عبد الرحمن الراشد : ساذج من قال بنزاهة القضاء السوداني ...

كفى عبثاً بالقضاء
عبد الرحمن الراشد

السودان مشغول بجرِّ المتهمين للمحاكم، من معلمة بريطانية باسم الاساءة للاسلام ومرة مبارك المهدي بدعوى تهديد النظام. ولا بد ان تكون ساذجا لتصدق ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني السماني الوسيلة، مدعيا «استقلال القضاء السوداني ونزاهته، وأن الحكومة لا تتدخل في عمل القضاء، وعليها احترامُ ما يصدر عنه من أحكام». الحكومة لا تتدخل فقط بل تملي، وتسخر، وتلغي. ها هي مدرِّسة بريطانية مسكينة في طريقها من السجن الى الخارج، خارج السودان. الحكومة رمتها في التوقيف، وقررت محاكمتها، ثم سجنتها، وعطلت الحكم، وتحاول الآن ان تدَّعي البطولة بأنها التي أنقذت المدرِّسة من السجن، وفوق هذا تدعي ان لا علاقة لها بأحكام المحكمة. مسرحية سمجة لم تقنع احدا في السودان، او في بريطانيا، بدليل ان وزير العدل السوداني استمر يعترف بالحقيقة، ان الحكومة وراء المحاكمة بدعوى ارتكاب منكر. والقصة باختصار ان احد التلاميذ سمى لعبته على اسمه، واسم التلميذ محمد، وليس اسم الرسول عليه الصلاة والسلام. لكن في سبيل تهديد الحكومة البريطانية بالشارع الاسلامي وجدت السلطات السودانية في القصة فرصة لتثوير الغوغاء بدعوى مفتعلة.
هذه مشكلة بعض محاكمنا، فبعض القضاة لا يحترمون جلال مركزهم، ولا القضاء نفسه، ولا يحترمون حق الانسان الأول في العدالة. كما ان الحكومات لا تخجل من استخدام المحاكم لتصفية حساباتها مع خصومها، ثم تخرج وتتنطع بالحديث عن نزاهة القضاء، وعدم التدخل واحترام احكامه. القضاء ضاع بين قضاة مسيسين يستخدمون القضاء لغاياتهم وقناعاتهم، ومسؤولين يستخدمون القضاة أيضا لنفس الغايات. كان المألوف في السابق ان يقرر الحاكم من عنده ان يحاسب ويعاقب ويعفو، ويترك القضاء مصونا من الاستغلال السياسي. بكل اسف اتسعَ استخدامُ المحاكم كواحدة من وسائل التنازع السياسية حى باتت ظاهرة خطيرة لأنها تفتح على الجميع بابا يصعب اغلاقه.
ما حدث في السودان مخجل، ومعيب، وجريمة بحق المسلمين في كل مكان من العالم، ليس من قبل معلمة بريئة بل من قبل سلطة متورطة في نزاعات مع انظمة اجنبية وأطراف محلية. وفي كل مرة تريد تصفية حساباتها تقوم بإقحام القضاء. هنا استخدمت السلطات السودانية القضاء في لعبة جذب مع الحكومة البريطانية ضمن خلافها حول دارفور والقوات الدولية. وسبق ان لجأت من قبل لاستخدام القضاء ضد معارضيها، بمن فيهم الاسلاميون الذين دعموا انقلابها على الشرعية قبل 18 عاما. والقضاء السوداني استخدم خلال الفترة القليلة الماضية في محاكمة مبارك الفاضل المهدي وثلاثين آخرين في مسرحية جديدة لإرهاب ناقديها. وكان اعتقال مبارك المهدي آخر الصدمات. فهناك شبه اجماع على ان مبارك، القيادي في حزب الأمة (التجديد والإصلاح)، من اكثر السياسيين السودانيين توجها نحو المصالحة، ونبذا للعنف، وأكثر منتقديها مسالمة، مع هذا وجدت فيه السلطات ضحية سهلة.
اساءت الحكومة السودانية للمسلمين في انحاء العالم بتوجيه تهم كيدية للمرأة البريطانية مستغلة اسم الاسلام، وتسيء للمواطن السوداني باتهام مبارك المهدي ورفاقه، وتسيء للنظام العدلي باستغلال ما يُفترض انه أقدس المؤسسات، ألا وهو القضاء.

alrashed@asharqalaw sat.com

المهدي يدعو السودانيين لقفل موضوع المعلمة البريطانية:
أم درمان – الوطن:
قال الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي أنه حقق حول موضوع المعلمة البريطانية، وأضاف سمعت من الطلاب أنها سألت عن تسمية للدب فقال لها أحدهم سموه بأسمي، وصادف أن كان اسمه محمد فاطلقت ذلك الاسم دون أن تراعي ما في ذلك من إساءة لاسم النبي صلى الله عليه وسلم.
وعندما ادركت الخطأ اعتذرت هي وحكومتها، وفي هذا كفاية؛ ما دام لم يتوفر سوء القصد، وأرجو من مواطنينا أن يقفلوا الموضوع عند هذا الحد ..فمن تاب عن ذنب غفر له إن في تصعيد هذه القضية ما يثير النفوس ويعطي فرصة لمن يتهمون المسلمين بالمبالغة في التصرف إن التوجيه الرباني في هذه الامور هو "خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجهالين" وهذا هو السلوك الذي يليق بأمانة محمد صلى الله علي وسلم.

ماشاء الله عبد الرحمن الراشد يكتب في الحكومة السودانية
أيه اللي جدّ
هل مصطفى عثمان إسماعيل ترك الكتابة في الصحيفة التي كان يرأس
تحريرها الراشد أم ماذا؟ ما كانو حبايب

Quote: ماشاء الله عبد الرحمن الراشد يكتب في الحكومة السودانية أيه اللي جدّ هل مصطفى عثمان إسماعيل ترك الكتابة في الصحيفة التي كان يرأس تحريرها الراشد أم ماذا؟ ما كانو حبايب

وهل كانو حبايب عشان مصطفى بيكتب معاهو بس ؟؟

الجرائد التي تعترف بالاخر لا تقمع الافكار ولا الحريات للكتاب
ولا تتعامل مع الكتاب بسبب انتمائهم

بل لانها تعترف بحق الاخر في التعبير والتفكير تتيح له الفرصة ليعبر وليتم التحوار لا التلاكم معه عسى ان ينفعه ذلك

ما اعرفه عن الكاتب الراشد انه لصيق ومتابع بما يحدث في السودان وله كتابات ممتازة في الشان السوداني اذا كان هنالك غير هذا فلا باس من ان تاتي به اخينا الى هنا للمزيد من المعرفة بالكاتب

ولكن الاهم

هو ان نزاهة ومصداقية القضاء السوداني باتت محل تشكك وتناول من الكثير من وسائل الاعلام والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان والعدالة الانسانية

وهذا هو المهم والخطير

Quote: ما اعرفه عن الكاتب الراشد انه لصيق ومتابع بما يحدث في السودان وله كتابات ممتازة في الشان السوداني اذا كان هنالك غير هذا فلا باس من ان تاتي به اخينا الى هنا للمزيد من المعرفة بالكاتب

أخــي الحبيب محمـد

فعــلا الأسـتاذ عبدالرحمـن الراشــد لـه كتابات ممتازه جــدا في الشـأن الســوداني, ظللت متابع لها منذ مــده طويله , وكم رائع مقاله هــذا والذي تناول فيه مهزلــة القــضاء في السـودان.

العــدل اســاس الحكم, وهــو احــد اسماء الـلـه الحســني.

وحديث الراشد حديث حقيقي..فالقضاء غير مستقل في واقع الأمر..فرايس القضاء يعين اساسا بقرار جمهوري من رئيس السلطه التنفيذيه..اما الدستور الأنتقالي فانه لم يعمل به..
واستغرب الذين يتحدثون عن استقلالية القضاء..كيف اذا يعللوا فصل من يعمل بالقضاء واحلالهم بكوادر تنتمي للسلطه التنفيذيه ايديولوجيا..او حتي من باب منفعه؟
هل يعقل ان يكون هناك ونظام قضائي مستقل مع كل هذا الظلم..وكل هذا التشريد للمواطنين السودانيين من الخدمه المدنيه واعتقالات وتعذيب وقتل فرادي وجماعي؟؟

اختيار الخميس للمحاكمه واصدار الحكم فيه كان مقصود منه ان يصادف صبيحة الجمعه وصلاتها.. ثم تعبئة المصلين ضد المدرسه بتهمة سب النبي عليه الصلاة والسلام..
خرجت هذه المظاهره الغاضبه وهي منظمه ومعبئه تماما..ولم يتعرض بوليس الطواري لها بالتوقيف او الضرب.. علي الرغم ان اي مسيره سلميه دعك من مظاهره غاضبه لا تستطيع الخروج بدون اذن السلطه التنفيذيه..لماذا لم يقبض بوليس الطواريء علي المتظاهرين علي الرغم من السيوف والخناجر التي يحملونها؟
وانظر لهؤلاء الآتيين علي ظهور الجياد!

كل ما حدث مدبر والمقصود منه اثارة الغضب عند السودانيين وفي نفس الوقت المحاوله للأبتزاز علي المستوي الأسلامي ضد الغرب..وابتزاز بريطانيا نفسها..الا انها كانت حيله ضعيفه ولقد فطنت لها بريطانيا وكذلك الغرب..
ويبقي الدين والشعب السوداني هم الأداه التي تستعملها السلطه الحاكمه في محاولة الوصول لأهدافها..

....
........

ذكر النواب المسلمين البريطانيين ان من احد اسباب اصرارهم علي الحضور للسودان هو معرفتهم بأن هناك تيار متشدد كان يطالب باستئناف الحكم او اعادة المحاكمه للوصول لحكم أعنف!

تحياتي ..

وماذا عن القضاء فى مملكة ال سعود؟
الراى المبدئ لايعرف اللزوجة والكلام النئ
نظامى الحكم فى السودان والسعودية شبهينا واتلاقينا

Quote: كل ما حدث مدبر والمقصود منه اثارة الغضب عند السودانيين وفي نفس الوقت المحاوله للأبتزاز علي المستوي الأسلامي ضد الغرب..وابتزاز بريطانيا نفسها..الا انها كانت حيله ضعيفه ولقد فطنت لها بريطانيا وكذلك الغرب..

الاخت منى خوجلي

سلام واسف جدا لتاخير الرد

هل تصدقي في قناة الجزيرة وامام ملايين المشاهدين يبرر عمر البشير محاولة اثارة الشعب السوداني ضد الغرب وامريكا تحديدا بان لكل دولة سياسة داخلية و انهم لم يقصدو العداء لامريكا بقدر ما قصدوا تعاطف الشعب وفق لما يسميه السياسة الداخلية !!!!!!!

هل هذا حديث رئيس عاقل ؟!!!

لقد اساء النظام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر مما اساء صاحب الرسوم على الاقل ذاك كافر بدين سيدنا محمد ص وهؤلاء يدعون نصرة دين محمد ( ص )
!!!

Quote: أخــي الحبيب محمـد فعــلا الأسـتاذ عبدالرحمـن الراشــد لـه كتابات ممتازه جــدا في الشـأن الســوداني, ظللت متابع لها منذ مــده طويله , وكم رائع مقاله هــذا والذي تناول فيه مهزلــة القــضاء في السـودان. العــدل اســاس الحكم, وهــو احــد اسماء الـلـه الحســني

نعم الحبيب عبد الله محمود الكاتب يعتبر من المثقفين العرب القلائل الذين يهتمون بما يجرى بداخل الشعوب العربية وقضاياها .. وهو ممن ينتهجون معايير ومقاييس بعينها تهتم بحقوق الانسان وحرياته الاساسية ويريدون واقع اخر غير الذي تعيشه الشعوب المضطهدة

Quote: نظامى الحكم فى السودان والسعودية شبهينا واتلاقينا

راي برضو

لكن يا محجوب نحن هنا نتحدث عن القضاء السوداني هل تفق مع الكاتب في ان لا نزاهة للقضاء السوداني ؟؟ ولعل الكاتب كتب ايضا عن القضاء السعودي فهل اطلعت على كافة كتابات الراشد ؟؟