إلا والعصا معه!

لا تشتري العبد إلا والعصا معه ..

أكاد أجزم أن السودان كان المصدر الرئيسي للعبيد في جزيرة العرب.
فبلدنا هو القطر الأفريقي الوحيد الأكثر إرتباطا بالعرب حتي هذه اللحظة..بل وتتوهم الكثير من قبائله بأن أصولها عربية
وأنها من سلالة العباس و..إلخ .. لكن الاصح في نظري أنهم أحفاد عنترة بن شداد..أو ربما بلال بن رباح.!

صاحب البيت الشهير أعلاه هو أبو الطيب المتنبي أفصح شعراء العرب , وأضيف من عندي أنه أصدقهم,وللبيت مناسبته ,
حيث أن الأدب العربي حافل وثر بأدبيات العبودية والجواري..
لكنني أود لفت النظر إلي الذهنية التي دمر بها بعض المتوهمين بأنهم عرب بلادنا,
و هي نفس الذهنية التي أحرقوا بها دارفور
وهي التي قتلوا بها الألاف من أهلنا بالجنوب..مع إختلاف العصا.

ذلك لأن:

(العبيد أنجاس مناكيد)..كما وصفهم أبو الطيب..


تمددت سلسلة العبودية العربية في بلادنا منذ ذلك الوقت , وتشعبت بصورة فجة لتقهر كل ما هو أفريقي بهذا الوطن الحائر.
بل أن كل إمكانات بلادنا المحدودة تم توظيفها عاما كاملا للإحتفال بعاصمة لثقافة أقلية!وهنا أستحضر معرض تشكيلي أقيم
في إطار نفس المناسبة لفنانة تشكيلية, الوجوه..الألوان وغيرها..بإختصار معظم أعمالها تؤكد بأننا لسنا عربا ..بل نفخر بأننا
أفارقة

وحتي أناشيدنا الوطنية فنجدها تصف وطنا - غالبية سكانه أفارقة - بأنه (دوحة للعرب)..فاي إستعباد وإسترقاق أكثر من ذلك؟؟!!

من ناحية أخري: لننظر إلي وحدتنا مع العرب -إذا سلمنا بأنها ليست قسرية- ماذا إستفدنا منها؟
في إعتقادي :لا شيء غير كل هذه المصائب والفتن ..خسرنا كثيرا جدا من العرب.
وأنا أكتب الآن سالت نفسي عن الحركات المسلحة في الجنوب والغرب لماذا أخذت إسم (تحرير السودان) ؟,

هل لأنها أتت في الأساس لكسر السلسلة التي طالما جعلت من وطن -نحمل جنسيته جميعا - بعضنا عبيدا في الحضيض.. بينما البعض الآخر مستحوذ علي كل شيء..

أتمني ذلك..

نواصل..