مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب

مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب


11-30-2007, 05:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1196396427&rn=1


Post: #1
Title: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: هشام هباني
Date: 11-30-2007, 05:20 AM
Parent: #0

الحركة الإسلامية السودانية وجدل إبقاء الحاكمية
صلاح شعيب
فيما بعد نكصت الحركة الإسلامية عن لغة التحاور المؤتمراتي الفوقي الذي يدثر ما هو جارٍ تحت الآرض من تخطيط للهيمنة وتعذيب وقمع للمعارضين، فالتوصيات التي خرجت بها المؤتمرات لم تساوي ثمن الحبر الذي كتب بها، وصارت الانقاذ، بعد إنكشاف امرها، تعتمد على سياسات تنظيمية يجود بها كادرات الحركة من الصف الثاني، وشيئاً فشيئاً تركت الانقاذ كل ما فعلت وسدرت في التجريب السياسي المشابه للتجريب المسرحي على طريقة بريخت، حيث كل شيء خاضع للجدة في الفكرة والتصور المفارق، وربما جاء هذا التجريب بسبب أن الإسلاميين اكتشفوا أن فكرة الحاكمية لله لم تسعفهم حقاً في التعامل مع مشاكل وأزمات اليومي السوداني من بنزين ورغيف ودواء... إلخ، ففقه العبادات شيء وفقه المعاملات شيء آخر، وبالتالي لم يحل -ما رأوه إقتصاداً إسلامياً مشاكل الناس الملحة، فديوان الزكاة لم يسد رمقاً وإن سياسة البكور لم تزد إنتاج قطن طويل التيلة وإن أحاديث الشيخ أحمد حسن ذو اللكنة «الشايقية» لم تقلل من الفساد المالي الذي إستشرى في دواوين الحكومة، كما أن سعي الدكتور عمر أحمد فضل الله حول تسخير الجن لخدمة الاستراتيجية الاقتصادية لم يخلق لا بني إقتصاد ولا دورة مال ولا حتى بنيات تأسيسية من طرق وكبارٍ ومصانع ومستشفيات، بإختصار بات سادة الحركة الإسلامية يتعاملون مع شؤون السودان تعاملاً علمانياً قحاً وصاروا أيضاً أهل دنيا لا ينسون حظهم منها بما يخص ترقية أوضاعهم الاجتماعية تاركين أمر الدين جانباً، ولو أن العلمانية تتيح مجالاً لحرية التفكير الديني، فإنهم «بإسلاميتهم العلمانية» في تسيير شؤون العباد تنكروا لهذا الشرط.. لقد لاحقوا الصوفيين بالإستعلاء والغمز وحاولوا تدجين أو إستقطاب أهل المسيد بمؤتمر الذكر والذاكرين الذي إنعقد «بجنينة الحيوانات» تحت رعاية علي عثمان محمد طه فلا أرضاً قطعوا هناك، وحاولوا إستقطاب الشيخ البرعي بعد أن كرموه في قاعة الصداقة مع الفنان أحمد المصطفى وحمدنا الله عبدالقادر ولما فشلوا إنتاشته سهام شيخهم، نعم لم يحترموا العلمانية ذاتها وسدروا في ملاحقة غير المنقبات بالجلد، وأذكر أن شخصاً بديناً ملتحياً تجاوز العقد السادس بكثير، وكان يرتدي ما يشبه ملابس الدفاع الشعبي حيث يقضي سحابة يومه حول الجامع الكبير بالخرطوم حاملاً في يده سوطاً يلاحق غير المنقبات اللائي كن يزاولن الغدو من محطة مواصلات لأخرى! وبذات الكيفية كان هناك آخرون منتشرون في مواقع متميزة بالخرطوم بحري وامدرمان يمارسون هذه «المهمة الرسالية» دون أن تشكك السلطات المحلية في هذه المهمة وربما هي التي تواطأت لابتدار هذه المهنة، وهكذا فإن الإسلاميين قد إنتهوا بإمتياز إلى علمانيين بالوجه الأقبح، وحين لم تعسفهم بسملاتهم التي يدشنون بها مناقشة مسائل المعاش ولا حتى حوقلاتهم حول كيفية إعادة صياغة السودانيين إسلامياً وإعادة المجد المفقود لدولة الإسلام لجأوا مرة أخرى للمايويين والتكنوقراط الذين تم كشطهم، فرأينا بدرالدين سليمان وسبدرات وإسماعيل الحاج موسى والفاتح عروة وعلي نميري وأحمد عبدالحليم وغيرهم وقد بذلوا مجهوداً «مباركاً» في فك العزلة، والثابت أنه كان لا بد للدوائر أن تصيب الإسلاميين الذين واجهوا عسراً في تسيير الشأن الداخلي والتعاطي مع الخارجي، لذا -وبوجود هؤلاء «المايويين الميامين»- قللوا من تجريب «الإسلامي بالعلماني» المفتوح على فضاءات مسرح الحياة السوداني وعلى فضاء الدنيا التي تفطرت فجأة على العولمة واقتصاد السوق الحر، ورويداً رويداً يعود عقلهم «المزنوق» إلى ساحات العمل بعقلانية مع ما هو غير مرتبط بفقه العبادات، ولكن مرة أخرى ينمسخ «الأجر أو الاجتهاد» السياسي ويبقى لا هو تجريبي! محضاً أو عقلانياً «تماماً». وهكذا تنوب النائبات عليهم بين كل فينة وأخرى، يحاولون تارة إغتيال الرئيس حسني مبارك ثم يدفعون ثمناً باهظاً لتأييد صدام حسين، ثم تارة أخرى يتوددون لمبارك لفتح منافذ الإقليمي والدولي الموصود قبالتهم، وتارة أخرى يحاولون تقعيد الدولة دستورياً وما أن يخلصوا من هذه المهمة حتى ينقلبوا على أنفسهم رغم ما بهم من خصاصة تماسك.. وعبر كل هذه الإنعطافات لا تجد لهم فرقاً منهجياً بين نظامهم المتلبس بالدين وأنظمة الشرق الأوسط العلمانية بل وإن الذي هو أنكى وأمر إنهم تورطوا في إعطاء صورة شائهة لدين الله ودين السودانيين.
أما في الجبهة الفكرية والثقافية فإن تجفيفاً كبيراً في مواعين الثقافة تبع مجيء الحركة الإسلامية للسلطة ومنع كتاباً كباراً من التقرب نحو المؤسسات الثقافية وذلك لأن «الهدف الموضوعي» كان هو إتاحة المجال لإعادة الصياغة الثقافية وبالتالي شهدنا صعود «مفكرين جدد» أمثال أحمد عبدالعال وأمين حسن عمر واسحق أحمد فضل الله والصافي جعفر وغيرهم من الأشاوس الذين كانوا يريدون أسلمة الثقافة، والآن إنفتحت المؤسسات للذين كانوا موصوفين بالكفر والالحاد.
أما في مجال الفن فحدِّث ولا حرج، فقد تعرض أهل الفن إلى هجمة شرسة في المعاش ومنعوا من التسجيل عبر الإذاعة والتلفزيون وأوقف تسجيل الأغاني العاطفية في الوقت الذي صعد فيه شنان وقيقم ومحمد بخيت كفنانين رساليين وحظيوا بمباركة كبار رجال السلطة الذين كانوا يجاوبون في الروبرتاج الصحافي أن فنانهم المفضَّل هو ذلك الذي تمتلئ حنجرته بأغاني الجهاد والحماسة ولكن لم تدم هذه السياسة طويلاً فقد تقرر فتح المجال للأغنية العاطفية.
في الرياضة كانت السلطة وفي إطار إعادة الصياغة تغير ألقاب اللاعبين التي إشتهروا بها فلاعب مثل باكمبا لا بد أن يصف المذيع الراحل علي الحسن مالك تابلوهاته الرائعة باسم مخالف للقبه كأن يقول «..الكرة الآن مع جاد الحق ضيف الله ويمررها إلى محمد موسى سليمان» ويقصد بالأخير هذا الثعلب، إلى أن تغيَّر هذا التغيير في الأسماء وبدا في الحقيقة أن باكمبا سيظل هو باكمبا وأن الثعلب ليس هو البعشوم لذا رأى المتنفذون أن أمر أسماء اللاعبين لا يرقى أن يكون مجالاً للعمل من أجل العودة إلى الجذور -الأسماء، ما حمد وما عبد وما لم...
عوداً إلى بدء، فإن الحركة الإسلامية والتي تواجه الآن جملة من قضايا الواقع السوداني، تقف في قمتها مشكلة دارفور، تحتاج إلى مراجعة تبذلها عضويتها المتمددة في مساحات العمل الوطني، بدلاً عن الصمت عن مواجهة المأساة التي أدخلت فيها الحركة السودان في محاولتها لتبيئة تراث الحاكمية لله في وطن لا تقوم له قائمة إلا بإتباع مفهوم المواطنة، حيث يتساوى فيه الناس على الواجبات والحقوق وفق نظام ديمقراطي يحقق تطلعات الأمة السودانية، وإلا فإن الظروف التي تحيق بالسودان سوف لن تتركه بهذا الأساس من الوحدة وربما أتى يوم سيندم فيه الإسلاميون كونهم أسهموا في تضييع الخيارات الايجابية التي تحقن الدماء وتوجد الوحدة والتآلف بين كل السودانيين.


http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147507287

Post: #2
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: Elbagir Osman
Date: 11-30-2007, 07:43 AM

شنان
وقيقم
ومحمد بخيت

Who are these?

Bagir Musa

Post: #3
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: هشام هباني
Date: 11-30-2007, 02:31 PM
Parent: #2

العزيز الباقر

تلكم مخلوقات سادت ثم بادت

Post: #4
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: Omer Abdalla
Date: 11-30-2007, 02:57 PM

مقال قوي وتشريح دقيق بقلم كاتبنا الأستاذ صلاح شعيب
التخبط هو السمة الغالبة في حكم هؤلاء فعندهم مقدرة خارقة على فعل الشيء وضده دون ان يهتز لهم جفن ..
ولأن امر الدين اساسا لا يعنيهم فقد رأينا كيف بدأوا متشددين ومغالين فيه قبل ان ينكثوا كل غزلهم ويظهروا بوجههم الحقيقي ..
فهل ياترى تعلم الشعب ، الذي اضحى حقلا لتجاربهم السيئة ، من كل ذلك ام تراهم لا يزالون يقدرون على خداعه باسم الإسلام ..
شكرا يا هشام
عمر

Post: #5
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: Dr.Ali Hamad
Date: 11-30-2007, 03:20 PM
Parent: #4

تحليل علمى و سياسى دقيق وعميق مثل كل تحليلات الاخ الصديق صلاح شعيب ، الذى يمسك بصلب العديد من المجالات القلمية بصورة عميقة وجادة يعينه على ذلك اطلاع واسع فى كل ضروب المعرفة. فهو عندما يكتب كناقد أدبى تحسبه منقطعا لهذا الفن ولا يكاد يلم بغيره. وعندما يكتب فى شئون السياسة تكاد تبصم بالعشرة أنه لا يفهم فى غير السياسة شيئا . اما حين يطش فى دنياوات الاسلاميين وتجاريبهم ، فهو يوسعهم لكما بالحق وليس تزيدا عليهم بالباطل .هذه هى الكتابة الرزينة العميقة التى نفتقدها فى كتابات هذا الجيل. الى الامام - يأخ صلاح- وبخ بخ هذا المقال الدرة .
د.على حمد ابراهيم

Post: #6
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: ABDALLAH ABDALLAH
Date: 11-30-2007, 08:45 PM
Parent: #5

Quote:
تحليل علمى و سياسى دقيق وعميق مثل كل تحليلات الاخ الصديق صلاح شعيب ، الذى يمسك بصلب العديد من المجالات القلمية بصورة عميقة وجادة يعينه على ذلك اطلاع واسع فى كل ضروب المعرفة. فهو عندما يكتب كناقد أدبى تحسبه منقطعا لهذا الفن ولا يكاد يلم بغيره. وعندما يكتب فى شئون السياسة تكاد تبصم بالعشرة أنه لا يفهم فى غير السياسة شيئا . اما حين يطش فى دنياوات الاسلاميين وتجاريبهم ، فهو يوسعهم لكما بالحق وليس تزيدا عليهم بالباطل .هذه هى الكتابة الرزينة العميقة التى نفتقدها فى كتابات هذا الجيل. الى الامام - يأخ صلاح- وبخ بخ هذا المقال الدرة .
د.على حمد ابراهيم


الأخ العزيز د. علي حمد

صديقنا العزيز صلاح شعيب هو دائما كذلك اذا كان متحدثا او كاتبا. نشكر الاخ هشام لنقله لنا

هذا المقال الرائع.
عبدالله محمود

Post: #7
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: هشام هباني
Date: 12-01-2007, 04:52 AM
Parent: #6

..

Post: #8
Title: Re: مقال شجاع وصادع للصحافي الشفيف اخي صلاح شعيب
Author: صلاح شعيب
Date: 12-02-2007, 00:38 AM
Parent: #7

الزملاء
والاصدقاء

هشام هباني
الباقر عثمان
عبدالله عبدالله
د.علي حمد
عمر عبد الله

شكرا للتعليقات على هذا المقال والذي هو حلقة من عدة حلقات نشر قبل عام تقريبا
وسأعمل على جلب بقية المقالات هنا لتفعيل الحوار حولها إذا كان هناك إتساع في القوت..مع كل تقديري