عبادة الله سبحانه وتعالي علي الوجه الصحيح ( المفهوم الصحيح للعبادة)

عبادة الله سبحانه وتعالي علي الوجه الصحيح ( المفهوم الصحيح للعبادة)


11-30-2007, 03:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1196390711&rn=0


Post: #1
Title: عبادة الله سبحانه وتعالي علي الوجه الصحيح ( المفهوم الصحيح للعبادة)
Author: Kamel mohamad
Date: 11-30-2007, 03:45 AM




عبادة الله سبحانه وتعالي علي الوجه الصحيح ( المفهوم الصحيح للعبادة):


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:


قال الله تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون), فاذا علمت أن الله وحده هو المنفرد بالخلق والتدبير والاحياء والاماتة والملك التام لكل ما في هذا الكون فلا بد أن يثمر ذلك في قلبك افراده بحق العبادة لا شريك له في شيء منها, ومن أجل هذا قامت السموات والأرض, ومن أجل هذا خلقنا في هذا العالم وجئنا اليه, ومن أجل هذا بعثت الرسل وأنزلت الكتب, وعلى هذا يكون الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.
فهل معنى هذا أن نقضي حياتنا كلها في المسجد راكعين ساجدين, ونترك شؤون الحياة تسير كما شاء أهلها أن يسيروها؟

لا ليس هذا هو المفهوم الصحيح للعبادة, ولكن العبادة هي فعل كل ما يحبه الله ويرضاه, وترك ما ينهى عنه ويأباه, وهي أن تكون في دراستك وعملك وبيتك وطريقك ومسجدك وعلاقتك مع الناس تبتغي وجه الله وتتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبهذين الشرطين تصبح كل حياتك عبادة لله, فالعبادة طاعة وخضوع واستسلام لأوامر الله, وهي صلاة وصوم وحج وزكاة, وهي حب وخوف ورجاء واخلاص لله وحده, وهي شكر وصبر ورضى وشوق لله وحده, وهي دعاء وتضرع وتذلل وخشوع لله وحده, وهي اكل حلال وترك حرام, وهي بر الوالدين وحسن خلق واحترام للكبير, ورحمة للصغير والمسكين وتبسم في وجه أخيك المسلم, هي صدق في الحديث ووفاء بالعهد والوعد وأداء للأمانة وترك للغش واجتناب للربا والرشوة وسائر المحرمات,هي غض بصر وحفظ فرج وحجاب وعفة وحياء, هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة الى الله وجهاد في سبيل الله, كما قال الله تعالى( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ب العالمين لا شريك له, وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
فاذا عرفت المعنى الصحيح للعبادة, فاحذر أن تقع في نواقضها, لأنها سبب في افساد العبادة مهما كانت درجتها, ومن بين هذه النواقض, الشرك بالله الذي قال تعالى فبه( ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفرما دون ذلك لمن يشاء) وقال تعالى (ان الشرك لظلم عظيم).
والشرك أن يصرف الانسان أي عبادة من العبادات لغير الله كائنا من كان ملكا أو نبيا مرسلا, أو وليا صالحا, أو عالما أو عابدا او زعيما او حجرا أو شجرا أو شمسا أو قمرا أو صنما أو وثنا أو هوى متبعا, فكل هذه الأشياء يشرك كثير من الناس بربهم بسببها, فمن دعا غير الله واستغاث به( وهو غائب أو ميت) وطلب منه المدد والمساعدة واعتقد أنه ينفع ويضر ويشفي المريض وينتصر للمظلوم فقد وقع في الشرك, قال تعالى( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له), وقال الله تعالى(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلآء شفعاؤنا عند الله).
ومن الشرك ما يفعله كثير من الناس من الذبح لغير الله كما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم, والله تعالى يقول(فصل لربك وانحر), فكما أن من صلى وسجد لغير الله فقد أشرك, فكذلك من نحر وذبح لغير الله فقد أشرك, ومن هنا حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من اتخاذ القبور مساجد حتى لا يقع الناس في الشرك بسبب الغلو في الصالحين قال صلى الله عليه وسلم(ألا لا تتخذوا القبور مساجد اني أنهاكم عن ذلك).
ومن الشرك أيضا ما ينتشر بين كثير من المسلمبن من تعليق الأحجبة والتمائم لدفع العين وجلب الحظ قال صلى الله عليه وسلم( من علق تميمة فقد أشرك) ,وسأفرد أن شاء الله موضوعا خاصا بالتمائم وخطرها على عقيدة المسلم نظرا لفشوها ي هذه الأمة.

واعلم أن العلم بهذه الأشياء وحرمتها واجب على كل مسلم حتى يتجنب الوقوع في الشرك.

وأملي كبير في أن يتنبه المسلمون لهذا الأمر, ويرجعوا الى دينهم لعل الله ينصرهم, ويمكن لهم في الأرض.
والله نسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لوجهه لكريم.