروف } " وأن أصبر على جور الأئمة وأن لا أخرج عليهم في فتنة ; لما في الصحيح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية } " . ومأمور أيضا مع ذلك أن أقول : أو أقوم : بالحق حيث ما كنت , لا أخاف في الله لومة لائم كما أخرجا في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال : " { بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في يسرنا وعسرنا ومنشطنا ومكرهنا , وأثرة علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله , وأن نقول - أو نقوم - بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم } " . فبايعهم على هذه " الأصول الثلاثة الجامعة " وهي الطاعة في طاعة الله , وإن كان الآمر ظالما , وترك منازعة الأمر أهله , والقيام بالحق بلا مخافة من الخلق . والله سبحانه قد أمر في كتابه عند تنازع الأمة بالرد إلى الله ورسوله , لم يأمر عند التنازع إلى شيء معين أصلا . وقد قال الأئمة : إن أولي الأمر صنفان العلماء والأمراء . وهذا يدخل فيه مشايخ الدين وملوك المسلمين : كل منهم يطاع فيما إليه من الأمر . كما يطاع هؤلاء بما يؤمرون به من العبادات ويرجع إليهم في معاني القرآن والحديث , والإخبار عن الله , وكما يطاع هؤلاء في الجهاد وإقامة الحد وغير ذلك : مما يباشرونه من الأفعال التي أمرهم الله بها . وإذا اتفق هؤلاء على أمر فإجماعهم حجة قاطعة فإن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة وإن تنازعوا فالمرد إلى الكتاب والسنة . وهذه القضية قد جرى فيها ما جرى مما ليس هذا موضع ذكره . وكنت تبلغني بخطابك وكتابك عن الشيخ ما تبلغني . وقد رأيت وسمعت موافقتي على كل ما فيه طاعة الله ورسوله , وعدم التفاتي إلى المطالبة بحظوظي أو مقابلة من يؤذيني وتيقنت هذا مني فما الذي يطلب من المسلم فوق هذا وأشرت بترك المخافة ولين الجانب وأنا مجيب إلى هذا كله . فجاء الفتاح أولا فقال : يسلم عليك النائب . وقال : إلى متى يكون المقام في الحبس ؟ . أما تخرج ؟ هل أنت مقيم على تلك الكلمة أم لا ؟ . وعلمت أن الفتاح ليس في استقلاله بالرسالة مصلحة لأمور لا تخفى . فقلت له : سلم على النائب وقل له أنا ما أدري ما هذه الكلمة ؟ وإلى الساعة لم أدر على أي شيء حبست ؟ ولا علمت ذنبي ؟ . وأن جواب هذه الرسالة لا يكون مع خدمتك , بل يرسل من ثقاته - الذين يفهمون ويصدقون - أربعة أمراء ; ليكون الكلام معهم مضبوطا عن الزيادة والنقصان . فأنا قد علمت ما وقع في هذه القصة من الأكاذيب . فجاء بعد ذلك الفتاح ومعه شخص ما عرفته لكن ذكر لي أنه يقال له علاء الدين الطيبرسي ورأيت الذين عرفوه أثنوا عليه بعد ذلك خيرا وذكروه بالحسنى , لكنه لم يقل ابتداء من الكلام : ما يحتمل الجواب بالحسنى فلم يقل الكلمة التي أنكرت : كيت وكيت ولا استفهم هل أنت مجيب إلى كيت وكيت . ولو قال ما قال : - من الكذب علي والكفر والمجادلة - على الوجه الذي يقتضي الجواب بالحسنى لفعلت ذلك فإن الناس يعلمون أني من أطول الناس روحا وصبرا على مر الكلام وأعظم الناس عدلا في المخاطبة لأقل الناس , دع ( لولاة الأمور لكنه جاء مجيء المكره على أن أوافق إلى ما دعا إليه وأخرج درجا فيه من الكذب والظلم والدعاء إلى معصية الله والنهي عن طاعته ما الله به عليم وجعلت كلما أردت أن أجيبه وأحمله رسالة يبلغها لا يريد أن يسمع شيئا من ذلك ويبلغه بل لا يريد إلا ما مضمونه الإقرار بما ذكر والتزام عدم العود إليه والله تعالى يقول : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم } . فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن بل قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه - لعروة بن مسعود بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : إني لأرى أوباشا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك - امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه ومعلوم أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين من كانوا . وقد قال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } . فمن كان مؤمنا فهو الأعلى كائنا من كان . ومن حاد الله ورسوله فقد قال تعالى : { إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين } . وأنا أو غيري من أي القسمين كنت فإن الله يعاملني وغيري بما وعده فإن قوله الحق { وعد الله لا يخلف الله وعده } فقلت له في ضمن الكلام : الحق في هذه القصة ليس لي , ولكن لله ولرسوله ولسائر المؤمنين من شرق الأرض إلى غربها . وأنا لا أعني تبديل الدين وتغييره , وليس لأجلك , أو أجل غيرك أرتد عن دين الإسلام : وأقر بالكفر والكذب والبهتان . راجعا عنه أو موافقا عليه . ولما رأيته يلح في الأمر بذلك أغلظت عليه في الكلام . وقلت دع هذا الفشار وقم رح في شغلك . فأنا ما طلبت منكم أن تخرجوني - وكانوا قد أغلقوا الباب القائم الذي يدخل منه إلى الباب المطبق - فقلت أنا افتحوا لي الباب حتى أنزل يعني فرغ الكلام . وجعل غير مرة يقول لي : أتخالف المذاهب الأربعة فقلت : أنا ما قلت : إلا ما يوافق المذاهب الأربعة , ولم يحكم علي أحد من الحكام إلا ابن مخلوف وأنت كنت ذلك اليوم حاضرا . وقلت له أنت وحدك تحكم أو أنت وهؤلاء . فقال : بل أنا وحدي فقلت له : أنت خصمي , فكيف تحكم علي ؟ فقال : كذا ومد صوته وانزوى إلى الزاوية . وقال : قم , قم . فأقاموني وأمروا بي إلى الحبس ثم جعلت أقول : أنا وإخوتي غير مرة : أنا أرجع وأجيب وإن كنت أنت الحاكم وحدك . فلم يقبل ذلك مني . فلما ذهبوا بي إلى الحبس حكم بما حكم به وأثبت ما أثبت وأمر في الكتاب السلطاني بما أمر به فهل يقول أحد من اليهود أو النصارى دع المسلمين إن هذا حبس بالشرع فضلا عن أن يقال : شرع محمد بن عبد الله . وهذا مما يعلم الصبيان الصغار بالاضطرار من دين الإسلام أنه مخالف لشرع محمد بن عبد الله . وهذا الحاكم هو وذووه دائما يقولون فعلنا ما فعلنا بشرع محمد بن عبد الله . وهذا الحكم مخالف لشرع الله - الذي أجمع المسلمون عليه - من أكثر من عشرين وجها . ثم النصارى في حبس حسن : يشركون فيه بالله ويتخذون فيه الكنائس فيا ليت حبسنا كان من جنس حبس النصارى ويا ليتنا سوينا بالمشركين وعباد الأوثان بل لأولئك الكرامة ولنا الهوان . فهل يقول من يؤمن بالله واليوم الآخر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بهذا . وبأي ذنب حبس إخوتي في دين الإسلام غير الكذب والبهتان ومن قال : إن ذلك فعل بالشرع فقد كفر بإجماع المسلمين . وقلت له في ضمن الكلام أنت لو ادعى عليك رجل بعشرة دراهم وأنت حاضر في البلد , غير ممتنع من حضور مجلس الحاكم لم يكن للحاكم أن يحكم عليك في غيبتك هذا في الحقوق فكيف بالعقوبات التي يحرم فيها ذلك بإجماع المسلمين . ثم هذا الرجل قد ظهر كذبه غير مرة . ذلك اليوم كذب علي في أكثر ما قاله وهذه الورقة التي أمر بكتابتها أكثرها كذب والكتاب السلطاني الذي كتب بأمره مخالف للشريعة من نحو عشرة أوجه وفيه من الكذب على المجلس الذي عقد أمور عظيمة قد علمها الخاص والعام . فإذا كان الكتاب الذي كتب على لسان السلطان وقرئ على منابر الإسلام أخبر فيه عن أهل المجلس : من الأمراء والقضاة بما هو من أظهر الكذب والبهتان , فكيف فيما غاب عنهم . قلت وهو دائما يقول عني : إني أقول إن الله في زاوية ولد ولدا وهذا كله كذب . وشهرته بالكذب والفجور يعلمه الخاص والعام . فهل يصلح مثل هذا أن يحكم في أصول الدين ومعاني الكتاب والسنة وهو لا يعرف ذلك ورأيته هنا يتبسم تبسم العارف بصحة ما قلته فكأن سيرة هذا الحاكم مشهورة بالشر بين المسلمين . وأخذ يقول لي : هذه المحاضر ووجدوا بخطك فقلت أنت كنت حاضرا ذلك اليوم . هل أراني أحد ذلك اليوم خطأ أو محضرا ؟ أو قيل لي شهد عليك بكذا أو سمع لي كلام , بل حين شرعت أحمد الله وأثني عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم } " منعوني من حمد الله . وقالوا : لا تحمد الله بل أجب . فقلت لابن مخلوف : ألك أجيب أو لهذا المدعي ؟ وكان كل منهما قد ذكر كلاما أكثره كذب . فقال : أجب المدعي . فقلت : فأنت وحدك تحكم أو أنت وهؤلاء القضاة فقال : بل أنا وحدي . فقلت : فأنت خصمي فكيف يصح حكمك علي فلم تطلب مني الاستفسار عن وجه المخاصمة ؟ , فإن هذا كان خصما : من وجوه متعددة معروفة عند جميع المسلمين . ثم قلت : أما ما كان بخطي فأنا مقيم عليه . وأما المحاضر : فالشهود فيها فيهم من الأمور القادحة في شهادتهم وجوه متعددة تمنع قبول شهادتهم بإجماع المسلمين والذي شهدوا به فقد علم المسلمون خاصتهم وعامتهم بالشام وغيره ضد ما شهدوا به . وهذا القاضي " شرف الدين " بن المقدسي قد سمع منه الناس العدول أنه كان يقول أنا على عقيدة فلان حتى قبل موته بثلاث دخلت عليه فيما يرى مع طائفة فقال قدامهم : أنا أموت على عقيدتك يا فلان , لست على عقيدة هؤلاء يعني الخصوم , وكذلك القاضي شهاب الدين الخولي غير مرة يقول : في قفاك أنا على عقيدته . والقاضي " إمام الدين " قد شهد على العدول أنه قال ما ظهر في كلامه شيء ومن تكلم فيه عزرته . وقال لي في أثناء كلامه : فقد قال بعض القضاة : أنهم أنزلوك عن الكرسي . فقلت : هذا من أظهر الكذب الذي يعلمه جميع الناس ما أنزلت من الكرسي قط ولا استتابني أحد قط عن شيء ولا استرجعني
. وقلت قد وصل إليكم المحضر الذي فيه خطوط مشايخ الشام وسادات الإسلام - والكتاب الذي فيه كلام الحكام : الذين هم خصومي كجمال الدين المالكي , وجلال الدين الحنفي وما ذكروا فيه مما يناقض هذه المحاضر . وقول المالكي ما بلغني قط أنه استتيب ولا منع من فتيا ولا أنزل ولا كذا ولا كذا
. ولا ثبت عليه عندي قط شيء يقدح في دينه وكذلك قول سائر العلماء والحكام في غيبتي . وأما الشهادات ففيها أمور عظيمة فتدبروها فكيف وشهود المحضر فيهم من موانع الشهادة أمور تقال عند الحاجة )مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء الثالث ص 248(

Post: #112
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-26-2005, 03:40 PM
Parent: #100

هنا أخى نزار الإستتابة من قضاة المذهب الحنفى والحنبلى والمالكى والشافعى وهم أكبر القضاة وقتها ولكى نصدق هذا النفى لإبن تيمية علينا أن نكذب كل هؤلاء القضاة
ونخالف الشرع الذى يثبت الأمر بشاهدين عدلين وهنا أربعة شهداء عدول بل هم قضاة المذاهب الأربعة وقتها .



استتابة ابن تيمية




وقد استتيب مرات عديدة وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الاربعة الشافعي والمالكي، والحنفي والحنبلي وحكموا عليه بانه ضال مضل يجب التحذير منه وزجره كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية وسيأتي، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.



وهذه صورة استتابته منقولة من خط يده كما هي مسجلة في كتاب نجم المهتدي وعليها توقيع العلماء ونصها 7: "الحمد الله، الذي اعتقده ان في القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، وليس هو حالا في مخلوق اصلا ولا ورق ولا حبر ولا غير ذلك، والذي اعتقده في قوله: { الرحمن على آلعرش آستوى } [سورة طه] انه على ما قال الجماعة الحاضرون وليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد به، بل لا يعلم ذلك إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء أقول فيه ما أقول فيه لا اعرف كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله، وليس على حقيقته وظاهره كما قال الجماعة الحاضرون، وكل ما يخالف هذا الاعتقاد فهو باطل، وكل ما في خطي او لفظي مما يخالف ذلك فهو باطل، وكل ما في ذلك مما فيه اضلال الخلق أو نسبة ما لا يليق بالله إليه فانا بريء منه فقد تبرأت منه وتائب إلى الله من كل ما يخالفه. كتبه أحمد بن تيمية، وذلك يوم الخميس سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعمائة.



وكل ما كتبته وقلته في هذه الورقة فانا مختار فى ذلك غير مكره. كتبه احمد بن تيمية حسبنا الله ونعم الوكيل ".



وبأعلى ذلك بخط قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ما صورته: اعترف عندي بكل ما كتبه بخطه في التاريخ المذكور. كتبه محمد بن ابراهيم الشافعي، وبحاشية الخط: اعترف بكل ما كتب بخطه، كتبه عبد الغني بن محمد الحنبلي.



وبآخر خط ابن تيمية رسوم شهادات هذه صورتها: كتب المذكور بخطه اعلاه بحضوري واعترف بمضمونه، كتبه احمد بن الرفعة.



صورة خط ءاخر: أقر بذلك، كتبه عبد العزيز النمراوي.



صورة خط ءاخر: أقر بذلك كله بتاريخه، علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي.



صورة خط ءاخر: جرى ذلك بحضوري في تاريخه، كتبه الحسن بن أحمد بن محمد الحسيني.



وبالحاشية أيضا ما مثاله: كتب المذكور أعلاه بخطه واعترف به، كتبه عبد الله بن جماعة.



مثال خط ءاخر: أقز بذلك وكتبه بحضوري محمد بن عثمان البوريجبي " اهـ





وكل هؤلاء من كبار أهل العلم في ذلك العصر، وابن الرفعة وحده له "المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي " في أربعين مجلدا.



ولولا ان احمد بن تيمية هذا كان يدعو العامة إلى اعتقاد ضد ما في صيغة الاستتابة هذه بكل ما أوتي من حول وحيلة لما استتابه أهل العلم بتلك الصيغة و ما اقترحوا عليه ان يكتب بخطه ما يؤاخذ به إن لم يقف عند شرطه، وبعد ان كتب تلك الصيغة بخطه توج خطه قاضي القضاة البدر بن جماعة بالعلامة الشريفة وشهد على ذلك جماعة من العلماء كما ذكرنا، وحفظت تلك الوثيقة بالخزانة الملكية الناصرية، لكن لم تمض مدة على ذلك حتى نقض ابن تيمية عهوده ومواثيقه

Post: #114
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-26-2005, 11:34 PM
Parent: #112

الأخ ود محجوب
أرجو أن لا تصور الأمر بهذه الصورة الساذجة، فقضاة المذاهب الأربعة لم يقفوا أمامك ويشهدوا، حتى تجعل شهادتهم شهادة أربعة، وإنما قرأت عن شخص واحد قوله أن أئمة المذاهب الأربعة شهدوا، وقد وضح جلياً أنك لا تتورع عن نقل كل ما يصل إليك من انتقاص ابن تيمية ولا تتحرى في صحته، لذلك تنقل فصصاً مختلقة، وعندما يثبت كذبها لك ذي عينين لا تملك أن تقر بذلك، وقصة استتابة ابن تيمية وردت في أكثر من موضع لكن الشيخ نفسه قال إنه لم يستتبه أحد ولم يحذث ذلك، والواقع يشهد فلم يغير شيئاً في كتبه، ولم يهادن حاكماً، ومات في السجن بسبب أرائه فكيف يكون قد اعلن توبته..، والشيخ صرح تصريحاً واضحاً إنه لم يستتبه أحد، فمن نصدق، شهادة الشيخ ابن تيمية، التي يؤيدها الواقع، أم كلام أشخاص متحاملين، ولو أنك تقرأ كتب ابن تيمية لعلمت أن رأيه في الاستواء والنزول رأي قديم، قاله في العقيدة الواسطية التي حوكم لإجلها وقامت المناظرات لأجلها، ولم يستطع أحد أن يثب فيها خطأ بل أمهل معارضية ثلاثة سنوات ليأتي أحدهم بقول للقرون الثلاثةالأولي يخالف فيهاشيئاً مما ذكره في الواسطية فلم يفعل أحد، وجيء بها في مجلس الحكم وقرئت من أولها لآخرها ولم يستطع أحد أن يذكر فيها خطأ، كل هذا مبثوث في كتب كثيرة عديدة لكن عين السخط تبدي المساويا.

Post: #116
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-27-2005, 01:21 PM
Parent: #114

الأخ نزار دعك من سذاجتى ـــ غفر الله ــ ولا تصرفنا من الموضوع

وأرجو أن يتسع صدرك ولا تلجأ لمثل هذا الأسلوب المستفز

وقولك لم يقف هؤلاء القضاة امامك ليشهدوا قول عجيب فهل وقف ابن تيمية أمامك لينفى استتابته ؟ وتعصبك الأعمى لابن تيمية يعميك عن كل حقيفة ويفقدك الأخذ والرد فى الحوار . وجل حوارك هو فى النفى والنفى أو التأويل وكل ما يقوله ابن تيمية حق رغم انك تقول أنه بشر يخطىء ويصيب ولكن واقع الحال فى ردودك تقول بغير ذلك ثم لجأت الى التعميم فأى قصة ملفقة أوردتها؟؟؟

قوله بفناء النار أثبتناه لك بعدة وجوه وباقرار من اهل مدرسته وتلاميذه وأوردنا لك رد الصنعانى بتحقيق الألبانى والمخطوط الذى علق عليه الذهبى ثم دللناك على كتاب صدر فى الرياض
اهل نصرته وحوارييه ولكن تأبى الا الإنكار كأن بينك وبين الحق عداء ثم تأتى لترمينا بعين ما تعانى منه فسبحان الله.
وموضوعنا هنا القول بفناء النار فهى ثابته عند مناصريه ومخالفيه والإستتابة ثابتة بتوقيع علماء المذاهب الأربعة أما اذا أردت أن تطعن فيهم لتبرىء ساحة ابن تيمية فلك ذلك ولكن لا تطلب من أحد اخر أن يجاريك ((وإذا لم يكن أخى نزار هذا هو التعصب الأعمى فكيف يكون))

وسؤالك طريف أخى نزار كيف يكون تاب ثم مات فى السجن ولو أمعنت القراءة وأعدت قراءة ما أوردت لما طرحت هذا السؤال فهو بعد استتابته يرجع ثانيا لما تاب عنه.

وقد استُتيب مرات وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حُبِس بفتوى من القضاة الأربعة الذين أحدهم شافعي والآخر مالكي، والآخر حنفي والآخر حنبلي وحكموا عليه بأنه ضال يجب التحذير منه كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية وسيأتي، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.





قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر9 ما نصه:

"انفرد- أي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها أقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوّة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمّر عليه شئ كمسئلة الزيارة، ولا شُنّ عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الآلة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء" ا.هـ. قال ذلك فيه بعد مدحه مدحا كثيرا.



أرجو أن تكون الرؤية اتضحت لك الآن

والله هو الهادى سواء السبيل

Post: #102
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-22-2005, 03:06 PM
Parent: #98

الأخ نزار السلام عليكم

الهمنى الله واياك الصواب الشيخ أبو زهرة رحمه الله يقول ((أراانى
على أن أردد ما قلته سابقا هل قلت لك لم توجد أو لم تنتشر
فإذا لم توجد كتب ابن تيمية فى الأزهر وعند العلماء فأين توجد؟؟؟

قانون الأحوال الشخصية المصرى معظمه على المذهب الحنفى رغم أن مصر يغلب عليها المذهب الشافعى ((راجعه فى مظانه))

أن تطبع فى القاهرة أو بيروت أو لندن لا ينفى ذلك أنها بأموال البترول تمويلا أو تسويقا.
((بل كل الحنابلة ـ أهل الجزيرة العربية والخليج ـ اهتموا بابن تيمية قبل البترول وكانت أفكاره سائدة قبل البترول.))

أهل الجزيرة سيدى نزار ليسوا حنابله ((دون الإنتقاص من الإمام أحمد
الرجل الصديق.)) فأهل مكة كان يغلب عليهم المذهب الحنفى وأهل المدينة
كان يغلب عليهم المذهب المالكى وأهل نجد كان يغلب عليهم لمذهب الحنبلى وشرق الجزيرة كانوا هم كبار المالكية(ال المبارك او حنفية
ال الملا مع وجود مقدر للشيعة بالإحساء والقطيف . أما الأمارات فيغلب
عليها المذهب المالكى والشافعى عدا الشارقة فهم حنابلة. ا فتسمية أهل الجزيرة حنابلة ليست دقيقة وقتها وانما فرض عليهم المذهب الحنبلى تسمية" ((وليته كان)) التيمى الوهابى حقيقة بقوة السلطان وقهره.

سيدى نزار العز ابن عبد السلام ((سلطان العلماء)) كان من معاصرى سيدى ابو الحسن الشاذلى وعاصر ابن تيمية ابن عطاء السكندرى
وابن عطاء السكندرى هو تلميذ المرسى ابو العباس خليفة الشاذلى كل ذلك لم يغب عنى ولكن الأثر الكبير لسلطان العلماء ومرجع الفتيا فى وقته لم يتوقف اطلاق اسم سلطان العلماء وشيخ الإسلام
فى المصريين(مصر والشام ) حتى ذلك الوقت.
قلت مصادره شيعية وسوف تأتى بالروابط لتدلل على ذلك والآن أتيت برابط لأهل السنة لى أجر النسخ واللصق منه
سبحان الله كيف تكون مصادره شيعية ؟؟؟كيف؟؟؟وكل ما أوردته لعلماء
أهل السنة ولا يوجد فيه حرف واحد لعالم شيعى ((لا تنسى فضيلة الرجوع للحق))
ما الفرق بأن أتى بالنصوص من النت أو كتاب ؟؟؟
أخى نزار ألم تنقل بعض ردودك من على النت مباشرة ؟؟؟
أحلال على بلابله الدوح ####حرام على الطير من كل جنس.
رسالة الذهبى أوردها الإمام السخاوى ولو أعدت النظر لعرفت أين وردت وأن لا أرمى الإمام السخاوى بالكذب فإذا اردت انت ذلك فأفعل.

وسوف أنتظر حتى تكمل ردودك فيما أثرته فقد رددت على الإستتابة وفناء

النار وانا فى إنتظار الرد على قدم العالم لأقوم بالتعقيب.

Post: #109
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-26-2005, 04:56 AM
Parent: #102

الأخ ود محجوب:
جاء في كتاب حادي الأوراح إلى بلاد الأفراح للإمام ابن القيم حول موضوع فناء النار النص التالي:
قال شيخ الإسلام: وقد نقل هذا القول ـ أي القول بفناء النار ـ عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم. وقد روى عبد بن حميد وهو من أجل أئمة الحديث في تفسيره المشهور حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر: "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج، لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه".
وقال: حدثنا حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: "لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه" ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} (النبأ:23)، فقد رواه عبد وهو من الأئمة الحفاظ وعلماء السنة عن هذين الجليلين سليمان بن حرب وحجاج بن منهال كلاهما عن حماد بن سلمة وحسبك به وحماد يرويه عن ثابت وحميد وكلاهما يرويه عن الحسن، وحسبك بهذا الإسناد جلالة.
والحسن وإن لم يسمع من عمر، فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به. وقال: عمر بن الخطاب، ولو قدر أنه لم يحفظ عن عمر فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد مع أنهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا فلو كان هذا القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأئمة، لكانوا أو منكر له.
قال: ولا ريب أن من قال هذا القول عن عمر ونقله عنه إنما أراد بذلك جنس أهل النار الذين هم أهلها، فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها، وأنهم لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريباً منه.
ولفظ أهل النار لا يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولا يناقض هذا قوله تعالى: {خالدين فيها} وقوله: {وما هم بمخرجين} (الحجر:4.
بل ما أخبر الله به هو الحق والصدق الذي لا يقع خلافه، لكن إذا انقضى أجلها وفنيت تفنى الدنيا لم تبق ناراً ولم يبق فيها عذاب قال أرباب هذا القول:
وفي تفسير علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس في قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} قال: لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً.
قالوا: وهذا الوعيد في هذه الآية مختصاً بأهل القبلة فإنه سبحانه قال: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم.وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون} (الأنعام:128،129).
وأولياء الجن من الإنس يدخل فيها الكفار قطعاً فإنهم أحق بموالاتهم من عصاة المسلمين، كما قال تعالى: {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون}.
وقال تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} (النحل:99،100).
وقال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} (الأعراف:201).
وقال تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو} (الكهف:50).
وقال تعالى: {فقاتلوا أولياء الشيطان}.
وقال تعالى: {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} (المجادلة:19).
وقال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} والاستثناء وقع في الآية التي أخبرت عن دخول أولياء الشياطين النار.
فمن ههنا قال ابن عباس: لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله قالوا: وقول من قال إن (ألا) بمعنى سوى أي ما شاء الله أن يزدهم من أنواع العذاب وزمنه لا تخفى منافرته للمستثنى والمستثنى منه، وإن الذي يفهمه المخاطب مخالفة ما بعد (إلا) لما قبلها.
قالوا: وقول من قال إنه لاخراج ما قبل دخولهم إليها من الزمان كزمان البرزخ والموقف ومدة الدنيا أيضاً، لا يساعد على وجه الكلام، فإنه استثناء من جملة خبرية مضمونها أنهم إذا دخلوا النار لبثوا فيها مدة دوام السماوات والأرض إلا ما شاء الله.
وليس المراد الاستثناء قبل الدخول هذا مالا يفهمه المخاطب ألا ترى سبحانه يخاطبهم بهذا في النار حين يقولون: {ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا} فيقول لهم حينئذ: {النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله}.
وفي قوله: {ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا} نوع اعتراف واستسلام وتحسر أي استمتع الجن بنا واستمتعنا بهم، فاشتركنا في الشرك ودواعيه وأسبابه، وآثرنا الاستمتاع على طاعتك وطاعة رسلك، وانقضت آجالنا وذهبت أعمارنا في ذلك ولم نكتسب فيها رضاك. وإنما كان غاية أمرنا في مدة آجالنا استمتاع بعضنا ببعض.
فتأمل ما في هذا من الاعتراف بحقيقة ما هم عليه وكيف بدت لهم تلك الحقيقة ذلك اليوم، وعلموا أن الذي كانوا فيه في مدة آجالهم هو حظهم من استمتاع بعضهم ببعض ولم يستمتعوا بعبادة ربهم ومعرفته وتوحيده ومحبته وإيثار مرضاته.
وهذا من نمط قولهم: {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} وقوله: {فاعترفوا بذنبهم} وقوله: {فعلموا أن الحق لله} ونظائره والمقصود أن قوله: {إلا ما شاء الله} عائد إلى هؤلاء المذكورين مختصاً بهم أو شاملاً لهم ولعصاة الموحدين، وأما اختصاصه بعصاة المسلمين دون هؤلاء فلا وجه له.
ولما رأت طائفة ضعف هذا القول قالوا: الاستثناء يرجع إلى مدة البرزخ والموقف. وقد تبين ضعف هذا القول، ورأت طائفة أخرى أن الاستثناء يرجع إلى نوع آخر من العذاب غير النار.
قالوا: والمعنى أنكم في النار أبداً إلا ما شاء الله أن يعذبكم بغيرها وهو الزمهرير وقد قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصاداً. للطاغين مآباً. لابثين فيها أحقاباً} (النبأ:21-23).
وقالوا: والأبد لا يقدر بالأحقاب.
وقد قال ابن مسعود في هذه الآية: ليأتين على جهنم زمان وليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقاباً، وعن أبي هريرة مثله حكاه البغوي عنهما. ثم قال: ومعناه عند أهل السنة إن ثبت أنه لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان.
قالوا: قد ثبت ذلك عن أبي هريرة وابن مسعود وعبدالله بن عمر وقد سأل حرب اسحق بن راهويه عن هذه الآية فقال: سألت إسحق قلت قول الله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} فقال: أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن.
حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال أبي حدثنا أبو نضرة عن جابر أو أبي سعيد أو بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الآية تأتي على القرآن كله: {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} (هود:106).
قال المعتمر: قال أتى على كل وعيد في القرآن، حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن أبي بلخ سمع عمرو بن ميمون يحدث عن عبدالله بن عمرو قال ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً.
حدثنا عبيدالله حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن ابن زرعة عن أبي هريرة قال: ما أنا بالذي لا أقول إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد، وقرأ قوله: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق} الآية (هود:107).
قال عبيدالله: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين حدثنا أبو معن حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن سليمان التميمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبدالله أو بعض أصحابه في قوله: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} (هود:107) قال هذه الآية تأتي على القرآن كله. وقد حكى ابن جرير هذا القول في تفسيره عن جماعة من السلف فقال: وقال آخرون عني بذلك أهل النار وكل من دخلها. ذكر من قال ذلك ثم ذكر الآثار التي نذكرها.
وقال عبدالرزاق أنبأنا ابن التيمي عن أبيه نضرة عن جابر أو أبي سعيد أو عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} قال هذه الآية تأتي على القرآن كله يقول حيث كان في القرآن خالدين فيها تأتي عليه قال: وسمعت أبا مجلز يقول: جزاؤه فإن شاء الله تجاوز عن عذابه.
وقال ابن جرير حدثنا الحسن بن يحيى أنبأنا عبدالرزاق فذكره قال وحدثت عن المسيب عمن ذكره عن ابن عباس: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} قال استثنى الله قال أمر الله النار أن تأكلهم. قال: وقال ابن مسعود: ليأتين على جهنم زمان تصفق أبوابها ليس فيها أحد بعد ما يلبثون فيها أحقاباً، حدثنا ابن حميد حدثنا جرير بيان عن الشعبي قال: جهنم أسرع الدارين عمرانا، وأسرعهما خراباً.
وحكى ابن جرير في ذلك قولاً آخر فقال: وقال آخرون أخبرنا الله عز وجل بمشيئته لأهل الجنة فعرفنا معنى ثناياه بقوله {عطاء غير مجذوذ} وأنها لفي الزيادة على مقدار مدة السموات والأرض قالوا: ولم يخبرنا بمشيئته في أهل النار، وجائز أن تكون مشيئته في الزيادة وجائز أن تكون في النقصان. حدثنا يونس أنبأنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} فقرأ حتى بلغ {عطاء غير مجذوذ} فقال أخبرنا بالذي يشاء لأهل الجنة فقال: {عطاء غير مجذوذ} ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار.
وقال ابن مردويه في تفسيره: حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا جبير بن عرفة حدثنا يزيد بن مروان الخلال حدثنا أبو خليد حدثنا سفيان يعني الثوري عن عمرو بن دينار عن جابر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق. خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} (هود:106و107) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن شاء الله أن يخرج أناساً من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل]. وهذا الحديث يدل على أن الاستثناء إنما هو للخروج من النار بعد دخولها خلافاً لمن زعم أنه لما قبل الدخول، ولكن إنما يدل على إخراج بعضهم من النار، وهذا حق بلا ريب وهو لا ينفي انقطاعها وفناء عذابها وأكلها لمن فيها وأنهم يعذبون فيها دائماً ما دامت كذلك وما هم منها بمخرجين، فالحديث دل على أمرين: أحدهما: أن بعض الأشقياء إن شاء الله أن يخرجهم من النار وهي نار فعل، وأن الاستثناء إنما هو فيما بعد دخولها لا فيما قبله وعلى هذا فيكون معنى الاستثناء إلا ما شاء ربك من الأشقياء فإنهم لا يخلدون فيها ويكون الأشقياء نوعين نوعا يخرجون منها ونوعاً يخلدون فيها فيكونون من الذين شقوا أولاً ثم يصيرون من الذين سعدوا فتجتمع لهم الشقاوة والسعادة في وقتين قالوا وقد قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصاداً، للطاغين مآباً، لابثين فيها أحقاباً، لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً، إلا حميماً وغساقاً، جزاء وفاقاً، إنهم كانوا لا يرجون حساباً، وكذبوا بآياتنا كذاباً} (النبأ:21-2، فهذا صريح في وعيد الكفار المكذبين بآياته ولا يقدر الأبد بهذه الأحقاب ولا غيرها كما لا يقدر به القديم. ولهذا قال عبدالله بن عمرو فيما رواه شعبة عن أبي بلخ سمع عمرو بن ميمون يحدث عنه "ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقاباً".

Post: #110
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-26-2005, 11:55 AM
Parent: #109

الأخ ود محجوب
إن نسبة القول بقدم العالم لابن تيمية لهي من المضحكات المبكيات، وهي لا تصح نسبتها لابن تيمية بل للمرء أن يتعجب من مثل هذا القول مثل تعجب الشيخ الآلوسي لنسبة ابن حجر الهيتمي القول بقدم العالم لابن تيمية يقول الآلوسي: " وحاشاه من القول بذلك ـ يعني ابن تيمية ـ ، بل هو قول مفترى، عامل الله تعالى من أفتراه بعدله . وكيف يتخيل عاقل ، أو يظن جاهل فضلاً عن فاضل ، أن الشيخ ابن تيميه يقول ذلك ويسلك أخوف المسالك : وهذه ترجمته قد سطرتها المؤرخون ، وسيره حررتها العلماء العاملون ، وأعظم شاهداً تآليفه وعقائده المنشورات في الأنام ، وتأييده للكتاب وسنة خير الأنام عليه افضل الصلاة والسلام . وله في العقائد كتب مبسوطة ، وفي رد الفلاسفة والدهرية والمبتدعة تصنيفات مقبولة مغبوطة .
ولعمرى إن الشيخ ابن حجر قال هذا من غير تثبت واحتياط ، ولا يقدر أن يصحح ما رواه عنه حتى يلج الجمل في سم الخياط"

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص 172، بل وقد تعجب الكثيرون لهذه الافتراءات العجبية، قال الآلوسي عن والده: حاشا لله تعالى أن يكون ذلك من تصانيفه ! بل نسبته إليه كنسبة الرسالة التى فيها القول بإيمان فرعون ونجاته يوم القيامة إلى الشارح – يعنى الملأ جلال الدواني – فاحفظ ذلك . أنتهى .
وكتب أيضاً على هذه العبارة العلامة الشيخ إبراهيم الكوراني في حاشيته المسماه : (( مجلى المعاني )) على الشرح المذكور ما نصه : لم أقف على هذا التصنيف للشيخ ابن تيميه.

وتبياناً لهذه الجرأة العجبيبة في تلفيق الكلام على ابن تيمية نور من كلام الشيخ نفسه ما يبين أنه لا يرى قدم العالم بل العالم محدث مخلوق ـ وهذا من أظهر الأمور، ولن ينقطع العجب من الجرأة بنسبتها للشيخ ابن تيمية، يقول ابن تيمية: " فقد تبين أن نفس ما احتجوا به ـ يعني الفلاسفة ـ يدل على فساد قولهم وفساد قول المتكلمين ; ويدل على حدوث كل ما سوى الله وأنه وحده القديم دلالة صحيحة لا مطعن فيها . فقد تبين - ولله الحمد - أن عمدتهم على قدم العالم إنما تدل على نقيض قولهم وهو : حدوث كل ما سوى الله - ولله الحمد والمنة – مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء السادس ص 333
فهل بعد هذا القول الصريح من سبب لنسبة القول بقدم العالم للشيخ ابن تيمية، لله الحمد والمنة. ودليل آخر هو قوله: على هذا الاعتبار يجب تأخر كل مفعول له فلا يكون في مفعولاته شيء قديم بقدمه فيكون كل ما سواه محدثا . وهذا نصح صريح في أن كل ما سوى الله محدث، ونص أخر يقول فيه الشيخ ابن تيمية ولهذا كان " الصحابة " يذكرون أن حدوث الحوادث في العالم يدل على أنه مربوب ; كما قد ذكرنا هذا في موضع آخر والمربوب محدث وكل ما سوى الله تحدث فيه الحوادث من غيره وهو محتاج إلى غيره فكل فلك فإنه يحركه غيره فتحدث فيه الحركة من غيره فالفلك المحيط يحركها كلها وهو متحرك بخلاف حركته فتحدث فيه مناسبة حادثة بغير اختياره وهي مستقلة بحركتها لا تحتاج فيها إليه ; فامتنع أن يكون ربا لها والشمس والقمر والكواكب يحركها غيرها فكلها مسخرات بأمره . " مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء السادس ص 330
ويقول " وهذا يبطل قول " المتفلسفة " القائلين بقدم الفلك كأرسطو وأتباعه ; فإن " أرسطو " يقول : إنه محتاج إلى العلة الأولى للتشبه بها وبرقلس وابن سينا ونحوهما يقولون : إنه معلول له أي موجب له والأول علة فاعلة له ; فالجميع يقولون : إنه محتاج إلى غيره مع قيام الحوادث به ; وإنه لم يخل منها . " " ومعلوم أن الفلاسفة في ذلك الوقت يعنون بالفلك الكون، ويبين ابن تيمية أن ماساقه من حجج يبطل قول الفلاسفة في قدم العالم.
ومن ناحية أخرى ذكر الشيخ ابن تيمية في مواضع عديدة أنه يأخذ على ابن عربي قوله بقدم العالم، وكذلك على النصيرية وطوائف أخرى وفي ما نقلناه كفاية في بيان كذب نسبة هذا القول لابن تيمية.
والملاحظ أن النصوص التي نقلها ود محجوب نصوص مقتضبة جداً وبعضها لا يزيد عن سطرين، وعادة ما لا يكون فيه شيء لكن الشارح يتبعها بكلامه الذي يفتري فيه على ابن تيمية الكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله.

Post: #113
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-26-2005, 04:20 PM
Parent: #110

الأخ الكريم نزار نعم أن القول بقدم العالم قول شنيع يورد صاحبه المهالك

وهنا لجأت للألوسى رحمه الله ليحكم ببرائته من هذا القول الشنيع ولكن هل أقوال ابن تيمية تساعد الألوسى واستشهدت بعالم واحد واستشهدت لك بعدة علماء .
ولما لم يكن هناك شك فى قى ما نسب اليه قلت لأقوال مبتورة وانا يا سيدى نزار ناقل لاغير فهل هذا البتر أخل بالمعنى أو صرف المعنى لغير ما أراده المؤلف. وهنا أحمد لك أن قلت مبتورة ولم تقل مكذوبة عليه كما قلت فى فناء النار.

وانا هنا أعيد ما سبق أن أنزلته فاذا كان هناك قول مبتور أخل بالمعنى فصوبه واذا كان موضوع فانقضه ولك أن تعيد انزال النص الذى أخل بما اراده المؤلف فأورد النص كاملا وبين مواضع الخلل وكل نص كما سيرد منسوب لابن تيمية تجد فى الأسفل أين تجده



قول ابن تيمية بحوادث لا اوّل لها لم تزل مع الله

أي لم يتقدم الله جنس الحوادث، وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل فردٍ من أفرادِ الحوادث بعينه حادث مخلوق، وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي، أي لم يسبقه الله تعالى بالوجود.

وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين، ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ومنهاج السنّة النبوية، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع، ومجموعة تفسير من ست سور، وكتابه الفتاوى، وكل هذه الكتب مطبوعة.

أمّا عبارته في الموافقة فهي ما نصّه (1): "وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ . وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول، ما نصه (2): "قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.

ويقول فيها أيضا ما نصه (3): ”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها" ا.هـ. فهذا من عجائب ابن تيمية الدالّة على سخافة عقله قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم. قال الكوثري (4) في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصّه (5): "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.هـ.

وقال- أي ابن تيمية - في منهاج السنّة النبوية ما نصه (6): "فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".

وقال فيه ما نصه (7): (ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.

وقال في موضعءاخر ما نصّه (: "وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ. ومضمون هذا أمران: أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.

ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني (9) في كتاب شرح العضدية بقوله (10): "وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.

وقال في موضع ءاخر من المنهاج (11) ما نصه: "ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف ا.هـ. فانظروا كيف افترى كعادته هذه المقولة الخبيثة على أئمة الحديث، وهذا شىء انفرد به ووافق به متأخري الفلاسفة، لكنه تقوّل على أئمة الحديث

والفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهم وافترى عليهم، ولم يقل أحد منهم ذلك لكن أراد أن يروّج عقيدته المفتراة بين المسلمين على ضعاف الأفهام، ويربأ بنفسه عن أن يقال إنه وافق الفلاسفة في هذه العقيدة.

وقد ردّ على ابن حزم في نقد مراتب الإجماع (12) لنقله الإجماع على أن الله لـم يزل وحده ولا شىء غيره معه، وأن المخالف بذلك كافر باتفاق المسلمين، فقال ابن تيمية بعد كلام ما نصه: "وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شىء غيره معه ". ا.هـ. وعبارته هذه صريحة في اعتقاده أن جنس العالم أزلي لم يتقدمه الله بالوجود.

أما عبارته في شرح حديث عمران بن الحصين (13) فهي: "وإن قدّر أن نوعها- أي الحوادث- لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل، بل هي من كماله، قال تعالى: (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (سورة النحل/17). وقال: "والخلق لا يزالون معه " إلى أن قال: "لكن يشتبه على كثير من الناس النوع بالعين ". ا.هـ.

وقال في شرح حديث النزول (14) في الرد على من قال: ما لا يخلو من الحوادث حادث، وعلى من قال: ما لا يسبق الحوادث حادث، ما نصه: "إذ لم يفرقوا بين نوع الحوادث وبين الحادث المعين". اهـ. يريد أن القول بقيام حوادث لا أوّل لها بذات الله لا يقتضي حدوثه.

وقال في كتابه الفتاوى ما نصه (15): "ومن هنا يظهر أيضا أن ما عند المتفلسفة من الأدلة الصحيحة العقلية فإنما يدل على مذهب السلف أيضا، فأن عمدتهم في "قدم العالم " على أن الرب لم يزل فاعلاً، وأنه يمتنع أن يصير فاعلاً بعد أن لم يكن، وأن يصير الفعل ممكنًا له بعد أن لم يكن، وهذا وجميع ما احتجوا به إنما يدل على قدم نوع الفعل " اهـ. أما عبارته في تفسير سورة الأعلى (16): "الوجه الرابع أن يقال: العرش حادث كائن بعد أن لم يكن، ولم يزل مستويًا عليه بعد وجوده، وأما الخلق فالكلام في نوعه، ودليله على امتناع حوادث لا أول لها قد عُرف ضعفه، والله أعلم " اهـ.

وقد أثبت هذه العقيدة عن ابن تيمية الحافظ السبكي في رسالته الدرة المضية، والحافظ أبو سعيد العلائي.

فقد ثبت عن السبكي ما نقله عنه تلميذه الصفدي وتلميذ ابن تيمية أيضًا في قصيدته المشهورة حتى عند المنتصرين لابن تيمية وقد تضمنت الردّ على الحليّ ثم ابن تيمية لقوله بأزلية جنس العالم وأنه يرى حوادث لا ابتداء لوجودها كما أن الله لا ابتداء لوجوده قال-أي السبكي- ما نصه:

ولابن تيمية ردُّ عليـه وفـى بمقصد الردّ واستيفاءِ أضْرُبِهِ

ِ لكنه خَلطَ الحق المبين بما يشوبـُهُ كَـدًرٌ فـي صَفوِمشرَبِهِ

يحاوِلُ الحَشوَ أنَّى كان لهُ حثيثُ سيرٍ بشرقٍ او بمغرِبِهِ

يـرى حـوادث لا مبـدَا لأوَّلـهـا في الله سبحـانَهُ عما يظُنُّ بهِ

وقال العلاّمة البياضي الحنفي في كتابه إشارات المرام (17) بعد ذكر الأدلة على حدوث العالم ما نصّه: "فبطل ما ظنه ابن تيمية من قدم العرش كما في شرح العضدية". اهـ.

هذا وقد نقل المحدّث الأصولي بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع (19) اتفاق المسلمين على كفر من يقول بأزلية نوع العالم فقال بعد أن ذكر أن الفلاسفة قالوا: إن العالم قديم بمادته وصورته، وبعضهم قال: قديم المادة محدث الصورة، ما نصه: "وضلَّلهم المسلمون في ذلك وكفروهم ". اهـ. ومثل ذلك قال الحافظ ابن دقيق العيد والقاضي عياض المالكي والحافظ زين الدين العراقي والحافظ ابن حجر في شرح البخاري وغيرهم.

قال القاضي عياض في الشفا (20): "وكذلك نقطع على كفر من قال بقدم العالـم أو بقائه أو شك في ذلك على مذهب بعض الفلاسفة والدهرية " اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري(21) ما نصه: "قال شيخنا- يعني العراقي- في شرح الترمذي: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يعلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس، ومنهم من عبر بإنكار ما علم وجوبه بالتواتر، ومنه القول بحدوث العالم، وقد حكى القاضي عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم، وقال ابن دقيق العيد: وقع هنا من يدّعي الحذق في المعقولات ويميل إلى الفلسفة فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماع، وتمسك بقولنا: إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترًا عن صاحب الشرع، قال: وهو تمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام، لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل " اهـ.

وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء عند الكلام على تكفير الفلاسفة ما نصه (22) "ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته، فلم يذهب أحد من المسلمين إلى شىء من ذلك"اهـ ، وقال في موضعءاخر منه ما نصه (23): "وقال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: اعلم أن حكم الجواهر والأعراض كلها الحدوث، فإذًا العالم كله حادث، وعلى هذا إجماع المسلمين بل وكل الملل، ومن خالف في ذلك فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي" ا.هـ.

فقول ابن تيمية بأزلية نوع العالم مخالف للقرآن والحديث الصريح وإجماع الأمة وقضية العقل، أمّا القرآن فقوله تعالى: (هؤ الأوَّلُ والأخِرُ)(سورة الحديد/3)، فليس معنى هو الأول إلا أنه هو الأزلي الذي لا أزلي سواه أي أن الأولية المطلقة لله فقط لا تكون لغيره، فأشرك ابن تيمية مع الله غيره في الأولية التي أخبرنا الله بأنها خاصة له، وذلك لأن الأولية النسبية هي في المخلوق، فالماء له أولية نسبية أي أنه أول المخلوقات بالنسبة لغيره من المخلوقات، ثم تلاه العرش ثم حدث ما بعدهما وهو القلم الأعلى واللوح المحفوظ ثم الأرض ثم السموات، ثم ما ذكره الله تعالى بقوله: ( والأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دحاها) (سورة النازعات/30).

وأما الحديث فقوله صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه البخاري (24) في كتاب بدء الخلق وغيرُه: "كان الله ولم يكن شىء غيره" الذي توافقه الرواية الأخرى رواية أبي معاوية: (كان الله قبل كُلِّ شىء) (25) , ورواية: (كان الله ولم يكن معه شىء).

وأمّا رواية البخاري في أواخر الجامع (26): "كان الله ولم يكن شىء قبله" فترد إلى روايته في كتاب بدء الخلق وذلك متعين، ولا يجوز ترجيح رواية: (كان الله ولم يكن شىء قبله" على رواية: "كان الله ولم يكن شىء غيره " كما أومأ إلى ذلك ابن تيمية، لأن ظاهر رواية: "كان الله ولم يكن شىء قبله" يوافق ما يزعمه كما أشار لذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (27) عند ذكر حديث: "كان الله ولم يكن شىء قبله " فقال فيما حاول ابن تيمية من ترجيح هذه الرواية على تلك الرواية توصلاً إلى عقيدته من إثبات حوادث لا أول لها ما نصه: "وهذه من أشنع المسائل المنسوبة له "- يعني ابن تيمية-. اهـ.

أقول: ولا أدري لماذا لم يجزم الحافظ ابن حجر بقول ابن تيمية بهذه المسألة مع أنه ذكر في كتابه لسان الميزان قول الحافظ السبكي في ابن تيمية في تلك الأبيات التي منها: يرى حوادث لا مبدا لأولها في الله، وأنه يقول بتجدد حوادث في ذات الله من كلمات وإرادات بحسب المخلوقات. وهو المراد بقول ابن تيمية نوع العالم أزلي وأفراده حادثة.

وكذلك رواية مسلم (2: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء" ترد إلى رواية البخاري: "كان الله ولم يكن شىء غيره " فإن لم ترد ورجحت رواية مسلم كان ذلك رجوعًا إلى قول الفلاسفة وإلغاء لرواية البخاري.

فخالف ابن تيمية القرءان والحديث وقضية العقل التي لم يخالف فيها إلا الدهرية وأمثالهم، وهذا ليس مشكوكًا في نسبته إلى ابن تيمية فإنه ذكر ذلك في سبعة من كتبه كما مرّ، وعبّر في بعضها بأزلية جنس العالم. ولو

لم يكن نصّ ابن تيمية في كتبه السبعة التي هي في متناول من يريد الاطلاع عليها لأنها طبعت، لكفى شهادة الحافظين الإمامين الجليلين المتفق على إمامتهما تقي الدين السبكي وأبي سعيد العلائي، وقد تقدمت ترجمة السبكي في كتاب أعيان العصر لتلميذه الصفدي بتوسع ووصفُهُ له بالثناء البالغ ليُِنرَل بمنزلته لما صح من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنزلوا الناس منازلهم " رواه أبو داود (29) من حديث عائشة.

وابن تيمية قد أخذ هذه المسألة أعني قوله بقدم نوع العالم عن متأخري الفلاسفة لأنه اشتغل بالفلسفة كما قال الذهبي وإن كان معروفا بتشديد النكير على أرسطو وغيره لقولهم العالم أزلي بجنسه وتركيبه وصورته على أن قسمًا من الفلاسفة لم يقولوا بهذه المقالة قال ابن أمير الحاج في كتابه التقرير والتحبير (30): "بخلاف إجماع الفلاسفة على قدم العالم- يعني أنه لا يعتبر- لأنه عن نظر عقلي يزاحمه الوهم فإن تعارض الشبه واشتباه الصحيح بالفاسد فيه كثير ولا كذلك الإجماع في الشرعيات فإن الفرق فيها بين القاطع والظني بيّن لا يشتبه على أهل المعرفة والتمييز فضلاً عن المحققين المجتهدين، على أن التواريخ دلت على من يقول بحدوث العالم منهم أي الفلاسفة فلا إجماع لهم على ذلك، ومما يدل على ذلك ما حكاه لنا المصنف رحمه الله عند قراءة هذا المحل عليه من كتابة وجدت بحجر في أساس الحائط الجيروني من جامع دمشق حسبما ذكره الإمام القفطي في كتابه إنباء الرواة على أنباء النحاة ولا بأس بسوقه ذكر المشار إليه في ترجمة أبي العلاء المعري عمن ذكر أنه قرىء بحضرته يومًا: أن الوليد لما تقدم بعمارة دمشق أمر المتولين لعمارته أن لا يضعوا حائطا إلا على جبل فامتثلوا، وتعسّر عليهم وجود جبل لحائط جهة جيرون وأطالوا الحفر امتثالا لمرسومه، فوجدوا رأس حائط مكين العمل كثير الأحجار يدخل في عملهم، فأعلموا الوليد أمره وقالوا نجعل رأسه أسًّا فقال: اتركوه واحفروا قدامه لتنظروا أسَّه وُضِعَ على حجر أم لا؟ ففعلوا ذلك فوجدوا في الحائط بابًا وعليه حجر مكتوب بقلم مجهول، فأزالوا عنه التراب بالغسل ونزلوا في حفره لونًا من الأصباغ فتميزت حروفه وطلبوا من يقرؤها فلم يجدوا ذلك، وتطلب الوليد المترجمين من الآفاق حتى حضر منهم رجل يعرف قلم اليونانية الأولى فقرأ الكتابة الموجودة فكانت: باسم الموجد الأول أستعين، لما أن كان العالم محدَثًا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدِث لا كهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين وأشياعهما حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محب الخير على مضي ثلاثةءالاف وسبعمائة عام لأهل الأسطوان، فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه عند بارئه بخير فعل، والسلام". ا هـ.

ونقل ذلك أيضًا الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في كتابه ذخائر القصر قال ما نصّه: "ووجد مكتوب على عتبة على أساس الجامع الأموي بدمشق بالقلم اليوناني وفسر: باسم الحي الأزلي لما كان العالم محدَثًا وجب أن يكون له محدِث ليس هو كهو فأدت الضرورة إلى تعظيمه والخضوع لقربه لا كما قال ذو اللحيين وذو السنين وأشياعهما انتدب لعمارة هذا الهيكل المبارك والإنفاق عليه من ماله محب الخير فإن أمكن الداخل فيه ذكر بانيه عند بارئه بشىء من خير شُكِرَ فعله والسلام وذلك لألفي سنة مضت لأصحاب الأسطوان". اهـ.

تنبيه: ليعلم أن هذا الرجل – اي ابن تيمية- يكثر من سب لفلاسفة وهو موافق لمتأخريهم تمويهًا على الناس ليُظن انه يتكلم بلسان أهل الحديث، وهو خالف علماء الحديث والفقهاء قاطبة بمقالته هذه ان جنس العالم أزلي لم يزل مع الله وإنما الحادث هو الأفراد المعينة من المخلوقات. كذّب كلام الله بذلك وجعل يحدث منه كلامًا بعد كلام من غير ابتداء ومن غير انتهاء، وكيف يعقل أن يكون النوع موجودا في غير ضمن الأفراد، وقوله النوع أزلي والأفراد حادثة ينعكس إلى عكس ما يدعيه، وبيان ذلك أن الإنسانية لا تتحقق خارج أفراد الإنسان وإنما تتحقق ضمن الأفراد. وهذا الذي أصابه منشؤه أنه خاض في الفلسفة فعلق بذهنه معتقد أحد فريقيهم وقد ذكر الذهبي انه اشتغل بالفلسفة والكلام أي الكلام المذموم كلام أهل الاهواء وهم الفرق البدعية في الاعتقاد.

فكيف ينسب نفسه إلى السلف وتنسبه أتباعه إلى السلف وهو ناقض السلف، فالسلف كلهم كانوا مجمعين على أن الله هو الأول الأولية المطلقة وأنه لا يشاركه بها غيره، وهو أشرك بالله نوع العالم أي جنسه، فأين هو وأين التوحيد؟.

فائدة

مما يبطل قول ابن تيمية بقيام كلام حادث الأفراد أزلي النوع وإرادة حادثة الأفراد قديمة النوع في ذات الله، ما قاله أبو الفضل التميمي في كتابه اعتقاد الإمام أحمد (31): "وذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضبًا ورضا، وقرأ أحمد قوله عز وجـل: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (سورة طه/81)، وأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل : ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) (سورة الزخرف/55) الآية، قال ابن عباس: يعني أغضبونا. وقوله أيضًا: ( فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَه)ُ (سورة النساء/93) الآية، ومثل ذلك في القرءان كثير، والغضب والرضا صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبًا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يغضبه ولم يزل راضيًا على ما سبق في العلم أنه يكون مما يرضيه، وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضا والغضب مخلوقان، قالوا فمن قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيًا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه، ويسمَّى ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازًا في بعض الأشياء، و يسمَّى عذابُ الله تعالى وعقابه غضبًا وسخطًا لأنهما عن الغضب كانا، وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون أنهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة أنهم يقولون هذه قدرة الله تعالى، والمعنى أنها عن قدرةِ كانت، وقد يقول الإنسان في دعائه: اللهم اغفر لنا عِلْمَكَ فينا وإنما يريد معلومك الذي علمته، فسموا المعلوم باسم العلم، وكذلك سموا المرتضى باسم الرضى وسموا المغضوب باسم الغضب" أ. هـ .

فما أعظم هذه الفائدة ففيها ردّ لما يحتج به أتباع ابن تيمية لحدوث صفات الله تعالى بحديث الشفاعة المشهور أنءادم وغيره يقول: "إن الله غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله"، فزعم هؤلاء المشبّهة أن الله يحدث له في ذلك الوقت صفة حادثة في ذاته. وهذه الفائدة تبين فساد فهم هؤلاء الذين ينتسبون إلى مذهب أحمد وهم على خلافه في الحقيقة.

ويكفي ابن تيمية مناقضة أنه يذكر في غير موضع أننا لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ويقول في الموافقة: "وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها" اهـ.

نقول: فأين في الكتاب والسنة ذكر جواز حوادث لا أول لها، وهذه عقيدة فاسدة مصادمة لعقيدة الإسلام يبرأ منها المسلمون.

قال الحافظ اللغوي محمَّد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ممزوجًا بالمتن ما نصه (32): (وافتقر محدثه إلى محدث ويتسلسل ذلك إلى غير نهاية وما تسلسل) لا إلى نهاية (لم يتحصل) أي إن تسلسل هكذا لزم عدم حصول حادث منها أصلاً لما سبق أن المحال وهو وجود حوادث لا أول لها يستلزم استحالة وجود الحادث الحاضر، وأيضا فإن التسلسل يؤدي إلى فراغ ما لا نهاية له وذلك لا يُعقل، وإن كان الأمر ينتهي إلى عدد متناه فيلزم الدور وهو محال أيضًا لأنه يلزم عليه تقدم الشىء على نفسه وتأخره عنها، فإذا كان الحدوث يؤدي إلى الدور أو التسلسل المحالين لزم أن يكون محالا" اهـ.

وقال ملا علي القاري في شرح الفقه اكبر ما نصه (33): "ثم اعلم أن المراد بأهل القبلة الذين اتفقوا على ما هو من ضروريات الدين، كحدوث العالم وحشر الأجساد وعلم الله بالكليات والجزئيات وما أشبه ذلك من المسائل، فمن واظب طول عمره على الطاعات والعبادات مع اعتقاد قدم العالم، أو نفي الشر، أو نفي علمه سبحانه بالجزئيات لا يكون من أهل القبلة" اهـ.

فائدة: فإذا تقرر هذا فتفهموا يرحمكم الله بتوفيقه ما يأتي من البرهان العقلي على حدوث العالم وهو ما سوى الله، وتقريره أن يقال: إن الجسم لا يخلو من الحركة والسكون وهما حادثان لأنه بحدوث أحدهما ينعدم الآخر، فما لا يخلو من الحادث حادث، فالأجسام حادثة، وفي هذا البرهان ثلاث قضايا:

الأولى: أن الأجسام لا تخلو من الحركة أو السكون وهي ظاهرة- مُدركة بالبديهة فلا تحتاج إلى تأمل، فإن من عَقِلَ جسما لا ساكنًا ولا متحركًا كان عن نهج العقل ناكبًا وللواقع مكابراً.

الثانية: قولنا: "إنهما حادثان" يدل على ذلك تعاقبهما وذلك مشاهد في جميع الأجسام وما لم يشاهَد، فما من ساكن إلا والعقل قاض بجواز حركته، وما من متحرك إلا والعقل قاض بجواز سكونه، فالطارىء منهما حادث بطريانه، والسابق حادث لعدمه لأنه لو ثبت قِدَمَهُ لاستحال عدمه.

الثالثة: قولنا: "ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث" لأنه لو لم يكن كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا أول لها، وما لا أول له من الحوادث لا تنتهي النوبة إلى وجود الحادث الحاضر في الحال، وانقضاء ما لا نهاية له محال لأنك إذا لاحظت الحادث الحاضر ئم انتقلت إلى ما قبله وهلمَّ جرًّا على الترتيب لم تفض إلى نهاية، ودخول ما لا نهاية له من الحوادث في الوجود محال، وإن لم يمكن عدم إفضائك إلى نهاية لكان لتلك الحوادث أوّل وهو خلاف المفروض.

وعندنا دليل عقلي بعبارة أخرى فنقول: لو كان أفراد العالم التي دخلت في الوجود لا نهاية لها لكان لا يخلو عددها عن أن يكون زوجًا وفردًا معًا، أو لا زوجًا ولا فردًا، ومحال أن يكون زوجًا وفردًا جميعًا ولا زوجًا ولا فردًا فإن في ذلك جمعًا بين النفي والإثبات وهما ضدان، إذ في إثبات أحدهما نفي الآخر، وفي نفي أحدهما إثبات الآخر، ومحال أن يكون زوجًا فقط لأن الزوج يكون فردًا بزيادة واحد فكيف يُعْوِزُ ما لا نهاية له واحد ، ومحال أن يكون فردًا فقط لأن الفرد يكون زوجًا بزيادة واحد عليه فكيف يُعْوِز واحد ما لا نهاية له، فحصل من هذا أن العالم لا يخلو من الحوادث فهو إذا حادث، والا لزم استحالة وجود الحادث الحاضر لأنه لازم وجود حوادث لا أول لها، لكن الحادث الحاضر ثابت فانتفى ملزومه وهو وجود حوادث لا أول لها، فلاِنتفاء وجود حوادث لا أول لها انتفى ملزومه وهو كون مالا يخلو من الحوادث قديمًا، فثبت نقيضُه وهو: "ما لا يخلو من الحوادث حادث"، فتبيّن وجوب انتهاء الحوادث التي دخلت في الوجود إلى أول.

وبهذا الدليل يبطل قول بعض الملحدين بتسلسل الوالدية والولدية في جانب الماضي إلى غير نهاية، ويقال في البذر والزرع ونحو ذلك مثل ذلك، ويقال في إبطال قولهم: "ما من نطفة إلا من إنسان ولا من إنسان إلا من نطفة وهكذا إلى غير بداية"، وقولهم: "ما من زرع إلا من بذر ولا من بذر إلا من زرع وهكذا إلى غير بداية في جانب الماضي " يلزم منه ذلك المحال وما أدى إلى المحال محال.

وبيان القضية الثالثة بوجه ءاخر أن نقول: لو وجدت حوادث لا أول لها للزم أن يوجد عددان متغايران وليس أحدهما أكثر من الآخر ولا مساويا له، لأنا لو نظرنا عدد الحوادث من الطوفان مثلاً إلى الأزل مع عددها من الآن مثلاً إلى الأزل لكانا عددين متغايرين قطعًا، ويستحيل بينهما المساواة لتحقق الزيادة في أحدهما، والشىء دون زيادة لا يكون فساويًا لنفسه بزيادة، ويستحيل أن يكون أحدهما اكثر من الآخر لعدم تناهي أفراد كل واحد منهما فلا يفرغ أحدهما قبل الآخر بالعدّ، وحقيقة الأقل ما يصير عند العد فانيًا قبل الآخر والأكثر ما يقابله. ونحن لو فرضنا الآن شخصين يعُدُّ أحدهما الحوادث من الطُّوفان إلى الأزل والآخر يعدها من الآن إلى الأزل لاستحال على مذهب الفلاسفة أرسطو وابن سينا أن يفنى أحد العددين بالعدِّ قبل الآخر، فيمتنع أن يكون أحدهما أكثر من الآخر، فقد اتضح لك أنه يلزم على وجود حوادث لا أول لها أن يوجد عددان ليس بينهما مساواة ولا مفاضلة رذلك بطريق التطبيق وهو جعل شىء على شىء، فالمطبَّق في هذا المثال ما فُرِضَ من عدد الحوادث من الآن إلى الأزل وهو في الحقيقة عين المطبَّق لكن بعد زيادة ما من الطوفان إلى الآن.

وهناك دليلءاخر وهو أن نقول: لو وجدت حوادث لا أول لها للزم إما أسبقية الأزلى علي الأزلي، أو صيرورة ما يتناهى لا يتناهى بزيادة واحد، لكن صيرورة ما يتناهى لا يتناهى باطل، فبطل وجود حوادث لا أول لها.

فائدة جليلة: قال أهل الحق في إبطال القول بحوادث لا أول لها وإثبات صحة حوادث متسلسلة إلى ما لا نهاية له في المستقبل عقلاً ما كفى وشفى، فمثَّلوا الأول بملتزِمٍ قال: لا أعطي فلانًا في اليوم الفلاني درهمًا حتى أعطيه درهمًا قبله، ولا أعطيه درهمًا قبله حتى أعطيه درهمًا قبله وهكذا لا إلى أول، فمن المعلوم ضرورة أن إعطاء الدرهم الموعود به في اليوم الفلاني محال لتوقفه على محال وهو فراغ ما لا نهاية له بالإعطاء شيئًا بعد شىء، ولا ريب أن ما ادَّعوه من حوادث لا أول لها مطابق لهذا المثال، فإن إعطاء الفاعل للفلك مثلاً الحركة في زماننا هذا وفي غيره من الأزمان الماضية متوقف على إعطائه قبله من الحركات شيئا بعد شىء مما لا نهاية له، فالحركة للفلك في الزمان المعين نظير الدرهم الموعود به في الزمن المخصوص، والحركاتُ التي لا تتناهى قبلها نظير الدراهم التي لا تتناهى قبل ذلك الدرهم، فيكون وجود الحركة للفلك في هذا الزمان مثلاً مستحيلا كما استحال وجود الدرهم الموعود به في الزمان المعين للشخص.

ومثال ما ادعيناه في نعيم الجنة كما لو قال الملتزم: لا أعطي فلانًا درهمًا في زمن إلا وأعطيه درهمًا بعده وهكذا لا إلىءاخر فهذا لا ريب لعاقل في جوازه عقلاً إذ حاصله إلتزام الملتزم عدم قطع العطاء بعد أبتدائه، فهذا المثال لا تخفى مطابقته لما ادعيناه في نعيم الجنة للمؤمنين ولا لما ندعيه في عذاب جهنم للفلاسفة القائلين بقدم العالم وأضرابهم من الطبائعيين وسائر الكافرين، وبما قررنا ثبت قطعًا صحة قولنا في الاستدلال على حدوث الأعيان، والأعيان ملازمة للأعراض الحادثة وكل ملازم للحادث فهو حادث.

------------------------------------------------------------------------

(1) أنظر الموافقة (2/ 75).

(2) أنظر المرافقة (1/ 245).

(3) أنظر الموافقة (1/ 64).

(4) محمد زاهد بن الحسن الكوثري (1296 - 1371 هـ- 1879- 1952 ر) فقيه حنفي، تفقه في جامع الفاتح بالأستانة ودرّس فيه، ثم جاء إلى الإسكندرية عام 1922 ر. ثم استقر في القاهرة موظفا في دار المحفوظات، له تآليف كثيرة منها: الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وله نحو مائة مقالة جمعت في كتاب مقالات، الكوثري.

(5) أنظر السيف الصقيل (ص/ 74).

(6) أنظر المنهاج (1/ 224).

(7) أنظر المنهاج (83/1).

( أنظر المنهاج (1/ 109).

(9) الدواني عالم مشهور ترجمه الحافظ السخاوي في البدـر الطالع ووثقه.

(10) شرح العضدية (ص/ 13).

(11) أنظر المنهاج (1/ 224).

(12) أنظر نقد مراتب الإجماع (ص/ 16.

(13) أنظر الكتاب (ص/ 193)، ومجمرع الفناوى (18/ 239).

(14) أنظر الكتاب (ص/ 161).

(15) الفتاوى (6/ 300).

(17) مجموعة تفسير (ص/12-13).

(1 أنظر الكتاب (ص/ 197).

(19) أنظر تشنيف المسامع (ص/ 342)، مخطوط.

(20)الشفا (606/2).

(21) فتح الباري (12/ 252).

(22) إتحات السادة المتقين (1/ 184).

(23) إتحاف السادة المتقين (2/ 94).

(24) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق: باب ما جاء في قول الله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده).

(25) فتح الباري (13/ 410).

(26) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد: باب وكان عرشه على الماء.

(27) فتح الباري (13/ 410).

(2 أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكر والدعاء والتوبة: باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.

(29) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب في تنزيل الناس منازلهم.

(30) أنظر الكتاب (3/ 84).

(31) اعتقاد الامام أحمد (ص/ 6- 7)، مخطوط.

(32) إتحاف السادة المتقين (2/ 96).

(33) شرح الفقه الأكبر (ص/ 154- 155).




Post: #119
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-27-2005, 11:56 PM
Parent: #113

الأخ ود محجوب
أولاً: لسنا في في منافسة رياضية حتى تقول لي اشتشهدت لك بعدد من العلماء واستشهدت بواحد، ولم أكن محتاجاً للاستشهاد بواحد، فقد نقلت كلام ابن تيمية في قدم العالم وأنه يرى أن العالم محدث وليس كما زعمت أنت.
ثانياً: هل اقتنعت أن ابن تيمية يرى أن العالم محدث، وأنك كنت مخطئاً في اتهامه بذلك، حتى نفصل في قضية حوادث لا أول لها؟
في انتظار إجابتك

Post: #111
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-26-2005, 03:18 PM
Parent: #109

هنا أنا مضطر لإيراد رسالة الصنعانى كاملة للرد على ما أوردته ولا أزيد


إبطال أدلة فناء النار

محمد بن إسماعيل الصنعاني
صفحة 60 /

رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

/ صفحة 61 / مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ليس سواه واجب الوجود الذي وعد الذين سعدوا بدوام النعيم في جنات الخلود وتوعد الذي شقوا بالأبدية في النار ذات الوقود واخبر أنه مبدلهم قوله جلودا ليذوقوا العذاب كلما نضجت منهم الجلود وأشهد أن لا إله إلا الله وشهادة تدافع عن قائلها إذا كانت الأعضاء هي الشهود واشهد صاحب المقام المحمود في يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود صلى الله عليه وعلى آله الركع السجود وبعد فإن السائل أدام الله له التوفيق وسلك لنا وبه مناهج ذوي التحقيق طلب كشف الاستار عن وجه مسألة فناء النار ودخول المشركين من أهلها مداخل الأبرار وهذه المسالة من غرائب المسائل ومما خلت عنها أسفار المقالات الحوافل وأشار إليها السيد الإمام محمد بن إبراهيم رحمه الله في الإيثار وقال / صفحة 62 / وقد أفردت في هذه المسألة مصنفات حافلة منها لابن تيمية ومنها لتلميذه شمس الدين ومنها للذهبي ومنها لي هذا لفظه ولم أقف على غير ما في حادي الأرواح ولعل الله سبحانه يعين بالوقوف على مؤلف الذهبي والسيد محمد بمنه وفضله وحيث استكشف السائل عن حقيقتها وما عليها من الدلائل تعين علينا أن نكشف عن وجوه أدلتها النقاب ونبرز له المطوي تحت لثامها بعيون أذهان أولي الألباب ونستوفي فيها المقال وان خرجنا عن الإيجاز إلى الإطناب والإسهاب لأنه عز وجود ما ألف فيها فيحال عليه ولا أعرف فيها منازعا لمدعيها فأرشد إليه وليعتذر ذلك السائل عن تأخر الجواب فإنه لم يكن استخفافا / صفحة 63 / بالسائل ولا تحقيرا للمسائل بل لما يتواثب محمد على القلوب من الاشتغال ولم يزل التسويف حتى تقضت ايام وليال فنقول اعلم أن هذه المسألة اشار إليها الإمام الرازي في مفاتيح الغيب ولم يتكلم عليها بدليل نفي ولا إثبات ولا نسبها إلى قائل معين ولكنه استوفى المقال فيها العلامة ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى ديار الأفراح نقلا عن شيخه العلامة شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية فإنه حامل لوائها ومشيد بنائها وحاشد خيل الأدلة منها ورجلها ودقها وجلها وكثيرها وقليلها وأقر كلامه تلميذه ابن القيم وقال في آخرها إنها مسألة اكبر من الدنيا وما فيها بأضعاف مضاعفة هذا كلامه في آخر المسألة في حادي الأرواح وإن كان في الهدي النبوي أشار إشارة محتملة لخلاف ذلك حيث قال ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار / صفحة 64 / خبثه بل لو أخرج منها عاد خبيثا وكما كان كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه وقد حرم الله عليه الجنة انتهى كلامه قلت وحيث كانت بهذه المثابة التي ذكرها من أنها أكبر من الدنيا فلا غنى لنا عن نقل أدلتها التي ارتضاها ابن تيمية وتعقب كل دليل بما يفتح الله به من إقراره أو بيان اختلاله فنقول قال ابن القيم بعد نقله لأقوال الناس والمعروفة في كتب المقالات السابع قول من يقول بل يفنيها أي النار خالقها تبارك وتعالى فإنه جعل لها امدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها يريد ويدخل الله من كان فيها من الكفار الجنة كما ستعرفه من الأدلة التي ذكرنا ثم قال قال شيخ الإسلام يريد به شيخه ابا العباس ابن تيمية وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم / صفحة 65 / ثم ساق بسنده إلى الحسن البصري أنه قال قال عمر لو لبث اهل النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه وفي رواية عدد رمل عالج قال ابن تيمية والحسن وإن لم يسمع من عمر فلو لم يصح عنده عن عمر لم يجزم به انتهى كلامه وأقول فيه شيئان الأول من حيث الرواية فإنه منقطع لنص شيخ الإسلام بأنه لم يسمعه الحسن من عمر واعتذاره بأنه لو لم يصح للحسن عن عمر لما جزم به يلزم أن يجري في كل مقطوع يجزم به روايه ولا يقول هذا أئمة الحديث كما عرفت في قواعد اصول الحديث بل الانقطاع عندهم علة والجزم معه تدليس وهو علة أخرى ولا يقوم بمثل ذلك الاستدلال في مسألة فرعية كيف في مسألة قيل أنها أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة وهذا البخاري أمير المؤمنين في / صفحة 66 / علم الحديث واشدهم تحريا في الصحيح لم يقل النقادون بأن تعاليقه المجزومة التي أودعها في كتابه الذي سماه الصحيح صحيحة بل فيها الضعيف كما نص عليه ابن حجر في مقدمة الفتح والحسن البصري معروف عند أئمة هذا الشأن بأنه لا يؤخذ بمراسيله قال الدارقطني في السنن وقد روى عاصم الأحول عن ابن سيرين وكان عالما بأبي العالية وبالحسن قال لا تأخذوا بمراسيل الحسن ولا أبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا عنه انتهى قلت ثم قال ابن تيمية ولو كان كلام عمر هذا غير صحيح / صفحة 67 / لما تداولته الأئمة ولوجب إنكارهم له لمخالفته الإجماع والكتاب والسنة قلت يقال كلام عمر كغيره من الأقوال الدالة على خروج الموحدين من النار
وهو قول عليه جماهير الأئمة منهم ابن تيمية وستعرف أنه لا يصح أثر عمر إلا على تقدير انه أراد به الموحدين وأنه يتعين حمله على ذلك عند شيخ الإسلام نفسه وعند غيره والثاني من حيث الدراية فإنه لو ثبت صحته عن عمر لم يدل على المدعى فإن أصل المدعى هو فناء النار وان لها مدة تنتهي إليها وليس في أثر عمر هذا إلا أنه يخرج اهل النار من النار والخروج لا يكون إلا وهي باقية فإنك لو قلت لو لبث زيد في الدار كذا وكذا ثم خرج منها لم يدل هذا على فناء الدار لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما فإن قيل بل هو يدل على فنائها التزاما لأنه تعالى إنما خلقها ليعذب بها من عصاه فبعد خروجهم لم يبق لها جاجة فالحكمة تقتضي فناءها قلت هذا دور فإنه لا يثبت أن الحكمة يقتضي فناءها إلا إذا / صفحة 68 / لم يبق فيها أحد ولا يخرج أحد من أهلها إلا بعد فنائها كما تسمع تصريح ابن تيمية بذلك حيث قال وأما كون الكفار لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يقضي عليهم فيموتوا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصحابة ولا التابعون ولا أهل السنة وهذه النصوص وأمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب ما دامت باقية ولا يخرجون منها مع بقائها البتة هذا لفظه وإذا عرفت مراده عرفت أن أثر عمر لا يدل على مدعاه بشئ من الدلالات الثابتة فإنه قال إنهم يخرجون منها وهذا واضح في الخروج منها وهي باقية فلا بد من حمل أثره على معنى صحيح إذ لا يصح حمله على خروج الكفار عند أحد لا ابن تيمية كما عرفت ولا غيره فإنه لا يقول أحد بخروج الكفار من النار فإن صح أثر عمر حمل على أنه أراد خروج الموحدين الذين استحقوا / صفحة 69 / دخول النار بذنوبهم كما دلت عليه الأدلة المعروفة الصحيحة الصريحة التي لا مرية في صحتها إلا أن ابن تيمية منع من حمل كلام عمر على ذلك وقال إنما أراد عمر بأهل النار الذين هم أهلها وهم الكفار وأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها ولا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه فأقول ولا يخفى ضعف هذا الرد لأن كونهم قد علموا ذلك لا يمنع أن يؤدوه لمن لا يعلمه ويخبروا أنه اعتقادهم وقد علم في فن البيان أن الإخبار يكون بفائدة الحكم أو لازمها فعلم السامعين بالحكم لا يمنع عن التكلم به وإلقائه إليهم وأما كون عصاة الموحدين لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه فمسلم ولم يقل عمر أنهم يلبثون قدر رمل عالج بل أتى بقضية شرطية فقال لو لبث أي أنه لو طال لبثهم ذلك القدر لخرجوا ولا دليل في كلامه أنهم يلبثون ذلك القدر فعرفت ايضا غير مانع عن حمل أثر عمر على عصاة الموحدين مع أنه لا يصح حمله على الكفار لأنهم يلبثون أكثر من عدد رمل عالج فقد أخرج الطبراني في الكبير من / صفحة 70 / حديث ابن مسعود مرفوعا لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا الحديث ومما سمعت تعين حمل أثر عمر على عصاة الموحدين عند شيخ الإسلام وعند جميع علماء الأنام وإذا عرفت هذا طال تعجبك من نسبة ابن تيمية القول بفناء النار إلى عمر واستدلاله لذلك بهذا الأثر المنقطع رواية الذي هو بمراحل عن الدلالة من حيث الدراية تنبيه وأما مدة لبث عصاة الموحدين فإنها مختلفة فقد اخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة من حديث علي يرفعه إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين وفيه أن منهم من يمكث شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خلقت إلى ان تفنى ومثله ما أخرج الحكيم في نوادر الأصول ولفظه وأطولهم فيها مكثا مثل الدنيا منذ خلقت إلى أن فنيت وذلك / صفحة 71 / سبعة آلاف سنة ثم قال شيخ الإسلام مستدلا على فناء النار بما رواه على ابن أبي طلحة في تفسيره عن ابن عباس أنه قال لا ينبغي لأحد ان يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا واقول لا يخفى على ناظر أنه لا دلالة في هذا الأثر ولا رائحة دلالة على المدعى من فناء النار بل غاية ما يفيده الإخبار عن أنه لا يجزم للمؤمن أنه من أهل الجنة ولا العاصى من عصاة المؤمنين انه من اهل النار وهذا المعنى ثابت في الأحاديث النبوية الصحيحة / صفحة 72 / فقد أخرج الترمذي من حديث أنس أنه توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم يسمع أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعله تكلم لما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه بل ورد في الطفل الذي لا تكليف عليه نحو ذلك وقد صرح ابن القيم في آخر كتابه حادي الأرواح في الباب السبعون فيما زعم انه عقيدة اهل السنة وعقيدة الصحابة وأهل العلم وأصحاب الأثر بانه لا يشهد لأحد من أهل القبلة انه من أهل النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون ذلك في حديث وان لا يشهد لأحد أنه في الجنة بصالح عمله إلا ان يكون ذلك في حديث انتهى / صفحة 73 / فهذا

هو الذي أراده ابن عباس ولو لم يحمل كلام ابن عباس على هذا لكان مقتضاه بأنه لا يحكم بأن أهل الشرك يدخلون النار ولا بأن أهل التوحيد يدخلون الجنة إذ الإنزال هو الدخول وهذا رد لصريح القرآن وإثبات لقول لم يقله أحد من أهل الإيمان لا شيخ الإسلام ولا سائر علماء الأنام ثم ان حكمنا بإن الفجار في النار والأبرار في جنات تجري من تحتها الأنهار ليس حكما منا بل الله تعالى هو الذي حكم بذلك وأخبرنا به فالعجب كله في الاستدلال على فناء النار بهذا الأثر الذي لا يقول أنه يدل على ذلك أحد من النظار وظهور عدم دلالته عليه كالشمس في رابعة النهار وتبين ان مراده لا يحكم على معين أنه من أهل الجنة ولا إنه من أهل النار وكأنه يريد غير من حكم الله ورسوله عليه بأحد الدارين كإخباره صلى الله عليه وسلم أن العشرة من الصحابة من أهل الجنة وكإخبار الله أنا أبا لهب سيصلى نارا ذات لهب ولو فرض دلالته على مدعاه فإنه معارض لما اخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال هاتان من المخبآت قول الله تعالى فمنهم شقي وسعيد وقوله / صفحة 74 / تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا المائدة 109 فأما قوله فمنهم شقي وسعيد فهم قوم من اهل الكبائر من أهل القبلة يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم ثم يأذن بالشفاعة فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة فسماهم أشقياء حين عذبهم بالنار انتهى فهذه الرواية كما تراها صراحة وكثرة تخريج دالة على أنه كغيره من الجماهير القائلين بخروج الموحدين من النار ولا قول له بفناء النار فإنه وجه الاستثناء إلى الموحدين في قوله تعالى إلا ما شاء ربك وابن تيمية يقول إنه عائد إلى فناء النار أيضا كما ستسمعه عند / صفحة 75 / التكلم على الآية وظاهر نقل ابن تيمية لأثر ابن عباس أنه قائل بفناء النار قال شيخ الإسلام وأما أثر ابن مسعود فإنه ذكر عنه البغوي أنه قال ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد ثم قال وعن أبي هريرة مثله وأقول هذان الأثران بهما متمسك ابن تيمية في جعل القول بفناء النار قولا لابن مسعود وأبي هريرة كما سيرويهما إلى في صدر الاستدلال وهذان الأثران ذكرهما البغوي في تفسير سورة هود في قوله تعالى إلا ما شاء ربك ثم قال البغوي عقب ذكرهما ما لفظه ومعناه عند أهل السنة إن ثبت أنه لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان وأما مواضع الكفار فممتلئة كان ابدا هذا لفظه / صفحة 76 / فشكك في الرواية أولا ثم ابان أنها إن ثبتت فهي عند أهل السنة في عصاة من الموحدين ثم نقول بعد ثبوت هذين الأثرين عن هذين الصحابيين لا دلالة فيهما على فناء النار الذي هو محل النزاع بوجه من الوجوه فإن قوله ليس فيها أحد دال على بقائها فإنك إذا قلت ليس في الدار احد فإنه دال على بقاء الدار لا على فنائها ثم عرفت قول البغوي أن أهل السنة حملوه على خروج الموحدين من النار وهذا الحمل متعين عند ابن تيمية بخصوصه وعند جميع من عداه أما عنده فإنه لا يقول بخروج الكفار من النار بل يقول بعد فنائها وذهابها لا يتصور فيها بقاء الكفار وهذان الأثران حاكمان بخروج من فيها وليس إلا عصاة الموحدين أما عند غيره من أهل السنة فالأمر واضح في أن الأثرين ليسا إلا في خروج الموحدين ولفظ اثر ابن مسعود وإن كان عاما فإنه نكرة في سياق النفي إلا أنه معلوم تخصيصه بالأدلة الدالة على أن الكفار ليسوا منها بمخرجين عند ابن تيمية وغيره كما عرفت / صفحة 77 / وبهذا تعرف أنه لا يصح نسبة القول بفناء النار وذهابها إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما نسب هذا القول الذي نقل عنهما إلى عمر بل هو الدليل على بقاء النار بعد خروج من يخرج منها من أهل التوحيد فكيف يقول شيخ الإسلام في صدر المسألة إن القول بفناء النار نقل عن ابن مسعود وأبي هريرة وإنما مستنده في نسبة ذلك إليهما هذان الأثران اللذان هما بمراحل عن الدلالة على فناء النار وذهابها بعد صحتهما فعرفت بطلان نسبة هذا القول إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما عرفت بطلان نسبته إلى عمر واما قول شيخ الإسلام في صدر المسألة إن أبا سعيد الخدري نقل عنه القول بفناء النار فإنه استدل لذلك بأنه قال أبو نضرة عن ابى سعيد أو قال جابر أو بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتت هذه الآية على القرآن كله إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد هود 107 / صفحة 78 / وأقول أولا هذا الأثر نسبه الحافظ السيوطي في الدر ! المنثور إلى تخريج عبد الرزاق وابن الشريس أبو وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفت ولفظه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد أو رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا مشاء ربك إن ربك فعال لما يريد قال هذه الآية قاضية على القرآن كله يقول حيث كان في القرآن خالدين فيها تأتي عليه انتهى وقد نقل ابن تيمية هذه الرواية أيضا ونسبها إلى تخريج ابن جرير أيضا ولا يخفى
أولا انه شك أبو نضرة في قائل هذا القول وردده بين ثلاثة معلومين ومجهول وهذا الشك وإن كان انتقالا من ثقة إلى ثقة على رأي من يقول كل الصحابة عدول غير ضائر في الرواية إلا أنه لا يصح معه الجزم بنسبة القول بفناء النار إلى ابي / صفحة 79 / سعيد حيث أن مستند القول به هو هذا الأثر لأن هذا أثر لم يتم الجزم به في رواية أنه لأبي سعيد فكيف يجزم بنسبة هذا المدلول أعني القول بفناء النار وذهابها إلى أبي سعيد كما فعله شيخ الإسلام ولم يثبت عنه الدليل وثانيا وهو على تقدير ثبوته عنه فإنه لا دلالة فيه على مدعاه وهو فناء النار ولا رائحة دلالة بل غاية ما فيه أن كل وعيد في القرآن ذكر فيه الخلود لأهل النار فإن آية الاستثناء حاكمة عليه وهي عبارة مجملة لا تدل على المدعى بنوع من الدلالات الثلاث بل يحتمل انه أراد أنها فسرت بآيات الخلود التي وردت في القرآن في خلود أهل النار كما أخرجه البيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله تعالى إلا ما شاء ربك هود 107 قال فقد شاء ربك أن يخلد هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة انتهى فنقول من قال من الصحابة هذه الآية اتت على القرآن كله حيث كان في القرآن خالدين فيها تفسير [ 5 في رواية ] ابن عباس هذه ثم هب أن معناه ما قاله ابن تيمية وأن آية إلا ما شاء ربك قيدت كل آية فيها خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد فغاية ذلك أن تصير كل آية خلود مثل آية / صفحة 80 / هود واية هود لا تدل على مدعاه كما ستعرفه قريبا من تحقيق آية المشيئة وما قيل فيها من الأقوال الصحيحة والسقيمة والمطرحة والقويمة أو وإذا عرفت هذا فيا لله العجب كيف ينسب شيخ الإسلام إلى أبي سعيد القول بفناء النار بلفظ لم يتحقق صدوره عنه ولو تحقق صدوره عنه لم يدل عى مدعاه فما هذا إلا مجازفة ولا يليق ممن دون ابن تيمية تحقيقا وورعا في نسبة الأقوال وتحرير الاستدلال هذا وبعد تحقيقك لما أسلفناه وإحاطتك ) علما بما سقناه تعلم أن هؤلاء الأربعة من الصحابة الذين هم عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الذين عين شيخ الإسلام أسماءهم من الصحابة في صدر المسألة وذكر أنه نقل عنهم القول بفناء النار وذهابها وتلاشيها هم برئيون عبد من هذا القول ومن نسبته فناء النار إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب واستدل لهم بما ادعاه منسوبا إليهم بما لا مساس له بالدعوى كما عرفت وحينئذ يعلم انه ليس معه في دعواه فناء النار أحد من الصحابة الذين عينهم وإن كانت عنده أدلة يصح نسبة هذا القول إليهم غير ما ذكره من الآيات فهذا وقتها فإنه قد بذل كل وسعه في هذه المسألة فقال شيخ الإسلام بعد سرده للأربعة المذكورين من الصحابة والقول بفناء النار نقل عن غير هؤلاء الأربعة من الصحابة ويريد بغيرهم عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه نقل ابن تيمية / صفحة 81 / عنه القول بفناء النار مستدلا على اصل مدعاه أنه قال ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيه أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا وأقول هذا الأثر لا دلالة فيه على مدعى ابن تيمية لأنه لا يقول إن جهنم تخلو عن الكفار ما دامت باقية إنما يقول إذا فنيت وذهبت لم يبق فيها كافر وهذا الأثر ينادي بخلودها عليه وهي باقية على حالها والقول بأنه سماها جهنم باعتبار ما كانت عليه رجوع إلى المجاز في مسألة هي أكثر من الدنيا بأضعاف مضاعفة فكلام ابن عمرو هذا محمول على ما حمل عليه كلام عمر بن الخطاب وغيره من الآثار في أن مراده خروج الموحدين وقد قال عبيد الله بن معاذ في أثر ابن عمرو وأبي هريرة كان أصحابنا يقولون يعني من الموحدين قلت ويدل له ما قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف ان أثر ابن عمرو أخرجه البزار ثم ساقه بسنده إلى ابن عمرو ولفظه في آخره يعني من الموحدين قال الحافظ كذا فيه / صفحة 82 / ورجاله ثقات والتفسير لا أدري لمن هو ثم قال ويؤيده ما رواه ابن عدي عن أنس مرفوعا ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه ابوابها وما فيها من امة محمد أحد وفي الباب عن أبي أمامة رفعه يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق فيه أبوابها يعني من الموحدين انتهى / صفحة 83 / فعرفت أن حديث ابن عمرو في الموحدين وقول الحافظ لا يدري لمن التفسير يريد قوله يعني من الموحدين يقال عليه الأصل أنه من كلام ابن عمرو ثم إنه لا بد من حمل كلامه المطلق على هذا التفسير عند ابن تيمية وغيره ثم هب أنها لم تثبت تلك الزيادة فيه فالحديث المرفوع مقدم عليه وهو حديث أنس وبعد هذا تعرف أنه لا دليل له في أثر عمرو على أصل المدعى هذا وأما أصحاب الكشاف فإنه لما كان وعيدي الاعتقاد قائلا بأنه لا يخرج من النار من دخلها من عصاة الموحدين وأهل الإلحاد سلك في اثر ابن عمرو مسلكا آخر فإنه لما ذكره قال وأقول أما كان لابن عمرو في بغيه بيده ولسانه ومقاتلته بها علي بن أبي طالب ما شغله عن تسيير هذا الحديث انتهى
كأنه يشير إلى القدح في أثر ابن عمرو ببغيه على أمير المؤمنين / صفحة 84 / عليه السلام وقد تعقبه في الكشف فقال لا يلتفت هذا عن المنصف وإيثاره طريقة قدمام أبي ! المعزلة ! من نسبته وضع الحديث إليه تلويحا ونسبة مقاتلته أمير المؤمنين عليا بالنص فإن هذا من جلة الصحابة انتهى قلت أما نسبة الوضع إليه فما يظهر من كلام الكشاف نعم البغاة مقبولة روايتهم عند المعتزلة كما عرفت من الأصول ثم استدل شيخ الإسلام ابن تيمية على مدعاه بما أخرجه ابن مردويه في تفسيره من حديث جابر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (فأما الذين شقوا ففي النار) الآية هود 107 ، 108 / صفحة 85 / قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن شاء الله أن يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل وأقول لا دليل فيه على مدعاه وهو فناء النار وذهابها بل فيه دليل على خلافه لأنه لا ينكر الإخراج من النار ولا يقوله ابن تيمية في حق الكفار فتعين أنه في عصاة الموحدين وقد سمعت مما نقلناه عن ابن عباس أن الله سمى عصاة الموحدين أشقياء وقد صرح ابن تيمية بهذا هنا فقال بعد سرده للحديث إنما يدل على إخراج بعضهم من النار وهو حق بلا ريب وهو بناء على انقطاعها وفناء عذابها وأكلها لمن فيها وأنهم يعذبون فيها دائما ما دامت كذلك والحديث دل على أمرين أحدهما أن بعض الأشقياء إن شاء الله أن يخرجهم من النار وهي نار فعل فيكون معنى الاستثناء إلا ما شاء ربك من الأشقياء فإنهم لا يخلدون فيها ويكون الأشقياء / صفحة 86 / نوعين نوعا يخرجون منها ونوعا يخلدون فيها فيكونون من الذين شقوا أولا ثم يصيرون من الذين سعدوا فيجتمع لهم السعادة والشقاوة في وقتين انتهى وهو صحيح وفيه إقرار منه على أنه لا دلالة فيه على فناء النار كما ساقه دليلا لذلك على أنا نقول الحديث ليس نصا في الإخراج بل إخبار مقيد بقضية شرطية وهو إن شاء الله أن يخرج أخرج وليس فيه أنه تعالى شاء ذلك بل هو مثل ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها السجدة 13 وسيأتي تحقيق ذلك في الكلام على آية المشيئة إن شاء الله إذا عرفت هذا كله فهؤلاء الستة من الصحابة الذين زعم أنه نقل عنهم القول بفناء النار أي وبدخول أهلها بعد ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار التحريم 8 وهم الذين اشار إليهم السيد الإمام محمد بن إبراهيم في الإيثار حيث قال وطول في الثاني ابن تيمية فقف على علمه في كتبه التراجم / صفحة 87 / واسنده عن ستة نص قولهم أكابر من صحب النبي الأكارم وأراد بالثاني حمل الاستثناء في وعيد أهل النار على فنائها وانقطاع عذابها هذا بيان مراده ولكنك إذا تحققت ما أسلفناه عرفت أنه لم يتم لابن تيمية ما نسبه إلى الستة المذكورين من القول بفناء النار وانه ليس بنص قولهم كما قال السيد محمد ولعله يريد نص لفظهم وإن لم يدل على مدعى ابن تيمية أو أنه نص عنده فيما ادعاه وإن كان غير صحيح ويرشد إلى أنه أراد ذلك قوله بعد ذلك البيت فلا تعتقد إن لم يصح مقالهم وبان ضعيفا ساقطا كفر عالم ثم قال ابن تيمية مستدلا لفناء النار وانقطاعها أنه قال الله تعالى لابثين فيها أحقابا إلى قول كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا النبأ 23 - 28 وقال هذا صريح في وعيد الكفار المكذبين بآياته ولا يقدر الأبدي بمدة الأحقاب / صفحة 88 / فأفاد مفهوم الأحقاب أنه لا خلود فيها إذ الأبدي لا يقدر بزمان وأما دلالتها على أن المخبر عنهم باللبث أحقابا هم الكفار فلقوله فيهم إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وهذه صفات الكفار وهذا تقرير مراد شيخ الإسلام والعجب من استدلاله بصدر الآية وذهوله عما عقب به من قوله فلن نزيدكم إلا عذابا فإن المراد لن نزيدكم بعد لبثكم أحقابا إلا عذابا ضرورة أنهم معذبون حين لبثهم فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا فزيادة العذاب بعد الأحقاب بل خص تعالى الزيادة على العذاب وأنه تعالى لا يزيدهم بعد لبث الأحقاب إلا عذابا فانتفى مفهوم العذاب الذي أفاده الجمع الذي جعله ابن تيمية دليلا على فناء النار وعدم أبديتها مع أنه استدلال بمفهوم العدد وهو من اضعف المفاهيم على هذه المفاهيم على هذه المسألة المعظمة الذى لا يعتمد عليه محقق وكيف يجعل اقوى من التأييد المصرح به في عدة آيات من آيات وعيد أهل النار فلو عارض مفهوم العدد منطوق التأبيد لكان الحكم للمنطوق اتفاقا هذا وذكر البغوي أنه قال مقاتل بن حيان هذه الآية منسوخة / صفحة 89 / يريد لابثين فيها أحقابا نسختها فلن نزيدكم إلا عذابا النبأ 30 يعني أن العدد قد ارتفع والخلود قد حصل هذا لفظه ومراده بالنسخ أن لا حكم لمفهوم العدد وإلا فإنه لا يجري النسخ المصطلح عليه في الأخبار وقال الحسن ليس للأحقاب عدة إلا الخلود وذكره عنه البغوي وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال الأحقاب ما لا
انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده حقب وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لابثين فيها أحقابا قال ليس فيها أجل كلما مضى حقب دخل في الآخر وبهذا تعرف رواية ودراية ضعف استدلال شيخ الإسلام على فناء النار وانقطاعها بمفهوم الأحقاب ثم استدل ابن تيمية على فناء النار وذهابها بقوله تعالى في سورة الأنعام قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك / صفحة 90 / حكيم عليم آية 128 وبقوله تعالى في سورة هود خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد آية 107 وقرر كون آية الأنعام في المشركين بقوله تعالى في صدرها يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس قال فإن أولياء الجن من الإنس يدخل فيه الكفار قطعا يريد أنه لا يقال الآية في عصاة الموحدين فقط ثم أبان أن الاستثناء عائد إلى الفريقين الكفار وعصاة الموحدين والكفار بفناء النار والعصاة بالخروج منها وقرر هذا التقرير في آية الاستثناء في سورة هود واقول قد اختلف العلماء من الصحابة ومن بعدهم من أئمة الرواية والدارية في هذا الاستثناء ولنذكر ما وقفنا عليه من ذلك وقد ألم به ابن القيم في هذا الكتاب أعني حادي الأرواح وألم به شيخه شيخ الإسلام في كلامه في هذه المسألة وفاتهما بعطى ما قيل في الآية قال ابن القيم في الباب السابع والستين واختلف السلف في هذا الاستثناء فقال معمر عن الضحاك هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة فقوله تعالى / صفحة 91 / خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا مدة مكثهم النار قلت يضعف هذا ان الاستثناء من الخلود يقتضي أن يكون بعد الدخول لا قبله سيما بعد قو له ( ففي النار ) وقد اشار إلى تضعيف هذا الوجه بما قلناه ابن تيمية في غضون أبحاثه في هذه المسألة قال ابن القيم وقالت فرقة هو استثناه الله تعالى ولا يفعله كما تقول والله لأضربنك إلا أن ارى غير ذلك وأنت لا تراه بل تجزم بضربه قلت هذا الوجه أحد وجهين ذكرهما جار الله في الكشاف في آية الأنعام فقال أو يكون يريد الاستثناء من قوله الموتور الذي ظفر بواتره ولم يزل يحرق عليه أنيابه وقد طلب منه أن ينفس عن خناقه أهلكني الله إن نفست عنك إلا إذا شئت وقد علم أنه لا يشاء إلا التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد فيكون قوله إلا إذا شئت من أشد الوعيد مع تهكم بالتوعد في خروجه في صورة الاستثناء الذي فيه أطماع انتهى واختار هذا الوجه صاحب الأتحاف والصفوى / صفحة 92 / وهو مروي عن ابن عباس أخرجه البيهقي في البعث والنشور فقال قد شاء ربك أن يجعل هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة قلت إلا أنه يختلف صاحب الكشاف وصاحب الاتحاف في عصاة الموحدين فصاحب الكشاف يجعلهم داخلين في الذين شقوا لأن أصله أنهم لا يخرجون من النار وصاحب الإتحاف والصفوى يجعلانهم ( داخلين في الذين سعدوا لقيام الأدلة عندهم بخروجهم من النار هذا وقد تعقب ابن الخطيب الرازي في مفتاح الغيب هذا الوجه فقال وهذا ضعيف لأن قوله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك معناه لأضربنك إلا إن رأيت أن أترك الضرب وهذا لا يدل على أن هذه الرؤية حصلت أم لا بخلاف قوله تعالى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض فإن معناه الحكم بخلودهم فيها المدة التي / صفحة 93 / يشاء ربك فيها فهذا يدل على أن المشيئة قد حصلت جزما فكيف يحسن قياس هذا الكلام وعلى ذلك انتهى ولا يخفى أن المشار المفروض واقع على هيأة القطع والجزم كما هو صريح كلام ابن القيم وصاحب الكشاف فقول الرازي وهذا لا يدل على أن هذه الرؤية قد حصلت أم لا خلاف المفروض وقوله فهذا يدل على أن المشيئة إلخ إن أراد مشيئة الخلود فهو مراد صاحب هذا القول كما يشعر به المثال وينطبق ويتعلق عليه وإن أراد مشيئة عدم الخلود كما هو مقتضى كلامه فمحل النزاع ولا يتم تضعيف كلام الخصم بإيراده كما لا يخفى ثم قال ابن القيم وقالت طائفة أخرى العرب إذا استثنت شيئا كثيرا مع مثله ومع ما هو أكثر منه كان معنى إلا في ذلك ومعنى الواو سواء والمعنى على هذا سوى ما شاء الله من الزيادة على مدة السموات والأرض وهذا قول الفراء وسيبويه يجعل إلا بمعنى لكن قالوا ونظير ذلك أن تقول لي عليك ألف إلا الألفين اللذين قبلهما أي سوى الألفين قال ابن جرير هذا أحد الوجهين إلى لأن الله لا خلف لوعده وقد وصل الاستثناء بقوله عطاء غير مجذوذ وقالوا نظيره أن تقول أسكنك داري حولا إلا ما شئت أي سوى ما / صفحة 94 / شئت أو لكن ما شئت من الزيادة عليه وأقول هذا مبني على أنه اريد بالسموات والأرض سموات الدنيا وأرضها أي مقدار بقاء دار الدنيا فإنه لو أراد سماء الأخرى وأرضها لما تم أن يقال إلا ما شاء الله من الزيادة على مدتهما فإنهما أبديتان ما لا يتصور عليهما زيادة والظاهر انه أريد من السموات والأرض سموات الآخرة وأرضها لأن آيات التأبيد في الفريقين قاضية بأبدية ارضها وسمواتها إذ لا بد لهم من شئ
يقلهما وشئ فوقهما وهو المراد من سموات الآخرة وأرضها ولأن قوله (ما دامت السموات والأرض) ظاهر في ذلك إذ أن أرض الدنيا وسمواتها قد ذهبت ولو أريد لقيل ما كانت السموات والأرض ثم قال ابن القيم وقالت فرقة أخرى هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت والبعث وهو البرزخ إلى أن يصيروا إلى الجنة ثم خلود الأبد فلم يغيبوا عن الجنة إلا بقدر إقامتهم في البرزخ وأقول فيه ما سلف في الوجه الأول وهو أن الاستثناء إنما هو بعد دخولهم الجنة ثم قال ابن القيم وقالت فرقة أخرى العزيمة قد وقعت لهم من الله بالخلود الدائم إلا أن يشاء الله خلاف ذلك اعلام لهم بأنهم مع خلودهم في / صفحة 95 / مشيئته وهذا كما قال تعالى لنبيه ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك الاسراء 86 ونظائره يخبر عباده أن الأمور كلها بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشا لم يكن وأقول إن كان تقيدا حقيقة لزم بقاء الخوف في دار النعيم والله يقول يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الزخرف 68 ويقول أدخلوها بسلام آمنين الحجر 46 والاجماع قائم على أن الجنة لا خوف فيها ثم يلزم أن يبقى لأهل النار طمع في الخروج منها وروح بذلك وليس لهم روح ولا فرج وإن أريد الإخبار بأنه لو شاء تعالى عدم خلود الفريقين لكان له في ذلك حكمة وان المراد من الاستثناء الاعلام للعباد باتساع نطاق حكمه فهذا قد يقال إنه وجه وجيه ثم ذكر ابن القيم وجها قاله لابن قتيبة كالوجه الذي نقله عن الفراء ولم ينقله لأنه هو وإنما اختلفت العبارة ثم قال وقالت طائفة ما بمعنى من من قبل قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء النساء 3 المعنى إلا من شاء ربك ان يدخله النار بذنوبه من السعداء والفرق بين هذا القول وأول الأقوال أن الاستثناء على ذلك من المدة وعلى هذا القول من الأعيان / صفحة 96 / وأقول هذا القول يفتقر إلى تقرير يتضح معه مراد قائله وتقريره أن الاستثناء من الذين سعدوا قبل الحكم عليهم بقوله ففي الجنة فيكون المعنى وأما الذين سعدوا الا من شاء الله ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض لما تقرر في النحو والأصول أن إخراج المستثنى من المستثنى منه قبل الحكم عليه بالخبر إلا أنه يلزم على هذا القول ان تكون الأقسام أربعة قوم سعدوا حكم لهم بالكون في الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض وهم الذين استثنى منهم وقوم سعدوا ايضا لكن لم يبين من الآية حكمهم وهم الذين افادهم إلا من شاء الله وقوم شقوا محكوم عليهم بالكون في النار خالدين ما دامت السموات والأرض وقوم شقوا لم يتبين حكمهم كما عرفت ومعلوم أن الموجود في الواقع ثلاثة أقسام موحدون وملحدون لا وعصاة الموحدين فيكون المراد من الآية على هذا ان قوما دخلوا في السعداء باعتبار أنهم شاركوهم في التوحيد ولكنهم فارقوهم في الكون في الجنة خالدين فيها ودخلوا في الأشقياء باعتبار انهم قارفوا أن ما أغضب الله عليهم من المعاصي ولكنهم فارقوا بعدم الكون في النار خالدين / صفحة 97 / فالقسم الثالث تحته قسمان باعتبار دخولهم تحت بالسعادة مع الذين سعدوا وبالشقاوة مع الذين شقوا كما عرفت فكانت الاربعة ثلاثة وتكون الآية قد بين فيها حكم الفريقين من الموحدين والملحدين ولم يبين حكم الفريق الثالث منها وقد بينه الله في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 48 و 116 فمآل المعنى في الآية فأما الذين سعدوا سعادة خالصة ففي الجنة خالدين فيها وأما الذين شقوا شقاوة خالصة ففي النار خالدين فيها وأما الذين اخرجوا من الفريقين فباقون على تحت مشيئة الله تعالى وهذا الوجه بعد التقرير لا يخفى حسنه ثم ذكر أقوالا راجعة إلى ما سلف ثم قال وهذه الأقوال متقاربة قال ويمكن الجمع بينها بأن يقال أخبر الله عن خلودهم في الجنة كل وقت إلا وقتا شاء الله ألا يكونوا فيها وذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا وفي البرزخ وفي موقف القيامة على الصراط وكون بعضهم في النار قلت هذه الإطرفة شئ واحد عائد إلى كونه قبل دخولهم الجنة ولكن يبعده ما مر غير مرة قال فإن الاستثناء من خلود الداخلين وحيث كانوا في عين الجنة لا يفيد ذلك الكون بخالدين / صفحة 98 / فيها ثم قال وعلى كل تقدير فهذا الأمر من المتشابه وقوله عطاء غير مجذوذ محكم وقوله أكلها دائم وظلها ولهذا أكد خلود أهل الجنة في غير موضع من كتابه وأخبر أنهم لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى وهذا الاستثناء منقطع وإذا ضممته إلى الاستثناء من قوله إلا ما شاء ربك تبين لك المراد من الآيتين واستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود كاستثناء الموتة الاولى من جملة الموت فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية وكذلك مفارقة الجنة تقدم على خلودهم فيها انتهى كلامه وأقول قد أفاد أن الاستثناء من خلود أهل الجنة من المتشابه وأن المحكم ان آية الخلود فيجب برد المتشابه إلى المحكم فالمحكم هو الخلود وهذا
وهذا حسن وتخصصه بالاستثناء في أهل الجنة بقوله عطاء غير مجذوذ ولما علم يقين من أنه لا يخرج من الجنة أحد ممن دخلها وسيأتي لنا أنه يمكن آخر هذا الوجه في الاستثناء في آية العذاب وأما ابن القيم فإنه فيه ابن تيمية من الاستثناء فيها على / صفحة 99 / حقيقتة وأنه لا خلود في النار لأهلها من الكفار كما عرفته من أدلة دعواه وأما قوله إن الاستثناء في الآية كالاستثناء في قوله لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى الدخان 56 فإنها موته تقدمت على الحياة الأبدية وكذلك مفارقة الجنة تقدم على خلودهم فيها فأقول الفرق بين الآيتين واضح فإن آية الموتة الأولى وقع المستثنى منه فيها من أحوال الدنيا الواقعة فيها المعلوم نقضها ولذا كان أحسن الأقوال في هذه الآية أعني آية إلا الموتة الأولى انه من باب التقييد بالمحال من باب قول شعيب وما يكون لنا ان نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا الأعراف 89 إذا الآية سيقت لبيان ان أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت أصلا وأنه أمر محال فعلق بالمحال لتمام التبشير بنعمة الحياة الأبدية وآية الخلود المستثنى منه فيها من أحوال الآخرة والكون في الجنة فكيف يقاس ما لم يمض ولم ينقض بما مضى وانقضى على انه لا يصح لغة تسمية اللبث في الدنيا وفي البرزخ وفي الموقف خلودا حتى يخرج من مدة الخلود وبعد هذا رايت فخر الدين الرازي وقد تعقب هذا في مفتاح الغيب فقال بعد نقله لفظه وأما حمل الاستثناء على حال عمر الدنيا والبرزخ والموقف فبعيد لأن الاستثناء وقع عن الخلود في النار ومن المعلوم أن الخلود / صفحة 100 / كيفيات من كيفيا الله الحصول في النار فقبل الحصول في النار يمتنع حصول الخلود وإذا لم يحصل الخلود لم يحصل المستثنى منه وإذا لم يحصل المستثنى منه امتنع حصول الاستثناء هذا لفظه فهذه الوجوه التي ذكرها ابن القيم في الاستثناء على آية الخلود مع ما تراه من الأبحاث التي أوردناها في المقام وقد بقي فيه وجه ذكره جار الله في الكشاف في آية هود فقال إن الاستثناء هو استثناء من الخلود من نعيم الجنة وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده بل يعذبون بالزمهرير وبأنواع من العذاب سوى عذاب النار وبما اغلظ منها كلها وهو سخط الله عليهم وخسؤه لهم وإهانته إياهم وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكثر منها وأجل موقعا وهو رضوان الله كما قال الله وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ولهم ما يتفضل الله عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو فهو المراد باستثناء انتهى وتعقبه الفخر الرازي في مفاتيح الغيب فقال لو كان كذلك لوجب أن لا يحصل العذاب بالزمهرير إلا بعد / صفحة 101 / انقضاء مدة السماوات والأرض والأخبار الصحيحة دالة على أن التنقل من النار وبالعكس يحصل كل يوم مرارا فبطل هذا الوجه انتهى كلامه قلت ولا يخفى ضعف كلامه فإن معنى الآية أن أهل النار في النار خالدين فيها مدة دوام السموات والارض إلى وقت مشيئة ربك عدم خلودهم فيها فهو إخراج بوقت مشيئة عدم الخلود من القيد بدوام السموات والأرض والإخراج من المقيد إخراج منه ومن قيده بمعنى ان خرج منه بعد اتصافه بالقيد فالقيد جزء منه ومعناه أن يخرج من النار إليها إلى غيرها مع بقاء السموات والأرض لا بعد انقضاء مدتها ثم هذا الذي أورده الرازي لازم لما اختاره في الآية كما ستعرفه هذا وقد اعترض كلام الكشاف صاحب الإتحاف فقال لا أدري ما حمله على ما لا تقبله العقول في حمل الاستثناءين على الخروج إلى الهموم والغموم في اهل النار وإلى رضوان الله في / صفحة 102 / أهل الجنة ونحو ذلك مما ذكر والغموم لازم أهل النار ورضوان الله ملازم لأهل الجنة ولأجله دخولها وكذلك سخط الله لأهل النار وكيف الخروج من الأمور الحسية وهي الجنة والنار إلى المعنوية وهي السخط والرضى وسائر ما ذكرناه مما اشتمل عليه دار العقاب ودار النعيم انتهى ثم جنح إلى حمل الاستثناء في آية هود على الوجه الذي حمله عليه صاحب الكشاف في آية الأنعام وقد سبق ذكره هذا إن لم يحمل كلام صاحب الكشاف على ما روي عن ابن مسعود وأن حمل عليه لم يتم إيراد صاحب الإتحاف كما أنه لا يرد على صاحب الكشاف ما اورده عليه الرازي وكلام الإتحاف هذا صحيح إلا قوله إن رضوان الله لازم لأهل الجنة ولأجله دخولها فإنه قد يقال أنه أخرج أحمد والشيخان والترمذي والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول إني إعطيكم قال أفضل من ذلك قالوا رب واي شئ افضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا / صفحة 103 / أخرج
ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله على اهل الجنة نعيمهم بما في الجنان وهذا دال على أن رضوان الله تعالى هذا متأخر عن دخول أهل الجنة والآية التي ساقها في الكشاف دالة على ذلك أيضا فإنه جعل رضوانه تعالى الأكبر قسما للجنات ولعله يقال إن هذا الرضوان الذي يبشرهم به الرب ويخاطبهم به الموصوف بأنه لا يسخط بعده أبدا متأخر وهو المراد من الآية والحديثين ومجرد الرضى حاصل لهم من أول الأمر كما يدل له قوله تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الفجر 27 - 30 فإنه دال على الرضى من / صفحة 104 / أول الأمر قبل دخول الجنة ويحتمل أنه خاص بصاحب هذه النفس المطمئنة والحاصل أن هذا الرضى الذي أراده صاحب الكشاف واستدل عليه بالآية متأخر وهو المراد من الحديثين ولا ينافيه مجرد الرضى اللازم لأهل الجنة فلا يرد اعتراض صاحب الإتحاف عليه وأما قوله والهموم والغموم لازمة لأهل النار فقد أشار إلى جوابه المحقق أبو السعود فقال ولك ان تقول إنهم ليسوا مخلدين في العذاب الذي هو عذاب النار بل لهم من افانين العذاب ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وهو العقوبات والآلام الروحانية التي لا يقف عليها في الدنيا المنغمسون في أحكام الطبيعة المقصود إدراكهم ما ألفوا به من الأحوال الجسمانية وليس لهم استعداد لتلقي ما وراء ذلك من الأحوال الروحانية وهذه العقوبات وإن كانت تعتريهم وهم في النار لكنهم ينسون بها عذاب النار ولا يحسونها وهذا كاف في تحقيق معنى الاستثناء انتهى كلامه وهذا وجه حسن محتمل على أنه الذي اراد صاحب الكشاف ويندفع به اعتراض صاحب الإتحاف / صفحة 105 / هذا وفي الكشف على الكشاف ما لفظه هذا في أهل النار ظاهر لأنهم ينقلون من حر النار الى برد الزمهرين عن والرد بأن النار عبارة عن دار العقاب غير وارد لأنا لا ننكر استعمال النار فيها تغليبا أما دعوى الغلبة حتى هجر الأصل فلا الا ترى إلى قوله نارا تلظى الليل 14 وقوله وقودها الناس والحجارة البقرة 24 والتحريم 6 وكم وكم وأما رضوان الله عن أهل الجنة وهم فيها فيأبى الاستثناء كيف وقوله خالدين فيها لا يدل بظاهره على أنهم منعمون بها فضلا عن انفرادها بنعيمهم بها ثم قال ولعل الوجه والله أعلم أن يكون من باب حتى يلج الجمل في سم الخياط الأعراف 40 لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى الدخان 56 وأشار إليه سلمه الله يريد الفاضل الطيبي وذكر أنه وقف بعد ذلك على نص من قبل الزجاج انتهى / صفحة 106 / يريد أنه تقيد بالمحال في الآيتين وعصاة الموحدين داخلون في السعادة فإنهم خالدون في الجنة وإن تأخر دخولهم إياها فإنه من المعلوم أن الداخلين إلى الجنة لا يدخلون دفعة واحدة بل يدخلون أرسالا بل فيها من يسبق إليها بمقدار خمسمائة عام كما ثبت ذلك في فقراء المهاجرين والذي رجحه الفخر الرازي بعد سرده للأقوال وتعقبه لها ان عصاة الموحدين داخلون في الأشقياء محكوم عليهم بهذا الحكم وقوله إلا ما شاء ربك يوجب أن لا يبقى حكم الخلود لبعض الأشقياء ولما ثبت ان الخلود واجب للكفار وجب أن يقال الذين زال حكم الخلود عنهم هم الفساق من أهل الصلاة وهذا الكلام قوي في هذا الباب انتهى / صفحة 107 / وأقول يرد عليه في هذا الوجه الذين استقوا إلى ما اورده هو على من قال إن معنى الاستثناء في آية أهل النار أنهم ينقلون من عذابها إلى الزمهرير فإنه أورد عليه ما أسلفناه من أنه يقتفي أن لا يحصل العذاب بالزمهرير إلا بعد انقضاء مدة السموات والأرض فيقال عليه هذا عين ما قاله هناك أنه يلزم ان لا يخرج عصاة من الموحدين عن النار إلا بعد انقضاء مدة السموات والأرض ولا دليل عليه بل الأدلة قائمة على خلافه كما قدمناه في التثنية مما سبق فالحق مل قدمناه لك من أن إيراده غير وارد على من أورده ولا لازم له لبطلانه في نفسه هذا وكلام الفخر الرازي هذا هو كلام المفسرين من أئمة السنة وذكره سعد الدين في شرحه على التلخيص لأنه جعل الاسثناء في الآيتين معا لإخراج عصاة الموحدين وآن المراد بعدم خلودهم في الجنة فراقهم له ايام عذابهم وأنهم داخلون في السعداء باعتبار الايمان وفي الأشقياء بسبب المعاصي ولكن فيه ما / صفحة 108 / عرفت من أن الاستثناء إنما هو من المحكوم عليهم بدخول الجنة خالدين فيها وعصاة الموحدين قبل دخولهم لا يصح في حقهم الاستثناء كما عرفته وقد نبه على هذا المحقق الشريف في حواشيه على المطول حيث قال أقول الخلود إنما هو بعد دخول الجنة فكيف ينقضي بما سبق على الدخول فالصواب أن يقال الاستثناء الأول محمول على ما تقدم من أن فساق المؤمنين لا يخلدون في النار وأما الثاني فهو محمول على أن أهل الجنة لهم سوى نعيمها ما هو أجل وأكبر وهو رضوان الله عز وجل وبقاؤه لا على أن فيهم بعضا يخرج انتهى ولا
يخفى أن كلامه في الاستثناء الثاني هو كلام صاحب الكشاف بعينه وأنه يرد عليه ما أورده صاحب الإتحاف وقد سبق لنا رده كما عرفت وهكذا يرد عليه ما أورده صاحب الكشاف كما سبق قريبا أيضا فالأحسن أن يقال ان الاستثناء في آية الجنة من باب حتى يلج الجمل في سم الخياط تقييد بالمحال وان من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا بدليل الاجتماع المعلوم ضرورة من الدين وبدليل قوله تعالى عطاء غير / صفحة 109 / مجذوذ وفي آية أهل النار محمول على ما ذكر من خروج الموحدين ولا يقال أن هذا يوجب اختلاف في نظم الكلام حيث عدل بالاستثناء الثاني عما حمل عليه الاستثناء الأول مع أنهما سيقا مساقا واحدا لأنا نقول قد دفع الشريف هذا الإيراد لأنه ورد ما وينهي إليه بقوله الأول محمول على الظاهر وقد عدل بالثاني عنه بقرينة واضحة مما ذكرنا فلا إشكال ولا اختلاف إذا عرفت حقيقة هذه الأقوال التي حققها الاستدلال وأساطين المفسرين وعيون العيون من المحققين عرفت أن آية الاستثناء كما قال صاحب الكشاف من المعضلات وقد اختلفت فيه كما رأيت أذهان المحققين الأثبات وقد سبق قول ابن القيم في آية الاستثناء في أهل الجنة أنه على كل تقدير أن الاستثناء فيه من المتشابه وأن المحكم قوله تعالى عطاء غير مجذوذ هود 108 وظلها دائم وآيات الخلود التي وردت في الكتاب العزيز فلك أن تقول بغير هذا القول في آية الاستثناء في أهل النار انه من المتشابه وان المحكم خالدين فيها وما هم منها بمخرجين الحجر 48 والآيات المصرحة بخلود / صفحة 110 / أهل النار في القرآن كثيرة جدا وسيأتي عد بعضها فيرد المتشابه وهي آية الاستثناء إلى المحكم وقد حكم الله بخلود اهل النار في النار وتواترت الأحاديث بإخراج عصاة الموحدين وقد ورد الاستثناء فلا ندري ما أراد الله هل بإخراج العصاة من الموحدين كما قال جماهير أهل السنة وهو المروي عن ابن عباس كما أسلفناه عنه أو هو قريب أو هو عين المراد أو أراد به أمرا استأثر الله بعلمه فنقول آمنا بالله كل من عند ربنا آل عمران 76 وقد اخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى إلا ما شاء ربك فإن الله أعلم ثنيته على ما وقعت وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قد أخبرنا الله بالذي شاء لأهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم يخبرنا بالذي شاء لأهل النار وأخرج ابن المنذر عن أبي وائل أنه كان إذا سئل عن الشئ في القرآن قال قد اصاب الله به الذي اراده هذا وإذا عرفت ما القينا عليك عرفت انه لم يتم ما أدعاه ابن / صفحة 111 / تيمية في الآية وأنه أريد بالاستثناء فناء أهل النار فإنه قول في الآية بلا دليل ولا قال به من السلف أحد ولا من الخلف وأنه ليس في يد شيخ الإسلام شئ لا من كتاب ولا من سنة ولا من صحابي كما قررناه فليس في يديه إلا دعوى بغير برهان لا يقول فيها دون دق الشأن ولا يعتمد عليها أهل الاتقان وعرفت أنه ما صفا قول قائل في الاستثناء في آية أهل النار عن كدر الإشكال وأن الأقوال فيه كلها أراء محضة إلا القول بأنه أريد به عصاة الموحدين فإنه قول قويم قد قاله بحر الأئمة وحبرها المدعو له بتعليم التأويل ابن عباس كا أسلفناه ودلت عليه أدلة أثرية وقرئن من قرآنية فالقول به قويم ولا يدخل تحت التفسير بالرأي الذي ورد الوعيد على من قال في القرآن برأيه فلا يقال إنه يتعين في الوقف عن ذلك الخوض والإيمان بما أراده الله ورد علمه إليه ثم استدل شيخ الإسلام على سعة رحمة الله تعالى أنها أدركت أقواما ما فعلوا خيرا وساق أحاديث دالة على أن الرحمة أدركت من كان من عصاة الموحدين كما ستعرفه وليس من محل النزاع فمن الأدلة التي ساقها على مدعاه قصة الذي امر أهله ان يحرقوه ويذروه في الرياح في البر والبحر خشية أن يعذبه الله قال فقد / صفحة 112 / شك في المعاد فأحياه الله تعالى قال فهذا لم يعمل خيرا قط وأدركته رحمة الله تعالى / صفحة 113 / واقول هذا ليس من محل النزاع فهذا مؤمن بالله عالم بأن الله يعذب من عصاه وقد وقع من خوفه وخشية أمره بتحريقه ففي قلبه خير وإن لم يعمل خيرا قط ولذلك الخير أدركته رحمة الله واستدل أيضا على مدعاه بما أخرجه أحمد في مسنده من حديث الأسود بن سريع مرفوعا يأتي أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة أما الأصم فيقول رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول ربجاء بن الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني من رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل عليهم ليدخلوا النار قال فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما / صفحة 114 / وأقول ليس الحديث أيضا في محل النزاع إذ هو في فناء النار ودخول اهلها أهلها الجنة وهؤلاء الثلاثة الأولون ليسوا بمشركين فإنهم كانوا في دار الدنيا
غير مكلفين فلم يتحقق منهم أنهم كانوا مشركين وليسوا ممن دخل النار ثم فنيت وهم فيها والرابع الذي مات في الفترة مخاطب بشرع من قبله بنص قوله تعالى وإن من أمة إلا خلا فيها نذير فاطر 24 والحديث لم يذكره شيخ الإسلام بتمامه وهو حديث مشكل ولا حاجة لنا إلى الكلام عليه بعد بيان أنه ليس من محل النزاع ثم استدل شيخ الإسلام بحديث رواه ابن المبارك من حديث أبي / صفحة 115 / هريرة مرفوعا أن رجلين دخلا النار واشتد صياحهما فقال الرب جل جلاله أخرجوهما فقال لأي شئ اشتد صياحكما فقالا فعلنا ذلك لترحمنا فقال رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما في النار فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي فيقل له الرب ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول رب إني أرجو أنك لا تعيدني فيها بعد أن أخرجتني منها فيقول لك رجاؤك فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله وأقول هذا كما تراه في إخراج العصاة من الموحدين فإنه لا يقول ابن تيمية أن يخرج الكفار من النار كما يقول غيره / صفحة 116 / ثم ساق حديثا ثالثا مثل هذا الحديث ليس من محل النزاع ثم تعرض لأدلة القائلين بعدم فناء النار فقال لهم ست طرق أحدها الإجماع على عدم فنائها قال والإجماع غير معلوم إنما يظنه في هذه المسألة من لم يعرف النزاع فيها وقد عرفت النزاع قديما وحديثا قال ولو كلف هذه مدعي الاجماع أن ينقل عن عشرة من الصحابة فما دونهم أنه قال النار لا تفنى لم يجد إلى ذلك سبيلا ونحن قد نقلنا عنهم التصريح بخلاف ذلك فما وجدنا عن واحد منهم خلاف ذلك وأقول قد عرفت أنه نقل عن ستة من الصحابة عبارات لا تدل على مدعاه وهو فناء النار بنوع من الدلالات كما أوضحناه ولا يصح نسبته لتلك الدعوى إلى واحد من أولئك السنة فلم يوجد لأحد مما وجدنا عن واحد من الصحابة أنه يقول بفناء النار كما أنه لا يوجد قائل من الصحابة انه يقول بعدم فناء النار فإن هذه المسألة وهي فناء النار لا تعرف في عصر الصحابة ولا دارت بينهم فليس نفي ولا إثبات بل الذي عرفوه فيها هو ما في الكتاب والسنة من خلود أهل النار ابدا وأن أهلها ليسوا منها بمخرجين وعرفوا ما ثبت من خروج عصاة الموحدين / صفحة 117 / عرفت هذا عرفت أن دعوى فناء النار أو عدم فنائها قول للصحابة دعوى باطلة إذ هذه الدعوى لا توجد في عصرهم حتى يجمعوا عليها نفيا أو إثباتا نعم القول الذي دل عليه القرآن من خلود النار أهلها فيها أبدا يتضمن القول عنهم بما تضمنه القرآن ودل عليه الأصل فيما أخبر الله به عن الدارين الأخروين سنة البقاء فلا يحتاج مدعي عدم الفناء إلى الدليل على ذلك الأصل ثم قال الثاني أي من الستة الأدلة للقائلين بعدم الفناء أن القرآن دل على ذلك دلالة قاطعة فإنه تعالى أخبر أنه عذاب مقيم المائدة 37 وأنه لا يفتر عنهم الزخرف 75 وانه لا يزيدهم إلا عذابا وأنهم خالدين فيها أبدا وأنهم وما هم بخارجين من النار البقرة 167 وما هم منها / صفحة 118 / بمخرجين وإن الله حرم الجنة على الكافرين وأنهم لن يدخلوا الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وإن عذابها كان غراما الفرقان 65 قال والجواب ان هل كله مسلم وأنهم لا يخرجون منها وأنه لا يفتر عنهم العذاب ما دامت باقية وليس محل النزاع إنما محل النزاع لا تفنى النار قال وهذه النصوص تقضي بخلودهم في النار ما دامت باقية هذا جوابه واقول قد عرفت أنه لا يتم هذا الجواب ما لم يؤخذ بأدلة ناهضة على فناء النار ولم يقم دليل على ذلك قال الطريق الثالث من أدلة القائلين بعدم فناء النار أن السنة / صفحة 119 / المستفيضة أخبرت بخروج من في قلبه ادنى ذرة من إيمان دون الكفار فأحاديث الشفاعة كلها صريحة في خروج الموحدين دون الكافرين قال الجواب أن هذا لا شك فيه وهو إنما يدل على ما قلناه من خروج الموحدين فيها وهي باقية ويبقى المشركون ما دامت باقية واقول الجواب ما سلف ثم قال الطريق الرابعة للقائلين بعدم فناء النار أوقفنا الرسول على ذلك وعلمناه من دينه ضرورة كما علمنا دوام الجنة وأجاب بأنه لا ريب أن الكفار باقون فيها ما دامت باقية هذا هو المعلوم من دينه ضرورة وأما كونها أبدية لا تفنى كالجنة فمن أين في القرآن والسنة دليل واحد على ذلك واقول الدليل يتوجه على من ادعى الفناء ولم يأت شيخ الإسلام بشئ واحد والأصل هو خلود النار وأبديتها عمرو كما دل عليه الكتاب والسنة فلا يحتاج مدعي عدم الفناء إلى دليل آخر بعد هذا الأصل قال والدليل الخامس من أدلة القائلين بفناء النار أن في عقائد / صفحة 120 / أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان لا يفنيان ابدا والقول بفنائها من أقوال أهل البدع قال والجواب أنه لا ريب أن القول بفنائها قول أهل البدع وأما القول بفناء النار وحدها فقد اوجدناكم من قال به من الصحابة وتفريقهم بين الجنة والنار فكيف تقولون إنه من قول أهل البدع وأقول لأنه يصدق عليه رسم
البدع ففي القاموس البدعة بالكسر الحدث في الدين بعد الإكمال أو ما أحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال انتهى والمعلوم انه لم يقع في ذلك العصر قول بفناء النار ودخول الكفار جنات تجري من تحتها الأنهار ولا أوجدنا شيخ الإسلام مع تبحره في العلوم وسعة اطلاعه على أقوال السلف والخلف على قول واحد من الصحابة بفناء النار ودخول الكفار الجنات وإن كان كذلك فالقول به بدعة قطعا قال والدليل السادس للقائلين بعدم فناء النار أن العقل يقضى بخلود / صفحة 121 / الكفار ثم قرر وجه الاستدلال بما حاصله أنه مبني على أن المعاد وإثابة النفوس المطيعة وعقوبة النفوس العاصية مما يعلم بالعقل كما يعلم بالسمع قال كما دل عليه القرآن في غير موضع كإنكاره تعالى على من زعم أنه يخلق خلقه عبثا وانهم إليه لا يرجعون وأنه يتركهم سدى لا يثيبهم ولا يعاقبهم وأن ذلك يقدح في حكمته وكماله وأنه ينسبه إلى ما لا يليق ثم قرره تقريرا آخر وأجاب عنه بقوله واما حكم العقل بتخليد اهل النار فيها فإخبار عن العقل بما ليس عنده فإن المسألة من المسائل التي لا تعلم إلا بخبر الصادق ثم إن العقل دل على المعاد والثواب والعقاب إجمالا وأما تفصيلا فلا يعلم إلا بالسمع وقد دل السمع على دوام ثواب المطيعين واما عقاب العصاة فدل دلالة قاطعة على انقطاعه في حق الموحدين وأما دوامه وانقطاعه في حق الكفار فهو من معترك النزال فمن كان السمع في جانبه فهو أعلم بالصواب قلت وهو تحقيق حسن إلا أني لا أدري من الذين قالوا إن العقل حكم بخلود العصاة في النار فإن اشد الناس بهم الوعيدية والمعتزلة إلا القليل وأكثرهم قائلون بأن العقل يقضي بحسن العفو / صفحة 122 / عن الكفار لولا ورود السمع بان الله لا يغفر أن يشرك به هذا وقد انتهت المناظرة التي ساقها ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام بين الفريقين ومن له نباهة وهو من أولي الألباب لا يخفى عليه بعدما قررناه وجه الصواب ثم ساق شيخ الإسلام من الأدلة على مدعاه فقال مستدلا إن الله خلق عباده على الفطرة وخلقهم حنفاء فلو خلوا وفطرهم لما نشأوا إلا على التوحيد قال والأشقياء غيروا الفطرة إلى ضدها واستمروا على ذلك التغيير ولم تغن عنهم الآيات والنذر في هذه الدار فأتاح الله لهم آيات أخر وأقضية وعقوبات فوق التي كانت في الدنيا يستخرج الخبث والنجاسة التي لا تزول بغير النار فإذا زال موجب العقاب وسببه زال العذاب وبقي مقتضى الرحمة لا معارض له وأراد بمقتضى الرحمة الميثاق الذي أخذ عليهم بالإيمان وهم في عالم الذر وأقول لا شك أنه يدخل النار من كفار الجن والشياطين أمم لا / صفحة 123 / يحصون بل ربما يدعى أنهم أكثر من كفار بني آدم وما ذكره شيخ الإسلام من عود أهل النار بعد زوال خبيث الكفر إلى الفطرة والإقرار الذي كان في عالم الذر إن ساعدناه عليه ثم له في من اقر في عالم الذر بالربوبية من بني آدم لا غير ودعواه فناء النار وأن سكانها وأهلها يدخلون الجنة وهو حكم عام لكل من دخل النار والدليل خاص ببعض بني آدم وإنما قلناه إن ساعدناه لأنه قد ثبت في الأحاديث ان الكفار لم تشملهم الفطرة والإقرار بالربوبية في عالم الذر لم يكن إلا كرها فليس لهم حظ من فطرة الله التي فطر الناس عليها كما أخرجه احمد والبخاري ومسلم من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما في الأرض اكنت مفتديا به فيقول نعم فيقول قد اردت منك أهون من ذلك قد اخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي والتعقيب بالفاء يشعر بأن الإباء كان عند أخذ الميثاق عليه وهو في ظهر أبيه ان لا يشرك في الدنيا ويوضح ذلك ما اخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وناس من الصحابة في الآية إن الله مسح صفحة ظهر آدم فأخرج فيها ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر ومسح صفحة / صفحة 124 / ظهره اليسرى فأخرج منها ذرية سوداء كهيئة الذر فذلك قوله أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين الواقعة 27 واصحاب الشمال ما أصحاب الشمال الواقعة 41 ثم اخذ الميثاق فقال ألست بربكم قالوا بلى الأعراف 172 فأعطاها طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية إلى أن قال وذلك قوله تعالى وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها آل عمران 83 وهذا المعنى كثير في الأحاديث ومنه حديث الغلام الذي قتله الخضر أخرج مسلم وابو داود والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي بن كعب عنه صلى الله عليه وسلم قال الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا ولو أدرك لأرهق ابويه طغيانا وكفرا وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن ابن عباس مثله نعم أحاديث كل مولود يولد على الفطرة وإنما ابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه أحاديث ثابتة في الصحيحين وغيرهما وتفسير الفطرة بالدين منصوص عليه فلا
صفحة 125 / بد من الجمع بين الأحاديث بتخصيص أحاديث الفطرة ونحوها وهي أحاديث كثيرة من الجانبين وهي كلها في بني آدم ثم لك ان تجمع بين أحاديث عموم الفطرة وحديث أنس الذي عند أحمد والشيخين الذي أسلفناه بأن نقول الكل على الفطرة أي فطرة الإقرار بالتوحيد من أقر تقية كرها ومن أقر طوعا حقيقة كذلك فيتم العموم ثم إن المقربين تقية اجتالتهم الشياطين كما في لفظ الحديث وهودهم قبل الآباء ونصروهم ومجسوهم واقتادوهم يحيى وانقادوا لهم وللشياطين لما في طبائعهم الخبيثة من أول وهلة حين أقروا تقية تجتمع الأحاديث والله أعلم ثم قال شيخ الإسلام فإذا أخذت النار مأخذها منهم وحصلت الحكمة المطلوبة من عذابهم فإن العذاب لم يكن سدا وإنما كان لحكمة مطلوبة فإذا / صفحة 126 / حصلت تلك الحكمة لم يبق في التعذيب أمر يطلب واقول لم يقم شيخ الإسلام دليلا على أن الحكمة المطلوبة لله في تعذيب الكفار هي زوال النجاسة الكفرية وخبثه الذي لا يزول إلا بعذاب النار وإنما قال ذلك تظننا منه وتحسبا الرحمن تفرع عن اعتقاده فناء النار وقد أورد على نفسه سؤالا فقال إن قيل سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان عارضا كمعاصي وكان الموحدين أما ما كان لازما كالكفر والشرك فإن أثره لا يزول كما لا يزول السبب وقد اشار الله تعالى إلى ذلك فقال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه الأنعام 28 إخبارا بأن نفوسهم وطبائعهم لا تقبل غير الشرك وإنها غير قابلة للإيمان أصلا قال تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا الإسراء 72 فأخبر أن ضلالهم عن الهدى دائم لا يزول / صفحة 127 / مع معاينتهم الحقائق التي أخبرت بها الرسل وقال لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون الأنفال 23 فهذا يدلك على أنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة ولو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثر وهو يدل على أنه لا خير فيهم هنالك أيضا وأجاب بقوله لعمر الله إن هذا أقوى ما يتمسك به في هذه المسألة ولكن هل هذا الكفر والخبث والتكذيب امر ذاي روى لهم زواله مستحيل ام هو أمر عارض طارئ على الفطرة قابل للزوال وليس بأيديكم ما يدل على استحالة زواله وأنه أمر ذاتي قد اخبر الله أنه فطر عباده على الحنفية وان الشياطين اجتالتهم عنها فلم يفطرهم على الكفر والتكذيب وانما فطرهم على الإقرار بخالقهم ومحبته وتوحيده وإذا كان هذا الحق الذي فطروا عليه قد امكن زواله بالكفر والشرك كان زوال الكفر والشرك بضده أولى وأحرى ولا ريب أنهم لو ردوا على تلك الحال لعادوا لما نهوا عنه لكن من أين لكم أن تلك الحال لا تزول ولا تبدل بنشأة أخرى ينشؤهم عليها تبارك وتعالى / صفحة 128 / أقول قد دار جواب هذا الإيراد والذي أقر أنه من أقوى ما يتمسك به المخالف على أن الكفار مخلوقون على الفطرة أي فطرة الذين الحنيف وهو التوحيد وقد سمعت من حديث ابن عباس وابن مسعود وغيرهم أنها لم تشملهم الفطرة ولا وقع منهم الإقرار بالوحدانية في عالم الذر إلا تقية ثم هب أن الفطرة شاملة لبني آدم كما قال تعالى لأملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين هود 119 والفطرة إنما هي للناس كما في الآية والحديث إنهم خلقوا حنفاء فاجتالتهم الشياطين فإن ساعدناه على أن الناس مفطورون على التوحيد فيما يصنع بالجن والشياطين وهم من جملة من تفنى عنهم النار ويدخلون الجنة أيزعم أنهم مفطورون على التوحيد مخلوقون حنفاء فمن اجتالهم ولم فإنهم هم الذين اجتالوا بين العباد فهذا وارد على عمومهم الفطرة مع التسليم والمماشاة وأما قوله فمن اين لكم أنه لا يزول قلنا من إخبار الله في الآيات التي ساقها في صدر السؤال ولعدم الدليل على زوال ما كانوا عليه وكفى دليلا على عدم زوال نجاسة الكفر وخبث الشرك ودرن التكذيب بالنار قوله تعالى / صفحة 129 / ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه إلا أنه قال شيخ الإسلام إن هذا الإخبار منه تعالى عنهم قبل دخولهم النار فإنه تعالى قال ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب إلى قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه أي لو ردوا من شفير جهنم قبل دخولها لعادوا لما نهوا عنه من التكذيب والكفر وذلك لازم لهم لم يزل عنهم خبث الشرك فإنه لا يزول إلا بدخول النار قلت قد حكى الله عنهم أنهم يقولون وهم بين أطباقها يصلونها ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون المؤمنون 107 وانه يقول في جوابهم اخسئوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 108 فلم يجبهم تعالى وقد ذاقوا العذاب واعترفوا بالظلم إلا بقوله اخسئوا فيها لا تكلمون ولم يقل ابقوا حتى تطهروا من خبث الكفر ولعل شيخ الإسلام يقول لم يكن عند هذا الاعتراف قد طهرت تلك النفوس من خبث الشرك وجوابه إن هذه الدعوى من العنت وتقريره أن زوال خبث الشرك والكفر بالنار من عيب تفرع عن دعوى الفناء للنار والأصل بقاؤه ما لم يقم عليه دليل كما عرفت / صفحة 130 / ثم استدل على ذلك المدعى بأحاديث فاعة
صفحة 130 / ثم استدل على ذلك المدعى بأحاديث الشفاعة الثابتة في الصحيحين وغيرها وفيها أن الله يقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قال فهذا يدل على إخراج قوم لم يكن في قلوبهم خير قط كما يدل له السياق فإن لفظ الحديث هكذا أخرجوا من في قلبه مثقال ذرة من خير فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفعت المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة الحديث قال فهذا السياق يدل على أن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير ومع هذا فأخرجتهم الرحمة / صفحة 131 / أقول الحديث ليس من محل النزاع فإنه في إخراج أقوام من النار وهي باقية وقد قرر شيخ الإسلام فيما سلف أنه لا يخرج منها الكفار وهي باقية وإن كان إنما استدل به عليه بعموم الرحمة ثم يقال الحديث دل على أن الملائكة أخرجت من علمت في قلبه مثقال ذرة من خير ولا دليل أنهم يعلمون كل من في قلبه مثقال ذرة من خير فإنهم لا يعلمون من أحوال القلوب إلا ما أعلمهم الله كما قال تعالى يعلمون ما تفعلون الانفطار 12 فهم يعلمون أفعالنا لا ما انطوت عليه قلوبنا ولهذا وردت الأحاديث انهم يصعدوون أهل بالعمل يرونه حسنا ويرد فيقول الله إن فاعله أراد به كذا وكذا أي من الرياء ونحوه فأخرج البزار والطبراني في الأوسط والدارقطني والأصبهاني في الترغيب والترهيب من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنتصب بين يدي الله فيقول ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل فيقول الله إن هذا كان لغير وجهي وأنا لا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي / صفحة 132 / وهذا الحديث فيه الإخبار بان الملائكة قالت لم نذر فيها خيرا أي أحدا فيه خير والمراد ما علموه بإعلام الله ويجوز أن يقال لم يعلمهم بكل من في قلبه خير وأنه بقي من أخرجهم بقبضته ويدل له أن لفظ الحديث أنه أخرج بالقبضة من لم يعملوا خيرا قط فنفى العمل ولم ينف الاعتقاد وفي حديث الشفاعة تصريح بإخراج قوم لم يعملوا خيرا قط ويفيد مفهومه أن في قلوبهم خيرا ثم سياق الحديث يدل على أنه أريد بهم أهل التوحيد لأنه تعالى ذكر الشفاعة للملائكة والأنبياء والمؤمنين ومعلوم أن هؤلاء يشفعون بعصاة أهل التوحيد فإنه لا يقول ابن تيمية ولا غيره أنه يشفع للكفار بقرائن القبض التي قبضها الرب في عصاة الموحدين والأليق بالسياق أنها أيضا فيهم وقد اخرج البيهقي في / صفحة 133 / الشفاعة من حديث جابر مرفوعا فيه اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فاخرجوا إلى ان قال ثم يقول الله تعالى الآن أخرجوا بعلمي وحلمي فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه فقوله تعالى بعلمي يدل على أنه علم قوما في قلوبهم الخير لم تعلمهم الملائكة وهب أنا ساعدناه وأن تعالى أخرج قوما من الكفار من النار أين هذا من محل النزاع وهو فناء النار وإدخال من كان فيها من الكفار الجنة ثم قال شيخ الإسلام مستدلا أيضا إن العبد إذا اعترف بذنوبه حقيقة الاعتراف المتضمن لنسبة السوء والظلم واللوم إليه والحمد والرحمة والكمال المطلق لربه وفي كل وقت يستعطف ربه ويستدعي رحمته وإذا أراد الله أن يرحم عبده ألقى ذلك في قلبه لا سيما إذا اقترن بذلك عزم العبد على ترك المعاودة وعلم الله ذلك من داخل قلبه وسويدائه فإنه لا يختلف عن الرحمة فإذا علمت تلك النفوس الخبيثة أن العذاب أولى لها وأنه لا يليق بها سواه ولا تصلح إلا له فقد ذابت تلك الخبائث وتلاشت وتبدلت وبذل وانكسار وثناء على رب العالمين تبارك وتعالى لم يكن في حكمته أن يستمر العذاب بعد ذلك إذ قد تبدل شرها / صفحة 134 / بخيرها وشركها بتوحيدها حديث وكبرها بخضوعها عند وذلها وأقول قال الله تعالى مخبرا عن المشركين واعترافهم المذكور وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير الملك 10 و 11 فهذا نص في اعترافهم الإعتراف الحقيقي فإنه لا يطلق تعالى على ما ليس باعتراف أنه اعتراف ثم قال فسحقا لأصحاب السعير أي بعدا لهم عن الرحمة والإغاثة والغفران فهذا نص في وجه هذا القول الذي قاله تظننا وقال تعالى لما قالوا وهم في دركات النار أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون المؤمنون 107 فاعترفوا بظلمهم وأخبروا عن عزيمتهم أنهم لا يعودون أي إن عدنا إلى ما كنا فيه من الكفر والتكذيب كما يفيده لفظ العود ولم يجب عليهم تعالى إلا بقوله اخسئوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 108 وأخرج الترمذي والبيهقي من حديث أبي الدرداء مرفوعا وفيه إن أهل النار ينادون خزنة جهنم ثم يدعون مالكا ثم يقولون / صفحة 135 / ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون المؤمنون 106 - 107 فيجيب عليهم الرب اخسئوا
فيها ولا تكلمون المؤمنون 108 فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والشهيق والويل ثم يقال وقد قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء في آيتين من سورة النساء 48 و 116 وهو غير مقيد بزمان ولا حال فيجب الوقوف والتسليم في هذا المقام والاعتراف بالعجز عن إدراك حكمة الحكيم العلام فكيف يقول شيخ الإسلام لم يكن في حكمته أن يستمر بها العذاب وأين للعقول الاطلاع على أسرار حكمته وكيف لها / صفحة 136 / الوصول إلى معرفة عجائب ملكوته وجبروته ثم أخذ شيخ الإسلام يستدل بأحاديث آخر الناس خروجا من النار وأحاديث أدنى الناس منزلة في الجنة وهي أحاديث واضحة في عصاة الموحدين ولا حاجة إلى سردها فهي معروفة في محالها ثم قال مستدلا على مدعاه أنه تعالى يخبر عن العذاب أنه عذاب يوم عقيم ووعذاب يوم عظيم وعذاب يوم أليم الزخرف 65 ولا يخبر عن النعيم أنه نعيم يوم ولا في موضع واحد وأقول ورد عذاب يوم عظيم في قصة صالح في قوله لقومه ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم الشعراء 156 والمراد به اليوم الذي أخذهم فيه العذاب بالدنيا وهو العقاب / صفحة 137 / القريب الذي أوعدهم به في قوله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب هود 64 قال تعالى فلما جاء امرنا نجينا صالحا إلى قوله ومن خزي يومئذ هود 66 أي يوم أخذهم العذاب العظيم القريب فهو يوم من أيام الدنيا وورد عذاب يوم عظيم في قصة شعيب فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم الشعراء 189 وورد عذاب يوم عقيم في قوله تعالى ولا يزال الذين كفروا في مرية منه الآية إلى قوله أو يأتيهم عذاب يوم عقيم الحج 55 وفسر بيوم بدر كما أخرجه ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس وأخرجه أيضا ابن مردويه عن أبي بن كعب وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابي حاتم عن سعيد بن جبير واخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة فهذه كلها من أيام الدنيا وهب أنه ورد ذلك في صفة عذاب الآخرة فإنه قد ثبت بنص القرآن أنهم لابثون فيها أحقابا والحقب كما ذكره ابن تيمية في هذه المسألة خمسون ألف سنة قال أخرجه الطبراني من / صفحة 138 / حديث أبي أمامة مرفوعا والأحقاب جمع وأقله ثلاثة يعني مائة ألف سنة وخمسين ألف سنة هذا وقد رد في أهل الجنة إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون يس 55 وهذا تقييد لنعيمهم لأنه وكونهم فاكهين والفاكهة المتنعم المتلذذ ومعلوم أنهم في شغل فاكهون أبدا الآباد وقال تعالى يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الزخرف 68 فإن قيل اراد به مبدء زوال الخوف والحزن قلنا كذلك عذاب يوم أريد به مبدأه وحينئذ فلا دليل بالتقييد مطلق الزمان فمن ايام الآخرة ليس لها قيد به من نعيم ولا عذاب بل أريد به مطلق الزمان فإن أيام الآخرة ليس لها مقدار فمتى أطلق اليوم أطلقه على مطلق المدة هذا يوم لا / صفحة 139 / ينطقون المرسلات 35 هذا يوم الفصل الصافات 21 هذا يومكم الذي كنتم توعدون الأنبياء 103 اليوم نختم على أفواههم يس 65 إني جزيتهم اليوم بما صبروا المؤمنون 111 وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون الحج 47 في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة المعراج 4 فليس المراد من الجميع اليوم المعروف للمقدار المذكور قطعا ومن اطلاقه على مطلق المدة قوله في قصة عاد انى اخاف عليكم عذاب يوم عظيم ( الشعراء 135 أخبرنا ) ثم يبينه في ( الحاقة ) بقوله واما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية الى قوله ثمانية ايام حسوما ( 6 و 7 ) فهذا تفسير لليوم العظيم بأيام وليالي وبهذا يعلم ضرورة أنه إذا أطلق اليوم في تقييد الأمور الأخروية علم يقينا انه مطلق الزمان ولا تحديد له ولا تعيين ولا نهاية إلا بدليل وقد كان أعجبني استدلاله بما ذكر من تقييد عذاب الآخرة باليوم في آيات وعدم تقييد نعيم الجنة ولا في آية فلما حققته وجدته لا شئ نفيا وإثباتا أما إثباتا فإنه ما ثم دليل على مدعاه وأما نفيا فإنك قد سمعت ما سقناه من تقييد نعيم أهل الجنة فاليوم كما قال الله في الجنة ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ق 34 انتهى / صفحة 140 / وق انتهى إلى هنا ما اجلب إليه شيخ الإسلام من خيل الأدلة ورجلها وكثيرها وقلها ودقها وجلها وأجرى فيها قلمه ونشر فيها علمه وأتى بكل ما قدر عليه من قال وقيل واستنفر كل قبيل وجيل وسردها تلميذه ابن قيم الجوزية وقال في آخرها هذه نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة ولعلك لا تظفر بها في غير هذا الكتاب قلت وقد سقنا أدلته النظرية والأثرية يا ولم نترك منها إلا ما كان مكررا وتكلمنا على تفصيلها وتجميلها لو بما هدانا الله إليه وله الحمد من غير عصبية مذهبية ولا متابعة أشعرية ولا معتزلية بل بما أشهدتنا أنوار الأدلة واعلم أن هذه المسألة التي أتى بها شيخ الإسلام هي فرع عن مسألة خلق الأشقياء التي حار فيها أرباب النوى وتحير فيها فرسان الأذكياء وترددت حولها
أذهان الفطانا يكون وتفرع عنها أقوال اقشعرت منها جلود الأمة الفضلاء فطائفة أوهم الجهل بذلك إلى الإقدام على نفي حكمة الله في أقواله وهم غلاة الأشعرية وأخطأوا في ذلك ورد عليهم الأئمة الأعلام من أهل مذهبهم وغيرهم من علماء الأنام وآخر من بين ما / صفحة 141 / في كلامهم من الاختلال وما في نفيهم الحكمة من الداء العضال المحقق العلامة نزيل حرم الله صالح بن مهدي المقبلي في كتابه العلم الشامخ ولواحقه وفي أبحاثه المسددة ونقلت كلامه ورددت عليه في إيقاظ الفكرة وطائفة أقدموا على أن الله ليس بقادر على هداية الكافر لأنه خلق على هيئة لا يقبل اللطف معهما وهم غلاة المعتزلة وقد رد عليهم الأئمة من أهل التحقيق وأبانوا أنه قول بالقبول غير حقيق وأن فيه من الشناعة والبشاعة ما لا يليق وأما ابن تيمية ومن تابعه فأثبتوا الحكمة وعموم قدرة الله على كل شئ وقال بما سمعت من فناء النار وأنه تعالى خلق الأشقياء ليتفضل عليهم بعفوه ورحمته ولقد أصاب بإثبات الأمرين الذين نفاهما غيره ولكنه غير وجه الحكم وحكم بفناء النار ولم ينهض له دليل على ذلك كما عرفته وقد اشار السيد العلامة الكبير محمد بن إبراهيم الوزير إلى هذه الثلاثة الأقوال وإلى ما تفرع عليها من الدعاوي في إثبات الإجادة في الإرادة حيث قال / صفحة 142 / ولما أتى ذكر الخلود بناره على جوده في ذكره والجوازم تعاظم شأن الخلد في النار كل من تفكر في أسماء رب العوالم يشير إلى ما قاله ابن تيمية من أن صفاته تعالى من الرضا والرحمة صفتان ذاتيتان فلا منتهى لرضاه وأن سخطه وعذابه ليسا من صفات ذاته التي يستحيل انعكافه مع عنها كعلمه وحياته والعفو أحب إليه من الانتقام والرحمة أحب إليه من العقوبة والرضى أحب إليه من الغضب والفضل احب إليه من العدل ثم إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره وكرمه ولذلك يضيف ما ذكر إلى نفسه وأما العذاب والعقاب فإنهما من مخلوقاته ولذلك لا يسمى بالمعذب والمعاقب بل يفرق بينهما فيجعل هذا من أوصافه وهذا من مفعولاته من الآية الواحدة كقوله تعالى نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الأليم الحجر 49 ، 50 وقال إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم الأعراف 167 ومثلها في آخر الأنعام فما كان من مقتضى أسمائه وصفاته فإنه يدوم بدوامها ولا سيما إذا كان محبوبا له في أسمائه وصفاته وأما الشر وهو العذاب فلا يدخل في أسمائه / صفحة 143 / وصفاته وإن دخل في مفعولاته لحكمة إذا حصلت زال وفني بخلاف الخير فإنه سبحانه دائم المعروف ولا ينقطع معروفه أبدا على الدوام وليس من موجب أسمائه وصفاته أنه لم يزل معاقبا على الدوام غضبان على الدوام فتأمل هذا تأمل فقيه في اسماء الله فإنه يتضح لك باب من أبواب معرفته ومحبته ثم اشار السيد محمد إلى ما تفرع من معارضته ما يفيده صفات جوده وفضله وما صرح به من خلود الكفار فأشار إلى الوعيد بقوله فمن قائل بالخلد من أجل كثرة ال وعيد به في المنزلات القواصم وذلك لأنهم حكموا بعموم الخلود لمن دخل النار من عصاة الموحدين والكفار والمسألة مبسوطة في علم الكلام وما لها وعليها مما اثاره المحققون الأعلام وأشار إلى من قال بالتخصيص لآيات الخلود بقوله ومن قائل أن الخصوص مقدم وساعده أسماء أحكم حاكم / صفحة 144 / فإنه أشار إلى من قال إن الأحاديث الواردة في سعة رحمة الله وصفاته تعالى من أنه أرحم الراحمين وورود آية الاستثناء تخصص آيات الوعيد وأراد بهذا البيت ما تشتمل عليه مقالة ابن تيمية إذ هي عائدة إلى القول بتخصيص آيات الوعيد بالخلود ويبعد فناء النار كما دل عليه قوله وثالثها المنصور يرجى لمسلم ومن عاند الإسلام ليس بسالم فإنه أراد أن ثالث الأقوال في المسألة التفصيل وهو أن التخصيص من الوعيد يرجى للمسلم ومن عاند الإسلام وهم الكفار فلا يشمله التخصيص من الوعيد وإن قصرت عبارته عن هذا الحكم لعدم مساعدة النظم فهو مراده فجعل الأقوال ثلاثة بقاء الوعيد على عمومه من غير تخصيص عصاة الموحدين والكفار تخصيص الموحدين لا غير وهذا هو الذي سبق عن ابن عباس في تفسير آية هود ثم قال مشيرا إلى منشأ مقالة كل من القائلين وان الحاصل له المحافظة على قاعدة تعود إلى تعظيم الله جل وعلا قوله فمن قاصد تعظيمه لو رعى له من الجبروت الحق عز التعاظم / صفحة 145 / فهذه إشارة إلى الوعيدية وأنهم قصدوا بالقول بالتخليد في النار لكل من دخلها تنزيه الله عن خلف الوعد الذي أفاده قوله ما يبدل القول لدي ( ق : 29 ) ونحوه اشار إلى منشأ ما ذهب

هنا رسالة الصنعانى وهو من محبى ابن تيمية أعد قرائتها

أخى نزار واحكم اذا كان ابن تيمية قال بفناء النار أم لا
أولا أو اذا قال أحد من الصحابة أم لا

الرجاء منك أخى طباعة هذه الرسالة وقرائتها بإمعان
وما على الا التوضيح أما الإقناع فليس بيدى فقد نقلت لك
ما وجدته فى الكتاب السابق ولم تثق بنقلى وهنا الرسالة واضحة وشاملة وافية لكل ما اختلفنا فيه
والسلام

Post: #115
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-27-2005, 00:03 AM
Parent: #111

العزيز ود محجوب
لا أدري لماذا تصور الأمور بهذه الطريقة، وكأنك أتيت بالحجة الباهرة والأدلة القاطعة، والحقيقة أنك لم تنقل لي حتى الأن قولاً صريحاً لابن تيمية يفيد بأن ابن تيمية قال بفناء النار.
الذي حدث أن ابن تيمية قال إن للعلماء في فناء النار قولين أحدهما أنها تفنى ونقل هذا القول عن ابن عمر وغيره ( وهذا هو الذي ناقشه الصنعاني)، والآخر أنها لا تفني وأنها باقية، ونقل أقوال الصحابة الذين قالوا بهذا القول. ولو راجعت ما نقلته لك عن ابن القيم في فناء النار لو وحدت أنه ابتداء بقوله: قال شيخ الإسلام ـ ويعني أبن تيمية ـ وذكر أدلة القائلين يفناء النار، فهل يعني نقل أقوال القائلين بفناء النار أن ابن تيمية يقول بها، قطعاً لا يعني ذلك.
فما الجديد في كلام الصنعاني؟ لقد ناقش أدلة ابن تيمية التي نسبها للصحابة، لكن ابن تيمية كما نقلت لك يقول إن النار تبقى بمعنى أنه مع القول الثاني، ومن عرف طريقة ابن تيمية علم أنه في الامور الخلافية ينقل كل الأقوال ويبن أدلة القائلين بها، وقد يرجح وقد لا يرجح، بعض العلماء قالوا إن ابن تيمية لم يرجح شيئاً في فناء النار، لكن في الفتاوى التصريح موجود ببقاء النار، وقد نقلته لك.
ارجو أن يكون كلامي واضحاً وكافياً حتى لا نعيد الكلام مرة بعد مرة، لأن القول بفناء النار ثابت عن ابن القيم ولم يكفره به أحد ولم يفسقة أو يبدعه وله كلام قوي وقد استدل له بأكثر من عشرين دليلاً كما ذكرت لك، ولا يدخل هذا الأمر في التكفير أو التفسيق بحال.

Post: #117
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-27-2005, 01:47 PM
Parent: #115

الأخ العزيز نزار

يعنى ((عنز ولو طارت))

بأمانة يا نزار هل قرأت هذه الرسالة ؟؟

فإذا كان ابن تيمية مع القول الثانى كما تقول فلماذا كانت رسالة الصنعانى أصلا"؟؟؟؟

ولله فى خلقه شؤون لا يعلمها الا هو.

Post: #118
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-27-2005, 11:46 PM
Parent: #117

العزيز ود محجوب:
لك أن تستعيد طريقة الإيحائية السابقة ما دام أنك لم تنقل نصاً واحداً عن الإمام ابن تيمية تؤيد فيه ما زعمته من القول بفناء النار.
أما قولك
Quote: صدر حديثا في مكتبة (( دار بلنسية )) كتاب القول بفناء النار لإبن تيمية

راجع الكتاب والمكتبة توجد فى شارع السويدى العام بالرياض.

المخطوطة قد عثر عليها الشيخ السمهري والآن هي مطبوعة وفيها رد ابن تيمية رحمه الله على القول بفناء الجنة والنار وإثبات فناء النار وحدها وهو مصنف ابن تيمية الذي أشار إليه العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل. والذي يقرأها يتضح له جيدا أن شيخ الاسلام رحمه الله يقرر فناء النار
.
فأود أن أستفسر عن التالي:
أولاً: هل قرأت أنت هذا الكتاب الذي قلت إن من قرأه يتضح له جيداً أن شيخ الإسلام رحمه الله يقرر فناء النار؟ أريد إجابة واضحة.
ثانياً: هل أنت متأكد أن عنوان الكتاب هو القول بفناء النار.
ثالثاً: هل نفهم من قولك " راجع الكتاب والمكتبة توجد في شارع السويدي العام بالرياض" أنك تعرف المكتبة والكتاب الذي فيها معرفة صريحة كما نقلت، ولست ناقلاً هذا الكلام من مكان آخر؟
رابعاً: كيف يرد ابن تيمية على القول بفناء الجنة والنار، ثم يعود ويقرر فناء النار ـ كما ذكرت ـ أليس في هذا تناقض؟ أليس المنطقي أن يرد على القول بفناء الجنة (بغير أضافة النار)ثم يقرر فناء النار؟
حقيقة ما دفعني لهذه الاستفسارات هو أنني أشك أنك حاطب ليل، تبحث في الشبكة، وتتبنى معلومات بل وتوجه إليها، وللأسف كثيراً ما تكون هذه المعلومات غير صحيحة. أنا في انتظار إجاباتك الصريحة الواضحة حتى أقرر.
لكن بحثي في الموضوع في الشبكة أثار الشبهات التالية:
أولاً: الكتاب اسمه الرد على القول بفناء الجنة والنار، وليس كما ذكرت.
ثانياً: الكتاب تبرئة لابن تيمية من القول بفناء الجنة والنار، بل فيه رده على هذا القول:
فقد وجدت كلاماً منسوباً لشخص حقق الكتاب نفسه وانتقد السمهري بقوله:
Quote: و لا يخفى عليكم أن السمهري لم يناقش الشيخ فيما ذكره من أدلة و براهين بل كانت همته في المقدمة تبرئة الشيخ من القول بفناء النار و لم يقم بدراسة لمضامين هذه الرسالة مع التعليق عليها

ثالثاً: أنت لم تقرأ الكتاب، ولم ترى غلافه حتى، بل نقلت من الشبكة، وربما لا تعرف دار بلنسية التي في شارع السويدي بالرياض!!!
لا أريد أن أعلق قبل أن أسمع ردك.

Post: #120
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 02-28-2005, 02:09 PM
Parent: #118

الأخ نزار سلام

كم نصحتك يا نزار بعدم التسرع قبل القراءة الجيدة

والبعد عن الكلمات الجارحة ولكن ما العمل الطبع يغلب التطبع

هل قرأت الكتاب ؟؟؟ هل تريدنى أن أجيبك أكثر من مرة ؟؟؟
تركت الموضوع الرئيسى وهروبك الى طرح الأسئلة لن يفيد شيئا

والبعد عن الموضوعية لن يفيد أيضا ؟؟؟

وترمينى بما نقلته من النت بدفاع السمهرى فى كتابه لتبرئة ابن تيمية من القول بفناء النار. أنت الناقل يا نزار بخصوص قول ابن تيمية بفناء النار وليس أنا.فانظر أينا حاطب الليل!!!!

رد ابن تيمية على القول بفناء الجنة والنار معا ليثبت فناء النار وحدها بالله قل لى ما الغرابة فى ذلك ؟؟؟؟

وأسئلتك الباقية أترفع من الرد عليها لأنها بعيدة كل البعد عن أدب الحوار واحترام المحاور.

ولا تذهب بعيدا فاتصل على أى من معارفك ليرسل لك الكتاب

وأقرأ فيها ما قاله ابن تيمية ودفوعات د. السمهرى وتفسيره
ولا تعنينى أبدا تبريرات السمهرى ولكن تعنينى أراء صاحب الموضوع

أخى نزار إذا كنت تبحث عن الحقيقة فهى واضحة وضوح الشمس
وبدل الإذعان كما يفعل كل من يبحث عن الحقيقة ولما تهاوت حججك
جميعها لم تجد الا الهجوم على محاورك للتشكيك فيه ؟؟؟ فهذا ولا شك اسلوب لا أريد أن أصفه

وهذا لن يفيد أيضا فارجع للموضوع وقولك إن ابن تيمية لم يقل
بقدم العالم واتهمت من نقلت أراءهم من العلماء ببتر أرائه وتزويرها

وطلبت منك سابقا اذا كان ما أورده العلماء يخالف كامل النص أن تورد النص كاملا وتبين أن العلماء أفتروا عليه وزوروا أقواله أم
ان تقر بقوله قدم العالم .



وسطرك الأخير هو اتهام صريح لى بالكذب وأقررت بذلك
فلماذا تريد أن تسمع ردى بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟

فيا نزار أنت كذبت جملة من علماء هذه الأمة وفضلائها رحمهم الله
فهل كنت أطمع منك الا ان تلحقنى بهم


واقول حسبى الله ونعم الوكيل.

Post: #121
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 02-28-2005, 11:16 PM
Parent: #120

الاخ ود محجوب
أولاً: كما يقولون رمتني بدائها وانسلت. ولن أجاريك في غمزك لي بعبارة "الطبع يغلب التطبع"، فلست ممن تستفزه أمثال هذه العبارات كما قلت أكثر من مرة.
وأرجو ـ إبداء لعلمية الحوار ـ الإشارة إلى النقاط التي خالفت فيها أدب الحوار بدلاً من إلقاء القول على عواهنه، اما السطر الأخير لو قرأته جيداً لوجدت أنه مربوط بنقاط سابقة هي شبهات أثارها بحثي في الشبكة، ومن هذه الشبهات أنك لم تقرأ الكتاب، وحاولت أن تظهر أنك قرأت الكتاب، وتعرف مكانه، وهذا كلام مثبت ولا يحتمل المزايدة، ويمكن للقارئ الكريم أن يراجعه ليتأكد بنفسه، فما قلت غير أن بحثي أثار هذه الشبهة ـ وأنا صادق كل الصدق في هذاـ ومما يقوي هذه الشبهة ـ أنك لم تقرأ الكتاب ـ أنك أخطأت في مضمون الكتاب، وعنوان الكتاب، فماذا بقي إذن. وطلبت منك الرد حتى أعلق على هذا المنهج. لكنك آثرت أن تعالج الموضوع ـ المطروح بصورة علمية ـ بتلك الطريقة الانفعالية، ومن يقرأ يميّز!
ثانياً: ليست النقطة انصرافية بل هي من صميم نقاشنا، لأنك إذا كنت تقرأ من الشبكة، وتنقل الأكاذيب ولا تتراجع عنها حتى إذا أثبت لك بالدليل العقلي أنها مكذوبة ولا تصح، وتصر عليها(مثال قصة الذهبي، والأستواء والنزول)، ثم تخطئ الفهم (مثال كتاب السمهري)، ولا تقر بخطأ نقلك أو عزوك فليست هذه قضية انصرافية، لأنها تتعلق بمنهجية نقاشك وحوارك.
ثالثاً: تبقى أسئلتي مشروعة وتنتظر الجواب، وحيدتك عن الجواب ـ والتي كنت أتوقعهاـ توكد لي هذه الشبهات. كما أن انفعالك الشديد وإخراجك للكلام من سياقه وردك المشحون بالعاطفية والانفعال كله يؤكد أن أسئلتي في محلها

Post: #122
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-01-2005, 04:45 PM
Parent: #121

الأخ نزار

هذا ما رميت اليه أنت بعد فشل حملة التكذيب المستمرة لكل ما أورده مخالف لابن تيمية . كما توقعت وكما هى العادة فى كل منقشاتكم تنحون بالموضوع منحى شخصى لصرف النظر عن النقاط المثارة.
اطلاق الالفاظ مثل الأخبار المكذوبة لا يفيدك كثيرا .وحكمك مثل هذا الخبر مكذوب أو صحيح هو حكم الهوى والتعصب لا غير
فكل ما أوردناه من أراء للعلماء كانت موثقة ومبين مصدرها
رسالة الذهبى مبين مصدرها وأوردها الحافظ السخاوى وجئت أنت لتنكرها وتبنى حكمك أنى أنقل أخبار كاذبة وحجتك أنت وجدت قصيدة
يرثى فيها ابن تيمية . وكان من السهل على لو كنت أحب المراء لأقول لك أن هذه القصيدة منحولة أو موضوعة وكاذبة كما تقول
ولكنى لم أفعل ذلك لأن الامام الذهبى مدح ابن تيمية فى حياته
وانتقده واختلف معه فى حياته ولا أجد اى غرابة فى رثاه بعد مماته
فهذا خلق الائمة الأعلام تربوا على أدب الخلاف وحسن الخلق وحسن الظن.
أما قصة النزول وردت عن ابن بطوطة ورددت عليك فى حينها
فالتكرار ممل ولم تورد كتب التاريخ أى خلاف بين ابن بطوطة وابن تيمية حتى يذهب ابن بطوطة ليلفق هذا القصة عن ابن تيمية.

ولا تنسى قصة الاستتابة فانت ذهبت فيها مذهبا يخالف كل منطق شرعى او عقلى بتكذيبك مجموعة من علماء الإسلام لتنصر قول ابن تيمية وجئت بمنطق لم يسبقك عليه أحد . وأثرت سؤالا لما عجزت عن الرد (( هل شهدوا أمامك)). فأى منطق هذا؟

أما أثارتك أنى أنقل من النت نعم أنقل من النت ولكن لا أنقل اخبار كاذبة كما تزعم فاذا وجدت فى النت ما يغنينى عن الكتابة أو النقل من المصدر فعلت وسوف استعين بالنت ولا غضاضة فى ذلك وقد فعلت أنت أيضا ونقلت من النت حتى نسيت أن تمسح ما زاد فى أعلى الصفحة بما هو ليس له صلة بالموضوع . ولا أعيب عليك ذلك ولك بعد نقلى من الشبكة أنت تحكم وتسأل عن المصدر أو المرجع وتوضح للقارىء أن هذا النقل غير دقيق وتصححه.

فى كل مداخلاتك تحاول التشكيك فى كل من يخالف ابن تيمية وتكذيبه فهذا لا يتأتى الا لنبى معصوم .
أما ما تثيره من شبهات أثر ما شئت ولكن تبقى الحقيقة
وكما سبق أن قلت لك لم يسلم من شبهاتك أئمة أعلام .

وأدعوك للمرة الثالثة لنواصل الحديث عن اراء ابن تيمية ونبعد
عن شخصنة النقاش فأمامنا طريق طويل
أمامنا قوله بقدم العالم ولم أجد حتى الان رد .

ولم نناقش أقواله التى تفييد التجسيم رقم نفيه له.
ولم نثر أقواله فى زيارة سيد الأوليين والاخرين.

ولم نثر اقواله فى الامام على رضى الله عنه

ولم نثر اقواله فى ال البيت الكرام
ولم نثر اقواله فى اصحاب رسول الله.

والسلام.

Post: #125
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-01-2005, 11:50 PM
Parent: #122

الأخ ود محجوب
لست ممن يضعون القعدة في المنشار
سأواصل الحوار، لكن ليس قبل أن أسجل هنا أنك حِدتَ عن الإجابة على أسئلتي، وأن شكوكي السابقة من أنك لم تقرأ الكتاب، ولم تر غلافه بل نقلت كلامك من الشبكة قد تأكدت لي، فأنت نقلت كلامك من هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-21586.html
والدليل على ذلك أنك نقلت اسم الكتاب خطأـ تماماًكما هو موجود في الموقع أعلاه ـ وقلت إنه "القول بفناء الجنة والنار" والصحيح هو "الردعلى القول بفناء الجنة والنار"، كما أن استهلالك لخبر الكتاب يشبه إلى حد كبير ما صُدِّر به الموقع أعلاه راجع قولك وقولهم:
Quote: صدر حديثا في مكتبة (( دار بلنسية )) الواقعة على شارع السويدي العام بالرياض ....
.
كما أنني لا أرى بأسا من النقل من الشبكة ولكن ليس على طريقة التعالم هذه، انقل وكن أميناً وبين أنك نقلت، أشر إلى أن هذا الكلام ليس لك، ولا تنقل خلاصة كتاب لم تره أصلا، لأن هذا ليس خيانة علمية فحسب، بل يعرضك لهذه المزالق التي وقعت فيها بنقلك الخاطي لعنوان الكتاب ومضمونه!!
وقد نقلتُ من الشبكة في مواضع ذكرتها لك سابقاً، وهي قليلة جداً مقارنة بنقولك، وليست المشكلة في الكثرة والقلة ولكن المشكلة في عدم الأمانة العلمية، ومن أول مرة كنت أبين أنني سأنقل كلاماً ليس لي، فلسنا سواء ..

Post: #126
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-02-2005, 01:29 AM
Parent: #125

الأخ ود محجوب:
قلت
Quote: وكما هى العادة فى كل منقشاتكم تنحون بالموضوع منحى شخصى لصرف النظر عن النقاط المثارة.

أراك تخاطبني بضمير الجمع، فمن نحن ياترى؟، وهل تركمت وأثبت لناـ بالتوثيق ـ "عادتنا" في أخذ المواضيع بصورة شخصية.
وقلت:
Quote: فيا نزار أنت كذبت جملة من علماء هذه الأمة وفضلائها رحمهم الله
فهل كنت أطمع منك الا ان تلحقنى بهم

وقد كررت هذا الكلام في ردك السابق أيضاً، وأريد فقط أن تجيب على أسئلتي التالية:
أولاً: أليس في كلامك السابق "شخصنة" للحوار، وقد أنكرت عليّ هذا الأمر، أم أنك من الذي ينهون عن خلق ويأتون مثله.
ثانياً: هل لك أن تنقل لي ما يؤيد كلامك السابق من أنني كذبت "جملة من علماء الأمة"، متى كان هذا أرجو أن تنقل لي كلماتي التي صرحت فيها بهذا.
ثالثاً: لا يمكنني أن أقول بكذب علماء الأمة بحال، لانه ليس من منهجي الانتقاص من أهل العلم، ولكن هذا لا يجعلني أقبل كل ما ينسب للعلماء فما أكثر الخطأ في النقل عن العلماء وما أكثر الكذب عليهم، والوهم ونقل الخطأ وارد عندهم، لا نكذبهم لكن لا نلغي عقولنا ونحكم بصحة كل مانسب إليهم، وقد قلت لك سابقاًعن قصة الذهبي
Quote: القصة مكذوبة بالأدلة الواضحة، ولا يقتضي تكذيب القصة أن السخاوي كاذب، فربما لا تصح النسبة إليه، وربما سمعها عن غير ثقة، وربما وربما.
هذا هو منهجي وهو منهج السلف رضي الله عنهم، لا يقبلون الحديث لأنه اشتهر عن فلان بل ينظرون هل سمع فلان من فلان هل صح السند أم لا، وقد يكون المتن صحيحاً ثابتاً بطرق أخرى لكنهم لا يقبلونه بطريق فلان لأنه ليس بثقة، هكذا العدل والإنصاف.
رابعاً: قصة الذهبي لم نقل إنها لا تصح لأن هناك قصيدة مدح بها الذهبي ابن تيمية، والكلام المثبت هنا أني قلت لك:
Quote: رسالة الذهبي لم نعترض عليها بسبب أن صاحب القعود الدرية أوثق عندنا من السخاوي، ولكن بسبب أنها حوت أخطاء كبيرة لا تصح من مؤرخ كالذهبي؛ فالرسالة تقول إن ابن تيمية في عقد السبعين، وهو ليس كذلك، وأنه لم يسلم منه الصحيحان، وهذه مغالطة كبيرة، وأن ابن تيمية قال إن النصارى مثل الذهبي وهذا لم يحدث أصلاً، والرسالة تقول عن الذهبي إن ابن تيمية يكفر المسلمين فكيف يتأتي أن يمدح الذهبي ابن تيمية ويقول إنه لوحلف بين الركن والمقام أنه لا يوجد مثل ابن تيمية لكان صادقاً، ويمدح بشعر عذب، أتترك كل هذه الحجج البينات وتصر على نسبة القصة للذهبي، لأنها نقلت عن السخاوي،
فلماذا تصر على تكرار أني أرفض قصة الذهبي لقصيدة قالها في ابن تيمية!! هذا خطأ بين وتحامل وتحايل أرجو أن تترفع عنه، أهكذا يقتضي العدل والإنصاف؟

Post: #129
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-02-2005, 04:26 PM
Parent: #126

الأخ نزار سلام

كذبت أربعة وهم رؤوس المذهب الحنفى والشافعى والمالكى والحنبلى وقتها فى الشام فى شهادتهم على استتابة ابن تيمية
بل تصديقك نفى ابن تيمية هى اتهام لهم بالكذب والتزوير .

ما هو المعيار الذى حكمت عليه وما هو السند او المتن الذى استندت
عليه فى صحة هذه الرواية وكذب تلك.

راجع الردود والمداخلات وسوف تعرف من بدأ بالمنحى الشخصى . ثم نهى عنه وأتى به فى نفس المداخلة.

لا أطلب منك الغاء عقلك ولكن اذا اردت تطبيق معيار ما فطبقه فيما تنقل وما انقل بعيد عن الهوى والتعصب فكم من حاكم بهواه
ينتسب للعقل .

توفى ابن تيمية رحمه الله وعمره على ارجح الأقوال 67 عام كما أعلم ــوأرجو أل أكون مخطأ" فهل تكذب الرسالة اذا قال عشر السبعين؟

بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب ، وجدوا
في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال ، قد صارت هي محض
السنة وأساس التوحيد ، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ،
ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون ، وتعد النصارى مثلنا ،
والله في القلوب شكوك



فقولك هذا لم يحدث أصلا نفى يحتاج للمراجعة ففهمى المتواضع لهذا النص أن الذهبى يقول صارت الأمور الفلسفية التى هى من البدع ما أساس العقيدة ومن لا يعرفها يوصف بالحمار او الكافر او هو مثل النصارى وهذا قول عام لمن خالف فى مثل هذه الأمور ولا تعنى أن ابن تيمية وجه كلاما للذهبى شخصيا وقال له انت مثل النصارى.

وليس هناك تحايل ولا تحامل ولكن كانت هذه احدى دفوعاتك انك وجدت مدحه بعد وفاته.أليس كذلك؟

والحمد لله كل يوم ننال من نفحاتك وصف جديد يوم كاذب ويوم ساذج واليوم متحايل وبالإمس حاطب الليل وكثيرا مما تغاضينا عنه همزا ولمزا حتى لا ننحرف من الموضوع الأساسى. فهل تجد مثل هذا الفيض من التهجم الشخصى فى ردودنا ومتى يلجأ الإنسان لمثل هذا الأسلوب والله حسبى .

Post: #130
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-02-2005, 04:53 PM
Parent: #125

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه


هل هذا دليلك أن أنزلت عنوان الكتاب من النت وأشرت الى المكتبة من النت؟؟؟؟ كيف تحكم يا نزار ألا تتقى الله!!!!!

أشرت لك من قبل أن أنقل ما أريد من مصادر النت. هل نقلت شآء

من النت دون عزو ما نقلت الى مصادره الأصلية . منطق غريب

وما الإختلاف بين أن تنقل من النت أو من الكتاب ؟؟؟؟

وهل هذا يؤكد ظنك السىء ؟؟؟أنى لم أقرأ الكتاب

ولماذا تكون أنت أمين علميا وأنت تنقل من الشبكة دون الإشارة لذلك ثم اذا لم أشر أنا أفتقد للأمانة العلمية؟؟
مالكم كيف تحكمون.

ألم تكتفى من قاموسك هذا أم لا ينضب . لماذا تنصرف من موضوعك الأساسى لوصفى اليوم بالمتعالم. هل تهاوت حججك واتخذت سياسة جديدة بالتهجم على واستفزاز محاورك لصرفه عن الموضوع أو لطرده بجارح القول . هل هذه أخلاق المسلم وشيمه؟؟؟

أعلم يا نزار أننى ليس عالم ولا أدعى ذلك ولا أبلغ حتى مرحلة
طالب العلم وليس متعالم بالتأكيد فألتفت حولك لتعلم من هو؟؟؟


أضحكنى قولك لست ممن يضعون العقدة فى المنشار أى عقدة وأى منشار ولماذا لا تضعها ((هذا فتح جديد فى اسلوب النقاش))

لا تعتقد أنك بهذه الأساليب سوف تصرفنى عن المواصلة فى الكتابة عن ابن تيمية وسوف يكون هذا أخر رد لى فى أمورك الإنصرافية لأواصل الكتابة فى صلب الموضوع

والسلام

Post: #132
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-02-2005, 11:16 PM
Parent: #130

الأخ ود محجوب
أولاً:لا داعي لهذا الانفعال، فكلامي جاء في سياقه، ولم أقل أنك كاذب أو ساذج، وفرق بين أن أقول أنك نقلت كلاماً مكذوباً، وأن هذه الطريقة في النفي ساذجة، وبين أن أقول أنك كاذب وساذج. أما أنك حاطب ليل فحق أقول به حتى اللحظة وقد بين لماذا؟
ثانياً: أنت قلت عن ابن تيمية أنه مجسم ومشبه ويقول بقدم العالم (وهذه تعني أنه كافر لأن القول بقدم العالم يعني أن العالم غير مخلوق)،وأنه يكفر المسلمين، وقائمة طويلة من التهم المكذوبة، فليس هو بمجسم ولا مشبه ولا يقول بقدم العالم، وقد بينت لك من كلام ابن تيمية أنه لا يقول بذلك، وانت تكرر في هذا الكلام، وتنقل من موقع الأشاعرة المسمى بأهل السنة، كلاماً لا يعرف من قائلة ولا مؤلفه، (هل يمكن أن تدلني على من كتب السلسلة الطويلة من الشبهات حول فرية قول ابن تيمية بقدم العالم؟ ولماذا يصدر كلام كهذا دون أشارة إلى كاتبه) أنت تنقل كلاماً مقطوع النسب، وفيه أكاذيب كثيرة عن علم من أعلام الأمة، ولا تطرف لك عين ولا تتردد، ولا ترى في ذلك حرج كل هذا في رجل هو من هو علماً وفضلاً، ويكفي أن تلاميذه هم: ابن القيم، ابن عساكر، الذهبي، ابن كثير، ابن عبد الهادي، ... وسلسلة تطول من أهل العلم والفضل الذين سارت بمؤلفاتنم الركبان وكلهم له مادح ومثني، وتقول أنت فيه هذه الافتراءات، ولا ترى أنك انتهكت حرمته، وأبديت عداوته، ولا يهمك أن تقع فيه بكل كذبة موجودة في الشبكة، ثم تأتي وتثور لنفسك وتفسر كلامي على طريقتك الغريبة وتقولني ما لم أقله، أسأل الله أن يلهمنا أن نتذكر موقفنا بين يديه، وأن لا يجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا.
ثالثاً: قلت لك أنني لم أنقل من الشبكة دون إشارة، وبينت لك المواضع التي نقلت فيها، فلماذا تزايد في هذه النقطة؟
رابعاً: طريقتك في النقل من الشبكة ليست علمية، ولو اتبعتها في بحث علمي لما قبلت منك، لأنك تشير إلى المصادر بنفس الطريقة التي أشار إليها كاتبها المجهول (مثلما هو الحال في نقلك من موقع الأشاعرة المسمى بأهل السنة)، واعلم أننا لسنا بصدد بحث علمي هنا ولكن الأمانة تقتضي أن تشير إلى أنك لم تتحق من صحة المصادر التي نقلت منها خاصة وأن فيها معلومات مكذوبة.
خامساً: كلماتك مثل:
Quote: كيف تحكم يا نزار ألا تتقى الله!!!!!

Quote: وهل هذا يؤكد ظنك السىء

Quote: ولماذا تكون أنت أمين علميا وأنت تنقل من الشبكة دون الإشارة لذلك ثم اذا لم أشر أنا أفتقد للأمانة العلمية؟؟ مالكم كيف تحكمون

Quote: ألم تكتفى من قاموسك هذا أم لا ينضب

Quote: وليس متعالم بالتأكيد فألتفت حولك لتعلم من هو؟؟؟

Quote: أضحكنى قولك لست ممن يضعون العقدة فى المنشار أى عقدة وأى منشار ولماذا لا تضعها ((هذا فتح جديد فى اسلوب النقاش))

لن تمنعني من ان أختار استجابتي دون انفعال، واختياري أن لا أرد عليها، ولا أنفعل بها، لأنها مغرقة في الشخصية، وبعض ما استفدناه من سيرة ابن تيمية أنه ما غضب لشخصه ـ شأنه في ذلك شأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ـ وجعل كل من أساء إليه في حل، وحسبي هنا أن أغضب لله لانتقاص علم من أعلام الأمة، ونشر مغالطات عنه لم يقلها، بل قال ضدها، والله المستعان.
سادساً: قلت:
Quote: لا تعتقد أنك بهذه الأساليب سوف تصرفنى عن المواصلة فى الكتابة عن ابن تيمية وسوف يكون هذا أخر رد لى فى أمورك الإنصرافية لأواصل الكتابة فى صلب الموضوع
وأقول ما أخصب خيالك!! وما أعجب ظنك!! إن الظن لا يغني من الحق شيئا. ولماذا أريد أن أصرفك عن المواصلة.. فما قلته وما ستقوله موجود في الشبكة بإذن الله، وهل ستضيف جديداً لما قاله أعداء ابن تيمية بطوائفهم المختلفة.
سابعاً: لم أقصد في حواري أن أسيء إليك أو إلى غيرك، وأراك حملت كلماتي مالا تحتمله،وما أجبت إلا بقدر ما يقتضيه السياق، وتحمله كلماتك، فإن أخطأت في حقك في شيء فالعذر مبذول لك علانية.. والله يهدي إلى سواء السبيل.

Post: #123
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Raja
Date: 03-01-2005, 05:44 PM
Parent: #1

الفاضلان د. نزار.. د. عمر..

ســــلام ومحبة وتقدير..

أردت التعبير عن اعجابي بالحكي والمحكي عنه..

بوست مريح للغاية..


ودي..

Post: #124
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Khalid Kodi
Date: 03-01-2005, 09:38 PM
Parent: #123

Salam ya Raja,

Try to see this lecture…Enjoy

:here

عبد الوهاب أكثر تقدما من ابن تيميه د/Natana Delong-Bas ...العولمه/ فيديو....



.

Post: #127
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-02-2005, 01:49 AM
Parent: #123

العزيزة رجاء%

Post: #128
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-02-2005, 01:54 AM
Parent: #123

العزيزة رجاء
أسعدتني طلتك
وسرتني كلمات التشجيع
وأفرحني أن يتوسع النقاش ويدخل فيه آخرون، فالموضوع ثري، والنقاش يثريه أكثر، فأعيدي الطلة مرة بعد مرة... لك شكري

Post: #131
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-02-2005, 04:56 PM
Parent: #123

الأخت الفاضلة رجاء

تشرفنا بطلتك

وأامل أن يجد كل مطلع ما ينور بصيرته

ولك الود

Post: #133
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-03-2005, 04:35 AM
Parent: #131


الذهبي يرثي ابن تيمية
أورد ابن عبد الهادي في كتاب العقود الدرية ص: 349
للشيخ شمس الدين الذهبي مرثية في الشيخ رحمه الله:
ياموت خذ من أردت أو فدع***محوت رسم العــلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت***عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحرا مفسرا جبـــلا***حبرا تقيا مجانب الشــــبع
فإن يحدث فمســـلم ثقـة***وإن يناظر فصاحب اللمـــع
وإن يخض نحو سييوبه يفـه***بكل معنى في الفن مخـــترع
وصار عالي الإسناد حافظة***كشعبة أو سعيد الضبــــعي
والفقه فيه فكان مجتـهدا***وذا جهاد عار من الجـــزع
وجوده الحاتمي مشتـــهر***وزهده القادري في الطبـــع
أسكنه الله في الجنـان ولا*** زال علينا في أجمل الخــلع
مع مالك والإمام أحمد والنعـ *** ـمان والشافعي والنخــعي
مضى ابن تيمية وموعـــده*** مع خصمه يوم نفخة الفزع

قال ابن عبد الهادي تمت وعدتها أحد عشر بيتا
فهل تحتمل هذه الأبيات أن يكون قائلها يرى أن ابن تيمي يكفر المسلمين وينتقص من الصحيحين ويدخل الفلسفة في الدين؟ بلا شك أنها لا تحتمل ذلك أبداً، بل هي ثناء عطر يصف فيه الذهبي ابن تيمية أنه رسم العلوم والورع (وليس مكفر المسلمين)، بحر التفسير، جبل، حبر، صاحب اللمع في المناظرات، سيبويه اللغة، بلغ مرتبة الاجتهاد، مجاهد، حاتمي الكرم، قادري الزهد، ودعاء عطر بأن يجعله الله في الجنة مع الإئمة الأربعة والنخعي، ثم هي وعيد شديد لخصوم ابن تيمية أن موعدهم يوم القيامة فهلا تذكروه، الأبيات ناطقة، وداحضة لكل وهم بصحة تلك الرسالة المكذوبة، والتي فقط في هذا المنبر ورد تعارض في مصدرها بين نقل الأزهري في أول البوست ونسبها لكتاب الكوثري، ونقل ود محجوب ونسبها للسخاوي، وظني أنه عند التحقيق لن تثبت في أي الموضعين، فهي نسج خيال مرسل، تناقله أعداء ابن تيمية دون تمحيص

Post: #134
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-03-2005, 04:45 AM
Parent: #133

القول بقدم العالم فيه جرأة عجيبة على الحق الواضح البين، وتعمد للمغالطة لا أدري له سببا، وكلام ابن تيمية واضح في أنه يرى العالم محدث والعجيب أنه لم يثر أحد من خصومة في حياته هذه الشبهة والسبب أنها كانت أظهر من أن تمر على أحد، والأن هي أيضاً واضحة البطلان، فقد نقلت سابقاً نقولاً لابن تيمية توضح قوله بأن العالم محدث، ووجدت قولاً واضح الدلالة لابن تيمية نصه:
القول بقدم العالم قول اتفق جماهير العقلاء على بطلانه فليس أهل الملة وحدهم تبطله بل أهل الملل كلهم وجمهور من سواهم من المجوس وأصناف المشركين مشركى العرب ومشركى الهند وغيرهم من الأمم وجماهير أساطين الفلاسفة كلهم معترفون بأن هذا العالم محدث كائن بعد ان لم يكن بل وعامتهم معترفون بأن الله خالق كل شىء والعرب المشركون كلهم كانوا يعترفون بأن الله خالق كل شىء وان هذا العالم كله مخلوق والله خالفه وربه وهذه الأمور مبسوطة فى موضعها (الفتاوي ج5 ص565)

Post: #136
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-03-2005, 08:03 AM
Parent: #134

بسم الله الهادى الى الحق وهو يهدى الى سواء السبيل

الأخ نزار تسقط منك الكلمة النابية وتريدنى أن أحملها محملا حسنا

((أردت ذلك وتغاضيت عنه ولكن لم أجد لذلك السبيل

أولا أتهمتنى أنى أنقل من مواقع الشيعة وهددت بوضع الروابط

وتحديتك أن تفعل ذلك فعندها عدلت لتقول أنها مصادرها شيعية
وايضا تحديتك أن تورد المصدر الشيعى لتأتى لتعترف أخيرا أنها منقولة من موقع أهل السنة .
ولكن لا تعرف كاتبها ومصدرها
ولا أدرى ما العمل معك أرجع ثانية لما نقلته سوف تجد
أسفلها مرجع كل جملة كتبتها

أما قوله بقدم العلم فهنا اعيد ما نقلت


وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين، ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ومنهاج السنّة النبوية، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع، ومجموعة تفسير من ست سور، وكتابه الفتاوى، وكل هذه الكتب مطبوعة.

أمّا عبارته في الموافقة فهي ما نصّه (1): "وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ . وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول، ما نصه (2): "قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.



ويقول فيها أيضا ما نصه (3): ”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها" ا.هـ. فهذا من عجائب ابن تيمية الدالّة على سخافة عقله قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم. قال الكوثري (4) في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصّه (5): "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.هـ.


لا أريد أن أثقل على القارىء ما نقلت ولكن ما أذا أفعل

فهو موجود فى نفس هذا البوست أعلاه ومبين كل ما قاله ابن تيمية ومصدره .

فارجع الى المصدر وقل هذا القول لم يقله ابن تيمية أو ما نقل عنه مبتور لا يوافق مجمل النص او الى مثل ذلك اما القول بانه اجتراء فشىء مؤسف.



Post: #144
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 00:30 AM
Parent: #136

أرحو من المتابعين لهذا البوست أن يسمحوا لي بالاستطراد في قضية أراها مهمة وإن لم تكن في صلب موضوع الحوار
مالاخ ود محجوب
قلت:
Quote: الأخ نزار تسقط منك الكلمة النابية وتريدنى أن أحملها محملا حسنا

((أردت ذلك وتغاضيت عنه ولكن لم أجد لذلك السبيل

هذا في ظني امتداد لحملتك الإيحائية، فلم تسقط مني كلمة نابية بحمد الله، وما قلته مكتوب مثبت، ويمكن للقارئ مراجعته.
كذلك قلت:
Quote: أولا أتهمتنى أنى أنقل من مواقع الشيعة وهددت بوضع الروابط

والحقيقة الماثلة هنا في ما كتبته أنني لم أتهمك بالنقل من مواقع الشيعة، وارجو أن تنقل لي كلامي الذي ايتهمتك فيه بالنقل من مواقع الشيعة، حتى لا يكون الكلام إلقاء للقول على عواهنه، ماقلته هو أن مصادر هذه القصص شيعية، وبين ما قلته ومافهمته بون أي بون. كما أنني لم أهدد، وإنما قلت أنني يمكن إيراد هذه الروابط للتدليل على كلامي، فلماذا تلجأ لهذه الطريقة من تضخيم الكلمات والفهم الغريب؟
كذلك قلت:
Quote: وتحديتك أن تفعل ذلك فعندها عدلت لتقول أنها مصادرها شيعية

وأقول مرة أخرى لا داعي لا أخذ الأمور بهذه الحدة والشخصية، لسنا في منافسة حتى تتحداني، كما أنني لم أعدل عن قول قلته، بل وضحت لك ما أعنيه وهو أنني لم أقل إنك تنقل من مصادر شيعية، ولكن هذه الأكاذيب أساس مصدرها شيعي.
كذلك قلت:
Quote: وايضا تحديتك أن تورد المصدر الشيعى لتأتى لتعترف أخيرا أنها منقولة من موقع أهل السنة .

وأقول أسلوب التحدي والمنافسة متحكم فيك، وهو إشارة إلى العصبية الواضحة في حوارك، والتحامل الشديد على شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي تنقل ما قاله أعداؤه عنه، ولم يحدث أن نقلت سطراً واحداً يبين أنك قرأت لشيخ الإسلام مباشرة، دون واسطة، بل كل كلامك قال فلان عنه كذا، وقال علان عنه كذا، لماذا لا تقرأ له مباشرة، وترى إن كان ماقاله حق أم باطل؟ لماذا وضعت حكماً قاطعاً وتسعى للاستدال له بكل كلمة كاذبة مكتوبة في الشبكة؟
أما قصة اعترافي أخيراً بأنك تنقل من أهل السنة، فهذه دراما إيحائية لن تستطيع أن تثبتها من حوارنا هذا، فقد قلت عبارة، ولم تحسن فهمها أنت، فبينت لك قصدي، يعني كلمة وغطاءها، وليس هناك مبرراً لقولك " اعترفت أخيراً" سوى التمادي في المنهج الإيحائي
كذلك قلت:
Quote: ولا أدرى ما العمل معك أرجع ثانية لما نقلته سوف تجدأسفلها مرجع كل جملة كتبتها
رأيي في مراجع ما تنقله سبق أن ذكرته، فأنت لم توثق المراجع بنفسك، وإنما نقلت مراجع ذكرها غيرك، دون الإشارة إلى ذلك، وليس هذا اسلوباً صحيحاً.

Post: #135
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-03-2005, 04:51 AM
Parent: #133

القول بقد%

Post: #137
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-03-2005, 08:08 AM
Parent: #135

السلام عليكم
نزار
ود محجوب




براحة ياشيخ نزار على شيخنا ودمحجوب الراجل فيه خير كتير وربنا يهدينا
جميعا لما يحبه ويرضاه.
.

Post: #143
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-04-2005, 11:52 PM
Parent: #137

الأخ هاشم نوريت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لك علي أن أكون رفيقا بعيداً عن الإنفعالية بإذن الله.
لأن الحقيقة لا تحتاج للانفعال أو الضجيج والصخب لتسمع.

Post: #138
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 03-03-2005, 08:33 AM
Parent: #135

الاخ د. نزار
واصل لك الشكر...استمتع بالمتابعه كلما سمح الوقت.
لك الود والاحترام

Post: #139
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-03-2005, 02:20 PM
Parent: #138

بسم الله الرحمن الرحيم


الشكر لكل من وقف مسلما او متجاهلا او مستفزا

واليكم هذه المداخلة منقولة من موقع البرهان


وقبلها اورد ما قاله
الشيخ الزرقاني المالكي


يقول الشيخ الزرقاني المالكي : إذا لم يجد له شبهه واهية يدفع بها زعمه انتقل إلى دعوى أنه كذب على من نسب إليه ، مباهتة ومجازفة وقد أنصف من قال فيه : علمه أكبر من عقله ( 117 ) .

والمطلع على الردود اعلاها يعرف (( أن من خالف شيخه ما ظلم))







* ابن تيمية يقول بقدم النوع الأساسي :


لقد كان بعض الحنابلة يشكوا من أن أصحابه قد انقطعوا إلى الرد على الملحدين انقطاعا أداهم إلى الإلحاد ( 103 ) ، وقد وقع ابن تيمية بدوره في شراك الفلاسفة ومتاهاتهم وظهرت أعراض الإدمان على أفكارهم كما ذكر الحافظ الذهبي ، في بعض المعتقدات الشاذة للشيخ الحنبلي .


ذكر البوطي منها مسألتين : الأولى عندما كتب تعليقه على كتاب ( مراتب الإجماع ) فقد ذكر ابن حزم أنهم اتفقوا أن الله عز وجل وحده لا شريك له ، خالق كل شئ غيره .

وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شئ غيره معه . ثم خلق الأشياء كلها كما شاء . علق ابن تيمية ( رحمه الله ) على كلام ابن حزم بقوله : " قلت : أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شئ فهذا حق .


( 103 ) أنظر رسالة الذهبي لابن تيمية ، وقوله إن ابتلاع سموم الفلسفة يدمن عليه الجسد ، وأنظر رد البوطي على ابن تيمية بخصوص تسلسل الحوادث وقدم النوع الأساسي . ( * )




- ص 287 -


ولكنهم لن يتفقوا على كفر من خالف ذلك . فإن القدرية الذين يقولون إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله ، أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة

إلى هذا التاريخ ، ثم قال : " وأعجب من ذلك حكاية الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شئ غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء " ( 104 ) .


لقد أنكر ابن تيمية الإجماع الذي ذكره ابن حزم والقاضي بتكفير من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شئ غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء وبعدما أورد كلام علماء الكلام

والفلاسفة في هذه المسألة . انتهى إلى ما قرره الفلاسفة من أن الأشياء حادثة بالعين والجزئيات ولكنها قديمة بالنوع وسلسلة التوالدات ، وأكد ذلك بقوله : " ولكن فرق بين

حدوث الشئ المعين ، وحدوث الحوادث شيئا بعد شئ " أي فالأول هو الحادث بعد أن لم يكن ، أما سلسلة الحوادث المتوالدة شيئا بعد شئ - على حد تعبيره - فهي قديمة مستمرة ( 105 ) .


فابن تيمية الذي يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد يخالفهم فيها ، يرى أنه لا يوجد إجماع من السلف وأهل السنة والجماعة على كفر من زعم أن الله وحده ليس خالق كل شئ .

ودليله على عدم وجود هذا الإجماع أن القدرية يعتقدون - على حد قول ابن تيمية - أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله . . . فلئن كان القدرية أو أي فئة أخرى غيرهم . يعتقدون

أن ثمة خالقا سوى الله تعالى أوجد شيئا ما من العدم بقدرة مستقلة غير مستمدة من الله عز وجل ، فهو كافر بدون أي خلاف ولا ريب . غير أني - يقول البوطي - ما سمعت وما رأيت إلى هذا اليوم إن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم

( 104 ) السلفية ، ص 164 .
( 105 ) السلفية ، ص 166 . ( * )





- ص 288 -


يخلقها الله ! وها هي كتب الفرق والملل والنحل أمامنا ، ولم أجد في شئ منها مثل هذا النقل عنهم ( 106 ) .


وينتهي الدكتور البوطي في نقاشه لابن تيمية إلى أن الشيخ الحنبلي قد دافع عن إحدى أهم أفكار الفلاسفة ، وهي القول بقدم النوع الأساسي وحدوث الأعيان الجزئية ، فلنا أن نقرر

مع ابن تيمية بأن المادة الأولى للمكونات كانت قديمة ولم تستحدث وأنها تشترك مع الله اشتراكا ذاتيا في صفة القدم ( 107 ) .


وهذه إحدى العقائد الثلاثة التي كفر الغزالي بها الفلاسفة .

وهناك نقطة جديرة بالاهتمام وهي تعليق الدكتور على الأدلة التي ساقها الشيخ الحراني من السنة لإثبات ما يذهب إليه . لأنه بذل جهدا شاقا متكلفا لينتقي من الروايات الثلاث

الصحيحة التي وردت عن النبي في هذا الموضوع ما هو أقرب إلى التناسب مع رأيه هذا ، فيرجحها على الروايتين الآخرتين ويشطب عليهما بالوهب والبطلان ( 108 ) ، ودون أي مسوغ لهذا الترجيح .

فقد ورد في

( 106 ) السلفية ، ص 167 .
( 107 ) السلفية ، ص 168 .
( 108 ) الحقيقة أن هذه العملية هي أصل الاختلاف بين ابن تيمية وباقي خصومه ، خصوصا من أهل السنة والصوفية . فهو كان ينتصر لجميع آرائه التي اختلف فيها معهم بترجيحه أو فهمه الخاص لحديث ومن ثم يروم

تضعيف الأحاديث التي يستند إليها مخالفوه ويعتمدونها فالحديث الصحيح الذي يمكن أن يتخذه القوم عمدتهم في الاستدلال لا يجد الشيخ الحراني حرجا في الطعن فيه سندا أو متنا . بينما يعتمد هو على أحاديث قد لا يعتد بها

الجمع الكبير من العلماء ورجال الحديث فهو القائل : " كم من حديث صحيح ، ومعناه فيه نزاع كثير " ولكنه كان يفصل في هذا النزاع ويدلي برأيه فيه والويل لمن خالف ما يجئ به الشيخ فإنه لا محالة ضال مبتدع أو كافر منحرف عن ملة الإسلام والسلف الصالح .

لذلك كان الحافظ الذهبي يشكو منه ذلك " إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح والله بها أحاديث الصحيحين ؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك . بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار ، أو بالتأويل والإنكار ، أما آن لك أن ترعوي ؟ " أنظر تكملة السيف الصقيل للكوثري المعاصر ، ص 190 - 192 . ( * )





- ص 289 -


البخاري في كتاب ( بدء الخلق ) بلفظ " كان الله تبارك وتعالى ولم يكن شئ غيره " ، وورد في رواية أبي معاوية في كتاب ذاته " كان الله تبارك وتعالى قبل كل شئ " .


وورد في كتاب التوحيد بلفظ " كان الله ولم يكن شئ قبله " . ولما كانت الروايتان الأوليتان أصرح في الرد على الفلاسفة الذين أثبتوا حوادث لا أول لها ، أي أثبتوا ما

يسمونه القدم بالنوع ، فقد اختار ابن تيمية أن يشطب عليهما ويرجح عليهما رواية " . . . ولم يكن قبله شئ " ( 109 ) .


وقد أشار إلى ذلك ابن حجر في فتح الباري وعلق عليه بأن لا مسوغ للترجيح ما دام " الجمع يقدم على الترجيح " ( 110 ) .


والنتيجة أن " شيخ الإسلام " تطوح في هذه المسألة وتخبط وتقاذفته أمواج الفلسفة فرمت به بعيدا عن السلف اعتقادا وسلوكا .


وإن كان الدكتور البوطي لم يجنح إلى تكفيره صراحة كما صرح الغزالي بكفر الفلاسفة الذين يعتقدون بقدم العالم ، فإن شيخ الإسلام قد كفاه تعمد ذلك عندما قال في إحدى

رسائله حول معنى الاستواء وبعض آيات الصفات : " ثم يقال لهؤلاء : إن كنتم تقولون بقدم السماوات والأرض ودوامها ، فهذا كفر ، وهو قول بقدم العالم ( 111 ) .


ونرجع مرة أخرى إلى التناقض في كلام الشيخ وكتاباته ليتبين لنا أن الحقيقة السلفية أو مذهب السلف عند الشيخ ، كائن برأسين كل منهما ينطق بخلاف الآخر .


ونرجو من أتباعه اليوم أن يحيلونا على الصواب في هذا الاختلاف والتباين علنا نستحق أو نظفر بالانتساب إلى مذهب السلف ، هذا المذهب الذي لا يحيد عنه إلا زائع مبتدع ضال .

( 109 ) السلفية ، ص 170 .
( 110 ) فتح الباري ، ج 13 ص 318 - 319 ، أنظر ، م س .
( 111 ) السلفية ، ص 172 . ( * )




Post: #140
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 03-03-2005, 02:35 PM
Parent: #139

اخي الدكتور عمر
لك العتبي حتي ترضي.
لم اقصد التجاهل ولكن بدات قراة الموضوع من اعلاه وكتبت المداخله. صدقني اجد متعه في حواركم الرائع والمسؤل الراقي.
لك المعزه

Post: #141
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-03-2005, 03:01 PM
Parent: #140

Quote: اخي الدكتور عمر
لك العتبي حتي ترضي.
لم اقصد التجاهل ولكن بدات قراة الموضوع من اعلاه وكتبت المداخله. صدقني اجد متعه في حواركم الرائع والمسؤل الراقي.
لك المعزه



أشكرك أخى دكتور ود المشرف لا عليك وأرجو أن نكون عند حسن ظنك من الحوار الراقى يسعدنى مرورك.

Post: #145
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 01:16 AM
Parent: #139

الأخ ود محجوب
سبق أن قلت:
Quote: ما كنت أخى نزار أن ترمى نفسك فى مثل هذا وأنا منذ دخولى عالم النت لا أتصفح أى موقع للروافض وكيف أفعل هذا لأسمع سب الشيخين رضى الله عنهم أم لأسمع الطعن فى الصحابة. على أى حال أتيت قولا عظيما وأنا فى انتظار روابطك.

ثم جئت لتنقل من موقع البرهان الشيعي الرافضي، الذي يطفح بسب الشيخين، نابئ القول، بل ويطعن في القرآن. الموقع في الرابط http://www.albrhan.org ومن أراد أن يتأكد فليراجعه.
ومن الصفحة الرئيسة سيجد لافتة أو " بانر" بعنوان معاناة النبي (ص) من أبي بكر الصديق في الغار، وهذه اللافتة تتبادل مع أخرى بعنوان: السياق القرآني يكشف سوء موقف إبي بكر، رضي الله عن أبي بكر الصديق، أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سيجد القارئ بانر أخر يتحدث عن تحريف القرأن الكريم، وعنوانه: إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من السلف وفيه قائمة من الأكاذيب والافتراءات بأن عدداً من الصحابة قالوا بتحريف القرآن، ثم سيجد القارئ مجموعة من الكتب المختارة من بينها الكتاب الذي نقل منه الأخ ود محجوب، وعنوانه: السلفية بين أهل السنة والإمامية ورابطه هو: http://www.albrhan.org/books/al-salafia/al-hanbali/pa9.html والكتاب يرى أن اهل السنة حشوية مجسمة، ويصرح بأن الإمام أحمد ابن حنبل مجسم، وقد استخرجت عدة نقول منه، ولكني لن أوردها لعل ذلك يحفز القارئ لزيارة الموقع والاطلاع بنفسه على الكتاب وفهارسه والافتراءات التي فيه، ليعلم أن قولي لود محجوب أنه حاطب ليل لم يأت من فراغ، فها هو ينقل من مواقع الشيعة، وما أنسب أن استعير قول القائل:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة***وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ولعلي للمرء أن يتساءل لماذا كل هذا، لماذا تصديق كل ناعق بكره شيخ الاسلام ابن تيمية؟ لماذا هذا القبول المباشر لكل قول شاذ بين الشذوذ مثل عدم تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية للقدرية، أو قوله بقدم النوع الأساسي للعالم، وأن أفعال الحيوان لم يخلقها الله، هذه العبارات التي لا يستسيغها العقل السوي، كيف يكمن أن تكون صحيحة النسبة لابن تيمية، وإن وردت في موقع ما فلماذا لا ندقق فيها ونتأكد قبل نقلها وتبنيها؟ لا أملك إلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللههم اجرنا في مصيبتنا هذه.

Post: #149
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-05-2005, 01:40 PM
Parent: #145

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ نزار أحتتطب أنى شئت وتعال

نقلت من موقع السيد محمود صبيح

ونقلت من موقع السنة ((فقلت أنقل من موقع الأشاعرة ))

أما أنت فتنقل من مواقع الوهابية والتيمية ومتعصبيها

ونقلت من موقع ملتقى أهل الحديث ((وهو موقع أنصار ابن تيمية))


وسبق وقلت أننى أنقل من مواقع الشيعة ((ولم أصفك بالكذب)) تأدبا

كما أفتريت على لاحقا ـــ هل لا زلت على موقفك أننى لم أقرأ كتاب
السمهرى أم وصلك الكتاب وتبينت صدق قولى . فاتهامك هذا سابق لنقلى
من موقع البرهان ولم أنقل منه أراء الشيعة فأراء الشيعة فى ابن تيمية غير الذى ذكرت وأنت تعلم ذلك .

والسؤال هنا هل ما أوردته هنا من موقع البرهان هو رأى أهل السنة أم رأى الشيعة؟؟ فالمذكور هنا اراء أهل السنة ومع كل
نص مذكور مرجعه أليس كذلك.

لماذا تستشهد بأراء الشيخ محمد سعيد البوطى وعندما أورد أقواله واراءه فى ابن تيمية يكون هو قو الشيعة؟؟؟

موقع البرهان هو أول موقع شيعى أنقل منه ونقلت منه أراء
أهل السنة وسأظل أفعل أم ما يقولونه فى سيدنا ابو بكر الصديق
وغيره من الصحابة فهى أراء الشيعة المعروفة والمبسوطة فى كل مكان
وانا ورب الكعبة لم أقرا ارائهم هذه فى هذا الموقع ويكون فصل القول هنا ليس الموقع ولكن هل ما أوردته هو رأى من؟؟؟

ولا تتحجج ثانية بالموقع هذا أم ذاك ولكن عليك الرد على الحجة بالحجة من أى أتت.
فأقول ابن تيمية فى قدم العالم سبق وهى منقولة من موقع
اهل السنة والجماعة ورد علماء السنة عليها . فذهبت انت الى القول
بأنها اقول مبتورة . فطلبت منك ايراد النص كاملا لتبين للقارىء
ان هذا أخل بالمعنى فلم تفعل . فهى أراء ائمة قرأوا ودرسوا وردوا.

تتبع الرد سهل جدا يا نزار

فردك على ابن بطوطة قرأته انا فى عدة مواقع ولم أقل لك منقول
وردك على رسالة الذهبى قرأته فى عدة مواقع ولم أقل لك منقول
ايرادك لفتوى ابن تيمية ((الممسوحة)) نقلتها وبدون تصرف

من ملتقى اهل الحديث.

لم أقرأ شىء جديد فى ردودك أما من كتاب على النت ((فتوى أو غيرها)) أم رد موجود على أحد المنتديات. ولم يهمنى ذلك
ولم أتطرق له لأن كل ما يهمنى هو مناقشة الرأى المطروح لا غير

وسأظل أتيك بأفكار ابن تيمية وأراء علماء الاسلام فيها أنى كانت

فركز على الرأى المطروح .






Post: #142
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-04-2005, 11:47 PM
Parent: #138

الأخ د. محمد المشرف
لك أجزل الشكر على كلمات التشجيع.
ولك الوعد بأن أواصل بإذن الله، فقط دعواتكم الصالحات.

Post: #146
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: sudania2000
Date: 03-05-2005, 02:41 AM
Parent: #138

سلام
نواصل القراءة نشكرك نزار

محمد المشرف فقدت الايميل رسل لي علي و زعلانة طبعا منك تتغدي في رويال كافي و ما تعزمني...............
[email protected]

Post: #147
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 03:09 AM
Parent: #146

الأخ ود محجوب
افتراءات الشيعة عارية من الصحة، وبكل أسف تبعهم عدد من أصحاب الهوى فيها نقلاً وإشاعة ونشرا ـ لا أعنيك أنت ـ لكن الحق أبلج.
نقلت عن الشيعة أن ابن تيمية يقول بقدم النوع الأساسي للعالم، وهذا القول غير صحيح، فابن تيمية يرى أن العالم مخلوق،وإليك هذه النقول من كتب ابن تيمية مباشرة
Quote: ليس في هذا ما يقتضي صحة قولهم بقدم شيء من العالم بل هذا يقتضي حدوث كل ما سوى الله (درء التعارض ج1 ص 369)
فالقول صريح في أنه ليس شيء من العالم قديم بل كل ما سوى الله حادث.
Quote: فإن الله ابدع الذوات التي هي الماهيات فكل ما سواه سبحانه فهو مخلوق ومجعول ومبدع ومبدو له سبحانه وتعالى (دقائق التفسيرج2 ص 325)
وهذا قول صريح في أن كل ماسوى الله مخلوق.
Quote: والمقصود هنا بيان ما ذكرناه من الدليل على حدوث كل ما سوى الله (الصفدية ج1ن ص 129).

أما موضوع كفر القدرية فقد قال به ابن تيمية، وإليك الدليل:
Quote: وهذا العلم والكتاب هو القدر الذى ينكره غالية القدرية ويزعمون أن الله لا يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وهم كفار كفرهم الأئمة كالشافعى وأحمد وغيرهما (بيان تلبيس الجهمية، ج2، ص 152)

وأيضاً
Quote: فهذه المقالات و أمثالها من مقالات الجبرية القدرية الذين أنكر قولهم كما أنكروا قول الأولين أئمة الهدى مثل عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيى و سفيان بن سعيد الثوري و محمد بن الوليد الزبيدي و عبد الرحمن بن مهدى و أحمد بن محمد بن حنبل و غيرهم فإن ضموا إلى ذلك إقامة العذر للعصاة بالقدر و قالوا أنهم معذورون لذلك لا يستحقون اللوم و العذاب أو جعلوا عقوبتهم ظلما فهؤلاء كفار كما أن من أنكر علم الله القديم من غلاة القدرية فهو كافر (مجموع الفتاوى ج8، ص445)
فهذه عبارات واضحة بينة في كذب ما نقله ود محجوب عن الشيعة
أما موضوع قول القدرية بأن الله لم يخلق أفعال الحيوان، فقد عابه عليهم ابن تيمية وكفرهم له ولغيره من عقائدهم الفاسدة، كما نقلت سابقاً، قال ابن تيمية
Quote: الأمر الرابع الغريزة التي بها يعقل الإنسان فهذه مما تتوزع في وجودها فأنكر كثير من الأولين أن يكون في الإنسان قوة يعلم بها غير العلم أو قوة يبصر بها غير البصر أو قوة يسمع بها غير السمع وجعلوا إثبات ذلك من جنس قول الفلاسفة والطبائعية الذين يجعلون في الإنسان قوى يفعل بها وقد بالغ في ذلك طوائف منهم القاضي أبو بكر بن العربي في العواصم والقواصم وأصل ذلك تقريرهم أن الله خالق كل شيء ولا خالق غيره وهذا مذهب سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة وهو أحسن ما امتاز به الأشعري عن طوائف المتكلمين وبالغ في ذلك حتى جعل أخص أوصاف الرب القدرة على الاختراع وزعم أن هذا معنى الإلهية وفي الأصل رد على القدرية القائلين بأن الله تعالى لم يخلق أفعال الحيوان وعلى الفلاسفة وأتباعهم من أهل النجوم والطبع القائلين بفاعل غير الله لكن زاد من زاد منهم في ذلك أشياء ليست من السنة بل تخالف السنة حتى ردوا بدعة ببدعة فدخل بعضهم في إثبات الجبر الذي أنكره السلف والأئمةبغية المرتاد ج1 261

وقال:
Quote: وهؤلاء يقولون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح وهذا هو أصل قول القدرية وهو أصل قول الجهمية الجبرية فالقدرية أخرجوا به أفعال الحيوان أن تكون مخلوقة لله وقالوا إن العبد قادر مختار فترجح الفعل على الترك بلا مرجح وقالوا إن ما أنعم الله به على أهل الإيمان والطاعة مما يؤمنون به ويطيعون هو مثل ما أنعم به على أهل الكفر والمعصية فإنه أرسل الرسل إلى الصنفين وأقدر الصنفين وأزاح علل الصنفين وفعل كل ما يمكن من اللطف الذي يؤمن عنده الصنفان بمنزلة من أعطى ابنيه مالا بالسوية ثم قالوا إن المؤمن فعل الطاعة من غير نعمة خصه الله بها تعينه على الإيمان والكافر فعل الكفر من غير سبب من الله وهذا القول مخالف للشرع والعقل فإن الله بين ما خص به المؤمنين من نعمة الإيمان في غير موضع (درء تعارض العقل والنقل ج9، ص 165)

وقال:
Quote: و القدرية الثانية المجوسية الذين يجعلون لله شركاء في خلقه كما جعل الأولون لله شركاء فى عبادته فيقولون خالق الخير غير خالق الشر ويقول من كان منهم فى ملتنا أن الذنوب الواقعة ليست و اقعة بمشيئة الله تعالى و ربما قالوا و لا يعلمها أيضا و يقولون أن جميع أفعال الحيوان و اقع بغير قدرته و لا صنعه فيجحدون مشيئته النافذة و قدرته الشاملة و لهذا قال إبن عباس القدر نظام التوحيد فمن و حد الله و آمن بالقدر تم توحيده و من وحد الله و كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده و يزعمون أن هذا هو العدل و يضمون الى ذلك سلب الصفات و يسمونه التوحيد كما يسمى الأولون التلحيد التوحيد فيلحد كل منهما فى أسماء الله و صفاته و هذا يقع كثيرا (مجموع فتاوى ابن تيمية ج8، ص 25

وقال:
Quote: ومتكلمة أهل الإثبات الذين يقرون بالقدر هم خير في التوحيد وإثبات صفات الكمال من القدرية ومن المعتزلة والشيعة وغيرهم لأن أهل الإثبات يثبتون لله كمال القدرة وكمال المشيئة وكمال الخلق وأنه منفرد ذلك فيقولون إنه وحده خالق كل شيء من الأعيان والأعراض ولهذا جعلوا أخص صفة الرب القدرة على الاختراع والتحقيق أن القدرة على الاختراع من جملة خصائصه ليست هي وحدها أخص صفاته وأولئك يخرجون أفعال الحيوان عن أن تكون مخلوقة له وحقيقة قولهم تعطيل هذه الحوادث عن خالق لها وإثبات شركاء لله يفعلونها وكثير من متأخرة القدرية يقولون إن العباد خالقون لها ولم يكن سلفهم يجترئون على ذلك (منهاج السنةالنبوية ج3 ص 294)

فهل بعد هذا الكلام الواضح من مزيد
كذلك أشك في أن يكون البوطي قد قال ما نسبوه لهم فهؤلاء قوم يعدون الكذب دينا، وعندهم التقية التي تبيح لهم الكذب، وقد نقلنا سابقاً كلام د. محمد سعيد رمضان البوطي في تعجبه من نسبة ابن تيمية للتجسيم والتشبيه وأنه قال إنه بحث عن ما يمكن أن يكون في إشارة لذلك فلم يجد، راجع الجزء الآخير من النص الذي نقلناه في تكذيبة قصة ابن بطوطة تجد كلام البوطي.

Post: #150
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-05-2005, 01:53 PM
Parent: #147

الاخ نزار
نعم الشيعة أهل تقية ويكذبون لنصرة مذهبهم ولكن ليس وحدهم

واقررت الان ان هذه ليست اراء الشيعة ولن اراء الشيخ د. البوطى




ولكن كالعادة مكذوبة عليه

كرسالة الذهبى وابن بطوطة وفناء النار وغيرها

ثم أعقبتها بأراء لابن تيمية غير ذلك فما أوردنا ثابت عنه

فأى الرأى هو رأيه وما سر هذا التناقض



Post: #148
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 03:17 AM
Parent: #146

شكراًعلى المرور أختنا سودانية 2000

Post: #151
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: ود محجوب
Date: 03-05-2005, 02:59 PM
Parent: #148

وهذا أخى نزار ما نقله حاطب الليل من موقع

الشيخ البوطى واسمع رأيه فى الأشاعرة الذين تستنكر النقل منهم

ومع ذلك أيها الإخوة؛ فإننا لنجد هذا من أغرب العجب العجاب، ومع هذا فإننا لنجد في المسلمين وفي هذا المنعطف الخطير الذي نمر به والذي يستعمل فيه هذا العدو الشرس أمضى سلاح للتغلب به علينا، ألا وهو سلاح التفريق والتمزيق وإشاعة أسباب الخصام بين المسلمين، نجد في المسلمين من لا شغل له إلا أن ينفخ في نيران التفرقة، لا شغل له قط إلا أن ينفخ في نيران الخصام والشقاق بين الإخوة المسلمين، هم مسلمون ولا نستطيع أن نتهمهم بغير ما يتبدى ويظهر منهم، ونحن نسير تحت مظلة القاعدة القائلة: ((إننا نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر)).

ولكن ما أبعد الإسلام عن سلوكهم الذي يظلون عاكفين عليه ليل ونهار! إنني أتساءل عن حال أسرة في بيت واحد يختلفون فيما بينهم في شؤون الدنيا، وفي شؤون العمل، في إدارة المنزل، وذات يوم التهبت نار داخل هذا المنزل؛ وهودت المنزل بكل ما فيه ومن فيه بالدمار. إلامَ يؤول حال أفراد هذه الأسرة، إذا كانوا يتمتعون بأدنى درجات العقل وأدنى درجات الوعي؟ كلكم يعلم أنهم، لا أقول يتناسون، بل ينسون أمورهم التي كانوا يختلفون فيها، ينسون قضايا المنزل، وشؤون الإدارة للبيت، وأمور الأعمال والدنيا التي يشتغلون بها، ينسون ذلك كله ويجتمعون صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم على السعي إلى إطفاء هذه النار. هذا هو واقع أمتنا اليوم، ومع ذلك فإن في أعضاء هذه الأسرة، أسرة أمتنا الإسلامية من لا يبالي بهذه النار التي تهدد بأن تأتي على الأخضر واليابس، تهدد بالقضاء على هذه الأمة بكل من فيها وما فيها.

أجل هذه الحال التي أصفها لكم، مظهر من مظاهر الإعجاز الإلهي، في القرآن أية تتحدث صراحة عن هؤلاء الذين لا دأب لهم إلا أن ينفخوا في أخطر نار تلتهب، ألا وهي نار الخصام والشقاق بدون موجب {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ} [آل ‌عمران: 3/7] لماذا؟ لكم في الآيات المحكمات الصريحة الواضحة ما يجعلكم تأوون إلى حصن من الوحدة والتضامن والتآلف، ولكم في هذه الآيات الواضحة الصريحة ما يبين لكم الطريق إلى الله ويحل لكم سائر المعضلات والمشكلات. لماذا تعرضون عن هذه المحكمات البينات في كتاب الله عز وجل، وتلتقطون المتشابه؟ لأنكم رواد فتنة ولأن إيقاظ الفتنة يتوقف على الابتعاد عن المحكم الصريح الواضح البين في كتاب الله عز وجل، والتقاط المتشابه لكي يكون من هذه الآيات المتشابهة ساحة واحدة يستطيع رواد هذه الفتنة أن يتحركوا فيها كراً وفراً ليحققوا أهدافهم.

أرأيتم إلى هذه الآية في كتاب الله عز وجل؟ إنها تنعت هؤلاء الذين لا يبالون لهذا العدو الذي يقتل الأبرياء فيكم، والذي يهدم البيوت على أربابها، والذي يقتنص الحقوق، ويسلب الأرض والعرض، لا يبالي بذلك كله هو مشغول بشيء آخر، مشغول بالنفخ في هذه النار، النار غير موجودة، يوقدها ثم ينفخ فيها، أجل. مشغول بتكفير الأشاعرة، مشغول بإثارة الحديث عن المسلمين، تكفير هؤلاء، تبديع هؤلاء، وجر المسلمين جميعاً إلى ساحة من الخصام والشقاق لا نهاية لها.

نعم أيها الإخوة، هؤلاء يسرحون ويمرحون على هذا النهج، وابتغاء هذا الهدف في كثير من بلادنا العربية والإسلامية. أنظر هل هم معنيون بهذا العدو الذي يهلك الحرث والنسل في العراق؟ أبداً أيها الإخوة. هل هم معنيون بهذه الحال التي آل إليها إخواننا في فلسطين؟ أبداً أيها الإخوة. إنهم معنيون بتكفير الأمة.

من هم الأشاعرة والماتريدية؟ هم اللسان الناطق والمترجم لعقيدة السواد الأعظم لهذه الأمة، والسواد الأعظم هو ما قد أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم باتباعه ((عليكم بالسواد الأعظم)) والأحاديث التي تركز على ضرورة اتباع السواد الأعظم من الأمة الإسلامية كثيرة، وقد بلغت فيما ذكره كثير من العلماء إلى درجة التواتر المعنوي. أجل، كلها بألفاظ متنوعة مختلفة تدعوا إلى اتباع السواد الأعظم، لا السواد الأعظم من العالم، وإنما تدعوا إلى السواد الأعظم من المسلمين، الأشاعرة والماتريدية هم الذين قيض الله عز وجل منهم القوة التي قضت على فقاقيع الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم بادت بفضله. الأشاعرة والماتريدية هم أتباع ذينك الرجلين الذين عاشا في لب عصر السلف، أجل، والذين قيض الله عز وجل منهم سبيلاً للقضاء على المعتزلة والجهمية والمرجئة والحشوية والقدرية إلى آخر من هنالك. كانت عبارة عن فقاقيع بسيطة كليلة ظهرت كظهور الثآليل على الجسد السوي، فكان من فضل الله ورحمته بهذه الأمة أن قيض الله من هذين الرجلين ما قضى على هذه الفقاقيع وعلى هذه الفرق المبتدعة، وشكرت الأمة الإسلامية جيلاً بعد جيل بعد جيل هذه النعمة التي أسداها الله عز وجل إلى الأمة، ونجد اليوم من لا يشعر بالمصيبة التي حاقت بعالمنا العربي والإسلامي، لا يشعر بالنار التي تلتهم منزل هذه الأسرة الإسلامية، وإنما هو في شغل شاغل متجه إلى وظيفة أقيم عليها، إلى تبديع؛ تكفير الأشاعرة، واستثارة أسباب الشقاق، من لا شيء، من لا شيء أيها الإخوة. يكون الإخوة المسلمون في مسجد من المساجد في بيت من البيوت متآلفين متوادين متعاونين، وإذا بواحد منهم يدخل فيهم كما يدخل الظربان يبدأ ببث أسباب الشقاق والفرقة.

أين الله؟

لابدَّ أن يطرح هذا السؤال، فإن قال قائل: أقول كما قال الله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 67/16]هو في السماء وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 43/84] وقال: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَما كُنْتُمْ} [الحديد: 57/4] وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنا الإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 50/16]. أقول كما قال الله. يقول: كفرت، ينبغي أن تقول الله في السماء، في السماء؟ وهذه الآيات الأخرى؟ لا، إنه لا يفقه من الكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم إلا هذه الآية، لكي يبث الفرقة، لكي يبث الشقاق.

ما معنى أن الله ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا؟

ينبغي أن يقول: ينزل، يكون فوق العرش فينزل. فإن قال: ينزل بعلمه، برحمته، بقدرته، بلطفه. يقول: كفرت. عطلت كتاب الله عز وجل.

يسأله سؤال مستفهم: حسناً في أي ساعة ينزل؟ يقول: ينزل قبل الفجر بساعة ونصف. يقول له: حسناً قبل الفجر بساعة ونصف في بلاد الشام هي قبل الفجر بثلاث ساعات أو أربع ساعات في بلدة قريبة أو بعيدة أخرى، وهي قبل الفجر بسبع ساعات في بلد آخر، وهي قبل الفجر بعشر ساعات. إذن ينبغي أن ينزل الله عز وجل في كل لحظة لحظة – حسب الأماكن التي يكون وقت نزوله فيها قبل الفجر بساعة ونصف. قال: نعم. قال: فإذن متى يستوي الرب على العرش؟ هو مشغول بالنزول هنا وهنا وهنا وهنا خلال الأربع والعشرين ساعة دون توقف. متى يكون الإله مستوياً على العرش؟ لا أقول: يسكت. يخرس. ويقول: مهما يكن الأمر فأنت مبتدع، أنت كافر، أنت كذا.

يا هذا! أمتنا تبضع، تقطع أوصالها، أمتنا تأكل لقمة لقمة من قبل أعداء هذه الأمة، وربك يحذر من هذا الذي تخوض فيه، لك في الآيات المحكمة في كتاب الله غنىً، لك في قول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 42/11]غنىً، لك في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 112/4]غنىً، فلماذا تحاول أن تشعل ناراً فوق هذه النار التي تلتهم هذه الأمة؟

أيها الإخوة! أنا أحمد الله عز وجل أن بلدنا هذه، لا أقول هي معافاة من هؤلاء الذين دأبهم النفخ في هذه النار، ولكن هذه المصيبة بالنسبة للبلاد القريبة والبعيدة الأخرى منا نادرة وقليلة جداً، والفضل في هذا الأمر اثنين:

Post: #152
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 10:58 PM
Parent: #151

الأخ ود محجوب
أولاً: ليس هذا البوست معني بالحديث عن الأشاعرة لذلك أرى أن نقلك أعلاه خارج الموضوع ولن أتعقبه، بل صدقني لم أكمل قراءته، وبدون الخوض في التفاصيل أقول الأشاعرة لم يكونوا في يوم سواد الأمة، ولم يكن أكثر علماء الأمة في يوم من الأيام هم الأشاعرة.
أقول هذا القول وأنا أرى ضرورة جمع الكلمة، وتوحيد الصف، والبعد عن الروح التنافسية، والتحدي، ولا شك أن الأشاعرة هم الأقرب لأهل السنة والجماعة، وحتى ابن تيمية رحمه الله استحث الجميع (المتصوفة والمعتزلة وغيرهم) على قتال التتار، وجمع الكلمة عندي من الدين، وهذا لا يمنع أن يتناقش الناس نقاشاً علمياً بعيداً عن التعصب حول الخلافات المذهبية وتحرير المسائل الخلافية، ولعل القارئ الكريم يدرك أن الغرض من هذا البوست لم يكن سوى تسليط الضوء على جوانب ليست معروفة من سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن بعض المداخلات حولته إلي محاكمة فكر ابن تيمية، ولم يكن من بد من توضيح حقيقة فكر ابن تيمية.
ثانياً: لم تنصفني عندما قلت إني نقلت من مواقع أخرى غير ما ذكرته لك، وقد ذكرت لك أين نقلت وانطلاقاً من منطقك فهذا يعتبر تكذيب لي، وعليه أرجو أن تنقل من أين نقلت تكذيب قصة الذهبي،والأشياء الأخرى التي ذكرتها وحبذا لو نقلت النصوص وقارنت بينها كما فعلت أنا.
ثالثاً: أنت أنكرت على نفسك أن تنقل من مواقع الشيعة مطلقاً، وهل يصح النقل عن الشيعة إن كان الكلام منسوباً للسلف، إذاً فكلامهم عن قول السلف بتحريف القرآن صحيح لأنهم لم ينقلوا فيه عن الشيعة، وكلامهم عن أبي بكر الصديق صحيح لأنهم لم ينقلوا عن الشيعة، وأكثر ماكتب في موقعهم هو من هذا القبيل، فكيف تحكم، وأنت قلت إنهم كاذبون، لماذا يكونون كاذبين في حديثهم عن القرآن، وأبي بكر الصديق، ثم يتحولون للصدق عن الكلام عن ابن تيمية؟؟ الشيعة كذابون، وكلامهم كذب، ومانسبوه لابن تيمة كذب، وليس تناقضاً كما حاولت أن تظهره، كلام ابن تيمية واضح وموجود والتحقق أمر يسير في عصر البحث الإلكتروني، وأكثر كتبه رحمه الله موجودة في الشبكة، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

Post: #153
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 11:00 PM
Parent: #151

البورداب الأعزاء
يبدو أن هناك مشكلة ما، تتسبب في تكرار بوستاتي، أرجو المعذرة
الأخ ود محجوب:
لم أفهم ماذا تعني بنقلي فتوى ابن تيمية "الممسوحة" أرجو التفصيل.
كذلك: الأ ترى أن هناك تناقضاً عقلياً بين النقل الذي نقلته من موقع د. البوطي، وما نسبه الشيعة له، الأول يدعو لتناسي الخلافات بين المسلمين وجمع الصف وتوحيد الكلمة، والثاني يخترع كلاماً عن ابن تيمية لم يقله ويتعمد خلق خلافات بين الناس.
لمثل هذا التناقض أرى أن نقل الشيعة ليس صحيحاً، وهذا تضعيف عقلي لنقل الشيعة لا أملك عليه دليلاً نقلياً، لكن مهما يكن من أمر فإن ابن تيمية برئ مما عابوه عليه في ذلك النقل، والدليل هو كلام ابن تيمية الواضح في كتبه والذي نقلته سابقاً.

Post: #154
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 11:01 PM
Parent: #151

البورداب الأعزاء
نسبة إلى تكرار مداخلتي الأخيرة 4 مرات سأعمل على إعادة تحريرها بمادة مفيدة، وأبدأ ننقل رسالة ابن تيمية لوالدته التي أوردها ابن عبد الهادي في العقود الدرية:
ـــــــــــــــ
رسالة ابن تيمية إلى والدته
من أحمد بن تيمية إلى الوالدة السعيدة أقر الله عينيها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه وجعلها من خيار إمائه وخدمه سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته فانا نحمد إليكم الله الذي لا اله إلا هو وهو للحمد أهل وهو على كل شئ قدير ونسأله أن يصلى على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كتابي إليكم عن نعم من الله عظيمة ومنن كريمة وآلاء جسيمة نشكر الله عليها ونسأله المزيد من فضله ونعم الله كلما جاءت فى نمو وازدياد وأياديه جلت عن التعداد وتعلمون أن مقامنا الساعة فى هذه البلاد إنما هو لأمور ضرورية متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا ولسنا والله مختارين للبعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم ولكن الغائب عذره معه وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم ولله الحمد ما تختارون الساعة إلا ذلك ولم نعزم على المقام والاستيطان شهرا واحدا بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم وادعوا لنا بالخيرة فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة مالم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر مستخيرون الله سبحانه وتعالى فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا قط بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه ولكن ثمة أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها والشاهد يرى مالا يرى الغائب والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة فإن الله يعلم ولانعلم ويقدر ولا نقدر وهو علام الغيوب وقد قال النبي من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله وسخطه بما يقسم الله له والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف ولا حول ولا قوة إلا بالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا كثيرا وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحدا واحدا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما


Post: #155
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 11:02 PM
Parent: #151


وكتب الحافظ البزار في كتابه الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية مايلي:
لفصل الرابع في ذكر تعبده
اما تعبده رضي الله عنه فإنه قل ان سمع بمثله لانه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه حتى انه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من اهل ولا من مال وكان في ليلة متفردا عن الناس كلهم خاليا بربه عز وجل ضارعا مواظبا على تلاوة القرآن العظيم مكررا لانواع التعبدات الليلية والنهارية وكان اذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنتها قبل اتيانه اليهم وكان اذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة اتيانه بتكبيرة الاحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد اعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان اذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الاول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الاولي حتى يسمع كل من حضر فإذا فرغ من الصلاة اثنى على الله عز وجل هو ومن حضر بما ورد من قوله اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام ثم يقبل على الجماعة ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بالتهليل كما ورد وكذا الجماعة ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين اجناس ما ورد وكان غالب دعائه اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك اواهين لك مخبتين اليك راغبين اليك راهبين لك مطاويع ربنا تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حججنا واهد قلوبنا اسلل سخيمة صدورنا يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يشرع في الذكر وكان قد عرفت عادته لا يكلمه احد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من الى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة وكنت مدة اقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني الى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر الى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الاحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الاذكار الواردة على تلاوة القرآن او العكس فراى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته ثم انه كان يركع فإذا اراد سماع حديث في مكان اخر سارع اليه من فوره مع من يصحبه فقل ان يراه احد ممن له بصيرة الا وانكب على يديه يقبلهما حتى انه كان اذا راه ارباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به وهو مع هذا يعطي كلا منهم نصيبا وافرا من السلام وغيره واذا رأى منكرا في طريقه ازاله او سمع بجنازة سارع الى الصلاة عليها او تأسف على فواتها وربما ذهب الى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث فصلي عليه ثم يعود الى مسجده فلا يزال تارة في افتاء الناس وتارة في قضاء حوائجهم حتى يصلي الظهر مع الجماعة ثم كذلك بقية يومه وكان مجلسه عاما للكبير والصغير والجليل والحقير والحر والعبد والذكر والانثى قد وسع على كل من يرد عليه من الناس يرى كل منهم في نفسه ان لم يكرم احدا بقدره ثم يصلي المغرب ثم يتطوع بما يسره الله ثم اقرأ عليه من مؤلفاته او غيري فيفيدنا بالطرائف ويمدنا باللطائف حتى يصلي العشاء ثم بعدها كما كنا وكان من الاقبال على العلوم الى ان يذهب هوي من الليل طويل وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه الى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره فكان هذا دابة مدة إقامتي بحضرته فسبحان الله ما اقصر ما كانت يا ليتها كانت طالت ولا والله ما مر على عمري الى الان زمان كان احب الي من ذلك الحين ولا رأيتني في وقت احسن حالا مني حينئذ وما كان الا ببركة الشيخ رضي الله عنه وكان في كل اسبوع يعود المرضى خصوصا الذين بالبمارستان واخبرني غير واحد ممن لا يشك في عدالته ان جميع زمن الشيخ ينقضي على ما رأيته فأي عبادة وجهاد افضل من ذلك فسبحان الموفق من يشاء لما يشاء

Post: #156
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-05-2005, 11:03 PM
Parent: #151


وقال أيضاً:
في ذكر بعض ورعه
كان رضي الله عنه في الغاية التي ينتهي إليها في الورع لان الله تعالى أجراه مدة عمره كلها عليه فإنه ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا زراعة ولا عمارة ولا كان ناظرا مباشرا لمال وقف ولم يكن يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخرا دينارا ولا درهما ولا متاعا ولا طعاما وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته رضي الله عنه العلم اقتداء بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد اخذ بحظ وافر وكان ينبه العاقل بحسن الملاطفة ودقيق المخاطبة ليختار لنفسه طريقتهم ويسلك سبيلهم وإن كان دونها من الطريق من اتخاذ المباحات جائز لكن العاقل يدله عقله على طلب الأعلى فأنظر بعين الإنصاف إلى ما وفق له هذا الإمام وأجرى عليه ما أقعد عنه غيره وخذل عن طلبه لكن لكل شئ سبب وعلامة عدم التوفيق سلب الأسباب ومن أعظم الأسباب لترك فضول الدنيا التخلي عن غير الضروري منها فلما وفق الله هذا الإمام لرفض غير الضروري منها انصبت عليه العواطف الإلهية فحصل بها كل فضيلة جليلة بخلاف غيره من علماء الدنيا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فإنهم لما اختاروا ملاذها وزينتها ورئاستها انسدت عليهم غالبا طرق الرشاد فوقعوا في شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لا يبالون ما يأكلون ولا ما يلبسون ولا ما يتأولون ما يحصل لهم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبها يتحاسدون بسببها أجسامهم مليئة وقلوبهم من غيرها فارغة وظواهرهم مزخرفة معمورة وقلوبهم خربة مأسورة ولم يكفهم ما هم عليه حتى أصبحوا قالين رافضها معادين باغضها، ولما رأوا هذا الإمام عالم الآخرة تاركا لما هم عليه من تحصيل الحطام من الشبه الحرام رافضا الفضل المباح فضلا عن الحرام تحققوا أن أحواله تفضح أحوالهم وتوضح خفي أفعالهم وأخذتهم الغيرة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية، فحرصوا على الفتك به أين ما وجدوه وأنسوا أنهم ثعالب وهو أسد فحماه الله تعالى منهم بحراسته وصنع له غير مرة كما صنع لخاصته، وحفظه مدة حياته، وحماه ونشر له عند وفاته علما في الأقطار بما والاه.

Post: #157
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-06-2005, 04:23 AM
Parent: #156


وقال أيضاً:
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
أما زهده في الدنيا ومتاعها فإن الله تعالى جعل ذلك له شعارا من صغره حدثني من اثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ أحب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين ادفع إليك كل شهر أربعين درهما قال ودفع إلي أربعين درهما وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها فامتنع من قبولها وقال يا سيدي إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجرا ولم يأخذها، فرأيت أن هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية، قلت صدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته إلى ما وصل من كل خير من صغره لا من كبر، ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه، وما اشتهر له ذلك إلا لمبالغته فيه مع تصحيح النية، وإلا فمن رأينا من العلماء قنع من الدنيا بمثل ما قنع هو منها أو رضي بمثل حالته التي كان عليها، لم يسمع انه رغب في زوجة حسناء ولا سرية حوراء ولا دار قوراء ولا مماليك جوار ولا بساتين ولا عقار ولا شد على دينار ولا درهم ولا رغب في دواب ولا نعم ولا ثياب ناعمة فاخرة ولا حشم ولا زاحم في طلب الرئاسات ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحات مع أن الملوك والامراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره خاضعين لقوله وفعله وادين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم مظهرين لإجلاله أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله، فأين حاله هذه من أحوال بعض المنتسبين إلى العلم وليسوا من أهله ممن قد أغراه الشيطان بالوقيعة فيه بقوله وفعله أترى ما نظروا ببصائرهم إلى صفاتهم وصفاته وسماتهم وسماته وتحاسدهم في طلب الدنيا وفراغه عنها، وتحاشدهم في الاستكثار منها ومبالغته في الهرب منها، وخدمتهم الامراء، واختلافهم إلى أبوابهم، وذل الأمراء بين يديه، وعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم وإظهار تعبداتهم، وصدعه إياهم بالحق وقوة جأشه في محاورتهم، بلى والله ولكن قتلتهم الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر، وغطى على أحلامهم حب الدنيا السارقة سارقة العقل لا سارقه البدن، حتى أصبحوا قاطعين من يأتيهم في طلبها واصلين من واصلهم في جلبها.

Post: #158
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-06-2005, 10:46 PM
Parent: #157

يواصل الحافظ البزار حديثه عن شيخه ابن تيمية فيقول:
فصل: في هيئته ولباسه
كان رضي الله عنه متوسطا في لباسه وهيئته لا يلبس فاخر الثياب بحيث يرمق ويمد النظر إليه ولا أطمارا ولا غليظة تشهر حال لا بسها ويميز من عامة الناس بصفة خاصة يراه الناس فيها من عالم وعابد بل كان لباسه وهيئته كغالب الناس ومتوسطهم ولم يكن يلزم نوعا واحدا من اللباس فلا يلبس غيره بل كان يلبس ما اتفق وحصل ويأكل ما حضر وكانت بذاذة الإيمان عليه ظاهرة لا يرى متصنعا في عمامة ولا لباس ولا مشية ولا قيام ولا جلوس ولا يتهيأ لأحد يلقاه ولا لمن يرد عليه من بلد ومن العجب أني كنت قد رايته قبل لقيه بمدة فيما يرى النائم ونحن جلوس نأكل طعاما على صفة معينة فحال لقيتي له ودخولي عليه وجدته يأكل مثل ذلك الطعام على نحو من الصفة التي رأيت فأجلسني وأكلنا جميعا كما رأيت في المنام، وأخبرني غير واحد أنه ما رآه ولا سمع أنه طلب طعاما قط ولا غداء ولا عشاء ولو بقي مهما بقي لشدة اشتغاله بما هو فيه من العلم والعمل بل كان يؤتي بالطعام وربما يترك عنده زمانا حتى يلتفت اليه وإذا أكل أكل شيئا يسيرا، قال وما رأيناه يذكر شيئا من ملاذ الدنيا ونعيمها، ولا كان يخوض في شيء من حديثها، ولا يسأل عن شيء من معيشتها، بل جعل همته وحديثه في طلب الآخرة وما يقرب إلى الله تعالى، وهكذا كان في لباسه،لم يسمع أنه أمر أن يتخذ له ثوب بعينه، بل كان أهله يأتون بلباسه وقت علمهم باحتياجه إلى بدل ثيابه التي عليه، وربما بقيت عليه مدة حتى تتسخ، ولا يأمر بغسلها حتى يكون أهله هم الذين يسألونه ذلك، وأخبر أخوه الذي كان ينظر في مصالحه الدنيوية، أن هذا حاله في طعامه وشرابه ولباسه وما يحتاج إليه مما لا بد منه من أمور الدنيا، وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده، وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير، وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب، بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي، ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري، أوجبت علي أن أكون معه كما ترون، وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك.


Post: #159
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-07-2005, 10:54 PM
Parent: #158

يواصل الحافظ البزار حديثه عن الشيخ ابن تيمية فيقول:
فصل في إيثاره مع فقره وتواضعه
كان رضي الله عنه مع شدة تركه للدنيا ورفضه لها وفقره فيها وتقلله منها مؤثرا بما عساه يجده منها قليلا كان أو كثيرا جليلا أو حقيرا لا يحتقر القليل فيمنعه ذلك عن التصدق به ولا الكثير فيصرفه النظر إليه عن الإسعاف به فقد كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه المحتاج إليه فيصل به الفقير، وكان يستفضل من قوته القليل الرغيف و الرغيفين، فيؤثر بذلك على نفسه وربما خبأهما في كمه ويمضي ونحن معه لسماع الحديث فيراه بعضنا وقد دفعه إلى الفقير مستخفيا، يحرص أن لا يراه أحد، وكان إذا ورد عليه فقير وآثر المقام عنده يؤثره عند الأكل بأكثر قوته الذي جعل برسمه، حدثني الشيخ الصالح العارف زين الدين علي الواسطي ما معناه انه أقام بحضرة الشيخ مدة طويلة قال فكان قوتنا في غالبها انه كان في بكرة النهار يأتيني ومعه قرص قدره نصف رطل خبزا بالعراقي فيكسره بيده لقما ونأكل منه أنا وهو جميعا ثم يرفع يده قبلي ولا يرفع باقي القرص من بين يدي حتى اشبع بحيث أني لا أحتاج إلى الطعام إلى الليل وكنت أرى ذلك من بركة الشيخ ثم يبقى إلى بعد العشاء الآخرة حتى يفرغ من جميع عوائده التي يفيد الناس بها في كل يوم من أصناف القرب فيؤتى بعشائنا فيأكل هو معي لقيمات ثم يؤثرني بالباقي وكنت أسأله أن يزيد على أكله فلا يفعل حتى إني كنت في نفسي أتوجع له من قلة أكله، وكان هذا دأبنا في غالب مدة إقامتي عنده وما رأيت نفسي أغني منها في تلك المدة ولا رأيتني أفقر هما مني فيها، وحكى غير واحد ما اشتهر عنه من كثرة الإيثار وتفقد المحتاجين والغرباء ورقيقي الحال من الفقهاء والقراء واجتهاده في مصالحهم وصلاتهم ومساعدته لهم بل ولكل احد من العامة والخاصة ممن يمكنه فعل الخير معه وإسداء المعروف إليه بقوله وفعله ووجهه وجاهه، وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك كان يتواضع للكبير والصغير والجليل والحقير والغنى الصالح والفقير وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء حتى أنه ربما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرا لقلبه وتقربا بذلك الى ربه،وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيرا كان أو صغيرا رجلا أو امرأة حرا أو عبدا عالما أو عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط، وكان يلزم التواضع في حضوره من الناس ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده ومشيه ومجلسه ومجلس غيره، ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته، في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي، بل يلقبني بأحسن الألقاب، ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه بحيث لا يتركني اجلس إلا إلى جانبه، قصيرا كان مجلسه أو طويلا، خاصا أو عاما ولازمني في حال قراءتي صحيح البخاري، وكان قصدي قراءته على رواية منفردا لاستصغاري نفسي عن القراءة هناك بمحضر من الناس، ولقصدي تعجيل فراغي منه انتهازا للفرصة وخوفا من فوات ذلك الشيخ الراوي لكونه تفرد بروايته سماعا على أصحاب أبي الوقت السجزي، فلما سمع الشيخ بذلك ألزمني قراءته بمجمع كثير من الناس رجالا ونساء وصبيانا وقال ما ينبغي إلا على صفة يكون نفعها متعديا إلى المسلمين فتجرد لي بحيث حصل لي مرادي وفوقه من تحصيل قراءتي له في عشرين مجلسا متواليه لم يتخللها سوى الجمعة ولازمني فيها وحضر القراءة كلها يضبطها بنسخة كانت بيده هي أصل ابن ناصر الحافظ يعارض بها نسخة القراءة وكانت اصل الشيخ المسمى، وأظهر لي من حسن الأخلاق والمبالغة في التواضع بحيث أنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخة ولا يدع أحدا منا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه من ذلك خوفا من سوء الأدب فيقول لو حملته على رأسي لكان ينبغي ألا احمل ما فيه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس، حتى إني لأستحي من مجلسه هناك وأعجب من شدة تواضعه ومبالغته في إكرامي بما لا استحق، ورفعي عليه في المجلس، ولولا قراءتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظم حرمتها، لما كان ينبغي لي ذلك، وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكل من يرد عليه أو يصحبه أو يلقاه حتى أن كل من لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوا مما حكيته وأكثر من ذلك فسبحان من وفقه وأعطاه وأجراه على خلال الخير وحباه
.

Post: #160
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-07-2005, 10:59 PM
Parent: #158

يواصل الح

Post: #161
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 01:48 AM
Parent: #160

قال الحافظ البزار
فصل في ذكر قوة قلبه وشجاعته
كان رضي الله عنه من أشجع الناس وأقواهم قلبا، ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه، كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لؤمة لائم، وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم؛ إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة؛ وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان، ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا أنكى في العدو، من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها، قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره. ولما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكرج وبذل له أموالا كثيرة جزيلة على أن يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال من هؤلاء فقيل هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه، فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولا فلما أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أولا في عكس رأيه عن تسليط المخزول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالا واخبره بحرمه دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم.
وحدثني من أثق به عن الشيخ وجيه الدين ابن المنجا قدس الله روحه قال كنت حاضرا مع الشيخ حينئذ فجعل يعني الشيخ يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه في أثناء حديثه حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه وأن السلطان من شدة ما أوقع الله في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته من هذا الشيخ وقال ما معناه إني لم أر مثله ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا مني لأحد منه فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل فقال الشيخ للترجمان قل لغازان أنت تزعم انك مسلم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا؛ فغزوتنا، وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت
وسأله إن أحببت أن اعمر لك بلد آبائك حران وتنتقل اليه ويكون برسمك فقال لا والله لا أرغب عن مهاجر إبراهيم صلى الله عليه وسلم استبدل به غيره فخرج من بين يديه مكرما معززا قد صنع له الله بما طوى عليه نيته الصالحة من بذله نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه ما أراده وكان ذلك ايضا سببا لتخليص غالب أسارى المسلمين من أيديهم وردهم على أهلهم وحفظ حريمهم وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة الجأش.
وكان يقول: لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه، فان رجلا شكى إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة؛ فقال: لو صححت لم تخف أحدا؛ أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك وأخبرني من لا اتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين وشي به إلى السلطان المعظم الملك الناصر محمد احضره بين يديه قال فكان من جملة كلامه: إنني اخبرت انك قد أطاعك الناس وأن في نفسك اخذ الملك، فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر: " أنا أفعل ذلك والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلسين"، فتبسم السلطان لذلك وأجابة في مقابلته بما اوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة: "إنك والله لصادق وإن الذي وشيء بك إلي كاذب". واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يلقى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهر حاله للطغام العدالة، وباطنه مشحون بالفسق والجهالة، ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء، وآكلو الدنيا بالدين متعاضدين متناصرين في عدوانه، باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به، متخرصين عليه بالكذب الصراح، مختلقين عليه وناسبين اليه ما لم يقله ولم ينقله ولم يوجد له به خط، ولا وجد له في تصنيف، ولا فتوى، ولا سمع منه في مجلس. أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه، أو ما سمعوا قول الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )، بلى والله ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة والعمل للعاجلة دون الآجلة فلهذا حسدوه وابغضوه لكونه مباينهم ومخالفهم لبغضه ورفضه ما أحبوا وطلبوا ، ومحبته ما باينوا ورفضوا، ولما علم الله نياته ونياتهم، أبى أن يظفرهم فيه بما راموا، حتى أنه لم يحضر معه منهم أحد في عقد مجلس إلا وصنع الله له ونصره عليهم بما يظهره على لسانه من دحض حججهم الواهية وكشف مكيدتهم الداهية للخاصة والعامة.


Post: #162
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 01:53 AM
Parent: #160

قال الحاف%

Post: #163
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 03-09-2005, 02:58 AM
Parent: #148

الشيوخ الدكاتره اسف للتخريمات (حقوق الاستعمال للاخت رجاء) ولكن ده دليل علي انني ما زلت مستمتع بالمتابعه كل ما سمح الوقت
الاخت سودانية ارسلت الايميل.

Post: #164
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 10:31 PM
Parent: #163

العزيز د. محمد المشرف
مرحباً بك .. ومتعك الله بكل خير.
بإذن الله نواصل حتى يحقق البوست أهدافه.

Post: #165
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 11:25 PM
Parent: #164

كتب الشيخ د. جع%

Post: #166
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 11:26 PM
Parent: #164

كتب الشيخ د. جع%

Post: #167
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-09-2005, 11:33 PM
Parent: #164

كتب الشيخ د. جعفر شيخ إدريس مقالاً بمجلة منار السبيل السنة الثانيةالعدد السابع، يناير عام 1993؛ كتب مقالًاً بعنوان: لهذا كان اهتمامنا بفكر الشيخ، قال فيه:
من المفكرين الإسلاميين الذين سبقوا شيخ الإسلام ابن تيمية أو عاصروه من كان ذا معرفة واسعة بالفكر الفلسفي وما اتصل به آنذاك من علوم رياضية وطبيعية وكيماوية وفلكية ومنطقية وغير ذلك، لكن بضاعتهم في العلوم الشرعية كانت مزجاة، لذلك تأثروا بكثير من نواحي الفكر اليوناني المخالفة للإسلام، بل إن منهم من جعل هذا الفكر أساساً له، وحاول أن يفسر الإسلام في نطاقه، فجره هذا إلى إنكار بعض أصول الدين أو تأويلها تأويلاً تعطيلياً.

ومنهم من كان ذا معرفة جيدة بالعلوم الشرعية من لغة وتفسير وحديث وفقه وأصول فقه، لكنه يجهل العلوم الفلسفية والكلامية وما اتصل بها جهلاً كاملاً، لذلك لم يستطع أن ينقدها، أو يبين زيفها ويقى الناس شرها.

بل إن من هؤلاء العلماء الأفاضل من كان سبب فتنة لبعض الناس لأنه لم يميز بين ما في الفكر اليوناني من حقائق يؤيدها الدليل العقلي أو الحسي، وما فيه من عقائد فاسدة، وآراء باطلة ولا سيما في مسائل الإلهيات، فحكموا على الجميع بالبطلان ومخالفة الإسلام، وفي أمثال هؤلاء العلماء يقول أبو حامد الغزالي: "ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية، لا يبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها ويتحقق أدلتها... إذا قيل له إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيها وإنما يسترب في الشرع. وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقه، وهو كما قيل ’عدو عاقل خير من صديق جاهل" [تهافت الفلاسفة، دار المعارف، ص 80]

ومنهم من جمع بين الاطلاع الواسع على هذه العلوم وكان مع ذلك من علماء الشريعة المرموقين، لكن علمه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبأقوال السلف كان قليلاً. بل لم يميز بين صحيح بين صحيح الأحاديث والآثار وضعيفها. ولم يكن فهمه لمسائل العقيدة هو الفهم السلفي الصحيح الذي تدل عليه النصوص والآثار.

ومنهم من تفرغ للعبادة والذكر والاهتمام بأحوال القلوب ومقومات السلوك، ولم يُرد أن يشغل نفسه بالأمور العامة، ولا سيما مجادلة أهل الباطل.

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أعطاه الله تعالى نصيباً وافراً من كل خير أعطاه لهؤلاء المفكرين والعلماء، فقد كان رحمه الله رجلاً حاد الذكاء، سريع القراءة والكتابة والفهم. وكان بحراً في علوم القرآن والسنة، ذا اطلاع واسع على آثار الصحابة وما جاء بعدهم من الأئمة، متضلعاً في العلوم العربية حتى قيل إنه استدرك عدة مسائل على سيبويه، مطلعاً على أصول الفقه وفروعه وأقوال المذاهب اطلاع العالم المختص، وكان ذا معرفة دقيقة بالمذاهب الكلامية وأقوال الفرق، حتى لقد قال هو عن نفسه إنه جادل الفلاسفة وعمره أربعة عشر عاماً! وكان عالماً بعقائد اليهود والنصارى ومذاهبهم، غواصاً في علوم عصره الرياضية والطبيعية والفلكية والتاريخية.

وكان إلى جانب هذا العلم الواسع وذاك الذكاء الخارق، رجل عبادة وزهد، وكان مع عبادته وزهده ذا اهتمام كبير بقضايا عصره العملية والعلمية، السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والاعتقادية والتربوية وما شئت من قضايا. وكان مع جهاده بالقلم واللسان مجاهداً بالسيف والسنان.

ميزة ابن تيمية أنه سلط ما حباه الله به من أنوار الرسالة المحمدية، وما منحه من مواهب فطرية، وما حلاه به من فضائل خلقية، سلط كل هذا على مشكلات عصره الواقعية والعلمية، فكان قوله في معظمها هو القول الفصل الذي يشهد له صحيح الأدلة النقلية، وصريح الحجج العقلية، ووضوح الصياغة البيانية، وجمال القيم الخلقية العلمية.

Post: #168
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-12-2005, 02:19 AM
Parent: #167

قال ابن عبد الهادي في العقود الدرية، ص 21:
واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب؛ قدم إلى دمشق، وقال: سمعت في البلاد بصبي يقال له احمد بن تيمية، وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصدا لعلي أراه، فقال له خياط: هذه طريقُ كتّابه، وهو إلى الآن ما جاء فاقعد عندنا الساعة يجيء يعبر علينا ذاهبا إلى الكتاب، فجلس الشيخ الحلبي قليلا فمر صبيان فقال الخياط للحلبي: هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو احمد بن تيمية فناداه الشيخ فجاء إليه فتناول الشيخ اللوح فنظر فيه ثم قال: يا ولدي امسح هذا حتى أملي عليك شيئا تكتبه ففعل فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر أو ثلاثة عشر حديثا وقال له اقرأ هذا فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه ثم دفعه إليه وقال اسمعه علي فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت سامع فقال له يا ولدي امسح هذا ففعل فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها ثم قال اقرأ هذا فنظر فيه كما فعل أول مرة، فقام الشيخ وهو يقول إن عاش هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم فإن هذا لم ير مثله أو كما قال.
وقال الحافظ أبو عبدالله الذهبي نشأ يعني ا لشيخ تقي الدين رحمه الله في تصون تام وعفاف وتأله وتعبد واقتصاد في الملبس والمأكل وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت وأكب على الاشتغال ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم فدرس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة واشتهر أمره وبعد صيته في العالم وأخذ في تفسير الكتاب العزيز في الجمع على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتعلثم وكذا كان الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح

Post: #169
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-30-2005, 01:05 AM
Parent: #168

ابن تيمية ومنهج العلم والعدل
محمد بن المختار الشنقيطي
ربما لم يعايش أحد خلافات الأمة ويخوض غمارها مثلما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية. وقد أوصى ابن تيمية بإلحاح على اتباع قاعدتين جليلتين في تناول مسائل الخلاف، والحكم على المخالف، من أجل تحقيق الحق والقيام بالقسط، هما قاعدتا العلم والعدل. ودعا المسلمين إلى انتهاج هذا النهج، لا في المعاملات المالية والاجتماعية فحسب، بل فيما هو أهم من ذلك، وهو الحكم على المقولات والآراء والعقائد. ويخيل إلي أن أبناء الصحوة الإسلامية بحاجة إلى تذكير بهذين المبدأين في هذه الأيام التي طغى فيها الحماس على الفقه، والانفعال على البصيرة.
لم يكن ليخفى على شيخ الإسلام أن آفة الخائضين في خلافات الأمة تنحصر في أمرين اثنين :
أولهما
الجهل بموضوع الخلاف، والتفريط في بحثه واستقرائه استقراء كافيا، يحرر نقطة النزاع ويتحرى الصدق في الرواية، وينقب عن خلفيات الوقائع وبواعثها. والخوض مع الجهل مخالفة لتحذير الخالق سبحانه: "ولا تقف ما ليس لك به علم" (1) كما هو مخالفة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حول القضاة الثلاثة، حيث جعل القاضي بجهلٍ في النار. ويتأكد العلم في موضوعات الخلاف، نظرا لورود الأدلة فيها محتملة الثبوت أو الدلالة غالبا، ونظرا لأن أغلب المخالفين من المبتدعة وغيرهم يجمعون بين حق وباطل عادة، فيحتاج مناظرهم إلى قدرة تامة على التمييز بين الأمور المتداخلة، وإنصاف كامل يرفض الانسياق مع نزعة التعميم والتسطيح والحلول السهلة، التي انساق منها "سهلٌ" القديم ، فاستحق هذا التعيير على لسان أحد الشعراء:
أتانا أن "سهلا" ذمَّ جهلا ***علوما ليس يدريهن "سهلُ"
علوما لو دراها ما قلاها***ولكن الرضى بالجهل سهلُ
وثانيهما:
الظلم لأحد الطرفين المختلفين، تعصبا ضده وتجاوزا، أو إغضاء عن الطرف الآخر ومجاملة، رغم أن الله تعالى حذرنا من أن نندفع مع غريزة العداء، أو أن تستخفنا الخصومة، فنتجاوز حدود بيان الحق و الأخذ به، إلى الظلم والتعدي على المخالفين. كما أمرنا بالشهادة بالقسط، ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين. فقال تعالى: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى" (2) وقال جل من قائل: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله، ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا .. " (3).
وقد ألح شيخ الإسلام على تحري العلم والعدل في موضوعات الخلاف، وفي الحكم علىالمخالفين، في أكثر من كتاب من كتبه :
فأعلن أن "الدين كله العلم والعدل" (4) وأن "الله يحب الكلام بعلم وعدل، وإعطاء كل ذي حق حقه، وتنزيل الناس منازلهم" (5). وقد صدق في ذلك وأحسن، فبالعلم والعدل ومن أجلهما أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، لدلالة الناس على منهج القيام بالقسط، قال تعالى: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" (6).
وبين ابن تيمية أن السنة مبناها العلم والعدل، وذلك هو منهج المنتسبين إليها صدقا لا ادعاء، فقال: "وقد نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت، وأمر بالاعتصام بحبله. فهذا موضع يجب على المؤمن أن يتثبت فيه، ويعتصم بحبل الله، فإن السنة مبناها على العلم والعدل، والاتباع لكتاب الله وسنة رسوله" (7) وقال: "..وأما أهل السنة فيتولون جميع المؤمنين، ويتكلمون بعلم وعدل، ليسوا من أهل الجهل، ولا من أهل الأهواء " ( "أهل السنة يتكلمون بعلم وعدل، ويعطون كل ذي حق حقه" (9).
ورفض ابن تيمية ما انتهجه بعض المنتسبين إلى السنة ممن لم يتلزموا منهج العلم والعدل في الحكم على مخالفيهم، فسمى هؤلاء بـ"المتسننة" الذين " قابلوا باطلا بباطل، وردوا بدعة ببدعة" (10) وأوضح أن مثل هذا النهج يثير الفساد ولا ينصر الحق، فقال: "لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فسيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، فيتولد فساد عظيم" (11).
وأوضح شيخ الإسلام أن العلم والعدل إذا كانا مطلوبين في الحياة اليومية وفي فروع الدين الجزئية، فهما في "المقالات" - ذات الصلة بأصول الدين وكليات الشريعة - أولى، والناس إليهما أحوج، فقال: "فعلى الإنسان أن يتحرى العلم والعدل فيما يقوله في مقالات الناس، فإن الحكم بالعلم والعدل في ذلك أولى منه في الأمور الصغار. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة. رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل قضى للناس على جهل، فهو في النار، ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار". فإذا كان هذا فيمن يقضي في درهم وثوب، فكيف بمن يقضي في الأصول المتضمنة للكلام في رب العالمين وخلقه، وأمره ووعده ووعيده" (12).
كما بين أن هذا هو منهج الراسخين في العلم من أعلام الأمة، فقال: "ومن له في الأمة لسان صدق عام، بحيث يُثنى عليه ويُحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى، وغلطهم قليل يالنسبة إلى صوابهم، وعامته من موارد الاجتهاد التي يُعذرون فيها، وهم الذين يتبعون العلم والعدل، فهم بُعداء عن الجهل والظلم، وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس" (13).
وأخيرا أن المناظرة العلمية في أمور الخلاف لا تصلح بغير هذين المبدأين، وتلك هي "المناظرة العادلة التي يتكلم فيها الإنسان بعلم وعدل، لا بجهل وظلم" (14). ومن لم يلتزم بذلك فهو إلى البدعة أقرب منه إلى السنة مهما كانت التسميات، لأن السنة طريق ومنهاج، وليست شعارا وادعاء، فقال : "والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع" (15).
ولا بأس بأن نختم بكلمة لابن تيمية تستحق أن تُكتب بماء الذهب، وأن يستحضرها الشباب الإسلامي في معاركه ومناظراته الحالية .. قال ابن تيمية: "إن العدل واجب لكل أحد، على كل أحد، في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح بحال" (16) .

--------------------
هوامش
(1)- سورة الإسراء ، الآية 36
(2)- سورة المائدة ، الآية 8
(3)- سورة النساء ، الآية 135
(4)- ابن تيمية: مجموع الفتاوى 28/179
(5)- الفتاوى12/205
(6)- سورة الحديد، الآية 25
(7)- الفتاوى 3/409
(- ابن تيمية: منهاج السنة 2/71
(9)- منهاج السنة 4/358
(10)- مجموع الفتاوى 4/513
(11)- منهاج السنة 5/83 وقارن مع الفتاوى 19/203
(12)- ابن تيمية : درء تعارض العقل والنقل 8/409 (وحديث "القضاة ثلاثة .." رواه بألفاظ مختلفة : الحاكم 4/101 والبيهقي في الكبرى 10/117 وفي الشعب 6/73 والترمذي 3/613 والطبراني في الأوسط 7/39 وفي الكبير 2/21)
(13)- مجموع الفتاوى 11/43
(14)- منهاج السنة 2/343

Post: #170
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-30-2005, 01:14 AM
Parent: #169

من الكلمات المأثورات للشيخ ابن تيمية في شأن الظلم والعدل
إن العدل واجب لكل أحد، على كل أحد، في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح بحال ( منهاج السنة 126/5)
 جماع الحسنات العدل، وجماع السيئات الظلم ( 1/86 ).
 لا يُعلم العدل والظلم إلا بالعلم، فصار الدين كله : العلم والعدل 0وضد ذلك الظلم والجهل، قال الله تعالى ( وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) المستدرك ( 5/125 ).
 الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام ( 30 / 126 ) الاستقامة ( 2 / 255 ) الأمر بالمعروف( ص 248 ).
 كل من تحرى الصدق في خبره، والعدل في أمره، فقد لزم كلمة التقوى، وأصدق الكلام وأعدله قول: "لا إله إلا الله "فهو أخص الكلمات بأنها كلمة التقوى.

Post: #171
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 03-31-2005, 00:08 AM
Parent: #170

من كلمات الشيخ ابن تيمية البليغة قوله:
 لو لم يكن العفو أحب إليه؛ لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه.
 ترك الحسنات أضرُّ من فعل السيئات.
 أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه : دعاء الفاتحة.
 عذاب الحجاب أعظم أنواع العذاب، ولذة النظر إلى وجهه أعلى اللذات

Post: #172
Title: Re: العارف بالله ...ابن تيمية
Author: نزار محمد عثمان
Date: 05-18-2005, 03:54 AM
Parent: #171

فقط لأجل التذكير بالبوست قبل الأرشفة