جوليان جيوبنز ......... و الرسوم الكاريكاتورية

تابع الجميع قضية المعلمة البريطانية
و تباينت مواقف الناس فيها
ما بين متطرف متعصب بشدة للقصاص منها باعتبارها نالت من الدين الاسلامي و من نبيه الكريم(صلي الله عليه وسلم)، و هؤلاء لم يخلوا من غرض في مسعاهم ذلك.

وبين مؤيد لها يري انها لم ترتكب اي خطاء في ما قامت به من، و أن ما فعلته لايتعدي نوع من التدريبات المدرسية المتبعة في المدارس الغربية.

وثالث تدفعه غيرته علي دينه و حبه لنبيه الكريم لرفض هذا التصرف، علي الاقل لما فيه من مس(وإن كان غير مقصود) بمكانة الانبياء و أثر ذلك في التنشيئة،
ولكنه لا يحمل هذا التصرف علي سؤ النية، و يري أن الحكومة و اعوانها قد سعوا الي خلق معركة في غير معترك، و استغلال عاطفة الدين كما هي العادة لتصعيد القضية.


و الحقيقة إن اردنا أن نكون منصفين، ان التفاوت الثقافي بين مجتمعاتنا(وبالاخص الاسلامية منها) و المجتمعات الغربية في التعامل مع قضايا مثل الرموز الدينية تفاوت كبير والي حد بعيد، و علي سبيل المثال هم يرون تصوير الانبياء و الرسل أمر عادي لديهم في الرسوم او الافلام، و اخر مثال لذلك الفيلم الذي انتج هذا العام بعنوان The Word of Mouth for Evan Almighty و كانت قصته عن سفينة نوح و شارك فيه الممثل Morgan freeman بدور اعتبره البعض دور (الاله)، لم يمثل ذلك مشكلة لديهم إلا من بعض النقد الخفيف هنا و هناك و الذي لا يخرج عن النقد الفني إلا في القليل.
بعكس مجتمعاتنا التي تري أن مجرد الاشارة لاي مقدس برسم يعتبر اساءة بالغة، و مثال ذلك قضية الرسوم الكاريكاتورية التي اثارت ضجة كبيرة من قبل، و يدخل في هذا إطلاق اسماء الانبياء علي غير البشر(كما هو في حالة المعلمة جوليان).

اذا اتفقنا علي وجود هذا الاختلاف الثقافي في الحساسية تجاه هذا الامر، نستطيع أن نقول بأن المعلمة البريطانية(جوليان) لم تكن علي صواب في تصرفها هذا، و أي تبرير بان هذا كان اختيار التلاميذ لايعد مقبولا، و هي كمعلمة قادمة من مجتمع الي أخر ينبغي أن تكون ملمة بالحد الادني في اسلوب التعامل مع ذلك المجتمع و ثقافته، ولكن لا يستطيع احد أن يقول أن عنصر سؤ النية متوفر هنا، و بالتالي يصبح تطوير حكومة الانقاذ لهذه القضية علي هذا النحو لا يخلو من غرض.

و الغرض هنا في تقديري ليس حماية الدين! و لا احقاق الحق..

بل هو اثارة ضجة مفتعلة للتغطية عما يجري ، وصرف الناس عن تصعيد معركتهم في مسألة الحريات
فهذا الاثارة
تأتي في وقت فيه العديد من الصحافيين رهن الاعتقال في قضايا الرأي

و العدد من السياسين معتقلين (سياسيا) بقضايا تخريبية ملفقة

و عدد من السودانيين محكوم عليهم بالاعدام في قضية جنائية(قضية محمد طه محمد احمد) عبر محاكمة تدور حولها احاديث و اسرار كثيرة،و استخدمت فيها اساليب غير قانونية و لا اخلاقية في انتزاع اعترافات(كرها)، تسعي بها الحكومة لاغلاق هذا الملف كما هو باسرع مايمكن!!


و لكن السؤال المهم هنا هو ما قرأته علي احد أقلام الصحافة الغربية في عمود له ايام ازمة الرسوم الكاريكاتورية:
اليس من المحيير أن يثور هذا العدد الهائل من المسلمين في عدد كبير من الدول،
و يخرجوا في مظاهرات في الشوارع في حالة اشبه بالغليان،
و تسمع التصريحات و البيانات من القادة،
بل و يتم التنسيق علي مستوي مؤسسات تجمع هذه الدول و يصدر من بعضها قرارات بمقاطعة بعض الدول، كل هذا بسبب بعض الرسوم الكاريكاتورية.. مهما بلغت لن تنال حقيقة من نبيهم في شئ،

هذا في الوقت الذي يموت فيه المسلمين كل يوم في دولهم وبأيدي بعضهم البعض(و في تلك الايام كان القتال بين الفصائل الفلسطينية قد تجدد و كذلك بين اللبنانين علي اعنفه، و القتال في دارفور مستمرا) و لا يحرك ذلك فيهم شيئا

تسأل ذلك الصحقي سؤال مهم جدا و مشروع..
هل أهمية التصدي لمثل هذه الرسومات اكبر لديهم من أهمية وقف شلالات الدماء و الارواح التي تزهق لديهم كل يوم؟!


و انا اتفق مع هذا السؤال الذي اجده منطقي تماما
لماذا لا نسمع بمثل هذه الغضبة لحماية هذه الارواح التي تذهب كل يوم رخيصة، و بأيدي المسلمين انفسهم؟!
فالدين شرع لحماية النفس و الارواح اولا
و عبدالمطلب عندما جاء ابرهة يهدم الكعبة اخذ ابله وقال لابرهة(انا رب ابلي و للكعبة رب يحميها)
و حمي الله الكعبة المشرفة.

فلن تنال رسمة و لا لعبة من رموزنا، و إن فعل البعض قارعناه بحجتنا، قارعناه بالمنطق و بالقانون.
و لكن تنال الرصاصة التي تنطلق كل يوم من الروح التي حرمها الله، و هم عنها مسؤولون.

قضية المعلمة جوليان ذكرتني بقضية الرسوم الكاريكاتورية(مع الاختلاف بوجود سؤ القصد في الثانية)، و ووجه الشبه في محاولة استغلال الدين في الحدث لصرف الناس عن قضايا تمسهم كل يوم، اهمها ارواح تزهق كل يوم بسبب و بلا سبب، ليس اقلها المرض و لا أخرها الرصاصة.

الأمر لم يكن يستدعي كل هذه الضجة، كان يكفي تنبيهها لما وقعت فيه من خطاء، و توجيهها للتصرف السليم، فذلك كما قال البعض ادعي لتنمية روح التسامح و اظهار الصورة الحسنة للاسلام.

الاخ بشير ابوسوالف

Quote: اذا اتفقنا علي وجود هذا الاختلاف الثقافي في الحساسية تجاه هذا الامر، نستطيع أن نقول بأن المعلمة البريطانية(جوليان) لم تكن علي صواب في تصرفها هذا، و أي تبرير بان هذا كان اختيار التلاميذ لايعد مقبولا،

لا يعد مقبولا من وجهة نظرك انت. اما بالنسبة لي فان التسمية لم يكن مقصودا بها
محمدا النبي انما التلميذ محمد العربي.
بهذا الفهم فان
اسم محمد المقدس يجب نزعه من اي محمد سيء السمعة. حمادة بنت مثلا، لماذا لا يثير
استخدام الاسم مشكلة او (محمد ولد) المقصود به تسمية بنت مسترجلة.

محمد مريسة..... ان يرتبط اسم النبي الكريم بالمريسة !!!!

العقدة لدينا ان الغرب عدو .... فيجب اظهار قوة الاسلام و المسلمين واخافتهم.
والا فلماذا نرتضي ان يرتبط اسم النبي بفاحش الفعل؟؟؟؟
حملة لمعاقبة كل ( محمد) سيء السلوك بتهمة الاساءة للنبي

المعلمة لم تقل ولم تشر من بعيد او قريب للنبي او الدين.
محاكمتها على ما في صدرها هو ظلم لها. النبي صلى الله عليه وسلم
كان يعرف المنافقين ولكن لم يحاكم احدا منهم بما في صدره.

Quote: و بالتالي يصبح تطوير حكومة الانقاذ لهذه القضية علي هذا النحو لا يخلو من غرض.

في هذه الجزيئة اتفق معك تماما وارثي لحال القطيع.

Quote: تسأل ذلك الصحقي سؤال مهم جدا و مشروع.. هل أهمية التصدي لمثل هذه الرسومات اكبر لديهم من أهمية وقف شلالات الدماء و الارواح التي تزهق لديهم كل يوم؟!

السؤال عن ايهما اعظم عند الله، اسم محمد ام قتل الانفس؟
توجهنا به الى الكيزان والانقاذيين في المنبر
ولكنهم (كبوا) الزوغة.
اني لارثي لحال القطيع.

Quote: الأمر لم يكن يستدعي كل هذه الضجة، كان يكفي تنبيهها لما وقعت فيه من خطاء، و توجيهها للتصرف السليم، فذلك كما قال البعض ادعي لتنمية روح التسامح و اظهار الصورة الحسنة للاسلام.

لا يستطيع اي مسلم في بريطانيا اليوم ان يقنع المعلمة او افراد اسرتها
بان الاسلام دين تسامح وقد شاهدوا السيوف والسكاكين
والسواطير والجماهير التي خرجت تطالب بقتلها.
ربما يدفع هذا الموقف مخرجا غربيا لانتاج فيلم عن الغوغائية
التي نعيشها ثم يتقاطر (القطيع) بمظاهرات اخرى بدعوى
الاساءة للاسلام !!!!

Quote: لا يعد مقبولا من وجهة نظرك انت. اما بالنسبة لي فان التسمية لم يكن مقصودا بها محمدا النبي انما التلميذ محمد العربي.

اخي Zoal wahid
نعم ..لم تكن علي صواب في تصرفها هذا
وانا لم اقل بانها قصدت بالاسم محمد النبي(عليه الصلاة و السلام)،
ولكن يطل الالتباس موجود، و تحاشيه كان هو الافضل.
و علي سبيل المثال ..نحن لم نسمع حتي في الغرب اسماء انبياء تطلق علي حيوانات.
و مع ذلك اكدت في أكثر من موقع أن سؤ القصد غير متوافر عندها بحسب الشواهد، و لكن خطاء التصرف نتيجة لجهل بما يعنيه الامر لا ينفي الخطاء في ذاته، لذلك قلت أنها لم تكن علي صواب في تصرفها هذا، وان الاجراء المناسب كان هو تنبيهها و توجيهها للتصرف السليم.

اما أن يطلق الاسم علي (حيوان)، ليس مثل أن يطلق علي مولود لينشاء لاحقا فيصبح شخصا فاسدا.

الاخ بشير ابوسالف

Quote: اما أن يطلق الاسم علي (حيوان)، ليس مثل أن يطلق علي مولود لينشاء لاحقا فيصبح شخصا فاسدا.

الدمية ليست حيوانا

الحيوان ياكل ويشرب ويتحرك ويدرك

الدمية لعبة
ولا غبار ان نسمى لعبة باسم محمد العربي
وانت كانت دمية عروس فلنسمها اريج او فاطمة.

لقداسة الاسم محمد اذا اتضح ان الشخص حامل الاسم
سيء الخلق فلماذا اكراما للاسم نجوط ونسحب منه
الاسم المقدس بدلا ان يرتبط اسم نبينا بالخلاعة
او المريسة؟؟؟
المبدأ هو رفض ربط الاسم بما هو سيء

محمد مريسة اليس سيئا؟
حماده بنت اليس فوق السوء وابو السوء نفسه؟

Quote: الدمية ليست حيوانا الحيوان ياكل ويشرب ويتحرك ويدرك الدمية لعبة ولا غبار ان نسمى لعبة باسم محمد العربي

الله يهديك
______________
نحتاج بوست جديد :
أهل دارفور ليسوا ضد الإسلام

بمناسبة الخلط بين الدب الحيوان والدمية

لي طفل عمره 9 سنوات كان يلتقط من الاخبار
ان المعلمة والتلاميذ اطلقوا اسم النبي
محمد على الدب
فسألني مندهش:
كيف يا بابا مسكوا الدب ودخلوه الفصل؟





التسمية الصحيحة هي دمية

Quote: الله يهديك ______________

أمين يارب العالمين.

Quote: نحتاج بوست جديد : أهل دارفور ليسوا ضد الإسلام

؟؟؟؟

قبل بضع اعوام ظهرت لعبة بوكمون في السعودية

فخرجت فتاوي من المساجد وهيئة الامر بالمعروف تحرم
استخدام اللعبة لان اسمها يهودي.

الاطفال يحبون اللعبة و يتابعون الفيلم الكرتوني

ورجال الهيئة يدخلون المتاجر لمصادرة اللعبة

وكلمات التحريم تملا السماء والارض

ثم رويدا رويدا .... هدأت كل الاصوات ولم يعد احد
يخاف ان يعلق الدمية اليهودية في سيارته
او يحملها طفله ليلعب بها في الطريق.
دخلت اللعبة بيوت الائمة ورجال الترهيب.

ازدانت بها متاجر بيع لعب الدمى.

قبل فهم الموضوع يحدث التشنج والتحريم والتجريم
والتهديد

لو فهم الناس لم سميت دمية الدب لكان خيرا
من هذه الفضائح.

طلب بسيط يا اطفال: بدلا عن اسم زميلكم (محمد) سموا اللعبة (العربي).



ولكن له القدرة على التفكير بعقل؟؟

زول واحد
تحليلك منطقى وعقلانى
تسلم

Quote: زول واحد تحليلك منطقى وعقلانى تسلم

اخي عصام

تشكرعلى توضيحك
انا سعيد ان اجد امثالك

تحياتي

عصام علي أحمد
زول واحد
تحليلك منطقى وعقلانى
تسلم

well said

thank you both

keep the good work

Quote: الدمية لعبة

نعم الدمية لعبة، و لكنها لعبة علي شكل حيوان،
كما قلت لك حتي في الغرب لم نسمع باسم نبي يطلق علي لعبة في شكل حيوان!!
و الالعاب و الدمي في حد ذاتها ليس فيها وسيلة تعليمية و ترفيهية جميلة جدا، ولكن هذا موضوع اخر خالص و مختلف تماما، فلا تخلط الاوراق ببعضها.

حتي لو كانوا يفعلون ذلك في بلادهم، فهذا ليس سببا ليفعلوه في بلاد تختلف ثقافتها و تقاليدها عنهم.
ومع ذلك نحن حملنا تصرفها علي حسن النية و عدم سؤ القصد،
و هي قد اعتذرت قد ذلك، و هذا يكفي.

اخي ...لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه.

نحن هنا لسنا لنخلق ادانة، او نجد مبرر
و لكن لكشف اسلوب هذه الحكومة و اتباعهافي محاولات الاستغلال السياسي الفج للمشاعر الدينية لتخلق منهامعارك يتوهمونها!
بل لا يتوهمونها، و لكن يصنعونها صنعا..
و الادهي من ذلك لا يستطيعون تحمل نتائجها
و كل هذا التشنج الذي ذهبوا فيه، تشنج مصطنع يحاولون به مداراة سؤاتهم


و يبقي السؤال:
هل التصعيد في هذه القضايا، و خلق هذه المعارك المتخيلة، أهم من الارواح التي تذهب كل يوم في بلادنا..!
ايهما أولي بالخروج في المسيرات الهادرة، وشن الحملات الضاغطة؟
سؤال لا يستطيعون الاجابة عليه.